معجزاته

عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (ع) قال: دخلت عليه فشكوت إليه الحاجة، فقال: يا جابر ما عندنا درهم، قال: فلم ألبث أن دخل عليه الكميت فقال له: جُعلت فداك أرأيت أن تأذن لي في أن أنشدك قصيدة؟ فقال: أنشد، فأنشده قصيدة، فقال: يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت، فقال له: جُعلت فداك أرأيت أن تأذن لي أن أنشدك أخرى؟ فقال: أنشد، فأنشده أخرى، فقال: يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت، فأخرج الغلام بدرة فدفعها إليه، فقال: جُعلت فداك أرأيت أن تأذن لي أن أنشدك ثالثة؟ فقال له: أنشد، فأنشده، فقال: يا غلام أخرج من ذلك البيت بدرة فادفعها إلى الكميت، فقال له الكميت: والله ما امتدحتكم لغرض دنيا أطلبه منكم وما أردت بذلك إلا صلة رسول الله (ص) وما أوجبه الله لكم علي من الحق، قال: فدعا له أبو جعفر (ع)، ثم قال: يا غلام ردها مكانها، قال جابر: فوجدت في نفسي وقلت: قال لي ليس عندي درهم وأمر للكميت بثلاثين ألف درهم؟! فقال: يا جابر قم فادخل ذلك البيت، قال فقمت ودخلت البيت فلم أجد فيه شيئاً فخرجت إليه، فقال لي: يا جابر ما سترنا عنكم أكثر مما أظهرنا لكم، ثم أخذ بيدي فأدخلني البيت فضرب برجله فإذا شبيه بعنق البعير قد خرج من ذهب، فقال: يا جابر انظر إلى هذا ولا تخبر به أحداً إلا ممن تثق به من إخوانك، إن الله قد أقدرنا على ما نريد فلو شئنا أن نسوق الأرض بأزمتها لسقناها.

-----------

الإختصاص ص271, بصائر الدرجات ص395, عنهما البحار ج46 ص239, دلائل الإمامة ص224, مدينة المعاجز ج5 ص30, مستدرك الوسائل ج10 ص397.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن أبي بصير قال: دخلت المسجد مع أبي جعفر (ع) والناس يدخلون ويخرجون, فقال لي: سل الناس هل يرونني؟ فكل من لقيته قلت له: أرأيت أبا جعفر؟ فيقول: لا, وهو واقف حتى دخل أبو هارون المكفوف, فقال: سل هذا، فقلت: هل رأيت أبا جعفر؟ فقال: أليس هو واقفاً؟ قلت: وما علمك؟! قال: وكيف لا أعلم وهو نور ساطع! 

قال: وسمعته يقول لرجل من أهل إفريقيا: ما حال راشد؟ قال: خلفته حياً صالحاً يقرؤك السلام، قال (ع): رحمه الله، قال: مات؟! قال: نعم، قال: ومتى؟ قال: بعد خروجك بيومين، قال: والله ما مرض, ولا كان به علة! قال: وإنما يموت من يموت من مرض أو علة، قلت: من الرجل؟ قال: رجل كان لنا موالياً ولنا محباً، ثم قال: لئن ترون أنه ليس لنا معكم أعين ناظرة أو أسماع سامعة, لبئس ما رأيتم والله لا يخفى علينا شيء من أعمالكم, فاحضرونا جميلاً وعودوا أنفسكم الخير, وكونوا من أهله تُعرفون به, فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي.

-----------

الخرائج والجرائح ج2 ص595، عنه البحار ج46 ص243، مدينة المعاجز ج5 ص173، دلائل الإمامة ص227، الثاقب في المناقب ص383، مناقب آشوب ج3 ص320 باختصار, الصراط المستقيم ج2 ص183 باختصار شديد

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحلبي، عن الصادق (ع) قال: دخل ناس على أبي (ع) فقالوا: ما حد الامام؟ قال: حده عظيم، إذا دخلتم عليه فوقروه وعظموه، وآمنوا بما جاء به من شيء وعليه أن يهديكم، وفيه خصلة إذا دخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالاً وهيبة، لأن رسول الله (ص) كذلك كان، وكذلك يكون الامام، قال: فيَعرِف شيعته؟ قال: نعم ساعة يراهم, قالوا: فنحن لك شيعة؟ قال: نعم، كلكم، قالوا: أخبرنا بعلامة ذلك, قال: أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم, قالوا: أخبرنا, فأخبرهم، قالوا: صدقت، قال: وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه, هي قوله تعالى: {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء} قالوا: صدقت، قال: نحن الشجرة التي قال الله تعالى: {أصلها ثابت وفرعها في السماء} نحن نعطي شيعتنا ما نشاء من علمنا، ثم قال: يقنعكم؟ قالوا: ما دون هذا مقنع.

-----------

الخرائج والجرائح ج2 ص596, عنه البحار ج46 ص244, مدينة المعاجز ج5 ص171, مناقب آشوب ج3 ص325 مختصراً, الصراط المستقيم ج2 ص184 مختصراً, تفسير الثقلين ج2 ص535 مختصراً.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا شاذان بن عمر قال: حدثنا مرة بن قبيصة بن عبد الحميد قال: قال لي: جابر بن يزيد الجعفي: رأيت مولاي الباقر (ع) وقد صنع فيلاً من طين فركبه وطار في الهواء حتى ذهب إلى مكة عليه ورجع، فلم أصدق ذلك منه, حتى رأيت الباقر (ع) فقلت له: أخبرني جابر عنك بكذا وكذا، فصنع مثله وركب وحملني معه إلى مكة وردني.

------------

دلائل الإمامة ص120, نوادر المعجزات ص135, مدينة المعاجز ج5 ص10.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (ع) قال: كنت عنده يوماً إذ وقع زوج ورشان على الحائط وهدلا هديلهما فرد أبو جعفر (ع) عليهما كلامهما ساعة، ثم نهضا، فلما طارا على الحائط هدل الذكر على الأنثى ساعة، ثم نهضا فقلت: جعلت فداك ما هذا الطير؟! قال: يا ابن مسلم كل شيء خلقه الله من طير أو بهيمة أو شيء فيه روح فهو أسمع لنا وأطوع من ابن آدم, إن هذا الورشان ظن بامرأته فحلَفَتْ له ما فعَلَتْ فقالت: ترضى بمحمد بن علي؟ فرضيا بي فأخبرته أنه لها ظالم فصدقها.

 --------

الكافي ج1 ص470، بصائر الدرجات ص362، عنه البحار ج46 ص238، مناقب آشوب ج3 ص324، الهداية الكبرى ص 241, عنه مدينة المعاجز ج5 ص17/ ج5 ص198، التفسير الصافي ج4 ص61، تفسير نور الثقلين ج4 ص76.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن قيس بن الربيع قال: كنت ضيفاً لمحمد بن علي (ع) وليس في منزله غير لبنة (التي يبنى بها)، فلما حضر العشاء قام فصلى وصليت معه، ثم ضرب بيده إلى اللبنة فأخرج منها قنديلاً مشعلاً ومائدة مستو عليها كل حار وبارد، فقال لي: كل، فهذا ما أعده الله لاوليائه, فأكل وأكلت، ثم رُفعت المائدة في اللبنة، فخالطني الشك، حتى إذا خرج لحاجته قلبت اللبنة فإذا هي لبنة صغيرة، فدخل, وعَلِم ما في قلبي، فأخرج من اللبنة أقداحاً وكيزاناً (جمع كوز, إناء يحفظ فيه الماء.) وجرة فيها ماء، فشرب وسقاني، ثم أعاد ذلك إلى موضعه، وقال: مَثَلك معي مثل اليهود مع المسيح (ع) حين لم يثقوا به, ثم أمر اللبنة أن تنطق فتكلمت.

---------------

دلائل الإمامة ص 218, نوادر المعجزات ص 281, مدينة المعاجز ج 5 ص 7, إثبات الهداة ج 4 ص 121, العوالم ج 19 ص 170

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن منصور قال: كنت أريد أن أركب البحر فسألت الباقر (ع)، فأعطاني خاتماً، فكنت أطرحه في الزورق إذا شئت فيقف، وإذا شئت أطلقه، وإني جئت الدور (إسم أرض بالعراق.)، فسقط لاخ لي كيس في دجلة، فألقيت ذلك الخاتم فخرج وأخرج الكيس باذن الله تعالى.

-------------

دلائل الإمامة ص221, مدينة المعاجز ج5 ص11.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى جابر الجعفي قال: خرجت مع أبي جعفر (ع) إلى الحج وأنا زميله، إذا أقبل ورشان (نوع من الحمام البري.) فوقع على عضادتي محمله فترنم (يقال ترنم الحمام: إذا طرب بصوته وتغنى.)، فذهبت لآخذه فصاح بي: مه يا جابر! فإنه استجار بنا أهل البيت, قلت: وما الذي شكا إليك؟ فقال: شكا إلي أنه يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين، وأن حية تأتيه فتأكل فراخه، فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها ففعلت، وقد قتلها الله، ثم سرنا حتى إذا كان وقت السحر قال لي: إنزل يا جابر, فنزلت فأخذت بخطام الجمل، ونزل فتنحى يمنة عن الطريق، ثم عمد إلى روضة (الروضة: الأرض ذات الخضرة.) من الارض ذات رمل فأقبل فكشف الرمل يمنة ويسرة وهو يقول: اللهم اسقنا وطهرنا, إذا بدا حجر مرتفع أبيض بين الرمل فاقتلعه، فنبع له عين ماء أبيض صاف، فتوضأ وشربنا منه, ثم ارتحلنا فأصبحنا دون قرية ونخل، فعمد أبو جعفر إلى نخلة يابسة فيها، فدنا منها وقال: أيتها النخلة أطعمينا مما خلق الله فيك, فلقد رأيت النخلة تنحني حتى جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل، وإذا أعرابي يقول: ما رأيت ساحراً كاليوم، فقال أبو جعفر: يا أعرابي لا تكذبن علينا أهل البيت، فإنه ليس منا ساحر ولا كاهن، ولكنا علمنا أسماء من أسماء الله تعالى نسأل بها فنعطي، وندعو فنجاب.

----------------

الخرائج والجرائح ج2 ص604, عنه البحار ج46 ص248, الثاقب في المناقب ص390, مدينة المعاجز ج5 ص169.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو جعفر (ع) بحوائج له بالمدينة فخرجت، فبينا أنا بين فج الروحاء (1) على راحلتي إذا إنسان يلوي ثوبه (2) قال: فملت إليه وظننت أنه عطشان فناولته الاداوة (3) فقال لي: لا حاجة لي بها وناولني كتاب طينه رطب، قال: فلما نظرت إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر (ع)! فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب قال: الساعة وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها، ثم التفت فإذا ليس عندي أحد، قال: ثم قدم أبو جعفر (ع) فلقيته، فقلت: جُعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب فقال: يا سدير إن لنا خدماً من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم (4) (5)

------------

(1) فج الروحاء: موضع بالحرمين على ثلاثين ميل من المدينة.

(2) يلوي ثوبه: أي يشير به.

(3) الادواة: الإناء الذي يُسقى منه.

(4) وفي رواية أخرى قال: إن لنا أتباعاً من الجن، كما أن لنا أتباعاً من الانس فإذا أردنا أمراً بعثناهم.

(5) الكافي ج1 ص395, بصائر الدرجات ص115, عنه البحار ج27 ص17/ ج46 ص283/ ج60 ص102, عيون المعجزات ص74, الخرائج والجرائح ج2 ص853, دلائل الإمامة ص226, مناقب آشوب ج3 ص323, الثاقب في المناقب ص180, مدينة المعاجز ج5 ص34, خاتمة المستدرك ج4 ص318, تفسير الثقلين ج5 ص432.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

العلامة المجلسي في البحار, محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله ابن القاسم، عن هشام الجواليقي، عن محمد بن مسلم قال: كنت مع أبي جعفر (ع) بين مكة والمدينة وأنا أسير على حمار لي وهو على بغلته إذ أقبل ذئب من رأس الجبل حتى انتهى إلى أبي جعفر، فحبس (ع) البغلة ودنا الذئب حتى وضع يده على قربوس السرج ومد عنقه إلى أذنه، وأدنى أبو جعفر أذنه منه ساعة، ثم قال: امض، فقد فعلت، فرجع مهرولاً، قال: قلت: جعلت فداك لقد رأيت عجباً!! قال: وتدري ما قلت؟ قال قلت: الله ورسوله وابن رسوله أعلم قال: انه قال لي: يا ابن رسول الله إن زوجتي في ذاك الجبل وقد تعسر عليها ولادتها فادع الله أن يخلصها ولا يسلط أحداً من نسلي على أحد من شيعتكم، قلت: فقد فعلت

---------------

البحار ج46 ص239, عن الإختصاص ص300, وأيضاً عن بصائر الدرجات ص371, عنهما دلائل الإمامة ص223, عنه البحار ج62 ص71, مناقب آشوب ج3 ص322, كشف الغمة ج2 ص71, مدينة المعاجز ج5 ص15.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن عباد بن كثير البصري قال: قلت للباقر (ع): ما حق المؤمن على الله؟ فصرف وجهه، فسألته عنه ثلاثاً فقال: من حق المؤمن على الله أن لو قال لتلك النخلة: أقبلي لأقبلت، قال عباد: فنظرت والله إلى النخلة التي كانت هناك قد تحركت مقبلة!! فأشار إليها: قري فلم أعنك.

---------

الخرائج والجرائح ج1 ص272, عنه البحار ج46 ص248, كشف الغمة ج2 ص354, مدينة المعاجز ج5 ص179.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي قال: حدثنا لوط بن يحيى الازدي، عن عمارة بن زيد الواقدي، قال: حج هشام بن عبد الملك بن مروان سنة من السنين، وكان قد حج في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر عليهم السلام، فقال جعفر في بعض كلامه: الحمد لله الذي بعث محمداً بالحق نبياً، وأكرمنا به، فنحن صفوة الله على خلقه، وخيرته من عباده، فالسعيد من اتبعنا، والشقي من عادانا وخالفنا، ومن الناس من يقول إنه يتولانا وهو يوالي أعداءنا ومن يليهم من جلسائهم وأصحابهم، فهو لم يسمع كلام ربنا ولم يعمل به. 

قال أبو عبد الله جعفر بن محمد (ع) فأخبر مسيلمة أخاه بما سمع، فلم يعرض لنا حتى انصرف إلى دمشق، وانصرفنا إلى المدينة، فأنفذ بريداً إلى عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي معه، فأشخصنا، فلما وردنا دمشق حجبنا ثلاثة أيام، ثم أذن لنا في اليوم الرابع، فدخلنا وإذا هو قد قعد على سرير الملك، وجنده وخاصته وقوف على أرجلهم سماطين (1) متسلحين، وقد نصب البُرجاس (2) حذاءَه، وأشياخ قومه يرمون، فلما دخل أبي وأنا خلفه ما زال يستدنينا منه حتى حاذيناه وجلسنا قليلاً، فقال لأبي: يا أبا جعفر، لو رميت مع أشياخ قومك الغرض، وإنما أراد أن يهتك بأبي ظناً منه أنه يقصر ويخطئ ولا يصيب إذا رمى، فيشتفي منه بذلك، فقال له: إني قد كبرت عن الرمي، فإن رأيت أن تعفيني, فقال: وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمد (ص) لا أعفيك, ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك, فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ، ثم تناول منه سهماً فوضعه في كبد القوس ثم انتزع ورمى وسط الغرض فنصبه فيه، ثم رمى فيه الثانية فشق فوق سهمه إلى نصله، ثم تابع الرمي حتى شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض، وهشام يضطرب في مجلسه!! فلم يتمالك أن قال: أجدت يا أبا جعفر، وأنت أرمى العرب والعجم, [...] الخبر. (3)

---------------

(1) سماطين: أي جماعة من الناس على جانبيه.

(2) البرجاس بالضم: غرض في الهواء يوضع على رأس الرمح.

(3) دلائل الإمامة ص233, عنه البحار ج69 ص181, نوادر المعجزات ص127, الأمان من الأسفار ص66, عنه البحار ج46 ص306, مدينة المعاجز ج5 ص66, مستدرك الوسائل ج14 ص78

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ الطوسي في الأمالي, إبراهيم الاحمري قال: حدثني محمد بن سليمان، عن أبيه قال: كان رجل من أهل الشام يختلف إلى أبي جعفر (ع), وكان مركزه بالمدينة يختلف إلى مجلس أبي جعفر (ع) يقول له: يا محمد، ألا ترى أني إنما أغشى مجلسك حياء مني لك، ولا أقول إن في الارض أحداً أبغض إلي منكم أهل البيت، واعلم أن طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أمير المؤمنين في بغضكم، ولكن أراك رجلاً فصيحاً لك أدب وحسن لفظ وإنما الاختلاف إليك لحسن أدبك، وكان أبو جعفر (ع) يقول له خيراً, ويقول: لن تخفى على الله خافية، فلم يلبث الشامي إلا قليلاً حتى مرض واشتد وجعه، فلما ثقل دعا وليه وقال له: إذا أنت مددت علي الثوب في النعش، فأت محمد بن علي وأعلمه أني أنا الذي أمرتك بذلك، قال: فلما أن كان في نصف الليل ظنوا أنه قد برد وسجوه، فلما أن أصبح الناس خرج وليه إلى المسجد، فلما أن صلى محمد بن علي (ع) وتورك وكان إذا صلى عقب في مجلسه قال له: يا أبا جعفر، إن فلاناً الشامي قد هلك، وهو يسألك أن تصلي عليه, فقال أبو جعفر: كلا، إن بلاد الشام بلاد صر (1) وبلاد الحجاز بلاد حر ولحمها شديد، فانطلق فلا تعجلن على صاحبك حتى آتيكم، ثم قام من مجلسه، فأخذ وضوءاً، ثم عاد فصلى ركعتين، ثم مد يده تلقاء وجهه ما شاء الله ثم خر ساجداً حتى طلعت الشمس ثم نهض فانتهى إلى منزل الشامي، فدخل عليه، فدعاه فأجابه، ثم أجلسه فسنده، ودعا له بسويق فسقاه، فقال لأهله: املأوا جوفه، وبردوا صدره بالطعام البارد, ثم انصرف، فلم يلبث إلا قليلاً حتى عوفي الشامي، فأتى أبا جعفر (ع) فقال: أخلني، فأخلاه، فقال: أشهد أنك حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فمن أتى من غيرك خاب وخسر وضل ضلالاً بعيداً، قال له أبو جعفر (ع): وما بدا لك؟ قال: أشهد أني عهدت بروحي وعاينت بعيني، فلم يتفاجأني إلا ومناد ينادي، أسمعه بأذني ينادي وما أنا بالنائم: ردوا عليه روحه، فقد سألنا ذلك محمد بن علي (ع), فقال له أبو جعفر (ع): أما علمت أن الله يحب العبد ويبغض عمله ويبغض العبد ويحب عمله؟ قال: فصار بعد ذلك من أصحاب أبي جعفر (ع). (2)

--------------

(1) وفي البحار: بلاد صرد, والمعنى أنها شديدة البرودة.

(2) الأمالي للطوسي ص410, البحار ج46 ص233, مناقب آشوب ج3 ص320, مدينة المعاجز ج5 ص105, العوالم ج 19 ص 106, الثاقب في المناقب ص369 باختلاف.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية