في زمن إمامته ع

لما مات الحسن بن علي (ع) تحركت الشيعة بالعراق, وكتبوا إلى الحسين (ع) في خلع معاوية والبيعة له, فامتنع عليهم وذكر أن بينه وبين معاوية عهدا وعقدا لا يجوز له نقضه حتى تمضي المدة, فإن مات معاوية نظر في ذلك.

-------------------

الإرشاد ج 2 ص 32, بحار الأنوار ج 44 ص 324, روضة الواعظين ج 1 ص 171,إعلام الورى ص 222 نحوه, مناقب آشوب ج 4 ص 87 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما توفي الحسن (ع) وبلغ الشيعة ذلك اجتمعوا بالكوفة في دار سليمان بن صرد، وفيهم بنو جعدة بن هبيرة، فكتبوا إلى الحسين بن علي (ع) يعزونه على مصابه بالحسن (ع): بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين سلام عليك، فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فقد بلغنا وفاة الحسن بن علي يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا، غفر الله ذنبه وتقبل حسناته، وألحقه بنبيه، وضاعف لك الاجر في المصاب به وجبر بك المصيبة من بعده فعند الله نحتسبه، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ما أعظم ما أصيب به هذه الأمة عامة، وأنت وهذه الشيعة خاصة، بهلاك ابن الوصي وابن بنت النبي، علم الهدى، ونور البلاد المرجو لإقامة الدين وإعادة سير الصالحين، فاصبر رحمك الله على ما أصابك، إن ذلك لمن عزم الأمور، فإن فيك خلفا ممن كان قبلك، وإن الله يؤتي رشده من يهدى بهديك، ونحن شيعتك المصابة بمصيبتك، المحزونة بحزنك، المسرورة بسرورك، السائرة بسيرتك، المنتظرة لأمرك، شرح الله صدرك، ورفع ذكرك، وأعظم أجرك، وغفر ذنبك، ورد عليك حقك.

------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 228

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكتب إليه (الإمام الحسين ع) بنو جعدة يخبرونه بحسن رأي أهل الكوفة فيه، وحبهم لقدومه وتطلعهم إليه، وأن قد لقوا من أنصاره وإخوانه من يرضى هديه ويطمأن إلى قوله ويعرف نجدته وبأسه، فأفضوا إليهم ما هم عليه من شنآن ابن أبي سفيان، والبراءة منه، ويسألونه الكتاب إليهم برأيه. فكتب الحسين (ع) إليهم: إني لأرجو أن يكون رأي أخي رحمه الله في الموادعة، ورأيي في جهاد الظلمة رشدا وسدادا، فالصقوا بالأرض وأخفوا الشخص واكتموا الهوى واحترسوا من الأظاء ما دام ابن هند حيا، فإن يحدث به حدث وأنا حي يأتكم رأيي إن شاء الله.

-------------

أنساب الأشراف ج 3 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الأندلسي دعا معاوية مروان بن الحكم فقال له: أشر علي في الحسين, فقال: أرى أن تخرجه معك إلى الشام وتقطعه عن أهل العراق وتقطعهم عنه, فقال: أردت والله أن تستريح منه وتبتليني به, فإن صبرت عليه صبرت على ما أكره, وإن أسأت إليه قطعت رحمه, فأقامه وبعث إلى سعيد بن العاص فقال له: يا أبا عثمان, أشر علي في الحسين, فقال: إنك والله ما تخاف الحسين إلا على من بعدك, وإنك لتخلف له قرنا إن صارعه ليصرعنه, وإن سابقه ليسبقنه, فذر الحسين بمنبت النخلة يشرب الماء ويصعد في الهواء ولا يبلغ إلى السماء.

--------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 82, بحار الأنوار ج 44 ص 210

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يزيد بن عبد الله بن الهادي الليثي، أن محمد بن الحارث أخبره قال: كان بين الحسين بن علي (ع) وبين الوليد بن عتبة بن أبي سفيان كلام في مال كان بينهما بذي المروة، والوليد يومئذ أمير المدينة في أيام معاوية، فقال الحسين (ع): أيستطيل الوليد علي بسلطانه! أقسم بالله لينصفني من حقي أو لآخذن سيفي ثم أقوم في مسجد الله فأدعو بحلف الفضول! فبلغت كلمته عبد الله بن الزبير، فقال: أحلف بالله لئن دعا به لآخذن سيفي، ثم لأقومن معه حتى ينتصف أو نموت جميعا. فبلغت المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، فقال: مثل ذلك، فبلغت عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي، فقال مثل ذلك، فبلغ ذلك الوليد بن عتبة، فأنصف الحسين (ع) من نفسه حتى رضي.

-----------

شرح نهج البلاغة ح 15 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن مصعب قال: خرج الحسين (ع) من عند معاوية، فلقي عبد الله بن الزبير، والحسين (ع) مغضب، فذكر الحسين (ع) أن معاوية ظلمه في حق له، فقال الحسين (ع): أخيره في ثلاث خصال، والرابعة الصيلم: أن يجعلك أو ابن عمر بيني وبينه، أو يقر بحقي، ثم يسألني فأهبه له، أو يشتريه مني، فإن لم يفعل فوالذي نفسي بيده لأهتفن بحلف الفضول. قال ابن الزبير: والذي نفسي بيده لئن هتفت به وأنا قاعد لأقومن أو قائم لأمشين، أو ماش لأشتدن، حتى تفنى روحي مع روحك أو ينصفك. قال: ثم ذهب ابن الزبير إلى معاوية، فقال: لقيني الحسين (ع) فخيرك في ثلاث خصال، والرابعة الصيلم. قال معاوية: لا حاجة لنا بالصيلم؛ إنك لقيته مغضبا، فهات الثلاث، قال: تجعلني أو ابن عمر بينك وبينه، قال: فقد جعلتك بيني وبينه أو ابن عمر أو جعلتكما، قال: أو تقر له بحقه وتسأله إياه، قال: أنا أقر له بحقه وأسأله إياه، قال: أو تشتريه منه، قال: وأنا أشتريه منه، قال: فلما انتهى إلى الرابعة قال لمعاوية كما قال للحسين (ع): إن دعاني إلى حلف الفضول لأجبته، فقال معاوية: لا حاجة لنا بهذا.

--------

الأغاني ج 17 ص 189, تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشعبي قال: دخل الحسين بن علي (ع) يوما على معاوية ومعه مولى له يقال له ذكوان، وعند معاوية جماعة من قريش فيهم ابن الزبير، فرحب معاوية بالحسين (ع) وأجلسه على سريره، وقال: ترى هذا القاعد - يعني ابن الزبير - فإنه ليدركه الحسد لبني عبد مناف. فقال ابن الزبير لمعاوية: قد عرفنا فضل الحسين وقرابته من رسول الله (ص) لكن إن شئت أعلمك فضل الزبير على أبيك أبي سفيان فعلت، فتكلم ذكوان مولى الحسين بن علي (ع) فقال: يا ابن الزبير، إن مولاي ما يمنعه من الكلام أن لا يكون طلق اللسان رابط الجنان؛ فإن نطق نطق بعلم؛ وإن صمت صمت بحلم؛ غير أنه كف الكلام، وسبق إلى السنان، فأقرت بفضله الكرام؛ وأنا الذي أقول:

فيم الكلام لسابق في غاية ... والناس بين مقصر ومبلد

إن الذي يجري ليدرك شأوه ... ينمي بغير مسود ومسدد

بل كيف يدرك نور بدر ساطع ... خير الأنام وفرع آل محمد

فقال معاوية: صدق قولك يا ذكوان؛ أكثر الله في موالي الكرام مثلك. فقال ابن الزبير: إن أبا عبد الله سكت وتكلم مولاه، ولو تكلم لأجبناه، أو لكففنا عن جوابه إجلالا له؛ ولا جواب لهذا العبد. قال ذكوان: هذا العبد خير منك؛ قال رسول الله (ص): مولى القوم منهم؛ فأنا مولى رسول الله (ص)، وأنت ابن العوام ابن خويلد؛ فنحن أكرم ولاء وأحسن فعلا. قال ابن الزبير: إني لست أجيب هذا ! فهات ما عندك.

---------

العقد الفريد ج 4 ص 99

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن موسى بن عقبة أنه قال: لقد قيل لمعاوية: إن الناس قد رموا أبصارهم إلى الحسين (ع)، فلو قد أمرته يصعد المنبر ويخطب فإن فيه حصرا أو في لسانه كلالة. فقال لهم معاوية: قد ظننا ذلك بالحسن، فلم يزل حتى عظم في أعين الناس وفضحنا، فلم يزالوا به حتى قال للحسين (ع): يا أبا عبد الله لو صعدت المنبر فخطبت. فصعد الحسين (ع) على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبي (ص) فسمع رجلا يقول: من هذا الذي يخطب؟ فقال الحسين (ع): نحن حزب الله الغالبون، وعترة رسول الله (ص) الأقربون، وأهل بيته الطيبون، واحد الثقلين اللذين جعلنا رسول الله (ص) ثاني كتاب الله تبارك وتعالى، الذي فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل من بين يديه. ولا من خلفه، والمعول علينا في تفسيره، لا يبطينا تأويله، بل نتبع حقايقه. فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة، أن كانت بطاعة الله ورسوله مقرونة، قال الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول} وقال: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منكم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا}. وأحذركم الاصغاء إلى هتوف الشيطان بكم فإنه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم {لا غالب لكم اليوم من الناس وأني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم} فتلقون للسيوف ضربا وللرماح وردا وللعمد حطما وللسهام غرضا, ثم لا يقبل من نفس إيمانها لن تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا, قال معاوية: حسبك يا أبا عبد الله قد بلغت.

------------------

الاحتجاج ج 2 ص 22, بحار الأنوار ج 44 ص 205, بشارة المصطفى ص 398, مناقب آشوب ج 3 ص 223

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما قتل معاوية حجر بن عدي وأصحابه، لقي في ذلك العام الحسين (ع)، فقال: أبا عبد الله، هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟ فقال: لا, قال: إنا قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم. فضحك الحسين (ع)، ثم قال: خصمك القوم يوم القيامة يا معاوية. أما والله لو ولينا مثلها من شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم. وقد بلغني وقوعك بأبي حسن، وقيامك واعتراضك بني هاشم بالعيوب، وايم الله لقد أوترت غير قوسك، ورميت غير غرضك، وتناولتها بالعداوة من مكان قريب، ولقد أطعت امرأ ما قدم إيمانه، ولا حدث نفاقه، وما نظر لك، فانظر لنفسك أو دع - يريد: عمرو بن العاص ـ.

--------

نزهة الناظر ص 82, كشف الغمة ج 2 ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة: أما بعد، فإن عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز، يختلفون إلى الحسين بن علي (ع)، وذكر أنه لايأمن وثوبه، وقد بحثت عن ذلك فبلغني أنه يريد الخلاف يومه هذا، ولست آمن أن يكون هذا أيضا لما بعده، فاكتب إلي برأيكك في هذا، والسلام. فكتب إليه معاوية: أما بعد: فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين (ع)، فإياك أن تعرض للحسين في شيء، واترك حسينا ما تركك؛ فإنا لا نريد أن تعرض له في شيء ما وفى ببيعتنا ولم ينز على سلطاننا، فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته، والسلام. وكتب معاوية إلى الحسين بن علي (ع): أما بعد، فقد انتهت إلي امور عنك، إن كانت حقا فقد أظنك تركتها رغبة فدعها، ولعمر الله، إن من أعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء. وإن كان الذي بلغني باطلا فإنك أنت أعذل الناس لذلك، وعظ نفسك فاذكره ولعهد الله أوف، فإنك متى ما انكرك تنكرني ومتى أكدك تكدني، فاتق شقك عصا هذه الامة وأن يردهم الله على يديك في فتنة، وقد عرفت الناس وبلوتهم، فانظر لنفسك ولدينك ولامة محمد (ص)، ولا يستخفنك السفهاء والذين لايعلمون. فلما وصل الكتاب إلى الحسين (ع) كتب إليه: أما بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنه قد بلغك عني امور أنت لي عنها راغب وأنا لغيرها عندك جدير، فإن الحسنات لا يهدي لها ولا يرد إليها إلا الله. وأما ما ذكرت أنه انتهى إليك عني، فإنه إنما رقاه إليك الملاقون المشاؤون بالنميم، وما اريد لك حربا ولا عليك خلافا، وايم الله، إني لخائف لله في ترك ذلك، وما أظن الله راضيا بترك ذلك، ولا عاذرا بدون الإعذار فيه إليك، وفي أوليائك القاسطين الملحدين حزب الظلمة وأولياء الشياطين. ألست القاتل حجر بن عدي أخا كندة، والمصلين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ويستعظمون البدع ولا يخافون في الله لومة لائم، ثم قتلتهم ظلما وعدوانا من بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلظة والمواثيق المؤكدة، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ولا بإحنة تجدها في نفسك. أولست قاتل عمرو بن الحمق صاحب رسول الله (ص)، العبد الصالح الذي أبلته العبادة فنحل جسمه وصفرت لونه، بعدما آمنته وأعطيته من عهود الله ومواثيقه ما لو أعطيته طائرا لنزل إليك من رأس الجبل، ثم قتلته جرأة على ربك واستخفافا بذلك العهد؟ أو لست المدعي زياد بن سمية المولود على فراش عبيد ثقيف، فزعمت أنه ابن أبيك، وقد قال رسول الله (ص): الولد للفراش وللعاهر الحجر, فتركت سنه رسول الله (ص) تعمدا، وتبعت هواك بغير هدى من الله. ثم سلطته على العراقين، يقطع أيدي المسلمين وأرجلهم، ويسمل أعينهم، ويصلبهم على جذوع النخل، كأنك لست من هذه الامة وليسوا منك؟ أو لست صاحب الحضرميين الذين كتب فيهم ابن سمية أنهم كانوا على دين علي (ع)؟ فكتبت إليه أن اقتل كل من كان على دين علي (ع) فقتلهم ومثلهم؟ ودين علي (ع) سر الله الذي كان يضرب عليه أباك ويضربك، وبه جلست مجلسك الذي جلست، ولولا ذلك لكان شرفك وشرف أبيك الرحلتين. وقلت فيما قلت: انظر لنفسك ولدينك ولامة محمد، واتق شق عصا هذه الامة وأن تردهم إلى فتنة, وإني لا أعلم فتنة أعظم على هذه الامة من ولايتك عليها، ولا أعلم نظرا لنفسي ولديني ولامة محمد (ص) وعلينا أفضل من أن اجاهدك؛ فإن فعلت فإنه قربة إلى الله، وإن تركته فإني أستغفر الله لديني، وأسأله توفيقه لاءرشاد أمري. وقلت فيما قلت: إني إن أنكرتك تنكرني وإن أكدك تكدني! فكدني ما بدا لك، فإني أرجو ألا يضرني كيدك في، وأن لا يكون على أحد أضر منه على نفسك، على أنك قد ركبت بجهلك، وتحرصت على نقض عهدك، ولعمري ما وفيت بشرط. ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا وقتلوا، ولم تفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا، فقتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مت قبل أن يفعلوا، أوماتوا قبل أن يدركوا. فأبشر يا معاوية بالقصاص واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناس لأخذك بالظنة وقتلك أولياءه على التهم، ونقل أوليائه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك للناس ببيعة ابنك غلام حدث، يشرب الخمر، ويلعب بالكلاب. لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك، وتبرت دينك، وغششت رعيتك، وأخربت أمانتك، وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخفت الورع التقي لأجلهم، والسلام. فلما قرأ معاوية الكتاب، قال: لقد كان في نفسه ضب ما أشعر به، فقال يزيد: يا أمير المؤمنين, أجبه جوابا تصغر إليه نفسه، وتذكر فيه أباه بشيء فعله. قال: ودخل عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال له معاوية: أما رأيت ما كتب به الحسين؟ قال: وما هو؟ قال: فأقرأه الكتاب، فقال: وما يمنعك أن تجيبه بما يصغر إليه نفسه؟ وإنما قال ذلك في هوى معاوية. فقال يزيد: كيف رأيت يا أمير المؤمنين رأيي؟ فضحك معاوية، فقال: أما يزيد فقد أشار علي بمثل رأيك، قال عبد الله: فقد أصاب يزيد. فقال معاوية: أخطأتما، أرأيتما لو أني ذهبت لعيب علي محقا ما عسيت أن أقول فيه؟! ومثلي لا يحسن أن يعيب بالباطل وما لا يعرف، ومتى ما عبت به رجلا بما لا يعرفه الناس، لم يخول به صاحبه ولا يراه الناس شيئا وكذبوه، وما عسيت أن أعيب حسينا؟ والله ما أرى للعيب فيه موضعا، وقد رأيت أن أكتب إليه أتوعده وأتهدده، ثم رأيت ألا أفعل ولا أفحله.

--------

رجال الكشي ص 48, بحار الأنوار ج 44 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مسافع بن شيبة قال: حج معاوية، فلما كان عند الردم أخذ الحسين (ع) بخطام ناقته فأناخ به راحلته، ثم ساره طويلا، ثم انصرف، وزجر معاوية راحلته وسار، فقال عمرو بن عثمان بن عفان: ينيخ بك الحسين وتكف عنه وهو ابن أبي طالب، وتسرعه على ما تعلم؟ فقال معاوية: دعني من علي، فوالله ما فارقني حتى خشيت أن يقتلني، ولو قتلني ما أفلحتم، وإن لكم من بني هاشم ليوما عصيبا.

----------

تهذيب الكمال ج 6 ص 405, أنساب الأشراف ج 5 ص 58

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الواحد بن أبي عون أن رسول الله (ص) لما توفي أمر علي (ع) صائحا يصيح: من كان له عند رسول الله (ص) عدة أو دين فليأتني! فكان يبعث كل عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتى توفي علي (ع), ثم كان الحسن بن علي (ع) يفعل ذلك حتى توفي, ثم كان الحسين (ع) يفعل ذلك, وانقطع ذلك بعده.

-----------

الطبقات الكبرى ج 2 ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: وفد إلى الحسين (ع) وفد فقالوا: يا ابن رسول الله, إن أصحابنا وفدوا إلى معاوية ووفدنا نحن إليك, فقال: إذن أجيزكم بأكثر مما يجيزهم, فقالوا: جعلنا فداك, إنما جئنا مرتادين لديننا, قال: فطأطأ رأسه ونكت  في الأرض وأطرق طويلا, ثم رفع رأسه فقال (ع): قصيرة من طويلة, من أحبنا لم يحبنا لقرابة بيننا وبينه ولا لمعروف أسديناه إليه إنما أحبنا لله ورسوله فمن أحبنا جاء معنا يوم القيامة كهاتين, وقرن بين سبابتيه.

----------

أعلام الدين ص 460, بحار الأنوار ج 27 ص 127

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم لم يلبث معاوية بعد وفاة الحسن (ع) إلا يسيرا حتى بايع ليزيد بالشام، وكتب بيعته إلى الآفاق، وكان عامله على المدينة مروان بن الحكم، فكتب إليه يذكر الذي قضى الله به على لسانه من بيعة يزيد، ويأمره أن يجمع من قبله من قريش وغيرهم من أهل المدينة، ثم يبايعوا ليزيد: فلما قرأ مروان كتاب معاوية أبى من ذلك. وأبته قريش. فكتب لمعاوية: إن قومك قد أبوا إجابتك إلى بيعتك ابنك، فارأ رأيك. فلما بلغ معاوية كتاب مروان عرف أن ذلك من قبله. فكتب إليه يأمره أن يعتزل عمله، ويخبره أنه قد ولى المدينة سعيد بن العاص.

---------

الإمامة والسياسة ج 1 ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وذكروا أن معاوية كتب إلى سعيد بن العاص وهو على المدينة، يأمره أن يدعو أهل المدينة إلى البيعة، ويكتب إليه بمن سارع ممن لم يسارع. فلما أتى سعيد بن العاص الكتاب، دعا الناس إلى البيعة ليزيد، وأظهر الغلظة وأخذهم بالعزم والشدة، وسطا بكل من أبطأ عن ذلك، فأبطأ الناس عنها، إلا اليسير، لا سيما بني هاشم، فإنه لم يجبه منهم أحد، وكان ابن الزبير من أشد الناس إنكارا لذلك، وردا له. فكتب سعيد بن العاص إلى معاوية: أما بعد، فإنك أمرتني أن أدعو الناس لبيعة يزيد ابن أمير المؤمنين، وأن أكتب إليك بمن سارع ممن أبطأ، وإني أخبرك أن الناس عن ذلك بطاء، لا سيما أهل البيت من بني هاشم، فإنه لم يجبني منهم أحد.

--------

الإمامة والسياسة ج 1 ص 199

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما بايع معاوية بن أبي سفيان ليزيد بن معاوية كان حسين بن علي بن أبي طالب (ع) ممن لم يبايع له. وكان أهل الكوفة يكتبون إلى حسين (ع) يدعونه إلى الخروج إليهم في خلافة معاوية كل ذلك يأبى. فقدم منهم قوم إلى محمد بن الحنفية فطلبوا إليه أن يخرج معهم فأبى، وجاء إلى الحسين (ع) فأخبره بما عرضوا عليه، وقال: إن القوم إنما يريدون أن يأكلوا بنا، ويشيطوا دماءنا.

---------

ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن سعد ص 53, تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 205, بغية الطالب ج 6 ص 98, تهذيب الكمال ج 6 ص 412, البداية والنهاية ج 8 ص 174

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فجاءه (الإمام الحسين ع) أبو سعيد الخدري، فقال: يا با عبد الله إني لكم ناصح، وإني عليكم مشفق، وقد بلغني أنه كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج إليهم، فلا تخرج، فإني سمعت أباك رحمه الله يقول بالكوفة: والله لقد مللتهم وأبغضتهم، وملوني وأبغضوني، وما بلوت منهم وفاء، ومن فاز بهم فاز بالسهم الأخيب، والله ما لهم ثبات، ولا عزم أمر، ولا صبر على السيف. قال: وقدم المسيب بن نجبة الفزاري وعدة معه إلى الحسين (ع) بعد وفاة الحسن (ع) فدعوه إلى خلع معاوية، وقالوا: قد علمنا رأيك ورأي أخيك. فقال (ع): إني أرجو أن يعطي الله أخي على نيته في حبه الكف، وأن يعطيني على نيتي في حبي جهاد الظالمين.

---------

ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن سعد ص 54, تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 205, بغية الطالب ج 6 ص 98, تهذيب الكمال ج 6 ص 413, البداية والنهاية ج 8 ص 174

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قدم معاوية المدينة حاجا، فلما أن دنا من المدينة خرج إليه الناس يتلقونه ما بين راكب وماش، وخرج النساء والصبيان، فلقيه الناس على حال طاقتهم وما تسارعوا به في الفوت والقرب، فلان لمن كافحه، وفاوض العامة بمحادثته، وتألفهم جهده مقاربة ومصانعة؛ ليستميلهم إلى ما دخل فيه الناس، حتى قال في بعض ما يجتلبهم به يا أهل المدينة، ما زلت أطوي الحزن من وعثاء السفر بالحب لمطالعتكم، حتى انطوى البعيد ولان الخشن، وحق لجار رسول الله (ص) أن يتاق إليه. فرد عليه القوم: بنفسك ودارك ومهاجرك، أما إن لك منهم كإشفاق الحميم البر والحفي. حتى إذا كان بالجرف لقيه الحسين بن علي (ع) وعبدالله بن عباس، فقال معاوية: مرحبا بابن بنت رسول الله وابن صنو أبيه، ثم انحرف إلى الناس فقال: هذان شيخا بني عبد مناف. وأقبل عليهما بوجهه وحديثه، فرحب وقرب، وجعل يواجه هذا مرة، ويضاحك هذا أخرى، حتى ورد المدينة، فلما خالطها لقيته المشاة والنساء والصبيان يسلمون عليه ويسايرونه إلى أن نزل، فانصرفا عنه، فمال الحسين (ع) إلى منزله، ومضى عبد الله بن عباس إلى المسجد فدخله.

---------

الإمامة والسياسة ص 204

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فأرسل (معاوية) إلى الحسين بن علي (ع) فخلا به، فقال له: يا بن أخي، قد استوثق الناس لهذا الأمر غير خمسة نفر من قريش أنت تقودهم. يا بن أخي، فما إربك إلى الخلاف؟ قال الحسين (ع): أرسل إليهم، فإن بايعوك كنت رجلا منهم، وإلا لم تكن عجلت علي بأمر. قال: وتفعل؟ قال: نعم. فأخذ عليه ألا يخبر بحديثهما أحدا، فخرج وقد أقعد له ابن الزبير رجلا بالطريق، فقال: يقول لك أخوك ابن الزبير: ما كان؟ فلم يزل به حتى استخرج منه شيئا.

---------

الإمامة والسياسة ص 206, تاريخ الطبري ج 4 ص 225

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أقام معاوية بمكة لا يذكر شيئا من أمر يزيد، ثم أرسل إلى الحسين (ع) فدعاه، فلما جاءه ودخل إليه قرب مجلسه ثم قال: أبا عبد الله! اعلم أني ما تركت بلدا إلاوقد بعثت إلى أهله فأخذت عليهم البيعة ليزيد، وإنما أخرت المدينة لأني قلت: هم أصله وقومه وعشيرته ومن لا أخافهم عليه، ثم إني بعثت إلى المدينة بعد ذلك فأبى بيعته من لا أعلم أحدا هو أشد بها منهم، ولو علمت أن لامة محمد (ص) خيرا من ولدي يزيد لما بعثت له. فقال له الحسين (ع): مهلا يا معاوية! لا تقل هكذا، فإنك قد تركت من هو خير منه اما وأبا ونفسا. فقال معاوية: كأنك تريد بذلك نفسك أبا عبد الله! فقال الحسين (ع): فإن أردت نفسي فكان ماذا؟! فقال معاوية: إذا اخبرك أبا عبد الله! أما امك فخير من ام يزيد، وأما أبوك فله سابقة وفضل، وقرابته من رسول الله (ص) ليست لغيره من الناس، غير أنه قد حاكم أبوه أباك، فقضى الله لأبيه على أبيك، وأما أنت وهو فهو والله خير لامة محمد (ص) منك. فقال الحسين (ع): من خير لامة محمد؟! يزيد الخمور الفجور؟ فقال معاوية: مهلا أبا عبد الله! فإنك لو ذكرت عنده لما ذكر منك إلاحسنا. فقال الحسين (ع): إن علم مني ما أعلمه منه أنا فليقل في ما أقول فيه. فقال له معاوية: أبا عبد الله! انصرف إلى أهلك راشدا، واتق الله في نفسك، واحذر أهل الشام أن يسمعوا منك ما قد سمعته ؛ فإنهم أعداؤك وأعداء أبيك. قال: فانصرف الحسين عليه السلام إلى منزله.

---------

الفتوح ج 4 ص 145

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فلما كان صبيحة اليوم الثاني، أمر (معاوية) بفراش فوضع له، وسويت مقاعد الخاصة حوله وتلقاءه من أهله، ثم خرج وعليه حلة يمانية وعمامة دكناء وقد أسبل طرفها بين كتفيه، وقد تغلف وتعطر، فقعد على سريره وأجلس كتابه منه بحيث يسمعون ما يأمر به، وأمر حاجبه أن لا يأذن لأحد من الناس وإن قرب. ثم أرسل إلى الحسين بن علي (ع) وعبدالله بن عباس، فسبق ابن عباس، فلما دخل وسلم عليه أقعده في الفراش على يساره، فحادثه مليا... حتى أقبل الحسين بن علي (ع)، فلما رآه معاوية جمع له وسادة كانت عن يمينه، فدخل الحسين (ع) وسلم، فأشار إليه فأجلسه عن يمينه مكان الوسادة، فسأله معاوية عن حال بني أخيه الحسن (ع) وأسنانهم، فأخبره ثم سكت.

---------

الإمامة والسياسة ص 206

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم ابتدأ معاوية فقال: أما بعد، فالحمد لله ‌ولي النعم، ومنزل النقم، وأشهد أن لا إله إلا الله المتعالي عما يقول الملحدون علوا كبيرا، وأن محمدا عبده المختص المبعوث إلى الجن والإنس كافة، لينذرهم بقرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، فأدى عن الله وصدع بأمره، وصبر عن الأذى في جنبه، حتى أوضح دين الله، وأعز أولياءه، وقمع المشركين، وظهر أمر الله وهم كارهون. فمضى صلوات الله عليه وقد ترك من الدنيا ما بذل له، واختار منها الترك لما سخر له زهادة واختيارا لله، وأنفة واقتدارا على الصبر، بغيا لما يدوم ويبقى، فهذه صفة الرسول، ثم خلفه رجلان محفوظان وثالث مشكوك، وبين ذلك خوض طول ما عالجناه مشاهدة ومكافحة ومعاينة وسماعا، وما أعلم منه فوق ما تعلمان. وقد كان من أمر يزيد ما سبقتم إليه وإلى تجويزه، وقد علم الله ما أحاول به من أمر الرعية، من سد الخلل ولم الصدع بولاية يزيد، بما أيقظ العين وأحمد الفعل، هذا معناي في يزيد، وفيكما فضل القرابة وحظوة العلم وكمال المروءة، وقد أصبت من ذلك عند يزيد على المناظرة والمقابلة، ما أعياني مثله عندكما وعند غيركما، مع علمه بالسنة وقراءة القرآن، والحلم الذي يرجح بالصم الصلاب. وقد علمتما أن الرسول المحفوظ بعصمة الرسالة، قدم على الصديق والفاروق ودونهما من أكابر الصحابة وأوائل المهاجرين يوم غزوة السلاسل، من لم يقارب القوم ولم يعاندهم برتبة في قرابة موصولة ولا سنة مذكورة، فقادهم الرجل بإمرة، وجمع بهم صلاتهم، وحفظ عليهم فيئهم، وقال ولم يقل معه، وفي رسول الله أسوة حسنة، فمهلا بني عبد المطلب! فأنا وأنتم شعبا نفع وجد، وما زلت أرجو الإنصاف في اجتماعكما، فما يقول القائل إلابفضل قولكما، فردا على ذي رحم مستعتب ما يحمد به البصيرة في عتابكما، وأستغفر الله لي ولكما.

---------

الإمامة والسياسة ص 207

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فتيسر ابن عباس للكلام ونصب يده للمخاطبة، فأشار إليه الحسين (ع) وقال: على رسلك، فأنا المراد، ونصيبي في التهمة أوفر. فأمسك ابن عباس، فقام الحسين (ع) فحمد الله وصلى على الرسول، ثم قال:

أما بعد يا معاوية! فلن يؤدي القائل وإن أطنب في صفة الرسول (ص) من جميع جزءا، وقد فهمت ما لبست به الخلف بعد رسول الله (ص) من إيجاز الصفة والتنكب عن استبلاغ البيعة، وهيهات هيهات يا معاوية! فضح الصبح فحمة الدجى، وبهرت الشمس أنوار السرج، ولقد فضلت حتى أفرطت، واستأثرت حتى أجحفت، ومنعت حتى بخلت، وجرت حتى جاوزت، ما بذلت لذي حق من أتم حقه بنصيب، حتى أخذ الشيطان حظه الأوفر ونصيبه الأكمل. وفهمت ما ذكرته عن يزيد من اكتماله وسياسته لامة محمد، تريد أن توهم الناس في يزيد، كأنك تصف محجوبا أو تنعت غائبا، أو تخبر عما كان مما احتويته بعلم خاص، وقد دل يزيد من نفسه على موقع رأيه، فخذ ليزيد فيما أخذ به، من استقرائه الكلاب المهارشة عند التحارش، والحمام السبق لأترابهن، والقينات ذوات المعازف، وضروب الملاهي، تجده ناصرا. ودع عنك ما تحاول، فما أغناك أن تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت لاقيه، فوالله ما برحت تقدر باطلا في جور، وحنقا في ظلم، حتى ملأت الأسقية، وما بينك وبين الموت إلاغمضة، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود، ولات حين مناص. ورأيتك عرضت بنا بعد هذا الأمر، ومنعتنا عن آبائنا تراثا، ولقد - لعمر الله - أورثنا الرسول (ص) ولادة وجئت لنا بها، ما حججتم به القائم عند موت الرسول فأذعن للحجة بذلك، ورده الإيمان إلى النصف، فركبتم الأعاليل، وفعلتم الأفاعيل، وقلتم: كان ويكون، حتى أتاك الأمر يا معاوية, من طريق كان قصدها لغيرك، فهناك {فاعتبروا يا أولي الأبصار}. وذكرت قيادة الرجل القوم بعهد رسول الله (ص) وتأميره له، وقد كان ذلك ولعمرو بن العاص يومئذ فضيلة بصحبة الرسول وبيعته له، وما صار لعمرو يومئذ حتى أنف القوم إمرته وكرهوا تقديمه، وعدوا عليه أفعاله، فقال (ص): لا جرم معشر المهاجرين، لا يعمل عليكم بعد اليوم غيري، فكيف تحتج بالمنسوخ من فعل الرسول في أوكد الأحوال وأولاها بالمجتمع عليه من الصواب؟ أم كيف صاحبت بصاحب تابع وحولك من لا يؤمن في صحبته، ولا يعتمد في دينه وقرابته، وتتخطاهم إلى مسرف مفتون، تريد أن تلبس الناس شبهة يسعد بها الباقي في دنياه وتشقى بها في آخرتك، إن هذا لهو الخسران المبين، وأستغفر الله لي ولكم.

فنظر معاوية إلى ابن عباس، فقال: ما هذا يا بن عباس؟ ولما عندك أدهى وأمر. فقال ابن عباس: لعمر الله، إنها لذرية الرسول، وأحد أصحاب الكساء، ومن البيت المطهر، فاله عما تريد، فإن لك في الناس مقنعا حتى يحكم الله بأمره وهو خير الحاكمين.

---------

الإمامة والسياسة ص 208

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ومكث معاوية بالمدينة ما شاء الله، ثم خرج إلى مكة، فلقيه الناس، فقال أولئك النفر: نتلقاه لعله قد ندم على ما كان منه، فلقوه في بطن مر، فكان أول من لقيه الحسين (ع)، فقال له معاوية: مرحبا وأهلا بابن رسول الله وسيد شباب المسلمين. وأمر له بدابة وركب وسايره، ثم فعل بالباقين مثل ذلك، وأقبل يسايرهم ولا يسير معه غيرهم حتى دخل مكة، فكانوا أول داخل عليه وآخر خارج، ولا يمضى يوم إلا ولهم منه صلة، ولا يذكر لهم شيئا، حتى قضى نسكه وحمل أثقاله وقرب مسيره... قال (معاوية): فإني أحببت أن أتقدم إليكم، إنه قد أعذر من أنذر، إني كنت أخطب، فيقوم إلى القائم منكم فيكذبنى على رؤوس الناس، فأحمل ذلك وأصفح، وإنى قائم لمقالة فأقسم بالله لئن رد على أحد منكم كلمة في مقامي هذا لا ترجع إليه كلمة غيرها حتى يسبقها السيف إلى رأسه، فلا يبقين رجل إلا على نفسه! ثم دعا صاحب حرسه حضرتهم فقال له: أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين، ومع كل واحد سيف، فإن ذهب رجل منهم يرد على كلمة بتصديق أو تكذيب فليضرباه بسيفيهما. ثم خرج وخرجوا معه حتى رقى المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم، لا يبرم أمر دونهم ولا يقضى إلا عن مشورتهم، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد، فبايعوا على اسم الله. فبايع الناس وكانوا يتربصون بيعة هؤلاء النفر، ثم ركب معاوية رواحله وانصرف إلى المدينة. فلقى الناس أولئك النفر فقالوا لهم: زعمتم أنكم لا تبايعون فلما أرضيتم وأعطيتم بايعتم! قالوا: والله ما فعلنا. قالوا: فما منعكم أن تردوا على الرجل؟ قالوا: كادنا وخفنا القتل. وبايعه أهل المدينة، ثم انصرف إلى الشام.

---------

نهاية الأرب ج 20 ص 360, الكامل في التاريخ ج 3 ص 509

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الأعمش، عن‏ قيس بن غالب الاسدي قال: ولما وفد الناس على يزيد بن معاوية لما استخلف، قلت لأهل بيتي: هل أن نجعل نحن وفادتنا على ابن رسول الله (ص) الحسين بن‏ علي (ع)، فأجابوني، فخرجت أنا وأخي عبد الله بن غالب، وزر بن حبيش، وهاني بن عروة، وعبادة بن ربعي في جماعة من قومنا حتى انتهينا الى المدينة، فأتينا منزل الحسين بن علي (ع)، فاستأذنا عليه، فخرجت إلينا جارية، فقلت لها: استأذني لنا على ابن رسول الله، وأعلميه أن مواليه بالباب. فأذنت لنا، فدخلنا عليه، فقال: ما أقدمكم هذا البلد في غير حج ولا عمرة؟ قلنا: يا بن رسول الله، وفد الناس على يزيد بن معاوية، فأحببنا أن وفادتنا عليك. قال: والله؟ قلنا: والله. قال: ابشروا يقولها ثلاثا، ثم قال: أ تأذنون لي أن أقوم؟ قلنا: نعم. فقام فتوضا ثم صلى ركعتين، وعاد إلينا. فقال ابن ربعي: يا ابن رسول الله، إن الحواريين كانت لهم علامات يعرفون بها، فهل لكم علامات تعرفون بها؟ فقال له: يا عبادة نحن علامات الايمان في بيت الايمان، من أحبنا أحبه الله ونفعه ايمانه يوم القيامة ويقبل منه عمله، ومن أبغضنا أبغضه الله ولم ينفعه ايمانه ولم يتقبل عمله. قال: فقلت: وان دأب ونصب؟ قال: نعم، وصام وصلى. ثم قال: يا عبادة نحن ينابيع الحكمة وبنا جرت النبوة وبنا يفتح وبنا يختم لا بغيرنا.

-------

شرح الأخبار ج 3 ص 456

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مندل عن هارون بن خارجة, عن الصادق, عن آبائه (ع) قال: إن الحسين (ع) إذا أراد أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم: لا تخرجوا يوم كذا واخرجوا يوم كذا, فإنكم أن خالفتموني قطع عليكم, فخالفوه مرة وخرجوا, فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم واتصل الخبر بالحسين (ع) فقال: لقد حذرتهم فلم يقبلوا مني, ثم قام من ساعته ودخل على الوالي, فقال الوالي: يا أبا عبد الله بلغني قتل غلمانك, فآجرك الله فيهم, فقال الحسين (ع): فإني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم, قال: أوتعرفهم يا ابن رسول الله؟ قال: نعم كما أعرفك, وهذا منهم - وأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي - فقال الرجل: ومن أين قصدتني بهذا؟ ومن أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين (ع): إن أنا صدقتك تصدقني؟ فقال الرجل: نعم والله لأصدقنك, فقال: خرجت ومعك فلان وفلان - وذكرهم كلهم, فمنهم أربعة من موالي المدينة والباقون من حبشان المدينة - فقال الوالي للرجل: ورب القبر والمنبر لتصدقني أو لأهرأن لحمك بالسياط, فقال الرجل: والله ما كذب الحسين (ع) وقد صدق وكأنه كان معنا, فجمعهم الوالي جميعا فأقروا جميعا فضرب أعناقهم.

--------------------

الخرائج ج 1 ص 246, بحار الأنوار ج 44 ص 181, مدينة المعاجز ج 3 ص 455

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن‏ زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (ع): قد أدركت الحسين (ع)؟ قال: نعم، أذكر وأنا معه في المسجد الحرام، وقد دخل فيه السيل، والناس يقومون على المقام، يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه, قال: فقال (ع) لي: يا فلان ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله، يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد أن الله عز وجل قد جعله علما لم يكن ليذهب به، فاستقروا. وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (ع) عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي (ص) مكة، رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (ع)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب، فسأل الناس: من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: أنا قد كنت‏ أخذت مقداره بنسع، فهو عندي، فقال: ائتني به، فأتاه به، فقاسه، ثم رده إلى ذلك المكان.

----------

الكافي ج 4 ص 223, الفقيه ج 2 ص 243, الوافي ج 12 ص 62, بحار الأنوار ج 31 ص 33, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 367, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صفوان بن مهران الجمال عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: مات رجل من المنافقين فخرج الحسين بن علي (ع) يمشي فلقي مولى له فقال له: إلى أين تذهب؟ فقال: أفر من جنازة هذا المنافق أن أصلي عليه, فقال له الحسين (ع): قم إلى جنبي فما سمعتني أقول فقل مثله, قال: فرفع يديه فقال: اللهم أخز عبدك في عبادك وبلادك, اللهم أصله أشد نارك, اللهم أذقه حر عذابك فإنه كان يوالي أعداءك ويعادي أولياءك ويبغض أهل بيت نبيك.

---------

الفقيه ج 1 ص 168، الكافي ج 3 ص 189، التهذيب ج 3 ص 197، قرب الإسناد ص 59، الوافي ج 24 ص 464, وسائل الشيعة ج 3 ص 71, حلية الأبرار ج 4 ص 175, بحار الأنوار ج 44 ص 202، العوالم ج 17 ص 71

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس، أن أعرابيا قال للحسين (ع): يا ابن رسول الله, فقدت ناقتي ولم يكن عندي غيرها, وكان أبوك يرشد الضالة، ويبلغ المفقود إلى صاحبه، فقال له الحسين (ع): اذهب إلى الموضع الفلاني تجد ناقتك واقفة وفي مواجهها ذئب أسود، قال: فتوجه الأعرابي إلى الموضع ثم رجع فقال للحسين (ع): يا ابن رسول الله, وجدت ناقتي في الموضع الفلاني.

-------

إثبات الهداة ج 4 ص 57 عن مجمع البحرين في مناقب السبطين

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن رجلا جاء إليه (الإمام الحسين ع) وسأله حاجة, فقال (ع) له: يا هذا, حق سؤالك يعظم لدي, ومعرفتي بما يجب لك يكبر لدي, ويدي تعجز عن نيلك بما أنت أهله, والكثير في ذات الله عز وجل قليل, وما في ملكي وفاء لشكرك, فإن قبلت الميسور ورفعت عني مئونة الاحتفال والاهتمام لما أتكلفه من واجبك فعلت, فقال: يا ابن رسول الله, أقبل القليل وأشكر العطية, وأعذر على المنع, فدعا الحسن (ع) بوكيله وجعل يحاسبه على نفقاته حتى استقصاها, فقال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف درهم, فأحضر خمسين ألفا قال: فما فعل الخمسمائة دينار؟ قال: هي عندي, قال (ع): أحضرها, فأحضرها, فدفع الدراهم والدنانير إلى الرجل, فقال: هات من يحملها لك, فأتاه بحمالين, فدفع الحسن (ع) إليه رداءه لكراء الحمالين, فقال مواليه: والله ما بقي عندنا درهم, فقال (ع): لكني أرجو أن يكون لي عند الله أجر عظيم.

----------

كشف الغمة ج 1 ص 558, الدر النظيم ص 495, العدد القوية ص 29, تسلية المجالس ج 2 ص 102, حلية الأبرار ج 3 ص 63, بحار الأنوار ج 43 ص 347, رياض الأبرار ج 1 ص 113

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

دخل الحسين (ع) على معاوية وعنده أعرابي يسأله حاجة، فأمسك وتشاغل بالحسين (ع)، فقال الأعرابي لبعض من حضر: من هذا الذي دخل؟ قالوا: الحسين بن علي (ع). فقال الأعرابي للحسين (ع): يابن بنت رسول الله، لما كلمته في حاجتي، فكلمه الحسين (ع) في ذلك فقضى حاجته، فقال الأعرابي:

أتيت العبشمي فلم يجد لي ... إلى أن هزه ابن الرسول

هو ابن المصطفى كرما وجودا ... ومن بطن المطهرة البتول

وإن لهاشم فضلا عليكم ... كما فضل الربيع على المحول

فقال معاوية: يا أعرابي، اعطيك وتمدحه؟

فقال الأعرابي: يا معاوية، أعطيتني من حقه، وقضيت حاجتي بقوله.

--------

مناقب آشوب ج 4 ص 81, بحار الأنوار ج 44 ص 210

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن الحسين عن الحكم بن مسكين عن أيوب بن أعين عن أبي عبد الله (ع) قال" إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل فأخرجت ذراعها فقال بيده حتى وضعها على ذراعها فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص) فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع) قدم الليلة فأرسل إليه فدعاه فقال انظر ما لقي ذان فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها فقال: الأمير أ لا تعاقبه بما صنع قال: لا

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, المناقب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506, العوالم ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إسماعيل بن رجاء وعمرو بن شعيب أنه مر الحسين (ع) على عبد الله بن عمرو بن العاص فقال عبد الله: من أحب أن ينظر إلى أحب أهل الأرض إلى أهل السماء فلينظر إلى هذا المجتاز, وما كلمته منذ ليالي صفين, فأتى به أبو سعيد الخدري إلى الحسين (ع), فقال الحسين (ع): أتعلم أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء وتقاتلني وأبي يوم صفين؟ والله إن أبي لخير مني. فاستعذر وقال: إن النبي (ص) قال لي: أطع أباك, فقال له الحسين (ع) أما سمعت قول الله تعالى {وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما} وقول رسول الله (ص): إنما الطاعة في المعروف, وقوله: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

---------

مناقب آشوب ج 4 ص 73, مدينة المعاجز ج 4 ص 53, بحار الأنوار ج 43 ص 297, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 203, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 248, العوالم ج 17 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمرو بن جميع، عن جعفر بن محمد (ع) قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: دخل الحسين بن علي (ع) على معاوية, فقال له: ما حمل أباك على أن قتل أهل البصرة ثم دار عشيا في طرقهم في ثوبين؟ فقال (ع): حمله على ذلك علمه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه, وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، قال: صدقت.

--------

التوحيد ص 374, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 28, فضائل أمر المؤمنين (ع) للكوفي ص 89, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 80

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أيوب بن أعين, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل, فأخرجت ذراعها, فقال بيده حتى وضعها على ذراعها, فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء, فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية, فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص)؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع), قدم الليلة, فأرسل إليه فدعاه, فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو, ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها, فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع, قال: لا.

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مناقب آشوب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أيوب بن أعين, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل, فأخرجت ذراعها, فقال بيده حتى وضعها على ذراعها, فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء, فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية, فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص)؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع), قدم الليلة, فأرسل إليه فدعاه, فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو, ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها, فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع, قال: لا.

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مناقب آشوب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أيوب بن أعين, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل, فأخرجت ذراعها, فقال بيده حتى وضعها على ذراعها, فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء, فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية, فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص)؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع), قدم الليلة, فأرسل إليه فدعاه, فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو, ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها, فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع, قال: لا.

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مناقب آشوب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كثير بن شاذان قال: شهدت الحسين بن علي (ع) وقد اشتهى عليه ابنه علي الأكبر (ع) عنبا في غير أوانه, فضرب بيده إلى سارية المسجد فأخرج له عنبا وموزا فأطعمه, وقال: ما عند الله لأوليائه أكثر.

------------------

دلائل الإمامة ص 75, نوادر المعجزات ص 108, مدينة المعاجز ج 3 ص 452 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أيوب بن أعين, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل, فأخرجت ذراعها, فقال بيده حتى وضعها على ذراعها, فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء, فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية, فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص)؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع), قدم الليلة, فأرسل إليه فدعاه, فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو, ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها, فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع, قال: لا.

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مناقب آشوب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية


عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعباس:إن معاوية كتب إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره أن يخطب ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد، فأتى عبد الله بن جعفر فأخبره بذلك، فقال عبد الله : إن أمرها ليس إلي إنما هو إلى سيدنا الحسين وهو خالها. فاخبر الحسين (ع) بذلك، فقال: أستخير الله تعالى، اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد. فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله (ص)، أقبل مروان حتى جلس إلى الحسين (ع) وعنده من الجلة، وقال: إن أمير المؤمنين أمرني بذلك، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ، مع صلح ما بين هذين الحيين، مع قضاء دينه، واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم! والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له، وبوجهه يستسقى الغمام! فرد خيرا يا أبا عبد الله. فقال الحسين (ع): الحمد لله الذي اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه. إلى آخر كلامه. ثم قال: يا مروان، قد قلت فسمعنا، أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله (ص) في بناته ونسائه وأهل بيته، وهو اثنتا عشرة اوقية يكون أربعمئة وثمانين درهما. وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كن نساؤنا يقضين عنا ديوننا؟ وأما صلح ما بين هذين الحيين، فإنا قوم عاديناكم في الله ولم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري فلقد أعيى النسب فكيف السبب! وأما قولك: العجب ليزيد كيف يستمهر، فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن أب يزيد ومن جد يزيد. وأما قولك: إن يزيد كفو من لا كفو له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم، ما زادته إمارته في الكفاءة شيئا. وأما قولك: بوجهه يستسقى الغمام، فإنما كان ذلك بوجه رسول الله (ص). وأما قولك: من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا، فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل. ثم قال بعد كلام: فاشهدوا جميعا أني قد زوجت ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر، على أربعمئة وثمانين درهما، وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة ـ أو قال: أرضي بالعقيق ـ وإن غلتها في السنة ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله. قال: فتغير وجه مروان، وقال: أغدرا يا بني هاشم؟ تأبون إلا العداوة! فذكره الحسين (ع) خطبة الحسن (ع) عائشة وفعله، ثم قال: فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان:

أردنا صهرك لنجد ودا ... قد أخلقه به حدث الزمان

فلما جئتكم فجبهتموني ... وبحتم بالضمير من الشنآن

فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:

أماط الله منهم كل رجس ... وطهرهم بذلك في المثاني

فما لهم سواهم من نظير ... ولا كفؤ هناك ولا مداني

أيجعل كل جبار عنيد ... إلى الأخيار من أهل الجنان

--------

مناقب آشوب ج 4 ص 38, بحار الأنوار ج 44 ص 207

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صالح بن ميثم الأسدي قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي على امرأة في بني والبة, قد احترق وجهها من السجود, فقال له عباية: يا حبابة هذا ابن أخيك, قالت: وأي أخ؟ قال: صالح بن ميثم, قالت: ابن أخي والله حقا, يا ابن أخي ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين بن علي (ع)؟ قال قلت: بلى يا عمة, قالت: كنت زوارة الحسين بن علي (ع), قالت: فحدث بين عيني وضح, فشق ذلك علي واحتبست عليه أياما, فسأل عني: ما فعلت حبابة الوالبية؟ فقالوا: إنها حدث بين عينيها, فقال لأصحابه: قوموا إليها, فجاء مع أصحابه حتى دخل علي وأنا في مسجدي هذا, فقال: يا حبابة, ما أبطأ بك علي؟ قلت: يا ابن رسول الله, ما ذاك الذي منعني إن لم أكن اضطررت إلى المجي‏ء إليك اضطرار, لكن حدث هذا بي, قال: فكشفت القناع, فتفل عليه الحسين بن علي (ع) فقال: يا حبابة, أحدثي لله شكرا فإن الله قد درأه عنك, قال: فخررت ساجدة, قالت: فقال: يا حبابة ارفعي رأسك وانظري في مرآتك, قالت: فرفعت رأسي فلم أحس منه شيئا, قال: فحمدت الله.

-----------------------

بصائر الدرجات ص 270, بحار الأنوار ج 44 ص 180, الدعوات ص 65, دلائل الإمامة ص 77, مدينة المعاجز ج 3 ص 458, الثاقب في المناقب ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمران بن أعين أنه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يحدث عن آبائه (ع): أن رجلا كان من شيعة أمير المؤمنين (ع) مريضا شديد الحمى، فعاده الحسين بن علي (ع), فلما دخل باب الدار طارت الحمى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمى تهرب منكم، فقال (ع): والله ما خلق الله شيئا إلا وقد أمره بالطاعة لنا، يا كباسة, قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول: لبيك، قال (ع): أليس أمير المؤمنين (ع) أمرك ألا تقربي إلا عدوا أو مذنبا؟ لكي تكون كفارة لذنوبه، فما بال هذا - وكان الرجل المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي -.

-----------------

مناقب آشوب ج 4 ص 51, رجال الكشي ص 87, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مدينة المعاجز ج 3 ص 499

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان لمعاوية بن أبي سفيان عين بالمدينة يكتب إليه بما يكون من أمور الناس وقريش، فكتب إليه: إن الحسين بن على أعتق جارية له وتزوجها؛ فكتب معاوية إلى الحسين (ع): من أمير المؤمنين معاوية إلى الحسين بن على. أما بعد، فإنه بلغني أنك تزوجت جاريتك، وتركت أكفاءك من قريش، ممن تستنجبه للولد، وتمجد به في الصهر، فلا لنفسك نظرت، ولا لولدك انتقيت. فكتب إليه الحسين بن علي (ع): أما بعد، فقد بلغني كتابك، وتعييرك إياى بأنى تزوجت مولاتي، وتركت أكفائى من قريش، فليس فوق رسول الله (ص) منتهى في شرف، ولا غاية في نسب؛ وإنما كانت ملك يميني، خرجت عن يدي بأمر التمست فيه ثواب الله تعالى؛ ثم ارتجعتها على سنة نبيه (ص)، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، ووضع عنا به النقيصة؛ فلا لوم على امرئ مسلم إلا في أمر مأثم، وإنما اللوم لوم الجاهلية.

--------

زهر الآداب ج 1 ص 101

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

لما كان قبل موت معاوية بسنة، حج الحسين بن علي (ع) وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر معه. فجمع الحسين (ع) بني هاشم، رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم، ومن الأنصار ممن يعرفه الحسين (ع) وأهل بيته. ثم أرسل رسلا: لا تدعوا أحدا ممن حج العام من أصحاب رسول الله (ص) المعروفين بالصلاح والنسك إلا اجمعوهم لي. فاجتمع إليه بمنى أكثر من سبعمئة رجل وهم في سرادقه، عامتهم من التابعين، ونحو من مئتي رجل من أصحاب النبي (ص)، وغيرهم. فقام فيهم الحسين (ع) خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن هذا الطاغية قد فعل بنا وبشيعتنا ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم، وإني اريد أن أسألكم عن شيء، فإن صدقت فصدقوني وإن كذبت فكذبوني: أسألكم بحق الله عليكم وحق رسول الله وحق قرابتي من نبيكم، لما سيرتم مقامي هذا، ووصفتم مقالتي، ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس ووثقتم به، فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا؛ فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب، {والله متم نوره ولو كره الكـفرون}. وما ترك شيئا مما أنزل الله فيهم من القرآن إلا تلاه وفسره، ولا شيئا مما قاله رسول الله (ص) في أبيه وأخيه وامه وفي نفسه وأهل بيته إلا رواه. وكل ذلك يقول الصحابة: اللهم نعم، قد سمعنا وشهدنا. ويقول التابعي: اللهم قد حدثني به من اصدقه وأأتمنه من الصحابة. فقال: أنشدكم الله إلا حدثتم به من تثقون به وبدينه. فكان فيما ناشدهم الحسين (ع) وذكرهم أن قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن علي بن أبي طالب كان أخا رسول الله (ص) حين آخى بين أصحابه، فآخى بينه وبين نفسه وقال: أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، هل تعلمون أن رسول الله (ص) اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه، ثم ابتنى فيه عشرة منازل، تسعة له وجعل عاشرها في وسطها لأبي، ثم سد كل باب شارع إلى المسجد غير بابه، فتكلم في ذلك من تكلم، فقال (ص): ما أنا سددت أبوابكم وفتحت بابه، ولكن الله أمرني بسد أبوابكم وفتح بابه، ثم نهى الناس أن يناموا في المسجد غيره، وكان يجنب في المسجد ومنزله في منزل رسول الله (ص)، فولد لرسول الله (ص) وله فيه أولاد؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أفتعلمون أن عمر بن الخطاب حرص على كوة قدر عينه يدعها من منزله إلى المسجد، فأبى عليه، ثم خطب (ص) فقال: إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه، وإن الله أمرني أن أبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري وغير أخي وابنيه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله (ص) نصبه يوم غدير خم، فنادى له بالولاية وقال: ليبلغ الشاهد الغائب؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله (ص) قال له في غزوة تبوك: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، وأنت ولي كل مؤمن بعدي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، أتعلمون أن رسول الله (ص) حين دعا النصارى من أهل نجران إلى المباهلة، لم يأت إلا به وبصاحبته وابنيه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أنشدكم الله، أتعلمون أنه دفع إليه اللواء يوم خيبر، ثم قال: لأدفعه إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله، كرار غير فرار، يفتحها الله على يديه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) بعثه ببراءة، وقال: لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) لم تنزل به شدة قط إلا قدمه لها ثقة به، وأنه لم يدعه باسمه قط إلا أن يقول: يا أخي، وادعوا لي أخي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) قضى بينه وبين جعفر وزيد، فقال له: يا علي, أنت مني وأنا منك، وأنت ولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أنه كانت له من رسول الله (ص) كل يوم خلوة وكل ليلة دخلة؛ إذا سأله أعطاه وإذا سكت أبدأه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) فضله على جعفر وحمزة حين قال لفاطمة (ع): زوجتك خير أهل بيتي، أقدمهم سلما وأعظمهم حلما وأكثرهم علما؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) قال: أنا سيد ولد آدم، وأخي علي سيد العرب، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وابناي الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) أمره بغسله، وأخبره أن جبرئيل يعينه عليه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: أتعلمون أن رسول الله (ص) قال في آخر خطبة خطبها: أيها الناس, إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي، فتمسكوا بهما لن تضلوا؟ قالوا: اللهم نعم. فلم يدع شيئا أنزله الله في علي بن أبي طالب (ع) خاصة وفي أهل بيته من القرآن ولا على لسان نبيه (ص) إلا ناشدهم فيه، فيقول الصحابة: اللهم نعم، قد سمعنا، ويقول التابعي: اللهم قد حدثنيه من أثق به، فلان وفلان. ثم ناشدهم أنهم قد سمعوه (ص) يقول: من زعم أنه يحبني ويبغض عليا فقد كذب، ليس يحبني وهو يبغض عليا! فقال له قائل: يا رسول الله, وكيف ذلك؟ قال: لأنه مني وأنا منه، من أحبه فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا. وتفرقوا على ذلك.

--------

بحار الأنوار ج 33 ص 181, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 788

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية