كلماته

عن الإمام العسكري (ع) قال: قال رجل للإمام الحسن (ع): يا بن رسول الله اني من شيعتكم, فقال (ع): يا عبد الله إن كنت لنا في أوامرنا وزواجرنا مطيعا فقد صدقت، وان كنت بخلاف ذلك فلا تزد في ذنوبك بدعواك مرتبة شريفة لست من أهلها، لا تقل: أنا من شيعتكم، ولكن قل: أنا من مواليكم ومحبيكم ومعادي أعدائكم، وأنت في خير وإلى خير.

----------- 

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 308, مجموعة ورام ج 2 ص 106, البرهان ج 4 ص 602, بحار الأنوار ج 65 ص 156

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع): هلاك الناس في ثلاث: الكبر والحرص والحسد, فالكبر هلاك الدين وبه لعن إبليس، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة, والحسد رائد السوء وبه قتل قابيل هابيل.

---------------

كشف الغمة ج 1 ص 571, بحار الأنوار ج 75 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع): نحن الأولون والآخرون, ونحن الآمرون, ونحن النور, ننور الروحانيين, ننور بنور الله, ونروح بروحه, فينا مسكنه, وإلينا معدنه, الآخر منا كالأول, والأول منا كالآخر

------------ 

دلائل الإمامة ص 168، مدينة المعاجز ج 3 ص 237، نوادر المعجزات ص 232

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من آخر وصايا كريم آل محمد الامام الحسن صلوات الله و سلامه عليه لجنادة

قال جنادة عظني يا بن رسول الله، قال: نعم, استعد لسفرك, وحصل زادك قبل حلول أجلك, واعلم أنه تطلب الدنيا والموت يطلبك, ولا كمل يومك الذي له باب على لومك الذي أنت فيه، واعلم أنك لا تكسب من المال شيئا فوق قوتك إلا كنت فيه خازنا لغيرك, واعلم أن في حلالها حسابا وحرامها عقابا وفي الشبهات عتاب, فأنزل الدنيا بمنزلة الميتة, خذ منها ما يكفيك, فإن كان ذلك حلالا كنت قد زهدت فيها وان كان حراما لم تكن قد أخذت من الميتة, وإن كان العتاب فإن العقاب يسير، واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا, وإذا أردت عزا بلا عشيرة, وهيبة بلا سلطان, فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل, وإذا نازعتك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا صحبته زانك, وإذا خدمته صانك, وإذا أردت منه معونة فاتك, وإن قلت صدق قولك, وإن صلت شد صولك, وان مددت يدك بفضل جدها, وإن بدت منك ثلمة سدها, وإن رأى منك حسنة عدها, وإن سألته أعطاك, وإن سكت عنه ابتداك, وإن نزلت بك أحد الملمات, أسالك من لا يأتيك منه البوائق, ولا يختلف عليك منه الطوالق, ولا يخذلك عند الحقائق, وان تنازعتما منفسا آثرك.  قال: ثم انقطع نفسه واصفر لونه حتى خشت عليه, ودخل الحسين صلوات الله عليه والأسود بن أبي الأسود فانكب عليه حتى قبل رأسه وبين عينيه, ثم قعد عنده وتسارا جميعا, فقال أبو الأسود: إن لله! إن الحسن قد نعيت إليه نفسه وقد أوصى الى الحسين (ع)

------------------

كفاية الأثر ص226، عنه البحار ج44 ص138، الأنوار البهية ص91, مستدرك الوسائل ج8 ص211 بعضه.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

يا ابن آدم، عف عن محارم الله تكن عابدا، وارض بما قسم الله تكن غنيا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن يصاحبوك به تكن عادلا. إنه كان بين يديكم أقوام يجمعون كثيرا، ويبنون مشيدا، ويأملون بعيدا، أصبح جمعهم بورا، وعملهم غرورا، ومساكنهم قبورا. يا ابن آدم، لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود، والكافر يتمتع

------------

كشف الغمة ج2 ص179، بحار الأنوار ج75 ص112.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 قال أبو ليلى: قلنا للحسن بن علي (ع) أوصنا, قال: إتقوا الله, وإياكم والطمع, فإن الطمع يصير طبعا.

---------

روضة الواعظين ج 2 ص 420

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن الامام الحسن (ع): واعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لاخرتك كأنك تموت غدا. وإذا أردت عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان, فاخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله عز وجل.

--------

كفاية الأثر ص 228, الإنصاف في النص ص 186, بهجة النظر ص 63, بحار الأنوار ج 44 ص 139 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن الإمام الحسن (ع): من اتكل على حسن الاختيار من الله له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله له.

-------

تحف العقول ص 234، بحار الأنوار ج 75 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن نجيح قال: رأيت الحسن بن علي (ع) يأكل وبين يديه كلب، كلما أكل لقمة طرح للكلب مثلها، فقلت له: يا بن رسول الله, ألا أرجم هذا الكلب عن طعامك؟ قال: دعه, إني لأستحيي من الله عز وجل أن يكون ذو روح ينظر في وجهي، وأنا آكل ثم لا أطعمه

----------

بحار الأنوار ج 43 ص 352, رياض الأبرار ج 1 ص 116, مستدرك الوسائل ج 7 ص 192

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كنوز من مواعظ الامام الحسن عليه السلام في الأخلاق وتزكية النفس: عن الحارث إن عليا سأل ابنه الحسن بن علي عن أشياء من أمر المروءة فقال: يا بني ما السداد؟ قال: يا أبه السداد دفع المنكر بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة وموافقة الإخوان وحفظ الجيران. قال: فما المروءة؟ قال: العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة؟ قال: النظر في اليسير ومنع الحقير. قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرسه. قال: فما السماحة؟ قال: البذل من العسير واليسير. قال: فما الشح؟ قال: أن ترى ما أنفقته تلفا. قال: فما الإخاء؟ قال: المواساة في الشدة والرخاء. قال: فما الجبن؟ قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال: فما الغنيمة؟ قال: الرغبة في التقوى، والزهادة في الدنيا هي الغنيمة الباردة. قال: فما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما الغنى؟ قال: رضى النفس بما قسم الله تعالى لها وإن قل، وإنما الغنى غنى النفس. قال: فما الفقر؟ قال: شره النفس في كل شيء. قال: فما المنعة؟ قال: شدة البأس، ومنازعة أعزاء الناس. قال: فما الذل؟ قال: الفزع عند المصدوقة [ الصدمة ]. قال: فما العي؟ قال: العبث باللحية وكثرة البزق عند المخاطبة. قال: فما الجرأة؟ قال: موافقة الأقران. قال: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد؟ قال: أن تعطي في الغرم وتعفو عن الجرم. قال: فما العقل؟ قال: حفظ القلب كلما استوعيته. قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك إمامك ورفعك عليه كلامك. قال: فما حسن الثناء؟ قال: إتيان الجميل وترك القبيح. قال: فما الحزم؟ قال: طول الأناة والرفق بالولاة. قال: فما السفه؟ قال: إتباع الدناءة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة؟ قال: تركك المسجد، وطاعتك المفسد. قال: فما الحرمان؟ قال: تركك حظك وقد عرض عليك. قال: فما المفسد؟ قال: الأحمق في ماله المتهاون في عرضه

-------------

تحف العقول ص225، الأمالي للسيد المرتضى ج3 ص87، بحار الأنوار ج69 ص194/ح75 ص102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الحسن (ع): إن الله تعالى أوحى إلى داود: قل لفلان الجبار إني لم أبعثك لتجمع الدنيا على الدنيا ولكن لترد عني دعوة المظلوم وتنصره، فإني آليت على نفسي أن أنصره وأنتصر له ممن ظلم بحضرته ولم ينصره.

----------

بحار الأنوار ج14 ص40, إرشاد القلوب ج 1 ص 76

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن عليه السلام إنه قال: إعلموا أن الله لم يخلقكم عبثا وليس بتارككم سدى كتب آجالكم وقاسم بينكم معائشكم ليعرف كل ذي لب منزلته وأن ما قدر له أصابه، وما صرف عنه فلن يصيبه، قد كفاكم مؤونة الدنيا وفرغكم لعبادته، وحثكم على الشكر وافترض عليكم الذكر، وأوصاكم بالتقوى، وجعل التقوى منتهى رضاه، والتقوى باب كل توبة ورأس كل حكمة وشرف كل عمل، بالتقوى فاز من فاز من المتقين. قال الله تبارك وتعالى: ( إن للمتقين مفازا ) وقال: ( وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون ) فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنه من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن ويسدده في أمره ويهيئ له رشده ويفلجه بحجته ويبيض وجهه ويعطه رغبته، مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

-----------------

تحف العقول ص232، عنه البحار ج75 ص110

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وقف رجل على الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا بن أمير المؤمنين ! بالذي أنعم عليك بهذه النعمة التي ما تليها منه بشفيع منك إليه، بل إنعاما منه عليك، إلا ما أنصفتني من خصمي، فإنه غشوم ظلوم، لا يوقر الشيخ الكبير، ولا يرحم الطفل الصغير، وكان متكئا فاستوى جالسا، وقال له: من خصمك حتى أنتصف لك منه؟.. فقال له: الفقر. فأطرق (ع) ساعة ثم رفع رأسه إلى خادمه وقال له: أحضر ما عندك من موجود !.. فأحضر خمسة آلاف درهم، فقال: ادفعها إليه، ثم قال له: بحق هذه الأقسام التي أقسمت بها علي !.. متى أتاك خصمك جائرا إلا ما أتيتني منه متظلما.

---------------

العدد القوية ص350، عنه البحار ج43 ص350/ج74 ص235

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لولده الحسن عليه السلام قم فاخطب لأسمع كلامك فقام فقال الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه و من سكت علم ما في نفسه و من عاش فعليه رزقه و من مات فإليه معاده أما بعد فإن القبور محلتنا و القيامة موعدنا و الله عارضنا إن عليا باب من دخله كان مؤمنا و من خرج عنه كان كافرا فقام إليه علي ع فالتزمه فقال بأبي أنت و أمي ذرية بعضها من بعض و الله سميع عليم

---------

العدد القوية ص38، بحار الأنوار ج75 ص112، كشف الغمة ج2 ص195.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي إن شاميا رآه راكبا فجعل يلعنه والحسن لا يرد, فلما فرغ أقبل الحسن عليه وضحك وقال: أيها الشيخ أظنك غريبا ولعلك شبهت فلو استعتبتنا أعتبناك, ولو سألتنا أعطيناك, ولو استرشدتنا أرشدناك, ولو استحملتنا حملناك, وإن كنت جائعا أشبعناك, وإن كنت عريانا كسوناك, وإن كنت محتاجا أغنيناك, وإن كنت طريدا آويناك, وإن كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك إلينا وكن ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعا رحبا وجاها عريضا ومالا كبيرا, فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه, الله أعلم حيث يجعل رسالاته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي والآن انت أحب خلق الله إلي, وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقدا لمحبتهم.

----------

مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص184، عنه بحار الأنوار ج43 ص344, الأنوار البهية ص89.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام، قال: خطب الحسن بن علي، عليهما السلام، على الناس، حين قتل علي عليه السلام، فحمد الله وأثنى عليه - فساق الحديث إلى أن قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا، ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}، {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا}، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت. 

---------

كشف الغمة ج1 ص547، تأويل الآيات ص449

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الحسن بن علي (عليهما السلام): إن من أخلاق المؤمنين: قوة في دين، وكرما في لين، وحزما في علم وعلما في حلم، وتوسعة في نفقة، وقصدا في عبادة، وتحرجا في طمع، وبرا في استقامة، لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب، ولا يدعى ما ليس له ولا يجحد حقا هو عليه، ولا يهمز ولا يلمز ولا يبغي، متخشع في الصلاة، متوسع في الزكاة، شكور في الرخاء، صابر عند البلاء، قانع بالذي له، لا يطمح به الغيظ ولا يجمح به الشح، يخالط الناس ليعلم ويسكت ليسلم، يصبر إن بغي عليه ليكون إلهه الذي يجزيه ينتقم له

----------

أعلام الدين ص136، جامع الأخبار ص123

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال جابر: سمعت الحسن (عليه السلام) يقول: مكارم الأخلاق عشرة: صدق اللسان، وصدق البأس، واعطاء السائل، وحسن الخلق، والمكافأة بالصنائع، وصلة الرحم، والتذميم على الجار ومعرفة الحق للصاحب، وقري الضيف، ورأسهن الحياء

-----------

ارشاد القلوب ج1 ص133، أعلام الدين ص118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن الامام الحسن (ع):  لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروءة لمن لا همة له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرة الناس بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعا، ومن حرم العقل حرمهما جميعا

----------

كشف الغمة ج 2 ص 194، بحار الأنوار ج 75 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد (ع) قال: قال علي بن أبي طالب للحسن (ع): يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلامك. قال: يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك. قال: فجمع علي (ع) أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن (ع) فقال: الحمد لله الواحد بغير تشبيه، الدائم بغير تكوين، القائم بغير كلفة، الخالق بغير منصبة، الموصوف بغير غاية، المعروف بغير محدودية، العزيز لم يزل قديما في القدم، ردعت القلوب لهيبته، وذهلت العقول لعزته، وخضعت الرقاب لقدرته، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته، ولا يبلغ الناس كنه جلاله، ولا يفصح الواصفون منهم لكنه عظمته، ولا يقوم الوهم منهم التفكر على مضا سببه ولا تبلغه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكر بتدبير أمورها، أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه، يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخيبر. أما بعد، فان عليا (ع) باب من دخله كان آمنا ومن خرج منه كان كافرا، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. فقام علي بن أبي طالب (ع) وقبل بين عينيه ثم قال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.

--------

تفسير فرات ص 79, بحار الأنوار ج 43 ص 350

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام الحسن عليه السلام يعلم الخضر (ع)

عن أبي جعفر الثاني (ع) أنه قال: أقبل أمير المؤمنين ومعه الحسن بن علي وهو متكئ على يد سلمان, فدخل المسجد الحرام فجلس, إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس, فسلم على أمير المؤمنين, فرد عليه السلام فجلس. ثم قال: يا أمير المؤمنين, أسألك عن ثلاث مسائل, إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم, وإن تكن الاخرى علمت أنك وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين: سلني عما بدا لك. قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي, فقال: يا أبا محمد, أجبه. فقال الحسن: أما ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه, فإن روحه معلقة بالريح, والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة, فإذا أذن الله  برد تلك الروح على صاحبها جذبت الروح الريح, وجذبت الريح الهواء فاسكنت الروح في بدن صاحبها. وإذا لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها, جذب الهواء الريح, وجذبت الريح الروح فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث. وأما ما سألت عنه من أمر الذكر والنسيان, فإن قلب الرجل في حق, وعلى الحق طبق ؛ فإن هو صلى على النبي صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق فذكر الرجل ما كان نسي. وأما ما ذكرت من أمر الرجل يشبه ولده أعمامه وأخواله, فإن الرجل إذا أتى أهله بقلب ساكن, وعروق هادئة, وبدن غير مضطرب, استكنت [فاسكنت] تلك النطفة في تلك الرحم, فخرج الولد يشبه أباه وامه. وإن هو أتاها بقلب غير ساكن, وعروق غير هادئة, وبدن مضطرب, اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم, فوقعت على عرق من العروق ؛ فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه, وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله, ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أن محمدا رسول الله, ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أنك وصي رسول الله, والقائم بحجته بعده  وأشار إلى أمير المؤمنين  ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته  وأشار إلى الحسن , وأشهد أن الحسين وصي أبيه والقائم بحجته بعدك, وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده, وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين, وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي, وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد, وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر, وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى, وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي, وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد, وأشهد على رجل من ولد الحسين لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا, والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثم قام فمضى, فقال أمير المؤمنين للحسن: يا أبا محمد, اتبعه فانظر أين يقصد. فخرج الحسن بن علي, فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله , فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته. فقال: يا أبا محمد, أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر

-----------

الكافي ج 1 ص 525, الإمامة والتبصير ص 106, علل الشرائع ج 1 ص 96, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 67, كمال الدين ص 313, دلائل الإمامة ص 174, الغيبة للطوسي ص 154بأختصار, الاحتجاج ج 1 ص 395, مدينة المعاجز ج 3 ص 341, بحار الأنوار ج 36 ص 414

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الامام الحسن (ع): ان محمدا (ص) كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد (ص) وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم المنايا والبلايا، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمعروفون بأسمائهم وأنسابهم، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا، ليس على ملة أبينا إبراهيم غيرنا وغيرهم، إنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وإن نبينا آخذ بحجزة النور، وإن شيعتنا آخذين بحجزتنا. من فارقنا هلك ومن اتبعنا لحق بنا، والتارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا.نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اقتدى بنا ومن رغب عنا فليس منا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء.بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا من الله عليك أمنكم الله من الغرق وبنا ينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط والميزان وعند ورود الجنان وإن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة هي القنديل وفينا المصباح والمصباح محمد (ص) وأهل بيته والمصباح في زجاجة  {الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة} علي بن أبي طالب (ع). {لا شرقية ولا غربية} معروفة لا يهودية ولا نصرانية {يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} وحقيق على الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقا وجهه نيرا برهانه عظيمة عند الله حجته وحقيق على الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وحقيق على الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقا

--------

بحار الأنوار ج23 ص313، تفسير فرات ص285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي سعيد قال: قلت للحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام : يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله لم داهنت معاوية وصالحته، وقد علمت أن الحق لك دونه وأن معاوية ضال باغ؟ فقال عليه السلام : سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولولا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل

----------

علل الشرائع ج1 ص211، بحار الأنوار ج44 ص1، الطرائف ج 1 ص196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام الحسن (ع): بين الحق و الباطل أربع أصابع، ما رأيت بعينيك فهو الحق و قد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا

-----------

الخصال ص441، تحف العقول ص229، روضة الواعظين ص46، الاحتجاج ج1 ص399، الثاقب في المناقب ص319، الخرائج ج2 ص572، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص179، مدينة المعاجز ج3 ص357، بحار الأنوار ج10 ص129/ج33 ص238/ج43 ص325/ج72 ص196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام الحسن (ع): ان أبصر الأبصار ما نفذ فى الخير مذهبه، وأسمع الاسماع ما وعى التذكير وانتفع به، أسلم القلوب ما طهر من الشبهات.

----------

تحف العقول ص 235، بحار الأنوار ج 75 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الحسن المجتبى (ع): محمد (ص) وعلي (ع) أبوا هذه الأمة، فطوبى لمن كان بحقهما عارفا، ولهما في كل أحواله مطيعا، يجعله الله من أفضل سكان جنانه، ويسعده بكراماته ورضوانه.

---------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 330, بحار الأنوار ج 23 ص 259, غابة المرام ج 5 ص 303

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الحسن بن علي(ع): يأتي علماء شيعتنا، القوامون لضعفاء محبينا وأهل ولايتنا يوم القيامة، والانوار تسطع من تيجانهم، على رأس كل واحد منهم تاج بهاء، قد انبثت تلك الانوار في عرصات القيامة ودورها مسيرة ثلاثمائة ألف سنة, فشعاع تيجانهم ينبث فيها كلها، فلا يبقى هناك يتيم قد كفلوه، ومن ظلمة الجهل أنقذوه, ومن حيرة التيه أخرجوه، إلا تعلق بشعبة من أنوارهم، فرفعتهم إلى العلو حتى يحاذي بهم فوق الجنان, ثم تنزلهم على منازلهم السعدة في جوار أستاذيهم ومعلميهم، وبحضرة أئمتهم الذين كانوا يدعون إليهم, ولا يبقى ناصب من النواصب يصيبه من شعاع تلك التيجان إلا عميت عيناه وصمت أذناه، وأخرس لسانه، ويحول عليه أشد من لهب النيران، فيحملهم حتى يدفعهم إلى الزبانية، فيدعوهم إلى سواء الجحيم. 

-------

تفسير الإمام العسكريص345, الإحتجاج ج1 ص10, عنهما البحار ج2 ص6/ ج7 ص225, منية المريد ص118, الصراط المستقيم ج3 ص56 مختصرا, مستدرك الوسائل ج17 ص320 بعضه, الفصول المهمة ج1 ص604 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

خطب الناس الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: أيها الناس أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني، وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه، كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، كان خارجا من سلطان فرجه فلا يستخف له عقله ولا رأيه، كان خارجا من سلطان الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة، كان لا يتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم، كان أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين، كان لا يدخل في مراء ولا يشارك في دعوى ولا يدلي بحجة حتى يرى قاضيا، وكان لا يغفل عن إخوانه ولا يخص نفسه بشيء دونهم، كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر في مثله حتى يرى اعتذارا، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول، كان إذا ابتزه أمران لا يدرى أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه، كان لا يشكو وجعا إلا عند من يرجو عنده البرء ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة، كان لا يتبرم ولا يتسخط ولا يتشكى ولا يتشهى ولا ينتقم ولا يغفل عن العدو، فعليكم بمثل هذه الأخلاق الكريمة إن أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير ولا حول ولا قوة إلا بالله

--------

الكافي ج 2 ص 237, تحف العقول ص 234 بأختلاف في اللفظ, بحار الأنوار ج 66 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس قوله: {وشاركهم في الأموال والأولاد} إنه جلس الحسن بن علي (ع) ويزيد بن معاوية بن أبي سفيان (لع) يأكلان الرطب فقال يزيد (لع): يا حسن إني منذ كنت أبغضك, قال الحسن (ع): اعلم يا يزيد إن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماءان فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول: {وشاركهم في الأموال والأولاد} وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر فلذلك كان يبغض جدي رسول الله (ص)

--------

المناقب ج3 ص186، بحار الأنوار ج44 ص104، تفسير نور الثقلين ج3 ص182.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قيل للحسن بن علي (ع): إن فيك عظمة, قال: بل في عزة، قال الله تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}.

---------

تحف العقول ص234، المناقب ج3 ص176، عنه البحار ج43 ص338/ج44 ص106/ج75 ص107، تفسير نور الثقلين ج5 ص336، كشف الغمة ج2 ص196، العدد القوية ص39.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قال: بينا أمير المؤمنين (ع) في الرحبة، والناس عليه متراكمون، فمن بين مستفت، ومن بين مستعد، إذ قام إليه رجل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، فقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته من أنت؟ فقال: أنا رجل من رعيتك وأهل بلادك، فقال ما أنت من رعيتي وأهل بلادي، ولو سلمت علي يوما واحدا ما خفيت علي، فقال الأمان يا أمير المؤمنين، فقال: هل أحدثت منذ دخلت مصري هذا؟ قال: لا، قال: فلعلك من رجال الحرب؟ قال: نعم قال: إذا وضعت الحرب أوزارها فلا بأس، فقال: أنا رجل بعثني إليك معاوية متغفلا لك، أسألك عن شي‏ء بعث به ابن الأصفر إليه، فقال له: إن كنت أحق بهذا الأمر والخليفة بعد محمد فأجبني عما أسألك، فإنك إذا فعلت ذلك اتبعتك، وبعثت إليك بالجائزة فلم يكن عنده جواب، وقد أقلقه ذلك، وبعثني إليك لأسألك عنها. فقال أمير المؤمنين (ع): قاتل الله ابن آكلة الأكباد ما أضله وأعماه‏ ومن معه، حكم الله بيني وبين هذه الأمة، قطعوا رحمي، وأضاعوا أيامي، ودفعوا حقي، وصغروا عظيم منزلتي، وأجمعوا على منازعتي، يا قنبر علي بالحسن والحسين ومحمد، فأحضروا، فقال: يا شامي هذان ابنا رسول الله، وهذا ابني فسل أيهم أحببت، فقال: أسأل ذا الوفرة، يعني الحسن بن علي (ع). فقال له الحسن (ع): سلني عما بدا لك، فقال الشامي: كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والأرض، وكم بين المشرق والمغرب؟ وما قوس قزح؟ وما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين؟ وما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين؟ وما المؤنث؟ وما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض؟ فقال الحسن (ع): بين الحق والباطل أربع أصابع، فما رأيته بعينك فهو الحق، وقد تسمع بأذنيك باطلا كثيرا، فقال الشامي: صدقت. وقال: بين السماء والأرض دعوة المظلوم ومد البصر، فمن قال لك: غير هذا فكذبه، قال: صدقت يا ابن رسول الله. وقال: وبين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس، تنظر إليها حين تطلع من مشرقها، وتنظر إليها حين تغيب من مغربها. قال الشامي: صدقت فما قوس قزح؟ قال: ويحك لا تقل: قوس قزح فإن قزح اسم الشيطان، وهو قوس الله، وهذه علامة الخصب، وأمان لأهل الأرض من الغرق. واما العين التي تأوي إليها أرواح المشركين، فهي عين يقال لها: برهوت. وأما العين التي تأوي إليها أرواح المؤمنين، فهي عين يقال لها: سلمى. وأما المؤنث فهو الذي لا يدرى أذكر أم انثى، فإنه ينتظر به فإن كان ذكرا احتلم، وإن كان أنثى حاضت وبدا ثديها، وإلا قيل له: بل على الحائط، فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر، وإن انتكص بوله كما ينتكص بول البعير فهي امرأة. وأما عشرة أشياء بعضها أشد من بعض، فأشد شي‏ء خلقه الله الحجر، وأشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر، وأشد من الحديد النار تذيب الحديد، وأشد من النار الماء يطفئ النار، وأشد من الماء السحاب يحمل الماء، وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب، وأشد من الريح الملك الذي يرسلها، وأشد من الملك ملك الموت الذي يميت الملك، وأشد من ملك الموت الموت الذي يميت ملك الموت، وأشد من الموت أمر الله الذي يميت الموت. فقال الشامي: أشهد أنك ابن رسول الله حقا، وأن عليا أولى بالأمر من معاوية، ثم كتب هذه الجوابات، وذهب بها إلى معاوية، فبعثها معاوية إلى ابن الأصفر. فكتب إليه ابن الأصفر: يا معاوية تكلمني بغير كلامك، وتجيبني بغير جوابك؟ اقسم بالمسيح ما هذا جوابك! وما هو إلا من معدن النبوة، وموضع الرسالة، وأما أنت فلو سألتني درهما ما أعطيتك‏.

---------------

الخصال ج 2 ص 440, الإحتجاج ج 1 ص 267, حلية الأبرار ج 3 ص 24, مدينة المعاجز ج 3 ص 355, بحار الأنوار ج 10 ص 129

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الملك بن هارون، عن أبي عبد الله (ع)، عن آبائه (ع)، قال: لما بلغ أمير المؤمنين أمر معاوية، وإنه في مائة ألف، قال: من أي القوم؟ قالوا: من أهل الشام، قال: لا تقولوا من أهل الشام، ولكن قولوا: من أهل الشوم، من أهل مصر لعنوا على لسان داود، فجعل الله منهم القردة والخنازير. ثم كتب (ع) إلى معاوية: لا تقتل الناس بيني وبينك، ولكن هلم إلى المبارزة فإن أنا قتلتك فإلى النار أنت، وتستريح الناس منك ومن ضلالتك، وإن أنت قتلتني فأنا في الجنة، ويغمد عنك السيف الذي لا يسعني غمده حتى أرد مكرك وخديعتك وبدعتك، وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة، والانجيل بموازرة رسول الله (ص) وأنا أول من بايع رسول الله تحت الشجرة في قوله تعالى‏ {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة} فلما قرأ معاوية كتابه (ع)، وعنده جلساؤه، قالوا: قد والله‏ أنصفك، قال معاوية: والله ما أنصفني، والله لأرمينه بمائة ألف سيف من أهل الشام، من قبل أن يصل إلي، والله ما أنا من رجاله، ولقد سمعت رسول الله (ص) يقول: والله يا علي لو بارزك أهل المشرق والمغرب لقتلتهم أجمعين. فقال رجل من القوم: فما يحملك يا معاوية على قتال من تعلم وتخبر فيه عن رسول الله (ص) بما تخبر؟ ما أنت ونحن في قتاله إلا على الضلالة، فقال معاوية: إنما هذا بلاغ من الله ورسالاته، والله ما أستطيع أنا وأصحابي رد ذلك حتى يكون ما هو كائن. قال: وبلغ ذلك ملك الروم، وأخبر أن رجلين قد خرجا يطلبان الملك، فقال: من أين خرجا؟ فقيل له: رجل بالكوفة، ورجل بالشام، قال: وأمر الملك وزراءه، فقال: تخللوا هل تصيبون التجار من المغرب من يصفهما لي؟ فاتي برجلين من تجار الشام، ورجلين من تجار مكة، فسألهم عن صفتهما فوصفاهما له. ثم قال لخزان بيوت خزائنه: أخرجوا إلي الأصنام، فأخرجوها، فنظر إليها، فقال: الشامي ضال، والكوفي هاد. ثم كتب الى معاوية: أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، وكتب إلى أمير المؤمنين أن ابعث إلي أعلم أهل بيتك، فأسمع منهما، ثم أنظر في الإنجيل كتابنا ثم أخبركما بمن هو أحق بهذا الأمر وخشي على ملكه، فبعث معاوية يزيد ابنه وبعث أمير المؤمنين (ع) الحسن ابنه. فلما دخل يزيد على الملك أخذ بيده وقبلها ثم قبل رأسه. ثم دخل عليه الحسن بن علي، فقال: الحمد لله الذي لم يجعلني يهوديا، ولا نصرانيا ولا مجوسيا، ولا عابدا للشمس، ولا للقمر، ولا للصنم، ولا للبقر وجعلني حنيفا مسلما، ولم يجعلني من المشركين، وتبارك الله رب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين، ثم جلس لا يرفع بصره. فلما نظر ملك الروم إلى الرجلين أخرجهما ثم فرق بينهما، ثم بعث إلى يزيد وأحضره، ثم أخرج من خزائنه ثلاثمائة وثلاثة عشر صندوقا، فيها تماثيل الأنبياء (ع) وقد زينت بزينة، كل نبي مرسل، فأخرج صنما، فعرضه على يزيد فلم يعرفه، ثم عرض عليه صنما صنما، فلا يعرف منها شيئا، ولا يجيب منها بشي‏ء. ثم سأله عن أرزق الخلائق، وعن أرواح المؤمنين أين تجتمع؟ وعن أرواح الكفار أين تكون إذا ماتوا؟ فلم يعرف من ذلك شيئا. ثم دعا الملك الحسن بن علي (ع) فقال: إنما بدأت بيزيد بن معاوية لكي يعلم أنك تعلم ما لا يعلم، ويعلم أبوك ما لا يعلم أبوه، فقد وصف لي أبوك وأبوه، ونظرت في الإنجيل فرأيت فيه محمدا (ص) رسول الله والوزير عليا، ونظرت في الأوصياء فرايت فيها أباك وصي محمد رسول الله (ص). فقال له الحسن (ع): سلني عما بدا لك مما تجده في الإنجيل، وعما في التوراة، وعما في القرآن اخبرك به إن شاء الله. فدعا الملك بالأصنام، فأول صنم عرض عليه في صفة القمر، فقال الحسن (ع): هذه صفة آدم أبي البشر. ثم عرض عليه آخر في صفة الشمس، فقال الحسن (ع): هذه صفة حواء أم البشر. ثم عرض عليه آخر في صفة حسنة، فقال: هذه صفة شيث بن آدم، وكان أول من بعث، وبلغ عمره في الدنيا ألف سنة وأربعين عاما. ثم عرض عليه صنم آخر، فقال: هذه صفة نوح صاحب السفينة، وكان عمره ألف سنة وأربعمائة سنة، وبعث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما. ثم عرض عليه صنم آخر، فقال: هذه صفة إبراهيم (ع)، عريض الصدر، طويل الجبهة. ثم عرض عليه صنم آخر، فقال: هذه صفة إسرائيل، وهو يعقوب. ثم عرض عليه صنم آخر، فقال: هذه صفة إسماعيل. ثم أخرج إليه صنم آخر، فقال: هذه صفة يوسف بن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم. ثم أخرج صنم آخر، فقال: هذه صفة موسى بن عمران، وكان عمره مأتين وأربعين سنة، وكان بينه وبين إبراهيم خمسمائة عام. ثم أخرج إليه صنم آخر، فقال: هذه صفة داود، صاحب الحرب. ثم أخرج إليه صنم آخر، فقال: هذه صفة شعيب، ثم زكريا، ثم يحيى ثم عيسى بن مريم روح الله وكلمته، وكان عمره في الدنيا ثلاثة وثلاثين سنة ثم رفعه الله إلى السماء، ويهبط إلى الأرض بدمشق، وهو الذي يقتل الدجال ثم عرض عليه صنم صنم، فيخبر باسم نبي نبي. ثم عرض عليه الأوصياء والوزراء، فكان يخبر باسم وصي وصي، ووزير وزير. ثم عرض عليه أصنام بصفة الملوك، فقال الحسن (ع): هذه أصنام لم نجد صفتها في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن فلعلها من صفة الملوك، فقال الملك: أشهد عليكم يا أهل بيت رسول الله أنكم قد اعطيتم علم الأولين والآخرين وعلم التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحف إبراهيم، وألواح موسى (ع). ثم عرض عليه صنما يلوح، فلما رآه الحسن (ع) بكى بكاء شديدا فقال له الملك ما يبكيك؟ فقال (ع) هذه صفة جدي (ص)، كثيف اللحية عريض الصدر، طويل العنق، عريض الجبهة، أقنى الأنف، أبلج‏ الأسنان، حسن الوجه، قطط الشعر، طيب الريح، حسن الكلام، فصيح اللسان، كان يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، بلغ عمره ثلاث وستين سنة، ولم يخلف بعده إلا خاتما مكتوب عليه لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وكان يتختم به في يمينه، وخلف سيفه ذا الفقار، وقضيبه، وجبة صوف، وكساء صوف كان يتسرول به لم يقطعه ولم يخطه حتى لحق بالله. فقال الملك: إنا نجد في الإنجيل أنه يكون له ما يتصدق به على سبطيه، فهل كان ذلك؟ فقال له الحسن (ع): قد كان ذلك، فقال الملك: فبقي لكم ذلك؟ فقال: لا فقال الملك لهذه أول فتنة هذه الأمة غلبا أباكما، وهما الأول والثاني، على ملك نبيكم، واختيار هذه الأمة على ذرية نبيهم، منكم القائم بالحق، الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر. قال: ثم سأل الملك الحسن بن علي (ع) عن سبعة أشياء خلقها الله لم تركض في رحم، فقال الحسن (ع) أول هذا آدم، ثم حواء، ثم كبش إبراهيم، ثم ناقة صالح، ثم إبليس اللعين، ثم الحية، ثم الغراب الذي ذكره الله في القرآن. ثم سأله عن أرزاق الخلائق، فقال الحسن (ع): أرزاق الخلائق في السماء الرابعة ينزل بقدر، ويبسط بقدر، ثم سأله عن أرواح المؤمنين أين تكون إذا ماتوا؟ قال: تجتمع عند صخرة بيت المقدس في كل ليلة جمعة، وهو عرش الله الأدنى، منها يبسط الله الأرض، وإليها يطويها، ومنها المحشر، ومنها استوى ربنا إلى السماء، أي استولى على السماء والملائكة. ثم سأله عن أرواح الكفار أين تجتمع؟ قال: في وادي حضر موت، من وراء مدينة اليمن، ثم يبعث الله نارا من المشرق، ونارا من المغرب، ويتبعهما بريحين شديدين، فيحشر الناس عند صخرة بيت المقدس، فيحشر أهل الجنة عن يمين الصخرة، ويزلف‏ المتقين، وتصير جهنم عن يسار الصخرة، في تخوم‏ الأرضين السابعة، وفيها الفلق والسجين، فتفرق الخلائق عند الصخرة فمن وجبت له الجنة دخلها، ومن وجبت له النار دخلها، وذلك قوله تعالى: {فريق في الجنة وفريق في السعير}. فلما أخبر الحسن (ع) بصفة ما عرض عليه من الأصنام، وتفسير ما سأله، التفت الملك إلى يزيد بن معاوية، فقال: أشعرت أن ذلك علم لا يعلمه إلا نبي مرسل، أو وصي موازر، قد أكرمه الله بموازرة نبيه أو عترة نبي مصطفى، وغيره المعادي فقد طبع الله على قلبه، وآثر دنياه على آخرته، وهواه على دينه، وهو من الظالمين. قال: فسكت يزيد وخمد، قال: فأحسن الملك جائزة الحسن (ع) وأكرمه، وقال له: ادع ربك حتى يرزقني دين نبيك، فإن حلاوة الملك قد حالت بيني وبين ذلك، فأظنه شقاء مرديا، وعذابا أليما. قال: فرجع يزيد إلى معاوية، وكتب إليه الملك كتابا: إن من آتاه الله العلم بعد نبيكم، وحكم بالتوراة وما فيها، والإنجيل وما فيه، والزبور وما فيه، والقرآن وما فيه، فالحق والخلافة له، وكتب إلى علي بن أبي طالب (ع) إن الحق والخلافة لك، وبيت النبوة فيك، وفي ولدك، فقاتل من قاتلك يعذبه الله بيدك، ثم يخلده نار جهنم، فإن من قاتلك نجده عندنا في الإنجيل أن عليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين، وعليه لعنة أهل السماوات والأرضين‏.

----------------

تفسير القمي ج 2 ص 268, البرهان ج 4 ص 805, حلية الأبرار ج 3 ص 27, مدينة المعاجز ج 3 ص 246, بحار الأنوار ج 33 ص 233

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية