شهادته

وصايا الامام الباقر صلوات الله وسلامه عليه وصيته لولده الإمام الصادق (ع)

قال (ع): يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء: خبأ رضاه في طاعته، فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاءه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي. ثم روى الإمام الصادق (ع) إحدى وصايا أبيه إلى سفيان الثوري، فقال له: يا سفيان أمرني أبي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم أنشدني: عود لسانك قول الخير تحظ به إن اللسـان لمـا عودت يعتـاد موكل بتقاضـي ما سـننت له في الخير والشر فانظر كيف تعتاد وصية الإمام الباقر (ع) لجابر الجعفي أوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم، وإن خانوك فلا تخن، وإن كذبت فلا تغضب، وإن مدحت فلا تفرح، وإن ذممت فلا تجزع، وفكر فيما قيل فيك، فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس، وإن كنت على خلاف ما قيل فيك، فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك. واعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك، وقالوا: إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك، ولو قالوا: إنك رجل صالح لم يسرك ذلك، ولكن اعرض نفسك على كتاب الله، فإن كنت سالكا سبيله، زاهدا في تزهيده، راغبا في ترغيبه، خائفا من تخويفه، فاثبت وأبشر، فإنه لا يضرك ما قيل فيك، وإن كنت مبائنا للقرآن، فماذا الذي يغرك من نفسك. إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها، فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش، ويقيل الله عثرته فيتذكر، ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف، وذلك بأن الله يقول: ( إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون. يا جابر، استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر، واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس وتعرضا للعفو. وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل، وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ، واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف، وأحذر خفي التزين بحاضر الحياة، وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل، وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم، واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء. وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة، واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل، واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس، وسد سبيل العجب بمعرفة النفس، وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض، واطلب راحة البدن باجمام القلب، وتخلص إلى اجمام القلب بقلة الخطأ. وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات، واستجلب نور القلب بدوام الحزن، وتحرز من إبليس بالخوف الصادق، وإياك والرجاء الكاذب، فإنه يوقعك في الخوف الصادق. وتزين لله عز وجل بالصدق في الأعمال، وتحبب إليه بتعجيل الانتقال، وإياك والتسويف، فإنه بحر يغرق فيه الهلكى، وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب، وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون. واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم، وكثرة الاستغفار، وتعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة، واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء، والمناجاة في الظلم. وتخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق، واستقلال كثير الطاعة، واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر، والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم، واطلب بقاء العز بإماتة الطمع، وادفع ذل الطمع بعز اليأس، واستجلب عز اليأس ببعد الهمة. وتزود من الدنيا بقصر الأمل، وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان، وإياك والثقة بغير المأمون، فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء. واعلم أنه لا علم كطلب السلامة، ولا سلامة كسلامة القلب، ولا عقل كمخالفة الهوى، ولا خوف كخوف حاجز، ولا رجاء كرجاء معين، ولا فقر كفقر القلب، ولا غنى كغنى النفس، ولا قوة كغلبة الهوى. ولا نور كنور اليقين، ولا يقين كاستصغارك للدنيا، ولا معرفة كمعرفتك بنفسك، ولا نعمة كالعافية، ولا عافية كمساعدة التوفيق، ولا شرف كبعد الهمة، ولا زهد كقصر الأمل، ولا حرص كالمنافسة في الدرجات. ولا عدل كالإنصاف، ولا تعدي كالجور، ولا جور كموافقة الهوى، ولا طاعة كأداء الفرائض، ولا خوف كالحزن، ولا مصيبة كعدم العقل، ولا عدم عقل كقلة اليقين، ولا قلة يقين كفقد الخوف، ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف، ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب، ورضاك بالحالة التي أنت عليها. ولا فضيلة كالجهاد، ولا جهاد كمجاهدة الهوى، ولا قوة كرد الغضب، ولا معصية كحب البقاء، ولا ذل كذل الطمع، وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة، فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران 

---------

تحف العقول ص284، عنه البحار ج75 ص162

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فكانت أيام إمامته – الإمام الباقر ع- تسع عشرة سنة و شهرين، وصار إلى كرامة الله عز وجل وقد كمل عمره سبعا وخمسين سنة. وكان سبب وفاته أن إبراهيم بن الوليد سمه. ودفن بالبقيع مع أبيه علي، وعم أبيه الحسن عليهما السلام.

-------------

دلائل الإمامة ص 215

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: كنت عند أبي (ع) في اليوم الذي قبض فيه أبي محمد بن علي, فأوصاني بأشياء في غسله وفي كفنه وفي دخوله قبره, قال: قلت: يا أبتاه والله ما رأيت منذ اشتكيت أحسن هيئة منك اليوم, وما رأيت عليك أثر الموت, قال: يا بني, أما سمعت علي بن الحسين (ع) ناداني من وراء الجدران: يا محمد, تعال عجل.

----------

بصائر الدرجات ص 482, الكافي ج 1 ص 260, كشف الغمة ج 2 ص 139, الوافي ج 3 ص 596, إثبات الهداة ج 4 ص 101, مدين المعاجز ج 4 ص 437, بحار الأنوار ج 46 ص 213, العوالم ج 19 ص 448

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أبي (ع) إستودعني ما هناك فلما حضرته الوفاة، قال: ادع لي شهودا، فدعوت له أربعة من قريش، فيهم نافع مولى عبد الله بن عمر، فقال: اكتب هذا ما أوصى به يعقوب بنيه‏ {يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون‏} وأوصى محمد بن علي إلى جعفر بن محمد، وأمره أن يكفنه في برده الذي كان يصلي فيه الجمعة، وأن يعممه بعمامته، وأن يربع قبره، ويرفعه أربع أصابع، وأن يحل عنه أطماره عند دفنه، ثم قال للشهود: إنصرفوا رحمكم الله. فقلت له: يا أبت (بعد ما إنصرفوا) ما كان في هذا بأن تشهد عليه‏ فقال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال: إنه لم يوص إليه، فأردت أن تكون لك الحجة.

--------

الكافي ج 1 ص 307, الإرشاد ج 2 ص 181, روضة الواعظين ج 1 ص 207, إعلام الورى ص 274, الوافي ج 2 ص 349, إثبات الهداة ج 4 ص 129, حلية الأبرار ج 4 ص 181, بهجة النظر ص 76, بحار الأنوار ج 47 ص 13, العوالم ج 20 ص 57

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن أبي (ع) قال لي ذات يوم في مرضه: يا بني أدخل اناسا من قريش من أهل المدينة حتى اشهدهم. قال: فأدخلت عليه اناسا منهم، فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وإرفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، فلما خرجوا قلت: يا أبة لو أمرتني بهذا لصنعته، ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم. فقال: يا بني أردت أن لا تنازع‏.

-------------

الكافي ج 3 ص 200, التهذيب ج 1 ص 320, الوافي ج 25 ص 528, إثبات الهداة ج 4 ص 129, حلية الأبرار ج 4 ص 182, بحار الأنوار ج 46 ص 214, رياض الأبرار ج 2 ص 80, العوالم ج 19 ص 451

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: ان رجلاً كان على أميال من المدينة فرأى في منامه فقيل له: انطلق فصل على أبي جعفر (ع) فان الملائكة تغسله في البقيع, فجاء الرجل فوجد أبا جعفر (ع) قد توفي.

----------

الكافي ج 8 ص 183, الوافي ج 26 ص 553, إثبات الهداة ج 4 ص 99, بحار الأنوار ج 46 ص 219, العوالم ج 19 ص 452

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية