كرمات

عن أبي خالد الكابلي قال: سمعت علي بن الحسين (ع) يقول: دخلت نصرة الأزدية على الحسين (ع)، فقال لها: يا نصرة، ما الذي أبطأ بك علي؟ فقالت له: يا ابن رسول الله، شي‏ء عرض لي في مفرق رأسي، وكثر منه غمي، وطال منه همي. فقال: أدني مني. فدنت منه، فوضع أصبعه على أصل البياض فصار كالقار، فقال: ائتوها بمرآة. فأتيت بها، فنظرت في المرآة، فإذا البياض قد اسود، فسرت بذلك، وسر الحسين (ع) لسرورها.

---------

الثاقب في المناقب ص 326, مدينة المعاجز ج 3 ص 508

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صالح بن ميثم الأسدي قال: دخلت أنا وعباية بن ربعي على امرأة في بني والبة, قد احترق وجهها من السجود, فقال له عباية: يا حبابة هذا ابن أخيك, قالت: وأي أخ؟ قال: صالح بن ميثم, قالت: ابن أخي والله حقا, يا ابن أخي ألا أحدثك حديثا سمعته من الحسين بن علي (ع)؟ قال قلت: بلى يا عمة, قالت: كنت زوارة الحسين بن علي (ع), قالت: فحدث بين عيني وضح, فشق ذلك علي واحتبست عليه أياما, فسأل عني: ما فعلت حبابة الوالبية؟ فقالوا: إنها حدث بين عينيها, فقال لأصحابه: قوموا إليها, فجاء مع أصحابه حتى دخل علي وأنا في مسجدي هذا, فقال: يا حبابة, ما أبطأ بك علي؟ قلت: يا ابن رسول الله, ما ذاك الذي منعني إن لم أكن اضطررت إلى المجي‏ء إليك اضطرار, لكن حدث هذا بي, قال: فكشفت القناع, فتفل عليه الحسين بن علي (ع) فقال: يا حبابة, أحدثي لله شكرا فإن الله قد درأه عنك, قال: فخررت ساجدة, قالت: فقال: يا حبابة ارفعي رأسك وانظري في مرآتك, قالت: فرفعت رأسي فلم أحس منه شيئا, قال: فحمدت الله.

-------------

بصائر الدرجات ص 270, بحار الأنوار ج 44 ص 180, دعوات الراوندي ص 65, دلائل الإمامة ص 77, مدينة المعاجز ج 3 ص 458, الثاقب في المناقب ص 325, الدر النظيم ص 531, لعوالم ج 17 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمران بن أعين أنه قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يحدث عن آبائه (ع): أن رجلا كان من شيعة أمير المؤمنين (ع) مريضا شديد الحمى، فعاده الحسين بن علي (ع), فلما دخل باب الدار طارت الحمى عن الرجل، فقال له: قد رضيت بما أوتيتم به حقا حقا والحمى تهرب منكم، فقال (ع): والله ما خلق الله شيئا إلا وقد أمره بالطاعة لنا، يا كباسة, قال: فإذا نحن نسمع الصوت ولا نرى الشخص يقول: لبيك، قال (ع): أليس أمير المؤمنين (ع) أمرك ألا تقربي إلا عدوا أو مذنبا؟ لكي تكون كفارة لذنوبه، فما بال هذا - وكان الرجل المريض عبد الله بن شداد بن الهاد الليثي.

-----------------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 51, رجال الكشي ص 87, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مدينة المعاجز ج 3 ص 499, تسلية المجالس ج 2 ص 98, إثبات الهداة ج 4 ص 50, رياض الأبرار ج 1 ص 155, العوالم ج 17 ص 48

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحارث بن وكيدة، قال: كنت فيمن حمل رأس الحسين (ع) فسمعته يقرأ سورة الكهف, فجعلت أشك في نفسي وأنا أسمع نغمة أبي عبد الله (ع)، فقال لي: يا ابن وكيدة, أما علمت أنا معشر الأئمة أحياء عند ربنا نرزق؟ فقلت في نفسي: أسترق رأسه، فنادى: يا ابن وكيدة, ليس لك إلى ذلك سبيل، سفكهم دمي أعظم عند الله تعالى من تسييرهم رأسي، فذرهم {فسوف يعلمون إذا الأغلال في أعناقهم والسلاسل يسحبون}.

----------

دلائل الامامة ص 188, مدينة المعاجز ج 3 ص 462, نوادر المعجزات ص 245

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صفوان بن مهران قال: سمعت الصادق (ع) يقول: رجلان اختصما في زمن الحسين (ع) في امرأة وولدها فقال هذا: لي, وقال هذا: لي, فمر بهما الحسين (ع) فقال لهما: فيما تمرجان؟ قال: أحدهما: أن الامرأة لي, وقال الآخر: إن الولد لي, فقال للمدعي الأول: اقعد, فقعد وكان الغلام رضيعا, فقال الحسين (ع): يا هذه اصدقي من قبل أن يهتك الله سترك, فقالت: هذا زوجي والولد له, ولا أعرف هذا, فقال (ع): يا غلام ما تقول هذه؟ انطق بإذن الله تعالى, فقال له: ما أنا لهذا ولا لهذا, وما أبي إلا راعي لآل فلان, فأمر (ع) برجمها, قال جعفر (ع): فلم يسمع أحد نطق ذلك الغلام بعدها.

--------------------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 51, بحار الأنوار ج 44 ص 184, مدينة المعاجز ج 3 ص 501, تسلية المجالس ج 2 ص 99, إثبات الهداة ج 4 ص 56, رياض الأبرار ج 1 ص 155, العوالم ج 17 ص 49

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أيوب بن أعين, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن امرأة كانت تطوف وخلفها رجل, فأخرجت ذراعها, فقال بيده حتى وضعها على ذراعها, فأثبت الله يد الرجل في ذراعها حتى قطع الطواف وأرسل إلى الأمير واجتمع الناس وأرسل إلى الفقهاء, فجعلوا يقولون: اقطع يده فهو الذي جنى الجناية, فقال: هاهنا أحد من ولد محمد رسول الله (ص)؟ فقالوا: نعم الحسين بن علي (ع), قدم الليلة, فأرسل إليه فدعاه, فقال: انظر ما لقي ذان؟ فاستقبل الكعبة ورفع يديه فمكث طويلا يدعو, ثم جاء إليهما حتى خلص يده من يدها, فقال الأمير: ألا تعاقبه بما صنع, قال: لا.

----------------

التهذيب ج 5 ص 470, وسائل الشيعة ج 13 ص 227, بحار الأنوار ج 44 ص 183, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 51, مدينة المعاجز ج 3 ص 506, العوالم ج 17 ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

  

عن الصادق (ع): ان فاطمة عادت رسول الله عند مرضه الذي عوفي منه ومعها الحسن والحسين فأقبلا يغمزان مما يليهما من يد رسول الله حتى اضطجعا على عضديه وناما، فلما انتبها خرجا في ليلة ظلماء مدلهمة ذات رعد وبرق وقد أرخت السماء عزاليها فسطع لهما نور فلم يزالا يمشيان في ذلك النور ويتحدثان حتى أتيا حديقة بني النجار فاضطجعا وناما، فانتبه النبي من نومه وطلبهما في منزل فاطمة فلم يكونا فيه فقام على رجليه وهو يقول: إلهي وسيدي ومولاي هذان شبلاي خرجا من المخمصة والمجاعة اللهم أنت وكيلي عليهما اللهم إن كانا أخذا برا أو بحرا فاحفظهما وسلمهما، فنزل جبرئيل وقال: ان الله يقرؤك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا والآخرة وأبوهما أفضل منهما هما نائمان في حديقة بني النجار وقد وكل الله بهما ملكا فسطع للنبي نور فلم يزل يمضي في ذلك النور حتى أتى حديقة بنى النجار فإذا هما نائمان والحسن معانق الحسين وقد تقشعت السماء فوقهما كطبق وهي تمطر كأشد مطر وقد منع الله المطر منهما وقد اكتنفتهما حية لها شعرات كآجام القصب وجناحان جناح قد غطت به الحسن وجناح قد غطت به الحسن فانسابت الحية وهي تقول: اللهم إني أشهدك واشهد ملائكتك ان هذين شبلا نبيك قد حفظتهما عليه ودفعتهما إليه سالمين صحيحين، فمكث النبي يقبلهما حتى انتبها، فلما استيقظا حمل النبي الحسن وحمل جبرئيل الحسين، فقال أبو بكر: ادفعهما الينا فقد أثقلاك، فقال: اما أحدهما على جناح جبرئيل والآخر على جناح ميكائيل، فقال عمر: ادفع إلي أحدهما أخفف عنك، فقال: امض فقد سمع الله كلامك وعرف مقامك، فقال أمير المؤمنين ادفع إلى أحد شبلي وشبليك، فالتفت إلى الحسن فقال: يا حسن هل تمضي إلى كتف أبيك؟ فقال: والله يا جداه ان كتفك أحب إلي من كتف أبي، ثم التفت إلى الحسين فقال: يا حسين تمضي إلى كتف أبيك؟ فقال: أنا أفول كما قال أخي، فقال رسول الله نعم المطية مطيتكما ونعم الراكبان أنتما، فلما أتى المسجد قال: والله يا حبيبي لأشرفنكما بما شرفكما الله، ثم أمر مناديا ينادي به المدينة، فاجتمع الناس في المسجد فقام وقال: يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس جدا وجدة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين، فان جدهما محمد وجدتهما خديجة. ثم قال: يا معشر الناس ألا أدلكم على خير الناس اما وأبا؟ وهكذا عما وعمة، وخالا وخالة

----------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 190, بحار الأنوار ج 37 ص 60

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن الحسن والحسين (ع) كانا يلعبان عند النبي (ص) حتى مضى عامة الليل, ثم قال لهما: انصرفا إلى أمكما, فبرقت‏ برقة فما زالت تضي‏ء لهما حتى دخلا على فاطمة (ع) والنبي (ص) ينظر إلى البرقة, فقال: الحمد لله الذي أكرمنا أهل البيت.

-------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 39, صحيفة الرضا (ع) ص 71, روضة الواعظين ج 1 ص 166, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 390, الدر النظيم ص 774, مدينة المعاجز ج 3 ص 270, بحار الأنوار ج 43 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: انصرف النبي (ص) إلى منزل فاطمة (ع) فرآها قائمة خلف بابها، فقال: ما بال حبيبتي هاهنا؟ فقالت: إبناك خرجا غدوة وقد خفي  علي خبرهما، فمضى النبي (ص) يقفو أثرهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رؤوسهما. فاخذ النبي (ص)  حجرا فاهوى إليها، فقالت: السلام عليك السلام عليك يا رسول الله والله ما أقمت  عند رأسهما الا حراسة لهما فدعا لها بخير. ثم حمل الحسن على كتفه اليمنى والحسين على كتفه اليسرى فنزل جبرائيل (ع) فاخذ الحسين (ع) وحمله فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن (ع) حملني خير أهل الأرض فيقول الحسين حملني خير أهل السماء

----------------

مثير الأحزان ص 11, مدينة المعاجز ج 4 ص 18, بحار الأنوار ج 43 ص 316

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كثير بن شاذان قال: شهدت الحسين بن علي (ع) وقد اشتهى عليه ابنه علي الأكبر (ع) عنبا في غير أوانه, فضرب بيده إلى سارية المسجد فأخرج له عنبا وموزا فأطعمه, وقال: ما عند الله لأوليائه أكثر.

------------------

دلائل الإمامة ص 75, نوادر المعجزات ص 108, مدينة المعاجز ج 3 ص 452 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مندل عن هارون بن خارجة, عن الصادق, عن آبائه (ع) قال: إن الحسين (ع) إذا أراد أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم: لا تخرجوا يوم كذا واخرجوا يوم كذا, فإنكم أن خالفتموني قطع عليكم, فخالفوه مرة وخرجوا, فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم واتصل الخبر بالحسين (ع) فقال: لقد حذرتهم فلم يقبلوا مني, ثم قام من ساعته ودخل على الوالي, فقال الوالي: يا أبا عبد الله بلغني قتل غلمانك, فآجرك الله فيهم, فقال الحسين (ع): فإني أدلك على من قتلهم فاشدد يدك بهم, قال: أوتعرفهم يا ابن رسول الله؟ قال: نعم كما أعرفك, وهذا منهم - وأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي - فقال الرجل: ومن أين قصدتني بهذا؟ ومن أين تعرف أني منهم؟ فقال له الحسين (ع): إن أنا صدقتك تصدقني؟ فقال الرجل: نعم والله لأصدقنك, فقال: خرجت ومعك فلان وفلان - وذكرهم كلهم, فمنهم أربعة من موالي المدينة والباقون من حبشان المدينة - فقال الوالي للرجل: ورب القبر والمنبر لتصدقني أو لأهرأن لحمك بالسياط, فقال الرجل: والله ما كذب الحسين (ع) وقد صدق وكأنه كان معنا, فجمعهم الوالي جميعا فأقروا جميعا فضرب أعناقهم.

--------------------

الخرائج ج 1 ص 246, بحار الأنوار ج 44 ص 181, مدينة المعاجز ج 3 ص 455

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن رباح القاضي قال لقيت رجلا مكفوفا قد شهد قتل الحسين (ع) فسئل عن بصره فقال: كنت شهدت قتله عاشر عشرة غير أني لم أطعن برمح ولم أضرب بسيف ولم أرم بسهم فلما قتل رجعت إلى منزلي وصليت العشاء الآخرة ونمت فأتاني آت في منامي فقال أجب رسول الله (ص) فقلت: ما لي وله فأخذ بتلبيبي وجرني إليه فإذا النبي (ص) جالس في صحراء حاسر عن ذراعيه آخذ بحربة وملك قائم بين يديه وفي يده سيف من نار يقتل أصحابي التسعة فكلما ضرب ضربة التهب أنفسهم نارا فدنوت منه وجثوت بين يديه وقلت السلام عليك يا رسول الله فلم يرد علي ومكث طويلا ثم رفع رأسه وقال: يا عدو الله انتهكت حرمتي وقتلت عترتي ولم ترع حقي وفعلت وفعلت فقلت: يا رسول الله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم فقال: صدقت ولكنك كثرت السواد ادن مني فدنوت منه فإذا طست مملوء دما فقال لي: هذا دم ولدي الحسين (ع) فكحلني من ذلك الدم فانتبهت حتى الساعة لا أبصر شيئا

-----------------

بحار الأنوار ج 45 ص 306, مدينة المعاجز ج 4 ص 86, العوالم ص 635, اللهوف ص 80

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حدث محمد بن يزيد المبرد النحوي في إسناد ذكره قال: انصرف النبى (ص) إلى منزل فاطمة (ع) فرآها قائمة خلف بابها، فقال: ما بال حبيبتي هاهنا؟ فقالت (ع): ابناك خرجا غدوة، وقد غبي علي خبرهما، فمضى رسول الله (ص) يقفو آثارهما حتى صار إلى كهف جبل فوجدهما نائمين وحية مطوقة عند رأسهما [رؤوسهما]، فأخذ حجرا وأهوى إليها فقالت: السلام عليك يا رسول الله! والله! ما نمت عند رأسهما [رؤوسهما] إلا حراسة لهما. فدعا لها بخير، ثم حمل الحسن (ع) على كتفه اليمنى والحسين (ع) على كتفه اليسرى، فنزل جبرئيل فأخذ الحسين (ع) وحمله، فكانا بعد ذلك يفتخران فيقول الحسن (ع): حملني خير أهل الأرض، ويقول الحسين (ع): حملني خير أهل السماء.

----------------

بحار الأنوار ج 43 ص 316, مثير الأحزان ص 21. 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعيد الهمداني ممن خرج مع الحسين (ع) بكربلاء قال: فقلت للحسين (ع): جعلت فداك بأي شي‏ء تحكمون قال: يا جعيد نحكم بحكم آل داود, فإذا عيينا عن شي‏ء تلقانا به روح القدس.

-----------------

بصائر الدرجات ص 452, بحار الأنوار ج 25 ص 57 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن راشد بن مزيد، قال: شهدت الحسين بن علي (ع) وصحبته من مكة حتى أتينا القطقطانة، ثم استأذنته في الرجوع، فأذن لي، فرأيته وقد استقبله سبع عقور فكلمه، فوقف له فقال: ما حال الناس بالكوفة؟ قال: قلوبهم معك وسيوفهم عليك. قال: ومن خلفت بها قال: ابن زياد، وقد قتل مسلم بن عقيل. قال: وأين تريد قال: عدن. قال له: أيها السبع، هل عرفت ماء الكوفة؟ قال: ما علمنا من علمك إلا ما زودتنا.

---------------

دلائل الإمامة ص 182, نوادر المعجزات ص 107, مدينة المعاجز ج 3 ص 451 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة قال: سمعت الحسين بن علي (ع) يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية، ويقدمهم عمر بن سعد. وذلك في حياة النبي (ص)، فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال لا. فأتيت النبي فأخبرته، فقال: علمي علمه، وعلمه علمي، وإنا لنعلم بالكائن قبل كينونته

---------------

دلائل الإمامة ص 183, نوادر المعجزات ص 109, فرج المهموم ص 227, مدينة المعاجز ج 3 ص 453, بحار الأنوار ج 44 ص 186 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الأوزاعي، قال: بلغني خروج الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) إلى العراق، فقصدت مكة فصادفته بها ، فلما رآني رحب بي وقال: مرحبا بك يا أوزاعي، جئت تنهاني عن المسير، وأبى الله إلا ذلك، إن من ها هنا إلى يوم الاثنين منيتي فسهدت في عد الأيام, فكان كما قال

------------

دلائل الإمامة ص 184, نوادر المعجزات ص 108, مدينة المعاجز ج 3 ص 454 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق (ع) عن أبيه عن جده (ع) قال جاء أهل الكوفة إلى علي (ع) فشكوا إليه امساك المطر وقالوا له استسق لنا فقال للحسين (ع) قم واستسق فقام وحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وقال اللهم معطي الخيرات ومنزل البركات ارسل السماء علينا مدرارا واسقنا غيثا مغزارا واسعا غدقا مجللا سحا سفوحا ثجاجا تنفس به أضعف من عبادك وتحي به الميت من بلادك امين رب العالمين فما فرغ (ع) من دعائه حتى غاث الله غيثا ببركته (ع) واقبل اعرابي من بعض نواحي الكوفة فقال تركت الأودية والأكام يموج بعضهم في بعض

-----------------------

عيون المعجزات ص 56, مدينة المعاجز ج 3 ص 472, بحار الأنوار ج 44 ص 187, العوالم ص 51 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام العسكري (ع): ثم تناول رسول الله (ص) الحسن (ع) بيمينه والحسين (ع) بشماله، فوضع هذا على كاهله الايمن، وهذا على كاهله الايسر، ثم وضعهما على الارض، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان، ثم اصطرعا، فجعل رسول الله (ص) يقول للحسن (ع): إيها يا أبا محمد, فيقوى الحسن (ع)، ويكاد يغلب الحسين (ع), ثم يقوى الحسين (ع) فيقاومه. فقالت فاطمة (ع): يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير؟ فقال لها رسول الله (ص): يا فاطمة أما إن جبرئيل وميكائيل كما قلت للحسن (ع): إيها يا أبا محمد, قالا للحسين (ع): إيها يا أبا عبد الله, فلذلك تقاوما وتساويا, أما إن الحسن والحسين (ع) حين كان يقول رسول الله (ص) للحسن (ع): إيها أبا محمد, ويقول جبرئيل: إيها أبا عبد الله, لو رام كل واحد منهما حمل الارض بما عليها من جبالها وبحارها وتلالها، وسائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما، وإنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير الآخر, هذان قرتا عيني، هذان ثمرتا فؤادي، هذان سندا ظهري، هذان سيدا شباب أهل الجنة من الاولين والآخرين وأبوهما خير منهما، وجدهما رسول الله خيرهم أجمعين

-----------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 458, بحار الأنوار ج 39 ص 107 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن الحسين (ع) لما عزم على السير إلى الكوفة بعد مجيئه من مكة إلى المدينة خرج ذات ليلة إلى قبر جده فصلى ركعات كثيرة فلما فرغ من صلاته جعل يقول: اللهم هذا قبر نبيك وانا ابن بنته وقد حضرني من الامر ما قد علمت فاني امر بالمعروف وانهى عن المنكر وانا أسألك بحق صاحب هذا القبر الا ما اخترت لي من أمري ما هو لك فيه رضا ولرسولك رضا. قال: وجعل الحسين (ع) يبكي، ويتوسل، ويسأل الله عند قبر جده (ص) إلى قرب الفجر، فنعس، فرأى في منامه جده (ص) قد أقبل إليه في كبكبة من الملائكة، وهم عن يمينه وشماله، وضم الحسين (ع) إلى صدره وقبل ما بين عينه، وقال: يا حبيبي يا حسين كأني أراك عن قريب، وأنت مرمل بدمائك مذبوح من قفاك، مخضب شيبك بدمائك، وأنت وحيد غريب بأرض كربلاء، بين عصابة من أمتي تستغيث فلا تغاث، وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى وظمآن لا تروى. وقد استباحوا حريمك وذبحوا فطيمك  وهم مع ذلك يرجون شفاعتي ( لا أنالهم الله شفاعتي )  يوم القيامة، يا حبيبي يا حسين إن أباك وأمك وأخاك قد قدموا علي وهم إليك مشتاقون، وان لك في الجنان لدرجة عالية، لن تنالها إلا بالشهادة فاسرع إلى درجتك. فجعل الحسين (ع) يبكي عنده جده (ص) في منامه، ويقول: يا جداه خذني إليك إلى القبر لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا، والنبي (ص) يقول: لابد من الرجوع إلى الدنيا حتى ترزق الشهادة، لتنال ما كتب لك من السعادة، وإني وأباك وأخاك وأمك نتوقع قدومك عن قريب، ونحشر جميعا في زمرة واحدة. قال: فانتبه الحسين (ع) من نومه فزعا مرعوبا فقص رؤياه على أهل بيته، فلم يكن في ذلك اليوم أشد غما من أهل البيت ولا أكثر باكيا. قال: فالتفت الحسين (ع) إلى ابن عباس - رضي الله عنه - وقال له: ما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت نبيهم عن وطنه وداره وقراره وحرم جده، وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار، ولا يأوي إلى جوار، يريدون بذلك قتله وسفك دمائه، ولم يشرك بالله شيئا ولم يرتكب منكرا ولا إثما. فقال له ابن عباس: جعلت فداك يا حسين، إن كنت لابد سائرا إلى الكوفة، فلا تسير بأهلك ونسائك. فقال له: يا بن العم إني رأيت رسول الله (ص) في منامي، وقد أمر بأمر لا أقدر على خلافه، وإنه أمرني بأخذهم معي، وفي نقل آخر  انه   قال: يا بن العم إنهن ودائع رسول الله (ص)، ولا آمن عليهن أحدا، وهن أيضا لا يفارقني، فسمع ابن عباس بكاء من ورائه وقائلة تقول: يا ابن عباس تشير على شيخنا وسيدنا أن يخلفنا ها هنا، ويمضي وحده لا والله بل نجئ معه ونموت معه وهل أبقى الزمان لنا غيره. فبكى ابن العباس بكاء شديدا وجعل يقول يعز علي والله فراقك يا ابن عماه، ثم أقبل على الحسين (ع) وأشار عليه بالرجوع إلى مكة والدخول في صلح بني أمية. فقال الحسين (ع): هيهات  هيهات يا بن عباس إن القوم لا يتركوني وإنهم يطلبوني أين كنت حتى أبايعهم كرها ويقتلوني، والله لو كنت في حجر هامة من هوام الأرض لاستخرجوني منه وقتلوني، والله إنهم ليعتدون  علي كما اعتدى اليهود في يوم السبت واني في أمر جدي رسول الله حيث أمرني وإنا لله وإنا إليه راجعون

-----------------

مدينة المعاجز ج 3 ص 483 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله، قال: لما عزم الحسين بن علي (ع)، على الخروج إلى العراق أتيته فقلت له: أنت ولد رسول الله (ص)، وأحد سبطيه، لا أرى إلا أنك تصالح كما صالح أخوك الحسن، فإنه كان موفقا راشدا. فقال لي: يا جابر، قد فعل أخي ذلك بأمر الله وأمر رسوله، وإني أيضا أفعل بأمر الله وأمر رسوله، أتريد أن أستشهد لك رسول الله (ص) وعليا وأخي الحسن بذلك الان؟ ثم نظرت فإذا السماء قد انفتح بابها، وإذا رسول الله وعلي والحسن وحمزة وجعفر وزيد نازلين عنها حتى استقروا على الأرض، فوثبت فزعا مذعورا. فقال لي رسول الله (ص): يا جابر، ألم أقل لك في أمر الحسن قبل الحسين: لا تكون مؤمنا حتى تكون لأئمتك مسلما، ولا تكن معترضا؟ أتريد أن ترى مقعد معاوية ومقعد الحسين ابني ومقعد يزيد قاتله لعنه الله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فضرب برجله الأرض فانشقت وظهر بحر فانفلق، ثم ضرب فانشقت هكذا حتى انشقت سبع أرضين وانفلقت سبعة أبحر، فرأيت من تحت ذلك كله النار، فيها سلسلة قرن فيها الوليد بن مغيرة وأبو جهل ومعاوية الطاغية ويزيد، وقرن بهم مردة الشياطين، فهم أشد أهل النار عذابا. ثم قال (ص): ارفع رأسك  فرفعت، فإذا أبواب السماء متفتحة، وإذا الجنة أعلاها، ثم صعد رسول الله (ص) ومن معه إلى السماء، فلما صار في الهواء صاح بالحسين: يا بني الحقني, فلحقه الحسين (ع)، وصعدوا حتى رأيتهم دخلوا الجنة من أعلاها، ثم نظر إلى من هناك رسول الله، وقبض على يد الحسين، وقال:  يا جابر، هذا ولدي معي ها هنا، فسلم له أمره، ولا تشك لتكون مؤمنا . قال جابر فعميت عيناي إن لم أكن رأيت ما قلت من رسول الله (ص) وسلم

---------------

الثاقب في المناقب ص 323, مدينة المعاجز ج 3 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الباقر (ع) قال:  لما أراد الحسين (ع) الخروج إلى العراق بعثت إليه أم سلمة رضي الله عنها، وهي التي كانت ربته، وكان أحب الناس إليها، وكانت أرق الناس عليه، وكانت تربة الحسين عندها في قارورة دفعها إليها رسول الله (ص) وسلم. فقالت:  يا بني، أتريد أن تخرج؟ فقال لها: يا أمه، أريد أن أخرج إلى العراق. فقالت: إني أذكرك الله تعالى أن تخرج إلى العراق. قال: ولم ذلك يا أمه. قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول:  يقتل ابني الحسين بالعراق، وعندي يا بني تربتك في قارورة مختومة دفعها إلى رسول الله (ص) وسلم. فقال: يا أماه والله إني لمقتول، وإني لا أفر من القدر والمقدور، والقضاء المحتوم، والامر الواجب من الله تعالى. فقالت: وا عجباه، فأين تذهب وأنت مقتول؟ فقال: يا أمه، إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا، وإن لم أذهب غدا لذهبت بعد غد، وما من الموت - والله يا أمه - بد، وإني لأعرف اليوم والموضع الذي أقتل فيه، والساعة التي أقتل فيها، والحفرة التي أدفن فيها، كما أعرفك، وأنظر إليها كما أنظر إليك. قالت: قد رأيتها؟ ! قال: إن أحببت أن أريك مضجعي ومكاني ومكان أصحابي فعلت. فقالت: قد شئتها. فما زاد ان تكلم بسم الله، فخفضت له الأرض حتى أراها مضجعه، ومكانه ومكان أصحابه، وأعطاها من تلك التربة، فخلطتها مع التربة التي كانت عندها، ثم خرج الحسين (ع)، وقد قال لها: إني مقتول يوم عاشوراء. فلما كانت تلك الليلة التي صبيحتها قتل الحسين بن علي (ع)ما فيها أتاها رسول الله (ص) في المنام أشعث باكيا مغبرا ، فقالت: يا رسول الله، مالي أراك باكيا مغبرا  أشعث؟ ! فقال: دفنت ابني الحسين (ع) وأصحابه الساعة. فانتبهت أم سلمة رضي الله عنها فصرخت بأعلى صوتها، فقالت: وا ابناه. فاجتمع أهل المدينة وقالوا لها: ما الذي دهاك؟ فقالت: قتل ابني الحسين بن علي (ع)ما. فقالوا لها: وما علمك بذلك؟ قالت: أتاني في المنام رسول الله (ع) باكيا أشعث أغبر، فأخبرني أنه دفن الحسين وأصحابه الساعة. فقالوا: أضغاث أحلام قالت: مكانكم، فإن عندي تربة الحسين (ع)، فأخرجت لهم القارورة فإذا هي دم عبيط

---------------

الثاقب في المناقب ص 33, مدينة المعاجز ج 3 ص 489 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلا صار إلى الحسين (ع) فقال: جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة, فقال: لا أحب ذلك لك, وكانت كثيرة المال وكان الرجل أيضا مكثرا, فخالف الحسين (ع) فتزوج بها, فلم يلبث الرجل حتى افتقر, فقال له الحسين (ع): قد أشرت إليك فخل سبيلها, فإن الله يعوضك خيرا منها, ثم قال: وعليك بفلانة, فتزوجها, فما مضت سنة حتى كثر ماله وولدت له ولدا ذكرا ورأى منها ما أحب.

------------------

الخرائج ج 1 ص 248, وسائل الشيعة ج 20 ص 52, بحار الأنوار ج 44 ص 182, العوالم ج 17 ص 56 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن القاسم بن الحسن (ع) لما رجع إلى عمه الحسين (ع) من قتال الخوارج قال: يا عماه العطش، أدركني بشربة من الماء، فصبره الحسين (ع) وأعطاه خاتمه وقال له: حطه في فمك فمصه. قال القاسم (ع): فلما وضعته في فمي كأنه عين ماء فارتويت وانقلبت إلى الميدان

---------------

مدينة المعاجز ج 3 ص 497 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سعيد سهل بن زياد، أخبرنا الحسن بن محبوب، أخبرنا ابن فضيل، أخبرنا سعد الجلاب، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال:  قال الحسين بن علي (ع) لأصحابه قبل أن يقتل: إن رسول الله (ص) قال لي: يا بني إنك ستساق إلى العراق، وهي أرض قد التقى فيها النبيون، وأوصياء النبيين، وهي أرض تدعى  عمورا ، وإنك لتستشهد بها ويستشهد جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم مس الحديد ، وتلا  {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} تكون الحرب بردا وسلاما عليك وعليهم فأبشروا، فوالله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا (ص)

---------------

مختصر البصائر ص 155, مدينة المعاجز ج 3 ص 504, بحار الأنوار ج 45 ص 80 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وروى أبو مخنف عن الجلودي ان الحسين حمل على الأعور السلمي وعمرو بن الحجاج الزبيدي، وكانا في أربعة آلاف رجل على الشريعة وأقحم الفرس على الفرات فلما أولع الفرس برأسه ليشرب قال (ع): أنت عطشان وانا عطشان والله لا أذوق الماء حتى تشرب، فلما سمع الفرس كلام الحسين شال رأسه ولم يشرب كأنه فهم الكلام فقال الحسين: اشرب فأنا اشرب، فمد الحسين يده فغرف من الماء فقال فارس: يا أبا عبد الله تلذذ بشرب الماء وقد هتكت حرمتك، فنفض الماء من يده وحمل على القوم فكشفهم فإذا الخيمة سالمة

----------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 215, مدينة المعاجز ج 3 ص 505, بحار الأنوار ج 45 ص 51, العوالم ص 294 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وروى أبو مخنف، عن الجلودي، أنه كان صرع الحسين (ع) فجعل فرسه تحامي عنه ويثب على الفارس، فيخبطه عن سرجه، ويدوسه حتى قتل الفرس أربعين رجلا، ثم تمرغ في دم الحسين، وقصد نحو الخيمة، وله صهيل عال، ويضرب بيديه الأرض

------------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 215, مدينة المعاجز ج 3 ص 505, بحار الأنوار ج 45 ص 57, العوالم ص 300 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي من طريق أهل البيت (ع) أنه لما استشهد الحسين (ع) بقي في كربلاء صريعا  ودمه على الأرض مسفوحا، وإذا طائر أبيض قد أتى وتلطخ بدمه، وجاء والدم يقطر منه، فرأى طيورا تحت الضلال على الغصون والأشجار، وكل منهم يذكر الحب والعلف والماء. فقال لهم ذلك الطير المتلطخ بالدم: يا ويلكم أتشتغلون بالملاهي وذكر الدنيا والمناهي، والحسين (ع)في أرض كربلاء  في هذا الحر ملقى على الرمضاء ظامئ مذبوح ودمه مسفوح. فعادت الطيور كل منهم قاصدا كربلاء، فرأوا سيدنا الحسين (ع)ملقى في الأرض  جثة بلا رأس ولا غسل ولا كفن، قد سفت  عليه السوافي، بدنه من مرضوض قد هشمته الخيل بحوافرها، وهو مذبوح من قفاه مسلوب رداه قد هتك القوم نساءه  تزوره  وحوش القفار، وتندبه  جن السهول والاوغار، وأضاء التراب من أنواره،  وأزهر الجو من أزهاره،  فلما رأته الطيور، تصايحن وأعلن بالبكاء والثبور، وتواقعن على دمه يتمرغن فيه، وطار كل واحد منهم إلى ناحية يعلم أهلها أن سيدي أبا عبد الله قتيل، والبدن منه جريح، والدم منه يسيح. فمن القضاء والقدر، أن طيرا من هذه الطيور قصد مدينة الرسول، جاء يرفرف والدم يتقاطر من جناحيه، ودار حول سيدنا رسول الله - (ص) -، يعلن بالبكاء والنداء: ألا قتل الحسين بكربلاء، ألا ذبح الحسين بكربلاء، ألا نهب الحسين بكربلاء، فاجتمعت الطيور عليه، وناحت وبكت عليه. فلما عاين أهل المدينة من الطيور ذلك النوح، وشاهدوا الدم يتقاطر من الطير، ولم يعلموا ما الخبر؟ حتى انقضت مدة من الزمان، وجاء خبر مقتل الحسين (ع) علموا أن ذلك الطير كان يخبر رسول الله - (ص) - بقتل ابن فاطمة البتول وقرة عين الرسول.  و قد نقل أنه  في ذلك اليوم لما جاء الطير والدم يتقاطر من جناحه ووقع على الشجرة يبكي طول ليلته وكان في المدينة رجل يهودي وكانت له بنت عمياء طرشاء مسلولة والجذام قد  أحاط ببدنها فجاء ذلك الطائر والدم يتقاطر منه ووقع على شجرة يبكي طول ليلته وكان اليهودي  قد أخرج ابنته تلك المريضة إلى خارج المدينة إلى بستان، وتركها في البستان الذي جاء الطير ووقع على شجرة منه. فمن القضاء والقدر، ان تلك الليلة عرض لليهودي عارض، فدخل المدينة لقضاء حاجته، فلم يقدر  أن  يخرج تلك الليلة إلى البستان الذي فيه ابنته المعلولة. والبنت لما نظرت أباها لم يأتها تلك الليلة، لم يأتها نوم لوحدتها، لان أباها كان يحدثها ويسليها حتى تنام، فسمعت عند السحر بكاء الطير وحنينه من قلب حزين فبقيت تتقلب على وجه الأرض، إلى أن صارت تحت تلك الشجرة التي عليها الطير لتسمع بكاءه، فصارت كلما أن وبكى وحن وصاح ذلك الطير تجاوبه من قلب محزون. فلما كان السحر قطر من الطير قطرة، فوقعت على عينها ففتحت، وقطرت قطرة أخرى على عينها الأخرى فبرئت، ثم قطرة على يديها فعوفيت، ثم على رجليها فبرئت، فعادت كلما قطر قطرة من الدم تلطخ به جسدها، فعوفيت من جميع مرضها من بركات دم الحسين (ع) وهي تحت الشجرة.  فلما أصبح الصباح، أقبل أبوها إلى البستان فرأى منه  بنتا تدور، ولم يعلم أنها ابنته، فجاء اليهودي إليها، وسألها انه كان لي في البستان ابنة عليلة نائمة تحت تلك الشجرة لم تقدر  أن  تتحرك. فقالت ابنته: والله أنا ابنتك، فلما سمع كلامها وقع مغشيا عليه. فلما أفاق قام على قدميه، فأتت به إلى ذلك الطير، فرآه واكرا على الشجرة، يأن من قلب حزين محترق القلب مما فعل  بالحسين (ع) وما فعلوا به الكفرة وفعلهم بنسائه وأولاده وما جرى في أرض كربلاء. فقال له اليهودي: بالذي خلقك أيها الطير أن تكلمني بقدرة الله تعالى، فنطق الطير مستعبرا، ثم قال: إعلم اني كنت واكرا على بعض الأشجار مع جملة من الطيور قبالة الظهر، وإذا بطير ساقط علينا، وهو يقول: تجلسون  أيها الطيور تأكلون، وتنعمون، والحسين (ع) في أرض كربلاء، في هذا الحر، على الرمضاء، طريحا ظاميا، والنحر داميا، ورأسه مقطوع، وعلى الرمح مرفوع، ونساؤه سبايا حفاة عرايا، نادبات الكفيل والمحامي. فلما سمعنا ذلك تطايرنا إلى أرض كربلاء، فرأيناه في ذلك  الوادي طريحا، الغسل من دمه، والكفن الرمل السافي عليه، فوقعنا كلنا عليه ننوح ونتمرغ في دمه الشريف، وكان كل منا طار إلى ناحية فوقعت أنا في هذا المكان. فلما سمع اليهودي ذلك الكلام، تعجب، وقال: لو لم يكن الحسين ذا قدر رفيع عند الله تعالى، لما كان دمه شفاء من كل داء. ثم أسلم اليهودي وأسلمت ابنته وأسلم خمسمائة رجل  من قومه

------------------

مدينة المعاجز ج 4 ص 72

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

تاريخ الطبري، ان الحضرمية امرأة خولي بن يزيد الأصبحي قالت: وضع خولي (لع) رأس الحسين (ع) تحت إجانة في الدار فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورأيت طيرا يرفرف حولها

--------------

تاريخ الطبري ج 4 ص 348, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 217, مدينة المعاجز ج 4 ص 114

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي انه لما قتل الحسين (ع) واجتز رأسه قعدوا في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من حايط فكتب سطرا بالدم:

أترجو أمة قتلت حسينا... شفاعة جده يوم الحساب

قال: فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا، وفي كتاب ابن بطة انهم وجدوا ذلك مكتوبا في كنيسة

------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 218, مدينة المعاجز ج 4 ص 116, بحار الأنوار ج 45 ص 305, العوالم ص 603

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وروي: أن رجلا كان في الطواف، وإذا برجل يطوف، وهو يقول: اللهم إني أعوذ بك من درك الشقاء، اللهم اغفر لي، وأظنك لا تفعل. فقال له: يا عبد الله، اتق الله، ولا تيأس من رحمة الله، فلو أن ذنوبك عدد قطر السماء، ثم استغفرت الله لوجدته رحيما. فقال له: ادن مني، فدنا منه، فقال له: يا أخي، اعلم اني كنت من أصحاب عبيد الله بن زياد ويزيد بن معاوية (لع)، وكنت قريبا منهم، فلما أوتي برأس الحسين (ع) وطافوا به، أمر أن يوضع في طشت من اللجين وجعل ينكت ثناياه بالقضيب، وجعل يقول: قد شفيت فيك وفي أبيك، غير أن أباك خرج على أبي بأرض العراق، فنصر الله أبي عليه، وهو خير الحاكمين. ثم إن أهل العراق خدعوك، وأخرجوك، فنصرني الله عليك، فالحمد لله الذي أظفرني عليك، ومكنني منك، فحسبت قد ذبت حزنا على الحسين (ع)، وحنقا على أعدائه. ثم جمع الناس، ليأخذ بقلوبهم، ثم قال: يعز علي يا أبا عبد الله ان أهل العراق خدعوك وقتلوك، وعزيز علي قتلك أو يصيبك ما أصابك، وقد نفذ فيك حكم الله. ثم دعا برأسه، وغسله بيده، ثم دعا بحنوط فحنطه وطيبه وكفنه، وجعله في صندوق وغلق عليه بابه، ثم قال: ضعوه بين يدي قصري، واضربوا عليه سرادقا ومسجدا يدعو الله أن يرضى الناس ويكفيهم عنه، ففعلوا ذلك وجعل على السرادق حرسا خمسين رجلا ووكلني أنا بهم. فلما كان الليل أرسل الملعون إلينا طعاما وخمرا فشربوا أصحابي، وأنا لم أشرب، ولم أنم جزعا على الحسين (ع)، ولكن استلقيت على ظهري، وقد هدأ الليل وأنا مفكر فيما فعل اللعين، إذ سمعت صوت رعد، فنظرت إلى السماء، وأبوابها مفتوحة، وإذا قد أقبلت سحابة بيضاء لها نور قد أضاء، وإذا قائل يقول: اهبط يا آدم، فهبط، فأحاطت به صفوف من الملائكة. وإذا سحابة أخرى وقائل يقول: اهبط يا نوح، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة أخرى وقائل يقول: اهبط يا إبراهيم، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة أخرى وقائل يقول: اهبط يا موسى، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة، وإذا قد أقبلت سحابة أخرى وقائل يقول: اهبط يا عيسى، فهبط، وأحاطت به صفوف الملائكة. فنظرت إلى سحابة أخرى هي أعظم نورا من الجميع، وإذا بقائل يقول: اهبط يا محمد، فهبط ودخل الخيمة، فسلم على من فيها فردوا (ع)، وعزوه بأهل بيته، وتقدم إلى الصندوق، ففتحه وأخرجه، منه، وجعل يقبله ويبكي بكاء شديدا، ويقول: يا أبي آدم، ويا أبي نوح، ويا أبي إبراهيم، ويا أخي موسى، ويا أخي عيسى، أما ترون ما فعلت أمتي بولدي من بعدي؟ لا أنالهم الله شفاعتي. ثم نظرت إلى نور ملا ما بين السماء والأرض، وإذا بملائكة قد أحاطوا بالخيمة ودخلوها، وقالوا: يا محمد، العلي الاعلى يقرئك السلام، ويقول لك: اخفض من صوتك، فقد أبكيت لبكائك، الملائكة في السماوات والأرض، وقد أرسلنا إليك نمتثل أمرك. فقال: من الله بدأ السلام، وإليه يعود السلام، من أنتم رحمكم الله؟ فقال أحدهم: أنا ملك الشمس، إن أردت أن احرق هذه الأمة، فعلت. وقال الآخر: أناملك البحار، إن أمرتني أن أغرقهم، فعلت. وقال الآخر: أناملك الأرض، إن أمرتني أن أخسفها وأقلب عاليها سافلها، فعلت. فقال رسول الله (ص): دعوهم إن لي ولهم، موقفا بين يدي ربي، يحكم بيننا وهو خير الحاكمين. فقال جميع من حضر: جزاك الله خيرا يا محمد عن أمتك، ما أرأفك بهم؟ ! ثم أقبل فوج من الملائكة، فقالوا: يا محمد، إن الله يقرئك السلام، وقد أمرنا بقتل هؤلاء الخمسين. فقال النبي (ص): شأنكم بهم، فاقبل على كل رجل منهم ملك، وبيده حربة من نار، وأقبل لي ملك، فقلت: يا رسول الله الأمان، فقال: اذهب لا غفر الله لك، فانتبهت، فإذا أصحابي رمادا وقد أصبحت، متخليا من الدنيا بصحبتي لأعداء الله

---------------------

مدينة المعاجز ج 4 ص 120

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سليمان بن مهران الأعمش: قال: بينا أنا في الطواف بالموسم، إذ رأيت رجلا يدعو، وهو  يقول: اللهم اغفر لي، وأنا أعلم أنك لا تفعل. قال: فارتعدت  لذلك، فدنوت منه، وقلت: يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله وهذه أيام حرم في شهر عظيم فلم تيأس من المغفرة ؟ قال: يا هذا ذنبي عظيم. قلت: أعظم من جبل تهامة ؟ ! قال: نعم. قلت: يوازن الجبال الرواسي ؟ !  قال: نعم فإن شئت أخبرتك قلت أخبرني. قال: اخرج بنا من الحرم ، فخرجنا منه، فقال لي: أنا أحد من كان في العسكر المشؤوم عسكر عمر بن سعد (لع) حين  قتل الحسين بن علي (ع)، وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلى يزيد من الكوفة، فلما حملناه على طريق الشام نزلنا على دير للنصارى، وكان الرأس معنا مركوزا على رمح، ومعه الاحراس، فوضعنا الطعام، وجلسنا لنأكل، فإذا بكف في حائط الدير، تكتب:

أترجو أمة قتلت حسينا... شفاعة جده يوم الحساب؟

 قال: فجزعنا من ذلك جزعا شديدا، فأهوى بعضنا إلى الكف ليأخذها، فغابت ثم عادوا أصحابي إلى الطعام، فإذا الكف قد عادت تكتب مثل الأول.

فلا والله ليس لهم شفيع... وهم يوم القيامة في العذاب

فقام أصحابي  إليها، فغابت، ثم عادوا إلى الطعام، فعادت الكف تكتب:

وقد قتلوا الحسين بحكم جور... وخالف حكمهم حكم الكتاب

فامتنعت عن الطعام: وما هنأني أكله، ثم أشرف علينا راهب  من الدير، فرأى نورا ساطعا من فوق الرأس، فبذل لعمر  بن سعد (لع) ألف درهم فأخذها، ووزنها ونقدها، ثم أخذ الرأس وبيته عنده ليلته تلك وأسلم على يده وترك الدير ووطن في بعض الجبال يعبد الله تعالى على دين محمد - (ص) -. فلما وصل عمر بن سعد إلى قرب الشام طلب الدراهم فأحضرت إليه وهي بختمة فإذا الدراهم قد تحولت خزفا وعلى أحد جانبيها مكتوب: لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون وعلى الجانب الآخر: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون خسرت الدنيا والآخرة فكتم هذا الحال. ثم لما توجه إلى يزيد جعل الرأس في طست وهو ينظر إليه وهو يقول:

ليت أشياخي ببدر شهدوا... جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلوا واستهلوا فرحا... ولقالوا  يا يزيد لا تشل

فجزيناهم ببدر مثلها... وبأحد يوم أحد فاعتدل

لست من خندف إن لم أنتقم... من بني أحمد ما كان فعل

لعبت هاشم بالملك فلا... خبر جاء ولا وحي نزل

 ومضى عمر بن سعد (لع) إلى الري فالحق بسلطانه فمحق الله عمره  فأهلك في الطريق. قال سليمان الأعمش: فقلت للرجل: تنح عني لا تحرقني بنارك ووليت ولا أدري بعد ذلك ما خبره

--------------

مدينة المعاجز ج 4 ص 138, الخرائج ج 2 ص 578, بحار الأنوار ج 45 ص 184, العوالم ص 398 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى أبو حمزة الثمالي، قال: سمعت علي بن  الحسين زين العابدين (ع)، يقول: لما كان اليوم الذي استشهد فيه أبي (ع)، جمع أهله وأصحابه في ليلة ذلك اليوم، فقال لهم: يا أهلي وشيعتي اتخذوا هذا الليل جملا لكم، فانهجوا بأنفسكم، فليس المطلوب غيري، ولو قتلوني ما فكروا فيكم، فانجوا رحمكم الله، فأنتم في حل وسعة من بيعتي وعهدي الذي عاهدتموني. فقال إخوته وأهله وأنصاره بلسان واحد: والله يا سيدنا يا أبا عبد الله، لا خذلناك أبدا، والله لا قال الناس: تركوا إمامهم، وكبيرهم وسيدهم وحده، حتى قتل، ونبلو بيننا وبين الله عذرا ولا نخليك أو  نقتل دونك. فقال لهم (ع): يا قوم إني في غد اقتل وتقتلون كلكم معي، ولا يبقى منكم واحد. فقالوا: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك، وشرفنا بالقتل معك، أو لا  نرضى أن نكون معك في درجتك يا بن رسول الله ؟ فقال جزاكم الله خيرا، ودعا لهم بخير فأصبح وقتل وقتلوا معه أجمعون. فقال له القاسم بن الحسن: وأنا فيمن يقتل، فاشفق عليه. فقال له: يا بني كيف الموت عندك ؟ ! قال: يا عم أحلى من العسل. فقال: أي والله فداك عمك إنك لاحد من يقتل من الرجال معي، بعد أن تبلو ببلاء عظيم، وابني عبد الله.  فقال: يا عم ويصلون إلى النساء حتى يقتل عبد الله وهو رضيع ؟ فقال: فداك عمك يقتل عبد الله  إذا جفت روحي عطشا، وصرت إلى خيمنا فطلبت ماء ولبنا فلا أجد قط فأقول: ناولوني ابني، لأشرب من فيه، فيأتوني به، فيضعونه على يدي، فاحمله لادنيه من في، فيرميه فاسق (لع) بسهم فينحره، وهو يناغي، فيفيض دمه في كفي، فارفعه إلى السماء، وأقول: اللهم صبرا واحتسابا فيك، فتعجلني الأسنة منهم، والنار تستعر في الخندق الذي فيه ظهر الخيم، فأكر عليهم في أمر  أوقات في الدنيا، فيكون ما يريد الله فبكى وبكينا وارتفع البكاء والصراخ من ذراري رسول الله - (ص) - في الخيم، ويسئل  زهير ابن ألقين، وحبيب بن مظاهر، عني  فيقولون: يا سيدنا فسيدنا علي (ع) فيشيرون إلى ماذا يكون من حاله ؟ فيقول: مستعبرا ما كان الله ليقطع نسلي من الدنيا، فكيف يصلون إليه وهو أب ثمانية أئمة (ع).

--------------------

مدينة المعاجز ج 4 ص 214

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالت أم سلمة رضي الله عنها: خرج رسول الله (ص) من عندنا ذات ليلة فغاب عنا طويلا ثم جاءنا، وهو أشعث اغبر ويده مضمومة، فقلت له: يا رسول الله ما لي أراك أشعثا مغبرا؟ فقال: أسرى بي في هذا الوقت إلى موضع من العراق، يقال له كربلا فرأيت فيه مصرع الحسين (ع) وأهلي، وجماعة من ولدى وأهل بيتي فلم أزل القط دمائهم فها هي في يدي وبسطها إلي، وقال لي: خذيه واحتفظي به فأخذته فإذا هو شبه تراب احمر فوضعته في قارورة وشددت رأسها واحتفظت بها، فلما خرج الحسين (ع) من مكة متوجها نحو العراق وكنت اخرج القارورة في كل يوم وليلة فأشمها وانظر إليها ثم اذكر بمصابه، فلما كان يوم العاشر من المحرم أخرجتها في أول النهار وهي بحالها ثم عدت إليها آخر النهار فإذا هو دم عبيط فصحت في بيتي وبكيت وكظمت غيظي مخافة ان يسمع أعدائهم بالمدينة فيسروا بالشماتة فلم أزل حافظة للوقت واليوم حتى جاء الناعي بنعيه فحقق ما رأيت

-------------------

روضة الواعظين ص 193, الإرشاد ج 2 ص 130, بحار الأنوار ج 44 ص 239, العوالم ص 127, كشف الغمة ج 2 ص 217 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى عبد الله بن شريك العامري قال: كنت أسمع أصحاب علي (ع) إذا دخل عمر بن سعد من باب المسجد يقولون هذا قاتل الحسين (ع)، وذلك قبل أن يقتل بزمان طويل

---------------

بحار الأنوار ج 44 ص 263, العوالم ص 149, كشف الغمة ج 2 ص 218 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالت أم سلمة رأيت رسول الله (ص) في المنام وعلى رأسه التراب، فقلت: ما لك يا رسول الله؟ فقال: شهدت قتل الحسين آنفا

-------------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 213, بحار الأنوار ج 45 ص 227, العوالم ص 506, تاريخ الطبري ج 6 ص 348 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

العلامة المجلسي في البحار, وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا أنه روي مرسلا عن جماعة من الصحابة قالوا: دخل النبي (ص) دار فاطمة (ع) فقال: يا فاطمة إن أباك اليوم ضيفك، فقالت (ع): يا أبت إن الحسن والحسين يطالباني بشئ من الزاد فلم أجد لهما شيئا يقتاتان به، ثم إن النبي (ص) دخل وجلس مع علي والحسن والحسين وفاطمة (ع)، وفاطمة متحيرة ما تدري كيف تصنع، ثم إن النبي (ص) نظر إلى السماء ساعة وإذا بجبرئيل (ع) قد نزل، وقال: يا محمد العلي الأعلى يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام، ويقول لك: قل لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أي شئ يشتهون من فواكه الجنة؟ فقال النبي (ص): يا علي! ويا فاطمة! ويا حسن! ويا حسين! إن رب العزة علم أنكم جياع فأي شئ تشتهون من فواكه الجنة؟ فأمسكوا عن الكلام  ولم يردوا جوابا حياء من النبي (ص) فقال الحسين (ع): عن إذنك يا أباه يا أمير المؤمنين، وعن إذنك يا أماه يا سيدة نساء العالمين وعن إذنك يا أخاه الحسن الزكي أختار لكم شيئا من فواكه الجنة فقالوا جميعا: قل يا حسين ما شئت فقد رضينا بما تختاره لنا فقال: يا رسول الله قل لجبرئيل إنا نشتهي رطبا جنيا فقال النبي (ص): قد علم الله ذلك ثم قال: يا فاطمة قومي وادخلي البيت وأحضري إلينا ما فيه، فدخلت فرأت فيه طبقا من البلور، مغطى بمنديل من السندس الأخضر، وفيه رطب جني في غير أوانه فقال النبي: يا فاطمة أنى لك هذا؟ قالت {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} كما قالت مريم بنت عمران. فقام النبي (ص) وتناوله وقدمه بين أيديهم ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم أخذ رطبة واحدة فوضعها في فم الحسين (ع) فقال: هنيئا مريئا لك يا حسين، ثم أخذ رطبة فوضعها في فم الحسن وقال: هنيئا مريئا يا حسن، ثم أخذ رطبة ثالثة فوضعها في فم فاطمة الزهراء (ع) وقال لها: هنيئا مريئا لك يا فاطمة الزهراء، ثم أخذ رطبة رابعة فوضعها في فم علي (ع) وقال: هنيئا مريئا لك يا علي. ثم ناول عليا رطبة أخرى والنبي (ص) يقول له: هنيئا مريئا لك يا علي ثم وثب النبي (ص) قائما ثم جلس ثم أكلوا جميعا عن ذلك الرطب فلما اكتفوا وشبعوا، ارتفعت المائدة إلى السماء بإذن الله تعالى. فقالت فاطمة: يا أبه! لقد رأيت اليوم منك عجبا فقال: يا فاطمة أما الرطبة الأولى التي وضعتها في فم الحسين، وقلت له: هنيئا يا حسين، فإني سمعت ميكائيل وإسرافيل يقولان: هنيئا لك يا حسين، فقلت أيضا موافقا لهما في القول ثم أخذت الثانية فوضعتها في فم الحسن، فسمعت جبرئيل وميكائيل يقولان: هنيئا لك يا حسن، فقلت: أنا موافقا لهما في القول، ثم أخذت الثالثة فوضعتها في فمك يا فاطمة فسمعت الحور العين مسرورين مشرفين علينا من الجنان وهن يقلن: هنيئا لك يا فاطمة، فقلت موافقا لهن بالقول.  ولما أخذت الرابعة فوضعتها في فم علي سمعت النداء من قبل الحق سبحانه وتعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي، فقلت موافقا لقول الله عز وجل، ثم ناولت عليا رطبة أخرى ثم أخرى وأنا أسمع صوت الحق سبحانه وتعالى يقول: هنيئا مريئا لك يا علي ثم قمت إجلالا لرب العزة جل جلاله، فسمعته يقول: يا محمد وعزتي وجلالي، لو ناولت عليا من هذه الساعة إلى يوم القيامة رطبة رطبة لقلت له: هنيئا مريئا بغير انقطاع

---------------

بحار الأنوار ج 43 ص 31, مدينة المعاجز ج 3 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن عامر بن عبد الله، عن أبيه، عن الصادق (ع)، عن آبائه، عن الحسين (ع)، قال:دخلت مع الحسن (ع) على جدي رسول الله (ص) وعنده جبرئيل (ع) في صورة دحية الكلبي، وكان دحية إذا قدم من الشام على رسول الله (ص) حمل لي ولأخي خرنوبا ونبقا وتينا، فشبهناه بدحية بن خليفة الكلبي، وإن دحية كان يجعلنا نفتش كمه، فقال جبرئيل (ع): يا رسول الله، ما يريدان؟ قال:إنهما شبهاك بدحية بن خليفة الكلبي، وإن دحية كان يحمل لهما إذا قدم من الشام نبقا وتينا وخرنوبا. قال: فمد جبرئيل (ع) يده إلى الفردوس الاعلى، فأخذ منه نبقا وخرنوبا وسفرجلا ورمانا فملأنا به حجرنا. قال:فخرجنا مستبشرين، فلقينا أبونا أمير المؤمنين علي (ع) فنظر إلى ثمرة لم ير مثلها في الدنيا، فأخذ من هذا، ومن هذا واحدا، واحدا، ودخل على رسول الله (ص) وهو يأكل فقال:يا أبا الحسن، كل وادفع إلي أوفر نصيب، فإن جبرئيل (ع) أتى به آنفا

-------------------

الثاقب في الناقب ص 312, مدينة المعاجز ج 3 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الرضا ( ع ): عري الحسن والحسين (ع) وأدركهما العيد فقالا لامهما: قد زينوا صبيان المدينة إلا نحن فما لك لا تزينينا؟ فقالت ثيابكما عند الخياط فإذا أتاني زينتكما، فلما كانت ليلة العيد أعادا القول على أمهما فبكت ورحمتهما فقالت لهما ما قالت في الأولى فردا عليها، فلما أخذ الظلام قرع الباب قارع فقالت فاطمة (ع): من هذا؟ قال: يا بنت رسول الله أنا الخياط جئت بالثياب، ففتحت الباب فإذا رجل ومعه من لباس العيد، قالت فاطمة (ع): والله لم أر رجلا أهيب شيمة منه فناولها منديلا مشدودا ثم انصرف، فدخلت فاطمة (ع) ففتحت المنديل فإذا فيه قميصان ودراعتان وسروالان ورداءان وعمامتان وخفان أسودان معقبان بحمرة، فأيقظتهما وألبستهما، ودخل رسول الله (ص) وهما مزينان فحملهما وقبلهما ثم قال: رأيت الخياط؟ قالت: نعم يا رسول الله والذي أنفذته من الثياب، قال: يا بنية ما هو خياط إنما هو رضوان خازن الجنة، قالت فاطمة (ع): فمن أخبرك يا رسول الله؟ قال: ما عرج حتى جاءني وأخبرني بذلك

----------------

مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 161, بحار الأنوار ج 43 ص 289

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي في المراسيل أن الحسن والحسين كان عليهما ثياب خلق وقد قرب العيد فقالا لأمهما فاطمة ( (ع) ): إن بني فلان خيطت لهم الثياب الفاخرة أفلا تخيطين لنا ثيابا للعيد يا أماه ؟ فقالت: يخاط لكما إنشاء الله، فلما أن جاء العيد جاء جبرئيل بقميصين من حلل الجنة إلى رسول الله (ص)، فقال له رسول الله (ص): ما هذا يا أخي جبرئيل، فأخبره بقول الحسن والحسين لفاطمة وبقول فاطمة يخاط لكما إنشاء الله، ثم قال جبرئيل: قال الله تعالى لما سمع قولها: لا نستحسن أن نكذب فاطمة بقولها: يخاط لكما إنشاء الله. وعن سعيد الحفاظ الديلمي بإسناده عن أنس قال: قال رسول الله (ص): بينما أهل الجنة في الجنة يتنعمون، وأهل النار في النار يعذبون إذا لأهل الجنة نور ساطع، فيقول بعضهم لبعض: ما هذا النور لعل رب العزة أطلع فنظر إلينا فيقول لهم رضوان: لا ولكن علي (ع) مازح فاطمة فتبسمت فأضاء ذلك النور من ثناياها. وبالإسناد عن ابن عباس، عن النبي (ص) قال: لما أسري بي ودخلت الجنة بلغت إلى قصر فاطمة فرأيت سبعين قصرا من مرجانة حمراء مكللة باللؤلؤ أبوابها وحيطانها وأسرتها من عرق واحد. وقال الحسن: ما كان في الدنيا أعبد من فاطمة (ع)، كانت تقوم حتى تتورم قدماها

--------------

بحار الأنوار ج 43 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حدثني أبو القاسم علي بن حبشي بن قوني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن ملك الفزاري، قال: حدثني الحسين بن أحمد المنقري التميمي، قال: حدثني الحسن بن محبوب، قال: حدثني أبو حمزة الثمالي عن زر بن حبيش الأسدي، عن عبد الله بن خباب بن الأرت قتيل الخوارج عن سلمان الفارسي والبراء بن عازب، قالا: قالت أم سليم وبين الحديثين خلاف في الألفاظ وليس في عدد الاثني عشر خلاف الا انى سقت حديث العامة لما شرطناه في هذا الكتاب، قالت أم سليم: كنت امرأة قد قرأت التوراة والإنجيل، فعرفت أوصياء الأنبياء وأحببت ان أعرف وصى محمد (ص) وسلم، فلما قدمت ركابنا المدنية أتيت رسول الله (ص) وسلم وخلفت الركاب مع الحي فقلت له: يا رسول الله ما من نبي الا وكان له خليفتان خليفة يموت قبله وخليفة يبقى بعده، وكان خليفة موسى (ع) في حياته هارون فقبض قبل موسى، ثم كان وصيه بعد موته يوشع بن نون، وكان وصى عيسى في حياته كالب بن يوفنا فتوفى كالب في حياته يسى ووصيه بعد وفاته شمعون بن حمون الصفا ابن عمة مريم، وقد نظرت في الكتب الأولى فما وجدت لك الأوصياء واحدا في حيوتك وبعد وفاتك، فبين لي بنفس أنت يا رسول الله من وصيك؟ فقال رسول الله: ان لي وصيا واحدا في حياتي وبعد وفاتي، قلت له: من هو؟ فقال: أتيني بحصاة، فرفعت إليه حصاد من الأرض فوضعها بين كفية ثم فركها بيده كسحيق الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه، فبدا النقش فيها للناظرين، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ختمها بخاتمه، فبدا النقش فيها للناظرين، ثم أعطانيها وقال: يا أم سليم من استطاع مثل هذا فهو وصى، قالت: ثم قال لي: يا أم سليم وصيي من يستغنى بنفسه في جميع حالاته كما أنا مستغن، فنظرت إلى رسول الله (ص) وسلم وقد ضرب بيده اليمنى إلى السقف وبيده اليسرى إلى الأرض قائما لا ينحنى في حالة واحدة إلى الأرض، ولا يرفع نفسه بطرف قدميه، قالت: فخرجت فرأيت سلمان يكنف عليا ويلوذ بعقوته دون من سواه من أسرة محمد (ص)  وصحابته على حداثة من سنة، فقلت في نفسي: هذا سلمان صاحب الكتب الأولى قبلي صاحب الأوصياء وعنده من العلم ما لم يبلغني، فيوشك أن يكون صاحبي، فاتيت عليا فقلت: أنت وصى محمد؟ قال: نعم وما تريدين؟ قلت له: وما علامة ذلك؟ فقال: أتيني بحصاة، قالت: فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفيه، ثم فركها بيده، فجعلها كسحيق الدقيق، ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، ثم ختمها فبدا النقش فيها للناظرين، ثم مشى نحو بيته فاتبعته لأسئله عن الذي صنع رسول الله (ص)، فالتفت إلى ففعل مثل الذي فعله فقلت: من وصيك يا أبا الحسن؟ فقال: من يفعل مثل هذا، قالت أم سليم: فلقيت الحسن بن علي (ع) فقلت: أنت وصى أبيك؟ هذا وإنا أعجب من صغره وسؤالي إياه، مع انى كنت عرفت صفته الاثني عشر إماما وأبوهم سيدهم وأفضلهم، فوجدت ذلك في الكتب الأولى، فقال لي: نعم أنا وصى أبى فقلت وما علام ذلك؟ فقال أتيني بحصاة قالت: فرفعت إليه حصاة من الأرض فوضعها بين كفية ثم سحقها كسحيق الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم ختمها فبدا النقش فيها ثم دفعا إلى فقلت له: فمن وصيك؟ فقال من يفعل مثل هذا الذي فعلت، ثم مد يده اليمنى حتى جاوزت سطوح المدينة وهو قائم، ثم طأطأ يده اليسرى فضرب بها الأرض من غيران ينحنى أو يتصعد، فقلت في نفسي: من يرى وصيه؟ فخرجت من عنده فلقيت الحسين (ع) وكنت عرفت نعته من الكتب السالفة بصفته وتسعة من ولده أوصياء بصفاتهم، غير انى أنكرت حليته لصغر سنة، فدنوت منه وهو على كسرة رحبة المسجد  فقل له: من أنت يا سيدي؟ قال: انا طلبتك يا أم سليم انا وصى الأوصياء وأنا أبو التسعة الأئمة الهادية، أنا وصى اخى الحسن وأخي وصى أبى على وعلى وصى جدي رسول الله (ص) وسلم فعجبت من قوله فقلت: ما علامة ذلك؟ فقال: أتيني بحصاة، فرفعت إليه حصاة من الأرض قالت أم سليم: لقد نظرت إليه وقد وضعها بين كفيه، فجعلها كهيئة السحيق من الدقيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء، فختمها بخاتمه فثبت النقش فيها ثم دفعا إلى وقال لي: انظري فيها يا أم سليم، فهل ترين فيها شيئا؟ قالت أم سليم: فنظرت فإذا فيها رسول الله (ص) وسلم وعلى والحسن والحسين وتسعة أئمة (ع)م أوصياء من ولد الحسين (ع)، قد تواطئت أسمائهم الاثنين منهم أحدهما جعفر والاخر موسى، وهكذا قرأت في الإنجيل فعجبت ثم قلت في نفسي: قر أعطاني الله الدلائل ولم يعطها من كان قبلي، فقلت يا سيدي أعد على علاة أخرى! قالت: فتبسم وهو قاعد ثم قام فمد يده اليمنى إلى السماء فوالله لكانا عمود من نار تخرق الهواء حتى توارى عن عيني وهو قائم لا يعبأ بذلك ولا يتحفز، فأسقطت وصعفت فما أفقت الا به ورأيت في يده طاقة من آس يضرب بها منخري، فقلت في نفسي: ماذا أقول له بعد هذا؟ وقمت وأنا والله أجد إلى ساعتي رائحة هذه الطاقة من الآس، وهي والله عندي لم تذو ولم تذبل  ولا تنقص من ريحها شئ، وأوصيت أهلي ان يضعوها في كفني، فقلت: يا سيدي من وصيك؟ قال: من فعل مثل فعلى، قالت: فعشت إلى أيام علي بن الحسين (ع).  قال زربن حبيش خاصة دون غيره: وحدثني جماعة من التابعين سمعوا هذا الكلام من تمام حديثها، مهم: مينا مولى عبد الله بن عوف وسعيد بن جبير مولى بنى أسد، سماها تقول هذا، وحدثني سعيد بن المسيب المخزومي ببعضه عنها . قالت: فجئت إلى علي بن الحسين (ع) وهو في منزله قائما يصلى، وكان يطول فيها ولا يتحوز  فيها وكان يصلى الف ركعة في اليوم والليلة فجلست مليا فلم ينصرف من صلاته، فأردت القيام فلما هممت به حانت منى التفاتة إلى خاتم في إصبعه: عليه فص حبشي، فإذا هو مكتوب مكانك يا أم سليم أنبأك بما جئتني له قالت: فأسرع في صلاته فلما سلم قال لي: يا أم سليم أنبأك بما جئتني له قالت: أسرع في صلاته فلما سلم قال لي: يا أم سليم! أتيني بحصاة - من غير أن أسئله عما جئت له - فدفعت إليه حصاة من الأرض فخذها فجعلها بين كفيه فجعلها كهيئة الدقيق السحيق ثم عجنها فجعلها ياقوتة حمراء ثم ختمها فثبت فيها النقش، فنظرت والله إلى القوم بأعيانهم كما كنت رأيتهم يوم الحسين (ع) فقلت له: فمن وصيك جعلني الله فدا؟ قال: الذي يفعل مثل ما فعلت ولا تدركين من بعدي مثلي، قالت أم سليم: فنسيت ان أسأله ان يفعل مثل ما كان قلة من رسول الله وعلى والحسن والحسين (ع)م، فلما خرجت من البيت ومشيت شوطا، ناداني يا أم سليم! قلت: لبيك، قال: ارجعي، فرجعت فإذا هو واقف في صرحة داره وسطا، ثم مشى فدخل البيت وهو يتبسم ثم قال: السى يا أم سليم فجلست فمد يده اليمنى فانخرقت الدور والحيطان وسكك المدينة، وغابت يده عنى، ثم قال: خذي يا أم سليم! فناولني والله كيسا فيه دنانير وقرطان من ذهب وفصوص كانت لي! من جزع في حق لي كانت في منزلي، فقلت يا سيدي أما الحق فاعرفه واماما فيه فلا أدرى ما فيه غير انى أجدها ثقيلا، قال: خذيها وامضى لسبيلك قالت: فخرجت من عنده فدخلت منزلي وقصدت نحو الحق فلم أجد الحق في موضعه، فإذ الحق حقي، قالت: فعرفتهم حق معرفتهم بالبصيرة والهداية فيهم من ذلك اليوم والحمد لله رب العالمين

--------------------

مقتضب الأثر ص 18, بحار الأنوار ج 25 ص 185 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عباس قال:كنت جالسا عند الحسين (ع) فجاءه أعرابي، وقال: ضل بعيري وليس لي غيره، وأنت ابن رسول الله أرشدني إليه. فقال: اذهب إلى موضع كذا فإنه فيه وفي مقابله أسد. فذهب إلى ذلك الموضع فوجده كما قال (ع).

------------------

إثباة الهداة ج 4 ص 57 عن التحفة في الكلام

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر الجعفي, عن زين العابدين (ع) قال: أقبل أعرابي إلى المدينة ليختبر الحسين (ع) لما ذكر له من دلائله، فلما صار بقرب المدينة خضخض ودخل المدينة، فدخل على الحسين (ع) وهو جنب. فقال له أبو عبد الله الحسين (ع): أما تستحيي يا أعرابي أن تدخل إلى إمامك وأنت جنب؟ وقال: أنتم معاشر العرب إذا خلوتم خضخضتم. فقال الأعرابي: يا مولاي، قد بلغت حاجتي مما جئت فيه. فخرج من عنده فاغتسل، ورجع إليه فسأله عما كان في قلبه.

--------------------

الخرائج ج 1 ص 246, مدبنة المعاجز ج 3 ص 515, بحار الأنوار ج 44 ص 181

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس، أن أعرابيا قال للحسين (ع): يا ابن رسول الله, فقدت ناقتي ولم يكن عندي غيرها, وكان أبوك يرشد الضالة، ويبلغ المفقود إلى صاحبه، فقال له الحسين (ع): اذهب إلى الموضع الفلاني تجد ناقتك واقفة وفي مواجهها ذئب أسود، قال: فتوجه الأعرابي إلى الموضع ثم رجع فقال للحسين (ع): يا ابن رسول الله, وجدت ناقتي في الموضع الفلاني.

-------

إثبات الهداة ج 4 ص 57 عن مجمع البحرين في مناقب السبطين

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن‏ زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (ع): قد أدركت الحسين (ع)؟ قال: نعم، أذكر وأنا معه في المسجد الحرام، وقد دخل فيه السيل، والناس يقومون على المقام، يخرج الخارج يقول: قد ذهب به السيل، ويخرج منه الخارج فيقول: هو مكانه, قال: فقال (ع) لي: يا فلان ما صنع هؤلاء؟ فقلت: أصلحك الله، يخافون أن يكون السيل قد ذهب بالمقام، فقال: ناد أن الله عز وجل قد جعله علما لم يكن ليذهب به، فاستقروا. وكان موضع المقام الذي وضعه إبراهيم (ع) عند جدار البيت، فلم يزل هناك حتى حوله أهل الجاهلية إلى المكان الذي هو فيه اليوم، فلما فتح النبي (ص) مكة، رده إلى الموضع الذي وضعه إبراهيم (ع)، فلم يزل هناك إلى أن ولي عمر بن الخطاب، فسأل الناس: من منكم يعرف المكان الذي كان فيه المقام؟ فقال رجل: أنا قد كنت‏ أخذت مقداره بنسع، فهو عندي، فقال: ائتني به، فأتاه به، فقاسه، ثم رده إلى ذلك المكان.

----------

الكافي ج 4 ص 223, الفقيه ج 2 ص 243, الوافي ج 12 ص 62, بحار الأنوار ج 31 ص 33, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 367, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: سألت الحسين (ع) فقلت: سيدي, أسألك عن شي‏ء أنا به موقن وأنه من سر الله, وأنت المسرور إليه ذلك السر, فقال: يا أصبغ, أتريد أن ترى مخاطبة رسول الله (ص) لأبي دون يوم مسجد قبا؟ قال: هذا الذي أردت, قال: قم, فإذا أنا وهو بالكوفة, فنظرت فإذا المسجد من قبل أن يرتد إلي بصري, فتبسم في وجهي فقال: يا أصبغ, إن سليمان بن داود أعطي الريح غدوها شهر ورواحها شهر, وأنا قد أعطيت أكثر مما أعطي سليمان, فقلت :صدقت والله يا ابن رسول الله, فقال: نحن الذين عندنا علم الكتاب وبيان ما فيه, وليس لأحد من خلقه ما عندنا, لأنا أهل سر الله, فتبسم في وجهي ثم قال: نحن آل الله وورثة رسوله, فقلت: الحمد لله على ذلك, ثم قال لي: ادخل, فدخلت, فإذا أنا برسول الله (ص) محتب في المحراب بردائه, فنظرت فإذا أنا بأمير المؤمنين (ع) قابض على تلابيب الأعسر, فرأيت رسول الله (ص) يعض على الأنامل وهو يقول: بئس الخلف خلفتني أنت وأصحابك, عليكم لعنة الله ولعنتي.

----------

مناقب آل أبي طالب 3 ص 52، تسلية المجالس ج 2 ص 100, مدينة المعاجز ج 3 ص 501، العوالم ج 17 ص 50، بحار الأنوار ج 44 ص 184، رياض الأبرار ج 1 ص 156, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 318, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بمصادر العمة

عن أبي عون قال: لما خرج حسين بن علي (ع) من المدينة يريد مكة، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره، فقال له: أين؟ فداك أبي وامي! قال: أردت مكة - وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها - فقال له ابن مطيع: أين؟ فداك أبي وامي! متعنا بنفسك ولاتسر إليهم، فأبى حسين (ع)، فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها، وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو، فشرب منه ثم مضمض ثم رده في البئر، فأعذب وأمهى.

--------------------

الطبقات الكبرى ج 5 ص 144, تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 182, بغية الطلب فب تاريخ حلب ج 6 ص 2591, ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن عساكر ص 222, تاريخ الإسلام للذهبي ج 5 ص 8 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أن جبرئيل كان يأتي إلى رسول الله (ص): في صورة دحية الكلبي فهبط إليه ذات يوم وجلس عنده إذ دخل الحسن والحسين (ع) فأدخلا أيديهما في كم جبرئيل, وكان يظنان أنه دحية, فالتفت جبرئيل إلى رسول الله (ص) فسأله عن فعلهما فقال: إذا دخل دحية وهما عندي يدفع لهما تفاحتين, فلذلك أدخلا أيديهما في كميك، فرفع جبرئيل جناحه وأخذ من الفردوس تفاحتين إلى الحسن والحسين إكراما لهما من الله تعالى.

------------

مقتل الحسين (ع) للخوارزمي ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية