مظلوميته

عن أبي الحسن موسى (ع) قال: إن الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم, فوقيتهم والله بنفسي.

------------

الكافي ج 1 ص 260، مدينة المعاجز ج 6 ص 379, الوافي ج 3 ص 598

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: قبض موسى بن جعفر (ع) وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلاث وثمانين ومئة, وعاش بعد جعفر (ع) خمسا وثلاثين سنة.

------------

الكافي ج 1 ص 486, الوافي ج 3 ص 813, بحار الأنوار ج 48 ص 206, العوالم ج 21 ص 448

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جماعة من مشايخ أهل المدينة قالوا: لما مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد, استشهد ولي الله موسى بن جعفر (ع) مسموما, سمه السندي بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة وفيه السدرة, ومضى إلى رضوان الله تعالى وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة, وقد تم عمره أربعا وخمسين سنة, وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربي بباب التبن في المقبرة المعروفة بمقابر قريش.

-------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 99, بحار الأنوار ج 48 ص 226, العوالم ج 21 ص 447

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى (ع) يقول: لا والله، لا يرى أبو جعفر (المنصور) بيت الله أبدا, فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا، فلم يلبث أن خرج، فلما بلغ الكوفة قال لي أصحابنا في ذلك فقلت: لا والله، لا يرى بيت الله أبدا. فلما صار إلى البستان اجتمعوا أيضا إلي فقالوا: بقي بعد هذا شي‏ء؟! قلت: لا والله لا يرى بيت الله أبدا. فلما نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسن (ع) فوجدته في المحراب، قد سجد فأطال السجود، ثم رفع رأسه إلي فقال: اخرج فانظر ما يقول الناس, فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر، فرجعت فأخبرته فقال: الله أكبر، ما كان ليرى بيت الله أبدا.

-----------

قرب الإسناد ص 337, كشف الغمة ج 2 ص 245, مدينة المعاجز ج 6 ص 284, بحار الأنوار ج 48 ص 45, العوالم ج 21 ص 101, إثبات الهداة ج 4 ص 254 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي خالد الزبالي، قال: لما أقدم بأبي الحسن موسى (ع) على المهدي- القدمة الأولى- نزل زبالة، فكنت أحدثه، فرآني مغموما، فقال لي: يا أبا خالد، ما لي أراك مغموما؟ فقلت: وكيف لا أغتم وأنت تحمل إلى هذه الطاغية، ولا أدري ما يحدث فيك؟! فقال: ليس علي بأس، إذا كان شهر كذا وكذا ويوم كذا، فوافني في أول الميل. فما كان لي هم إلا إحصاء الشهور والأيام حتى كان ذلك اليوم، فوافيت الميل، فما زلت عنده حتى كادت الشمس أن تغيب، ووسوس الشيطان في صدري، وتخوفت أن أشك فيما قال، فبينا أنا كذلك إذ نظرت إلى سواد قد أقبل من ناحية العراق، فاستقبلتهم، فإذا أبوالحسن (ع) أمام القطار على بغلة، فقال: إيه يا أبا خالد, قلت: لبيك، يا ابن رسول الله، فقال: لا تشكن، ود الشيطان أنك شككت. فقلت: الحمد لله الذي خلصك منهم، فقال: إن لي إليهم عودة لاأتخلص منهم.

------------

الكافي ج 1 ص 477, الوافي ج 3 ص 798, إثبات الهداة ج 4 ص 236, مدينة المعاجز ج 6 ص 248, خاتمة المستدرك ج 9 ص 261. نحوه: قرب الإسناد ص 330, كشف الغمة ج 2 ص 238, مختصر البصائر ص 277, بحار الأنوار ج 48 ص 228, العوالم ج 21 ص 220

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن يقطين قال: أنهي الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم إليه موسى بن المهدي في أمره, فقال لأهل بيته: ما تشيرون؟ قالوا نرى أن تتباعد عنه وأن تغيب شخصك, فإنه لا يؤمن شره, فتبسم أبو الحسن (ع) ثم قال‏:

زعمت سخينة أن ستغلب ربها ... وليغلبن مغالب الغلاب‏

 ثم قال: رفع يده إلى السماء فقال: "اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته, وأرهف لي شبا حده, وداف لي قواتل سمومه, ولم تنم عني عين حراسته, فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح, وعجزي ذلك عن ملمات الحوائج, صرفت ذلك عني بذلك بحولك وقوتك لا بحولي وقوتي, فألقيته في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أمله في دنياه, متباعدا مما رجاه في آخرته, فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي, اللهم فخذه بعزتك وأقلل حده‏ عني بقدرتك, واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عمن يناويه, اللهم وأعدني عليه من عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاء ومن حقي عليه وفاء, وصل اللهم دعائي بالإجابة وانظم شكايتي بالتغيير, وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين, وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين إنك ذو الفضل العظيم, والمن الكريم." قال: ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي‏.

-----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 79, مدينة المعاجز ج 6 ص 324, بحار الأنوار ج 48 ص 217, العوالم ج 21 ص 233, مستدرك الوسائل ج 5 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن محمد النوفلي عن أبيه، وأحمد بن محمد ابن سعيد، وأبو محمد الحسن بن يحيى‏، عن مشايخهم قالوا: كان السبب في أخذ موسى بن جعفر (ع) أن الرشيد جعل إبنه في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث‏، فحسده يحيى بن خالد بن برمك على ذلك، وقال: إن أفضت إليه الخلافة زالت دولتي ودولة ولدي، فاحتال على جعفر بن محمد، وكان يقول بالإمامة حتى داخله وأنس اليه، وكان يكثر غشيانه في منزله، ويقف على أمره ويرفعه إلى الرشيد ويزيد على ذلك بما يقدح في قلبه. ثم قال يوما لبعض ثقاته: أتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال فيعرفني ما أحتاج إليه؟ فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد (ع) فحمل إليه يحيى بن خالد مالا وكان موسى بن جعفر (ع) يأنس بعلي بن إسماعيل بن جعفر (ع)‏ ويصله ويبره. ثم أنفذ إليه يحيى بن خالد يرغبه في قصد الرشيد ويعده بالإحسان إليه فعمل على ذلك فأحس به موسى (ع) فدعاه فقال: إلى أين تريد يا بن أخي؟ قال: إلى بغداد. قال: وما تصنع؟ قال: علي دين وأنا مملق. فقال له موسى (ع): فأنا اقضي دينك وأفعل بك وأصنع, فلم يلتفت إلى ذلك وعمد على الخروج, فاستدعاه أبو الحسن (ع) فقال له: أنت خارج؟ قال: نعم, لا بد لي من ذلك. فقال له: انظر يا بن أخي واتق الله ولا تؤتم أولادي، وأمر له بثلاث مأة دينار وأربعة آلاف درهم, فلما قام بين يديه قال أبو الحسن (ع) لمن حضره: والله ليسعين في دمي وليؤتمن أولادي. فقالوا له: جعلنا الله فداك فأنت تعرف وتعلم هذا من حاله وتعطيه وتصله؟ قال لهم: نعم حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله (ص) إن الرحم إذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله, وإني أردت أن أصله بعد قطعه لي حتى إذا قطعني قطعه الله, قالوا: فخرج علي بن إسماعيل حتى أتى على يحيى بن خالد فتعرف منه خبر موسى بن جعفر (ع) ورفعه إلى الرشيد وزاد عليه, ثم أوصله إلى الرشيد فسأله عن عمه فسعى به إليه، ثم قال له: إن الأموال تحمل إليه من المشرق والمغرب, وإنه إشترى ضيعة سماها اليسيرة بثلاثين ألف دينار, فقال له صاحبها وقد احضر المال: لا آخذ هذا النقد ولا آخذ إلا النقد الذي أسأله بعينه, فسمع ذلك منه الرشيد وأمر له بمأتي ألف درهم تسبيبا على بعض النواحي,‏ فاختار بعض كور المشرق ومضت رسله لقبض المال وأقام ينتظرهم, فدخل في بعض تلك الأيام إلى الخلاء فزحر زحرة خرجت منه حشوته‏ كلها, فسقط وجهدوا في ردها فلم يقدروا فوقع لما به، وجائه المال وهو ينزع فقال: وما أصنع به وأنا في الموت؟! وخرج الرشيد في تلك السنة الى الحج وبدأ بالمدينة, فقبض بها على أبي الحسن موسى (ع) ويقال: إنه لما ورد المدينة إستقبله موسى (ع) في جماعة من الأشراف وإنصرفوا من استقباله، ومضى أبو الحسن (ع) إلى المسجد على رسمه وقام الرشيد إلى الليل وصار إلى قبر رسول الله (ص) وقال: يا رسول الله, إني أعتذر إليك من شي‏ء اريد أن افعله, أريد أن أحبس موسى بن جعفر فإنه يريد التشتت بين امتك وسفك دمائها. ثم أمر به فأخرج من المسجد فادخل عليه، وقيده وإستدعى قبتين فجعله في إحديهما على بغل، وجعل القبة الاخرى على بغل‏ آخر، وأخرج البغلان من داره وعليهما القبتان مستورتان، ومع كل واحدة منهما خيل، فافترقت الخيل فمضى بعضها مع إحدى القبتين على طريق البصرة، والاخرى على طريق الكوفة، وكان أبو الحسن (ع) في القبة التي مضى بها على طريق البصرة، وإنما فعل ذلك الرشيد ليعمي على الناس الأمر في باب أبي الحسن (ع), وأمر القوم الذي كانوا مع قبة أبي الحسن (ع) أن يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور، وكان على البصرة حينئذ، فسلم إليه فحبسه عنده سنة. وكتب إليه الرشيد في دمه وإستدعى عيسى بن جعفر بعض خاصته وثقاته فاستشارهم فيما كتب اليه الرشيد فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك والإستعفاء منه، فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول له: إنه قد طال أمر موسى بن جعفر (ع) ومقامه في حبسي وقد اختبرت حاله ووضعت عليه العيون طول هذه المدة فما وجدته يفتر عن العبادة, ووضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه فما دعا عليك ولا علي ولا ذكرنا بسوء, وما يدعو لنفسه إلا بالمغفرة والرحمة، وإن أنت أنفذت من يتسلمه مني وإلا خليت سبيله فإني متحرج من حبسه.

-------------

الإرشاد ج 2 ص 237, الغيبة للطوسي ص 26, حلية الأبرار ج 4 ص 254, العوالم ج 21 ص 429

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي محمد الحسن بن علي الثاني عليه السلام, قال: إن موسى (ع) قبل وفاته بثلاثة أيام دعا المسيب وقال له: إني ظاعن (سار أو ارتحل) عنك في هذه الليلة إلى مدينة جدي رسول الله (ص) لأعهد إلى من بها عهداً أن يعمل به بعدي، قال المسيب: قلت: مولاي, كيف تأمرني والحرس والأبواب, كيف أفتح لك الابواب والحرس معي على الابواب وعليها أقفالها؟ فقال: يا مسيب, ضعفت نفسك في الله وفينا, قلت: يا سيدي, بين لي، فقال: يا مسيب, إذا مضى من هذه الليلة المقبلة ثلثها, فقف فانظر. قال المسيب: فحرمت على نفسي الانضجاع في تلك الليلة, فلم أزل راكعاً وساجداً وناظراً ما وعدنيه, فلما مضى من الليل ثلثه غشيني النعاس وأنا جالس, فإذا أنا بسيدي موسى (ع) يحركني برجله, ففزعت وقمت قائماً, فإذا بتلك الجدران المشيدة, والابنية المعلاة, وما حولنا من القصور والابنية, قد صارت كلها أرضاً, فظننت بمولاي أنه أخرجني من المحبس الذي كان فيه, قلت: مولاي, خذ بيدي من ظالمك وظالمي, فقال: يا مسيب, تخاف القتل؟ قلت: مولاي, معك لا, فقال: يا مسيب فاهدأ على حالتك, فإنني راجع إليك بعد ساعة واحدة, فإذا وليت عنك فسيعود المحبس إلى شأنه, قلت: يا مولاي, فالحديد الذي عليك, كيف تصنع به؟ فقال: ويحك يا مسيب, بنا والله ألان الله الحديد لنبيه داود, كيف يصعب علينا الحديد؟! قال المسيب: ثم خطا فمر بين يدي خطوة ولم أدر كيف غاب عن بصري, ثم ارتفع البنيان وعادت القصور على ما كانت عليه, واشتد اهتمام نفسي, وعلمت أن وعده الحق, فلم أزل قائماً على قدمي, فلم ينقض إلا ساعة كما حده لي, حتى رأيت الجدران والابنية قد خرت إلى الارض سجداً, وإذا أنا بسيدي (ع) وقد عاد إلى حبسه, وعاد الحديد إلى رجليه, فخررت ساجداً لوجهي بين يديه, فقال لي: ارفع رأسك يا مسيب, وأعلم أن سيدك راحل عنك إلى الله في ثالث هذا اليوم الماضي، فقلت: مولاي, فأين سيدي علي صلوات الله وسلامه عليه؟ فقال: شاهد غير غائب يا مسيب, وحاضر غير بعيد, يسمع ويرى، قلت: يا سيدي, فإليه قصدت؟ قال: قصدت والله يا مسيب, كل منتخب لله على وجه الارض شرقاً وغرباً, حتى الجن في البراري والبحار, حتى الملائكة في مقاماتهم وصفوفهم, قال: فبكيت, قال: لا تبك يا مسيب, إنا نور لا نطفأ, إن غبت عنك, فهذا علي ابني يقوم مقامي بعدي, هو أنا, فقلت: الحمد لله، قال: ثم إن سيدي في ليلة اليوم الثالث دعاني فقال لي: يا مسيب, إن سيدك يصبح من ليلة يومه على ما عرفتك من الرحيل إلى الله تعالى, فإذا أنا دعوت بشربة ماء فشربتها فرأيتني قد انتفخت بطني يا مسيب واصفر لوني واحمر واخضر وتلون ألواناً, فخبر الظالم بوفاتي, وإياك بهذا الحديث أن تظهر عليه أحداً من عندي إلا بعد وفاتي، قال المسيب: فلم أزل أترقب وعده, حتى دعا بشربة الماء فشربها, ثم دعاني فقال: إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيقول إنه يتولى أمري ودفني, وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً!! فإذا حملت نعشي إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش, فالحدوني بها, ولا تعلوا على قبري علواً واحداً, ولا تأخذوا من تربتي لتتبركوا بها, فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي صلوات الله عليه، فإن الله جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا.

قال: فرأيته تختلف ألوانه وتنتفخ بطنه, ثم قال: رأيت شخصاً أشبه الاشخاص به, جالساً إلى جانبه في مثل هيئته, وكان عهدي بسيدي الرضا صلوات الله عليه في ذلك الوقت غلاماً, فأقبلت أريد سؤاله, فصاح بي سيدي موسى صلوات الله عليه: قد نهيتك يا مسيب, فتوليت عنهم, ولم أزل صابراً حتى قضى, وعاد ذلك الشخص, ثم أوصلت الخبر إلى الرشيد, فوافى الرشيد وابن شاهك, فوالله, لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه ويحنطونه ويكفنونه, وكل ذلك أراهم لا يصنعون به شيئاً, ولا تصل أيديهم إلى شيء منه, ولا إليه, وهو مغسول, مكفن, محنط, ثم حمل ودفن في مقابر قريش, ولم يعل على قبره إلى الساعة.

--------------

دلائل الإمامة ص313, عيون أخبار الرضا عليه (ع) ج2 ص94 باختلاف, عنه البحار ج48 ص224, عيون المعجزات ص91 باختلاف, مدينة المعاجز ج6 ص447, الهداية الكبرى ص265, تفسير الثقلين ج4 ص89 باختلاف.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أحمد بن عبد الله القروي، عن أبيه في حديث طويل: حول – الإمام الكاظم ع - إلى الفضل بن يحيى‏ البرمكي فحبس عنده أياما، وكان الفضل بن الربيع يبعث اليه في كل ليلة مائدة، ومنع أن يدخل اليه من عنده غيره، فكان لا يأكل ولا يفطر إلا على المائدة التي يؤتى بها حتى مضى على تلك الحال ثلاثة أيام ولياليها، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى فرفع (ع) يده الى السماء فقال: يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي فأكل فمرض فلما كان من الغد جائه‏ الطبيب فعرض عليه خضرة في بطن راحته، وكان السم الذي سم به قد إجتمع في ذلك الموضع فانصرف الطبيب إليهم فقال: والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم، ثم توفي.

---------

الأمالي للصدوق ص 146, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 106, روضة الواعظين ج 1 ص 216, الوافي ج 3 ص 597, حلية الأبرار ج 4 ص 244, مدينة المعاجز ج 6 ص 360, بحار الأنوار ج 48 ص 210, العوالم ج 21 ص 434

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن محمد بن بشار، قال: حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ببغداد ممن كان ينقل عنه، قال: قال لي: قد رأيت بعض من يقولون بفضله من أهل هذا البيت، فما رأيت مثله قط في فضله ونسكه، فقلت له: من؟ وكيف رأيته؟ قال: جمعنا أيام السندي بن شاهك ثمانين رجلا من‏ الوجوه المنسوبين إلى الخير، فأدخلنا على موسى بن جعفر عليهما السلام، فقال لنا السندي: يا هؤلاء، انظروا إلى هذا الرجل هل حدث به حدث؟ فإن الناس يزعمون أنه قد فعل به، ويكثرون في ذلك، وهذا منزله وفراشه موسع عليه غير مضيق، ولم يرد به أمير المؤمنين سوءا، وإنما ينتظر به أن يقدم فيناظر أمير المؤمنين، وهذا هو صحيح، موسع عليه في جميع أموره، فسلوه. قال: ونحن ليس لنا هم إلا النظر إلى الرجل وإلى فضله وسمته، فقال موسى بن جعفر عليهما السلام: أما ما ذكر من التوسعة وما أشبهها، فهو على ما ذكر، غير أني أخبركم أيها النفر، أني قد سقيت السم في سبع تمرات، وأنا غدا أخضر، وبعد غد أموت. قال: فنظرت إلى السندي بن شاهك يضطرب، ويرتعد مثل السعفة.

----------

الكافي ج 1 ص 258, قرب الإسناد ص 333, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 96, الأمالي للصدوق ص 149, الغيبة للطوسي ص 31, روضة الواعظين ج 1 ص 217, الوافي ج 3 ص 596, بحار الأنوار ج 48 ص 212, مدينة المعاجز ج 6 ص 376, العوالم ج 21 ص 436

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن سويد السائي قال: كتب إلي أبو الحسن الأول (ع) في كتاب: أن أول ما أنعى إليك نفسي في ليالي هذه غير جازع ولا نادم ولا شاك فيما هو كائن مما قضى الله وحتم, فاستمسك بعروة الدين آل محمد والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي, والمسالمة والرضا بما قالوا.

-------------

قرب الإسناد ص 333, بحار الأنوار ج 48 ص 229, العوالم ج 21 ص 446

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن طاوس قال: قلت للرضا (ع): إن يحيى بن خالد سم أباك موسى بن جعفر (ع)؟ قال: نعم, سمه في ثلاثين رطبة.

-------------

بحار الأنوار ج 48 ص 242, رياض الأبرار ج 2 ص 329, العوالم ج 21 ص 468, خاتمة المستدرك ج 8 ص 163, رجال الكشي ص 604

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وكان سبب وفاته – الإمام الكاظم ع - أن يحيى بن خالد سمه في رطب وريحان، أرسل بهما إليه مسمومين بأمر الرشيد، ولما سم وجه الرشيد إليه بشهود حتى يشهدون عليه بخروجه عن أملاكه، فلما دخلوا قال: يا فلان بن فلان، سقيت السم في يومي هذا، وفي غد يصفار بدني ويحمار، وبعد غد يسود وأموت. فانصرف الشهود من عنده، فكان كما قال (ع). وتولى أمره ابنه علي الرضا (ع)، ودفن ببغداد بمقابر قريش، في بقعة كان قبل وفاته ابتاعها لنفسه‏.

-----------

دلائل الإمامة ص 306, الدر النظيم ص 671, مدينة المعاجز ج 6 ص 377

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن السندي بن شاهك (لع) قال لأبي الحسن موسى بن جعفر (ع): أحب أن تدعني على أن أكفنك, فقال: إنا أهل بيت حج صرورتنا (1) ومهور نسائنا وأكفاننا من طهور أموالنا. (2)

-----------

(1) المراد بحج الصرورة: حجة الإسلام.

(2) الفقيه ج 1 ص 183, تحف العقول ص 412, وسائل الشيعة ج 3 ص 55, الوافي ج 24 ص 355, بحار الأنوار ج 75 ص 324

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مسافر قال: أمر أبو إبراهيم عليه السلام- حين أخرج به- أبا الحسن عليه السلام أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا إلى أن يأتيه خبره، قال: فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز، ثم يأتي بعد العشاء فينام، فإذا أصبح انصرف إلى منزله، قال: فمكث على هذه الحال أربع سنين، فلما كان ليلة من الليالي، أبطأ عنا وفرش له، فلم يأت كما كان يأتي، فاستوحش العيال وذعروا، ودخلنا أمر عظيم من إبطائه. فلما كان من الغد، أتى الدار، ودخل إلى العيال، وقصد إلى أم أحمد، فقال‏ لها: هات التي أودعك أبي». فصرخت، ولطمت وجهها، وشقت جيبها، وقالت: مات والله سيدي، فكفها، وقال لها: لا تكلمي بشي‏ء، ولاتظهريه حتى يجي‏ء الخبر إلى الوالي. فأخرجت إليه سفطا، وألفي دينار، أو أربعة آلاف دينار، فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره، وقالت: إنه قال لي فيما بيني وبينه- وكانت أثيرة عنده-: احتفظي بهذه الوديعة عندك، لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت، فإذا مضيت، فمن أتاك من ولدي فطلبها منك، فادفعيها إليه، واعلمي أني قد مت. وقد جاءني والله علامة سيدي. فقبض ذلك منها، وأمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر، وانصرف فلم يعد لشي‏ء من المبيت، كما كان يفعل، فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت‏ الخريطة بنعيه، فعددنا الأيام، وتفقدنا الوقت، فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو الحسن عليه السلام ما فعل من تخلفه عن المبيت وقبضه لما قبض. 

-----------

الكافي ج 1 ص 381, إثبات الهداة ج 4 ص 309, الوافي ج 3 ص 663, بحار الأنوار ج 48 ص 246, مدينة المعاجز ج 7 ص 33, العوالم ج 21 ص 471

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن عبد الله الصيرفي, عن أبيه قال: توفي موسى بن جعفر (ع) في يد السندي بن شاهك, فحمل على نعش ونودي عليه: هذا إمام الرافضة فاعرفوه! فلما أتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر فنادوا: ألا من أراد أن يرى الخبيث بن الخبيث (لعنهم الله, بل الطيب بن الطيب) فليخرج! وخرج سليمان بن أبي جعفر الجعفري عن قصره إلى الشط, فسمع الصياح والضوضاء, فقال لغلمانه ولولده: ما هذا؟ قالوا: السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر (ع) على نعشه, فقال لولده وغلمانه: يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي, فإذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيديهم, فإن مانعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من السواد, فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم وضربوهم وخرقوا عليهم من سوادهم, ووضعوه في مفرق أربعة طرق, وأقام المنادين (أي اقام سليمان بن أبي جعفر المنادين) ينادى: ألا ومن أراد أن يرى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر (ع) فليخرج, وحضر الخلق وغسل وحنط بحنوط فاخر, وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفين وخمسمائة دينار, عليها القرآن كله.

--------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 99, كمال الدين ج 1 ص 38, بحار الأنوار ج 48 ص 227, رياض الأبرار ج 2 ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من زيارة الإمام الكاظم (ع): ...المعذب في قعر السجون وظلم المطامير, ذي الساق المرضوض بحلق القيود, والجنازة المنادى عليها بذل الاستخفاف, والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة النساء بإرث مغصوب, وولاء مسلوب, وأمر مغلوب, ودم مطلوب, وسم مشروب‏...

-----------------

بحار الأنوار ج 99 ص 17 عن مصباح الزائر

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية