فضائله

عن الإمام الباقر (ع): لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والاسلام والايمان والدين والشرائع من الصمد, وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين (ع) حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء ويقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني علما جما, هاه! هاه! ألا لا أجد من يحمله, ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة فلا {تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}

----------

التوحيد ص 92، نوادر الأخبار ص 77, الوافي ج 1 ص 368, تفسير الصافي ج 5 ص 393, البرهان ج 1 ص 4, بحار الأنوار ج 3 ص 225، تفسير نور الثقلين ج 5 ص 713, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 513

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحلبي، عن الصادق (ع) قال: دخل ناس على أبي (ع) فقالوا: ما حد الامام؟ قال: حده عظيم، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه، وآمنوا بما جاء به من شيء وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالا وهيبة، لأن رسول الله (ص) كذلك كان، وكذلك يكون الامام، قال: فيَعرِف شيعته؟ قال: نعم ساعة يراهم, قالوا: فنحن لك شيعة؟ قال: نعم، كلكم، قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك, قال: أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم, قالوا: أخبرنا, فأخبرهم، قالوا: صدقت، قال: وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه, هي قوله تعالى: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} قالوا: صدقت، قال: نحن الشجرة التي قال الله تعالى: {أصلها ثابت وفرعها في السماء} نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من علمنا، ثم قال: يقنعكم؟ قالوا: ما دون هذا مقنع.

------------

الخرائج والجرائح ج 2 ص 596, الدر النظيم ص 611, إثبات الهداة ج 4 ص 111, مدينة المعاجز ج 5 ص 171, بحار الأنوار ج 46 ص 244, العوالم ج 19 ص 72

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحكم بن عتيبة قال: بينما أنا مع أبي جعفر (ع) والبيت غاص بأهله إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له حتى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك با ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته, ثم سكت, فقال أبو جعفر (ع): وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم, ثم سكت حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام, ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر (ع) ثم قال: يا ابن رسول الله أدنني منك جعلني الله فداك فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم, ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا, والله إني لأبغض عدوكم وأبرأ منه, ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه والله إني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم وأنتظر أمركم فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر (ع): إليَّ إليَّ ! حتى أقعده إلى جنبه ثم قال: أيها الشيخ إن أبي علي بن الحسين (ع) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي (ع): إن تمت ترد على رسول الله (ص) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقر عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ولو قد بلغت نفسك ههنا, وأهوى بيده إلى حلقه, وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك وتكون معنا في السنام الاعلى. 

ف‍قال الشيخ: كيف قلت: يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام, فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا مت أرد على رسول الله (ص) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام وتقر عيني ويثلج قلبي ويبرد فؤادي وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى ههنا وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الاعلى!! ثم أقبل الشيخ ينتحب ينشج ها! ها! ها! حتى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ وأقبل أبو جعفر (ع) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها، ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر (ع): يا ابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه وخده, ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره, ثم قام فقال: السلام عليكم وأقبل أبو جعفر (ع) ينظر في قفاه وهو مدبر ثم أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، فقال: الحكم بن عتيبة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس.

----------

الكافي ج8 ص76، عنه البحار ج46 ص361، الحدائق الناضرة ج9 ص66.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو جعفر (ع) بحوائج له بالمدينة فخرجت، فبينا أنا بين فج الروحاء على راحلتي إذا إنسان يلوي ثوبه قال: فملت إليه وظننت أنه عطشان فناولته الاداوة, فقال لي: لا حاجة لي بها, وناولني كتاب طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر (ع), فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال: الساعة, وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها، ثم التفت فإذا ليس عندي أحد، قال: ثم قدم أبو جعفر (ع) فلقيته، فقلت: جُعلت فداك, رجل أتاني بكتابك وطينه رطب, فقال: يا سدير, إن لنا خدما من الجن, فإذا أردنا السرعة بعثناهم.

------------

الكافي ج 1 ص 395, بصائر الدرجات ص 96, الخرائج ج 2 ص 853, دلائل الإمامة ص 226, مناقب آشوب ج 4 ص 190, الوافي ج 3 ص 639, إثبات الهداة ج 4 ص 94, مدينة المعاجز ج 5 ص 34, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 432, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 471, خاتمة المستدرك ج 4 ص 318, العوالم ج 19 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الصباح, عن أبي جعفر (ع) قال: كانت أمي قاعدة عند جدار فتصدع الجدار وسمعنا هدة شديدة, فقالت بيدها: لا وحق المصطفى ما أذن الله لك في السقوط, فبقي معلقا في الجو حتى جازته فتصدق أبي عنها بمائة دينار, قال أبو الصباح: وذكر أبو عبد الله (ع) جدته أم أبيه يوما فقال: كانت صديقة, لم تُدرك في آل الحسن امرأة مثلها.

---------------

الكافي ج1 ص469، عنه البحار ج46 ص366، مناقب آشوب ج3 ص323، الهداية الكبرى ص241، دلائل الإمامة ص218، الأنوار البهية ص133، الدعوات ص68، عنه البحار ج46 ص215، عيون المعجزات ص66.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عباد بن كثير البصري قال: قلت للباقر (ع): ما حق المؤمن على الله؟ فصرف وجهه، فسألته عنه ثلاثا فقال: من حق المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة: أقبلي لأقبلت، قال عباد: فنظرت والله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحركت مقبلة!! فأشار إليها: قري فلم أعنك.

--------

الخرائج والجرائح ج1 ص272, عنه البحار ج46 ص248, كشف الغمة ج2 ص354, مدينة المعاجز ج5 ص179.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سليمان، عن أبيه قال: كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع), وكان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر (ع) يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشى مجلسك حياء مني لك، ولا أقول إن في الارض أحدا أبغض إلي منكم أهل البيت، واعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب وحسن لفظ وإنما الاختلاف إليك لحسن أدبك، وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيرا, ويقول: لن تخفى على الله خافية، فلم يلبث الشامي إلا قليلا حتى مرض واشتد وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت علي الثوب في النعش، فأت محمد بن علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك، قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي (ع) وتورك وكان إذا صلى عقب في مجلسه قال له: يا أبا جعفر، إن فلانا الشامي قد هلك، وهو يسألك أن تصلي عليه, فقال أبو جعفر: كلا، إن بلاد الشام بلاد صر وبلاد الحجاز بلاد حر ولحمها شديد، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم، ثم قام من مجلسه، فأخذ وضوءا، ثم عاد فصلى ركعتين، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجدا حتى طلعت الشمس ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه فسنده، ودعا له بسويق فسقاه، فقال لأهله: املأوا جوفه، وبردوا صدره بالطعام البارد, ثم انصرف، فلم يلبث إلا قليلا حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالا بعيدا، قال له أبو جعفر (ع): وما بدا لك؟ قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي، أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمد بن علي (ع), فقال له أبو جعفر (ع): أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ويبغض العبد ويحب عمله؟ قال: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر (ع).

----------

الأمالي للطوسي ص410, عنه البحار ج46 ص233, مناقب آشوب ج3 ص320, مدينة المعاجز ج5 ص105, الثاقب في المناقب ص369 باختلاف.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حضر أبو جعفر (ع) ذات يوم جماعة من الشيعة فوعظهم وحذرهم وهم ساهون لاهون, فأغاظه ذلك, فأطرق مليا, ثم رفع رأسه إليهم فقال: إن كلامي لو وقع طرف منه في قلب أحدكم لصار ميتا، ألا يا أشباحا بلا أرواح, وذبابا بلا مصباح, كأنكم خشب مسندة وأصنام مريدة، ألا تأخذون الذهب من الحجر, ألا تقتبسون الضياء من النور الأزهر, ألا تأخذون اللؤلؤ من البحر، خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وإن لم يعمل بها, فإن الله يقول: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله} ويحك يا مغرور ألا تحمد من تعطيه فانيا ويعطيك باقيا, درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة من جواد كريم, آتاك الله عند مكافأة هو مطعمك وساقيك وكاسيك ومعافيك وكافيك وساترك ممن يراعيك. 

من حفظك في ليلك ونهارك وأجابك عند اضطرارك وعزم لك على الرشد في اختبارك، كأنك قد نسيت ليالي أوجاعك وخوفك دعوته فاستجاب لك, فاستوجب بجميل صنيعه الشكر, فنسيته فيمن ذكر, وخالفته فيما أمر, ويلك إنما أنت لص من لصوص الذنوب, كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه, فارتكبته كأنك لست بعين الله, أو كأن الله ليس لك بالمرصاد. 

يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فلله أنت من طالب ومطلوب, ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيها، انظروا إلى هذه القبور سطورا بأفناء الدور, تدانوا في خططهم وقربوا في مزارهم وبعدوا في لقائهم، عمروا فخربوا, وآنسوا فأوحشوا، وسكنوا فأزعجوا، وقطنوا فرحلوا، فمن سمع بدان بعيد, وشاحط قريب, وعامر مخروب, وآنس موحش, وساكن مزعج, وقاطن مرحل, غير أهل القبور؟، يا ابن الايام الثلاث: يومك الذي ولدت فيه, ويومك الذي تنزل فيه قبرك, ويومك الذي تخرج فيه إلى ربك, فياله من يوم عظيم يا ذوي الهيئة المعجبة والهيم المعطنة, مالي أرى أجسامكم عامرة وقلوبكم دامرة أما والله لو عاينتم ما أنتم ملاقوه وما أنتم إليه صائرون لقلتم: {يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين} قال جل من قائل: {بل بدا لهم ما كانوا يخفون ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون

--------

تحف العقول ص291، عنه البحار ج75 ص170.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام الباقر (ع) في حديث اللوح:

بسم الله الرحمن الرحيم, هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نبيه[...] إني لم أبعث نبيا قط فأكملت أيامه وأنقضت مدته إلا وجعلت له وصيا وقد فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وسبطيك الحسن والحسين, فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه, وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة, فهو أفضل من استشهد وأرفع الشهداء عندي درجة, جعلت كلمتي التامة معه وحجتي البالغة عنده, بعترته أثيب وأعاقب. أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين, وابنه شبه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمتي, 

In the name of Allah, The Most Gracious Most Merciful. This is a letter from Allah The Glorious All-Knowing to Mohammad his prophet. I never sent a prophet but with assigning him a custodian when he finishes his days, and his time comes to an end. I made you greater than the prophets and your custodian is greater than custodians. I honored you with your two cubs after him who are you grandsons Al-Hassan and Al-Hussein. I made Al-Hassan the essence of My knowledge after the end of his father’s time. I made Al-Hussein the treasurer of My revelation and I honored him with martyrdom and sealed his life with happiness as He is the greatest martyr and the martyr with the highest rank to Me. I made My complete word and incontrovertible argument with him. By his household, I reward and I punish. The first one of them is Ali The Master of Worshipers and the ornaments of My saints. Then his son the twin of his grandfather Al-Mahmoud, Mohammad Al-Baqer the bearer and interpreter of My knowledge and the essence of My wisdom.”

--------

الإختصاص ص210، الغيبة للطوسي ص143، الإحتجاج ج1 ص84، الروضة ص126، كمال الدين ص308، عنه غاية المرام ج1 ص219، عيون أخبار الرضا (ع) ج2 ص48، الأنوار البهية ص98، إعلام الورى ج2 ص174، إلزام الناصب ج1 ص192، اللمعة البيضاء ص187، بحار الأنوار ج36 ص195 عن العيون وكمال الدين.

تحقيق وترجمة مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

Validated and translated by Sayyid Shouhadaa’s (AS) Center for Islamic Research

 

*عن الإمام الباقر (عليه السلام): نحن خزان علم الله, ونحن تراجمة وحي الله, نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض. 

----------

الكافي ج 1 ص 192, بصائر الدرجات ص 124, ينابيع المعاجز ص 24, بحار الأنوار ج 26 ص 105, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 776, غاية المرام ج 5 ص 208

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي مريم‏، عن أبي جعفر (ع) قال: قال أبي يوما وعنده أصحابه: من منكم تطيب نفسه أن يأخذ جمرة في كفه‏ فيمسكها حتى تطفأ؟ فكاع‏ الناس كلهم ونكلوا، فقمت وقلت: يا أبت اتأمر أن أفعل؟ فقال: ليس إياك عنيت. إنما أنت مني وأنا منك، بل إياهم أردت، [قال:] وكررها ثلاثا. ثم قال: ما أكثر الوصف وأقل الفعل! إن أهل الفعل قليل ان أهل الفعل لقليل، ألا وإنا لنعرف أهل الفعل والوصف معا، وما كان منا هذا تعاميا عليكم، بل لنبلو أخباركم، ونكتب آثاركم. فقال: والله لكأنما مادت‏ بهم الأرض حياء مما قال، حتى أني لأنظر الى الرجل منهم يرفض عرقا ما يرفع عينيه من الأرض فلما رأى ذلك منهم قال: رحمكم الله فما أردت إلا خيرا إن الجنة درجات، فدرجة أهل الفعل لا يدركها أحد من أهل القول، ودرجة أهل القول لا يدركها غيرهم. قال: فو الله لكأنما نشطوا من عقال.

--------

الكافي ج 8 ص 227, الوافي ج 5 ص 850, حلية الأبرار ج 3 ص 407, مرآة العقول ج 26 ص 160, العوالم ج 19 ص 434

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي (ع) وهو يقول: شجرة أصلها رسول الله (ص) وفرعها أمير المؤمنين علي (ع), وأغصانها فاطمة بنت محمد (ع) وثمرتها الحسن والحسين (ع) فإنها شجرة النبوة, ونبت الرحمة, ومفتاح الحكمة, ومعدن العلم, وموضع الرسالة, ومختلف الملائكة, وموضع سر الله ووديعته, والأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض, وحرم الله الأكبر, وبيت الله العتيق وحرمه. عندنا علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الإسلام وأنساب العرب, كانوا نورا مشرقا حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات بتسبيحهم, ثم أُهبطوا إلى الأرض فأمرهم فسبحوا فسبح أهل الأرض بتسبيحهم, فإنهم لهم الصافون وإنهم لهم المسبحون, فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله, هم ولاة أمر الله وخزان وحي الله وورثة كتاب الله, وهم المصطفون بسر الله والأمناء على وحي الله, وهؤلاء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة بمن كان يغدوهم جبرئيل من المَلك الجليل بخير التنزيل وبرهان التأويل. هؤلاء أهل بيت أكرمهم الله بسره وشرفهم بكرامته وأعزهم بالهدى وثبتهم بالوحى, وجعلهم أئمة هدى ونورا في الظلم للنجاة, واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وأتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين, وجعلهم عمادا لدينه ومستودعا لمكنون سره وأمناء على وحيه, نجباء من خلقه وشهداء على بريته, إختارهم وجعلهم للبلاد والعباد عمارا, وأدلاء للأمة على الصراط, فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله العليا وحجة الله العظمى, وهم النجاة والزلفى, هم الخيرة الكرام, هم الأصفياء الحكام, هم النجوم الأعلام, هم الصراط المستقيم, هم السبيل الأقوم, الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق, نور الله في قلوب المؤمنين, والبحار السايغة للشاربين, أمْنٌ لمن التجأ إليهم, وأمان لمن تمسك بهم, إلى الله يدعون وله يسلمون وبأمره يعملون وبكتابه يحكمون, منهم بعث الله رسوله, وعليهم هبطت ملائكته, وفيهم نزلت سكينته, وإليهم بعث الروح الأمين مَنّا من الله عليهم, فضلهم به وخصهم, وأصول مباركة, مستقر قرار الرحمة, خزان العلم وورثة الحلم, وأولوا التقى والنهى والنور والضياء, وورثة الأنبياء وبقية الأوصياء, منهم الطيب ذكره والمبارك اسمه محمد (ص), والمصطفى المرتضى ورسوله النبي الأمي, ومنهم الملك الأزهر والأسد المرسل حمزة, ومنهم المستسقى به يوم الزيارة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله (ص) وصنو أبيه وذو الجناحين وذو الهجرتين والقبلتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الأديم وواضح البرهان. ومنهم حبيب محمد وأخوه والمبلغ عنه من بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير, أمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية, فهؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة, فقال في محكم كتابه لنبيه (ص): {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا, إن الله غفور شكور} فقال أبو جعفر محمد بن علي (ع): إقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

---------------

اليقين ص318, عنه البحار ج26 ص250, تفسير فرات ص395، عنه البحار ج23 ص245.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي - في حديث طويل (1) - قال: قال الإمام الباقر (ع): يا جابر إن لنا عند الله منزلة ومكانا رفيعا ولولا نحن لم يخلق الله أرضا ولا سماء ولا جنة ولا نارا ولا شمسا ولا قمرا ولا برا ولا بحرا ولا سهلا ولا جبلا ولا رطبا ولا يابسا ولا حلوا ولا مرا ولا ماء ولا نباتا ولا شجرا, اخترعنا الله من نور ذاته لا يُقاس بنا بشر, بنا أنقذكم الله عز وجل وبنا هداكم الله ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا على أمرنا ونهينا ولا تردوا كل ما ورد عليكم منا فإنا أكبر وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم, [...] الخبر. (2)

--------------

(1) وهو الحديث المعروف بحديث الخيط الأصفر.

 (2) بحار الأنوار ج26 ص8، نوادر المعجزات ص120، الهداية الكبرى ص227، عيون المعجزات ص69, مدينة المعاجز ج4 ص424، إلزام الناصب ج1 ص36.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية