غزوة بني المصطلق

ثم كانت غزوة بني المصطلق من خزاعة، ورأسهم الحارث بن أبي الضرار، وقد تهيئوا للمسير إلى رسول الله (ص)، وهي غزوة المريسيع، وهو ماء.

-------------

إعلام الورى ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 290

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وذلك أن رسول الله (ص) بلغه أن بني المصطلق يجمعون لحربه, وقائدهم: الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي (ص), فلما سمع بهم رسول الله (ص) خرج إليهم.

--------------

تفسير مجمع البيان ج 10 ص 21, بحار الأنوار ج 20 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس قال: لما خرج النبي (ص) إلى بني المصطلق, جنب عن الطريق فأدركه الليل, فنزل بقرب واد وعر, فلما كان في آخر الليل هبط عليه جبرئيل (ع) يخبره أن طائفة من كفار الجن قد استبطنوا الوادي, يريدون كيده وإيقاع الشر بأصحابه عند سلوكهم إياه, فدعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال له: اذهب إلى هذا الوادي, فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك, فادفعه بالقوة التي أعطاك الله عز وجل, وتحصن منه بأسماء الله التي خصك بعلمها, وأنفذ معه مئة رجل من أخلاط الناس, وقال لهم: كونوا معه وامتثلوا أمره, فتوجه أمير المؤمنين (ع) إلى الوادي, فلما قارب شفيره أمر المئة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير ولا يحدثوا شيئا حتى يأذن لهم, ثم تقدم فوقف على شفير الوادي وتعوذ بالله من أعدائه وسمى الله عز وجل, وأومأ إلى القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه, فقربوا, فكان بينهم وبينه فرجة مسافتها غلوة, ثم رام الهبوط إلى الوادي فاعترضته ريح عاصف كاد أن يقع القوم على وجوههم لشدتها, ولم تثبت أقدامهم على الأرض من هول ما لحقهم, فصاح أمير المؤمنين: أنا علي بن أبي طالب بن عبد المطلب وصي رسول الله وابن عمه, اثبتوا إن شئتم, فظهر للقوم أشخاص على صورة الزط (جيل من الناس) تخيل في أيديهم شعل النار قد اطمأنوا بجنبات الوادي, فتوغل أمير المؤمنين (ع) بطن الوادي وهو يتلو القرآن ويومئ بسيفه يمينا وشمالا, فما لبثت الأشخاص حتى صارت كالدخان الأسود, وكبر أمير المؤمنين (ع) ثم صعد من حيث انهبط, فقام مع القوم الذين اتبعوه حتى أسفر الموضع عما اعتراه, فقال له أصحاب رسول الله (ص): ما لقيت يا أبا الحسن؟ فلقد كدنا أن نهلك خوفا, وإشفاقنا عليك أكثر مما لحقنا, فقال لهم (ع): إنه لما تراءى لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله عز وجل فتضاءلوا, وعلمت ما حل بهم من الجزع, فتوغلت الوادي غير خائف منهم, ولو بقوا على هيئاتهم لأتيت على آخرهم, وقد كفى الله كيدهم وكفى المسلمين شرهم, وسيسبقني بقيتهم إلى النبي (ع) فيؤمنون به, وانصرف أمير المؤمنين(ع) بمن تبعه إلى رسول الله (ص), فأخبره الخبر فسري عنه ودعا له بخير, وقال له: قد سبقك يا علي إلى من أخافه الله بك, فأسلم وقبلت إسلامه, ثم ارتحل بجماعة المسلمين حتى قطعوا الوادي آمنين غير خائفين.

---------------

الإرشاد ج 1 ص 339, مدينة المعاجز ج 2 ص 64, بحار الأنوار ج 60 ص 86, إعلام الورى ص 180 نحوه, الخرائج ج 1 ص 203 نحوه, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 87 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما سمع بهم - بني المصطلق - رسول الله (ص) خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له: المريسيع, من ناحية قديد إلى الساحل, فتزاحف الناس, واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل منهم من قتل‏.

--------------

تفسير مجمع البيان ج 10 ص 21, بحار الأنوار ج 20 ص 281

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالت جويرية بنت الحارث- زوجة رسول الله (ص)-: أتانا رسول الله (ص) ونحن على المريسيع، فأسمع أبي وهو يقول: أتانا ما لا قبل لنا به، قالت: وكنت أرى من الناس والخيل والسلاح ما لا أصف من الكثرة، فلما أن أسلمت وتزوجني رسول الله (ص) ورجعنا جعلت أظهر إلى المسلمين فليسوا كما كنت أرى، فعرفت أنه رعب من الله عز وجل يلقيه في قلوب المشركين. قالت: ورأيت قبل قدوم النبي (ص) بثلاث ليال كأن القمر يسير من يثرب حتى وقع في حجري، فكرهت أن أخبر بها أحدا من الناس، فلما سبينا رجوت الرؤيا، فأعتقني رسول الله (ص) وتزوجني.

-------------

إعلام الورى ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 290

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأمر رسول الله (ص) أصحابه أن يحملوا عليهم حملة رجل واحد، فما أفلت منهم إنسان، وقتل عشرة منهم واسر سائرهم، وكان شعار المسلمين يومئذ: يا منصور أمت.

-------------

إعلام الورى ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 290

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: شعارنا... ويوم المريسيع وهو يوم بني المصطلق: ألا إلى الله الأمر!

-------------

الكافي ج 5 ص 47, الوافي ج 15 ص 117, وسائل الشيعة ج 15 ص 138, بحار الأنوار ج 19 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان من بلائه – أمير المؤمنين (ع) - ببني المصطلق ما اشتهر عند العلماء, وكان الفتح له (ع) في هذه الغزاة بعد أن أصيب يومئذ ناس من بني عبد المطلب, فقتل أمير المؤمنين (ع) رجلين من القوم, وهما: مالك وابنه,

------------

الإرشاد ج 1 ص 118, بحار الأنوار ج 20 ص 289

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

في رواية أبي قتادة: كان يتفجر الماء من بين أصابعه – رسول الله ص - لما وضع يده فيها, حتى شرب الماء الجيش العظيم وسقوا وتزودوا في غزوة بني المصطلق. وفي رواية علقمة بن عبد الله أنه (ص) وضع يده في الإناء فجعل الماء يفور من بين أصابعه, فقال: حي على الوضوء والبركة من الله, فتوضأ القوم كلهم. وفي حديث أبي ليلى شكونا إلى النبي (ع) من العطش, فأمر بحفره فحفرت فوضع عليها نطعا, ووضع يده على النطع وقال: هل من ماء؟ فقال لصاحب الإداوة: صب الماء على كفي واذكر اسم الله, ففعل, فلقد رأيت الماء ينبع من بين أصابع رسول الله (ص) حتى روي القوم وسقوا ركابهم.

-------------

مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 105, بحار الأنوار ج 18 ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأصاب رسول الله (ص) منهم سبيا كثيرا, فقسمه في المسلمين. وكان فيمن أصيب يومئذ من السبايا: جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار, وكان شعار المسلمين يوم بني المصطلق: يا منصور أمت, وكان الذي سبى جويرية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع), فجاء بها إلى النبي (ص) فاصطفاها النبي (ص). فجاء أبوها إلى النبي (ع) بعد إسلام بقية القوم فقال: يا رسول الله, إن ابنتي لا تسبى, إنها امرأة كريمة, قال: اذهب فخيرها, قال: أحسنت وأجملت. وجاء إليها أبوها فقال لها: يا بنية, لا تفضحي قومك, فقالت له: قد اخترت الله ورسوله. فقال لها أبوها: فعل الله بك وفعل, فأعتقها رسول الله (ص)‏ وجعلها في جملة أزواجه.

------------

الإرشاد ج 1 ص 118, بحار الأنوار ج 20 ص 289

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وسبى رسول الله (ص) الرجال والنساء والذراري والنعم والشياه، فلما بلغ الناس أن رسول الله تزوج جويرية بنت الحارث قالوا: أصهار رسول الله. فأرسلوا ما كان في أيديهم من بني المصطلق، فما علم امرأة أعظم بركة على قومها منها.

-----------

إعلام الورى ص 94, بحار الأنوار ج 20 ص 290

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

{إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون‏} قال – علي بن إبراهيم - نزلت في غزوة المريسع وهي غزوة بني المصطلق في سنة خمس من الهجرة، وكان رسول الله (ص) خرج إليها فلما رجع منها نزل على بئر، وكان الماء قليلا فيها، وكان أنس بن سيار حليف الأنصار، وكان جهجاه بن سعيد الغفاري أجيرا لعمر بن الخطاب، فاجتمعوا على البئر فتعلق دلو ابن سيار بدلو جهجاه، فقال سيار دلوي وقال جهجاه دلوي، فضرب جهجاه يده على وجه ابن سيار فسال منه الدم، فنادى سيار بالخزرج ونادى جهجاه بقريش، وأخذ الناس السلام وكاد أن تقع الفتنة، فسمع عبد الله بن أبي النداء فقال: ما هذا؟ فأخبروه بالخبر فغضب غضبا شديدا ثم قال: قد كنت كارها لهذا المسير، إني لأذل العرب، ما ظننت أني أبقى إلى أن أسمع مثل هذا، فلا يكون عندي تغيير! ثم أقبل على أصحابه فقال: هذا عملكم أنزلتموهم منازلكم وواسيتموهم بأموالكم، ووقيتموهم بأنفسكم وأبرزتم نحوركم للقتل، فأرمل نساءكم وأيتم صبيانكم، ولو أخرجتموهم لكانوا عيالا على غيركم! ثم قال: {لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}! وكان في القوم زيد بن أرقم وكان غلاما قد راهق وكان رسول الله (ص) في ظل شجرة في وقت الهاجرة وعنده قوم من أصحابه من المهاجرين والأنصار، فجاء زيد فأخبره بما قال عبد الله ابن أبي، فقال رسول الله (ص): لعلك وهمت يا غلام؟ فقال: لا، والله ما وهمت! فقال: لعلك غضبت عليه؟ قال: لا ما غضبت عليه! قال: فلعله سفه عليك؟ فقال: لا والله! فقال رسول الله (ص) لشقران مولاه: أخرج، فأخرج أحدج راحلته وركب، وتسامع الناس بذلك فقالوا: ما كان رسول الله (ص) ليرحل في مثل هذا الوقت! فرحل الناس ولحقه سعد بن عبادة فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته! فقال: وعليك السلام! فقال: ما كنت لترحل في هذا الوقت؟ فقال: أوما سمعت قولا قاله صاحبكم؟ قالوا: وأي صاحب لنا غيرك يا رسول الله؟ قال عبد الله بن أبي زعم أنه إن رجع {إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل}! فقال: يا رسول الله، فأنت وأصحابك الأعز وهو وأصحابه الأذل، فسار رسول الله (ص) يومه كله لا يكلمه أحد، فأقبلت الخزرج على عبد الله بن أبي يعذلونه فحلف عبد الله أنه لم يقل شيئا من ذلك، فقالوا: فقم بنا إلى رسول الله (ص) حتى نعتذر إليه، فلوى عنقه! فلما جن الليل سار رسول الله (ص) ليله كله والنهار، فلم ينزلوا إلا للصلاة، فلما كان من الغد نزل رسول الله (ص) ونزل أصحابه، وقد أمهدهم الأرض من السهر الذي أصابهم. فجاء عبد الله بن أبي إلى رسول الله (ص)، فحلف عبد الله أنه لم يقل ذلك، وأنه ليشهد أنه لا إله إلا الله وأنك لرسول الله وأن زيدا قد كذب علي! فقبل رسول الله (ص) منه، وأقبلت الخزرج على زيد بن أرقم يشتمونه ويقولون له كذبت على عبد الله سيدنا! فلما رحل رسول الله (ص) كان زيد معه يقول: اللهم إنك لتعلم أني لم أكذب على عبد الله بن أبي، فما سار إلا قليلا حتى أخذ رسول الله (ص) ما كان يأخذه من البرحاء عند نزول الوحي عليه، فثقل حتى كادت ناقته أن تبرك من ثقل الوحي، فسريَ عن رسول الله (ص) وهو يسكب العرق عن جبهته، ثم أخذ بأذن زيد بن أرقم فرفعه من الرحل ثم قال: يا غلام صدق قولك ووعى قلبك وأنزل الله فيما قلت قرآنا! فلما نزل جمع أصحابه وقرأ عليهم سورة المنافقين: بسم الله الرحمن الرحيم {إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله} إلى قوله {ولكن المنافقين لا يعلمون} ففضح الله عبد الله بن أبي.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 368, تفسير الصافي ج 5 ص 178, البرهان ج 5 ص 385, بحار الأنوار ج 20 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 331, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبان بن عثمان قال: سار رسول الله (ص) يوما وليلة ومن الغد حتى ارتفع الضحى، فنزل ونزل الناس فرموا بأنفسهم نياما، وإنما أراد رسول الله (ص) أن يكف الناس عن الكلام. قال: وإن ولد عبد الله بن أبي أتى رسول الله (ص) فقال يا رسول الله إن كنت عزمت على قتله فمرني أكون أنا الذي أحمل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الأوس والخزرج أني أبرهم ولدا بوالدي، فإني أخاف أن تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي أن أنظر إلى قاتل عبد الله، فأقتل مؤمنا بكافر فأدخل النار! فقال رسول الله (ص): بل نحسن صحبته ما دام معنا!

------------

تفسير القمي ج 2 ص 370, تفسير الصافي ج 5 ص 180, البرهان ج 5 ص 386, بحار الأنوار ج 20 ص 288, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 265

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان عبد الله بن أبي بقرب المدينة، فلما أراد أن يدخلها جاءه ابنه عبد الله بن عبد الله بن أبي حتى أناخ على مجامع طرق المدينة، فقال: مالك ويلك! قال: والله لا تدخلها إلا بإذن رسول الله (ص)، ولتعلمن اليوم من الأعز من الأذل! فشكا عبد الله ابنه إلى رسول الله (ص)، فأرسل إليه أن خل عنه يدخل. فقال: أما إذا جاء أمر رسول الله (ص) فنعم. فدخل فلم يلبث إلا أياما قلائل حتى اشتكى ومات! فلما نزلت هذه الآيات وبان كذب عبد الله قيل له: نزل فيك آي شداد، فاذهب إلى رسول الله (ص) يستغفر لك. فلوى رأسه ثم قال: أمرتموني أن أؤمن فقد آمنت وأمرتموني أن أعطي زكاة مالي فقد أعطيت، فما بقي إلا أن أسجد لمحمد! فنزل: {وإذا قيل لهم تعالوا} أي هلموا {يستغفر لكم رسول الله لووا رؤسهم}‏... {ولكن المنافقين لا يعلمون}

-----------

تفسير مجمع البيان ج 10 ص 23, بحار الأنوار ج 20 ص 284

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سلمان المحمدي أنه قال: لما انصرف رسول الله (ص) من غزوة بني المصطلق تقدم في مقدمة الناس، وأمر عليا (ع) أن يكون في ساقتهم يحفظهم، فلما وصل رسول الله (ص) إلى المدينة أتى إلى باب المسجد فجلس ينتظر عليا (ع) لم يدخل منزله، فرأيته يمسح العرق من وجهه، ثم قال: يأتيكم الساعة من هذه الشعبة، وأشار بيده إلى بعض الشعاب رجل أشبه الناس بالمسيح، وهو أفضل الناس بعدي يوم القيامة، وأول من يدخل الجنة! فجعلنا ننظر إلى الشعب فكان أول من طلع منه علي بن أبي طالب (ع)! فلما انتهى إلى رسول الله (ص) قام إليه فاعتنقه وقبل بين عينيه ودخلا فقال قوم من المنافقين: يشبه ابن عمه بالمسيح ويمثله به، أفآلهتنا التي كنا نعبدها خير أم علي؟ فأنزل الله عز وجل فيهم: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا ءآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون}.

-------------

شرح الأخبار ج 2 ص 466

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين (ع) فقال له رسول الله (ص): إن فيك شبها من عيسى ابن مريم, ولو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم, لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة, قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم, فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم, فأنزل الله على نبيه (ص) فقال {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم} يعني من بني هاشم {ملائكة في الأرض يخلفون}.

------------

الكافي ج 8 ص 57, الوافي ج 3 ص 932, تفسير الصافي ج 4 ص 397, البرهان ج 2 ص 679, مدينة المعاجز ج 2 ص 265, بحار الأنوار ج 35 ص 323, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 530, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 336

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يزيد بن رومان: أن رسول الله (ص) بعث إليهم - إلى بني المصطلق - بعد إسلامهم الوليد بن عقبة بن أبي معيط، فلما سمعوا به ركبوا إليه فلما سمع بهم هابهم، فرجع إلى رسول الله (ص)، فأخبره أن القوم قد هموا بقتله، ومنعوه ما قبلهم من صدقتهم... فبينما هم على ذلك قدم وفدهم على رسول الله (ص)، فقالوا: يا رسول الله، سمعنا برسولك حين بعثته إلينا، فخرجنا إليه لنكرمه، ونؤدي إليه ما قبلنا من الصدقة، فانشمر راجعا، فبلغنا أنه زعم لرسول الله (ص) أنا خرجنا إليه لنقتله، ووالله ما جئنا لذلك، فأنزل الله تعالى فيه وفيهم: {يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة  فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}.

-------------

السيرة النبوية لابن هشام ج 3 ص 763, جامع البيان ج 26 ص 161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة، وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة في الجاهلية، فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله (ص) وأخذوا منه كتابا، فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادي بالصلاة فصلى وصلوا، فلما كانت صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة فقتل وأصاب فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي (ص) وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد، فاستقبل القبلة ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد! قال: ثم قدم على رسول الله تبر ومتاع فقال لعلي (ع): يا علي، أئت بني جذيمة من بني المصطلق، فأرضهم مما صنع خالد. ثم رفع (ص) قدمه فقال: يا علي، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك. فأتاهم علي (ع) فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله، فلما رجع إلى النبي (ص) قال: يا علي، أخبرني بما صنعت. فقال: يا رسول الله، عمدت فأعطيت لكل دم دية ولكل جنين غرة، ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لا يعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يا رسول الله. فقال (ص): يا علي، أعطيتهم ليرضوا عني رضي الله عنك يا علي، إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.

------------

الأمالي للصدوق ص 173, علل الشرائع ج 2 ص 473, غاية المرام ج 2 ص 75, بحار الأنوار ج 21 ص 142, مستدرك الوسائل ج 18 ص 366, الأمالي للطوسي ص 498 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية