تاريخ البكاء على الحسين عليه السلام

أقبل فرس الحسين (ع)، وقد عدا من بين أيديهم أن لا يؤخذ، فوضع ناصيته في دم الحسين (ع)، وذهب يركض إلى خيمة النساء، وهو يصهل ويضرب برأسه الأرض عند الخيمة. فلما نظرت أخوات الحسين (ع) وبناته وأهله إلى الفرس ليس عليه أحد، رفعن أصواتهن بالصراخ والعويل، ووضعت ام كلثوم (ع) يدها على ام رأسها ونادت: وا محمداه! وا جداه! وا نبياه! وا أبا القاسماه! وا علياه! وا جعفراه! وا حمزتاه! وا حسناه! هذا حسين بالعرا، صريع بكربلا، محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء! ثم غشي عليها.

--------------

بحار الأنوار ج 45 ص 60

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس قال: الملك الذي جاء إلى محمد (ص) يخبره بقتل الحسين (ع) كان جبرئيل (ع) الروح الأمين, منشور الأجنحة باكيا صارخا, قد حمل من تربة الحسين (ع) وهي تفوح كالمسك, فقال رسول الله (ص): وتفلح أمتي تقتل فرخي, - أو قال فرخ ابنتي - فقال جبرئيل (ع): يضربها الله بالاختلاف, فتختلف قلوبهم.

--------------

كامل الزيارات ص ص 61, بحار الأنوار ج 44 ص 237, العوالم ج 17 ص 124

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات، يمشين سبايا في أسر الذلة، وقلن: بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين (ع). فلما نظرت النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن. قال (الراوي): فوالله لا أنسى زينب ابنة علي وهي تندب الحسين (ع)، وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: وا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وا ثكلاه، وبناتك سبابا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيد الشهداء. وا محمداه، وهذا حسين بالعراء، تسفي عليه ريح الصبا، قتيل أولاد البغايا. وا حزناه، وا كرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدي رسول الله. يا أصحاب محمد، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا. وفي بعض الروايات: وا محمداه، بناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء. بأبي من أضحى عسكره في يوم الإثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من يقطر شيبه بالدماء، بأبي من جده رسول إله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدى, بأبي محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي على المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، بأبي من ردت له الشمس وصلى. قال الراوي: فأبكت والله كل عدو وصديق. ثم إن سكينة اعتنقت جسد الحسين (ع)، فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه.

-----------------------

اللهوف ص 78, بحار الأنوار ج 45 ص 58

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما رجع نساء الحسين (ع) وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق، قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء، فوصلوا إلى موضع المصرع، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول (ص) قد وردوا لزيارة قبر الحسين (ع)، فوافوا في وقت واحد، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد، وأقاموا على ذلك أياما.

-----------------------

اللهوف ص 114, بحار الأنوار ج 45 ص 146

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عوانة: رثت الرباب بنت امرئ القيس ام سكينة بنت الحسين (ع)، زوجها الحسين (ع) حين قتل، فقالت:

إن الذي كان نورا يستضاء به... بكربلاء قتيل غير مدفون

سبط النبي جزاك الله صالحة... عنا وجنبت خسران الموازين

قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به... وكنت تصحبنا بالرحم والدين

من لليتامى ومن للسائلين ومن... يغني ويأوي إليه كل مسكين

والله لا أبتغي صهرا بصهركم... حتى اغيب بين الرمل والطين

-----------------------

الأغاني للاصفحاني ج 16 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مصقلة الطحان: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لما قتل الحسين (ع) أقامت امرأته الكلبية (وهي الرباب) عليه مأتما، وبكت وبكين النساء والخدم حتى جفت دموعهن وذهبت، فبينا هي كذلك إذا رأت جارية من جواريها تبكي ودموعها تسيل، فدعتها، فقالت لها: ما لك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: إني لما أصابني الجهد شربت شربة سويق. قال: فأمرت بالطعام والأسوقة، فأكلت وشربت، وأطعمت وسقت، وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (ع). قال: واهدي إلى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين (ع). فلما رأت الجؤن قالت: ما هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين (ع). فقالت: لسنا في عرس فما نصنع بها؟ ثم أمرت بهن، فاخرجن من الدار، فلما اخرجن من الدار لم يحس لها حس، كأنما طرن بين السماء والأرض، ولم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر.

-----------------------

الكافي ج 1 ص 466, الثاقب في المناقب ص 334, الوافي ج 3 ص 760, مدينة المعاجز ج 3 ص 470, مرآة العقول ج 5 ص 372, بحار الأنوار ج 45 ص 170

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذلم بن ستير: قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين، عند منصرف علي بن الحسين (ع) بالنسوة من كربلاء ومعهم الأجناد محيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما اقبل بهم على الجمال بغير وطاء، جعل نساء الكوفة يبكين وينتدبن.

-----------------------

الأمالي للمفيد ص 321. الأمالي للطوسي ص 91, بحار الأنوار ج 45 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الراوي: فضج الناس (بالكوفة بعد خطبة ام كلثتوم (ع)) بالبكاء والنحيب والنوح، ونشر النساء شعورهن، وحثين التراب على رؤوسهن، وخمشن وجوههن، ولطمن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم.

-----------------------

اللهوف ص 88, بحار الأنوار ج 45 ص 110, الإحتجاج ج 2 ص 27

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وأما زينب (ع) فإنها لما رأته (رأس الإمام الحسين (ع)) أهوت إلى جيبها فشقته، ثم نادت بصوت حزين يقرح القلوب: يا حسيناه! يا حبيب رسول الله! يابن مكة ومنى! يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! يابن بنت المصطفى! قال الراوي: فأبكت والله كل من كان حاضرا في المجلس، ويزيد ساكت.

-----------------------

اللهوف ص 50, بحار الأنوار ج 45 ص 132, تسلية المجالس ج 2 ص 384, مثير الأحزان ص 79 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس: بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخا عظيما عاليا من بيت ام سلمة زوج النبي (ص)، فخرجت يتوجه بي قائدي إلى منزلها، وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء، فلما انتهيت إليها قلت: يا ام المؤمنين، ما بالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تجبني، وأقبلت على النسوة الهاشميات، وقالت: يا بنات عبد المطلب، أسعدنني وابكين معي، فقد والله قتل سيدكن وسيد شباب أهل الجنة، قد والله قتل سبط رسول الله (ص) وريحانته الحسين (ع). فقيل: يا ام المؤمنين، ومن أين علمت ذلك؟ قالت: رأيت رسول الله (ص) في المنام الساعة شعثا مذعورا، فسألته عن شأنه ذلك، فقال:قتل ابني الحسين (ع) وأهل بيته اليوم، فدفنتهم، والساعة فرغت من دفنهم. قالت: فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أن أعقل، فنظرت فإذا بتربة الحسين (ع) التي أتى بها جبرئيل من كربلاء، فقال: إذا صارت هذه التربة دما فقد قتل ابنك، وأعطانيها النبي (ص)، فقال: اجعلي هذه التربة في زجاجة, أو قال: في قارورة, ولتكن عندك، فإذا صارت دما عبيطا فقد قتل الحسين (ع)، فرأيت القارورة الآن وقد صارت دما عبيطا تفور. قال: وأخذت ام سلمة من ذلك الدم، فلطخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتما ومناحة على الحسين (ع)، فجاءت الركبان بخبره، وأنه قد قتل في ذلك اليوم.

--------------

الأمالي للطوسي ص 315, بحار الأنوار ج 45 ص 230

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كتب عبيد الله بن زياد إلى يزيد بن معاوية يخبره بقتل الحسين (ع) وخبر أهل بيته، وكتب أيضا إلى عمرو بن سعيد بن العاص أمير المدينة بمثل ذلك. فأما عمرو فحين وصله الخبر صعد المنبر، وخطب الناس، وأعلمهم ذلك، فعظمت واعية بني هاشم، وأقاموا سنن المصائب والمآتم.

--------------

اللهوف ص 99

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن بشير بن حذلم: فلما قربنا منها (من المدينة) نزل علي بن الحسين (ع) فحط رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه، وقال: يا بشير, رحم الله أباك لقد كان شاعرا، فهل تقدر على شيء منه؟ قلت: بلى يابن رسول الله إني لشاعر. قال: فادخل المدينة وانع أبا عبد الله (ع)، قال بشير: فركبت فرسي وركضت حتى دخلت المدينة، فلما بلغت مسجد النبي (ص) رفعت صوتي بالبكاء، وأنشأت أقول:

يا أهل يثرب لا مقام لكم بها... قتل الحسين فأدمعي مدرار

الجسم منه بكربلاء مضرج... والرأس منه على القناة يدار

قال: ثم قلت: هذا علي بن الحسين (ع) مع عماته وأخواته قد حلوا بساحتكم ونزلوا بفنائكم، وأنا رسوله إليكم اعرفكم مكانه. قال: فما بقيت في المدينة مخدرة ولا محجبة إلا برزن من خدورهن، مكشوفة شعورهن مخمشة وجوههن، ضاربات خدودهن، يدعون بالويل والثبور، فلم أر باكيا ولا باكية أكثر من ذلك اليوم، ولا يوما أمر على المسلمين منه بعد وفاة رسول الله (ص). وسمعت جارية تنوح على الحسين (ع) وتقول:

نعى سيدي ناع نعاه فأوجعا... فأمرضني ناع نعاه فأفجعا

أعيني جودا بالمدامع وأسكبا... وجودا بدمع بعد دمعكما معا

على من دهى عرش الجليل فزعزعا... وأصبح أنف الدين والمجد أجدعا

على ابن نبي الله وابن وصيه... وإن كان عنا شاحط الدار أشسعا

ثم قالت: أيها الناعي, جددت حزننا بأبي عبد الله (ع)، وخدشت منا قروحا لما تندمل، فمن أنت يرحمك الله؟ قلت: أنا بشير بن حذلم، وجهني مولاي علي بن الحسين (ع) وهو نازل موضع كذا وكذا مع عيال أبي عبد الله الحسين (ع) ونسائه. قال: فتركوني مكاني وبادروا، فضربت فرسي حتى رجعت إليهم، فوجدت الناس قد أخذوا الطرق والمواضع، فنزلت عن فرسي وتخطيت رقاب الناس حتى قربت من باب الفسطاط، وكان علي بن الحسين (ع) داخلا، فخرج ومعه خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه خادم معه كرسي فوضعه له وجلس عليه، وهو لا يتمالك من العبرة، فارتفعت أصوات الناس بالبكاء، وحنين الجوارى والنساء، والناس من كل ناحية يعزونه، فضجت تلك البقعة ضجة شديدة.

-----------------------

اللهوف ص 115, بحار الأنوار ج 45 ص 147

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي عبد الله (ع): وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد, وما زلنا في عبرة بعده, وكان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته, وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

-----------------------

كامل الزيارات ص 81، مدينة المعاجز ج 4 ص 167، بحار الأنوار ج 45 ص 207، رياض الأبرار ج 1 ص 266, العوالم ج 17 ص 462 مستدرك الوسائل ج 1 ص 391

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كانت ام البنين (ع) ام هؤلاء الأربعة الإخوة القتلى, تخرج إلى البقيع، فتندب بنيها أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، فكان مروان يجيء فيمن يجيء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي.

-----------------------

مقتل الطالبين ص 56, بحار الأنوار ج 45 ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ام سلمة أنها لما بلغها مقتل الحسين (ع) ضربت قبة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله، جلست فيها، ولبست سوادا.

-----------------------

شرح الأخبار ج 3 ص 171

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن علي بن الحسين (ع): لما قتل الحسين بن علي (ع)، لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (ع) يعمل لهن الطعام للمأتم.

-----------------------

المحاسن ج 2 ص 420, رياض الأبرار ج 1 ص 259, وسائل الشيعة ج 3 ص 238, هداية الأمة ج 1 ص 324, بحار الأنوار ج 45 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بكاء الأئمة عليهم السلام قبل عاشوراء:

عن المعلى بن خنيس قال: كان رسول الله (ص) أصبح صباحا, فرأته فاطمة (ع) باكيا حزينا فقالت: ما لك يا رسول الله؟ فأبى أن يخبرها فقالت: لا آكل ولا أشرب حتى تخبرني, فقال: إن جبرئيل (ع) أتاني بالتربة التي يقتل عليها غلام لم يحمل به بعد - ولم تكن تحمل بالحسين (ع) - وهذه تربته‏.

-----------

كامل الزيارات ص 62, العوالم ج 11 ص 905

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن محمد الصنعاني, عن أبي جعفر (ع): كان رسول الله (ص) إذا دخل الحسين (ع) جذبه إليه، ثم يقول لأمير المؤمنين (ع): أمسكه، ثم يقع عليه فيقبله ويبكي. يقول: يا أبه! لم تبكي؟ فيقول: يا بني! اقبل موضع السيوف منك وأبكي. قال: يا أبه! واقتل؟ قال: إي والله، وأبوك وأخوك وأنت.

-----------------------

كامل الزيارات ص 70, بحار الأنوار ج 44 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أسماء انه قالت: فلما كان بعد حول ولد الحسين (ع) وجاء النبي (ص) فقال: يا أسماء هلمي ابني, فدفعته إليه في خرقة بيضاء, فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى, ووضعه في حجره فبكى, فقالت أسماء: بأبي أنت وأمي مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا, قلت: إنه ولد الساعة يا رسول الله, فقال: تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي, ثم قال: يا أسماء لا تخبري فاطمة (ع) بهذا فإنها قريبة عهد بولادته, ثم قال لعلي (ع): أي شي‏ء سميت ابني هذا؟ قال: ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله (ص) وقد كنت أحب أن أسميه حربا, فقال النبي (ص): ولا أسبق باسمه ربي عز وجل, ثم هبط جبرئيل (ع) فقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول لك علي (ع) منك كهارون من موسى (ع) سم ابنك هذا باسم ابن هارون, قال النبي (ص): وما اسم ابن هارون؟ قال: شبير, قال النبي (ص): لساني عربي, قال جبرئيل (ع): سمه الحسين, فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي (ص) بكبشين أملحين, وأعطى القابلة فخذا ودينارا, ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر, ورقا وطلى رأسه بالخلوق, فقال: يا أسماء الدم فعل الجاهلية.

-----------------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 26, إثباة الهداة ج 1 ص 284, بحار الأنوار ج 43 ص 239

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن يحيى قال: دخلنا مع علي (ع) إلى صفين, فلما حاذى نينوى نادى: صبرا يا عبد الله! فقال: دخلت على رسول الله (ص) وعيناه تفيضان, فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, ما لعينيك تفيضان؟ أغضبك أحد؟ قال: لا, بل كان عندي جبرئيل فأخبرني أن الحسين (ع) يقتل بشاطئ الفرات, وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم, فمد يده فأخذ قبضة من تراب, فأعطانيها فلم أملك عيني أن‏ فاضتا, واسم الأرض كربلاء, فلما أتت عليه سنتان خرج النبي (ص) إلى سفر, فوقف في بعض الطريق واسترجع ودمعت عيناه, فسئل عن ذلك فقال: هذا جبرئيل (ع) يخبرني عن أرض بشط الفرات يقال: لها كربلاء, يقتل فيها ولدي الحسين (ع), وكأني أنظر إليه وإلى مصرعه ومدفنه بها, وكأني أنظر على السبايا على أقتاب المطايا, وقد أهدي رأس ولدي الحسين (ع) إلى يزيد لعنه الله, فو الله ما ينظر أحد إلى رأس الحسين (ع) ويفرح إلا خالف الله بين قلبه ولسانه, وعذبه الله عذابا أليما, ثم رجع النبي (ص) من سفره مغموما مهموما كئيبا حزينا, فصعد المنبر وأصعد معه الحسن والحسين (ع) وخطب ووعظ الناس, فلما فرغ من خطبته وضع يده اليمنى على رأس الحسن (ع) ويده اليسرى على رأس الحسين (ع) وقال: اللهم إن محمدا عبدك ورسولك, وهذان أطايب عترتي, وخيار أرومتي, وأفضل ذريتي, ومن أخلفهما في أمتي, وقد أخبرني جبرئيل أن ولدي هذا مقتول بالسم, والآخر شهيد مضرج بالدم, اللهم فبارك له في قتله واجعله من سادات الشهداء, اللهم ولا تبارك في قاتله وخاذله وأصله حر نارك, واحشره في أسفل درك الجحيم, قال: فضج الناس بالبكاء والعويل, فقال لهم النبي (ص): أيها الناس, أتبكونه ولا تنصرونه. اللهم فكن أنت له وليا وناصرا.

-----------

مثير الأحزان ص 18, بحار الأنوار ج 44 ص 247, العوالم ج 17 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن عبد الرحمن, عن أبيه, عن علي بن أبي طالب (ع): بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله (ص)، إذ التفت إلينا فبكى، فقلت: ما يبكيك يا رسول الله؟ فقال: أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة (ع) خدها، وطعنة الحسن (ع) في الفخذ، والسم الذي يسقى، وقتل الحسين (ع). قال: فبكى أهل البيت جميعا.

-----------------------

الأمالي للصدوق ص 134, بحار الأنوار ج 28 ص 51

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: مر أمير المؤمنين (ع) بكربلاء في أناس من أصحابه, فلما مر بها اغرورقت عيناه بالبكاء ثم قال: هذا مناخ ركابهم, وهذا ملقى رحالهم, وهنا تهرق دماؤهم, طوبى لك من تربة عليك تهرق دماء الأحبة.

----------------

كامل الزيارات ص 269, خصائص الأئمة ص 47, الخرائج ج 1 ص 183, إثباة الهداة ج 3 ص 473, بحار الأنوار ج 41 ص 295

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس: لقد دخلت على علي (ع) بذي قار، فأخرج إلي صحيفة وقال لي: يابن عباس، هذه صحيفة أملاها علي رسول الله (ص) وخطي بيدي. فقلت: يا أمير المؤمنين، إقرأها علي، فقرأها فإذا فيها كل شيء كان منذ قبض رسول الله (ص) إلى مقتل الحسين (ع)، وكيف يقتل, ومن يقتله, ومن ينصره, ومن يستشهد معه, فبكى بكاء شديدا وأبكاني. فكان فيما قرأه علي: كيف يصنع به, وكيف تستشهد فاطمة (ع), وكيف يستشهد الحسن ابنه (ع), وكيف تغدر به الامة, فلما أن قرأ كيف يقتل الحسين (ع) ومن يقتله أكثر البكاء، ثم أدرج الصحيفة وقد بقي ما يكون إلى يوم القيامة.

-----------------------

كتاب سليم بن فيس ج 2 ص 915, الفضائل للقمي ص 141, الروضة في الفضائل ص 140, طرف من الأنباء والمناقب ص 373, إثباة الهداة ج 1 ص 297, بحار الأنوار ج 28 ص 73

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن موسى بن إبراهيم المروزي, عن موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن جده محمد الباقر عليهم السلام, عن جابر بن عبد الله الأنصارى, عن رسول الله (ص) أنه قال لفاطمة (ع): أتاني جبرئيل فبشرني بفرخين يكونان لك، ثم عزيت بأحدهما، وعرفت أنه يقتل غريبا عطشانا. فبكت فاطمة (ع) حتى علا بكاؤها، ثم قالت: يا أبه، لم يقتلونه وأنت جده، وأبوه علي، وأنا امه؟ قال: يا بنية، لطلبهم الملك، أما إنه سيظهر عليهم سيف لا يغمد إلا على يد المهدي (ع) من ولدك.

-----------------------

فضائل أمير المؤمنين (ع) للكوفي ص 108, دلائل الإمامة ص 102, نوادر المعجزات ص 219, مدينة المعاجز ج 2 ص 349

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أنس: التفت النبي (ص) إلى فاطمة (ع) فقال: أجزعت إذ رأيت موتهما (أي الحسن والحسين (ع)) فكيف لو رأيت الأكبر مسقيا بالسم والأصغر ملطخا بدمه في قاع من الأرض يتناوبه السباع؟ قال: فبكت فاطمة (ع) وبكى علي وبكى الحسن والحسين (ع). فقالت فاطمة (ع): يا أبتا أكفار يفعلون ذلك أم منافقون؟ قال: بل منافقو هذه الامة ويزعمون أنهم مؤمنون.

-------------

مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي ج 2 ص 279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس في حديث طويل عن ولادة سيد الشهداء (ع): فهبط جبرئيل (ع) على النبي (ص) فهنأه كما أمره الله عز وجل وعزاه فقال له النبي (ص): تقتله أمتي؟ فقال له: نعم يا محمد, فقال النبي (ص): ما هؤلاء بأمتي أنا بريء منهم, والله عز وجل بريء منهم, قال جبرئيل: وأنا بريء منهم يا محمد. فدخل النبي (ص) على فاطمة (ع) فهنأها وعزاها فبكت فاطمة (ع)

-------------

كمال الدين ج 1 ص 282، حلية الأبرار ج 3 ص 105، مدينة المعاجز ج 3 ص 432، غاية المرام ج 1 ص 147, الإنصاف في النص ص 393, بحار الأنوار ج 43 ص 248 ، العوالم ج 17 ص 13
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أم سلمة قالت: بينا رسول الله (ص) ذات يوم جالس والحسين (ع) جالس في حجره, إذ هملت عيناه بالدموع, فقلت له: يا رسول الله, ما لي أراك تبكي, جعلت فداك؟ فقال: جاءني جبرئيل (ع) فعزاني بابني الحسين (ع), وأخبرني أن طائفة من أمتي تقتله, لا أنالهم الله شفاعتي.

------------

الإرشاد ج 2 ص 130, إعلم الورى ص 219, كش الغمة ج 2 ص 7, مدينة المعاجز ج 3 ص 296, بحار الأنوار ج 44 ص 239, العوالم ج 17 ص 131

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان الحسين (ع) مع أمه تحمله، فأخذه رسول الله (ص) فقال: لعن الله قاتليك، ولعن الله سالبيك، وأهلك الله المتوازرين عليك، وحكم الله بيني وبين من أعان عليك، فقالت فاطمة (ع): يا أبه اي شئ تقول، قال: يا بنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدك من الأذى والظلم والغدر والبغي، وهو يومئذ في عصبة كأنهم نجوم السماء يتهادون إلى القتل، وكأني انظر إلى معسكرهم والى موضع رحالهم وتربتهم.

-----------

كامل الزيارات ص 144, بحار الأنوار ج 44 ص 264, العوالم الإمام الحسين (ع) ص 139, تفسير فرات ص 171
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبا عبد الله (ع) قال: لما أن هبط جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) بقتل الحسين (ع), أخذ بيد علي (ع) فخلا به مليا من النهار, فغلبتهما العبرة فلم يتفرقا حتى هبط عليهما جبرئيل (ع) - أو قال رسول رب العالمين - فقال لهما: ربكما يقرؤكما السلام ويقول: عزمت عليكما لما صبرتما, قال: فصبرا.

---------------

كامل الزيارات ص 55, بحار الأنوار ج 44 ص 231

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بكاء الأئمة عليهم السلام بعد عاشوراء:

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال: البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد (ص)، وعلي بن الحسين (ع). - الى ان قال - وأما علي بن الحسين (ع) فبكى على الحسين (ع) عشرين سنة - أو أربعين سنة - ما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين! قال: قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

---------

الأمالي الصدوق ص 140، الخصال ج 1 ص 272، روضة الواعظين ج 1 ص 170، مكارم الأخلاق ص 315, كشف الغمة ج 1 ص 498، وسائل الشيعة ج 3 ص 280، حلية الأبرار ج 3 ص 341, بحار الأنوار ج 12 ص 264, القصص للجزائري ص 175, رياض الأبرار ج 1 ص 59, العوالم ج 11 ص 790

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام الصادق (ع): قال مولى له (للإمام السجاد (ع)): يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك أن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه, وشاب رأسه من الحزن, واحدودب ظهره من الغم, وكان ابنه حيا في الدنيا, وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.

---------------

الخصال ج 2 ص 517, أعلام الدين ص 300, مسكن الفوائد ص 101, وسائل الشيعة ج 3 ص 282, حلية الأبرار ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 45 ص 149, رياض الأبرار ج 1 ص 253, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 452, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 359, مزهة الناظر ص 95, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 166 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي عبد الله (ع) في حديث: كان جدي – الإمام السجاد ع - إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

------------------

كامل الزيارات ص 81, مدينة المعاجز ج 4 ص 167, بحار الأنوار ج 45 ص 207, مستدرك الوسائل ج 10 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي (ع) قال: كان أبي علي بن الحسين (ع) قد اتخذ منزله من بعد مقتل أبيه الحسين بن علي (ع) بيتا من شَعر, وأقام بالبادية فلبث بها عدة سنين كراهية لمخالطة الناس وملاقاتهم, وكان يصير من البادية بمقامه بها إلى العراق زائرا لأبيه وجده (ع) ولا يشعر بذلك من فعله‏.

-----------

فرحة الغري ص 43, الغارات ج 2 ص 848, الإقبال ج 2 ص 273, بحار الأنوار ج 97 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أنه أشرف مولى لعلي بن الحسين (ع) وهو في سقيفة له ساجد يبكي, فقال له: يا مولاي يا علي بن الحسين, أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسه إليه وقال: ويلك - أو ثكلتك أمك - والله لقد شكا يعقوب (ع) إلى ربه في أقل مما رأيت, حتى قال: يا أسفى على يوسف, أنه فقد ابنا واحدا, وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي. قال: وكان علي بن الحسين (ع) يميل إلى ولد عقيل, فقيل له: ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر؟ فقال: إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي (ع) فأرق لهم.

-----------

كامل الزيارات ص 107, تسلية المجالس ج 1 ص 67, بحار الأنوار ج 46 ص 110, رياض الأبرار ج 2 ص 51, العوالم ج 18 ص 158, مستدرك الوسائل ج 2 ص 466

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن جعفر بن محمد (ع) قال: سئل علي بن الحسين (ع) عن كثرة بكائه: فقال: لا تلوموني, فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه, ولم يعلم أنه مات, وقد نظرت إلى أربعة عشرة رجلا من أهل بيتي قتلى في غزاة واحدة. أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟

-----------------------

مثير الأحزان ص 115, كشف الغمة ج 2 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قيل إن الإمام السجاد (ع) بكى حتى خيف على عينيه.

وكان إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعا, فقيل له في ذلك, فقال: وكيف لا أبكي وقد منع أبي (ع) من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش.

وقيل له: إنك لتبكي دهرك, فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا, فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي.

---------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 166, بحار الأنوار ج 46 ص 108, العوالم ج 18 ص 157

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي عن مولانا زين العابدين (ع) وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه: إنه كان كثير البكاء لتلك البلوى (شهادة الإمام الحسين (ع))، عظيم البث والشكوى.

-----------------------

اللهوف ص 121

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن‏ أبي الحسن (ع) قال: كان على خاتم علي بن الحسين (ع): خزي وشقي قاتل الحسين بن علي (ع).

-----------

الكافي ج 6 ص 473, الأمالي للصدوق ص 131, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 56, الوافي ج 20 ص 776, بحار الأنوار ج 46 ص 5, رياض الأبرار ج 1 ص 77, العوالم ج 17 ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الورد بن الكميت, عن أبيه الكميت بن أبي المستهل قال: دخلت على سيدي أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) فقلت: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيكم أبياتا أفتأذن لي في إنشادها؟ فقال: إنها أيام البيض, قلت: فهو فيكم خاصة, قال: هات, فأنشأت أقول:

أضحكني الدهر وأبكاني ... والدهر ذو صرف وألوان

لتسعة بالطف قد غودروا ... صاروا جميعا رهن أكفان

فبكى (ع) وبكى أبو عبد الله وسمعت جارية تبكي من وراء الخباء, فلما بلغت إلى قولي:

وستة لا يتجارى بهم ... بنو عقيل خير فتيان

ثم علي الخير مولاكم ... ذكرهم هيج أحزاني

فبكى ثم قال (ع): ما من رجل ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينيه ماء ولو قدر مثل جناح البعوضة إلا بنى الله له بيتا في الجنة وجعل ذلك حجابا بينه وبين النار, فلما بلغت إلى قولي:

من كان مسرورا بما مسكم ... أو شامتا يوما من الآن

فقد ذللتم بعد عز فما ... أدفع ضيما حين يغشاني

أخذ بيدي وقال: اللهم اغفر للكميت ما تقدم من ذنبه وما تأخر, فلما بلغت إلى قولي:

متى يقوم الحق فيكم متى ... يقوم مهديكم الثاني

قال: سريعا إن شاء الله, سريعا, ثم قال: يا أبا المستهل إن قائمنا هو التاسع من ولد الحسين, لأن الائمة بعد رسول الله (ص) اثنا عشر, وهو القائم, قلت: يا سيدي فمن هؤلاء الاثنا عشر؟ قال: أولهم علي بن أبي طالب, وبعده الحسن والحسين, وبعد الحسين علي بن الحسين, وأنا, ثم بعدي هذا ووضع يده على كتف جعفر, قلت: فمن بعد هذا؟ قال: ابنه موسى, وبعد موسى ابنه علي, وبعد علي ابنه محمد, وبعد محمد ابنه علي, وبعد علي ابنه الحسن, وهو أبو القائم الذي يخرج فيملأ الدنيا قسطا وعدلا ويشفي صدور شيعتنا, قلت: فمتى يخرج يا ابن رسول الله؟ قال: لقد سئل رسول الله (ص) عن ذلك فقال: إنما مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.

----------

كفاية الأثر ص248, الإنصاف في النص ص 380, بهجة النظر ص77, بحار الأنوار ج 36 ص 390, الصراط المستقيم ج 2 ص 156 بإختصر

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي عمارة المنشد, عن أبي عبد الله (ع) قال: قال لي: يا أبا عمارة أنشدني في الحسين بن علي (ع), قال: فأنشدته فبكى, ثم أنشدته فبكى, قال: فو الله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار, قال: فقال: يا با عمارة, من أنشد في الحسين بن علي (ع) شعرا فأبكى خمسين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى ثلاثين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى عشرين فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى عشرة فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فأبكى واحدا فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فبكى فله الجنة, ومن أنشد في الحسين (ع) شعرا فتباكى فله الجنة.

-----------------------

كامل الزيارات ص 105, ثواب الأعمال ص 84, الأمالي للصدوق ص 141, وسائل الشيعة ج 14 ص 595, بحار الأنوار ج 44 ص 282, رياض الأبرار ج 1 ص 187

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن سنان: دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف  اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط. فقلت: يابن رسول الله, مم بكاؤك، لا أبكى الله عينيك؟ فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي (ع) اصيب في مثل هذا اليوم؟ (وساق الحديث) قال: وبكى أبو عبد الله (ع) حتى اخضلت لحيته بدموعه.

-----------------------

مصباح المتهجد ج 2 ص 782, بحار الأنوار ج 45 ص 63, زاد المعاد ص 241

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد الشحام قال: كنا عند أبي عبد الله (ع) ونحن جماعة من الكوفيين، فدخل جعفر بن عفان على أبي عبد الله (ع) فقربه وأدناه ثم قال: يا جعفر, قال: لبيك جعلني الله فداك، قال: بلغني أنك تقول الشعر في الحسين (ع) وتجيد؟ فقال: له نعم جعلني الله فداك، فقال: قل, فأنشده (ع) ومن حوله حتى صارت له الدموع على وجهه ولحيته، ثم قال: يا جعفر والله لقد شهدك ملائكة الله المقربون ها هنا يسمعون قولك في الحسين (ع) ولقد بكوا كما بكينا أو أكثر، ولقد أوجب الله تعالى لك يا جعفر في ساعته الجنة بأسرها وغفر الله لك، فقال يا جعفر ألا أزيدك؟ قال: نعم يا سيدي، قال: ما من أحد قال في الحسين (ع) شعرا فبكى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة وغفر له.

-----------------------

رجال الكشي ص289, عنه البحار ج44 ص282, وسائل الشيعة ج10 ص464, رياض الأبرار ج 1 ص 187

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن غالب: دخلت على أبي عبد الله (ع) فأنشدته مرثية الحسين (ع)، فلما انتهيت إلى هذا الموضع:

لبلية تسقو حسينا... بمسقاة الثرى غير الشراب

فصاحت باكية من وراء الستر: وا أبتاه!

-----------------------

كامل الزيارات ص 105, بحار الأنوار ج 44 ص 286, مستدرك الوسائل ج 10 ص 385

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هارون بن خارجة, عن أبي عبد الله (ع), قال: كنا عنده فذكرنا الحسين (ع) فبكى أبو عبد الله (ع) وبكينا, قال: ثم رفع رأسه, فقال: قال الحسين (ع): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى (1) (2)

-----------------------

(1) وفي الأمالي للصدوق ومناقب آل أبي طالب: لا يذكرني مؤمن إلا استعبر

(2) كامل الزيارات ص215, عنه البحار ج44 ص279, مستدرك الوسائل ج10 ص311, الأمالي للصدوق ص200, مناقب آل أبي طالب ج3 ص239.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هارون المكفوف: دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال لي: أنشدني، فأنشدته، فقال: لا، كما تنشدون، وكما ترثيه عند قبره، فأنشدته:

امرر على جدث الحسين... فقل لأعظمه الزكية

قال: فلما بكى أمسكت أنا، فقال: مر، فمررت، قال: ثم قال: زدني زدني، قال: فأنشدته:

يا مريم قومي فاندبي مولاك.. وعلى الحسين فأسعدي ببكاك

قال: فبكى وتهايج النساء، قال: فلما أن سكتن، قال لي: يا أبا هارون! من أنشد في الحسين (ع) فأبكى عشرة فله الجنة، ثم جعل ينقص واحدا واحدا حتى بلغ الواحد، فقال: من أنشد في الحسين (ع) فأبكى واحدا فله الجنة، ثم قال: من ذكره فبكى فله الجنة.

-----------------------

كامل الزيارات ص 105, بحار الأنوار ج 44 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير: كنت عند أبي عبد الله (ع) احدثه، فدخل عليه ابنه، فقال له: مرحبا, وضمه وقبله، وقال: حقر الله من حقركم، وانتقم ممن وتركم، وخذل الله من خذلكم، ولعن الله من قتلكم، وكان الله لكم وليا وحافظا وناصرا. فقد طال بكاء النساء وبكاء الأنبياء والصديقين والشهداء وملائكة السماء. ثم بكى وقال: يا أبا بصير, إذا نظرت إلى ولد الحسين (ع) أتاني ما لا أملكه بما أتى إلى أبيهم وإليهم.

--------------

كامل الزيارات ص 82, بحار الأنوار ج 45 ص 208, رياض الأبرار ج 1 ص 267, مستدرك الوسائل ج 10 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سفيان بن مصعب العبدي: دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال: قولوا لام فروة (1) تجيء فتسمع ما صنع بجدها، قال: فجاءت فقعدت خلف الستر، ثم قال (ع): أنشدنا، قال: فقلت:

فرو جودي بدمعك المسكوب

قال: فصاحت وصحن النساء، فقال أبو عبد الله (ع): الباب الباب، فاجتمع أهل المدينة على الباب. قال: فبعث إليهم أبو عبد الله (ع) صبي لنا غشي عليه، فصحن النساء. (2)

-----------------------

(1) كنية أم الإمام وأيضا كنية بنته (ع), والظاهر المراد هنا هي بنته.

(2) الكافي ج 8 ص 215, الوافي ج 26 ص 412, مرآة العقول ج 26 ص 137, خاتمة المستدرك ج 8 ص 22

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عمارة المنشد: ما ذكر الحسين (ع) عند أبي عبد الله (ع) في يوم قط، فرئي أبو عبد الله (ع) متبسما في ذلك اليوم إلى الليل، وكان (ع) يقول: الحسين (ع) عبرة كل مؤمن.

----------------

كامل الزيارات ص 108, بحار الأنوار ج 44 ص 280, مستدرك الوسائل ج 10 ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن أبي محمود, عن الرضا (ع): كان أبي (ع) إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع)

------------

الأمالي للصدوق ص 128, روضة الواعظين ج 1 ص 169, إقبال الاعمال ج 2 ص 544, وسائل الشيعة ج 14 ص 505, بحار الأنوار ج 44 ص 284, زاد المعاد ص 231, رياض الأبرار ج 1 ص 187

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن دعبل الخزاعي قال: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى الرضا (ع) في مثل هذه الأيام, فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله, فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل, مرحبا بناصرنا بيده ولسانه, ثم إنه وسع لي في مجلسه وأجلسني إلى جانبه, ثم قال لي: يا دعبل أحب أن تنشدني شعرا, فإن هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت, وأيام سرور كانت على أعدائنا خصوصا بني أمية, يا دعبل من بكى وأبكى على مصابنا ولو واحدا كان أجره على الله, يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا, يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين (ع) غفر الله له ذنوبه البتة, ثم إنه (ع) نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدهم الحسين (ع), ثم التفت إلي وقال لي: يا دعبل ارث الحسي (ع) فأنت ناصرنا ومادحنا ما دمت حيا, فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت, قال دعبل فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت أقول - ‏ الأبيات -

-----------------------

بحار الأنوار ج 45 ص 257, العوالم ج 17 ص 545, مستدرك الوسائل ج 10 ص 386

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بكار قال: أخذت من التربة التي عند رأس الحسين بن علي (ع)، فإنها طينة حمراء، فدخلت على الرضا (ع) فعرضتها عليه، فأخذها في كفه، ثم شمها، ثم بكى حتى جرت دموعه، ثم قال: هذه تربة جدي.

------------

كامل الزيارات ص 283, بحار الأنوار ج 98 ص 131, مستدرك الوسائل ج 10 ص 334

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

في زيارة الناحية المقدسة: ...فلئن أخرتني الدهور، وعاقني عن نصرك المقدور، ولم أكن لمن حاربك محاربا، ولمن نصب لك العداوة مناصبا، فلأندبنك صباحا ومساء، ولأبكين عليك بدل الدموع دما، حسرة عليك وتأسفا على ما دهاك وتلهفا، حتى أموت بلوعة المصاب، وغصة الاكتياب...

-----------------------

المزار الكبير ص 501, بحار الأنوار ج 98 ص 238

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية