البكاء عليه

عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من المحرم, فقال لي: يا بن شبيب, أصائم أنت؟ فقلت: لا, فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (ع) ربه عز وجل, فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فاستجاب به, وأمر الملائكة فنادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى} فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له, كما استجاب لزكريا (ع), ثم قال: يا بن شبيب, إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته, فما عرفت هذه الامة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها (ص), لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبدا! يا بن شبيب, إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع), فإنه ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض شبيه, ولقد بكت السماوات السبع والارضون لقتله, ولقد نزل إلى الارض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قتل, فهم عند قبره شعث قبر إلى أن يقوم القائم, فيكونون من أنصاره, وشعارهم: يا لثارات الحسين! يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (ع): أنه لما قتل جدي الحسين (ع) مطرت السماء دما وترابا أحمر, يا بن شبيب, إن بكيت على الحسين (ع) حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيرا كان أو كبيرا, قليلا كان أو كثيرا, يا بن شبيب, إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك, فزر الحسين (ع), يا بن شبيب, إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله (ع)م, فالعن قتلة الحسين, يا بن شبيب, إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (ع) فقل متى ما ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما. يا بن شبيب, إن سرك أن تكون معنا في الدرجاب العلى من الجنان, فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا, وعليك بولايتنا, فلو أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيامة.

-----------

الأمالي للصدوق ص 129, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 299, بحار الأنوار ج 44 ص 285, إقبال الأعمال ج 3 ص 29, العوالم ج 17 ص538

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (ع): يا زرارة إن السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم, وإن الارض بكت أربعين صباحا بالسواد, وإن الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة, وإن الجبال تقطعت وانتثرت, وإن البحار تفجرت وإن الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (ع), وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد, وما زلنا في عبرة بعده, وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته, وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه. وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون, فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة, ولقد خرجت نفسه (ع) فزفرت جهنم زفرة كادت الارض تنشق لزفرتها, ولقد خرجت نفس عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية فشهقت جهنم شهقة لولا أن الله حبسها بخزانها لأحرقت من على ظهر الارض من فورها, ولو يؤذن لها ما بقي شيء الا ابتلعته, ولكنها مأمورة مصفودة, ولقد عتت على الخزان غير مرة حتى أتاها جبرئيل فضربها بجناحه فسكنت, وإنها لتبكيه وتندبه وانها لتتلظى على قاتله, ولولا من على الارض من حجج الله لنقضت الارض وأكفئت بما عليها, وما تكثر الزلازل الا عند اقتراب الساعة. وما من عين أحب الى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه – الإمام الحسين ع -, وما من باك يبكيه الا وقد وصل فاطمة (ع) وأسعدها عليه, ووصل رسول الله وأدى حقنا, وما من عبد يحشر الا وعيناه باكية الا الباكين على جدي الحسين (ع), فانه يحشر وعينه قريرة, والبشارة تلقاه, والسرور بين على وجهه, والخلق في الفزع وهم آمنون, والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (ع) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب, يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه, وإن الحور لترسل إليهم إنا قد اشتقناكم مع الولدان المخلدين, فما يرفعون رؤوسهم إليهم لما يرون في مجلسهم من السرور والكرامة, وإن أعداءهم من بين مسحوب بناصيته إلى النار, ومن قائل {ما لنا من شافعين ولا صديق حميم}, وانهم ليرون منزلهم وما يقدرون أن يدنوا إليهم, ولا يصلون إليهم. وإن الملائكة لتأتيهم بالرسالة من أزواجهم ومن خدامهم على ما أعطوا من الكرامة, فيقولون: نأتيكم إن شاء الله, فيرجعون الى أزواجهم بمقالاتهم, فيزدادون إليهم شوقا إذا هم خبروهم بما هم فيه من الكرامة وقربهم من الحسين (ع), فيقولون: الحمد لله الذي كفانا الفزع الأكبر وأهوال القيامة, ونجانا مما كنا نخاف, ويؤتون بالمراكب والرحال على النجائب, فيستوون عليها وهم في الثنأ على الله والحمد لله والصلاة على محمد وآله حتى ينتهوا الى منازلهم.

----------------

كامل الزيارات ص 167، بحار الأنوار ج 45 ص 206، مستدرك الوسائل ج 10 ص 313، مدينة المعاجز ج 4 ص 167، العوالم ج 17 ص462, رياض الأبرار ج 1 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبان بن تغلب, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح, وهمه لنا عبادة, وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله, ثم قال أبو عبد الله (ع): يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.

-----------

الأمالي للمفيد ص 338, الأمالي للطوسي ص 115, بشارة المصطفى ص 105, بحار الأنوار ج 2 ص 64, رياض الأبرار ج 1 ص 185, العوالم ج 17 ص 528

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (ع) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر, قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (ع) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل, فأنشده (ع) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (ع) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (ع) شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

-------------

رجال الكشي ص 289, بحار الأنوار ج 44 ص 282, وسائل الشيعة ج 14 ص 593, العوالم ج 17 ص 540

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن هارون بن خارجة, عن أبي عبد الله (ع), قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (ع) فبكى أبو عبد الله (ع) وبكينا, قال: ثم رفع رأسه, فقال: قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى.

----------------

كامل الزيارات ص 108, بحار الأنوار ج 44 ص 279, العوالم ج 17 ص 536, مستدرك الوسائل ج 10 ص 311. فقط قول الإمام الخسين (ع): الأمالي للصدوق ص 137, روضة الواعظين ج 1 ص 170, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 87, إثبات الهداة ج 4 ص 49, رياض الأبرار ج 1 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن علي بن الحسن بن علي بن فضال, عن أبيه قال: قال الرضا (ع): من تذكر مصابنا وبكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة, ومن ذكر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون, ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

----------------

الأمالي للصدوق ص 73, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 294, وسائل الشيعة ج 14 ص 502, البرهان ج 3 ص 508, بحار الأنوار ج 44 ص 278, رياض الأبرار ج 1 ص 185, العوالم ج 17 ص531

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن الورد بن الكميت, عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) فقلت: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها؟ فقال: إنها أيام البيض, قلت: فهو فيكم خاصة, قال: هات, فأنشأت أقول:

أضحكني الدهر وأبكاني ... والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطف قد غودروا ... صاروا جميعا رهن أكفان

فبكى (ع) وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء, فلما بلغت إلى قولي:

وستة لا يتجارى بهم ... بنو عقيل خير فتيان

ثم علي الخير مولاكم ... ذكرهم هيج أحزاني

فبكى ثم قال (ع): ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك حجابا بينه وبين النار, فلما بلغت إلى قولي:

من كان مسرورا بما مسكم ... أو شامتا يوما من الآن

فقد ذللتم بعد عز فما ... أدفع ضيما حين يغشاني

أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فلما بلغت إلى قولي:

متى يقوم الحق فيكم متى ... يقوم مهديكم الثاني

قال: سريعا إن شاء الله, سريعا, ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين, لأن الائمة بعد رسول الله (ص) اثنا عشر, وهو القائم, قلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب, وبعده الحسن والحسين, وبعد الحسين علي بن الحسين, وأنا, ثم بعدي هذا ووضع يده على كتف جعفر, قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى, وبعد موسى ابنه علي, وبعد علي ابنه محمد, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا, قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله (ص) عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.

----------

كفاية الأثر ص248, الإنصاف في النص ص 380, بهجة النظر ص77, بحار الأنوار ج 36 ص 390, الصراط المستقيم ج 2 ص 156 بإختصر

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن خالد بن سدير, عن أبي عبد الله (ع): وقد شققن الجيوب، ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي (ع)، وعلى مثله تلطم الخدود، وتشق الجيوب.

-----------------------

التهذيب ج 8 ص 325, عوالي اللئالي ج 3 ص 409, الوافي ج 25 ص 572, وسائل الشيعة ج 22 ص 402, هداية الأمة ج 7 ص 477

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن سعد قال: أخبرني‏ المشيخة: أن الملك الذي جاء إلى رسول الله (ص) وأخبره بقتل الحسين بن علي (ع) كان ملك البحار, وذلك أن ملكا من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها, ثم صاح صيحة وقال: يا أهل البحار البسوا أثواب الحزن, فإن فرخ رسول الله (ص) مذبوح, ثم حمل من تربته في أجنحته إلى السماوات فلم يبق ملك فيها إلا شمها وصار عنده لها أثر ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم.

------------

كامل الزيارات ص 67, بحار الأنوار ج 45 ص 221, رياض الأبرار ج 1 ص 270, العوالم ج 17 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن شرحبيل بن أبي عون: إن الملك الذي جاء إلى النبي (ص) إنما كان ملك البحار وذلك أن ملكا من ملائكة الفراديس نزل إلى البحر الأعظم تم نشر أجنحته عليه وصاح صيحة وقال: يا أصحاب البحار! البسوا ثياب الحزن فإن فرخ محمد مذبوح مقتول ثم جاء إلى النبي (ص) فقال: يا حبيب الله! يقتتل على هذه الأرض فرقتان من أمتك، إحداهما ظالمة معتدية فاسقة، يقتلون فرخك الحسين ابن ابنتك (ع) بأرض كرب وبلاء، وهذه تربته يا محمد! قال: ثم ناوله قبضة من أرض كربلاء وقال: تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك، ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين (ع) في بعض أجنحته، فلم يبق ملك في سماء الدنيا إلا شم تلك التربة وصار فيها عنده أثر وخبر. قال: ثم أخذ النبي (ص) تلك القبضة التي أتاه بها الملك فجعل يشمها وهو يبكي ويقول في بكائه: اللهم لا تبارك في قاتل ولدي وأصله نار جهنم!

------------

الفتوح ج 4 ص 324

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): رحم الله شيعتنا, شيعتنا والله المؤمنون, فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.

--------------

ثواب الأعمال ص 216, رياض الأبرار ج 1 ص 70, اللهوف ص 81, بحار الأنوار ج 43, 221, مثير الأحزان ص 62

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): وأما الحسين فإنه مني، وهو ابني وولدي، وخير الخلق بعد أخيه، وهو إمام المسلمين، ومولى المؤمنين، وخليفة رب العالمين، وغياث المستغيثين، وكهف المستجيرين، وحجة الله على خلقه أجمعين، وهو سيد شباب أهل الجنة، وباب نجاة الأمة، أمره أمري، وطاعته طاعتي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما رأيته تذكرت ما يصنع به بعدي، كأني به وقد استجار بحرمي وقبري فلا يجار، فأضمه في منامه إلى صدري، وآمره بالرحلة على دار هجرتي، وأبشره بالشهادة، فيرتحل عنها إلى أرض مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء، تنصره عصابة من المسلمين، أولئك من سادة شهداء أمتي يوم القيامة، كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه صريعا، ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما. ثم بكى رسول الله (ص) وبكى من حوله، وارتفعت أصواتهم بالضجيج، ثم قام (ص): وهو يقول: اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل بيتي بعدي، ثم دخل منزله.

-------------

الأمالي للصدوق ص 115, الأمالي للطوسي ص 713, بشارة المصطفى ص 199, طرف من الأنباء والمناقب ص 411, إرشاد القلوب ج 2 ص 296, نوادر الأخبار ص 163, بحار الأنوار ج 28 ص 39, إثبات الهداة ج 1 ص 300

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (ع): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (ع)؟ قلت: لا أنا رجل مشهور عند أهل البصرة, وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير من أهل القبائل من النصاب وغيرهم, ولست آمنهم ان يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي. قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: نعم, قال: فتجزع؟ قلت: إي والله! وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي. قال: رحم الله دمعتك, أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا, ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا آمنا, أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به من البشارة أفضل, وملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الأم الشفيقة على ولدها (1) قال: ثم استعبر واستعبرت معه, فقال: الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة, يا مسمع إن الارض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (ع) رحمة لنا, وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا, وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه, فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرها حتى لا يوجد لها حر, وان الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض, وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد عليه حتى إنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه, يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يستق بعدها أبدا, وهو في برد الكافور وريح المسك وطعم الزنجبيل, أحلى من العسل, وألين من الزبد, وأصفى من الدمع, وأذكى من العنبر, يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان, يجري على رضراض الدر والياقوت, فيه من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء, يوجد ريحه من مسيرة ألف عام, قدحانه من الذهب والفضة وألوان الجوهر, يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة حتى يقول الشارب منه: يا ليتني تركت ها هنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا, أما إنك يا كردين ممن تروي منه, وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه من أحبنا, وإن الشارب منه ليعطي من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا, وإن على الكوثر أمير المؤمنين (ع) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا, فيقول الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين, فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع لك, فيقول: يتبرأ مني إمامي الذي تذكره, فيقول: ارجع إلى ورائك فقل للذي كنت تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذا كان خير الخلق عندك أن يشفع لك, فإن خير الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول: إني أهلك عطشا, فيقول له: زادك الله ظمأ, وزادك الله عطشا. قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر عليه غيره, فقال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا أهل البيت إذا ذكرنا, وترك أشياء اجترى عليها غيره, وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه لنا, ولكن ذلك لشدة اجتهاده في عبادته وتدينه ولما قد شغل نفسه به عن ذكر الناس, فأما قلبه فمنافق ودينه النصب باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه (2) لهما على كل أحد. (3)

-------------------

(1) الى هنا في خاتمة المستدرك

(2) وفي البحار: وتقديمه لهما.

(3) كامل الزيارات ص 203، تسلية المجالس ج 1 ص 63, بحار الأنوار ج 44 ص 289، العوالم ج 17 ص529، خاتمة المستدرك ج 5 ص 258

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع, ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي (ع) فإنه فيه مأجور.

-------------

كامل الزيارات ص 100, وسائل الشيعة ج 14 ص 507, الفصول المهمة ج 3 ص 413, بحار الأنوار ج 44 ص 291, رياض الأبرار ج 1 ص 190, العوالم ج 17 ص 533

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن جعفر بن محمد (ع) قال: نظر النبي (ص) إلى الحسين بن علي (ع) وهو مقبل فأجلسه في حجره, وقال: إن لقتل الحسين (ع) حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا, ثم قال (ع) بأبي قتيل كل عبرة, قيل: وما قتيل كل عبرة, يا ابن رسول الله؟ قال: لا يذكره مؤمن إلا بكى.

-----------------

مستدرك الوسائل ج 10 ص 318 عن مجموعة الشهيد, جامع أحاديث الشيعة ج 12 ص 555

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكر الحسين (ع) عند أبي عبد الله (ع) في يوم قط فرئي أبو عبد الله (ع) متبسما في ذلك اليوم إلى الليل, وكان (ع) يقول: الحسين (ع) عبرة كل مؤمن.

----------

كامل الزيارات ص 108, بحار الأنوار ج 44 ص 280, العوالم ج 17 ص 537, مستدرك الوسائل ج 10 ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن معاوية بن وهب, قال: قال الإمام جعفر بن محمد (ع): كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين (ع).

--------

الأمالي للطوسي ص 162, وسائل الشيعة ج 3 ص 282, الفصول المهمة ج 3 ص 413, هداية الأمة ج 5 ص 499, غاية المرام ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 44 ص 280, العولم ج 17 ص 605

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي يحيى الحذاء, عن بعض أصحابنا, عن أبي عبد الله (ع), قال: نظر أمير المؤمنين (ع) إلى الحسين (ع) فقال: يا عبرة كل مؤمن, فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يا بني.

------------

كامل الزيارات ص 214, بحار الأنوار ج 44 ص 280, رياض الأبرار ج 1 ص 185, العوالم ج 17 ص 537

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن بكر بن محمد, عن أبي عبد الله (ع) قال: قال لفضيل: تجلسون وتحدثون؟ قال: نعم, جعلت فداك, قال: إن تلك المجالس أحبها, فأحيوا أمرنا يا فضيل, فرحم الله من أحيا أمرنا. يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب, غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.

---------------

قرب الإسناد ص 36، ثواب الأعمال ص187، مصادقة الأخوان ص 32، بشارة المصطفى ص 275، السرائر ج3 ص262، مستطرفات السرائر ص 626، وسائل الشيعة ج 12 ص 20, بحار الأنوار ج 44 ص 282, العوالم ج 17 ص 527. نحوه: تفسير القمي ج 2 ص 292, رياض الأبرار ج 1 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 628

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن السيد علي الحسيني قال: كنت مجاورا في مشهد مولاي علي بن موسى الرضا (ع) مع جماعة من المؤمنين, فلما كان اليوم العاشر من شهر عاشوراء ابتدأ رجل من أصحابنا يقرأ مقتل الحسين (ع) فوردت رواية عن الباقر (ع) أنه قال: من ذرفت عيناه على مصاب الحسين ولو مثل جناح البعوضة غفر الله له ذنوبه, ولو كانت مثل زبد البحر, وكان في المجلس معنا جاهل مركب يدعي العلم, ولا يعرفه, فقال: ليس هذا بصحيح والعقل لا يعتقده وكثر البحث بيننا وافترقنا عن ذلك المجلس, وهو مصر على العناد في تكذيب الحديث, فنام ذلك الرجل تلك الليلة فرأى في منامه كأن القيامة قد قامت, وحشر الناس في صعيد صفصف {لا ترى فيها عوجا ولا أمتا} وقد نصبت الموازين, وامتد الصراط, ووضع الحساب, ونشرت الكتب, وأسعرت النيران, وزخرفت الجنان, واشتد الحر عليه, وإذا هو قد عطش عطشا شديدا وبقي يطلب الماء, فلا يجده, فالتفت يمينا وشمالا وإذا هو بحوض عظيم الطول والعرض, قال: قلت في نفسي: هذا هو الكوثر فإذا فيه ماء أبرد من الثلج وأحلى من العذب, وإذا عند الحوض رجلان وامرأة أنوارهم تشرق على الخلائق, ومع ذلك لبسهم السواد وهم باكون محزونون فقلت: من هؤلاء؟ فقيل لي: هذا محمد المصطفى (ص), وهذا الامام علي المرتضى (ع), وهذه الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) فقلت: ما لي أراهم لابسين السواد وباكين ومحزونين؟ فقيل لي: أليس هذا يوم عاشوراء يوم مقتل الحسين (ع)؟ فهم محزونون لأجل ذلك. قال: فدنوت إلى سيدة النساء فاطمة (ع) وقلت لها: يا بنت رسول الله إني عطشان, فنظرت إلي شزرا (1) وقالت لي: أنت الذي تنكر فضل البكاء على مصاب ولدي الحسين (ع) ومهجة قلبي وقرة عيني الشهيد المقتول ظلما وعدوانا؟ لعن الله قاتليه وظالميه ومانعيه من شرب الماء؟ قال الرجل: فانتبهت من نومي فزعا مرعوبا واستغفرت الله كثيرا, وندمت على ما كان مني وأتيت إلى أصحابي الذين كنت معهم, وخبرت برؤياي, وتبت إلى الله عز وجل. (2)

-----------------

(1) نظرت شزرا: أي كنظر المبغض المعادي.

(2) بحار الأنوار ج44 ص293، العوالم ج 17 ص534.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لكل شيء ثواب إلا الدمعة فينا (أي لا تقدير للثواب)

----------------

كامل الزيارات ص 106, وسائل الشيعة ج 10 ص 597, بحار الأنوار ج 44 ص 287, رياض الأبرار ج 1 ص 188, العوالم ج 17 ص 529

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) يقول: أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (ع) حتى تسيل على خده، بوأه الله تعالى بها غرفا يسكنها أحقابا. وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدونا في الدنيا، بوأه الله في الجنة مبوأ صدق. وأيما مؤمن مسه أذى فينا، فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا، صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

---------

تفسير القمي ج 2 ص 291, كامل الزيارات ص 100, ثواب الأعمال ص 83, مثير الأحزان ص 14, تسلية المجالس ج 1 ص 61, وسائل الشيعة ج 14 ص 501, البرهان ج 5 ص 14, مدينة المعاجز ج 4 ص 152, بحار الأنوار ج 44 ص 281, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 627, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 129, العوالم ج 17 ص 526

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن الربيع بن منذر, عن أبيه, قال: سمعت علي بن الحسين (ع) يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة ودمعت عيناه فينا دمعة, بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا.

----------------

كامل الزيارات ص 100، الأمالي المفيد ص 341، الأمالي الطوسي ص117، شرح الأخبار ج 3 ص 454، بشارة المصطفى ص 108, بحار الأنوار ج 44 ص 279، وسائل الشيعة ج 10 ص 396، العوالم ج 17 ص526، العمدة ص 396 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن الحسين بن ثوير قال: كنت أنا ويونس بن ظبيان والمفضل بن عمر وأبو سلمة السراج جلوسا عند أبي عبد الله (ع)، وكان المتكلم منا يونس، وكان أكبرنا سنا، فقال له: جعلت فداك, إني كثيرا ما أذكر الحسين (ع)، فأي شيء أقول؟ فقال: قل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله, تعيد ذلك ثلاثا، فإن السلام يصل إليه من قريب ومن بعيد.

---------------

الكافي ج 4 ص 575, كامل الزيارات ص 198, الوافي ج 14 ص 1485, بحار الأنوار ج 98 ص 151 المزار للمفيد ص 214 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن عقبة, عن أبيه قال: قلت لابي عبد الله (ع): إن لنا خادما (1) لا تعرف ما نحن عليه, فإذا أذنبت ذنبا وأرادت أن تحلف بيمين: قالت لا وحق الذي إذا ذكرتموه بكيتم, قال فقال: رحمكم الله من أهل البيت (2) (3)

---------------

(1) وفي البحار والمستدرك: خادمة.

(2) في لفظ آخر "رحمكم الله من أهل بيت".

(3) رجال الكشي ص344، جميعا البحار ج27 ص103، مستدرك الوسائل ج12 ص393.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

روي أنه لما أخبر النبي (ص) ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسين (ع) وما يجري عليه من المحن بكت فاطمة (ع) بكاء شديدا! وقالت: يا أبت متى يكون ذلك؟ قال: في زمان خال مني ومنك ومن علي, فاشتد بكاؤها وقالت: يا أبت فمن يبكي عليه ومن يلتزم بأقامة العزاء له؟ فقال النبي (ص): يا فاطمة إن نساء أمتي يبكين على نساء أهل بيتي, ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء وأنا أشفع للرجال, وكل من بكى منهم على مصاب الحسين (ع) أخذنا بيده وأدخلناه الجنة, يا فاطمة كل عين باكية يوم القيامة إلا عين بكت على مصاب الحسين (ع) فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة

---------------

العوالم ج 17 ص534، بحار الأنوار ج 44 ص 292, رياض الأبرار ج 1 ص 190

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن الإمام الحسين (ع) لابنه الإمام زين العابدين (ع): يا ولدي بلغ شيعتي عني السلام فقل لهم: إن أبي مات غريبا فاندبوه ومضى شهيدا فأبكوه
------------
كلمات الإمام الحسين ع ص485, عن الدمعة الساكبة, وورد في معالي السبطين وذريعة النجاة

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الامام الرضا (ع) قال: إن يوم الحسين أقرح جفوننا, وأسبل دموعنا, وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء, أورثتنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء, فعلى مثل الحسين فليبك الباكون, فإن البكاء يحط الذنوب العظام.
------------------
الأمالي للصدوق ص 128, الإقبال ج 3 ص 28, روضة الواعظين ج 1 ص 169, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 86, تسلية المجالس ج 2 ص 443, بحار الأنوار ج 44 ص 283, زاد المعاد ص 231, رياض الأبرار ج 1 ص 187, العوالم ج 17 ص538

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان الحسين (ع) مع أمه تحمله، فأخذه رسول الله (ص) فقال: لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك، فقالت فاطمة (ع): يا أبه اي شئ تقول، قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، وكأني انظر إلى معسكرهم والى موضع رحالهم وتربتهم. فقالت: يا أبه وأين هذا الموضع الذي تصف، قال: موضع يقال له كربلاء، وهي ذات كرب وبلاء علينا وعلى الأمة، يخرج عليهم شرار أمتي، ولو أن أحدهم شفع له من في السماوات والأرضين ما شفعوا فيهم وهم المخلدون في النار. قالت: يا أبه فيقتل، قال: نعم يا بنتاه، وما قتل قتلته أحد كان قبله، وتبكيه السماوات والأرضون والملائكة والوحش والحيتان في البحار والجبال، لو يؤذن لها ما بقي على الأرض متنفس، وتأتيه قوم من محبينا ليس في الأرض اعلم بالله ولا أقوم بحقنا منهم، وليس على ظهر الأرض أحد يلتفت إليه غيرهم. أولئك مصابيح في ظلمات الجور، وهم الشفعاء، وهم واردون حوضي غدا، أعرفهم إذا وردوا علي بسيماهم، وأهل كل دين يطلبون أئمتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرنا، وهم قوام الأرض، بهم ينزل الغيث.

-------------

كامل الزيارات ص 144, بحار الأنوار ج 44 ص 264, العوالم الإمام الحسين (ع) ص 139, تفسير فرات ص 171

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة, عن أبي جعفر (ع): أنه لما تلا هذه الآية: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحيوة الدنيا ويوم يقوم الأشهـد} قال: الحسين بن علي (ع) منهم، ووالله، إن بكاكم عليه، وحديثكم بما جرى عليه، وزيارتكم قبره، نصرة لكم في الدنيا، فأبشروا فإنكم معه في جوار رسول الله (ص).

-------------

فضل زيارة الإمام الحسين (ع) ص 48, تفسير أبي حمزة الثمالي ص 290

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعد بن عبد الله القمي قال في حديث طويل مع القائم (عج) قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل {كهيعص} قال هذه الحروف من أنباء الغيب, أطلع الله عليها عبده زكريا, ثم قصها على محمد (ص) وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه إياها, فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين سري عنه همه, وانجلى كربه, وإذا ذكر الحسين خنقته العبرة, ووقعت عليه البهرة, فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعا منهم تسليت بأسمائهم من همومي, وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟! فأنبأه الله تعالى عن قصته, وقال: {كهيعص} فالكاف: اسم كربلاء, والهاء: هلاك العترة, والياء: يزيد وهو ظالم الحسين (ع), والعين: عطشه, والصاد: صبره, فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه, وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته: إلهي أتفجع خير خلقك بولده! إلهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه! إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة! إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما!! ثم كان يقول: اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر, وأجعله وارثا وصيا, واجعل محله مني محل الحسين, فإذا رزقتنيه فافتني بحبه, ثم فجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده فرزقه الله يحيى وفجعه به, وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (ع) كذلك، [...] الخبر
--------------------
كمال الدين ص461، البحار ج52 ص83، الإحتجاج ج2 ص272، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص237، دلائل الإمامة ص513، إرشاد القلوب ج2 ص421، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص300، نوادر المعجزات ص194 باختصار، مدينة المعاجز ج8 ص56، العوالم ج 17 ص107، منتخب الأنوار ص273، قصص الأنبياء للجزائري ص449، تفسير نور الثقلين ج3 ص319، التفسير الصافي ج3 ص272، ينابيع المودة ج3 ص320 نحوه
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن علي بن الحسين (ع): لما قتل الحسين بن علي (ع)، لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (ع) يعمل لهن الطعام للمأتم.

-----------------------

المحاسن ج 2 ص 420, رياض الأبرار ج 1 ص 259, وسائل الشيعة ج 3 ص 238, هداية الأمة ج 1 ص 324, بحار الأنوار ج 45 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سكينة بنت الحسين (ع): لما قتل الحسين (ع)، اعتنقته فاغمي علي، فسمعته يقول:

شيعتي ما إن شربتم ري عذب فاذكروني... أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني

فقامت مرعوبة قد قرحت مآقيها، وهي تلطم على خديها، وإذا بهاتف يقول:

بكت الأرض والسماء عليه... بدموع غزيرة ودماء

تبكيان المقتول في كربلاء... بين غوغاء امة أدعياء

منع الماء وهو عنه قريب... عين ابكي الممنوع شرب الماء

-----------------------

اللهوف ص 78, بحار الأنوار ج 45 ص 58

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داود بن كثير الرقي قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذا استسقى الماء, فلما شربه رأيته وقد استعبر واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال: يا داود, لعن الله قاتل الحسين, فما أنغص ذكر الحسين (ع) للعيش, إني ما شربت ماء باردا إلا وذكرت الحسين (ع), وما من عبد شرب الماء فذكر الحسين (ع) ولعن قاتله إلا كتب الله له مائة ألف حسنة, ومحا عنه مائة ألف سيئة, ورفع له مائة ألف درجة, وكان كأنما أعتق مائة ألف نسمة, وحشره الله يوم القيامة أبلج الوجه.

--------------

الأمالي للصدوق ص 142, روضة الواعظين ج 1 ص 170, جامع الأخبار ص 177. نحوه: الكافي ج 6 ص 391, كامل الزيارات ص 106, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 87, الوافي ج 20 ص 572, وسائل الشيعة ج 25 ص 272, بحار الأنوار ج 44 ص 303, رياض الأبرار ج 1 ص 194, العوالم ج 17 ص 602

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قيل إن الإمام السجاد (ع) بكى حتى خيف على عينيه.

وكان إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعا, فقيل له في ذلك, فقال: وكيف لا أبكي وقد منع أبي (ع) من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش.

وقيل له: إنك لتبكي دهرك, فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا, فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي.

---------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 166, بحار الأنوار ج 46 ص 108, العوالم ج 18 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال: البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد (ص)، وعلي بن الحسين (ع). - الى ان قال - وأما علي بن الحسين (ع) فبكى على الحسين (ع) عشرين سنة - أو أربعين سنة - ما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين! قال: قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

---------

الأمالي الصدوق ص 140، الخصال ج 1 ص 272، روضة الواعظين ج 1 ص 170، مكارم الأخلاق ص 315, كشف الغمة ج 1 ص 498، وسائل الشيعة ج 3 ص 280، حلية الأبرار ج 3 ص 341, بحار الأنوار ج 12 ص 264, القصص للجزائري ص 175, رياض الأبرار ج 1 ص 59, العوالم ج 11 ص 790

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: كان أبي علي بن الحسين (ع) قد اتخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي (ع) بيتا من شَعر, وأقام بالبادية فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس وملاقاتهم, وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده (ع) ولا يشعر بذلك من فعله‏.

-----------

فرحة الغري ص 43, الغارات ج 2 ص 848, الإقبال ج 2 ص 273, بحار الأنوار ج 97 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض فاختارنا, واختار شيعة ينصروننا, ويفرحون لفرحنا, ويحزنون لحزننا, ويبذلون اموالهم وانفسهم فينا, أولئك منا وإلينا.

------------
الخصال ج 2 ص 635، تحف العقول ص 123, تأويل الآيات ص 641, البرهان ج 5 ص 292, عيون الحكم ص 152، بحار الأنوار ج 44 ص 287، تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 99, العوالم ج 17 ص525,
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

في مناجاة موسى (ع) قال: يا رب لم فضلت أمه محمد (ص) على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسى (ع): يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد (ص)، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى (ص): إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد

--------------------

مجمع البحرين ج 3 ص 405, مستدرك الوسائل ج 10 ص 318, مستدرك سفينة البحار ج 7 ص 235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل أنه قال للصادق (ع): يا مولاي ما في الدموع من ثواب؟ قال: ما لا يحصى إذا كان من محق. فبكى المفضل (بكاء) طويلا, ويقول: يا ابن رسول الله, إن يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم، فقال له الصادق (ع): ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة وإحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب – الى ان قال - وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمر، لأنه أصل يوم العذاب.
------------------

العوالم ج 11 ص 1185, نوائب الدهور ص194

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن الحسين (ع): وكيف لا أجزع ولا أهلع، وقد أرى سيدي وإخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء
----------------
كامل الزيارات ص 261, بحار الأنوار ج 45 ص 179, العوالم ج 17 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عمارة المنشد, عن أبي عبد الله (ع) قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي (ع), قال: فأنشدته فبكى, ثم أنشدته فبكى, قال: فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار, قال: فقال: يا با عمارة, من أنشد في الحسين بن علي (ع) شعرا فأبكى خمسين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى عشرين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى عشرة فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى واحدا فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فبكى فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فتباكى فله الجنة.
--------------

كامل الزيارات ص 105, ثواب الأعمال ص 84, الأمالي للصدوق ص 141, وسائل الشيعة ج 14 ص 595, بحار الأنوار ج 44 ص 282, رياض الأبرار ج 1 ص 187
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أسماء انه قالت: فلما كان بعد حول ولد الحسين (ع) وجاء النبي (ص) فقال: يا أسماء هلمي ابني, فدفعته إليه في خرقة بيضاء, فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى, ووضعه في حجره فبكى, فقالت أسماء: بأبي أنت وأمي مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا, قلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله, فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي, ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة (ع) بهذا فإنها قريبة عهد بولادته, ثم قال لعلي (ع): أي شي‏ء سميت ابني هذا؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله (ص) وقد كنت أحب أن أسميه حربا, فقال النبي (ص): ولا أسبق باسمه ربي عز وجل, ثم هبط جبرئيل (ع) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك علي (ع) منك كهارون من موسى (ع) سم ابنك هذا باسم ابن هارون, قال النبي (ص): وما اسم ابن هارون؟ قال: شبير, قال النبي (ص): لساني عربي, قال جبرئيل (ع): سمه الحسين, فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي (ص) بكبشين أملحين, وأعطى القابلة فخذا ودينارا, ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر, ورقا وطلى رأسه بالخلوق, فقال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 26, إثباة الهداة ج 1 ص 284, بحار الأنوار ج 43 ص 239

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حماد بن عثمان, عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أسري بالنبي (ص) إلى السماء قيل له: - الى ان قال - أما أخوك علي (ع) فيلقى من أمتك الشتم والتعنيف والتوبيخ والحرمان والجحد والجهد والظلم وآخر ذلك القتل, فقال (ص): "يا رب قبلت ورضيت ومنك التوفيق والصبر." وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها وتضرب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن, ثم يمسها هوان وذل, ثم لا تجد مانعا وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب, قلت: "إنا لله وإنا إليه راجعون, قبلت يا رب وسلمت ومنك التوفيق والصبر. "ويكون لها من أخيك ابنان يقتل أحدهما غدرا ويسلب ويطعن تفعل به ذلك أمتك, قلت: "يا رب قبلت وسلمت, إنا لله وإنا إليه راجعون, ومنك التوفيق للصبر." وأما ابنها الآخر فتدعوه أمتك للجهاد ثم يقتلونه صبرا, ويقتلون ولده ومن معه من أهل بيته, ثم يسلبون حرمه فيستعين بي وقد مضى القضاء مني فيه بالشهادة له ولمن معه, ويكون قتله حجة على من بين قطريها, فيبكيه أهل السماوات وأهل الأرضين جزعا عليه, وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته, ثم أخرج من صلبه ذكرا به أنصرك وإن شبحه عندي تحت العرش‏.

-------

كامل الزيارات ص 332, تأويل الآيات ص 838, الجوار السنية ص 566, البرهان ج 4 ص 859, بحار الأنوار ج 28 ص 61, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 532

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما أتى على الحسين (ع) من مولده سنتان خرج النبي (ص) في سفر له فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه فسئل عن ذلك. فقال: هذا جبرائيل (ع) يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال لها كربلاء يقتل عليها ولدي الحسين ابن فاطمة (ع) فقيل له: من يقتله يا رسول الله؟ فقال: رجل اسمه يزيد لعنه الله وكأني أنظر إلى مصرعه ومدفنه، ثم رجع من سفره ذلك مغموما فصعد المنبر فخطب ووعظ والحسن والحسين (ع) بين يديه فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن (ع) ويده اليسرى على رأس الحسين (ع)، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن محمدا عبدك ونبيك وهذان أطائب عترتي وخيار ذريتي. وأرومتي ومن أخلفهما في أمتي وقد أخبرني جبرائيل (ع) أن ولدي هذا مقتول مخذول. اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله. قال: فضج الناس في المسجد بالبكاء والنحيب، فقال النبي (ص): أتبكونه ولا تنصرونه.

-----------

اللهوف ص 14, بحار الأنوار ج 44 ص 248, مثير الأحزان ص 18, الفتوح ج 4 ص 324 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس أنه قال: لما اشتد برسول الله (ص) مرضه الذي مات فيه وقد ضم الحسين (ع) إلى صدره يسيل من عرقه عليه وهو يجود بنفسه ويقول: ما لي وليزيد لا بارك الله فيه, اللهم العن يزيد, ثم غشي عليه طويلا وأفاق, وجعل يقبل الحسين (ع) وعيناه تذرفان ويقول: أما إن لي ولقاتلك مقاما بين يدي الله عز وجل.

---------

مثير الأحزان ص 22, الدر النظيم ص 540, بحار الأنوار ج 44 ص 266, العوالم ج 17 ص 137

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صفية بنت عبد المطلب قالت: لما سقط الحسين (ع) من بطن أمه, فدفعته إلى النبي (ص), فوضع النبي لسانه في فيه, وأقبل الحسين (ع) على لسان رسول الله (ص) يمصه, قالت: وما كنت أحسب رسول الله (ص) يغذوه إلا لبنا أو عسلا, قالت: فبال الحسين (ع) عليه فقبل النبي (ص) بين عينيه ثم دفعه إلي وهو يبكي ويقول: لعن الله قوما هم قاتلوك يا بني, يقولها ثلاثا قالت: فقلت: فداك أبي وأمي ومن يقتله؟ قال: بقية الفئة الباغية من بني أمية لعنهم الله.

-----------

الأمالي للصدوق ص 136, بحار الأنوار ج 43 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما أتت على الحسين (ع) من مولده سنة كاملة هبط على رسول الله (ص) اثني عشر ملكا أحد هم على صورة الأسد، والثاني على صورة الثور، والثالث على صورة التنين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتى, محمرة وجوههم باكية عيونهم قد نشروا أجنحتهم وهم يقولون: يا محمد (ص) سينزل بولدك الحسين ابن فاطمة (ع) ما نزل بهابيل من قابيل, وسيعطي مثل أجر هابيل, ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل, ولم يبق في السماوات ملك مقرب إلا ونزل إلى النبي (ص) كل يقرئه السلام ويعزيه في الحسين (ع) ويخبره بثواب ما يعطى ويعرض عليه تربته, والنبي (ص) يقول: اللهم اخذل من خذله, واقتل من قتله, ولا تمتعه بما طلبه.

-----------

اللهوف ص 13, بحار الأنوار ج 44 ص 247, تسلية المجالس ج 2 ص 112, مثير الأحزان ص 17, الفتوح ج 4 ص 324 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما ناجى موسى (ع) ربه قال له: يا رب العالمين أسألك وأنت العالم قبل نطقي به, فقال: تعالى يا موسى ما تسألني أعطيك وما تريد أبلغك, قال: رب إن فلانا عبدك الإسرائيلي أذنب ذنبا ويسألك العفو, قال: يا موسى أعفو عمن استغفرني إلا قاتل الحسين, قال موسى (ع): يا رب ومن الحسين (ع)؟ قال له: الذي مر ذكره عليك بجانب الطور, قال: يا رب ومن يقتله؟ قال: يقتله أمة جده الباغية الطاغية في أرض كربلاء, وتنفر فرسه وتحمحم وتصهل وتقول في صهيلها: "الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها," فيبقى ملقى على الرمال من غير غسل ولا كفن, وينهب رحله ويسبى نساؤه في البلدان, ويقتل ناصره وتشهر رءوسهم مع رأسه على أطراف الرماح, يا موسى صغيرهم يميته العطش وكبيرهم جلده منكمش, يستغيثون ولا ناصر ويستجيرون ولا خافر. قال: فبكى موسى (ع) وقال: يا رب وما لقاتليه من العذاب؟ قال: يا موسى عذاب يستغيث منه أهل النار بالنار, لا تنالهم رحمتي ولا شفاعة جده, ولو لم تكن كرامة له لخسفت بهم الأرض. قال موسى (ع): برئت إليك اللهم منهم وممن رضي بفعالهم, فقال سبحانه: يا موسى كتبت رحمة لتابعيه من عبادي, واعلم أنه من بكى عليه أو أبكى أو تباكى حرمت جسده على النار.

--------------------

بحار الأنوار ج 44 ص 308, العوالم ج 17 ص 595

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا (ع) في مثل هذه الأيام, فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله, فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل, مرحبا بناصرنا بيده ولسانه, ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه, ثم قال لي: يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا, فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت, وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية, يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله, يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا, يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين (ع) غفر الله له ذنوبه البتة, ثم إنه (ع) نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين (ع), ثم التفت إلي وقال لي: يا دعبل ارث الحسي (ع) فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيا, فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت, قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول - ‏ الأبيات -

-----------------------

بحار الأنوار ج 45 ص 257, العوالم ج 17 ص 545, مستدرك الوسائل ج 10 ص 386

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): ألا ولعن الله قتلة الحسين ومحبيهم وناصريهم، والساكتين عن لعنهم من غير تقية تسكتهم. ألا وصلى الله على الباكين على الحسين بن علي (ع) رحمة وشفقة، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا, ألا وإن الراضين بقتل الحسين (ع) شركاء قتلته. ألا وإن قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم برآء من دين الله. ألا إن الله ليأمر الملائكة المقربين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين (ع) إلى الخزان في الجنان، فيمزجونها بماء الحيوان، فيزيد في عذوبتها وطيبها ألف ضعفها. وإن الملائكة ليتلقون دموع الفرحين الضاحكين‏ لقتل الحسين (ع) ويلقونها في الهاوية، ويمزجونها بحميمها وصديدها وغساقها وغسلينها، فتزيد في شدة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها، يشدد بها على المنقولين‏ إليها من أعداء آل محمد عذابهم.

--------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 369, البرهان ج 1 ص 268, بحار الأنوار ج 44 ص 304, رياض الأبرار ج 1 ص 195, العوالم ج 17 ص 598

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بمصادر العامة

قال شرحبيل بن أبي عون: إن الملك الذي جاء إلى النبي (ص) إنما كان ملك البحر، وذلك أن ملكا من ملائكة الفراديس نزل إلى البحر ثم نشر أجنحته عليه وصاح صيحة قال فيها: يا أهل البحار البسوا ثياب الحزن، فإن فرخ محمد مقتول مذبوح، ثم جاء إلى النبي فقال: يا حبيب الله, تقتل على هذه الأرض فرقتان من أمتك، إحداهما ظالمة متعدية فاسقة، تقتل فرخك الحسين ابن بنتك بأرض كرب وبلاء، وهذه التربة عندك. وناوله قبضة من أرض كربلاء وقال له: تكون هذه التربة عندك حتى ترى علامة ذلك، ثم حمل ذلك الملك من تربة الحسين في بعض أجنحته، فلم يبق في سماء الدنيا ملك إلا وشم تلك التربة وصار لها عنده أثر وخبر، قال: ثم أخذ النبي تلك القبضة التي أتاه بها الملك فجعل يشمها ويبكي ويقول في بكائه: اللهم لا تبارك في قاتل ولدي، وأصله نار جهنم.

---------

مقتل الحسين (ع) للخوارزمي ص 237, الفتوح ج 4 ص 324

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الربيع بن منذر، عن أبيه قال: كان حسين بن علي (ع) يقول: من دمعت عيناه فينا دمعة، أو قطرت عيناه فينا قطرة، أتاه الله عز وجل الجنة

--------------

دخائر العقبى ص 19, ينابيع المودة ج 2 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه دمع مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

----------

ينابيع المودة ج 3 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية