معجزاته

عن الباقر (ع) أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي بن الحسين (ع) يطوف بين يديه, لا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟! فقيل: هذا علي بن الحسين! فجلس مكانه وقال: ردوه إلي, فردوه, فقال له: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي! فقال علي بن الحسين (ع): إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو فكن, فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا, فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك! فإذا رداءه مملوء درراً يكاد شعاعها يخطف الابصار! فقال له: من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها، فلا حاجة لي فيها.

---------

الخرائج والجرائح ج 1 ص 255, الثاقب في المناقب ص 365, مدينة المعاجز ج 4 ص 384, بحار الأنوار ج 46 ص 120, رياض الأبرار ج 2 ص 55, العوالم ج 18 ص 175

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن سعيد بن المسيب: كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين (ع), فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه, ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله, قال: هذا التسبيح الاعظم.

------------

روضة الواعظين ج 2 ص 290, الثاقب في المناقب ص 165, مناقب آشوب ج 3 ص 136، مدينة المعاجز ج 4 ص 376, بحار الأنوار ج 46 ص 37, رياض الأبرار ج 2 ص 27, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 445, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 449, العوالم ج 18 ص 41, مستدرك الوسائل ج 5 ص 147 نحوه, رجال الكشي ص 117 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن (ع) قال: ذكرت الصوت عنده فقال إن علي بن الحسين (ع) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته وإن الامام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه، قلت: ولم يكن رسول الله (ص) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله (ص) كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون.

--------------

الكافي ج2 ص614, عنه البحار ج16 ص187/ ج25 ص164, الإحتجاج ج2 ص170, عنه البحار ج46 ص69/ ج76 ص254, مدينة المعاجز ج4 ص440, التفسير الصافي ج1 ص71, مستدرك الوسائل ج4 ص274, الحدائق الناضرة ج18 ص109, وسائل الشيعة ج4 ص859 بعضه.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: لقيت علي بن الحسين (ع) وهو خارج إلى ينبع, فقلت: يا بن رسول الله لو ركبت لكان أيسر, فقال: ها هنا ما هو أيسر فانظر, فحَمَلته الريح وحفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرفوعاً أحسن منه! يرفد إلى الطير لتناغيه والريح تكلمه.

-------------

نوادر المعجزات ص117, دلائل الإمامة ص201, مدينة المعاجز ج4 ص260.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

في حديث أبي حمزة الثمالي: انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين وقال: يا ابن الحسين أنت الذي تقول أن يونس بن متى إنما لقى من الحوت ما لقى لأنه عُرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال: بلى ثكلتك أمك! قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين, فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه, فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي!! فقال: هيه وأريه إن كنت من الصادقين, ثم قال: يا أيتها الحوت قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله, فقال: من أنت؟ قال: أنا حوت يونس يا سيدي, قال: أنبئنا بالخبر, قال: يا سيدي إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى ان صار جدك محمد إلا وقد عُرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سَلِمَ وتَخَلَّص ومن توقف عنها وتَتَعّتَعَ (تردد) في حملها لقى ما لقى آدم من المعصية, وما لقى نوح من الغرق, وما لقى ابراهيم من النار, وما لقى يوسف من الجب, وما لقى أيوب من البلاء, وما لقى داود من الخطيئة, إلى إن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تولَّ أمير المؤمنين علياً والأئمة الراشدين من صلبه, في كلام له قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه, وذهب مغتاظاً, فأوحى الله تعالى إليَّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظماً, فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف مع البحار في ظلمات مئات ينادي انه {لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين} قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر, فقال زين العابدين: ارجع أيها الحوت إلى وكرك, واستوى الماء.

---------------

مناقب آشوب ج3 ص281، عنه البحار ج14 ص401/ ج46 ص39/ ج61 ص52، مدينة المعاجز ج2 ص28، الصراط المستقيم ج2 ص133، قصص الأنبياء للجزائري ص493، نوادر المعجزات ص117, اللمعة البيضاء ص217، تفسير نور الثقلين ج3 ص435/ ج4 ص432.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلاً مؤمناً من أكابر بلاد بلخ كان يحج البيت ويزور النبي في أكثر الأعوام, وكان يأتي علي بن الحسين (ع) ويزوره ويحمل إليه الهدايا والتحف ويأخذ مصالح دينه منه, ثم يرجع إلى بلاده فقالت له زوجته: أراك تهدي تحفاً كثيرة ولا أراه يجازيك عنها بشيء, فقال: إن الرجل الذي نهدي إليه هدايانا هو ملك الدنيا والآخرة وجميع ما في أيدي الناس تحت ملكه لأنه خليفة الله في أرضه, وحجته على عباده, وهو ابن رسول الله (ص) وإمامنا, فلما سمعت ذلك منه أمسكت عن ملامته, ثم إن الرجل تهيأ للحج مرة أخرى في السنة القابلة, وقصد دار علي بن الحسين (ع) فاستأذن عليه, فأذن له فدخل فسلَّم عليه وقبَّل يديه, ووجد بين يديه طعاماً فقربه إليه وأمره بالأكل معه فأكل الرجل, ثم دعا بطست وإبريق فيه ماء, فقام الرجل, وأخذ الابريق وصب الماء على يدي الإمام فقال (ع) : يا شيخ أنت ضيفنا فكيف تصب على يديّ الماء؟ فقال: إني أحب ذلك, فقال الإمام (ع): لما أحببت ذلك فوالله لأرينك ما تحب وترضى وتقر به عيناك, فصب الرجل على يديه الماء حتى امتلأ ثلث الطست, فقال الإمام (ع): للرجل ما هذا؟ فقال: ماء, قال الإمام (ع): بل هو ياقوت أحمر, فنظر الرجل, فإذا هو قد صار ياقوتاً أحمر باذن الله تعالى, ثم قال (ع) : يا رجل صب الماء فصب حتى امتلأ ثلثا الطست فقال (ع) : ما هذا؟ قال: هذا ماء, قال (ع) : بل هذا زمرد أخضر فنظر الرجل فإذا هو زمرد أخضر! ثم قال (ع) : صب الماء فصبه على يديه حتى امتلأ الطست فقال: ما هذا؟ فقال: هذا ماء, قال (ع): بل هذا در أبيض, فنظر الرجل إليه, فإذا هو در أبيض! فامتلأ الطست من ثلاثة ألوان: در وياقوت وزمرد فتعجب الرجل وانكب على يديه (ع)يقبلهما, فقال (ع): يا شيخ لم يكن عندنا شيء نكافيك على هداياك إلينا, فخذ هذه الجواهر عوضاً عن هديتك, واعتذر لنا عند زوجتك لأنها عتبت علينا, فأطرق الرجل رأسه وقال: يا سيدي من أنبأك بكلام زوجتي؟! فلا أشك أنك من أهل بيت النبوة. ثم إن الرجل ودَّع الإمام (ع) وأخذ الجواهر وسار بها إلى زوجته, وحدثها بالقصة فسجدت لله شكراً وأقسمت على بعلها بالله العظيم أن يحملها معه إليه (ع), فلما تجهز بعلها للحج في السنة القابلة أخذها معه, فمرضت في الطريق وماتت قريباً من المدينة, فأتى الرجل الإمام (ع)باكياً وأخبره بموتها, فقام الإمام (ع) وصلى ركعتين ودعا الله سبحانه بدعوات, ثم التفت إلى الرجل, وقال له: ارجع إلى زوجتك فان الله عز وجل قد أحياها بقدرته وحكمته وهو {يحيي العظام وهي رميم} , فقام الرجل مسرعاً فلما دخل خيمته وجد زوجته جالسة على حال صحتها, فقال لها: كيف أحياك الله؟! قالت: والله لقد جاءني ملك الموت وقبض روحي وهمَّ أن يصعد بها, فإذا أنا برجل صفته كذا وكذا وجعلت تعد أوصافه (ع)وبعلها يقول: نعم صدقتِ هذه صفة سيدي ومولاي علي بن الحسين (ع)قالت: فلما رآه ملك الموت مقبلاً انكب على قدميه يقبلهما ويقول: السلام عليك يا حجة الله في أرضه, السلام عليك يا زين العابدين, فرد (ع), وقال له: يا ملك الموت أعد روح هذه المرأة إلى جسدها, فإنها كانت قاصدة إلينا وإني قد سألت ربي أن يبقيها ثلاثين سنة أخرى ويحييها حياة طيبة لقدومها إلينا زائرة لنا, فقال الملك: سمعاً وطاعة لك يا ولي الله, ثم أعاد روحي إلى جسدي, وأنا أنظر إلى ملك الموت قد قبَّل يده (ع)وخرج عني, فأخذ الرجل بيد زوجته وأدخلها إليه (ع)وهو ما بين أصحابه, فانكبت على ركبتيه تقبلهما وهي تقول: هذا والله سيدي ومولاي, وهذا هو الذي أحياني الله ببركة دعائه, قال: فلم تزل المرأة مع بعلها مجاورين عند الإمام (ع) بقية أعمارهما إلى أن ماتا رحمة الله عليهما.

------------

بحار الأنوار ج46 ص47، مدينة المعاجز ج4 ص311, حلية الأبرار ج 3 ص 269, رياض الأبرار ج 2 ص 31, العوالم ج 18 ص 61

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ثابت البناني قال: كنت حاجاً وجماعة عباد البصرة مثل: أيوب السجستاني, وصالح المروي, وعتبة الغلام, وحبيب الفارسي, ومالك بن دينار فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقاً, وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألوننا ان نستسقي لهم, فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها فمُنعنا الاجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه, وأقلقته أشجانه, فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار! ويا ثابت البناني! ويا ايوب السجستاني! ويا صالح المروي! ويا عتبة الغلام! ويا حبيب الفارسي! ويا سعد! ويا عمر! ويا صالح الاعمى! ويا رابعة! ويا سعدانة! ويا جعفر بن سليمان! فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى!! فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الاجابة، فقال: ابعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه, ثم أتى الكعبة فخر ساجداً فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث، قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب. فقلت: يا فتى من اين علمت أنه يحبك؟ قال: لو لم يحبني لم يستزرني, فلما استزارني علمت انه يحبني, فسألته بحبه لي فأجباني, ثم ولّى عنا وأنشأ يقول: من عرف الرب فلم تغنه معرفة الرب فذاك الشقي ما ضر في الطاعة ما ناله في طاعة الله وماذا لقي ما يصنع العبد بغير التقى والعز كل العز للمتقي. فقلت يا أهل مكة من هذا الفتى؟! قالوا: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).

----------

الإحتجاج ج2 ص47، عنه البحار ج46 ص50، مدينة المعاجز ج4 ص316، مستدرك الوسائل ج6 ص208، مناقب آشوب ج3 ص282.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: كان لعلي بن الحسين (ع) ناقة, حج عليها اثنتين وعشرين حجة, ما قرعها قرعة قط, قال: فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي, فقال: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه, فدلكت (1) بجرانها (2) القبر وهي ترغو, فقلت: أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها, قال: وما كانت رأت القبر قط. (3)

---------------

(1) دلك الشيء: مَرَسه وعَركه.

(2) الجران: مقدم العنق من مذبح البعير أي منحره

(3) الكافي ج1 ص467، مدينة المعاجز ج4 ص274، بصائر الدرجات ص373، عنه البحار ج27 ص268، الإختصاص ص300، عنه البحار ج27 ص270، وسائل الشيعة ج8 ص89.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جمهور بن حكيم, قال: رأيت علي بن الحسين (ع) وقد نبت له أجنحة وريش فطار ثم نزل! فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين، فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟! فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه! نحن حملة العرش, ونحن على العرش, والعرش والكرسي لنا، ثم أعطاني طلعاً في غير أوانه.

---------

دلائل الإمامة ص201، مدينة المعاجز ج4 ص260، نوادر المعجزات ص116.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي خالد عبد الله بن غالب الكابلي، قال: جاء الناس إلى أبي الحسن علي بن الحسين سيد العابدين (ع) قالوا: يا بن رسول الله نريد الحج إلى مكة، فخارج أنت معنا فنشكر الله؟ قال: نعم، فوعدهم بالخروج يوم الخميس، فلما نزلوا بعسفان بين مكة والمدينة، وإذا غلمانه قد سبقوا فضربوا فسطاطه في موضع، فلما دنا من ذلك الموضع، قال لغلمانه: كيف ضربتم في هذا الموضع: وهذا موضع قوم من الجن، لنا أولياء وشيعة، وقد أضررتم بهم وضيقتم عليهم؟ فقالوا: يا بن رسول الله ما علمنا أن هذا هيهنا, فإذا بهاتف من جانب الفسطاط، يسمع الناس كلامه ولا يرون شخصه، وهو يقول: يا بن رسول الله لا تحول فسطاطك، فإنا نحتمل ذلك، ونرى ذلك علينا فرضاً، وطاعتك طاعة الله وخلافك خلاف على الله، وهذه ألطافنا قد أهديناها لك، فنحب أن تأكل منها, فنظر صلوات الله عليه وإذا بطبق عظيم بجانب الفسطاط وأطباق أخر دونه، فيها عنب ورطب ورمان وموز ومن سائر الفواكه، فدعا (ع) بكل من كان عنده فأكل وأكلوا عنده معه تلك الهدايا، وقال لهم: هذه إخوانكم من الجن المؤمنين، ثم رحل. 

------------

مدينة المعاجز ج4 ص399، عن الهداية الكبرى ص218، الخرائج والجرائح ج2 ص587، دلائل الإمامة ص212، عنه البحار ج46 ص45/ ج60 ص89، مشارق أنوار اليقين ص135 نحوه، فرج المهموم ص228 نحوه، الأمان من الأسفار ص135.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام السجاد و منطق الطير: عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند علي بن الحسين (ع) فإذا عصافير يطرن حوله ويصرخن فقال: يا أبا حمزة هل تدري ما تقول هذه العصافير؟ فقلت: لا، قال: فإنها تقدس ربها عز وجل وتسأله قوت يومها 

-----------

مناقب آشوب ج3 ص276, مدينة المعاجز ج4 ص371, كشف الغمة ج2 ص289, البحار ج61 ص306, تفسير أبي حمزة الثمالي ص231, تفسير الثقلين ج4 ص78.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

خرج علي بن الحسين عليه السلام إلى مكة حاجاً حتى انتهى إلى واد بين مكة والمدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق, قال: فقال لعلي عليه السلام: انزل، قال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أقتلك، وآخذ ما معك, قال: فأنا أقاسمك ما معي وأحللك, قال: فقال اللص: لا، فقال: دع معي ما أتبلغ به، فأبى عليه, قال: فأين ربك؟ قال: نائم! قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه، فأخذ هذا برأسه، وهذا برجليه، قال: فقال عليه السلام: زعمت أن ربك عنك نائم! 

------------

الأمالي للطوسي ص673, عنه البحار ج46 ص41, مناقب آشوب ج3 ص282, مدينة المعاجز ج4 ص340.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس بن ظبيان، قال: قال أبو عبد الله (ع): إن أول ما استدل به أبو خالد الكابلي عليه من علامات علي بن الحسين (ع) أنه دق عليه بابه فخرج إليه الغلام، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا أبو خالد الكابلي, فقال علي (ع): قل له: أدخل يا كنكر، قال أبو خالد: فارتعدت فرائصي ودخلت فسلمت، فقال لي: يا أبا خالد: أريد أن أريك الجنة وهي مسكني الذي إذا شئت دخلت فيه، فقلت: نعم أرنيه، فمسح يده على عيني، فصرت في الجنة، فنظرت إلى قصورها وأنهارها وما شاء الله أن أنظر، فمكثت ما شاء الله، ثم نظرت بعد فإذا أنا بين يديه صلى الله عليه وعلى آبائه.

--------

دلائل الإمامة ص208, مدينة المعاجز ج4 ص294.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

يروى أن علي بن الحسين (ع) كان قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (ع) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد, وهو لا ينثني عن صلاته وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر, فلما طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا آل بيت رسول الله! فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها, ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمداً (ع) على يديه يناغي ويضحك, لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله! فضحكت لسلامة ولدها, وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله, فقال: لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني, أفمن يرى راحماً بعده.

-------------

مناقب آشوب ج3 ص278، بحار الأنوار ج46 ص34، مستدرك الوسائل ج4 ص96، دلائل الإمامة ص197، الهداية الكبرى ص215، مدينة المعاجز ج4 ص254، العدد القوية ص61, حلية الأبرار ج 3 ص 236

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (ع) قال سمعته يقول: خدم أبو خالد الكابلي علي بن الحسين (ع) دهراً من عمره، ثم إنه أراد أن ينصرف إلى أهله فأتى علي بن الحسين (ع) فشكا إليه شدة شوقه إلى والديه، فقال: يا أبا خالد يقدم غداً رجل من أهل الشام له قدر ومال كثير، وقد أصاب بنتا له عارض من أهل الأرض، ويريدون أن يطلبوا معالجاً يعالجها، فإذا أنت سمعت قدومه فأته وقل له أنا أعالجها لك على أني أشترط عليك أني أعالجها على ديتها عشرة آلاف درهم، فلا تطمئن إليهم وسيعطونك ما تطلب منهم، فلما أصبحوا قدم الرجل ومن معه وكان رجلاً من عظماء أهل الشام في المال والمقدرة، فقال: أما من معالج يعالج بنت هذا الرجل, فقال له أبو خالد: أنا أعالجها على عشرة آلاف درهم فإن أنتم وفيتم وفيت لكم على ألا يعود إليها أبداً, فشرطوا أن يعطوه عشرة آلاف درهم، ثم أقبل إلى علي بن الحسين (ع) فأخبره الخبر، فقال: إني أعلم أنهم سيغدرون بك ولا يفون لك، انطلق يا أبا خالد فخذ بإذن الجارية اليسرى ثم قل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من هذه الجارية ولا تعد, ففعل أبو خالد ما أمره وخرج منها فأفاقت الجارية، فطلب أبو خالد الذي شرطوا له فلم يعطوه، فرجع مغتماً كئيباً، قال له علي بن الحسين (ع): ما لي أراك كئيباً يا أبا خالد؟ ألم أقل لك إنهم يغدرون بك, دعهم فإنهم سيعودون إليك، فإذا لقوك فقل لهم لست أعالجها حتى تضعوا المال على يدي علي بن الحسين (ع) فإنه لي ولكم ثقة، فرضوا ووضعوا المال على يدي علي بن الحسين, فرجع أبو خالد إلى الجارية وأخذ بإذنها اليسرى ثم قال: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين (ع): اخرج من هذه الجارية ولا تعرض لها إلا بسبيل خير فإنك إن عدت أحرقتك بنار الله الموقدة التي تطَّلع على الأفئدة ، فخرج منها ولم يعد إليها، ودفع المال إلى أبي خالد فخرج إلى بلاده.

------------------

رجال الكشي ص 121, الخرائج والجرائح ج1 ص262, مناقب آشوب ج3 ص286, عنهما البحار ج46 ص31, وسائل الشيعة ج12 ص109, مدينة المعاجز ج4 ص388, إختيار معرفة الرجال للطوسي ج1 ص337, الهداية الكبرى ص222, تفسير الثقلين ج4 ص320, الصراط المستقيم ج2 ص181 مختصراً.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد قال: قلت لسعيد بن المسيب: إنك أخبرتني أن علي بن الحسين صلوات الله عليهما النفس الزكية، وإنك لا تعرف له نظيرا ". قال: كذلك، وما هو مجهول ما أقول فيه، والله ما رؤي مثله. قال علي بن زيد: فقلت له: والله إن هذه الحجة لوكيدة يا سعيد، فلم لم تصل على جنازته. قال: سمعته يقول: أخبرني أبي أبو عبد الله الحسين، عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله، عن جبرئيل، عن الله تعالى أنه قال: " ما من عبد من عبادي آمن بي، وصدق بك، وصلى في مسجدك ركعتين على خلاء من الناس، إلا غفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. فلم أر شاهدا " أفضل من علي بن الحسين، حيث حدثني بهذا الحديث، فلما أن مات شهد جنازته البر والفاجر، وأثنى عليه الصالح والطالح وانهال الناس يتبعونه، حتى وضعت الجنازة، فقلت: إن أدركت الركعتين يوما " من الدهر فاليوم، فلم يبق رجل ولا امرأة، ثم خرجنا إلى الجنازة، فوثبت لأصلي، فجاء تكبير من السماء، فأجابه تكبير من الأرض، ففزعت وسقطت على وجهي، فكبر من في السماء سبعا، وكبر من في الأرض سبعا، وصلوا على علي بن الحسين صلوات الله عليهما، ودخل الناس المسجد فلم أدرك الركعتين ولا الصلاة عليه، إن هذا لهو الخسران المبين. قال: فبكى سعيد، وقال: ما أردت إلا خيرا "، ليتني كنت صليت عليه، فإنه ما رؤي مثله

-------------

الثاقب في المناقب ص 356, مدينة المعاجز ج 4 ص 350, بحار الأنوار ج 46 ص 150, اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 334, نفس الرحمان ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الصباح الكناني‏ قال: سمعت الباقر (ع) يقول ان الكابلي خدم علي بن الحسين (ع) برهة من الزمان، ثم شكى شدة شوقه إلى والدته، وسأله الإذن في الخروج إليها، فقال له (ع): يا كنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل الشام له قدر، وجاه ومال، وابنته قد أصابها عارض من الجن وهو يطلب من يعالجها ويبذل في ذلك ماله، فاذا قدم فصر إليه في أول الناس وقل له: أنا اعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم، فإنه يطمئن إلى قولك ويبذل لك ذلك. فلما كان من الغد قدم الشامي ومعه ابنته وطلب معالجا، فقال له أبو خالد: أنا اعالجها على أن تعطيني عشرة آلاف درهم ولن يعود إليها أبدا، فضمن أبوها له ذلك، فقال زين العابدين (ع) لأبي خالد: إنه سيغدر بك، ثم قال: فانطلق فخذ بأذن الجارية اليسرى وقل: يا خبيث يقول لك علي بن الحسين: اخرج من بدن هذه الجارية لا تعد إليها، ففعل كما أمره فخرج عنها، وقامت‏ الجارية من جنونها فطالبه بالمال فدافعه، فرجع إلى زين العابدين (ع) فعرفه، فقال له: يا أبا خالد الم أقل لك إنه يغدر بك؟ ولكن سيعود إليها فإذا أتاك فقل: إنما عاد إليها لأنك لم تف بما ضمنت، فإن وضعت عشرة آلاف درهم على يد علي بن الحسين (ع) فإني اعالجها ولا يعود إليها أبدا، ففعل ذلك، وذهب أبو خالد إلى الجارية وقال في اذنها كما قال أولا ثم قال: إن عدت إليها احرقتك بنار الله، فخرج وأفاقت الجارية ولم يعد إليها، فأخذ أبو خالد المال واذن له في الخروج إلى والدته ومضى بالمال حتى قدم عليها.

-----------

حلية الأبرار ج 3 ص 272, الخرائج ج 1 ص 262, الهداية الكبرة ص 222, إثبات الهداة ج 4 ص 72, مدينة المعاجز ج 4 ص 387, بحار الأنوار ج 46 ص 31, رياض الأبرار ج 2 ص 25, العوالم ج 18 ص 57, مناقب آشوب ج 4 ص 145

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: لما قتل الحسين (ع) أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين فخلا به فقال: يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (ص) دفع الوصية والإمامة من بعده إلى أمير المؤمنين (ع)، ثم إلى الحسن (ع)، ثم إلى الحسين وقد قتل أبوك رضي الله عنه وصلى على روحه ولم يوص، وأنا عمك، وصنو أبيك، وولادتي من علي في‏ سني وقديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني في الوصية والإمامة، فقال له علي بن الحسين (ع): يا عم اتق الله، ولا تدع ما ليس لك بحق، إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي يا عم أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق، وعهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة، وهذا سلاح رسول الله (ص) عندي فلا تتعرض لذلك فإني أخاف عليك نقص العمر، وتشتت الحال، إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في عقب الحسين، فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم إليه ونسأله، قال أبو جعفر (ع): وكان الكلام بينهما بمكة، فانطلقا حتى أتيا الحجر الأسود، فقال علي بن الحسين (ع) لمحمد بن الحنفية: ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل واسأله أن ينطق لك الحجر ثم سل، فابتهل محمد في الدعاء، وسأل الله ثم دعا الحجر فلم يجبه، فقال له علي بن الحسين (ع) يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك، قال له محمد: فادع الله أنت يا ابن أخي وسله؟ فدعا الله علي بن الحسين (ع) بما أراد، ثم قال له: أسألك بالذي جعل فيك ميثاق الأوصياء، وميثاق الإمامة، وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا، من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي؟ قال: فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول عن موضعه، ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد الحسين بن علي إلى علي بن الحسين وابن فاطمة بنت رسول الله، فانصرف محمد بن الحنفية وهو يتولى علي بن الحسين (ع)

---------------

إثبات الهداة ج 4 ص 62, بصائر الدرجات ج 1 ص 502, الكافي ج 1 ص 348, الإمامة والتبصرة ص 61, كشف الغمة ج 2 ص 110, مختصر البصائر ص 78, الوافي ج 2 ص 147, مدينة المعاجز ج 4 ص 277, مرآة العقول ج 4 ص 84, بحار الأنوار ج 42 ص 77

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية