غزوة حنين والطائف

* غزوة حنين

ثم كانت غزوة حنين‏, وذلك أن هوازن جمعت له جمعا كثيرا, فذكر لرسول الله (ص) أن صفوان بن أمية عنده مائة درع, فسأله ذلك, فقال: أغصبا يا محمد؟ قال: لا, ولكن عارية مضمونة, قال: لا بأس بهذا, فأعطاه, فخرج رسول الله (ص) في ألفين من مكة, وعشرة آلاف كانوا معه.

------------

إعلام الورى ص 113, بحار الأنوار ج 21 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

و بلغ رسول الله (ص) اجتماع هوازن بأوطاس, فجمع القبائل ورغبهم في الجهاد, ووعدهم النصر وأن الله قد وعده أن يغنمه أموالهم ونساءهم وذراريهم, فرغب الناس وخرجوا على راياتهم, وعقد اللواء الأكبر ودفعه إلى أمير المؤمنين (ع), وكل من دخل مكة براية أمره أن يحملها، وخرج في اثني عشر ألف رجل, عشرة آلاف ممن كانوا معه.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 286, تفسير الصافي ج 2 ص 330, البرهان ج 2 ص 754, بحار الأنوار ج 21 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 426

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

بعث رسول الله (ص) عبد الله بن أبي حدرد عينا, فسمع ابن عوف يقول: يا معشر هوازن, إنكم أحد العرب وأعده, وإن هذا رجل لم يلق قوما يصدقونه القتال, فإذا لقيتموه فاكسروا جفون سيوفكم, واحملوا عليه حملة رجل واحد, فأتى ابن أبي حدرد رسول الله (ص) فأخبره‏.

------------

إعلام الورى ص 113, بحار الأنوار ج 21 ص 165

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 فتهيئوا – هوازن - وجمعوا الجموع والسلاح, واجتمع رؤساء هوازن إلى مالك بن عوف النضري, فرأسوه عليهم وخرجوا وساقوا معهم أموالهم ونساءهم وذراريهم‏.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 285, تفسير الصافي ج 2 ص 330, البرهان ج 2 ص 753, بحار الأنوار ج 21 ص 148, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 197, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 424

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وقال مالك بن عوف لقومه: ليصير كل رجل منكم أهله وماله خلف ظهره, واكسروا جفون سيوفكم واكمنوا في شعاب هذا الوادي وفي الشجر, فإذا كان في غلس الصبح فاحملوا حملة رجل واحد وهدوا القوم, فإن محمدا لم يلق أحدا يحسن الحرب‏.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 331, البرهان ج 2 ص 754, بحار الأنوار ج 21 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 426

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر: فسرنا حتى إذا استقبلنا وادي حنين, كان القوم قد كمنوا في شعاب الوادي ومضايقه, فما راعنا إلا كتائب الرجال بأيديها السيوف والعمد والقنى, فشدوا علينا شدة رجل واحد, فانهزم الناس راجعين لا يلوي أحد على أحد.

------------

إعلام الورى ص 114, بحار الأنوار ج 21 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما صلى رسول الله (ص) الغداة انحدر في وادي حنين, وهو واد له انحدار بعيد, وكانت بنو سليم على مقدمه, فخرجت عليها كتائب هوازن من كل ناحية فانهزمت بنو سليم وانهزم من ورائهم, ولم يبق أحد إلا انهزم, وبقي أمير المؤمنين (ع) يقاتلهم في نفر قليل, ومر المنهزمون برسول الله (ص) لا يلوون على شي‏ء, وكان العباس أخذ بلجام بغلة رسول الله (ص) عن يمينه, وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب عن يساره, فأقبل رسول الله (ص) ينادي: يا معشر الأنصار! إلى أين المفر؟ ألا أنا رسول الله! فلم يلو أحد عليه, وكانت نسيبة بنت كعب المازنية تحثو التراب في وجوه المنهزمين وتقول: أين تفرون عن الله وعن رسوله؟ ومر بها عمر فقالت له: ويلك ما هذا الذي صنعت؟ فقال لها: هذا أمر الله‏.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 331, البرهان ج 2 ص 754, بحار الأنوار ج 21 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 427

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما التقوا مع المشركين لم يلبثوا حتى انهزموا بأجمعهم, فلم يبق منهم مع النبي (ص) إلا عشرة أنفس, تسعة من بني هاشم خاصة, وعاشرهم أيمن ابن أم أيمن‏.

----------

الإرشاد ج 1 ص 140, بحار الأنوار ج 21 ص 155

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأخذ رسول الله (ص) ذات اليمين وأحدق ببغلته تسعة من بني عبد المطلب.

------------

إعلام الورى ص 114, بحار الأنوار ج 21 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان العباس عن يمينه – رسول الله (ص) - والفضل عن يساره, وأبو سفيان (بن الحارث) ممسك بسرجه عند نفر بغلته, وسائرهم حوله, وعلي (ع) يضرب بالسيف بين يديه‏.

------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 143, كشف الغمة ج 1 ص 221, كشف اليقين ص 144, بحار الأنوار ج 41 ص 94

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عجلان, عن أبي عبد الله (ع)‏ في قول الله تعالى {ويوم‏ حنين‏ إذ أعجبتكم‏ كثرتكم} إلى {ثم‏ وليتم‏ مدبرين} فقال: أبو فلان‏.

-------------

 تفسير العياشي ج 2 ص 84, البرهان ج 2 ص 753, بحار الأنوار ج 30 ص 230, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 428

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الضحاك بن مزاحم‏ في قول الله تعالى: {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}‏ الآية، قال: نزلت في الذين ثبتوا مع رسول الله (ص) يوم حنين: علي (ع) والعباس وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب في نفر من بني هاشم.

------------

شواهد التنزيل ج 1 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحارث بن نوفل: فحدثني الفضل بن العباس، قال: التفت العباس يومئذ وقد أقشع الناس عن بكرة أبيهم، فلم ير عليا (ع) في من ثبت، فقال: شوهة بوهة، أفي مثل هذا الحال يرغب ابن أبي طالب بنفسه عن رسول الله (ص) وهو صاحب ما هو صاحبه!- يعني المواطن المشهورة له- فقلت: نقص قولك لابن أخيك يا أبت. قال: ما ذاك، يا فضل؟ قلت: أما تراه في الرعيل الأول، أما تراه في الرهج، قال: أشعره لي يا بني. قلت: ذو كذا ذو كذا ذو البردة. قال: فما تلك البرقة؟ قلت: سيفه يزيل به بين الأقران. فقال: بر بن بر، فداه عم وخال. قال: فضرب علي (ع) يومئذ أربعين مبارزا، كلهم يقده حتى أنفه وذكره، قال: وكانت ضرباته مبتكرة.

-----------

الأمالي للطوسي ص 575, بحار الأنوار ج 21 ص 179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

{ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على‏ رسوله وعلى المؤمنين} يعني أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ومن ثبت معه من بني هاشم يومئذ, وهم ثمانية: أمير المؤمنين (ع) تاسعهم, العباس بن عبد المطلب عن يمين رسول الله (ص), والفضل بن العباس بن عبد المطلب عن يساره, وأبو سفيان بن الحارث ممسك بسرجه عند ثفر  بغلته, وأمير المؤمنين (ع) بين يديه بالسيف, ونوفل بن الحارث, وربيعة بن الحارث, وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب, وعتبة ومعتب ابنا أبي لهب حوله.

----------

الإرشاد ج 1 ص 140, بحار الأنوار ج 21 ص 155

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأقبل مالك بن عوف يقول: أروني محمدا! فأروه, فحمل على رسول الله (ص) وكان رجلا أهوج, فلقيه رجل من المسلمين فالتقيا فقتله مالك, وقيل: إنه أيمن ابن أم أيمن, ثم أقدم فرسه فأبى أن يقدم نحو رسول الله (ص)‏.

------------

إعلام الورى ص 114, بحار الأنوار ج 21 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال شيبة بن عثمان بن أبي طلحة: أدرك ثاري - وكان أبوه قتل يوم أحد - اليوم أقتل محمدا, قال: فأردت برسول الله (ص) لأقتله, فأقبل شي‏ء حتى تغشى فؤادي, فلم أطق ذلك, فعرفت أنه ممنوع.

------------

إعلام الورى ص 115, إثبات الهداة ج 1 ص 391, بحار الأنوار ج 21 ص 166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي إسحاق قال: سأل رجل البراء فقال: يا أبا عمارة, أوليتم يوم حنين؟ قال البراء: اما رسول الله (ص) لم يول يومئذ, كان أبو سفيان بن الحرث آخذا بعنان بغلته, فلما غشيه المشركون نزل فجعل يقول: انا النبي لا كذب, انا ابن عبد المطلب! قال: فما روى من الناس يومئذ أشد منه.

----------

صحيح البخاري ج 4 ص 28, عمدة القاري ج 14 ص 287, جامع البيان ج 10 ص 132, الطبقات الكبرى ج 4 ص 51

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما رأى رسول الله (ص) الهزيمة, ركض يحوم على بغلته قد شهر سيفه، فقال: يا عباس, اصعد هذا الطرب وناد: يا أصحاب البقرة! ويا أصحاب الشجرة! إلى أين تفرون هذا رسول الله (ص).

---------

تفسير القمي ج 1 ص 287, بحار الأنوار ج 2 ص 755

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الهادي (ع) في زيارة أمير المؤمنين (ع) يوم الغدير, قال: ...وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، - الى ان قال - ويوم حنين على ما نطق به التنزيل: {إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} والمؤمنون أنت ومن يليك، وعمك العباس ينادي المنهزمين: يا أصحاب سورة البقرة، يا أهل بيعة الشجرة، حتى استجاب له قوم قد كفيتهم المؤونة، وتكفلت دونهم المعونة...

-----------

المزار الكبير ص 274, المزار للشهيد الأول ص 78, بحار الأنوار ج 97 ص 364, زاد المعاد ص 472

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن موسى بن عقبة قال: قام رسول الله (ص) في الركابين وهو على البغلة, فرفع يده إلى الله يدعو ويقول: اللهم إني أنشدك ما وعدتني, اللهم لا ينبغي لهم أن يظهروا علينا. ونادى أصحابه وذمرهم: يا أصحاب البيعة يوم الحديبية! الله الله! الكرة على نبيكم!

------------

إعلام الورى ص 115, بحار الأنوار ج 21 ص 167

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم رفع رسول الله (ص) يده فقال: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان, فنزل جبرئيل (ع) عليه فقال له: يا رسول الله, دعوت بما دعا به موسى حين فلق الله له البحر ونجاه من فرعون, ثم قال رسول الله (ص) لأبي سفيان بن الحارث: ناولني كفا من حصى, فناوله فرماه في وجوه المشركين ثم قال: شاهت الوجوه, ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن تهلك هذه العصابة لم تعبد وإن شئت أن لا تعبد لا تعبد.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 332, البرهان ج 2 ص 755, بحار الأنوار ج 21 ص 150, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 200, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 427

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال سلمة بن الأكوع: ونزل رسول الله (ص) عن البغلة, ثم قبض قبضة من تراب, ثم استقبل به وجوههم وقال: شاهت الوجوه, فما خلق الله منهم إنسانا إلا ملأ عينيه ترابا بتلك القبضة.

-------------

إعلام الورى ص 116, إثبات الهداة ج 1 ص 392, بحار الأنوار ج 21 ص 167

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما سمعت الأنصار نداء العباس عطفوا وكسروا جفون سيوفهم, وهم يقولون: لبيك, ومروا برسول الله (ص) واستحيوا أن يرجعوا إليه, ولحقوا بالراية, فقال رسول الله (ص) للعباس: من هؤلاء يا أبا الفضل‏؟ فقال: يا رسول الله, هؤلاء الأنصار، فقال رسول الله (ص): الآن حمي الوطيس, ونزل النصر من السماء, وانهزمت هوازن. فكانوا يسمعون قعقعة السلاح في الجو, وانهزموا في كل وجه, وغنم الله رسوله أموالهم ونساءهم وذراريهم, وهو قول الله {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين}.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 332, البرهان ج 2 ص 755, بحار الأنوار ج 21 ص 151, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 200, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 428

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) في قوله {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا} وهو القتل {وذلك جزاء الكافرين}.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 288, تفسير الصافي ج 2 ص 332, البرهان ج 2 ص 755, بحار الأنوار ج 21 ص 151, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 429

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وقال رجل من بني نضر بن معاوية يقال له شجرة بن ربيعة للمؤمنين, وهو أسير في أيديهم: أين الخيل البلق, والرجال عليهم الثياب البيض؟ فإنما كان قتلنا بأيديهم, وما كنا نراكم فيهم إلا كهيئة الشامة, قالوا: تلك الملائكة.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 288, تفسير الصافي ج 2 ص 332, البرهان ج 2 ص 755, بحار الأنوار ج 21 ص 151, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 429

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالوا: وأقبل رجل من هوازن على جمل له أحمر, بيده راية سوداء في رأس رمح طويل أمام القوم, إذا أدرك ظفرا من المسلمين‏ أكب عليهم, وإذا فاته الناس رفعه لمن وراءه من المشركين فاتبعوه, وهو يرتجز ويقول‏:

أنا أبو جرول لا براح ... حتى نبيح القوم أو نباح

فصمد له أمير المؤمنين (ع) فضرب عجز بعيره فصرعه, ثم ضربه فقطره, ثم قال‏:

قد علم القوم لدى الصباح ... أني في الهيجاء ذو نصاح‏

فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه الله.

----------

الإرشاد ج 1 ص 142, الدر النظيم ص 183, بحار الأنوار ج 21 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ولما قتل أمير المؤمنين (ع) أبا جرول, وخذل القوم لقتله, وضع المسلمون سيوفهم فيهم (جيش هوازن), وأمير المؤمنين (ع) يقدمهم حتى قتل أربعين رجلا من القوم, ثم كانت الهزيمة والأسر حينئذ, وكان أبو سفيان صخر بن حرب بن أمية في هذه الغزاة, فانهزم في جملة من انهزم من المسلمين.

---------------

الإرشاد ج 1 ص 144, بحار الأنوار ج 21 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فانهزموا وعد قتلى علي (ع) فكانوا أربعين وقال (ع):

أ لم تر أن الله أبلى رسوله .. بلاء عزيزا ذا اقتدار وذا فضل‏

بما أنزل الكفار دار مذلة ... فذاقوا هوانا من إسار ومن قتل‏

فأمسى رسول الله قد عز نصره ... وكان رسول الله أرسل بالعدل‏

فجاء بفرقان من الله منزل ... مبينة آياته لذوي العقل‏

فأنكر أقوام فزاغت قلوبهم ... فزادهم الرحمن خبلا إلى خبل‏

----------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 144, بحار الأنوار ج 41 ص 94

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم التأم المسلمون وصفوا للعدو, فقال رسول الله (ص): اللهم إنك أذقت أول قريش نكالا, فأذق آخرها نوالا. وتجالد المسلمون والمشركون, فلما رآهم النبي (ص) قام في ركابي سرجه حتى أشرف على جماعتهم, وقال: الآن حمي الوطيس,

أنا النبي لا كذب ... أنا بن عبد المطلب

فما كان بأسرع من أن ولى القوم أدبارهم وجي‏ء بالأسرى إلى رسول الله (ص) مكتفين.

--------------

الإرشاد ج 1 ص 143, بحار الأنوار ج 21 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال سلمة بن الأكوع: فولوا مدبرين, فأتبعهم المسلمون فقتلوهم وغنمهم الله نساءهم وذراريهم وشاءهم وأموالهم, وفر مالك بن عوف حتى دخل حصن الطائف في ناس من أشراف قومهم, وأسلم عند ذلك كثير من أهل مكة, حتى رأوا نصر الله وإعزاز دينه.

------------

إعلام الورى ص 116, بحار الأنوار ج 21 ص 167

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* غزوة الطائف

ولما فض الله تعالى جمع المشركين بحنين, تفرقوا فرقتين, فأخذت الأعراب ومن تبعهم إلى أوطاس, وأخذت ثقيف ومن تبعها إلى الطائف, فبعث النبي (ص) أبا عامر الأشعري إلى أوطاس في جماعة منهم أبو موسى الأشعري, وبعث أبا سفيان صخر بن حرب إلى الطائف. فأما أبو عامر فإنه تقدم بالراية وقاتل حتى قتل, فقال المسلمون لأبي موسى: أنت ابن عم الأمير, وقد قتل فخذ الراية حتى نقاتل دونها, فأخذها أبو موسى فقاتل المسلمون حتى فتح الله عليهم. وأما أبو سفيان فإنه لقيته ثقيف فضربوه على وجهه فانهزم ورجع إلى النبي (ص), فقال: بعثتني مع قوم لا يرقع بهم‏ الدلاء من هذيل والأعراب, فما أغنوا عني شيئا, فسكت النبي (ص عنه.

------------

الإرشاد ج 1 ص 151, بحار الأنوار ج 21 ص 162

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

سار رسول الله (ص) إلى الطائف في شوال سنة ثمان, فحاصرهم بضعة عشر يوما, وخرج نافع بن غيلان بن معتب في خيل من ثقيف, فلقيه علي (ع) في خيله, فالتقوا ببطن وج, فقتله علي (ع) وانهزم المشركون‏.

---------

إعلام الورى ص 116, بحار الأنوار ج 21 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما حاصر النبي (ص) أهل الطائف, قال عيينة بن حصين: ائذن لي حتى آتي حصن الطائف فأكلمهم, فأذن رسول الله (ص) فجاءهم, فقال: أدنو منكم وأنا آمن؟ قالوا: نعم, وعرفه أبو محجن, فقال: ادن, فدخل عليهم, فقال: فداكم أبي وأمي, والله لقد سرني ما رأيت منكم, وما في العرب‏ أحد غيركم, ووالله ما في محمد مثلكم, ولقد قل المقام وطعامكم كثير وماؤكم وافر, لا تخافون قطعه. فلما خرج قال ثقيف لأبي محجن: فإنا قد كرهنا دخوله وخشينا أن يخبر محمدا بخلل إن رآه فينا أو في حصننا, فقال أبو محجن: أنا كنت أعرف به ليس منا أحد أشد على محمد منه وإن كان معه. فلما رجع إلى رسول الله (ص) قال: قلت لهم: ادخلوا في الإسلام, فو الله لا يبرح محمد عقر داركم حتى تنزلوا, فخذوا لأنفسكم أمانا, فخذلتهم ما استطعت. فقال رسول الله (ص): كذبت لقد قلت لهم كذا وكذا. وعاتبه جماعة من الصحابة, قال: أستغفر الله وأتوب إليه, ولا أعود أبدا.

-------------

الخرائج ج 1 ص 118, بحار الأنوار ج 21 ص 154

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص) لأهل الطائف: يا أهل الطائف, لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يفتح الله به الخير, سيفه سوطه. فيشرف الناس له, فلما أصبح دعا عليا (ع) فقال: اذهب إلى الطائف, ثم أمر الله النبي (ص) أن يرحل إليها بعد دخول علي (ع), فلما صار إليها كان علي (ع) على رأس الجبل‏ فقال رسول الله (ص): اثبت, فثبت, فسمعنا صوتا مثل صرير الزجل, فقال: يا رسول الله, ما هذا؟ فقال: إن الله عز وجل يناجي عليا (ع).

------------

الإختصاص ص 200, بصائر الدرجات ص 412, مدينة المعاجز ج 1 ص 77, بحار الأنوار ج 39 ص 155, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأنفذ – رسول الله (ص) - أمير المؤمنين (ع) في خيل, وأمره أن يطأ ما وجد ويكسر كل صنم وجده, فخرج حتى لقيته خيل خثعم في جمع كثير, فبرز له رجل من القوم يقال له: شهاب في غبش الصبح, فقال: هل من مبارز؟ فقال أمير المؤمنين (ع): من له؟ فلم يقم أحد, فقام إليه أمير المؤمنين (ع), فوثب أبو العاص بن الربيع فقال: تكفاه أيها الأمير, فقال: لا, ولكن إن قتلت فأنت على الناس, فبرز إليه أمير المؤمنين (ع) وهو يقول‏:

إن على كل رئيس حقا ... أن يروي الصعدة أو تدقا

ثم ضربه (ع) فقتله, ومضى في تلك الخيل حتى كسر الأصنام وعاد إلى رسول الله (ص) وهو محاصر لأهل الطائف, فلما رآه النبي (ص) كبر للفتح, وأخذ بيده فخلا به وناجاه طويلا.

------------

الإرشاد ج 1 ص 152, بحار الأنوار ج 21 ص 163, إعلام الورى ص 117 نحوه, الدر النظيم ص 184 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله (ص) لما خلا بعلي (ع) يوم الطائف أتاه عمر بن الخطاب فقال: أتناجيه دوننا وتخلو به دوننا؟ فقال: يا عمر, ما أنا انتجيته, بل الله انتجاه, قال: فأعرض عمر وهو يقول: هذا كما قلت لنا قبل الحديبية {لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين} فلم ندخله وصددنا عنه, فناداه النبي (ص): لم أقل لكم إنكم تدخلونه في ذلك العام.

-----------

الإرشاد ج 1 ص 153. بحار الأنوار ج 21 ص 163, إعلام الورى ص 117 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم الطائف انتجى رسول الله (ص) عليا (ع), فقال أبو بكر وعمر: انتجيته دوننا, فقال (ص): ما أنا انتجيته, بل الله انتجاه.

---------

بمصادر الشيعة: الإختصاص ص 200, مدينة المعاجز ج 1 ص 77. نحوه: بصائر الدرجات ص 411, تفسير فرات ص 471, الأمالي للطوسي ص 260, فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 71, بشارة المصطفى ص 236, كشف الغمة ج 1 ص 292, كشف اليقين ص 254, نوادر الأخبار ص 164, بحار الأنوار ج 39 ص 156.

بمصادر العامة: نحوه: سنن الترمذي ج 5 ص 303, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 316, مسند أبي يعلي ج 4 ص 118, السنة لابن أبي عصام ص 584, المعجم الكبير ج 2 ص 186, كنز العمال ج 13 ص 139, البداية والنهاية ج 7 ص 393, شرح النهج ج 9 ص 173, الرياض النضرة ج 3 ص 170, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابت المغازلي ص 123, شواهد التنزيل ج 2 ص 325, تاريخ بغداد ج 7 ص 414, مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن مردوية ص 137, ذكر أخبار إصبهان ج 1 ص 141, المناقب للخوارزمي ص 138, أسد الغابة ج 4 ص 27, مطالب السؤول في مناقب آل الرسول ص 91, الفصول المهمة ج 1 ص 231, ينابيع المودة ج 1 ص 183

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) أنه قال: إن الله ناجاه – أمير المؤمنين (ع) - يوم الطائف, ويوم عقبة تبوك, ويوم حنين.

------------

بصائر الدرجات ص 411, الإختصاص ص 328, مدينة المعاجز ج 1 ص 75, بحار الأنوار ج 39 ص 154, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 341, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (ع) بلغني أن الله تبارك وتعالى قد ناجى عليا (ع), فقال: أجل قد كانت بينهما مناجات بالطائف, نزل بينهما جبرئيل.

----------

بصائر الدرجات ص 410, الإختصاص ص 278, مدينة المعاجز ج 1 ص 79, بحار الأنوار ج 39 ص 153, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 340, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 33

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن سلمة بن كهيل يروي في علي (ع) شيئا, قال ما هي؟ قلت: حدثني أن رسول الله (ص) كان محاصرا أهل الطائف, وأنه خلا بعلي (ع) يوما فقال رجل من أصحابه: عجبا لما نحن فيه, فإنه يناجي هذا الغلام منذ اليوم, فقال رسول الله (ص): ما أنا بمناجي له, إنما يناجي ربه. فقال أبو عبد الله (ع): إنما هذه أشياء نعرف بعضها من بعض. (1) (2)

------------

(1) العلامة المجلسي في البحار: بيان: لعل مراده (ع) أن فضائله ومناقبه يشهد بعضها لبعض بالصحة, ففيه تصديق مع برهان أو المعنى أن هذه المناقب تدل على إمامته.

(2) بصائر الدرجات ص 410, الإختصاص ص 327, مدينة المعاجز ج 1 ص 74, بحار الأنوار ج 39 ص 153, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 340, تفسير منز الدقائق ج 8 ص 233

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في إحتجاجه يوم الشورى قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) ناجاني يوم الطائف دون الناس، فأطال ذلك، فقال بعضكم: يا رسول الله، إنك انتجيت عليا دوننا؟ فقال رسول الله (ص): ما أنا انتجيته، بل الله عز وجل انتجاه؟ قالوا: نعم.

-----------

بمصادر الشيعة: الأمالي للطوسي ص 548, كشف اليقين ص 425, حلية الأبرار ج 2 ص 327, مدينة المعاجز ج 1 ص 81, غاية المرام ج 5 ص 248, حلية الأبرار ج 2 ص 327, بحار الأنوار ج 31 ص 376, الولاية لابن عقدة ص 175 نحوه

بمصادر العامة نحوه: مناقب علي بن أبي طالب (ع) لابن المغازلي ص 119

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن إسحاق قال: حاصر رسول الله (ص) أهل الطائف ثلاثين ليلة أو قريبا من ذلك, ثم انصرف عنهم ولم يؤذن فيهم, فجاءه وفده في شهر رمضان فأسلموا.

------------

إعلام الورى ص 118, بحار الأنوار ج 21 ص 169

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: لما أوقع - وربما قال: فرغ - رسول الله (ص) من هوازن, سار حتى نزل بالطائف، فحصر أهل وج أياما، فسأله القوم أن ينتزح عنهم ليقدم عليه وفدهم فيشترط له ويشترطون لأنفسهم، فسار (ص) حتى نزل مكة، فقدم عليه نفر منهم بإسلام قومهم، ولم يبخع القوم له بالصلاة ولا الزكاة، فقال (ص): إنه لا خير في دين لا ركوع فيه ولا سجود، أما والذي نفسي بيده ليقيمن الصلاة وليؤتن الزكاة أو لأبعثن إليهم رجلا هو مني كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم، هو هذا، وأخذ بيد علي (ع) فأشالها. فلما صار القوم إلى قومهم بالطائف أخبروهم بما سمعوا من رسول الله (ص) فأقروا له بالصلاة، وأقروا له بما شرط عليهم، فقال النبي (ص): ما استعصى علي أهل مملكة ولا أمة إلا رميتهم بسهم الله عز وجل. قالوا: يا رسول الله، وما سهم الله؟ قال: علي بن أبي طالب، ما بعثته في سرية إلا رأيت جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وملكا أمامه، وسحابة تظله حتى يعطي الله حبيبي النصر والظفر.

-----------

الأمالي للطوسي ص 504, بحار الأنوار ج 21 ص 153

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي ذر، قال: قال رسول الله (ص)، وقد قدم عليه وفد أهل الطائف: يا أهل الطائف، والله لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي، يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، يقصعكم بالسيف, فتطاول لها أصحاب رسول الله (ص)، فأخذ بيد علي (ع) فأشالها، ثم قال: هو هذا. فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قط.

----------

الأمالي للطوسي ص 579, بحار الأنوار ج 21 ص 179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* تقسيم الغنائم بين الناس

 ثم رجع رسول الله (ص) إلى الجعرانة بمن معه من الناس, وقسم بها ما أصاب من الغنائم يوم حنين في المؤلفة قلوبهم من قريش ومن سائر العرب, ولم يكن في الأنصار منها شي‏ء قليل ولا كثير. قيل: إنه جعل للأنصار شيئا يسيرا, وأعطى الجمهور للمنافقين.

-----------

إعلام الورى ص 118, بحار الأنوار ج 21 ص 169

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي جعفر (ع), قال: سألته عن قول الله عز وجل {والمؤلفة قلوبهم} قال: هم قوم وحدوا الله عز وجل, وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله, وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (ص), وهم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد (ص), فأمر الله عز وجل نبيه (ص) أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن إسلامهم ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به, وإن رسول الله (ص) يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر, منهم: أبو سفيان بن حرب, وعيينة بن حصين الفزاري, وأشباههم من الناس, فغضبت الأنصار واجتمعت إلى سعد بن عبادة, فانطلق بهم إلى رسول الله (ص) بالجعرانة فقال: يا رسول الله, أتأذن لي في الكلام؟ فقال: نعم, فقال: إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله الله رضينا, وإن كان غير ذلك لم نرض.

قال زرارة: وسمعت أبا جعفر (ع) يقول: فقال رسول الله (ص): يا معشر الأنصار, أكلكم على قول سيدكم سعد؟ فقالوا: سيدنا الله ورسوله, ثم قالوا في الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه.

قال زرارة: فسمعت أبا جعفر (ع) يقول: فحط الله نورهم وفرض الله للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن.

-----------

الكافي ج 2 ص 411, تفسير العياشي ج 2 ص 91, الوافي ج 4 ص 214, البرهان ج 2 ص 798, بحار الأنوار ج 21 ص 176, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 231, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 482

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فغضب قوم من الأنصار لذلك وظهر منهم كلام قبيح, حتى قال قائلهم: لقي الرجل أهله وبني عمه ونحن أصحاب كل كريهة, فلما رأى رسول الله (ص) ما دخل على الأنصار أمرهم أن يقعدوا ولا يقعد معهم غيرهم, ثم أتاهم شبه المغضب يتبعه علي (ع) حتى جلس وسطهم, فقال (ص): ألم آتكم وأنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم الله منها بي؟ قالوا: بلى, ولله ورسوله المن والطول والفضل علينا, قال: ألم آتكم وأنتم أعداء فألف بين قلوبكم؟ قالوا: أجل, ثم قال: ألم آتكم وأنتم قليل فكثركم الله بي؟ وقال ما شاء الله أن يقول, ثم سكت, ثم قال: ألا تجيبوني؟ قالوا: نعم نجيبك يا رسول الله, فداك أبونا وأمنا, لك المن والطول والفضل, قال (ص): بل لو شئتم قلتم, جئتنا طريدا مكذبا فآويناك وصدقناك, وجئتنا خائفا فآمناك. فارتفعت إليه أصواتهم, وقام إليه شيوخهم فقبلوا يديه ورجليه وركبتيه وقالوا: رضينا عن الله وعن رسوله, وهذه أموالنا أيضا بين يديك, فاقسمها بين قومك إن شئت, فقال: يا معشر الأنصار, أوجدتم في أنفسكم إذ قسمت مالا أتألف به قوما ووكلتكم إلى إيمانكم, أما ترضون أن يرجع غيركم بالشاة والنعم ورجعتم أنتم ورسول الله في سهمكم؟

------------

إعلام الورى ص 119, بحار الأنوار ج 21 ص 158, الإرشاد ج 1 ص 145 تحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 ولما قسم رسول الله (ص) غنائم حنين, أقبل رجل طوال آدم أجنأ, بين عينيه أثر السجود, فسلم ولم يخص النبي (ص), ثم قال: قد رأيتك وما صنعت في هذه الغنائم, قال: وكيف رأيت؟ قال: لم أرك عدلت, فغضب رسول الله (ص)‏ وقال: ويلك! إذا لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟! فقال المسلمون: ألا نقتله؟ فقال: دعوه, سيكون له أتباع يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية, يقتلهم الله على يد أحب الخلق إليه من بعدي.

فقتله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فيمن قتل يوم النهروان من الخوارج.

----------------

الإرشاد ج 1 ص 148, الدر النظيم ص 184, بحار الأنوار ج 21 ص 161, إعلام الورى ص 198 نحوه, كشف الغمة ج 1 ص 225 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم خرج رسول الله (ص) من الجعرانة في ذي القعدة إلى مكة, فقضى بها عمرته, ثم صار إلى المدينة.

-----------

إعلام الورى ص 122, بحار الأنوار ج 21 ص 174

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن عمار, عن أبي عبد الله (ع) قال: اعتمر رسول الله (ص) ثلاث عمر مفترقات: عمرة في ذي القعدة أهل من عسفان وهي عمرة الحديبية, وعمرة أهل من الجحفة وهي عمرة القضاء, وعمرة أهل من الجعرانة بعد ما رجع من الطائف من غزوة حنين.

------------

الكافي ج 4 ص 251, الفقيه ج 2 ص 450, الوافي ج 12 ص 168, وسائل الشيعة ج 14 ص 299, هداية الأمة ج 5 ص 443, بحار الأنوار ج 21 ص 400

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية