صفاته

*عبادته:

عن أحمد بن عبد الله القروي، عن أبيه قال: دخلت على الفضل بن ربيع‏، وهو جالس على سطح، فقال لي: ادن، فدنوت حتى حاذيته، ثم قال لي: أشرف إلى بيت في الدار، فأشرفت، فقال: ما ترى في البيت؟ فقلت: ثوبا مطروحا. فقال: انظر حسنا فتأملت ونظرت فتيقنت. فقلت: رجل ساجد. فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا. قال: هذا مولاك. قلت: ومن مولاي؟ فقال: تتجاهل علي؟ فقلت: ما أتجاهل ولكني لا أعرف لي مولى. فقال: هذا أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إني أتفقده في‏ الليل والنهار فلا أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي اخبرك بها إنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر الصلوة إلى أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتى تزول الشمس، وقد وكل من يترصد له الزوال فلست أدري متى يقول الغلام: قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدي‏ء في الصلوة من غير أن يحدث‏ حدثا فأعلم أنه لم ينم في سجوده ولا أغفى. ولا يزال كذلك إلى أن يفرغ من صلوة العصر فإذا صلى العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا إلى أن تغيب الشمس، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثا ولا يزال في صلوته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به، ثم يجدد وضوئه ثم يسجد ثم يرفع رأسه، فينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل، حتى يطلع الفجر فلست أدري متى يقول الغلام: إن الفجر قد طلع إذ قد وثب هو لصلوة الفجر فهذا دأبه منذ حول إلي. فقلت: إتق الله ولا تحدثن في أمره حدثا يكون فيه زوال النعمة فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا إلا كانت نعمته زائلة. فقال: قد أرسلوا إلي في غير مرة يأمرونني بقتله فلم اجبهم إلى ذلك وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني.

---------

الأمالي للصدوق ص 146, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 106, روضة الواعظين ج 1 ص 216, الوافي ج 3 ص 597, حلية الأبرار ج 4 ص 244, مدينة المعاجز ج 6 ص 360, بحار الأنوار ج 48 ص 210, العوالم ج 21 ص 434

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حدثنا الثوباني‏ قال: كانت لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) بضع عشرة سنة كل يوم سجدة بعد إنقضاض الشمس إلى وقت الزوال، فكان هارون ربما صعد سطحا يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبو الحسن (ع) فكان يرى أبا الحسن (ع) ساجدا فقال للربيع: يا ربيع ما ذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع؟ قال: يا أمير المؤمنين ما ذاك بثوب، وإنما هو موسى بن جعفر (ع) له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال. قال الربيع: فقال لي هارون: أما إن هذا من رهبان بني هاشم. قلت: فما لك قد ضيقت عليه الحبس؟ قال: هيهات لابد من ذلك.

------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 95, حلية الأبرار ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 48 ص 220, العوالم ج 21 ص 293

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن بعض عيون عيسى بن جعفر رفع إليه أنه يسمعه‏ كثيرا يقول في دعائه وهو محبوس عنده: أللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت ذلك، فلك الحمد، فوجه الرشيد من يتسلمه من عيسى بن جعفر وصير به إلى بغداد فسلمه إلى الفضل بن الربيع، فبقي عنده مدة طويلة فأراده الرشيد على شي‏ء من أمره فأبى، فكتب إليه بتسليمه إلى الفضل بن يحيى فتسلمه منه وجعله في بعض حجر داره ووضع عليه الرصد. وكان (ع) مشغولا بالعبادة يحيى الليل كله صلوة وقرائة للقرآن ودعاء وإجتهادا ويصوم النهار في أكثر الأيام ولا يصرف وجهه عن المحراب

------------

الإرشاد ج 2 ص 240, روضة الواعظين ج 1 ص 219, كشف الغمة ج 2 ص 232, حلية الأبرار ج 4 ص 246, مدينة المعاجز ج 6 ص 357, بحار الأنوار ج 48 ص 233, العوالم ج 21 ص 431

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر (ع) يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم. فقال ولم؟ قال: لقرائة قل هو الله أحد فمكث عنه فقال لي بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن، يقال: إقرء وإرق، فيقرء ثم يرقى. قال حفص: فما رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر ولا أرجى الناس منه، وكانت قرائته حزنا فاذا قرء فكأنه يخاطب‏ إنسانا.

------------

الكافي ج 2 ص 606, ثواب الأعمال ص 129, أعلام الدين ص 387, الوافي ج 9 ص 1711, وسائل الشيعة ج 6 ص 224, حلية الأبرار ج 4 ص 293, مرآة العقول ج 12 ص 489, بحار الأنوار ج 89 ص 188تفسير نور الثقلين ج 3 ص 171, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 420

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: إنه قد طال أمر موسى بن جعفر ومقامه في حبسي وقد إختبرت‏ حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة فما وجدته يفتر عن العبادة.

-------------

الإرشاد ج 2 ص 239, روضة الواعظين ج 1 ص 219, مناقب آشوب ج 4 ص 327, كشف الغمة ج 2 ص 232, مدينة المعاجز ج 6 ص 357, حلية الأبرار ج 4 ص 247

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المأمون قال: رأيت موسى بن جعفر (ع) إذ دخل على أبي إذ هو شيخ مسخد قد أنهكته العبادة وكأنه شن‏ بال قد كلم‏ السجود وجهه وأنفه.

--------

حلية الأبرار ج 4 ص 248, عيون أخبر الرضا (ع) ج 1 ص 89, مدينة المعاجز ج 6 ص 335, بحار الأنوار ج 48 ص 130, العوالم ج 21 ص 246

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الفضل بن ربيع حاجب الرشيد قال: أرسلني الرشيد إلى موسى (ع) فقلت لغلامه: إستأذن لي على مولاك يرحمك الله. فقال لي: لج ليس له حاجب ولا بواب، فولجت إليه فأذن بغلام أسود بيده مقص يأخذ اللحم من جبينه وعرنين أنفه من كثرة سجوده.

--------

حلية الأبرار ج 4 ص 248, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 76, مدينة المعاجز ج 6 ص 321, بحار الأنوار ج 48 ص 215, رياض الأبرار ج 2 ص 321, العوالم ج 21 ص 281, مستدرك الوسائل ج 9 ص 68

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن أحمر قال: كنت أسير مع أبي‏ الحسن (ع) في بعض أطراف المدينة إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه وركب دابته، فقلت: جعلت فداك قد أطلت السجود؟ فقال: إنني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن أشكر ربي.

-------------

الكافي ج ص 98, مشكاة الأنوار ص 29, الوافي ج 4 ص 353, وسائل الشيعة ج 7 ص 19, الفصول المهمة ج 3 ص 321, هداية الأمة ج 3 ص 213, حلية الأبرار ج 4 ص 248, مرآة العقول ج 8 ص 161, بحار الأنوار ج 48 ص 116, العوالم ج 21 ص 194, مستدرك الوسائل ج 5 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أنه – الإمام الكاظم (ع) - كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلوة الصبح، ثم يعقب حتى تطلع الشمس ثم يخر لله ساجدا فلا يرفع رأسه من الدعاء والتحميد حتى يقرب زوال الشمس، وكان (ع) يدعو كثيرا فيقول: اللهم إني أسئلك الراحة عند الموت والعفو عند الحساب، ويكرر ذلك، وكان من دعائه (ع): عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك، وكان يبكي من خشية الله حتى تخضل لحيته بالدموع، وكان يتفقد فقراء المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق‏ والأدقة والتمور وغير ذلك فيوصلها إليهم وهم لا يعرفون من أي وجه هو انتهى كلامهما.

----------

إعلام الورى ص 306, حلية الأبرار ج 4 ص 249, العوالم ج 21 ص 178, الإرشاد ج 2 ص 231

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن جعفر قال: خرجنا مع أخي موسى بن جعفر (ع) في أربع عمر يمشي فيها إلى مكة بعياله وأهله, واحدة منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما, وأخرى خمسة وعشرين يوما, وأخرى أربعة وعشرين يوما, وأخرى أحدا وعشرين يوما.

--------------

قرب الإسناد ص 299, مسائل علي بن جعفر ص 310, وسائل الشيعة ج 14 ص 317, هداية الأمة ج 5 ص 447, بحار الأنوار ج 48 ص 100, العوالم ج 21 ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن (ع): إني أستغفر الله في كل يوم خمسة آلاف مرة.

--------------

الزهد ص 74, وسائل الشيعة ج 16 ص 86, بحار الأنوار ج 48 ص 119, العوالم ج 21 ص 199

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* كرمه:

روي ان الإمام الكاظم (ع) كان يصل بالمائة دينار إلى الثلاثمائة دينار, فكانت صرر موسى مثلا (ع). وشكا محمد البكري إليه فمد يده إليه فرجع إلى صرة فيها ثلاثمائة دينار.

----------------

مناقب آشوب ج 4 ص 318, بحار الانوار ج 48 ص 108, العوالم ج 21 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام العسكري (ع): قال‏ موسى بن جعفر (ع) وقد حضرة فقير مؤمن يسأله سد فاقته فضحك في وجهه وقال: أسألك بمسألة فإن أصبتها أعطيتك ما طلبت عشرة أضعاف ما طلبت، وإن لم تصبها أعطيتك ما طلبت، وكان قد طلب منه مأة درهم يضعها في بضاعته يتعيش بها. فقال الرجل: سل فقال موسى (ع): لو جعل إليك التمني في نفسك في الدنيا ماذا كنت تتمنى؟ قال: كنت أتمنى أن ارزق التقية في ديني وقضاء حقوق إخواني. قال: فما لك لا تسأل الولاية لنا أهل البيت؟ قال: ذلك قد اعطيته وهذا لم نعطه فأنا أشكر الله تعالى على ما اعطيت وأسأل ربي عز وجل ما منعت. فقال: أحسنت أعطوه ألفي درهم، وقال: إصرفها في كذا يعني العفص‏ فإنه متاع بائر، وسيقبل بعد ما أدبر فانتظر به سنة، واختلف إلى دارنا وخذ الأجر في كل يوم، ففعل فلما تمت له سنة إذ قد زاد في ثمن العفص للواحد خمسة عشر فباع ما كان إشترى بألفي درهم بثلاثين ألف درهم.

---------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 322, حلية الأبرار ج 4 ص 258, مدينة المعاجز ج 6 ص 451

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر (ع) بالجلوس للتهنية في يوم النيروز وقبض ما يحمل إليه, فقال (ع): إني قد فتشت الأخبار عن جدي رسول الله (ص) فلم أجد لهذا العيد خبرا, وإنه سنة للفرس ومحاها الإسلام ومعاذ الله أن نحيي ما محاه الإسلام, فقال المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند, فسألتك بالله العظيم إلا جلست, فجلس ودخلت عليه الملوك والأمراء والأجناد يهنئونه ويحملون إليه الهدايا والتحف, وعلى رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمل, فدخل في آخر الناس رجل شيخ كبير السن فقال له: يا ابن بنت رسول الله إنني رجل صعلوك لا مال لي أتحفك, ولكن أتحفك بثلاثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بن علي (ع)

عجبت لمصقول علاك فرنده‏ ... يوم الهياج وقد علاك غبار

ولأسهم نفذتك دون حرائر ... يدعون جدك والدموع غزار

ألا تغضغضت السهام وعاقها ... عن جسمك الإجلال والإكبار

قال: قبلت هديتك اجلس بارك الله فيك, ورفع رأسه إلى الخادم وقال: امض إلى أمير المؤمنين وعرفه بهذا المال وما يصنع به, فمضى الخادم وعاد وهو يقول: كلها هبة مني له – للإمام الكاظم (ع) - يفعل به ما أراد, فقال موسى (ع) للشيخ: اقبض جميع هذا المال فهو هبة مني لك‏.

-------------

مناقب آشوب ج 4 ص 318, بحار الأنوار ج 48 ص 108, رياض الأبرار ج 2 ص 292, العوالم ج 21 ص 189, مستدرك الوسائل ج 10 ص 386

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حماد بن عثمان قال بينا موسى بن عيسى‏ في داره التي في المسعى تشرف على المسعى إذ رآى أبا الحسن موسى (ع) مقبلا من المروة على بغلة، فأمر ابن هياج- رجلا من همدان منقطعا إليه- أن يتعلق بلجامه ويدعي البغلة، فأتاه فتعلق باللجام وإدعى البغلة. فثنى أبو الحسن (ع) رجله فنزل عنها وقال لغلمانه: خذوا سرجها وإدفعوها إليه. فقال: والسرج أيضا لي. فقال أبو الحسن (ع): كذبت عندنا البينة بأن السرج سرج محمد بن علي (ع)، وأما البغلة فإنا إشتريناها منذ قريب وأنت أعلم وما قلت.

-------------

الكافي ج 8 ص 86, مجموعة ورام ج 2 ص 135, وسائل الشيعة ج 27 ص 291, حلية الأبرار ج 4 ص 299, مرآة العقول ج 25 ص 197, بحار الأنوار ج 48 ص 148, العوالم ج 21 ص 280

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن جعفر، قال: جاءني محمد بن إسماعيل وقد إعتمرنا عمرة رجب ونحن يومئذ بمكة؛ فقال: يا عم إني اريد بغداد وقد أحببت أن اودع عمي أبا الحسن يعني موسى بن جعفر (ع) وأحببت أن تذهب معي إليه فخرجت معه نحو أخي، وهو في داره التي بالحوبة، وذلك بعد المغرب بقليل، فضربت الباب فأجابني أخي، فقال: من هذا؟ فقلت: علي. فقال: هو ذا أخرج وكان بطيي‏ء الوضوء. فقلت: العجل. قال: وأعجل وخرج وعليه إزار ممشق‏ قد عقده في عنقه حتى قعد تحت عتبة الباب. فقال علي بن جعفر: فانكببت عليه فقبلت رأسه وقلت قد جئتك في أمر إن تره صوابا فالله وفق له، وإن يكن غير ذلك فما أكثر ما نخطي‏ء. قال (ع): وما هو؟ قلت: هذا إبن أخيك يريد أن يودعك ويخرج إلى بغداد. فقال له: ادعه فدعوته، وكان متنحيا فدنا منه فقبل رأسه وقال: جعلت فداك أوصني. فقال: اوصيك أن تتقي الله في دمي. فقال مجيبا له: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل، وجعل يدعو على من يريده بسوء. ثم عاد فقبل رأسه، ثم قال: يا عم أوصني، فقال: أوصيك أن تتقي الله في دمي فقال: من أرادك بسوء فعل الله به وفعل. ثم عاد فقبل رأسه ثم قال: يا عم أوصني، فقال: اوصيك أن تتقي الله في دمي، فدعا على من أراده بسوء. ثم تنحى عنه ومضيت معه، فقال لي أخي: يا علي مكانك فقمت مكاني فدخل منزله ثم دعاني، فدخلت إليه فتناول صرة فيها مأة دينار فأعطانيها، وقال: قل لإبن أخيك يستعين بها على سفره. قال علي: فأخذتها وأدرجتها في حاشية ردائي ثم ناولني مأة اخرى وقال: أعطه أيضا ثم ناولني صرة أخرى فقال: أعطه أيضا. فقلت: جعلت فداك إذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت فلم تعينه على نفسك؟ فقال: إذا وصلته وقطعني قطع الله أجله. ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وضح‏ فقال: أعطه‏ هذه أيضا قال: فخرجت إليه فأعطيته المأة الاولى ففرح بها فرحا شديدا ودعا لعمه، ثم أعطيته المأة الثانية والثالثة ففرح بها حتى ظننت أنه سيرجع ولا يخرج، ثم أعطيته الثلاثة آلاف درهم فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة، وقال: ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة، فأرسل هارون إليه بمأة ألف درهم، فرماه الله بالذبحة فما نظر منها إلى درهم ولا مسة.

-------------

مسائل علي بن جعفر (ع) ص 313, الكافي ج 1 ص 484, الوافي ج 3 ص 811, حلية الأبرار ج 4 ص 251, مدينة المعاجز ج 6 ص 310, مرآة العقول ج 6 ص 68, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 356, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 550

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن عبد الله البكري، قال: قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني، فقلت لو ذهبت إلى أبي الحسن موسى (ع) فشكوت إليه فأتيته بنقمى‏ في ضيعته فخرج إلي ومعه غلام بمنسف‏ فيه قديد مجزع‏ ليس معه غيره فأكل وأكلت معه، ثم سألني عن حاجتي، فذكرت له قصتي، فدخل ولم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي فقال لغلامه: إذهب، ثم مد يده إلي صرة فيها ثلاث مأة دينار ثم قام فولى، فقمت وركبت دابتي وإنصرفت.

----------

الإرشاد ج 2 ص 232, دلائل الإمامة ص 310, روضة الواعظين ج 1 ص 215, الدر النظيم ص 652, حلية الأبرار ج 4 ص 260, بحار الأنوار ج 48 ص 102, العوالم ج 21 ص 187

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذي أبا الحسن موسى (ع) ويسبه إذا رآه ويشتم عليا (ع), فقال له بعض جلسائه يوما: دعنا نقتل هذا الفاجر, فنهاهم عن ذلك أشد النهي وزجرهم أشد الزجر, وسأل عن العمري, فذكر أنه يزرع‏ بناحية من‏ نواحي المدينة, فركب فوجده في مزرعة, فدخل المزرعة بحماره, فصاح به العمري: لا توطئ زرعنا, فتوطأه أبو الحسن (ع) بالحمار حتى وصل إليه, فنزل وجلس عنده وباسطه وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ فقال له: مائة دينار, قال: وكم ترجو أن تصيب فيه؟ قال: لست أعلم الغيب؟ قال: إنما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه, قال: أرجو فيه مائتي دينار, قال: فأخرج له أبو الحسن (ع) صرة فيها ثلاثمائة دينار, وقال: هذا زرعك على حاله والله يرزقك فيه ما ترجو, قال: فقام العمري فقبل رأسه وسأله أن يصفح عن فارطه, فتبسم إليه أبو الحسن (ع) وانصرف. قال: وراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا, فلما نظر إليه قال: الله أعلم حيث يجعل رسالاته, قال: فوثب أصحابه إليه فقالوا: ما قصتك؟ قد كنت تقول غير هذا, قال: فقال لهم: قد سمعتم ما قلت الآن, وجعل يدعو لأبي الحسن (ع), فخاصموه وخاصمهم فلما رجع أبو الحسن (ع) إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه في قتل العمري: أيما كان خيرا ما أردتم أو ما أردت؟ إنني أصلحت أمره‏ بالمقدار الذي عرفتم وكفيت به شره‏

-----------

الإرشاد ج 2 ص 233, دلائل الإمامة ص 311, إعلام الورى ص 306, حلية الأبرار ج 4 ص 289, مدينة المعاجز ج 6 ص 192, بحار الأنوار ج 48 ص 102, رياض الأبرار ج 2 ص 289, العوالم ج 21 ص 191, مناقب آشوب ج 4 ص 319 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي ان الإمام الكاظم (ع) كان يتفقد فقراء أهل المدينة فيحمل إليهم في الليل العين والورق وغير ذلك فيوصله إليهم وهم لا يعلمون من أي جهة هو.

----------

الإرشاد ج 2 ص 231, مناقب آشوب ج 4 ص 318, كشف الغمة ج 2 ص 228, بحار الأنوار ج 48 ص 108, رياض لأبرار ج 2 ص 289, العوالم ج 21 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معتب قال: كان أبو الحسن موسى (ع) في حائط له يصرم‏ فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط، فأتيته فأخذته وذهبت به إليه، فقلت له: جعلت فداك إني وجدت هذا وهذه الكارة. فقال للغلام: يا فلان! قال: لبيك. قال أتجوع؟ قال: لا سيدي. قال: فتعرى؟ قال: لا سيدي. قال: فلاي شي‏ء أخذت هذه؟ قال: إشتهيت ذلك قال: إذهب فهي لك، وقال: خلوا عنه.

----------

الكافي ج 2 ص 108, مجموعة ورام ج 2 ص 188, الوافي ج 4 ص 441, حلية الأبرار ج 4 ص 291, مرآة العقول ج 8 ص 195, بحار الأنوار ج 48 ص 115, العوالم ج 21 ص 212

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: أولم أبو الحسن موسى (ع) وليمة على بعض ولده, فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيام, الفالوذجات في الجفان في المساجد والأزقة, فعابه بذلك بعض أهل المدينة, فبلغه (ع) ذلك فقال: ما آتى الله عز وجل نبيا من أنبيائه شيئا إلا وقد آتى محمدا (ص) مثله وزاده ما لم يؤتهم, قال لسليمان (ع) {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب} وقال لمحمد (ص) {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

-------------

الكافي ج 6 ص 281, الوافي ج 20 ص 527, وسائل الشيعة ج 24 ص 307, حلية الأبرار ج 4 ص 309, بحار الأنوار ج 48 ص 110, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 463, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 246, العوالم ج 26 ص 208

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن جعفر بن العاصم, عن أبيه, عن جده قال: حججت ومعي جماعة من أصحابنا, فأتيت المدينة فقصدنا مكانا ننزله, فاستقبلنا غلام لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع) على حمار له أخضر يتبعه الطعام, فنزلنا بين النخل وجاء هو (ع) فنزل, وأتي بالطست والماء, فبدأ وغسل يديه وأدير الطست عن يمينه حتى بلغ آخرنا, ثم أعيد من يساره حتى أتي على آخرنا, ثم قدم الطعام فبدأ بالملح ثم قال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, ثم ثنى بالخل ثم أتي بكتف مشوي فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب النبي (ص), ثم أتي بالخل والزيت فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب فاطمة (ع), ثم أتي بالسكباج فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب أمير المؤمنين (ع), ثم أتي بلحم مقلو فيه باذنجان فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب الحسن بن علي (ع), ثم أتي بلبن حامض قد ثرد فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب الحسين بن علي (ع), ثم أتي بأضلاع باردة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب علي بن الحسين (ع), ثم أتي بجبن مبزر فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام كان يعجب محمد بن علي (ع), ثم أتي بتور فيه بيض كالعجة فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم فإن هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا (ع), ثم أتي بحلواء فقال: كلوا بسم الله الرحمن الرحيم, فإن هذا طعام يعجبني, ورفعت المائدة فذهب أحدنا ليلتقط ما كان تحتها فقال: مه, إنما ذلك في المنازل تحت السقوف, فأما في مثل هذا الموضع فهو لعافية الطير والبهائم, ثم أتي بالخلال فقال: من حق الخلال أن تدير لسانك في فمك, فما أجابك تبتلعه, وما امتنع تحركه بالخلال ثم تخرجه فتلفظه, وأتي بالطست والماء فابتدأ بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل, ثم غسل من على يمينه حتى أتي على آخرهم, ثم قال: يا عاصم, كيف أنتم في التواصل والتبار؟ فقال: على أفضل ما كان عليه أحد, فقال: أيأتي أحدكم منزل أخيه عند الضيقة, فلا يجده, فيأمر بإخراج كيسه, فيخرج فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حاجته, فلا ينكر عليه؟ قال: لا, قال: لستم على أفضل ما كان أحد عليه من التواصل.

-----------

مكارم الأخلاق ص 144, وسائل الشيعة ج 25 ص 34, بحار الأنوار ج 48 ص 117, رياض الأبرار ج 2 ص 295, العوالم ج 21 ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عيسى بن محمد بن مغيث القرطي قال: زرعت بطيخا وقثاء وقرعا في موضع بالجوانية على بئر يقال لها: أم عظام, فلما قرب الخير واستوى الزرع بيتني الجراد وأتى على الزرع كله, وكنت عزمت على الزرع ثمن جملين ومائة وعشرين دينارا, فبينا أنا جالس إذ طلع موسى بن جعفر بن محمد (ع) فسلم علي ثم قال: أيش حالك؟ قلت: أصبحت كالصريم, بيتني الجراد فأكل زرعي, قال: كم غرمت؟ قلت: مئة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين, قال: فقال: يا عرفة, إن لأبي الغيث مئة وخمسين دينارا, فربحك ثلاثون دينارا والجملان, فقلت: يا مبارك, ادع لي فيها بالبركة, فدخل ودعا. وحدثني عن رسول الله (ص) أنه قال: تمسكوا ببقاء المصائب, ثم علقت عليه الجملين وسقيته, فجعل الله فيه البركة, وزكت فبعت منها بعشرة آلاف.

-----------

كشف الغمة ج 2 ص 217, الدر النظيم ص 662, بحار الأنوار ج 48 ص 29, العوالم ج 21 ص 163, نوادر المعجزات ص 329 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

!!!!!!!!!!!!!!!

 

عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: دخلت على أبي الحسن الأول (ع) في بيته الذي كان يصلي فيه، فإذا ليس في البيت شي‏ء إلا خصفة وسيف معلق ومصحف.

-----------

قرب الإسناد ص 310, بحار الأنوار ج 48 ص 100, رياض الأبرار ج 2 ص 289

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سالم قال: لما حمل سيدي موسى بن جعفر (ع) إلى هارون, جاء إليه هشام بن إبراهيم العباسي فقال له: يا سيدي, قد كتب لي صك إلى الفضل بن يونس تسأله أن يروج أمري, قال: فركب إليه أبو الحسن (ع) فدخل عليه حاجبه فقال: يا سيدي, أبو الحسن موسى بالباب, فقال: فإن كنت صادقا فأنت حر ولك كذا وكذا, فخرج الفضل بن يونس حافيا يعدو حتى خرج إليه, فوقع على قدميه يقبلهما, ثم سأله أن يدخل, فدخل, فقال له: اقض حاجة هشام بن إبراهيم, فقضاها, ثم قال: يا سيدي, قد حضر الغداء, فتكرمني أن تتغدى عندي, فقال: هات, فجاء بالمائدة وعليها البوارد, فأجال (ع) يده في البارد ثم قال: البارد تجال اليد فيه, فلما رفع البارد وجاء بالحار فقال أبو الحسن (ع): الحار حمى.

-------------

رجال الكشي ص 500, حلية الأبرار ج 4 ص 310, بحار الأنوار ج 48 ص 109, العوالم ج 21 ص 202, خاتمة المستدرك ج 5 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية