أدعية الإمام الحسين ع

عن جابر الجعفي, عن محمد الباقر (ع) قال: كنت عند علي بن الحسين (ع) إذ أتاه رجل من بني امية من شيعتنا، فقال له: يابن رسول الله، ما قدرت أن أمشي إليك من وجع رجلي. قال: أين أنت من عوذة الحسين بن علي (ع)؟ قال: يابن رسول الله وما ذاك؟ قال: الآية {إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عليما حكيما ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيرا ولله جنود السماوات والأرض وكان الله عزيزا حكيما}. قال: ففعلت ما أمرني به، فما أحسست بعد ذلك بشيء منها بعون الله تعالى.

------------------

طب الأئمة (ع) ص 33, بحار الأنوار ج 92 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دعاء لمولانا الإمام الحسين (ع): اللهم إني أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل التقوى، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وحذر أهل الخشية، وطلب أهل العلم، وزينة أهل الورع، وخوف أهل الجزع، حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك، وحتى أعمل بطاعتك عملا أستحق به كرامتك، وحتى اناصحك في التوبة خوفا لك، وحتى اخلص لك في النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الامور حسن ظن بك، سبحان خالق النور، وسبحان الله العظيم وبحمده.

------------------

مهج الدعوات ص 157, مصباج الكفعمي ص 304, بحار الأنوار ج 91 ص 191

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

تسبيح الحسين بن علي (ع) في اليوم الخامس من الشهر: سبحان الرفيع الأعلى، سبحان العظيم الأعظم، سبحان من هو هكذا ولا يكون هكذا غيره، ولا يقدر أحد قدرته، سبحان من أوله علم لا يوصف، وآخره علم لا يبيد، سبحان من علا فوق البريات بالإلهية فلا عين تدركه، ولا عقل يمثله، ولا وهم يصوره، ولا لسان يصفه بغاية ما له من الوصف، سبحان من علا في الهواء، سبحان من قضى الموت على العباد، سبحان الملك المقتدر، سبحان الملك القدوس، سبحان الباقي الدائم.

------------------

مهج الدعوات ص 92, بحار الأنوار ج 91 ص 206

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قنوت الإمام الحسين (ع): اللهم منك البدء ولك المشية، ولك الحول ولك القوة، وأنت الله الذي لا إله إلا أنت، جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيتك، ومكمنا لاءرادتك، وجعلت عقولهم مناصب أوامرك ونواهيك، فأنت إذا شئت ما تشاء حركت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم، وأبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم، بعقول تدعوك وتدعو إليك بحقائق ما منحتهم به، وإني لأعلم مما علمتني مما أنت المشكور على ما منه أريتني، وإليه آويتني. اللهم وإني مع ذلك كله عائذ بك، لائذ بحولك وقوتك، راض بحكمك الذي سقته إلي في علمك، جار بحيث أجريتني، قاصد ما أممتني، غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عني إذ به قد رضيتني، ولا قاصر بجهدي عما إليه ندبتني، مسارع لما عرفتني، شارع فيما أشرعتني، مستبصر فيما بصرتني، مراع ما أرعيتني، فلا تخلني من رعايتك، ولا تخرجني من عنايتك، ولا تقعدني عن حولك، ولا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك، واجعل على البصيرة مدرجتي، وعلى الهداية محجتي، وعلى الرشاد مسلكي، حتى تنيلني وتنيل بي امنيتي، وتحل بي على ما به أردتني، وله خلقتني، وإليه آويت بي، وأعذ أولياءك من الافتتان بي، وفتنهم برحمتك لرحمتك في نعمتك تفتين الاجتباء والاستخلاص بسلوك طريقتي، واتباع منهجي، وألحقني بالصالحين من آبائي وذوي رحمي.

------------------

مهج الدعوات ص 48, بحار الأنوار ج 82 ص 214

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الربيع قال: كنت رأيت جعفر بن محمد (ع) حين دخل على المنصور يحرك شفتيه، فكلما حركهما سكن غضب المنصور، حتى أدناه منه وقد رضي عنه. فلما خرج أبو عبد الله (ع) من عند أبي جعفر (المنصور) اتبعته، فقلت: إن هذا الرجل كان من أشد الناس غضبا عليك، فلما دخلت عليه دخلت وأنت تحرك شفتيك، وكلما حركتهما سكن غضبه، فبأي شيء كنت تحركهما؟! قال: بدعاء جدي الحسين بن علي (ع). قلت: جعلت فداك، وما هذا الدعاء؟ قال: "يا عدتي عند شدتي، ويا غوثي عند كربتي، احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام." فحفظت هذا الدعاء، فما نزلت بي شدة قط إلا دعوت به ففرج عني.

------------------

الإرشاد ج 2 ص 184, روضة الواعظين ج 1 ص 209, إعلام الورى ص 277, كشف الغمة ج 2 ص 168, حلية الأبرار ج 4 ص 77, مدينة المعاجز ج 5 ص 257, بحار الأنوار ج 101 ص 282, العوالم ج 20 ص 430

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دعاء لمولانا الإمام الحسين بن علي (ع) إذا أصبح وأمسى‏: بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله، ومن الله، وإلى الله، وفي سبيل الله، وعلى ملة رسول الله (ص)، وتوكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، إياك أسأل العافية من كل سوء في الدنيا والآخرة.الذكر والدعاء اللهم إنك تكفيني من كل أحد، ولا يكفيني أحد منك، فاكفني من كل أحد ما أخاف وأحذر، واجعل لي من أمري فرجا ومخرجا، إنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت على كل شيء قدير، برحمتك يا أرحم الراحمين.

------------------

مهج الدعوات ص 157, بحار الأنوار ج 83 ص 313

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دعاء الإمام الحسين (ع) في الاستسقاء: اللهم معطي الخيرات من مظانها، ومنزل الرحمات من معادنها، ومجري البركات على أهلها، منك الغيث المغيث، وأنت الغياث المستغاث، ونحن الخاطئون وأهل الذنوب، وأنت المستغفر الغفار، لا إله إلا أنت، اللهم أرسل السماء علينا ديمة مدرارا، واسقنا الغيث واكفا مغزارا، غيثا مغيثا، واسعا مسبغا مهطلا، مريئا مريعا، غدقا  مغدقا، عبابا مجلجلا، سحا سحساحا، بسا بساسا، مسبلا عاما، ودقا مطفاحا، يدفع الودق بالودق دفاعا، ويطلع القطر منه، غير خلب البرق، ولا مكذب الرعد، تنعش به الضعيف من عبادك، وتحيي به الميت من بلادك، منا علينا منك، آمين يا رب العالمين. فما تم كلامه حتى صب الله الماء صبا.

------------------

الفقيه ج 1 ص 537, الوافي ج 9 ص 1362, قرب الإسناد ص 157, بحار الأنوار ج 88 ص 322, مستدرك الوسائل ج 6 ص 198

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صفوان الجمال, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: إن رجلا اشتكى إلى أبي عبد الله الحسين بن علي (ع)، فقال: يابن رسول الله، إني أجد وجعا في عراقيبي قد منعني من النهوض إلى الصلاة. قال: فما يمنعك من العوذة؟ قال: لست أعلمها. قال: فإذا أحسست بها فضع يدك عليها وقل: باسم الله وبالله والسلام على رسول الله، ثم اقرأ عليه: {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون‏}. ففعل الرجل ذلك فشفاه الله تعالى.

------------------

طب الأئمة (ع) ص 33, بحار الأنوار ج 92 ص 85, تفسير مور الثقلين ج 4 ص 501, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 334

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حجاب الإمام الحسين (ع): يا من شأنه الكفاية، وسرادقه الرعاية! يا من هو الغاية والنهاية! يا صارف السوء والسواية والضر! اصرف عني أذية العالمين من الجن والإنس أجمعين، بالأشباح النورانية، وبالأسماء السريانية، وبالأقلام اليونانية، وبالكلمات العبرانية، وبما نزل في الألواح من يقين الإيضاح. اجعلني اللهم في حرزك وفي حزبك، وفي عياذك وفي سترك وفي كنفك، من كل شيطان مارد، وعدو راصد، ولئيم معاند، وضد كنود، ومن كل حاسد، ببسم الله استشفيت، وبسم الله استكفيت، وعلى الله توكلت، وبه استعنت، وإليه استعديت على كل ظالم ظلم، وغاشم غشم، وطارق طرق، وزاجر زجر، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.

------------------

مهج الدعوات ص 292, مصباح الكفعمي ص 215, بحار الأنوار ج 91 ص 374

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حرز للإمام الحسين (ع): بسم الله، يا دائم يا ديموم، يا حي يا قيوم الرحمن الرحيم، يا كاشف الغم، يا فارج الهم، يا باعث الرسل، يا صادق الوعد، اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ومن اتبعني من إخواني وشيعتي. وطيب ما في صلبي، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله أجمعين.

------------------

مهج الدعوات ص 11, بحار الأنوار ج 91 ص 265

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن راشد بن أبي روح الأنصاري قال: كان من دعاء الحسين بن علي (ع): اللهم ارزقني الرغبة في الآخرة حتى أعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي، اللهم ارزقني بصرا في أمر الآخرة حتى أطلب الحسنات شوقا، وأفر من السيئات خوفا، يا رب!

------------------

كشف الغمة ج 2 ص 63

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دعاء الساعة الثالثة وهي من ذهاب الشعاع إلى ارتفاع النهار للحسين بن علي (ع): يا من تجبر فلا عين تراه, يا من تعظم فلا تخطر القلوب بكنهه, يا حسن المن, يا حسن التجاوز, يا حسن العفو, يا جواد يا كريم, يا من لا يشبهه شي‏ء من خلقه, يا من من على خلقه بأوليائه إذ ارتضاهم لدينه, وأدب بهم عباده وجعلهم حججا منا منه على خلقه, أسألك بحق الحسين بن علي عليهما السلام السبط التابع لمرضاتك, والناصح في دينك, والدليل على ذاتك, أسألك بحقه وأقدمه بين يدي حوائجي أن تصلي على محمد وعلى آل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا.

-----------

مصباح المتهجد ج 2 ص 513, البلد الأمين ص 143, مصباح الكفعمي ص 135, بحار الأنوار ج 83 ص 342

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين بن علي (ع) تصلي أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهن, تقرأ في الأولى الحمد مرة "وحسبنا الله ونعم الوكيل" سبع مرات, وفي الثانية الحمد مرة وقوله {ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا} سبع مرات, وفي الثالثة الحمد مرة وقوله {لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} سبع مرات, وفي الرابعة الحمد مرة {وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد}  سبع مرات, ثم تسأل حاجتك.

---------

مكارم الأخلاق ص 333, وسائل الشيعة ج 8 ص 115, هداية الأمة ج 3 ص 322, بحار الأنوار ج 88 ص 358

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

صلاة الحسين بن علي (ع):

أربع ركعات, تقرأ في كل ركعة الفاتحة خمسين مرة, والإخلاص خمسين مرة, وإذا ركعت في كل ركعة تقرأ الفاتحة عشرا, والإخلاص عشرا, وكذلك إذا رفعت رأسك من الركوع, وكذلك في كل سجدة, وبين كل سجدتين, فإذا سلمت فادع بهذا الدعاء:

اللهم انت الذي استجبت لآدم وحواء اذ قالا ربنا ظلمنا انفسنا فان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. وناداك نوح فاستجبت له ونجيته واهله من الكرب العظيم. واطفات نار نمرود عن خليلك ابراهيم، فجعلتها برداً وسلاماً. وانت الذي استجبت لأيوب اذ نادى: ربي مسني الضر وانت ارحم الراحمين، فكشفت ما به من ضر وآتيته اهله ومن معه رحمةً من عندك وذكرى لأولي الألباب. وانت الذي استجبت لذي النون اذ ناداك في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين، فنجيته من الغم. وانت الذي استجبت لموسى وهرون حين قلت: قد اجيبت دعوتكما فاستقيما، واغرقت فرعون وقومه. وغفرت لداود ذنبه وتبت عليه رحمةً منك وذكرى. وفديت اسماعيل بذبح بعدما اسلم وتله للجبين فناديته بالفرج والروح. وانت الذي ناداك زكريا نداء خفياً فقال: ربي اني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيباً ولم اكن بدعائك ربي شقياً. وقلت: يدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين. وانت الذي استجبت للذين آمنوا وعملوا الصالحات، لتزيدهم من فضلك فلا تجعلني من اهون الداعين لك والراغبين اليك واستجب لي كما استجبت لهم بحقهم عليك، وطهرني بتطهيرك، وتقبل صلاتي ودعائي بقبول حسن، وطيب بقية حياتي، وطيب وفاتي، واخلفني فيمن اخلف، واحفظني يا ربي بدعائي واجعل ذريتي ذرية طيبةً تحوطها بحياطتك بكل ما حطت به ذرية احد من اوليائك واهل طاعتك، برحمتك يا ارحم الراحمين. يا من هو على كل شيء رقيب، ولكل داع من خلقك مجيب، ومن كل سائل قريب، اسألك يا لا اله الا انت الحي القيوم الاحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد، وبكل اسم رفعت به سماءك، وفرشت به ارضك، وارسيت به الجبال، واجريت به الماء، وسخرت به السحاب والشمس والقمر والنجوم والليل والنهار وخلقت الخلائق كلها. أسالك بعظمة وجهك العظيم الذي اشرقت به السموات والأرض فاضاءت به الظلمات، الا صليت على محمد وآل محمد وكفيتني امر معاشي، ومعادي واصلحت لي شأني كله، ولم تكلني الى نفسي طرفة عين، واصلحت امري وامر عيالي، وكفيتني همهم واغنيتني واياهم من كنزك وخزائنك وسعة فضلك الذي لا ينفد ابداً. واثبت في قلبي ينابيع الحكمة التي تنفعني بها وتنفع بها من ارتضيت من عبادك، واجعل لي من المتقين في آخر الزمان اماماً، كما جعلت ابراهيم الخليل اماماً، فان بتوفيقك يفوز الفائزون، ويتوب التائبون، ويعبدك العابدون وبتسديدك يصلح الصالحون المحسنون المخبتون العابدون لك، الخائفون منك. وبإرشادك نجأ الناجون من نارك وشفق منها المشفقون من خلقك، وبخذلانك خسر المبطلون وهلك الظالمون. وغفل الغافلون. اللهم آت نفسي تقواها فأنت وليها ومولاها. وانت خير من زكاها. اللهم بين لها هداها، والهمها تقواها وبشرها برحمتك حين تتوفاها، ونزلها من الجنان علياها، وطيب وفاتها ومحياها واكرم منقلبها ومثواها ومستقرها ومأواها. فأنت وليها ومولاها.

------------

جمال الإسبوع ص 271, بحار الأنوار ج 88 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين (ع) بعد صلاة الفريضة: اللهم إني أسألك بكلماتك ومعاقد عرشك وسكان سماواتك وأرضيك وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي, فقد رهقني من أمري عسرا, فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل لي من عسري يسرا.

---------

مصباح الكفعمي ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صفوان بن مهران الجمال عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي فلقي مولى له فقال له: إلى أين تذهب؟ فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه, فقال له الحسين (ع): قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله, قال: فرفع يديه فقال: اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك, اللهم أصله أشد نارك, اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك.

---------

الفقيه ج 1 ص 168، الكافي ج 3 ص 189، التهذيب ج 3 ص 197، قرب الإسناد ص 59، الوافي ج 24 ص 464, وسائل الشيعة ج 3 ص 71, حلية الأبرار ج 4 ص 175, بحار الأنوار ج 44 ص 202، العوالم ج 17 ص 71

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عبيد أبو عمير لقد حج الحسين بن علي (ع) خمسا وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه عيون المحاسن أنه سائر أنس بن مالك فأتى قبر خديجة (ع) فبكى ثم قال: اذهب عني قال أنس: فاستخفيت عنه فلما طال وقوفه في الصلاة سمعته قائلا:

يا رب يا رب أنت مولاه ... فارحم عبيدا إليك ملجاه

‏يا ذا المعالي عليك معتمدي ... طوبى لمن كنت أنت مولاه

‏طوبى لمن كان خادما أرقا ... يشكو إلى ذي الجلال بلواه‏

و ما به علة ولا سقم ... أكثر من حبه لمولاه‏

إذا اشتكى بثه وغصته  ... أجابه الله ثم لباه

‏إذا ابتلا بالظلام مبتهلا  ... أكرمه الله ثم أدناه

فنودي

لبيك عبدي وأنت في كنفي ... وكلما قلت قد علمناه

‏صوتك تشتاقه ملائكتي ... فحسبك الصوت قد سمعناه

‏دعاك عندي يجول في حجب ... فحسبك الستر قد سفرناه

‏لو هبت الريح من جوانبه ... خر صريعا لما تغشاه‏

سلني بلا رغبة ولا رهب ... ولا حساب إني أنا الله

---------------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 69, بحار الأنوار ج 44 ص 193. 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لوجع العراقيب وباطن القدم‏: عن الحسين (ع): ضع يدك على الألم إذا أحسست به وقل: بسم الله وبالله, وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة, والسماوات مطويات بيمينه, سبحانه وتعالى عما يشركون.‏

-------

مصباح الكفعمي ص 156

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الحسين (ع): اللهم لا تستدرجني بالإحسان، ولا تؤدبني بالبلاء.

-----------------

نزهة الناظر ص 83, كشف الغمة ج 2 ص 31, بحار الأنوار ج 75 ص 127, الدرة الباهرة ص 23

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن الحسين زين العابدين (ع): لما صبحت الخيل تقبل الحسين (ع)، رفع يديه وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك رغبة مني إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته، وأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى‏ كل رغبة.

-----------------

الإرشاد ج 2 ص 96, بحار الأنوار ج 45 ص 4

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زين العابدين (ع): ضمني والدي (ع) إلى صدره يوم قتل والدماء تغلي، وهو يقول: يا بني، احفظ عني دعاء علمتنيه فاطمة (ع)، وعلمها رسول الله (ص)، وعلمه جبرئيل (ع) في الحاجة والمهم والغم، والنازلة إذا نزلت، والأمر العظيم الفادح. قال: ادع بحق يس والقرآن الحكيم، وبحق طه والقرآن العظيم، يا من يقدر على حوائج السائلين، يا من يعلم ما في الضمير، يا منفس عن المكروبين، يا مفرج عن المغمومين، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا من لا يحتاج إلى التفسير، صل على محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا.

--------------

الدعوات للراوندي ص 54, بحار الأنوار ج 92 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أخر دعاء لسيد الشهداء (ع) يوم كثرت عليه أعداؤه وهو يوم عاشوراء: اللهم انت متعالي المكان، عظيم الجبروت، شديد المحال، غني عن الخلايق، عريض الكبرياء، قادر على ما تشاء، قريب الرحمة، صادق الوعد،سابغ النعمة، حسن البلاء، قريب إذا دعيت، محيط بما خلقت، قابل التوبة لمن تاب اليك، قادر على ما اردت، ومدرك ما طلبت، وشكور اذا شكرت،وذكور اذا ذكرت، ادعوك محتاجا، وارغب اليك فقيرا، وافزع اليك خائفا، وابكي اليك مكروبا، واستعين بك ضعيفا، واتوكل عليك كافيا، احكم بيننا وبين قومنا فانهم غرونا وخدعونا وغدروا بنا وقتلونا، ونحن عترة نبيك، وولد حبيبك محمد بن عبدالله، الذي اصطفيته بالرسالة، وائتمنته على وحيك،فاجعل لنا من امرنا فرجا ومخرجا برحمتك يا ارحم الراحمين.

------------

الاقبال ج 3 ص 304, مصباح المتهجد ج 2 ص 827, مصباح الكفعمي ص 543, الكزار الكبير ص 399, البلد الأمين ص 186, بحار الأنوار ج 98 ص 348

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مولانا الإمام الحسين بن علي (ع) الدعاء المعروف بدعاء الشاب المأخوذ بذنبه، وما روي عن جماعة يسندون الحديث إلى الحسين بن علي (ع) قال: كنت مع علي بن أبي طالب (ع) في الطواف في ليلة ديجوجية قليلة النور، وقد خلا الطواف، ونام الزوار، وهدأت العيون، إذ سمع مستغيثا مستجيرا مترحما، بصوت حزين محزون من قلب موجع، وهو يقول:

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر والبلوى مع السقم

قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... يدعو وعينك يا قيوم لم تنم

هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي ... يا من أشار إليه الخلق في الحرم

إن كان عفوك لا يلقاه ذو سرف ... فمن يجود على العاصين بالنعم

قال الحسين بن علي (ع): فقال لي: يا أبا عبد الله، أسمعت المنادي ذنبه، المستغيث ربه؟ فقلت: نعم، قد سمعته. فقال: اعتبره عسى [أن] تراه. فما زلت أخبط في طخياء الظلام، وأتخلل بين النيام، فلما صرت بين الركن والمقام، بدا لي شخص منتصب، فتأملته فإذا هو قائم، فقلت: السلام عليك أيها العبد المقر المستقيل، المستغفر المستجير، أجب بالله ابن عم رسول الله (ص). فأسرع في سجوده وقعوده وسلم، فلم يتكلم حتى أشار بيده بأن تقدمني، فتقدمته، فأتيت به أمير المؤمنين (ع) فقلت: دونك ها هو! فنظر إليه، فإذا هو شاب حسن الوجه، نقي الثياب، فقال له: ممن الرجل؟ فقال له: من بعض العرب. فقال له: ما حالك، ومم بكاؤك واستغاثتك؟ فقال: حال من اوخذ بالعقوق فهو في ضيق، ارتهنه المصاب، وغمره الاكتئاب فارتاب ، فدعاؤه لا يستجاب. فقال له علي (ع): ولم ذلك؟ فقال: لأني كنت ملتهيا في العرب باللعب والطرب، اديم العصيان في رجب وشعبان، وما اراقب الرحمن، وكان لي والد شفيق يحذرني مصارع الحدثان، ويخوفني العقاب بالنيران، ويقول: كم ضج منك النهار والظلام، والليالي والأيام، والشهور والأعوام، والملائكة الكرام. وكان إذا ألح علي بالوعظ زجرته وانتهرته، ووثبت عليه وضربته. فعمدت يوما إلى شيء من الورق وكانت في الخباء، فذهبت لاخذها وأصرفها فيما كنت عليه، فمانعني عن أخذها، فأوجعته ضربا ولويت يده، وأخذتها ومضيت. فأومأ بيده إلى ركبتيه يروم النهوض من مكانه ذلك، فلم يطق يحركها من شدة الوجع والألم، فأنشأ يقول:

جرت رحم بيني وبين منازل ... سواء كما يستنزل القطر طالبه

وربيت حتى صار جلدا شمردلا .. إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه

وقد كنت اوتيه من الزاد في الصبا ... إذا جاع منه صفوه وأطايبه

فلما استوى في عنفوان شبابه ... وأصبح كالرمح الرديني خاطبه

تهضمني مالي كذا ولوى يدي ... لوى يده الله الذي هو غالبه

ثم حلف بالله ليقدمن إلى بيت الله الحرام، فيستعدي الله علي. قال: فصام أسابيع، وصلى ركعات، ودعا، وخرج متوجها على عيرانة، يقطع بالسير عرض الفلاة، ويطوي الأودية ويعلو الجبال، حتى قدم مكة يوم الحج الأكبر، فنزل عن راحلته، وأقبل إلى بيت الله الحرام، فسعى وطاف به، وتعلق بأستاره، وابتهل، وأنشأ يقول:

يا من إليه أتى الحجاج بالجهد ... فوق المهاوي من اقصى غاية البعد

إني أتيتك يا من لا يخيب من ... يدعوه مبتهلا بالواحد الصمد

هذا منازل لا يرتاع من عققي ... فخذ بحقي يا جبار من ولدي

حتى تشل بعون منك جانبه ... يا من تقدس لم يولد ولم يلد

قال: فو الذي سمك السماء، وأنبع الماء، ما استتم دعاءه حتى نزل بي ما ترى ثم كشف عن يمينه، فإذا بجانبه قد شل فأنا منذ ثلاث سنين أطلب إليه أن يدعو لي في الموضع الذي دعا به علي، فلم يجبني، حتى إذا كان العام، أنعم علي فخرجت [به] على ناقة عشراء اجد السير حثيثا رجاء العافية، حتى إذا كنا على الأراك، وحطمة وادي السياك نفر طائر في الليل، فنفرت منه الناقة التي كان عليها، فألقته إلى قرار الوادي، وارفض بين الحجرين، فقبرته هناك، وأعظم من ذلك أني لا اعرف إلا "المأخوذ بدعوة أبيه!" فقال له أمير المؤمنين (ع): أتاك الغوث، ألا اعلمك دعاء علمنيه رسول الله (ص)، وفيه اسم الله الأكبر الأعظم، العزيز الأكرم، الذي يجيب به من دعاه، ويعطي به من سأله، ويفرج [به] الهم، ويكشف به الكرب، ويذهب به الغم، ويبرئ به السقم، ويجبر به الكسير، ويغني به الفقير، ويقضي به الدين، ويرد به العين، ويغفر به الذنوب، ويستر به العيوب، ويؤمن به كل خائف من شيطان مريد، وجبار عنيد! ولو دعا به طائع لله على جبل لزال من مكانه، أو على ميت لأحياه الله بعد موته، ولو دعا به على الماء لمشى عليه بعد أن لا يدخله العجب. فاتق الله أيها الرجل، فقد أدركتني الرحمة لك، وليعلم الله منك صدق النية أنك لا تدعو به في معصيته، ولا تفيده إلا الثقة في دينك، فإن أخلصت النية استجاب الله لك، ورأيت نبيك محمدا (ص) في منامك، يبشرك بالجنة والإجابة. قال الحسين بن علي (ع): فكان سروري بفائدة الدعاء أشد من سرور الرجل بعافيته وما نزل به؛ لأنني لم أكن سمعته منه، ولا عرفت هذا الدعاء قبل ذلك. ثم قال: ايتني بدواة وبياض، واكتب ما امليه عليك. ففعلت، وهو:

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك باسمك يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا حي لا إله إلا أنت، يا من لا يعلم ما هو ولا أين هو ولا حيث هو ولا كيف هو إلا هو، يا ذا الملك والملكوت، يا ذا العزة والجبروت، يا ملك يا قدوس، يا سلام يا مؤمن يا مهيمن، يا عزيز يا جبار يا متكبر، يا خالق يا بارئ يا مصور، يا مفيد، يا ودود يا محمود يا معبود، يا بعيد يا قريب يا مجيب، يا رقيب يا حسيب، يا بديع يا رفيع، يا منيع يا سميع، يا عليم يا حكيم، يا كريم يا قائم يا دائم يا عالم يا قديم. يا علي يا عظيم، يا حنان يا منان، يا ديان يا مستعان، يا جليل يا جميل، يا وكيل يا كفيل، يا مقيل يا منيل، يا نبيل يا دليل، يا هادي، يا بادي، يا أول يا آخر، يا ظاهر يا باطن، يا حاكم يا قاضي، يا عادل يا فاضل، يا واصل يا طاهر يا مطهر، يا قادر يا مقتدر، يا كبير يا متكبر. يا واحد يا أحد يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، ولم يكن له صاحبة ولا كان معه وزير، ولا اتخذ معه مشيرا، ولا احتاج إلى ظهير، ولا كان معه إله، لا إله إلا أنت فتعاليت عما يقول الجاحدون علوا كبيرا. يا عالم يا شامخ يا باذخ، يا فتاح يا مرتاح يا مفرج، يا ناصر يا منتصر، يا مهلك يا منتقم، يا باعث يا وارث، يا أول يا طالب يا غالب، يا من لا يفوته هارب، يا تواب يا أواب يا وهاب، يا مسبب الأسباب، يا مفتح الأبواب، يا من حيث ما دعي أجاب، يا طهور يا شكور، يا عفو يا غفور، يا نور النور، يا مدبر الامور، يا لطيف يا خبير، يا متجبر يا منير، يا بصير يا ظهير، يا كبير يا وتر، يا فرد يا صمد، يا سند يا كافي، يا محسن يا مجمل، يا شافي يا وافي يا معافي، يا منعم يا متفضل يا متكرم يا متفرد. يا من علا فقهر، يا من ملك فقدر، يا من بطن فخبر، يا من عبد فشكر، يا من عصي فغفر وستر، يا من لا تحويه الفكر، ولا يدركه بصر، ولا يخفى عليه أثر، يا رازق البشر، ويا مقدر كل قدر. يا عالي المكان، يا شديد الأركان، يا مبدل الزمان، يا قابل القربان، يا ذا المن والإحسان، يا ذا العز والسلطان، يا رحيم يا رحمن، يا عظيم الشأن، يا من هو كل يوم في شأن، يا من لا يشغله شأن عن شأن. يا سامع الأصوات، يا مجيب الدعوات، يا منجح الطلبات، يا قاضي الحاجات، يا منزل البركات، يا راحم العبرات، يا مقيل العثرات، يا كاشف الكربات، يا ولي الحسنات، يا رفيع الدرجات، يا معطي المسألات، يا محيي الأموات، يا جامع الشتات، يا مطلع على النيات، يا راد ما قد فات، يا من لا تشتبه عليه الأصوات، يا من لا تضجره المسألات ولا تغشاه الظلمات، يا نور الأرض والسماوات. يا سابغ النعم، يا دافع النقم، يا بارئ النسم، يا جامع الامم، يا شافي السقم، يا خالق النور والظلم، يا ذا الجود والكرم، يا من لا يطأ عرشه قدم. يا أجود الأجودين، يا أكرم الأكرمين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا جار المستجيرين، يا أمان الخائفين، يا ظهر اللاجين، يا ولي المؤمنين، يا غياث المستغيثين، يا غاية الطالبين. يا صاحب كل غريب، يا مونس كل وحيد، يا ملجأ كل طريد، يا مأوى كل شريد، يا حافظ كل ضالة، يا راحم الشيخ الكبير، يا رازق الطفل الصغير، يا جابر العظم الكسير، يا فكاك كل أسير، يا مغني البائس الفقير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من له التدبير والتقدير، يا من العسير عليه سهل يسير، يا من لا يحتاج إلى تفسير، يا من هو على كل شيء قدير، يا من هو بكل شيء خبير، يا من هو بكل شيء بصير. يا مرسل الرياح، يا فالق الإصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح، يا من بيده كل مفتاح، يا سامع كل صوت، يا سابق كل فوت، يا محيي كل نفس بعد الموت. يا عدتي في شدتي، يا حافظي في غربتي، يا مونسي في وحدتي، يا وليي في نعمتي، يا كنفي حين تعييني المذاهب، وتسلمني الأقارب، ويخذلني كل صاحب. يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا ذخر من لا ذخر له، يا كهف من لا كهف له، يا ركن من لا ركن له، يا غياث من لا غياث له، يا جار من لا جار له. يا جاري اللصيق، يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتحقيق، يا رب البيت العتيق، يا شفيق يا رفيق، فكني من حلق المضيق، واصرف عني كل هم وغم وضيق، واكفني شر ما لا اطيق، وأعني على ما اطيق. يا راد يوسف على يعقوب، يا كاشف ضر أيوب، يا غافر ذنب داود، يا رافع عيسى بن مريم من أيدي اليهود، يا مجيب نداء يونس في الظلمات، يا مصطفي موسى بالكلمات، يا من غفر لادم خطيئته، ورفع إدريس برحمته، يا من نجى نوحامن الغرق، يا من أهلك عادا الاولى وثمود فما أبقى، وقوم نوح من قبل إنهم كانوا هم أظلم وأطغى، والمؤتفكة أهوى، يا من دمر على قوم لوط، ودمدم على قوم شعيب. يا من اتخذ إبراهيم خليلا، يا من اتخذ موسى كليما، واتخذ محمدا صلى الله عليهم أجمعين حبيبا، يا مؤتي لقمان الحكمة، والواهب لسليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة، يا من أعطى الخضر الحياة، ورد ليوشع بن نون الشمس بعد غروبها، يا من ربط على قلب ام موسى، وأحصن فرج مريم بنت عمران، يا من حصن يحيى بن زكرياء من الذنب، وسكن عن موسى الغضب، يا من بشر زكرياء بيحيى، يا من فدى إسماعيل من الذبح، يا من قبل قربان هابيل وجعل اللعنة على قابيل، يا هازم الأحزاب، صل على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين وملائكتك المقربين، وأهل طاعتك. وأسألك بكل مسألة سألك بها أحد ممن رضيت عنه فحتمت له على الإجابة، يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحيم، يا رحمن يا رحيم، يا رحمن يا رحيم، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الجلال والإكرام، به به به به به به به أسألك بكل اسم سميت به نفسك، أو أنزلته في شيء من كتبك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وبمعاقد العز من عرشك، ومنتهى الرحمة من كتابك، وبما لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله، إن الله عزيز حكيم. وأسألك بأسمائك الحسنى التي بينتها في كتابك، فقلت: {ولله الأسمآء الحسنى فادعوه بها}، وقلت: {ادعونى أستجب لكم}، وقلت: {وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}، وقلت: {يعبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله}. وأنا أسألك يا إلهي، وأطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني، وقد دعوتك كما أمرتني، فافعل بي كذا وكذا}. وتسأل الله تعالى ما أحببت، وتسمي حاجتك، ولا تدع به إلا وأنت طاهر. ثم قال للفتى: إذا كانت الليلة فادع به عشر مرات، وأتني من غد بالخبر. قال الحسين بن علي (ع): وأخذ الفتى الكتاب ومضى، فلما كان من غد ما أصبحنا حينا حتى أتى الفتى إلينا سليما معافى، والكتاب بيده، وهو يقول: هذا والله الاسم الأعظم، استجيب لي ورب الكعبة. قال له علي صلوات الله عليه: حدثني! قال: [لما] هدأت العيون بالرقاد، واستحلك جلباب الليل، رفعت يدي بالكتاب، ودعوت الله بحقه مرارا، فاجبت في الثانية: حسبك، فقد دعوت الله باسمه الأعظم. ثم اضطجعت، فرأيت رسول الله (ص) في منامي، وقد مسح يده الشريفة علي وهو يقول: احتفظ باسم الله الأعظم العظيم، فإنك على خير. فانتبهت معافى كما ترى، فجزاك الله خيرا.

------------------

مهج الدعوات ص 151, بحار الأنوار ج 92 ص 394, فقط الدعاء: البلد الأمين ص 337, مصباح الكفعمي ص 260, زاد المعاد ص 388

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن وهب, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن عندنا ما نكتمه ولا نعلمه غيرنا, أشهد على أبي أنه حدثني, عن أبيه, عن جده (ع) قال: قال لي علي بن أبي طالب (ع): يا بني إنه لا بد من أن تمضي مقادير الله وأحكامه على ما أحب وقضى, وسينفذ الله قضاءه وقدره وحكمه فيك, فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أستره إليك حتى أموت وبعد موتي باثني عشر شهرا, وأخبرك بخبر أصله عن الله تقول: غدوة وعشية فيشتغل به ألف ألف ملك يعطى كل منهم قوة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة, ويوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كل ملك مستغفر قوة ألف ألف متكلم في سرعة الكلام, ويبنى لك في دار السلام ألف ألف بيت في مائة قصر يكون فيه من جيران أهله, ويبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون لك جار جدك, ويبنى لك في جنات عدن ألف ألف مدينة, ويحشر معك في قبرك كتاب يقول: "ها أنا لا سبيل عليك للفزع ولا للخوف, ولا لزلازل الصراط, ولا لعذاب النار," ولا تدعو بدعوة فتحب أن تجاب في يومك فيمسي عليك يومك إلا أتاك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت في أي نحو كانت, ولا تموت إلا شهيدا, وتحيي ما حييت وأنت سعيد, ولا يصيبك فقر أبدا ولا جنون ولا بلوى, ويكتب لك في كل يوم بعدد الثقلين كل نفس ألف ألف حسنة, ويمحى عنك ألف ألف سيئة, ويرفع لك ألف ألف درجة, ويستغفر لك العرش والكرسي, حتى تقف بين يدي الله عز وجل ولا تطلب لأحد حاجة إلا قضاها, ولا تطلب إلى الله حاجة لك ولغيرك إلى آخر الدهر في دنياك وآخرتك إلا قضاها, فعاهدني كما أذكره لك, فقال له الحسين (ع): عاهدني يا أبت على ما أحببت, قال: أعاهدك على أن تكتم علي فإذا بلغ محل منيتك فلا تعلمه أحدا سوانا أهل البيت وشيعتنا أو أولياءنا وموالينا, فإنك أنت إن فعلت ذلك طلب الناس إلى ربهم الحوائج في كل نحو فقضاها, فأنا أحب أن يتم الله بكم أهل البيت بما علمني ما أعلمك ما أنتم فيه تحشرون, لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون, فعاهد الحسين عليا (ع) على ذلك ثم قال: إذا أردت إن شاء الله ذلك فقل: 

سبحان الله والحمد لله ولا الـه إلا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله آناء الليل واطراف النهار، سبحان الله بالغدو والاصال، سبحان الله بالعشي والابكار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والارض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي  الارض بعد موتها وكذلك تخرجون، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والجبروت، سبحان ذي الكبرياء والعظمة الملك الحق المهيمن (المبين) القدوس، سبحان الله الملك الحي الذي لا يموت، سبحان الله الملك الحي القدوس، سبحان القائم الدائم، سبحان الدائم القائم، سبحان ربي العظيم، سبحان ربي الاعلى، سبحان الحي القيوم، سبحان العلي الاعلى، سبحانه وتعالى، سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح، سبحان الدائم غير الغافل، سبحان العالم بغير تعليم، سبحان خالق ما يرى، وما لا يرى سبحان الذي يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخبير، اللـهم إني اصبحت منك في نعمة وخير وبركة وعافية فصل على محمد وآله واتمم علي نعمتك وخيرك وبركاتك وعافيتك بنجاة من النار، وارزقني شكرك وعافيتك وفضلك وكرامتك ابدا ما ابقيتني، اللـهم بنورك اهتديت وبفضلك استغنيت وبنعمتك اصبحت وامسيت، اللـهم اني اشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك وانبياءك ورسلك وحملة عرشك وسكان سماواتك وارضك (وارضيك) وجميع خلقك بانك انت الله لا الـه إلا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا صلى الله عليه وآله عبدك ورسولك وانك على كل شيء قدير، تحيي وتميت وتميت وتحيي واشهد ان الجنة حق وان النار حق، و(ان) النشور حق، والساعه اتية لا ريب فيها، وان الله يبعث من في القبور، واشهد ان علي بن ابي طالب امير المؤمنين حقا حقا، وان الائمة من ولده هم الائمة الهداة المهديون غير الضالين ولا المضلين وانهم أولياؤك المصطفون وحزبك الغالبون وصفوتك وخيرتك من خلقك ونجباؤك الذين انتجبتهم لدينك واختصصتهم من خلقك، واصطفيتهم على عبادك، وجعلتهم حجة على العالمين صلواتك عليهم والسلام ورحمة الله وبركاته، اللـهم اكتب لي هذه الشهاده عندك حتى تلقنيها يوم القيامة وانت عنى راض انك على ما تشاء قدير، اللـهم لك الحمد حمدا يصعد اوله ولا ينفد اخره، اللـهم لك الحمد حمدا تضع لك السماء كنفيها (كتفيها) وتسبح لك الارض ومن عليها، اللـهم لك الحمد حمدا سرمدا ابدا لا انقطاع له ولا نفاد ولك ينبغي واليك ينتهي في وعلي ولدي ومعي وقبلي وبعدي وامامي وفوقي وتحتي واذا مت وبقيت فردا وحيدا ثم فنيت، ولك الحمد اذا نشرت وبعثت يا مولاي. اللـهم ولك الحمد ولك الشكر بجميع محامدك كلها على جميع نعمائك كلها حتى ينتهي الحمد الى ما تحب ربنا وترضى، اللـهم لك الحمد على كل اكلة وشربة وبطشة وقبضة وبسطة وفي كل موضع شعرة، اللـهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك ولك الحمد حمدا أمد له دون مشيتك، ولك الحمد حمدا لا أخر لقائله إلا رضاك ولك الحمد على حلمك بعد علمك ولك الحمد على عفوك بعد قدرتك ولك الحمد باعث الحمد ولك الحمد وارث الحمد ولك الحمد بديع الحمد ولك الحمد منتهى الحمد ولك الحمد مبتدع الحمد ولك الحمد مشتري الحمد ولك الحمد ولي الحمد ولك الحمد قديم الحمد ولك الحمد صادق الوعد وفي العهد عزيز الجند قائم المجد ولك الحمد رفيع الدرجات مجيب الدعوات منزل (منزل) الايات من فوق سبع سماوات عظيم البركات مخرج النور من الظلمات من في الظلمات ومخرج الى النور، مبدل السيئات حسنات، وجاعل الحسنات درجات، اللـهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذا الطول، لا الـه إلا انت اليك المصير، اللـهم لك الحمد في الليل اذا يغشى، ولك الحمد في النهار اذا تجلى، ولك الحمد في الاخرة والاولى، ولك الحمد عدد كل نجم وملك في السماء، ولك الحمد عدد الثرى والحصى والنوى، ولك الحمد عدد ما في جو السماء، ولك الحمد عدد ما فى جوف الارض، ولك الحمد عدد اوزان مياه البحار، ولك الحمد عدد اوراق الاشجار، ولك الحمد عدد ما على وجه الارض، ولك الحمد عدد ما احصى كتابك، ولك الحمد عدد ما احاط به علمك، ولك الحمد عدد الانس والجن والهوام والطير والبهائم والسباع، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما تحب ربنا وترضى، وكما ينبغي لكرم وجهك وعز جلالك. ثم تقول عشرا: لا الـه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو اللطيف الخبير. وعشرا: لا الـه إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. وعشرا: استغفر الله الذي لا الـه إلا هو الحي القيوم واتوب اليه. وعشرا: يا الله يا الله، وعشرا: يا رحمن يا رحمن وعشرا: يا رحيم يا رحيم وعشرا: يا بديع السماوات والارض وعشرا: يا ذا الجلال والاكرام وعشرا: يا حنان يا منان وعشرا: يا حي يا قيوم وعشرا: يا حي لا الـه إلا انت وعشرا: يا الله يا لا الـه إلا انت وعشرا: بسم الله الرحمن الرحيم وعشرا: اللـهم صل على محمد وآل محمد وعشرا: اللـهم افعل بي ما انت اهله وعشرا: آمين آمين وعشرا: قل هو الله احد ثم تقول: اللـهم اصنع بي ما انت اهله ولا تصنع بي ما انا اهله فانك اهل التقوى واهل المغفرة، وانا اهل الذنوب والخطايا فارحمني يا مولاي وانت ارحم الراحمين. وايضا تقول عشرا:  لا حول ولا قوه إلا بالله توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا.

-----------

بحار الأنوار ج 87 ص 73, جمال الأسبوع ص 456, مهج الدعوات ص 145. وفقط الدعاء: مصباح المتهجد ج 1 ص 84, الإقبال ج 2 ص 182, البلد الأمين ص 24, مصباح الكفعمي ص 87, زاد المعاد ص 391

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين بن علي (ع): بسم الله الرحمن الرحيم سبحان الله، والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، سبحان الله بالغد والآصال سبحان الله في أناء الليل واطراف النهار، سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون، يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، ويحيي الأرض بعد موتها، وكذلك تخرجون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العرش العظيم. سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان ذي العزة والعظمة والجبروت سبحان الملك الحي القدوس، سبحان الدائم القائم سبحان القائم الدائم سبحان الحي القيوم، سبحان ربي الأعلي، سبحان العلي الأعلي، سبحانه وتعالي سبحان الله السبوح القدوس رب الملائكة والروح. اللهم إني اصبحت منك في نعمة وعافية، فصل اللهم علي محمد وآل محمد، وتمم علي نعمتك وعافيتك وارزقني شكرك. اللهم بنورك اهتديت، وبفضلك استغنيت، وبنعمتك اصبحت وامسيت، ذنوبي بين يديك استغفرك واتوب اليك، لا مانع ما اعطيت، ولا معطي لما منعت، أنت الجد لا ينفع ذا الجد منك الجد، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. اللهم إني اشهدك واشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك في سماواتك وارضك انك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وان محمدا عبدك ورسولك (صلي الله عليه وآله) اللهم اكتب لي هذه الشهادة عندك حتي تلقينيها يوم القيامة وقد رضيت بها عني انك علي كل شيء قدير. اللهم لك الحمد حمدا تضع لك السماوات كنفيها، وتسبح لك الأرض ومن عليها، اللهم لك الحمد حمدا يصعد اوله ولا ينفد آخره حمدا يزيد ولا يبيد سرمدا ابدا لا انقطاع له ولا نفاد حمدا يصعد ولا ينفد، اللهم لك الحمد في وعلي ومعي وقبلي وبعدي وأمامي وورائي وخلفي، وإذا مت وفنيت يا مولاي ولك الحمد بجميع محامدك كلها علي جميع نعمك كلها، ولك الحمد في كل عرق ساكن، وعلي كل عرق ضارب، ولك الحمد علي كل أكلة وشربة وبطشة ونشطة وعلي كل موضع شعرة. اللهم لك الحمد كله، ولك المن كله، ولك الخلق كله، ولك الملك كله ولك الأمر كله، وبيدك الخير كله، واليك يرجع الأمر كله، علانيته وسره وأنت منتهي الشأن كله. اللهم لك الحمد علي حلمك بعد علمك في، ولك الحمد علي عفوك عني بعد قدرتك علي اللهم لك الحمد، صاحب الحمد، ووارث الحمد ومالك الحمد ووارث الملك، بديع الحمد، ومبتدع الحمد، وفي العهد صادق الوعد، عزيز الجند، قديم المجد. اللهم لك الحمد رفيع الدرجات، مجيب الدعوات، منزل الآيات من فوق سبع سماوات، مخرج النور من الظلمات، مبدل السيئات حسنات وجاعل الحسنات درجات. اللهم لك الحمد غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب ذا الطول لا إله إلا أنت اليك المصير، اللهم لك الحمد في الليل اذا يغشي ولك الحمد في النهار إذا تجلي ولك الحمد في الآخرة والاولي، ولك الحمد عدد كل نجم في السماء، ولك الحمد عدد كل قطرة في السماء ولك الحمد عدد كل قطرة نزلت من السماء ولك الحمد عدد كل قطرة في البحار ولك الحمد عدد الشجر والورق والثري والمدر والحصي والجن والإنس والطير والبهائم والسباع والأنعام والهوام، ولك الحمد عدد ما عليوجه الأرض، وتحت الأرض وما في الهواء والسماء، ولك الحمد عدد ما احصي كتابك، واحاط به علمك حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ابدا. ثم تقول: اشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير - عشر مرات - استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، واتوب اليه - عشر مرات - يا الله يا الله يا الله، يا رحمان يا رحمان يا رحمان، يا رحيم يا رحيم يا رحيم، يا حنان يا حنان يا حنان، يا منان، يا منان، يا منان يا حي يا قيوم - كل واحد عشر مرات - يا بديع السموات والأرض ياذا الجلال والإكرام - عشر مرات - بسم الله الرحمن الرحيم - عشر مرات - يا لا إله إلا أنت - عشر مرات - اللهم صل علي محمد وآل محمد - عشر مرات - آمين آمين - عشر مرات - ثم تسأل كلها بعده لدنياك وآخرتك تجاب عليه انشاء الله تعالي.

---------

مهج الدعوات ص 149, بحار الأنوار ج 92 ص 412

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من الدعوات المشرفة في يوم عرفة، دعاء مولانا الإمام الحسين بن علي (ع):

الحمد لله الذي ليس لقضائه دافع، ولا لعطائه مانع، ولا كصنعه صنع صانع، وهو الجواد الواسع، فطر أجناس البدائع، وأتقن بحكمته الصنائع، لا يخفى عليه الطلائع، ولا تضيع عنده الودائع، أتى بالكتاب الجامع، وبشرع الإسلام النور الساطع، وهو للخليقة صانع، وهو المستعان على الفجائع، جازي كل صانع، ورائش كل قانع، وراحم كل ضارع، ومنزل المنافع والكتاب الجامع بالنور الساطع، وهو للدعوات سامع، وللدرجات رافع، وللكربات دافع، وللجبابرة قامع، وراحم عبرة كل ضارع، ودافع ضرعة كل ضارع، فلا إله غيره، ولا شيء يعدله، وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، اللطيف الخبير، وهو على كل شيء قدير. اللهم إني أرغب إليك، وأشهد بالربوبية لك، مقرا بأنك ربي، وأن إليك مردي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا، وخلقتني من التراب ثم أسكنتني الأصلاب، أمنا لريب المنون  واختلاف الدهور، فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم الأيام الماضية، والقرون الخالية، لم تخرجني لرأفتك بي، ولطفك لي وإحسانك إلي في دولة أيام الكفرة، الذين نقضوا عهدك وكذبوا رسلك، لكنك أخرجتني رأفة منك وتحننا علي للذي سبق لي من الهدى، الذي فيه يسرتني، وفيه أنشأتني، ومن قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك وسوابغ نعمتك؛ فابتدعت خلقي من مني يمنى، ثم أسكنتني في ظلمات ثلاث، بين لحم وجلد ودم، لم تشهرني بخلقي، ولم تجعل إلي شيئا من أمري. ثم أخرجتني إلى الدنيا تاما سويا، وحفظتني في المهد طفلا صبيا، ورزقتني من الغذاء لبنا مريا، وعطفت علي قلوب الحواضن، وكفلتني الامهات الرحائم، وكلأتني من طوارق الجان، وسلمتني من الزيادة والنقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمان. حتى إذا استهللت ناطقا بالكلام، أتممت علي سوابغ الإنعام، فربيتني زائدا في كل عام، حتى إذا كملت فطرتي، واعتدلت سريرتي، أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك، وروعتني بعجائب فطرتك، وأنطقتني لما ذرأت في سمائك وأرضك من بدائع خلقك، ونبهتني لذكرك وشكرك وواجب طاعتك وعبادتك، وفهمتني ما جاءت به رسلك، ويسرت لي تقبل مرضاتك، ومننت علي في جميع ذلك بعونك ولطفك. ثم إذ خلقتني من حر الثرى، لم ترض لي يا إلهي بنعمة دون اخرى، ورزقتني من أنواع المعاش وصنوف الرياش بمنك العظيم علي، وإحسانك القديم إلي، حتى إذا أتممت علي جميع النعم، وصرفت عني كل النقم، لم يمنعك جهلي وجرأتي عليك أن دللتني على ما يقربني إليك، ووفقتني لما يزلفني لديك، فإن دعوتك أجبتني، وإن سألتك أعطيتني، وإن أطعتك شكرتني، وإن شكرتك زدتني، كل ذلك إكمالا لأنعمك علي، وإحسانك إلي. فسبحانك سبحانك! من مبدئ معيد حميد مجيد، وتقدست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، فأي أنعمك يا إلهي احصي عددا أو ذكرا، أم أي عطاياك أقوم بها شكرا، وهي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون، أو يبلغ علما بها الحافظون! ثم ما صرفت ودرأت عني اللهم من الضر والضراء أكثر مما ظهر لي من العافية والسراء. وأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني، وعقد عزمات يقيني، وخالص صريح توحيدي، وباطن مكنون ضميري، وعلائق مجاري نور بصري، وأسارير صفحة جبيني، وخرق مسارب نفسي، وخذاريف مارن عرنيني، ومسارب صماخ سمعي، وما ضمت وأطبقت عليه شفتاي، وحركات لفظ لساني، ومغرز حنك فمي وفكي، ومنابت أضراسي، وبلوغ حبائل بارع عنقي، ومساغ مطعمي ومشربي، وحمالة ام رأسي، وجمل حمائل حبل وتيني، وما اشتمل عليه تامور صدري، ونياط حجاب قلبي، وأفلاذ حواشي كبدي، وما حوته شراسيف أضلاعي، وحقاق مفاصلي، وأطراف أناملي، وقبض عواملي، ودمي وشعري وبشري، وعصبي وقصبي وعظامي، ومخي وعروقي، وجميع جوارحي، وما انتسج على ذلك أيام رضاعي، وما أقلت الأرض مني، ونومي ويقظتي، وسكوني وحركتي، وحركات ركوعي وسجودي؛ أن لو حاولت واجتهدت مدى الأعصار والأحقاب لو عمرتها، أن اؤدي شكر واحدة من أنعمك، ما استطعت ذلك! إلا بمنك الموجب علي شكرا آنفا جديدا، وثناء طارفا عتيدا. أجل، ولو حرصت والعادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك، سالفة وآنفة، لما حصرناه عددا، ولا أحصيناه أبدا، هيهات! أنى ذلك، وأنت المخبر عن نفسك في كتابك الناطق، والنبأ الصادق: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوهآ}، صدق كتابك اللهم ونبؤك، وبلغت أنبياؤك ورسلك ما أنزلت عليهم من وحيك، وشرعت لهم من دينك، غير أني أشهد بجدي وجهدي، ومبالغ طاقتي ووسعي، وأقول مؤمنا موقنا: الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا فيكون موروثا، ولم يكن له شريك في الملك فيضاده فيما ابتدع، ولا ولي من الذل فيرفده فيما صنع، سبحانه سبحانه سبحانه! لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا وتفطرتا، فسبحان الله الواحد الحق الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد. الحمد لله حمدا يعدل حمد ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، وصلى الله على خيرته من خلقه محمد خاتم النبيين، وآله الطاهرين المخلصين.

ثم اندفع (ع) في المسألة واجتهد في الدعاء وقال وعيناه تكفان دموعا: اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك، وأسعدني بتقواك، ولا تشقني بمعصيتك، وخر لي في قضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا احب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت. اللهم اجعل غناي في نفسي، واليقين في قلبي، والإخلاص في عملي، والنور في بصري، والبصيرة في ديني، ومتعني بجوارحي، واجعل سمعي وبصري الوارثين مني، وانصرني على من ظلمني، وأرني فيه مآربي وثاري، وأقر بذلك عيني. اللهم اكشف كربتي، واستر عورتي، واغفر لي خطيئتي، واخسأ شيطاني، وفك رهاني، واجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة والاولى. اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا، ولك الحمد كما خلقتني فجعلتني حيا سويا، رحمة بي وكنت عن خلقي غنيا. رب بما برأتني فعدلت فطرتي، رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي، يا رب بما أحسنت بي وفي نفسي عافيتني، رب بما كلأتني ووفقتني، رب بما أنعمت علي فهديتني، رب بما آويتني ومن كل خير آتيتني وأعطيتني، رب بما أطعمتني وسقيتني، رب بما أغنيتني وأقنيتني، رب بما أعنتني وأعززتني، رب بما ألبستني من ذكرك الصافي، ويسرت لي من صنعك الكافي، صل على محمد وآل محمد، وأعني على بوائق الدهر، وصروف الأيام والليالي، ونجني من أهوال الدنيا وكربات الآخرة، واكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض. اللهم ما أخاف فاكفني، وما أحذر فقني، وفي نفسي وديني فاحرسني، وفي سفري فاحفظني، وفي أهلي ومالي وولدي فاخلفني، وفيما رزقتني فبارك لي، وفي نفسي فذللني، وفي أعين الناس فعظمني، ومن شر الجن والإنس فسلمني، وبذنوبي فلا تفضحني، وبسريرتي فلا تخزني، وبعملي فلا تبسلني، ونعمك فلا تسلبني، وإلى غيرك فلا تكلني. إلى من تكلني؟ إلى القريب يقطعني! أم إلى البعيد يتهجمني! أم إلى المستضعفين لي! وأنت ربي ومليك أمري، أشكو إليك غربتي وبعد داري، وهواني على من ملكته أمري. اللهم فلا تحلل بي غضبك، فإن لم تكن غضبت علي فلا ابالي سواك، غير أن عافيتك أوسع لي؛ فأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض والسماوات، وانكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين والآخرين، ألا تميتني على غضبك، ولا تنزل بي سخطك، لك العتبى حتى ترضى من قبل ذلك، لا إله إلا أنت، رب البلد الحرام، والمشعر الحرام، والبيت العتيق، الذي أحللته البركة، وجعلته للناس أمنة. يا من عفا عن العظيم من الذنوب بحلمه، يا من أسبغ النعمة بفضله، يا من أعطى الجزيل بكرمه، يا عدتي في كربتي، ويا مونسي في حفرتي، يا ولي نعمتي، يا إلهي وإله آبائي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، ورب محمد خاتم النبيين وآله المنتجبين، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور والقرآن العظيم، ومنزل كهيعص وطه ويس والقرآن الحكيم، أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها، وتضيق علي الأرض بما رحبت، ولولا رحمتك لكنت من [الهالكين، وأنت مقيل عثرتي، ولولا سترك إياي لكنت من] المفضوحين، وأنت مؤيدي بالنصر على الأعداء، ولولا نصرك لي لكنت من المغلوبين. يا من خص نفسه بالسمو والرفعة، وأولياؤه بعزه يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وغيب ما تأتي به الأزمان والدهور. يا من لا يعلم كيف هو إلا هو، يا من لا يعلم ما هو إلا هو، يا من لا يعلم ما يعلمه إلا هو، يا من كبس الأرض على الماء، وسد الهواء بالسماء، يا من له أكرم الأسماء، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا. يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر، ومخرجه من الجب، وجاعله بعد العبودية ملكا. يا راد يوسف على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. يا كاشف الضر والبلاء عن أيوب. يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد أن كبر سنه وفني عمره. يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ولم يدعه فردا وحيدا. يا من أخرج يونس من بطن الحوت. يا من فلق البحر لبني إسرائيل فأنجاهم وجعل فرعون وجنوده من المغرقين. يا من أرسل الرياح مبشرات بين يدي رحمته. يا من لا يعجل على من عصاه من خلقه. يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود، وقد غدوا في نعمته يأكلون رزقه ويعبدون غيره، وقد حادوه ونادوه وكذبوا رسله. يا الله يا بديء لا بدء لك، يا دائما لا نفاد لك، يا حي يا قيوم، يا محيي الموتى، يا من هو قائم على كل نفس بما كسبت، يا من قل له شكري فلم يحرمني، وعظمت خطيئتي فلم يفضحني، ورآني على المعاصي فلم يخذلني. يا من حفظني في صغري، يا من رزقني في كبري، يا من أياديه عندي لا تحصى، يا من نعمه عندي لا تجازى، يا من عارضني بالخير والإحسان وعارضته بالإساءة والعصيان، يا من هداني بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان. يا من دعوته مريضا فشفاني، وعريانا فكساني، وجائعا فأطعمني، وعطشانا فأرواني، وذليلا فأعزني، وجاهلا فعرفني، ووحيدا فكثرني، وغائبا فردني، ومقلا فأغناني، ومنتصرا فنصرني، وغنيا فلم يسلبني، وأمسكت عن جميع ذلك فابتدأتني، فلك الحمد يا من أقال عثرتي، ونفس كربتي، وأجاب دعوتي، وستر عورتي وذنوبي، وبلغني طلبتي، ونصرني على عدوي، وإن أعد نعمك ومننك وكرائم منحك لا احصيها. يا مولاي! أنت الذي أنعمت، أنت الذي أحسنت، أنت الذي أجملت، أنت الذي أفضلت، أنت الذي مننت، أنت الذي أكملت، أنت الذي رزقت، أنت الذي أعطيت، أنت الذي أغنيت، أنت الذي أقنيت، أنت الذي آويت، أنت الذي كفيت، أنت الذي هديت، أنت الذي عصمت، أنت الذي سترت، أنت الذي غفرت، أنت الذي أقلت، أنت الذي مكنت، أنت الذي أعززت، أنت الذي أعنت، أنت الذي عضدت، أنت الذي أيدت، أنت الذي نصرت، أنت الذي شفيت، أنت الذي عافيت، أنت الذي أكرمت، تباركت ربي وتعاليت، فلك الحمد دائما، ولك الشكر واصبا. ثم أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الذي أخطأت، أنا الذي أغفلت، أنا الذي جهلت، أنا الذي هممت، أنا الذي سهوت، أنا الذي اعتمدت، أنا الذي تعمدت، أنا الذي وعدت، أنا الذي أخلفت، أنا الذي نكثت، أنا الذي أقررت. يا إلهي! أعترف بنعمك عندي، وأبوء بذنوبي فاغفر لي، يا من لا تضره ذنوب عباده، وهو الغني عن طاعتهم، والموفق من عمل منهم صالحا بمعونته ورحمته، فلك الحمد. إلهي! أمرتني فعصيتك، ونهيتني فارتكبت نهيك، فأصبحت لا ذا براءة فأعتذر، ولا ذا قوة فأنتصر، فبأي شيء أستقيلك يا مولاي؛ أبسمعي، أم ببصري، أم بلساني، أم بيدي، أم برجلي؟ أليس كلها نعمك عندي؟ وبكلها عصيتك يا مولاي، فلك الحجة والسبيل علي. يا من سترني من الآباء والامهات أن يزجروني، ومن العشائر والإخوان أن يعيروني، ومن السلاطين أن يعاقبوني، ولو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذا ما أنظروني، ولرفضوني وقطعوني. فها أنا ذا بين يديك يا سيدي، خاضعا ذليلا حصيرا حقيرا، لا ذو براءة فأعتذر، ولا ذو قوة فأنتصر، ولا حجة لي فأحتج بها، ولا قائل لم أجترح ولم أعمل سوءا، وما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني، وكيف وأنى ذلك وجوارحي كلها شاهدة علي بما قد عملت وعلمت يقينا غير ذي شك أنك سائلي عن عظائم الامور، وأنك الحكم العدل الذي لا يجور، وعدلك مهلكي، ومن كل عدلك مهربي، فإن تعذبني فبذنوبي يا مولاي بعد حجتك علي، وإن تعف عني فبحلمك وجودك وكرمك. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين الراغبين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين المسبحين. لا إله إلا أنت ربي ورب آبائي الأولين. اللهم هذا ثنائي عليك ممجدا، وإخلاصي لك موحدا، وإقراري بآلائك معددا، وإن كنت مقرا أني لا احصيها لكثرتها وسبوغها، وتظاهرها وتقادمها، إلى حادث ما لم تزل تتغمدني به معها، مذ خلقتني وبرأتني من أول العمر؛ من الإغناء بعد الفقر، وكشف الضر، وتسبيب اليسر، ودفع العسر، وتفريج الكرب، والعافية في البدن، والسلامة في الدين. ولو رفدني على قدر ذكر نعمك علي جميع العالمين من الأولين والآخرين، لما قدرت ولا هم على ذلك. تقدست وتعاليت من رب عظيم كريم رحيم، لا تحصى آلاؤك، ولا يبلغ ثناؤك، ولا تكافى نعماؤك، صل على محمد وآل محمد، وأتمم علينا نعمتك، وأسعدنا بطاعتك، سبحانك لا إله إلا أنت. اللهم إنك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك، وتكشف السوء، وتغيث المكروب، وتشفي السقيم، وتغني الفقير، وتجبر الكسير، وترحم الصغير، وتعين الكبير، وليس دونك ظهير، ولا فوقك قدير، وأنت العلي الكبير. يا مطلق المكبل الأسير، يا رازق الطفل الصغير، يا عصمة الخائف المستجير، يا من لا شريك له ولا وزير، صل على محمد وآل محمد، وأعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت وأنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها، وآلاء تجددها، وبلية تصرفها، وكربة تكشفها، ودعوة تسمعها، وحسنة تتقبلها، وسيئة تغفرها، إنك لطيف خبير، وعلى كل شيء قدير. اللهم إنك أقرب من دعي، وأسرع من أجاب، وأكرم من عفا، وأوسع من أعطى، وأسمع من سئل، يا رحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، ليس كمثلك مسؤول، ولا سواك مأمول، دعوتك فأجبتني، وسألتك فأعطيتني، ورغبت إليك فرحمتني، ووثقت بك فنجيتني، وفزعت إليك فكفيتني. اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونبيك وعلى آله الطيبين الطاهرين أجمعين، وتمم لنا نعماءك، وهنئنا عطاءك، واجعلنا لك شاكرين، ولالائك ذاكرين، آمين رب العالمين. اللهم يا من ملك فقدر، وقدر فقهر، وعصي فستر، واستغفر فغفر، يا غاية رغبة الراغبين، ومنتهى أمل الراجين، يا من أحاط بكل شيء علما، ووسع المستقيلين رأفة وحلما. اللهم إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها وعظمتها، بمحمد نبيك ورسولك وخيرتك، وأمينك على وحيك. اللهم فصل على البشير النذير، السراج المنير، الذي أنعمت به على المسلمين، وجعلته رحمة للعالمين. اللهم فصل على محمد وآله كما محمد أهل ذلك يا عظيم، فصل عليه وعلى آل محمد المنتجبين الطيبين الطاهرين أجمعين، وتغمدنا بعفوك عنا، فإليك عجت الأصوات بصنوف اللغات، واجعل لنا في هذه العشية نصيبا في كل خير تقسمه، ونور تهدي به، ورحمة تنشرها، وعافية تجللها، وبركة تنزلها، ورزق تبسطه، يا أرحم الراحمين. اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين، ولا تجعلنا من القانطين، ولا تخلنا من رحمتك، ولا تحرمنا ما نؤمله من فضلك، ولا تردنا خائبين، ولا من بابك مطرودين، ولا تجعلنا من رحمتك محرومين، ولا لفضل ما نؤمله من عطاياك قانطين، يا أجود الأجودين ويا أكرم الأكرمين. اللهم إليك أقبلنا موقنين، ولبيتك الحرام آمين قاصدين، فأعنا على منسكنا، وأكمل لنا حجنا، واعف اللهم عنا وعافنا، فقد مددنا إليك أيدينا، وهي بذلة الاعتراف موسومة. اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك، واكفنا ما استكفيناك، فلا كافي لنا سواك، ولا رب لنا غيرك، نافذ فينا حكمك، محيط بنا علمك، عدل فينا قضاؤك، اقض لنا الخير واجعلنا من أهل الخير. اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر، وكريم الذخر، ودوام اليسر، واغفر لنا ذنوبنا أجمعين، ولا تهلكنا مع الهالكين، ولا تصرف عنا رأفتك، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته، وشكرك فزدته، وتاب إليك فقبلته، وتنصل إليك من ذنوبه فغفرتها له، يا ذا الجلال والإكرام. اللهم وفقنا وسددنا واعصمنا واقبل تضرعنا، يا خير من سئل، ويا أرحم من استرحم، يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون، ولا لحظ العيون، ولا ما استقر في المكنون، ولا ما انطوت عليه مضمرات القلوب، ألا كل ذلك قد أحصاه علمك، ووسعه حلمك، سبحانك وتعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا، تسبح لك السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمدك، فلك الحمد والمجد، وعلو الجد، يا ذا الجلال والإكرام، والفضل والإنعام، والأيادي الجسام، وأنت الجواد الكريم، الرؤوف الرحيم، أوسع علي من رزقك، وعافني في بدني وديني، وآمن خوفي، وأعتق رقبتي من النار. اللهم لا تمكر بي ولا تستدرجني ولا تخذلني، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس.

ثم رفع (ع) صوته وبصره إلى السماء وعيناه قاطرتان كأنهما مزادتان، وقال: يا أسمع السامعين، ويا أبصر الناظرين، ويا أسرع الحاسبين، ويا أرحم الراحمين، صل على محمد وآل محمد، وأسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وإن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، أسألك فكاك رقبتي من النار، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، لك الملك ولك الحمد، وأنت على كل شيء قدير، يا رب يا رب يا رب! إلهي! أنا الفقير في غناي، فكيف لا أكون فقيرا في فقري؟ إلهي! أنا الجاهل في علمي، فكيف لا أكون جهولا في جهلي؟ إلهي! إن اختلاف تدبيرك، وسرعة طواء مقاديرك، منعا عبادك العارفين بك عن السكون إلى عطاء، واليأس منك في بلاء. إلهي! مني ما يليق بلؤمي، ومنك ما يليق بكرمك. إلهي! وصفت نفسك باللطف والرأفة لي قبل وجود ضعفي، أفتمنعني منهما بعد وجود ضعفي؟ إلهي! إن ظهرت المحاسن مني فبفضلك، ولك المنة علي، وإن ظهرت المساوئ مني فبعدلك، ولك الحجة علي. إلهي! كيف تكلني، وقد توكلت لي؟ وكيف اضام، وأنت الناصر لي؟ أم كيف أخيب، وأنت الحفي بي؟ ها أنا أتوسل إليك بفقري إليك، وكيف أتوسل إليك بما هو محال أن يصل إليك؟ أم كيف أشكو إليك حالي، وهو لا يخفى عليك؟ أم كيف اترجم بمقالي، وهو منك، برز إليك؟ أم كيف تخيب آمالي، وهي قد وفدت إليك؟ أم كيف لا تحسن أحوالي، وبك قامت؟ إلهي! ما ألطفك بي مع عظيم جهلي! وما أرحمك بي مع قبيح فعلي! إلهي! ما أقربك مني وأبعدني عنك! وما أرأفك بي، فما الذي يحجبني عنك؟ إلهي! علمت باختلاف الآثار، وتنقلات الأطوار، أن مرادك مني أن تتعرف إلي في كل شيء، حتى لا أجهلك في شيء. إلهي! كلما أخرسني لؤمي أنطقني كرمك، وكلما آيستني أوصافي أطمعتني مننك. إلهي! من كانت محاسنه مساوي، فكيف لا تكون مساويه مساوي؟ ومن كانت حقايقه دعاوي، فكيف لا تكون دعاويه دعاوي؟ إلهي! حكمك النافذ، ومشيتك القاهرة، لم يتركا لذي مقال مقالا، ولا لذي حال حالا. إلهي! كم من طاعة بنيتها، وحالة شيدتها، هدم اعتمادي عليها عدلك، بل أقالني منها فضلك. إلهي! إنك تعلم أني وإن لم تدم الطاعة مني فعلا جزما، فقد دامت محبة وعزما. إلهي! كيف أعزم وأنت القاهر؟ وكيف لا أعزم وأنت الآمر؟ إلهي! ترددي في الآثار يوجب بعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك. كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟ ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عين لا تراك عليها رقيبا، وخسرت صفقة عبد لم تجعل له من حبك نصيبا. إلهي! أمرت بالرجوع إلى الآثار، فارجعني إليك بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار، حتى أرجع إليك منها كما دخلت إليك منها؛ مصون السر عن النظر إليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، إنك على كل شيء قدير. إلهي! هذا ذلي ظاهر بين يديك، وهذا حالي لا يخفى عليك، منك أطلب الوصول إليك، وبك أستدل عليك، فاهدني بنورك إليك، وأقمني بصدق العبودية بين يديك. إلهي! علمني من علمك المخزون، وصني بسرك المصون. إلهي! حققني بحقايق أهل القرب، واسلك بي مسلك أهل الجذب. إلهي! أغنني بتدبيرك لي عن تدبيري، وباختيارك عن اختياري، وأوقفني على مراكز اضطراري. إلهي! أخرجني من ذل نفسي، وطهرني من شكي وشركي، قبل حلول رمسي. بك أنتصر فانصرني، وعليك أتوكل فلا تكلني، وإياك أسأل فلا تخيبني، وفي فضلك أرغب فلا تحرمني، وبجنابك أنتسب فلا تبعدني، وببابك أقف فلا تطردني. إلهي! تقدس رضاك أن تكون له علة منك، فكيف يكون له علة مني؟ إلهي! أنت الغني بذاتك أن يصل إليك النفع منك، فكيف لا تكون غنيا عني؟ إلهي! إن القضاء والقدر يمنيني، وإن الهوى بوثائق الشهوة أسرني، فكن أنت النصير لي حتى تنصرني وتبصرني، وأغنني بفضلك حتى أستغني بك عن طلبي. أنت الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى عرفوك ووحدوك، وأنت الذي أزلت الأغيار عن قلوب أحبائك حتى لم يحبوا سواك، ولم يلجؤوا إلى غيرك. أنت المونس لهم حيث أوحشتهم العوالم، وأنت الذي هديتهم حيث استبانت لهم المعالم. ماذا وجد من فقدك؟ وما الذي فقد من وجدك؟ لقد خاب من رضي دونك بدلا، ولقد خسر من بغى عنك متحولا. كيف يرجى سواك وأنت ما قطعت الإحسان؟ وكيف يطلب من غيرك وأنت ما بدلت عادة الامتنان؟ يا من أذاق أحباءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملقين، ويا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين، أنت الذاكر قبل الذاكرين، وأنت البادي بالإحسان قبل توجه العابدين، وأنت الجواد بالعطاء قبل طلب الطالبين، وأنت الوهاب ثم لما وهبت لنا من المستقرضين. إلهي! اطلبني برحمتك حتى أصل إليك، واجذبني بمنك حتى اقبل عليك. إلهي! إن رجائي لا ينقطع عنك وإن عصيتك، كما أن خوفي لا يزايلني وإن أطعتك، فقد العوالم إليك، وقد أوقعني علميبكرمك عليك. إلهي! كيف أخيب وأنت أملي؟ أم كيف اهان وعليك متكلي؟ إلهي! كيف أستعز وفي الذلة أركزتني؟ أم كيف لا أستعز وإليك نسبتني؟ إلهي! كيف لا أفتقر وأنت الذي في الفقراء أقمتني؟ أم كيف أفتقر وأنت الذي بجودك أغنيتني؟ وأنت الذي لا إله غيرك؛ تعرفت لكل شيء فما جهلك شيء، وأنت الذي تعرفت إلي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء، وأنت الظاهر لكل شيء. يا من استوى برحمانيته فصار العرش غيبا في ذاته، محقت الآثار بالآثار، ومحوت الأغيار بمحيطات أفلاك الأنوار. يا من احتجب في سرادقات عرشه عن أن تدركه الأبصار، يا من تجلى بكمال بهائه فتحققت عظمته (من) الاستواء، كيف تخفى وأنت الظاهر؟ أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟ إنك على كل شيء قدير. والحمد لله وحده.

------------------

الإقبال ج 2 ص 74, البلد الأمين ص 251, بحار الأنوار ج 95 ص 216, زاد المعاد ص 173

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بمصادر العامة

أدعية الإمام الحسين (ع):

عن شيخ يكنى أبا محمد أن الحسين بن علي (ع) كان يقول في قنوت الوتر: اللهم إنك ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر الأعلى، وأن إليك الرجعى, وإن لك الآخرة والاولى، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل ونخزى.

-----------

عمدة القاري ج 7 ص 20, المصنف ج 7 ص 113, ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن سعد ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

رؤي الحسين بن علي (ع) يطوف بالبيت، ثم صار إلى المقام فصلى، ثم وضع خده على المقام فجعل يبكي ويقول: عبيدك ببابك، سائلك ببابك، مسكينك ببابك, يردد ذلك مرارا ثم انصرف.

------------

ربيع الأبرار ج 2 ص 305

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما أصبح الحسين (ع) يومه الذي قتل فيه قال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة، وأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة.

-----------

ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن سعد ص 71, سير أعلام النبلاء ج 3 ص 301, الوافي بالوفيات ج 12 ص 265

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن الحسين زين العابدين (ع): لما صبحت الخيل الحسين (ع)، رفع يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيل، ويخذل فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته إليك، رغبة فيه إليك عمن سواك، ففرجته وكشفته وكفيتنيه، فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حسنة، ومنتهى كل غاية.

-------------

نظم درر السمطين ص 216, تاريخ مدنية دمشق ج 14 ص 217, تاريخ الطبري ج 4 ص 321, الكامل في التاريخ ج 4 ص 60, البداية والنهاية ج 8 ص 183, مقتل الحسين (ع) لأبي مخنف ص 115, ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن عساكر ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية