صفاته

* سلام رسول الله (ص) عليه وعلة تسميته بالباقر:

عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: سمعت جابر ابن عبد الله الأنصاري يقول: لما أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (ص): {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم‏} قلت: يا رسول الله قد عرفنا الله ورسوله فمن اولوا الأمر الذين قرن الله طاعتهم‏ بطاعتك؟. فقال (ص): خلفائي يا جابر وأئمة المسلمين بعدي، أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد ابن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد ابن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه، وبقيته في بلاده‏ ابن الحسن بن علي، ذاك الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك الذي يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان. قال جابر: يا رسول الله فهل يقع‏ لشيعته الانتفاع به حال غيبته؟ فقال: أي والذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره وينتفعون بولايته‏ في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وان سترها سحاب، يا جابر هذا من مكنون‏ سر الله ومخزون علم الله فاكتمه إلا عن أهله. قال جابر بن يزيد: فدخل جابر بن عبد الله الأنصاري على علي بن الحسين (ع) فبينا هو يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر (ع) من عند نسائه، وعلى رأسه ذؤابة وهو غلام فلما نظره جابر ارتعدت فرائصه‏ وقامت كل شعرة على رأسه وبدنه ونظر إليه مليا، ثم قال: يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر. فقال جابر: شمائل رسول الله (ص) ورب الكعبة، ثم قام فدنا منه فقال له: ما اسمك يا غلام؟. فقال: اسمي محمد، فقال: ابن من؟ فقال: علي بن الحسين. فقال: يا بني فدتك نفسي فأنت إذا الباقر؟ قال: نعم فأبلغني ما حملك رسول الله (ص). قال جابر: يا مولاي إن رسول الله (ص) بشرني بالبقاء إلى أن القاك، وقال: إذا لقيته فاقرأه مني السلام، فرسول الله يا مولاي يقرئك السلام. فقال أبو جعفر (ع): يا جابر وعلى رسول الله السلام ما قامت السموات والأرض وعليك يا جابر كما بلغت السلام. فكان جابر بعد ذلك يختلف إليه ويتعلم منه، فسأله محمد بن علي عن شي‏ء فقال له جابر: والله لا دخلت في نهي رسول الله (ص) لقد أخبرني أنكم الأئمة الهداة من أهل بيته بعده، وأحلم‏ الناس صغارا وأعلمهم‏ وقال: لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم. قال أبو جعفر: صدق جدي رسول الله (ص) والله إني لأعلم منك بما سألتك عنه ولقد أوتيت الحكم صبيا، كل ذلك بفضل الله علينا ورحمته لنا أهل البيت‏.

--------------

كفاية الأثر ص 53, حلية الأبرار ج 3 ص 357, كمال الدين ج 1 ص 253, بحار الأنوار ج 36 ص 249, العوالم  18 ص 47, نوادر الأخبار ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبان بن عثمان, عن الصادق جعفر بن محمد (ع) قال: إن رسول الله (ص) قال ذات يوم لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بالباقر, فإذا لقيته فأقرئه مني السلام, فدخل جابر إلى علي بن الحسين (ع) فوجد محمد بن علي (ع) عنده غلاما فقال له: يا غلام أقبل, فأقبل, ثم قال له: أدبر, فأدبر, فقال جابر: شمائل رسول الله (ص) ورب الكعبة, ثم أقبل على علي بن الحسين (ع) فقال له: من هذا؟ قال: هذا ابني‏ وصاحب‏ الأمر بعدي محمد الباقر, فقام جابر فوقع على قدميه يقبلهما ويقول: نفسي لنفسك الفداء يا ابن رسول الله, اقبل سلام أبيك, إن رسول الله (ص) يقرأ عليك السلام, (1) قال: فدمعت عينا أبي جعفر (ع) ثم قال: يا جابر على أبي رسول الله (ص) السلام ما دامت السماوات‏ والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام. (2)

------------

(1) الى هنا في إثبات الهداة 

(2) الأمالي للصدوق ص 353, الثاقب في المناقب ص 104, بحار الأنوار ج 46 ص 223, العوالم ج 19 ص 61, إثبات الهداة ج 1 ص 304

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن علي (ع): أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري. فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين، بقية أبيه الحسين (ع)، قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة. فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين (ع)، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي (ع) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا، فقال: هذه مشية رسول الله (ص) وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين. فبكى جابر ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت وأمي، فدنا منه، فحل جابر أزراره، ووضع يده على صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له: أقرئك عن جدك رسول الله (ص) السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد، يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك. ثم قال لي: إئذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر (ع) على أبيه فأخبره الخبر، وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت، فقال: يا بني ذلك جابر بن عبد الله ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال: نعم، قال: أبى الله‏ أنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك. ثم أذن لجابر فدخل عليه، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض‏علي (ع) فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين (ع): يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفح الساق وورم القدم، وقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا. فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين (ع) وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يابن رسول الله (ص) البقياء على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ويسأل كشف اللأواء، وبهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما (ع)ما حتى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب (ع) والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

------------

الأمالي للطوسي ص 636, بشارة لمصطفى ص 66, حلية الأبرار ج 1 ص 246, مدينة المعاجز ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 46 ص 60, رياض الأبرار ج 2 ص 36, العوالم ج 18 ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الزهري، قال: دخلت على علي بن الحسين (ع) في المرض الذي توفي فيه، إذ قدم إليه طبق فيه خبز والهندباء فقال لي: كله. فقلت: قد أكلت يا ابن رسول الله. قال: إنه الهندباء. قلت: وما فضل الهندباء؟ قال: ما من ورقة من الهندباء إلا وعليها قطرة من ماء الجنة، فيه شفاء من كل داء. قال: ثم رفع الطعام وأتي بالدهن، ثم قال: ادهن‏ يا أبا عبد الله. قلت: ادهنت. قال: إنه هو البنفسج. قلت: وما فضل البنفسج على سائر الأدهان؟ قال: كفضل الاسلام على سائر الأديان. قال: ثم دخل عليه محمد ابنه فحدثه طويلا بالسر فسمعته يقول فيما يقول: عليك بحسن الخلق. قلت: يا بن رسول الله إن كان من أمر الله ما لا بد لنا منه،- ووقع في نفسي أنه قد نعي نفسه- فإلى من يختلف بعدك؟ فقال: يا أبا عبد الله الى ابني هذا- واشار الى محمد ابنه- إنه وصيي ووارثي وعيبة علمي، معدن العلم، وباقر العلم. قلت: يا بن رسول الله ما معنى باقر العلم؟ قال: سوف يختلف إليه خلاص شيعتي، ويبقر العلم عليهم بقرا. قال: ثم أرسل محمدا ابنه في حاجة له الى السوق، فلما جاء محمد قلت: يا بن رسول الله هلا أوصيت الى أكبر أولادك؟ فقال: يا أبا عبد الله ليست الإمامة بالصغر والكبر، هكذا عهد إلينا رسول الله (ص) وهكذا وجدناه مكتوبا في اللوح والصحيفة. قلت: يا بن رسول الله فكم عهد إليكم نبيكم أن يكون الأوصياء من بعده؟ قال: وجدنا في الصحيفة واللوح اثني عشر إماما مكتوبة إمامتهم وأسامي آبائهم وامهاتهم، ثم قال: يخرج من صلب محمد ابني سبعة من الأوصياء فيهم المهدي (ع).

----------

كفاية الأثر ص 241, حلية الأبرار ج 3 ص 439, بحار الأنوار ج 46 ص 232, العوالم ج 19 ص 41, خاتمة المستدرك ج 4 ص 301

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عثمان بن عثمان بن خالد, عن أبيه، قال: مرض علي بن الحسين (ع) مرضه الذي توفي فيه، فجمع أولاده: محمدا والحسن، وعبد الله، وعمر، وزيدا، والحسين، وأوصى إلى ابنه محمد بن علي (ع) وكناه بالباقر، وجعل أمرهم إليه

-----------

كفاية الأثر ص 239, إثبات الهداة ج 4 ص 91, مستدرك الوسائل ج 9 ص 37, بهجة النظر ص 69, بحار الأنوار ج 46 ص 230, العوالم ج 19 ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمر بن موسى الوجيهي‏، عن زيد بن علي، قال: كنت عند أبي: علي بن الحسين (ع) إذ دخل عليه جابر بن عبد الله الأنصاري فبينما هو يحدثه إذ خرج أخي محمد من بعض الحجر فأشخص‏ جابر ببصره نحوه ثم قام إليه فقال: يا غلام أقبل فأقبل، ثم قال: أدبر فأدبر. فقال: شمائل كشمائل رسول الله (ص) ما اسمك يا غلام؟ قال: محمد، قال: ابن من؟ قال: ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). قال: إذا أنت الباقر، فانكب عليه وقبل رأسه ويديه ثم قال: يا محمد إن رسول الله (ص) يقرؤك السلام. قال: على رسول الله (ص) أفضل السلام وعليك يا جابر بما بلغت. ثم عاد إلى مصلاه فاقبل يحدث أبي ويقول: إن رسول الله (ص) قال يوما: يا جابر إذا أدركت ولدي الباقر فأقرئه مني السلام، أما إنه سميي‏ وأشبه الناس بي علمه علمي وحكمه حكمي، سبعة من ولده أمناء معصومون أئمة أبرار السابع‏ مهديهم الذي يملأ الأرض‏ قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. ثم تلا رسول الله (ص): {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}

--------

كفاية الأثر ص 301, البرهان ج 3 ص 828, حلية الأبرار ج 3 ص 360, بحار الأنوار ج 36 ص 30, العوالم ج 19 ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمرو بن شمر، قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: لم سمي الباقر باقرا. قال: لأنه بقر العلم بقرا أي شقه شقا وأظهره إظهارا. ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله (ص) يقول: يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة بباقر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، فلقيه جابر بن عبد الله في بعض سكك المدينة فقال له: يا غلام من أنت؟. قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع). فقال له جابر: يا بني أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر فقال له: شمائل رسول الله ورب الكعبة. ثم قال له: يا بني رسول الله (ص) يقرؤك السلام. فقال: على رسول الله (ص) السلام ما دامت السموات والأرض، وعليك يا جابر بما بلغت السلام. فقال له جابر: يا باقر! يا باقر! أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا. ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله (ص) فيرد عليه ويذكره فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله، وكان يقول: يا باقر يا باقر يا باقر أشهد بالله أنك قد اوتيت الحكم صبيا.

----------

علل الشرائع ج 1 ص 233, حلية الأبرار ج 3 ص 362, مرآة العقول ج 6 شرح ص 18, بحار الأنوار ج 46 ص 225, العوالم ج 19 ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله قال: قال لي رسول الله (ص): يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً من الحسين (ع) يقال له محمد يبقر علم الدين بقراً فإذا لقيته فاقرأه مني السلام. 

-----------

روضة الواعظين ص 202, الإرشاد ج 2 ص 159, مناقب آشوب ج 3 ص 328, بحار الأنوار ج 46 ص 222, إعلام الورى ج 1 ص 505, الدر النظيم ص 603, كشف الغمة ج 2 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام، قال: دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قال لي: من أنت؟ وذلك بعد ما كف بصره، فقلت: محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فقال: يا بني ادن مني، فدنوت منه فقبل يدي، ثم أهوى إلى رجلي يقبلهما فتنحيت عنه ثم قال لي: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرأك السلام، فقلت على رسول الله السّلام ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم فقال لي: يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام يهب الله له النور والحكمة فاقرأه مني السلام. 

-------------

روضة الواعظين ص 202, مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي ج 2 ص 275, شرح الأخبار ج 3 ص 276, الإرشاد ج 2 ص 158, بحار الأنوار ج 46 ص 227, إعلام الورى ج 1 ص 506, كشف الغمة ج 2 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن الحسين (ع), قال: كان يقول (ع): أدعوا لي ابني الباقر, وقلت لابني الباقر، يعني محمدا، فقلت له: يا أبت ولم تسميه باقرا؟. قال: فتبسم وما رأيته تبسم‏ قبل ذلك ثم سجد لله تعالى طويلا فسمعته يقول في سجوده: اللهم لك الحمد سيدي على ما أنعمت به علينا أهل البيت، يعيد ذلك مرارا. ثم قال: يا بني إن الإمامة في ولده إلى أن يقوم قائمنا أهل البيت (ع) فيملؤها قسطا وعدلا وإنه الإمام وأبو الأئمة، معدن الحلم وموضع العلم، يبقره بقرا، والله لهو أشبه الناس برسول الله (ص)، فقلت: فكم الأئمة بعده؟. فقال: سبعة ومنهم المهدي الذي يقوم بالدين في آخر الزمان.

--------------

حلية الأبرار ج 3 ص 360, كفاية الأثر ص 237, بحار الأنوار ج 36 ص 388, العوالم ج 19 ص 21

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن جابر بن عبد الله الأنصاري كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص)، وكان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت وكان يقعد في مسجد رسول الله (ص) وهو معتجر بعمامة سوداء وكان ينادي يا باقر العلم يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون: جابر يهجر، فكان يقول: لا والله ما أهجر ولكني سمعت رسول الله (ص) يقول: إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي، وشمائله شمائلي، يبقر العلم بقرا فذاك الذي دعاني الى ما أقول. قال: فبينا جابر يتردد ذات يوم في بعض طرق المدينة إذ مر بطريق في ذاك الطريق كتاب فيه محمد بن علي (ع) فلما نظر إليه قال: يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فادبر. ثم قال: شمائل رسول الله (ص) والذي نفسي بيده، يا غلام ما اسمك؟. قال: اسمي محمد بن علي بن الحسين، فأقبل عليه يقبل رأسه ويقول: بأبي أنت وامي أبوك رسول الله (ص) يقرئك السلام ويقول ذلك. قال: فرجع محمد بن علي بن الحسين الى أبيه وهو ذعر فأخبره الخبر، فقال‏ له: يا بني وقد فعلها جابر؟ قال: نعم، قال: الزم بيتك يا بني، فكان جابر يأتيه طرفي النهار وكان أهل المدينة يقولون: واعجباه لجابر يأتي هذا الغلام طرفي النهار وهو آخر من بقي من أصحاب رسول الله (ص) فلم يلبث أن مضى علي بن الحسين. فكان محمد بن علي (ع) يأتيه على وجه الكرامة لصحبته لرسول الله (ص) قال: فجلس يحدثهم عن الله تبارك وتعالى. فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا أجرأ من هذا، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله (ص). فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله قال: فصدقوه وكان جابر بن عبد الله يأتيه فيتعلم منه. (1) (2)

----------- 

(1) قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح الحديث: هذا يدل على أن وفاة علي بن الحسين (ع) كان قبل وفاة جابر، وهذا ينافي ما مر من تاريخي وفاتهما، إذ وفاة علي بن‏ الحسين كانت في عام خمس أو أربع وتسعين، ووفاة جابر على كل الأقوال كانت قبل الثمانين، نعم يستقيم هذا على ما في أكثر نسخ الكليني في وفاة علي بن الحسين في عام خمس وسبعين بناء على بعض أقوال وفاة جابر، لكن قد عرفت أنه تصحيف لا يوافق شيئا من التواريخ المضبوطة، ويحتمل الغلط في تاريخ وفاة جابر إذا لم يستند إلى خبر، وإن كان كالمتفق عليه بين الفريقين. قال الشيخ في الرجال: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حزام نزل المدينة شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبي (ص) مات سنة ثمان وسبعين، وقال الشهيد الثاني (ره) مات جابر بالمدينة سنة ثلاث وسبعين، وقيل: سنة ثمان وستين وسنة أربع وتسعون سنة، وكان قد ذهب بصره، انتهى.

(2) الكافي ج 1 ص 469, الإختصاص ص 62, روضة الواعظين ج 1 ص 206, الخرائج ج 1 ص 279, الوافي ج 3 ص 768, حلية الأبرار ج 3 ص 373, مرآة العقول ج 6 ص 16, بحار الأنوار ج 46 ص 225, رياض الأبرار ج 2 ص 82, العوالم ج 19 ص 61, رجال الكشي ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

* حديثه عن الله:

عن سالم بن أبي حفصة، قال: لما هلك أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قلت لأصحابي: انتظروني حتى أدخل على أبي عبد الله جعفر بن محمد فأعزيه به، فدخلت عليه فعزيته به. ثم قلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب والله من كان يقول: قال رسول الله (ص) فلا يسأل عن من بينه وبين رسول الله (ص)، لا والله لا يرى مثله أبدا. قال: فسكت أبو عبد الله (ع) ساعة، ثم قال: قال الله تعالى: إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فاربيها له كما يربي أحدكم فلوه‏ حتى أجعلها له مثل جبل احد، فخرجت الى أصحابي فقلت: ما رأيت أعجب من هذا، كنا نستعظم قول أبي جعفر (ع): قال رسول الله (ص) بلا واسطة، فقال لي أبو عبد الله (ع): قال الله تعالى، بلا واسطة.

-----------

الأمالي للمفيد ص 354, الأمالي للطوسي ص 124, بشارة المصطفى ص 265, الجواهر السنية ص 684, حلية الأبرار ج 3 ص 374, بحار الانوار ج 47 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص 135, العوالم ج 20 ص 90, مستدرك الوسائل ج 7 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر، قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع): إذا حدثتني بحديث فاسنده لي, قال: حدثني أبي، عن جدي، عن رسول الله (ص)، عن جبرائيل (ع)، عن الله عز وجل، وكلما أحدثك بهذا الإسناد، وقال: يا جابر لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها.

---------

الأمالي للمفيد ص 42, وسائل الشيعة ج 27 ص 97, حلية الأبرار ج 3 ص 376, بحار الانوار ج 2 ص 148

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) أنه قال: حديثي حديث أبي, وحديث أبي حديث جدي, وحديث جدي حديث الحسين, وحديث الحسين حديث الحسن, وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (ع), وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (ص), وحديث رسول الله قول الله عز وجل.

---------

الكافي ج 1 ص 53, منية المريد ص 373, الوافي ج 1 ص 229, وسائل الشيعة ج 27 ص 83,مرآة العقول ج 1 ص 182, بحار الأنوار ج 2 ص 178, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 148,  تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 472. نحوه جميعا: الإرشاد ج 2 ص 186, روضة الواعظين ج 1 ص 211, إعلام الورى ص 285, الخرائج ج 2 ص 895, كشف الغمة ج 2 ص 170, حلية الأبرار ج 3 ص 375, العوالم ج 20 ص 95

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع)‏ في حديث طويل: فجلس – الإمام الباقر ع - يحدثهم عن الله تبارك وتعالى. فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا أجرأ من هذا، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن رسول الله (ص). فقال أهل المدينة: ما رأينا أحدا قط أكذب من هذا يحدثنا عمن لم يره، فلما رأى ما يقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله‏

----------- 

الكافي ج 1 ص 469, الإختصاص ص 62, روضة الواعظين ج 1 ص 206, الخرائج ج 1 ص 279, الوافي ج 3 ص 768, حلية الأبرار ج 3 ص 373, بحار الأنوار ج 46 ص 225, رياض الأبرار ج 2 ص 82, العوالم ج 19 ص 61, رجال الكشي ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* تعليمه للناس

عن عبد الله بن عطاء المكي، قال: ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) ولقد رايت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه. وكان جابر بن يزيد الجعفي إذا روى عن محمد بن علي الباقر شيئا قال: حدثني وصي الأوصياء ووارث علم الأنبياء محمد بن علي بن الحسين (ع).

--------

الإرشاد ج 2 ص 160, روضة الواعظين ج 1 ص 203, إعلام الورى ص 269, كشف الغمة ج 2 ص 124, حلية الأبرار ج 3 ص 392, بحار الأنوار ج 46 ص 286, العوالم ج 19 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم، قال: ما شجر في رأيي شي‏ء قط إلا سألت عنه أبا جعفر (ع) حتى سألته عن ثلاثين ألف حديثا، وسألت أبا عبد الله (ع) عن ستة عشر ألف حديث.

------------

رجال الكشي ص 163, حلية الأبرار ج 3 ص 398, بحار الأنوار ج 46 ص 292, العوالم ج 19 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي قال: حدثني أبو جعفر (ع) سبعين ألف حديث، لم احدث بها أحدا أبدا قط، ولا احدث بها أحدا أبدا. قال جابر: فقلت لأبي جعفر (ع): جعلت فداك إنك حملتني وقرا عظيما بما تحدثني به‏ من سركم الذي لا أحدث به أحدا، وربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبيه الجنون. قال: يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج الى الجبان‏ فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا.

--------------

الإختصاص ص 66, حلية الأبرار ج 3 ص 397, مدينة المعاجز ج 5 ص 44, بحار لأنوار ج 46 ص 240, رياض الأبرار ج 2 ص 116, العوالم ج 19 ص 383

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالسا في مسجد الرسول (ص) إذ أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟ فقلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: فما حاجتك؟ فقال لي: اتعرف أبا جعفر محمد بن علي (ع)، فقلت: نعم، فما حاجتك إليه؟ قال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته. قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ قال: نعم، قلت: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل؟ فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون‏، إذا رأيت أبا جعفر (ع) فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر (ع) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه. قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام، وحوله عالم من الناس. فلما قضى حوائجهم وانصرفوا، التفت الى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري، فقال أبو جعفر (ع): أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: نعم، فقال له أبو جعفر (ع): ويحك يا قتادة إن الله عز وجل خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلة عن يمين عرشه. قال: فسكت قتادة طويلا ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك! فقال أبو جعفر (ع): ما تدري أين أنت‏، أنت بين يدي {بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة} فأنت ثم ونحن اولئك، فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين. قال قتادة: فأخبرني عن الجبن، فتبسم أبو جعفر (ع)‏ وقال: رجعت مسائلك الى هذا؟ فقال: ضلت عني، فقال: لا بأس به، فقال: إنه ربما جعلت فيه إنفحة الميت، فقال: ليس بها بأس إن الإنفحة ليس فيها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم، إنما تخرج من بين فرث ودم، ثم قال: وإنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة اخرجت منها بيضة فهل تؤكل تلك البيضة؟ فقال قتادة: لا ولا آمر بأكلها، فقال له أبو جعفر (ع): ولم؟ قال: لأنها من الميتة، قال له: فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة اتأكلها؟ قال: نعم، قال: فما حرم عليك البيضة وحلل لك الدجاجة؟ ثم قال: فكذلك الإنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه.

------------

الكافي ج 6 ص 256, الوافي ج 19 ص 95, البرهان ج 4 ص 74, حلية الأبرار ج 3 ص 378, مدينة المعاجز ج 5 ص 58, مرآة العقول ج 22 ص 50, بحار الأنوار ج 10 ص 154, العوالم ج 19 ص 312

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمر بن عبد الله الثقفي‏، قال: أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر (ع) من المدينة الى الشام فأنزله معه‏، فكان يقعد مع الناس في مجالسهم. فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر الى النصارى يدخلون في جبل هناك، فقال (ع): ما لهؤلاء؟ ألهم عيد اليوم؟ قالوا: لا يا بن رسول الله (ص) ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم. فقال أبو جعفر (ع): وله علم؟ فقالوا: هو من أعلم الناس، قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى (ع). قال: فهل نذهب إليه؟ قالوا: ذلك إليك يا بن رسول الله (ص). قال: فقنع أبو جعفر (ع) رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه واختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل، فقعد أبو جعفر (ع) وسط النصارى هو وأصحابه، وأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا عليه الوسائد، ثم دخلوا فأخرجوه ثم ربطوا عينيه‏، فقلب عينيه كأنهما عينا افعى. ثم قصد أبا جعفر (ع)‏ فقال: يا شيخ أمنا أنت أم من الامة المرحومة؟ فقال أبو جعفر (ع): بل من الامة المرحومة. فقال: افمن علمائهم أنت أم من جهالهم. فقال: لست من جهالهم. فقال النصراني: إني أسألك أم تسألني؟ فقال أبو جعفر (ع): سلني. فقال النصراني: يا معشر النصارى رجل من أمة محمد (ص) يقول: سلني، إن هذا لملي‏ء بالمسائل‏ . ثم قال: يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار، أي ساعة هي؟ قال أبو جعفر (ع): ما بين طلوع الفجر الى طلوع الشمس. فقال النصراني: فإذا لم تكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي؟ فقال أبو جعفر (ع): من ساعات الجنة، وفيها تفيق‏ مرضانا. فقال النصراني: فأسألك أو تسألني. فقال أبو جعفر (ع): سلني. فقال النصراني: يا معشر النصارى إن هذا لملي‏ء بالمسائل، أخبرني عن أهل‏ الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون؟ أعطني مثله في الدنيا. فقال أبو جعفر (ع): هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل امه ولا يتغوط. فقال النصراني: الم تقل ما أنا من علمائهم؟ فقال أبو جعفر (ع): إنما قلت لك: ما أنا من جهالهم. فقال النصراني: أسألك أو تسألني؟ فقال أبو جعفر (ع): سلني. فقال: يا معشر النصارى والله لأسألنه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل. فقال له: سل. قال: أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت باثنين، حملتهما جميعا في ساعة واحدة، وولدتهما في ساعة واحدة، وماتا في ساعة واحدة، ودفنا في قبر واحد، فعاش أحدهما مائة وخمسين سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما؟ فقال أبو جعفر (ع): هما عزير وعزرة، كان حمل امهما على ما وصفت ووضعتهما على ما وصفت، عاش عزرة وعزير كذا وكذا سنة، ثم أمات الله تبارك وتعالى عزير مائة سنة، ثم بعث فعاش مع عزرة هذه الخمسين سنة وماتا كلاهما في ساعة واحدة. فقال النصراني: يا معشر النصارى ما رأيت بعيني قط رجلا أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام، ردوني، فردوه الى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر (ع).

--------------

تفسير القمي ج 1 ص 98, الكافي ج 8 ص 122, الوافي ج 3 ص 783, حلية الأبرار ج 3 ص 384, مدينة المعاجز ج 5 ص 63, مرآة العقول ج 25 ص 292, بحار الأنوار ج 10 ص 149, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 417, العوالم ج 19 ص 269

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الربيع‏ قال: حججنا مع أبي جعفر (ع) في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك، وكان معه نافع‏ مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي‏ جعفر (ع) في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس. فقال نافع: يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تداك‏ عليه الناس؟ فقال: هذا نبي أهل الكوفة، هذا محمد بن علي، فقال: أشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي، أو وصي نبي قال: فاذهب إليه واسأله لعلك تخجله. فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر (ع) فقال: يا محمد بن علي إني قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها وقد جئت أسألك عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن نبي. قال: فرفع أبو جعفر (ع) رأسه فقال: سل عما بدا لك، فقال: أخبرني كم بين عيسى ومحمد (ص) من سنة؟ فقال: اخبرك بقولي أو بقولك‏، قال: أخبرني بالقولين جميعا، قال: أما في قولي‏ فخمس مائة سنة، وأما في قولك فستمائة سنة، قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل لنبيه: {وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون}‏ من الذي سأل محمد (ص) وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة؟ قال: فتلا أبو جعفر (ع) هذه الآية: {سبحان الذي أسرى بعبده‏ ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} فكان من الآيات التي أراها الله تبارك وتعالى محمدا (ص) حيث اسري به الى بيت المقدس أن حشر الله عز ذكره الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين. ثم أمر جبرائيل (ع) فأذن شفعا وأقام شفعا وقال في أذانه: حي على خير العمل ثم تقدم محمد (ص) فصلى بالقوم فلما انصرف قال لهم: على ما تشهدون وما كنتم تعبدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك لرسول الله أخذ على ذلك عهودنا ومواثيقنا. فقال نافع: صدقت يا با جعفر وأخبرني عن قول الله عز وجل: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما}. قال: إن الله تبارك وتعالى لما أهبط آدم الى الأرض وكانت السموات رتقا لا تمطر شيئا وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما تاب الله عز وجل على آدم (ع) أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها، ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار وتفهقت‏ بالأنهار فكان ذلك رتقها وهذا فتقها. فقال نافع: صدقت يا بن رسول الله. فأخبرني عن قول الله عز وجل: {يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات}‏ أي أرض تبدل يومئذ؟ فقال أبو جعفر (ع): أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عز وجل من الحساب. فقال نافع: إنهم عن الأكل لمشغولون. فقال أبو جعفر (ع): أهم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار؟ فقال نافع: بل إذ هم في النار، قال: والله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم. فقال: صدقت يا بن رسول الله ولقد بقيت مسألة واحدة، قال: وما هي؟ قال: أخبرني عن الله تعالى متى كان؟ قال: ويلك ومتى لم يكن حتى اخبرك متى كان، سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، ثم قال: يا نافع أخبرني عما أسألك عنه. قال: وما هو؟ قال: ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت: إن أمير المؤمنين قتلهم بحق قد ارتددت‏، وإن قلت: قتلهم باطلا فقد كفرت، قال: فولى من عنده وهو يقول: والله أنت أعلم الناس حقا حقا، فأتى هشاما فقال له: ما صنعت؟ قال: دعني من كلامك، هذا والله أعلم الناس حقا حقا وهو ابن رسول الله (ص) حقا ويحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا.

-----------

الكافي ج 8 ص 120, تفسير القمي ج 1 ص 232, الإحتاجاج ج 2 ص 325, الوافي ج 3 ص 780, البرهان ج 2 ص 554, حلية الأبرار ج 3 ص 380, مرآة العقول ج 25 ص 285, بحار الانوار ج 18 ص 308, العوالم ج 19 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روى العلماء أن عمرو بن عبيد وفد على محمد بن علي بن الحسين‏ (ع) ليمتحنه بالسؤال، فقال له: جعلت فداك ما معنى قوله تعالى: {أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} ما هذا الرتق والفتق؟ فقال له أبو جعفر (ع): كانت السماء رتقا لا تنزل القطر، وكانت الأرض رتقا لا تخرج النبات، فانقطع عمرو ولم يجد اعتراضا ومضى. ثم عاد إليه فقال له: أخبرني جعلت فداك عن قوله عز وجل: {ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى‏} ما غضب الله؟ فقال أبو جعفر (ع): غضب الله عقابه يا عمرو، ومن ظن أن الله يغيره شي‏ء فقد كفر.

------------

الإرشاد ج 2 ص 165, روضة الواعظين ج 1 ص 203, الإحتجاج ج 2 ص 326, كشف الغمة ج 2 ص 127, البرهان ج 3 ص 769, حلية الأبرار ج 3 ص 395, بحار الأنوار ج 4 ص 67, العوالم ج 19 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحكم بن عتيبة، قال: كنا على باب أبي جعفر (ع)، ونحن جماعة ننتظر أن يخرج إذ جاءت امرأة، فقالت: أيكم أبو جعفر؟ فقال لها القوم: ما تريدين منه؟ قالت: اريد أن أسأله عن مسألة، فقالوا لها: هذا فقيه أهل العراق فسليه. فقالت: إن زوجي مات وترك ألف درهم وكانت لي عليه من صداقي خمسمائة درهم، فأخذت صداقي وأخذت ميراثي، ثم جاء رجل فادعى عليه ألف درهم فشهدت له. فقال الحكم: فبينا أنا أحسب إذ خرج أبو جعفر (ع) فقال: ما هذا الذي أراك تحرك به أصابعك يا حكم؟ فقلت: إن هذه المرأة ذكرت أن زوجها مات وترك ألف درهم، وكان لها عليه من صداقها خمسمائة درهم، فأخذت صداقها وأخذت ميراثها، ثم جاء رجل فادعى عليه ألف درهم فشهدت له. فقال الحكم: فو الله ما أتممت الكلام حتى قال: أقرت بثلث ما في يديها ولا ميراث لها. قال الحكم: فما رأيت والله أفهم من أبي جعفر (ع) قط. (1) قال ابن أبي عمير: تفسير ذلك أنه لا ميراث لها حتى تقضي الدين، وإنما ترك ألف درهم وعليه من الدين ألف وخمسمائة درهم لها وللرجل، فلها ثلث الألف‏ وللرجل ثلثاها. (2)

-------------

(1) الى هنا في التهذيب ووسائل الشيعة وملاذ الأخيار

(2) الكافي ج 7 ص 24, الفقيه ج 4 ص 223, الوافي ج 16 ص 1107, حلية الأبرار ج 3 ص 387, مرآة العقول ج 23 ص 39, التهذيب ج 9  164, وسائل الشيعة ج 19 ص 326, ملاذ الأخيار ج 15 ص 16

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: أتى الحسن البصري أبا جعفر (ع) فقال: يا با جعفر أسألك عن أشياء من كتاب الله‏. فقال له أبو جعفر (ع): الست فقيه أهل البصرة؟ قال: قد يقال ذلك. فقال أبو جعفر (ع): هل بالبصرة أحد تأخذ عنه؟ قال: لا، قال: فجميع أهل البصرة يأخذون عنك؟ قال: نعم. فقال أبو جعفر (ع): سبحان الله لقد تقلدت عظيما من الأمر بلغني عنك أمر فما أدري اكذلك أنت أم يكذب عليك؟ قال: ما هو؟ قال: زعموا أنك تقول: إن الله خلق العباد وفوض إليهم أمورهم. قال: فسكت الحسن. فقال: ارأيت من قال الله له في كتابه: إنك آمن، هل عليه خوف بعد هذا منه؟ فقال الحسن: لا. فقال أبو جعفر (ع): إني أعرض عليك آية وانهى إليك خطبا ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه، فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت، فقال له: ما هو؟ قال: ارأيت الله حيث يقول: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}‏ يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت: هي مكة. فقال أبو جعفر (ع): فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة؟ وهل تذهب أموالهم؟ فمتى يكونون آمنين‏؟ بل فينا ضرب الله الأمثال في القرآن، فنحن القرى التي بارك الله فيها، فذلك قول الله عز وجل، فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله أن يأتونا فقال: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها} أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها «قرى ظاهرة» والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا، وفقهاء شيعتنا الى شيعتنا. وقوله تعالى: {وقدرنا فيها السير} فالسير مثل للعلم سير به‏ {ليالي وأياما آمنين}‏ مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام، آمنين فيها إذا أخذوا من معدنها الذي امروا أن يأخذوا منه، آمنين من الشك والضلال والنقلة من الحرام الى الحلال، لأنهم أخذوا العلم ممن‏ وجب لهم بأخذهم إياه عنهم المغفرة، لأنهم أهل ميراث العلم من آدم الى حيث انتهوا، ذرية مصطفاة بعضها من بعض، فلم ينته الاصطفاء إليكم، بل إلينا انتهى، ونحن تلك الذرية لا أنت ولا أشباهك يا حسن، فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك: يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك، وظهر لي عنك، وإياك أن تقول بالتفويض، فإن الله جل وعز لم يفوض الأمر الى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما.

-------------

الإحتجاج ج 2 ص 326, البرهان ج 4 ص 516, حلية الأبرار ج 3 ص 390, بحار الأنوار ج 24 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 10 ص 490, العوالم ج 19 ص 327

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زيد الشحام، قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر (ع) فقال: يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا يزعمون، فقال أبو جعفر (ع): بلغني أنك تفسر القرآن؟ قال له قتادة: نعم. فقال له أبو جعفر (ع): بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا بل بعلم. فقال له أبو جعفر (ع): فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت‏، وأنا أسألك؟ قال قتادة: سل، قال: أخبرني عن قول الله عز وجل في سبأ: {وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين‏}. فقال قتادة: ذاك من خرج من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله. فقال أبو جعفر (ع): نشدتك بالله‏ يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد حلال وراحلة وكرا حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته، ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه‏؟ قال قتادة: اللهم نعم. وأهلكت، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكرا حلال يروم هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}‏ ولم يعن البيت فيقول: إليه، فنحن والله دعوة إبراهيم (ص) التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة. قال قتادة: لا جرم والله لا فسرتها إلا هكذا. فقال أبو جعفر (ع): ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به.

----------

الكافي ج 8 ص 311, تأويل الآيات ص 251, الوافي ج 26 ص 442, تفسير الصافي ج 1 ص 21, البرهان ج 1 ص 40, حلية الأبرار ج 3 ص 388, مرآة العقول ج 26 ص 407, بحار الأنوار ج 24 ص 237, رياض الأبرار ج 2 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 331, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 492, العوالم ج 19 ص 310

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: دخل الحسن البصري على محمد ابن علي (ع) فقال له: يا أخا أهل البصرة بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما انزلت، فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت؟ قال: وما هي جعلت فداك؟ قال: قول الله عز وجل: {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين‏} ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما؟ وربما اخذ عبدا أو قتل وفاتت نفسه!. ثم مكث مليا ثم أومأ بيده الى صدره وقال: نحن القرى التي بارك الله فيها. قال: جعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ قال: نعم قوله عز وجل: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا} فمن العاتي على الله عز وجل الحيطان أم البيوت أم الرجال. ثم قال: جعلت فداك زدني، قال: قوله عز وجل في سورة يوسف: {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها} لمن أمروه أن يسأل؟ القرية والعير، أم الرجال؟ فقال: جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة. قال: هم شيعتنا، يعني العلماء منهم.

------------

تأويل الآيات ص 462, البرهان ج 4 ص 515, بحار الأنوار ج 24 ص 235, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 488, حلية الأبرار ج 3 ص 389, العوالم ج 19 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

* عبادته: 

عن اسحاق بن عمار قال: قال لي أبو عبد الله (ع): إني كنت أمهد لأبي فراشه فأنتظره حتى يأتي، فإذا آوى الى فراشه ونام قمت الى فراشي، وإنه أبطأ علي ذات ليلة، فأتيت المسجد في طلبه، وذلك بعد ما هدء الناس، فإذا هو في المسجد ساجد، وليس في المسجد غيره، فسمعت حنينه وهو يقول: سبحانك اللهم أنت ربي حقا حقا، سجدت لك يا رب تعبدا ورقا، اللهم إن عملي ضعيف فضاعفه لي، اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم.

-------------

الكافي ج 3 ص 323, الوافي ج 9 ص 1683, حلية الأبرار ج 3 ص 403, مرىة العقول ج 15 ص 130, بحار الأنوار ج 46 ص 301, العوالم ج 19 ص 216

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (ع) قال: ما من شي‏ء إلا وله حد ينتهي إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهى إليه، فرض الله عز وجل الفرائض فمن أداهن فهو حدهن، وشهر رمضان فمن صامه فهو حده، والحج فمن حج فهو حده. إلا الذكر فإن الله عز وجل لم يرض بالقليل، ولم يجعل له حدا ينتهي إليه، ثم تلا {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا}. فقال: لم يجعل الله عز وجل له حدا ينتهي إليه. قال: وكان أبي (ع) كثير الذكر، لقد كنت أمشي معه وإنه ليذكر الله، وآكل معه الطعام وإنه ليذكر الله، ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله، وكنت أرى لسانه لازقا بحنكه. يقول: لا إله إلا الله، وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس، ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا، ومن كان لا يقرأ منا أمره بالذكر. والبيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته، وتحضره‏ الملائكة، وتهجره الشياطين، ويضي‏ء لأهل السماء كما يضي‏ء الكوكب الدري لأهل الأرض، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره الشياطين، وقد قال: رسول الله (ص): الا اخبركم بخير أعمالكم لكم، أرفعها في درجاتكم، وأزكاها عند مليككم، وخير لكم من الدينار والدرهم، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتقتلوهم ويقتلوكم؟. فقالوا: بلى. قال: ذكر الله عز وجل كثيرا. ثم قال: جاء رجل الى النبي (ص) فقال: من خير أهل المسجد؟ فقال: أكثرهم لله ذكرا. (1) وقال رسول الله: من اعطي لسانا ذاكرا فقد اعطي خير الدنيا والآخرة. وقال في قوله تعالى: {ولا تمنن تستكثر}. قال: لا تستكثر ما عملت من خير لله. (2)

-----------

(1) الى هنا في عدة الداعي وبحار الأنوار

(2) الكافي ج 2 ص 498, الوافي ج 9 ص 1444, وسائل الشيعة ج 7 ص 154, البرهان ج 4 ص 474, حلية الأبرار ج 3 ص 401, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 285, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 401, عدة الداعي ص 248, بحار الانوار ج 90 ص 161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جرير القمي‏، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان أبو جعفر (ع) يقضي عشرين وترا في ليلة.

----------

الكافي ج 3 ص 453, التهذيب ج 2 ص 274, الوافي ج 8 ص 1032, وسائل الشيعة ج 8 ص 166, هداية الأمة ج 3 ص 331, حلية الأبرار ج 3 ص 404, ملاذ الأخيار ج 4 ص 358, مرآة العقول ج 15 ص 419, العوالم ج 19 ص 216

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان أبي (ع) يقول: {قل هو الله أحد} تعدل ثلث القرآن، وكان يحب أن يجمعها في الوتر.

-----------

التهذيب ج 2 ص 127, الوافي ج 8 ص 669, وسائل الشيعة ج 6 ص 131, هداية لأمة ج 3 ص 44, البرهان ج 5 ص 796, حلية الأبرار ج 3 ص 405, ملاذ الأخيار ج 3 ص 665, بحار الأنوار ج 84 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن القراءة في الوتر، فقال كان بيني وبين أبي باب، فكان إذا صلى يقرأ في الوتر بقل هو الله أحد في ثلاثهن، وكان يقرأ: قل هو الله أحد في الوتر، فإذا فرغ منها قال: كذلك الله ربي، - أو كذاك الله ربي.

----------

التهذيب ج 2 ص 126, الوافي ج 8 ص 669, وسائل الشيعة ج 6 ص 131, البرهان ج 5 ص 796, حلية الأبرار ج 3 ص 405, ملاذ الأخيار ج 3 ص 664, بحار الأنوار ج 84 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الفضيل بن يسار، قال: كان أبو جعفر (ع) إذا كان ليلة إحدى وليلة ثلاث وعشرين‏ وعشرين أخذ في الدعاء حتى يزول الليل فاذا زال الليل صلى.

-----------

الكافي ج 4 ص 155, الخصال ج 2 ص 519, الوافي ج 11 ص 425, وسائل الشيعة ج 10 ص 356, هداية الأمة ج 4 ص 255, حلية الأبرار ج 3 ص 404, مرآة العقول ج 16 ص 379, بحار الأنوار ج 94 ص 16, العوالم ج 19 ص 215

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أفلح مولى أبي جعفر (ع) قال: خرجت مع محمد بن علي (ع) حاجا, فلما دخل المسجد نظر إلى البيت‏ فبكى‏ حتى‏ علا صوته, فقلت: بأبي أنت وأمي, إن الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلا, فقال لي: ويحك يا أفلح, ولم لا أبكي؟ لعل الله تعالى أن ينظر إلي منه برحمة فأفوز بها عنده غدا, قال: ثم طاف بالبيت ثم جاء حتى ركع عند المقام, فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموع عينيه. وكان (ع) إذا ضحك قال: اللهم لا تمقتني.

-------------

كشف الغمة ج 2 ص 117, حلية الأبرار ج 3 ص 409, بحار الأنوار ج 46 ص 290, العوالم ج 19 ص 214

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول وهو ساجد: أسألك بحق حبيبك محمد (ص) إلا بدلت‏ سيئاتي حسنات وحاسبتني حسابا يسيرا. ثم قال في الثانية: أسألك بحق حبيبك محمد (ص) إلا كفيتني مئونة الدنيا وكل هول دون الجنة وقال في الثالثة: أسألك بحق حبيبك محمد (ص) لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل وقبلت من عملي اليسير. ثم قال في الرابعة: أسألك بحق محمد (ص) لما أدخلتني الجنة وجعلتني من سكانها ولما نجيتني من سفعات النار برحمتك وصلى الله على محمد وآله.

------------

الكافي ج 3 ص 322, فلاح السائل ص 243, الوافي ج 8 ص 711, وسائل الشيعة ج 6 ص 340, حلية الأبرار ج 3 ص 403, بحار الأنوار ج 82 ص 131, العوالم ج 19 ص 249, مستدرك الوسائل ج 4 ص 447

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة، قال: استاذنت على أبي جعفر (ع)، فخرج إلي وشفتاه تتحركان فقال: أفطنت لذلك يا ثمالي؟ قلت: نعم جعلت فداك. قال: إني والله تكلمت بكلام ما تكلم به أحد قط إلا كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته. قال: قلت له: أخبرني به، قال: نعم من قال حين يخرج من منزله: بسم‏ الله، حسبي الله، توكلت على الله، اللهم إني أسألك خير اموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة كفاه الله ما أهمه من دنياه وآخرته.

---------------

المحاسن ج 2 ص 351, الكافي ج 2 ص 541, مهج الدعوات ص 174, عدة الداعي ص 281, الوافي ج 9 ص 1602, حلية الأبرار ج 3 ص 402, مرآة العقول ج 12 ص 323, بحار الأنوار ج 73 ص 171, العوالم ج 19 ص 249 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (ع) أنه كان إذا خرج من البيت قال: بسم الله خرجت، وعلى الله توكلت، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

-------------

الكافي ج 2 ص 543, الوافي ج 9 ص 1604, وسائل الشيعة ج 5 ص 328, حلية الأبرار ج 3 ص 403, مرآة العقول ج 12 ص 329, العوالم ج 19 ص 249, هداية الأمة ج 2 ص 226

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قال الإمام الصادق (ع): فقد أبي بغلة له، فقال: لئن ردها الله تعالى لأحمدنه بمحامد يرضاها، فما لبث أن اتي بها بسرجها ولجامها، فركبها، فلما استوى عليها وضم إليه ثيابه رفع رأسه الى السماء فقال: الحمد لله، فلم يزد. ثم قال: ما تركت وما بقيت شيئا، جعلت جميع أنواع المحامد لله عز وجل، فما من حمد إلا هو داخل فيما قلت. (1) (2)

-----------

(1) قال علي بن عيسى الاربلي في كف الغمة بعد ذكر الحديث: أقول: صدق وبر (ع)، فإن الألف واللام في قوله: الحمد لله تستغرق الجنس، وتفرده تعالى بالحمد.

(2) كشف الغمة ج 2 ص 118, البرهان ج 1 ص 106, بحار الأنوار ج 46 ص 290, حلية الأبرار ج 3 ص 410, رياض الأبرار ج 2 ص 104, العوالم ج 19 ص 222

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* كرمه:

عن بزيع بن عمرو بن بزيع، قال: دخلت على أبي جعفر (ع) وهو يأكل خلا وزيتا في قصعة سوداء، مكتوب في وسطها: {قل هو الله أحد} فقال لي: ادن يا بزيع، فدنوت فأكلت معه ثم حسا من الماء ثلاث حسيات، حتى لم يبق من الخبز شي‏ء، ثم ناولنيها فحسوت البقية.

---------------

المحاسن ج 2 ص 440, الكافي ج 6 ص 298, الدعوات للراوندي ص 146, الوافي ج 19 ص 330, وسائل الشيعة ج 24 ص 388, حلية الأبرار ج 3 ص 418, مرآة العقول ج 22 ص 115, بحار الأنوار ج 46 ص 297, العوالم ج 19 ص 239, مستدرك الوسائل ج 16 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على محمد بن علي (ع) فقدم طعاما لم آكل اطيب منه، فقال لي يا أبا خالد: كيف رايت طعامنا؟ قلت: جعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغصته‏ فقال: وما هي؟ قلت: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم}‏ فقال: والله لا تسأل عن هذا الطعام أبدا، ثم ضحك حتى افتر ضاحكتاه‏ وبدت أضراسه، وقال: اتدري ما النعيم؟ قلت: لا. قال: نحن النعيم الذي تسألون عنه‏.

-------------

تأويل الآيات ص 816, البرهان ج 5 ص 748, حلية الأبرار ج 3 ص 416, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 425

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن كثير، قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة وجفاء الإخوان. قال: بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا فيه سبعمائة درهم، وقال استنفق هذه فإذا نفدت فأعلمني.

----------------

الإرشاد ج 2 ص 166, روضة الواعظين ج 1 ص 204, كشف الغمة ج 2 ص 127, الدر النظيم ص 610, حلية الأبرار ج 3 ص 411, بحار الأنوار ج 46 ص 287, العوالم ج 19 ص 217, خاتمة المستدرك ج 7 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

قالت سلمى مولاة أبي جعفر (ع): كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب، ويكسوهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، فاقول له في ذلك ليقل منه، فيقول (ع): يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا صلة الإخوان والمعارف، وكان يجيزنا بالخمسمائة والستمائة الى الألف، وكان لا يمل من مجالس إخوانه.

----------

كشف الغمة ج 2 ص 118, حلية الأبرار ج 3 ص 413, بحار الأنوار ج 46 ص 290, العوالم ج 19 ص 218, رياض الأبرار ج 2 ص 104 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليمان ابن قرم قال: كان أبو جعفر محمد بن علي (ع) يجيزنا بالخمسمائة درهم الى الستمائة الى الألف درهم, وكان لا يمل من صلة إخوانه وقاصديه ومؤمليه وراجيه.

-------------

الإرشاد ج 2 ص 167, كشف الغمة ج 2 ص 127, حلية الأبرار ج 3 ص 412, بحار الأنوار ج 46 ص 288, العوالم ج 19 ص 218

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمرو بن دينار، وعبد الله بن عبيد بن عمير، أنهما قالا: ما لقينا أبا جعفر محمد بن علي (ع) إلا وحمل إلينا النفقة والصلة والكسوة، ويقول: هذه معدة لكم قبل أن تلقوني.

----------

الإرشاد ج 2 ص 166, روضة الواعظين ج 1 ص 204, مناقب آشوب ج 4 ص207, كشف الغمة ج 2 ص 127, حلية الأبرار ج 3 ص 411, بحار الأنوار ج 46 ص 288, العوالم ج 19 ص 217

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن سليمان، قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الجبن فقال لي: قد سألتني عن طعام يعجبني، ثم أعطى الغلام‏ درهما فقال: يا غلام ابتع لنا جبنا، فدعا بالغداء فتغدينا معه، وأتى بالجبن فأكل وأكلنا.

-------------

المحاسن ج 2 ص 495, الكافي ج 6 ص 339, الوافي ج 19 ص 355, وسائل الشيعة ج 25 ص 117 , حلية الأبرار ج 3 ص 418, مرآة العقول ج 22 ص 172, بحار الأنوار ج 46 ص 304, العوالم ج 19 ص 240

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر (ع) قال: دخلنا عليه فاستدعى بتمر فأكلنا، ثم ازدادنا منه، ثم قال: قال رسول الله‏ (ص): إني لاحب‏ الرجل إذا كان تمريا.

-------------

الكافي ج 6 ص 345, الوافي ج 19 ص 376, حلية الأبرار ج 3 ص 417, مرآة العقول ج 22 ص 181, العوالم ج 19 ص 240

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية