من كربلاء الى الكوفة واحداث الكوفة

أقام (عمر بن سعد لعنه الله) بقية يومه واليوم الثاني إلى زوال الشمس، ثم نادى في الناس بالرحيل، وتوجه إلى الكوفة ومعه بنات الحسين (ع) وأخواته ومن كان معه من النساء والصبيان، وعلي بن الحسين (ع) فيهم وهو مريض بالذرب وقد أشفى.

-----------------------

الإرشاج ج 2 ص 114, إعلام الورى ج 1 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أخرجوا النساء من الخيمة وأشعلوا فيها النار، فخرجن حواسر مسلبات حافيات باكيات، يمشين سبايا في أسر الذلة، وقلن: بحق الله إلا ما مررتم بنا على مصرع الحسين (ع). فلما نظرت النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن. قال (الراوي): فوالله لا أنسى زينب ابنة علي وهي تندب الحسين (ع)، وتنادي بصوت حزين وقلب كئيب: وا محمداه، صلى عليك مليك السماء، هذا حسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وا ثكلاه، وبناتك سبابا، إلى الله المشتكى، وإلى محمد المصطفى، وإلى علي المرتضى، وإلى فاطمة الزهراء، وإلى حمزة سيد الشهداء. وا محمداه، وهذا حسين بالعراء، تسفي عليه ريح الصبا، قتيل أولاد البغايا. وا حزناه، وا كرباه عليك يا أبا عبد الله، اليوم مات جدي رسول الله. يا أصحاب محمد، هؤلاء ذرية المصطفى يساقون سوق السبايا. وفي بعض الروايات: وا محمداه، بناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفي عليهم ريح الصبا، وهذا حسين محزوز الرأس من القفا، مسلوب العمامة والرداء. بأبي من أضحى عسكره في يوم الإثنين نهبا، بأبي من فسطاطه مقطع العرى، بأبي من لا غائب فيرتجى، ولا جريح فيداوى، بأبي من نفسي له الفداء، بأبي المهموم حتى قضى، بأبي العطشان حتى مضى، بأبي من يقطر شيبه بالدماء، بأبي من جده رسول إله السماء، بأبي من هو سبط نبي الهدى, بأبي محمد المصطفى، بأبي خديجة الكبرى، بأبي على المرتضى، بأبي فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، بأبي من ردت له الشمس وصلى. قال الراوي: فأبكت والله كل عدو وصديق. ثم إن سكينة اعتنقت جسد الحسين (ع)، فاجتمع عدة من الأعراب حتى جروها عنه.

-----------------------

اللهوف ص 78, بحار الأنوار ج 45 ص 58

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قالت سكينة (بنت الحسين (ع)): لما قتل الحسين (ع)، اعتنقته فاغمي علي، فسمعته يقول:

شيعتي ما إن شربتم ري عذب فاذكروني... أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني

فقامت مرعوبة قد قرحت مآقيها، وهي تلطم على خديها، وإذا بهاتف يقول:

بكت الأرض والسماء عليه... بدموع غزيرة ودماء

تبكيان المقتول في كربلاء... بين غوغاء امة أدعياء

منع الماء وهو عنه قريب... عين ابكي الممنوع شرب الماء

-----------------------

اللهوف ص 78, بحار الأنوار ج 45 ص 58

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ما قتل قتيل إلا احتزوا رأسه وحملوه إلى ابن زياد, ثم بعث بها ابن زياد إلى يزيد بن معاوية إلى الشام.

--------

البداية والنهاية ج 8 ص 206

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذلم بن ستير: قدمت الكوفة في المحرم سنة إحدى وستين، عند منصرف علي بن الحسين (ع) بالنسوة من كربلاء ومعهم الأجناد محيطون بهم، وقد خرج الناس للنظر إليهم، فلما اقبل بهم على الجمال بغير وطاء، جعل نساء أهل الكوفة يبكين وينتدبن. فسمعت علي بن الحسين (ع) وهو يقول بصوت ضئيل, وقد نهكته العلة وفي عنقه الجامعة ويده مغلولة إلى عنقه: ألا إن هؤلاء النسوة يبكين، فمن قتلنا؟ قال: ورأيت زينب بنت علي (ع) ولم أر خفرة قط أنطق منها، كأنها تفرغ عن لسان أمير المؤمنين (ع). قال: وقد أومأت إلى الناس أن اسكتوا، فارتدت الأنفاس، وسكتت الأصوات، فقالت: الحمد لله والصلاة على أبي رسول الله، أما بعد يا أهل الكوفة، ويا أهل الختل والخذل، فلا رقأت العبرة، ولا هدأت الرنة، فما مثلكم إلا {كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكـثا تتخذون أيمـنكم دخلا بينكم}. ألا وهل فيكم إلا الصلف النطف، والصدر الشنف، خوارون في اللقاء، عاجزون عن الأعداء، ناكثون للبيعة، مضيعون للذمة، فبئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم، وفي العذاب أنتم خالدون. أتبكون! إي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا، فلقد فزتم بعارها وشنارها، ولن تغسلوا دنسها عنكم أبدا. فسليل خاتم الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ خيرتكم، ومفزع نازلتكم، وأمارة محجتكم، ومدرجة حجتكم خذلتم، وله قتلتم! ألا ساء ما تزرون، فتعسا ونكسا، فلقد خاب السعي، وتربت الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم بغضب من الله، وضربت عليكم الذلة والمسكنة. ويلكم، أتدرون أي كبد لمحمد (ص) فريتم؟ وأي دم له سفكتم؟ وأي كريمة له أصبتم؟ {لقد جئتم شيئا إدا تكاد السموت يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا}، ولقد أتيتم بها خرقاء شوهاء، طلاع الأرض والسماء. أفعجبتم أن قطرت السماء دما! {ولعذاب الأخرة أخزى}، فلا يستخفنكم المهل، فإنه لا يحفزه البدار، ولا يخاف عليه فوت الثأر، كلا {إن ربك لبالمرصاد}. قال: ثم سكتت، فرأيت الناس حيارى، قد ردوا أيديهم في أفواههم، ورأيت شيخا قد بكى حتى اخضلت لحيته، وهو يقول:

كهولهم خير الكهول ونسلهم... إذا عد نسل لا يخيب ولا يخزى

-----------------------

الأمالي للمفيد ص 321, الأمالي للطوسي ص 91, بحار الانوار ج 45 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فقال علي بن الحسين (ع) (للسيدة زينب (ع) بعد خطبتها): يا عمة! اسكتي ففي الباقي عن الماضي اعتبار، وأنت بحمد الله عالمة غير معلمة، فهمة غير مفهمة، إن البكاء والحنين لا يردان من قد أباده الدهر. فسكتت.

-----------------------

الإحتجاج ج 2 ص 305, بحار الأنوار ج 45 ص 164, العوالم ج 17 ص 370

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الصادق (ع): خطبت فاطمة الصغرى (ع) بعد أن وردت من كربلاء، فقالت: الحمد لله عدد الرمل والحصى، وزنة العرش إلى الثرى، أحمده واؤمن به وأتوكل عليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا (ص) عبده ورسوله، وأن ذريته ذبحوا بشط الفرات بغير ذحل ولا ترات. اللهم إني أعوذ بك أن أفتري عليك الكذب، وأن أقول عليك خلاف ما أنزلت من أخذ العهود لوصية علي بن أبي طالب (ع)، المسلوب حقه، المقتول بغير ذنب, كما قتل ولده بالأمس, في بيت من بيوت الله، فيه معشر مسلمة بألسنتهم. تعسا لرؤوسهم، ما دفعت عنه ضيما في حياته ولا عند مماته، حتى قبضته إليك محمود النقيبة، طيب العريكة، معروف المناقب، مشهور المذاهب، لم تأخذه اللهم فيك لومة لائم ولا عذل عاذل. هديته يا رب للإسلام صغيرا، وحمدت مناقبه كبيرا، ولم يزل ناصحا لك ولرسولك صلواتك عليه وآله حتى قبضته إليك، زاهدا في الدنيا، غير حريص عليها، راغبا في الآخرة، مجاهدا لك في سبيلك، رضيته فاخترته وهديته إلى صراط مستقيم. أما بعد، يا أهل الكوفة! يا أهل المكر والغدر والخيلاء! فإنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسنا، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا، فنحن عيبة علمه، ووعاء فهمه وحكمته، وحجته على أهل الأرض في بلاده لعباده، أكرمنا الله بكرامته، وفضلنا بنبيه محمد (ص) على كثير ممن خلق تفضيلا بينا. فكذبتمونا وكفرتمونا، ورأيتم قتالنا حلالا وأموالنا نهبا! كأننا أولاد ترك أو كابل، كما قتلتم جدنا بالأمس، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت، لحقد متقدم، قرت لذلك عيونكم، وفرحت قلوبكم، افتراء على الله ومكرا مكرتم، {والله خير المـكرين}. فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا، ونالت أيديكم من أموالنا، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة والرزايا العظيمة {فى كتـب من قبل أن نبرأها إن ذ لك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتـاكم والله لا يحب كل مختال فخور}. تبا لكم، فانتظروا اللعنة والعذاب، فكأن قد حل بكم، وتواترت من السماء نقمات، فيسحتكم بعذاب ويذيق بعضكم بأس بعض، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا، {ألا لعنة الله على الظــلمين} ويلكم، أتدرون أية يد طاعنتنا منكم؟! وأية نفس نزعت إلى قتالنا؟! أم بأية رجل مشيتم إلينا تبغون محاربتنا؟! قست والله قلوبكم، وغلظت أكبادكم، وطبع على أفئدتكم، وختم على أسماعكم وأبصاركم، وسول لكم الشيطان وأملى لكم، وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون. فتبا لكم يا أهل الكوفة، أي ترات لرسول الله (ص) قبلكم، وذحول له لديكم، بما عندتم بأخيه علي بن أبي طالب (ع) جدي، وبنيه وعترة النبي الأخيار صلوات الله وسلامه عليهم، وافتخر بذلك مفتخركم فقال:

نحن قتلنا عليا وبني عليب... سيوف هندية ورماح

وسبينا نساءهم سبي ترك... ونطحناهم فأي نطاح

بفيك أيها القائل الكثكث والأثلب، افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا! فاكظم وأقع كما أقعى أبوك، فإنما لكل امرئ ما اكتسب وما قدمت يداه. أحسدتمونا, ويلا لكم, على ما فضلنا الله؟

فما ذنبنا أن جاش دهرا بحورنا... وبحرك ساج لا يواري الدعامصا

{ذ لك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}، {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} قال: وارتفعت الأصوات بالبكاء، وقالوا: حسبك يابنة الطيبين، فقد أحرقت قلوبنا، وأنضجت نحورنا، وأضرمت أجوافنا. فسكتت. (1)

قال (ع): خطبت ام كلثوم ابنة علي (ع) في ذلك اليوم من وراء كلتها، رافعة صوتها بالبكاء، فقالت: يا أهل الكوفة، سوءا لكم، ما لكم خذلتم حسينا وقتلتموه، وانتهبتم أمواله وورثتموه، وسبيتم نساءه ونكبتموه؟! فتبا لكم وسحقا. ويلكم، أتدرون أي دواه دهتكم؟ وأي وزر على ظهوركم حملتم؟ وأي دماء سفكتموها؟ وأي كريمة اهتضمتموها؟ وأي صبية سلبتموها؟ وأي أموال نهبتموها؟ قتلتم خير رجالات بعد النبي (ص)، ونزعت الرحمة من قلوبكم، ألا إن حزب الله هم الغالبون، وحزب الشيطان هم الخاسرون. ثم قالت:

قتلتم أخي صبرا فويل لامكم... ستجزون نارا حرها يتوقد

سفكتم دماء حرم الله سفكها... وحرمها القرآن ثم محمد

ألا فابشروا بالنار إنكم غدا... لفي قعر نار حرها يتصعد

وإني لأبكي في حياتي على أخي... على خير من بعد النبي سيولد

بدمع غزير مستهل مكفكف... على الخد مني دائب ليس يحمد

 قال الراوي: فضج الناس بالبكاء والنحيب والنوح، ونشر النساء شعورهن، وحثين التراب على رؤوسهن، وخمشن وجوههن، ولطمن خدودهن، ودعون بالويل والثبور، وبكى الرجال ونتفوا لحاهم، فلم ير باكية وباك أكثر من ذلك اليوم. (2)

-----------------------

(1) الى هنا في الإحتجاج والعوالم

(2) اللهوف ص 88, بحار الأنوار ج 45 ص 110, الإحتجاج ج 2 ص 27, العوالم ج 17 ص 379

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ثم إن زين العابدين (ع) أومأ إلى الناس أن اسكتوا، فسكتوا، فقام قائما، فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النبي بما هو أهله فصلى عليه، ثم قال: أيها الناس! من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا اعرفه بنفسي: أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا ابن المذبوح بشط الفرات من غير ذحل ولا ترات، أنا ابن من انتهك حريمه وسلب نعيمه وانتهب ماله وسبي عياله، أنا ابن من قتل صبرا وكفى بذلك فخرا. أيها الناس! ناشدتكم الله، هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه وخذلتموه؟! فتبا لما قدمتم لأنفسكم وسوءا لرأيكم، بأية عين تنظرون إلى رسول الله (ص) إذ يقول لكم: قتلتم عترتي وانتهكتم حرمتي فلستم من امتي؟! قال الراوي: فارتفعت أصوات الناس من كل ناحية، ويقول بعضهم لبعض: هلكتم وما تعلمون. فقال (ع): رحم الله امرأ قبل نصيحتي وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله وأهل بيته، فإن لنا في رسول الله (ص) اسوة حسنة. فقالوا بأجمعهم: نحن كلنا يابن رسول الله سامعون مطيعون، حافظون لذمامك غير زاهدين فيك ولا راغبين عنك، فأمرنا بأمرك يرحمك الله، فإنا حرب لحربك وسلم لسلمك، لنأخذن يزيد ونبرأ ممن ظلمك وظلمنا. فقال (ع): هيهات هيهات! أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى أبي من قبل؟! كلا ورب الراقصات، فإن الجرح لما يندمل، قتل أبي صلوات الله عليه بالأمس وأهل بيته معه، ولم ينسني ثكل رسول الله (ص) وثكل أبي وبني أبي، ووجده بين لهواتي، ومرارته بين حناجري وحلقي، وغصصه تجري في فراش صدري، ومسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا. ثم قال:

لا غرو إن قتل الحسين وشيخه... قد كان خيرا من حسين وأكرما

فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي... أصاب حسينا كان ذلك أعظما

قتيل بشط النهر روحي فداؤه... جزاء الذي أرداه نار جهنما

ثم قال (ع): رضينا منكم رأسا برأس، فلا يوم لنا ولا علينا.

-----------------------

اللهوف ص 92, بحار الأنوار ج 45 ص 112, الإحتجاج ج 2 ص 305, تسلية المجالس ج 2 ص 360, العوالم ج 17 ص 381, مثير الأحزان ص 69 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما وصل رأس الحسين (ع)، ووصل ابن سعد لعنه الله من غد يوم وصوله ومعه بنات الحسين (ع) وأهله، جلس ابن زياد (لعنه الله) للناس في قصر الإمارة وأذن للناس إذنا عاما، وأمر بإحضار الرأس فوضع بين يديه، فجعل ينظر إليه ويتبسم وفي يده قضيب يضرب به ثناياه، وكان إلى جانبه زيد بن أرقم صاحب رسول الله (ص) وهو شيخ كبير، فلما رآه يضرب بالقضيب ثناياه قال له: ارفع قضيبك عن هاتين الشفتين، فوالله الذي لا إله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله (ص) عليهما ما لا احصيه كثرة تقبلهما. ثم انتحب باكيا. فقال له ابن زياد: أبكى الله عينيك، أتبكي لفتح الله؟ والله لولا أنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك لضربت عنقك. فنهض زيد بن أرقم من بين يديه وصار إلى منزله.

-----------------------

الإرشاد ج 2 ص 115, بحار الأنوار ج 45 ص 116, إعلام الورى ج 1 ص 471, كشف الغمة ج 2 ص 275, الدر النظيم ص 560, رياض الأبرار ج 1 ص 243, العوالم ج 17 ص 383

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال هشام بن محمد: لما وضع الرأس (الإمام الحسين ع) بين يدي ابن زياد (لعنه الله) قال له كاهنه: قم فضع قدمك على فم عدوك, فقام فوضع قدمه على فيه, ثم قال لزيد بن أرقم: كيف ترى؟ فقال: واللّه لقد رأيت رسول الله (ص) واضعا فاه حيث وضعت قدمك.

-----------

تذكرة الخواص ص 231

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

إن ابن زياد (لعنه الله) جلس في القصر، وأذن إذنا عاما، وجيء برأس الحسين (ع) فوضع بين يديه، وادخل نساء الحسين (ع) وصبيانه إليه. فجلست زينب ابنة علي (ع) متنكرة، فسأل عنها، فقيل: هذه زينب ابنة علي (ع). فأقبل عليها وقال: الحمد لله الذي فضحكم وأكذب احدوثتكم! فقالت: إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر، وهو غيرنا. فقال ابن زياد (لعنه الله): كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ فقالت: ما رأيت إلا جميلا، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم، وسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاج وتخاصم، فانظر لمن الفلج يومئذ، هبلتك امك يابن مرجانة. قال الراوي: فغضب وكأنه هم بها. فقال له عمرو بن حريث: أيها الأمير إنها امرأة، والمرأة لا تؤاخذ بشيء من منطقها. فقال لها ابن زياد (لعنه الله): لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك! فقالت: لعمري لقد قتلت كهلي، وقطعت فرعي، واجتثثت أصلي، فإن كان هذا شفاؤك فقد اشتفيت. فقال ابن زياد لعنه الله: هذه سجاعة، ولعمري لقد كان أبوك سجاعا، فقالت: يابن زياد ما للمرأة والسجاعة.

-----------------------

اللهوف ص 93, بحار الأنوار ج 45 ص 115, العوالم ج 17 ص 383, مثير الأحزان ص 70 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو غالب: حدثني بواب عبيد الله بن زياد: أنه لما جئ برأس الحسين (ع) فوضع بين يديه، رأيت حيطان دار الامارة تسايل دما.

------------

تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 229, تهذيب الكمال ج 6 ص 434, بغية الطلب في تاريخ حلب ج 6 ص 2636, ترجمة الإمام الحسين (ع) لابن عساكر ص 361

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

التفت ابن زياد لعنه الله إلى علي بن الحسين (ع)، فقال: من هذا؟ فقيل: علي بن الحسين. فقال: أليس قد قتل الله علي بن الحسين؟! فقال له علي (ع): قد كان لي أخ يسمى علي بن الحسين قتله الناس. فقال: بل الله قتله. فقال علي (ع): {الله يتوفى الأنفس حين موتها}. فقال ابن زياد (لعنه الله): وبك جرأة على جوابي؟ اذهبوا به فاضربوا عنقه. فسمعت به عمته زينب (ع)، فقالت: يابن زياد، إنك لم تبق منا أحدا، فإن كنت عزمت على قتله فاقتلني معه. فقال علي (ع) لعمته (ع): اسكتي يا عمة حتى اكلمه. ثم أقبل إليه فقال: أبالقتل تهددني يابن زياد، أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا الشهادة؟ ثم أمر ابن زياد (لعنه الله) بعلي بن الحسين (ع) وأهله, فحملوا إلى دار جنب المسجد الأعظم، فقالت زينب بنت علي (ع): لا تدخلن عربية إلا أم ولد أو مملوكة, فإنهن سبين كما سبينا.

-----------------------

اللهوف ص 94, بحار الأنوار ج 45 ص 117 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حميد بن مسلم: لما دخل عبيد الله القصر ودخل الناس، نودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس في المسجد الأعظم، فصعد المنبر ابن زياد (لعنه الله)، فقال: الحمد لله الذي أظهر الحق وأهله، ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية (لعنه الله) وحزبه، وقتل الكذاب ابن الكذاب الحسين بن علي (ع) وشيعته. فلم يفرغ ابن زياد (لعنه الله) من مقالته، حتى وثب إليه عبد الله بن عفيف الأزدي ثم الغامدي ثم أحد بني والبة، وكان من شيعة على (ع)، وكانت عينه اليسرى ذهبت يوم الجمل مع علي (ع)، فلما كان يوم صفين ضرب على رأسه ضربة واخرى على حاجبه فذهبت عينه الاخرى، فكان لا يكاد يفارق المسجد الأعظم، يصلي فيه إلى الليل ثم ينصرف. قال: فلما سمع مقالة ابن زياد (لعنه الله)، قال: يابن مرجانة! إن الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك والذي ولاك وأبوه، يابن مرجانة! أتقتلون أبناء النبيين وتكلمون بكلام الصديقين؟! فقال ابن زياد (لعنه الله): علي به، قال: فوثبت عليه الجلاوزة فأخذوه. قال: فنادى بشعار الأزد: يا مبرور، قال: وعبد الرحمن بن مخنف الأزدي جالس، فقال: ويح غيرك! أهلكت نفسك وأهلكت قومك! قال: وحاضر الكوفة يومئذ من الأزد سبعمئة مقاتل، قال: فوثب إليه فتية من الأزد فانتزعوه، فأتوا به أهله، فأرسل إليه من أتاه به فقتله، وأمر بصلبه في السبخة، فصلب هنالك.

-----------------------

تاريخ الطبري ج 4 ص 350, مقتل الإمام الحسين (ع) لأبي مخنف ص 206

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حاجب عبيد الله بن زياد: أمر (ابن زياد لعنه الله) بعلي بن الحسين (ع) فغل وحمل مع النسوة والسبايا إلى السجن، وكنت معهم، فما مررنا بزقاق إلا وجدناه ملئ رجالا ونساء، يضربون وجوههم ويبكون. فحبسوا في سجن وطبق عليهم.

-----------------------

الأمالي للصدوق ص 165, بحار الأنوار ج 45 ص 154, روضة الواعظين ج 1 ص 190, العوالم ج 17 ص 375

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية