الجدال الممدوح والمذموم

الجدال الممدوح:

قال الإمام الصادق (ع) وقد ذكرنا عنده الجدال في الدين، وأن رسول الله والأئمة (ع) قد نهوا عنه فقال الصادق (ع): لم ينه عنه مطلقا، ولكنه نهي عن الجدال بغير التي هي أحسن, أما تسمعون الله عز وجل يقول: {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن} وقوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}. فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين، والجدال بغير التي هي أحسن محرم حرمه الله تعالى على شيعتنا، وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى} وقال الله تعالى: {تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} فجعل علم الصدق والإيمان بالبرهان، وهل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن‏؟

------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 527, الإحتجاج ج 1 ص 21, نوادر الاخبار ص 37, البرهان ج 1 ص 307, بحار الأنوار ج 2 ص 125, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 162, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 291

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام الصادق (ع): وأما الجدال بالتي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت وإحياءه له، فقال الله تعالى حاكيا عنه: {وضرب لنا مثلا ونسي خلقه-قال من يحي العظام وهي رميم} فقال الله في الرد عليه: {قل} يا محمد {يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون}. فأراد الله من نبيه أن يجادل المبطل الذي قال: كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهي رميم, قال الله تعالى: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} أفيعجز من ابتدأ به لا من شي‏ء أن يعيده بعد أن يبلى بل ابتداؤه أصعب عندكم من إعادته. ثم قال: {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا} أي إذا كان قد كمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب يستخرجها، فعرفكم أنه على إعادة ما بلي أقدر. ثم قال: {أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم} أي إذا كان خلق السماوات والأرض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم أن تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ولم تجوزوا ما هو أسهل عندكم من إعادة البالي, فقال الصادق (ع): فهذا الجدال بالتي هي أحسن، لأن فيها قطع عذر الكافرين وإزالة شبههم.

--------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 528, الإحتجاج ج 1 ص 21, نوادر الاخبار ص 38, البرهان ج 3 ص 464, بحار الأنوار ج 2 ص 126, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 163, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

نصر بن الصباح قال: كان أبو عبد الله (ع) يقول لعبد الرحمن بن الحجاج: يا عبد الرحمن, كلم أهل المدينة, فإني أحب أن يرى في رجال الشيعة مثلك.

--------------

رجال الكشي ص 442, بحار الأنوار ج 2 ص 136, مرآة العقول ج 10 شرح ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر الأحول, عن أبي عبد الله (ع) قال: ما فعل ابن الطيار؟ فقلت: توفي, فقال: رحمه الله, أدخل الله عليه الرحمة والنضرة, فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت.

-------------

رجال الكشي ص 349, بحار الأنوار ج 2 ص 136, مرآة العقول ج 10 شرح ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الحسين بن زيد, عن جعفر بن محمد, عن أبيه (ع) قال: من أعاننا بلسانه على عدونا، أنطقه الله بحجته يوم موقفه بين يديه عز وجل.

-----------

الأمالي للمفيد ص 33, بحار الأنوار ج 2 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

الجدال المذموم 

قال الإمام الصادق (ع): أما الجدال بغير التي هي أحسن، فأن تجادل مبطلا، فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله، ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله، فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه حجة، لأنك لا تدري كيف التخلص منه، فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين. أما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا تعاطى مجادلته وضعف ما في يده حجة له على باطله. وأما الضعفاء فتغم قلوبهم لما يرون من ضعف المحق في يد المبطل.

----------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 528, الإحتجاج ج 1 ص 21, نوادر الاخبار ص 38, البرهان ج 3 ص 464, بحار الأنوار ج 2 ص 126, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 163, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام العسكري (ع): قال الإمام الصادق (ع): وأما الجدال بغير التي هي أحسن فأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه وبين باطل من تجادله، وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق، فهذا هو المحرم لأنك مثله، جحد هو حقا، وجحدت أنت حقا آخر. قال أبو محمد الحسن العسكري (ع): فقام إليه رجل وقال: يا ابن رسول الله أفجادل رسول الله (ص)؟ فقال الصادق (ع): مهما ظننت برسول الله من شي‏ء فلا تظن به مخالفة الله، أوليس الله تعالى قد قال: {وجادلهم بالتي هي أحسن} وقال: {قل يحييها الذي أنشأها أول مرة} لمن ضرب الله مثلا؟ أفتظن أن رسول الله (ص) خالف ما أمره الله، فلم يجادل بما أمره الله به، ولم يخبر عن الله بما أمره أن يخبر به.

-----------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 529, الإحتجاج ج 1 ص 22, البرهان ج 3 ص 465, بحار الأنوار ج 9 ص 257, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 163, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): أورع الناس من ترك المراء وإن كان محقا. (1) (2)

--------------

(1) العلامة المجلسي في البحار ج 2 ص 127: بيان: المراء الجدال, ويظهر من الأخبار أن المذموم منه هو ما كان الغرض فيه الغلبة وإظهار الكمال والفخر أو التعصب وترويج الباطل, وأما ما كان لإظهار الحق ورفع الباطل ودفع الشبه عن الدين وإرشاد المضلين فهو من أعظم أركان الدين, لكن التميز بينهما في غاية الصعوبة والإشكال, وكثيرا ما يشتبه أحدهما بالآخر في بادي النظر وللنفس فيه تسويلات خفية لا يمكن التخلص منها إلا بفضله تعالى.

(2) الفقيه ج 4 ص 395, الأمالي للصدوق ص 21, معاني الأخبار ص 196, روضة الواعظين ج 2 ص 432, مشكاة الأنوار ص 86, الأربعون حديثا للشهيد الأول ص 56, أعلام الدين ص 322, الوافي ج 26 ص 159, بحار الأنوار ج 2 ص 127, مستدرك الوسائل ج 9 ص 76

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الإمام الرضا (ع): لا تمارين العلماء فيرفضوك ولا تمارين السفهاء فيجهلوا عليك.

--------------

الإختصاص ص 245, بحار الأنوار ج 2 ص 137

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد العظيم, عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: يا عبد العظيم, أبلغ عني أوليائي السلام، وقل لهم: أن لا تجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم.

-----------

الإختصاص ص 247, بحار الأنوار ج 71 ص 230, مستدرك الوسائل ج 9 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن وهب, عن أبي عبد الله (ع) قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة: من أنفق ولم يخف فقرا, وأنصف الناس من نفسه, وأفشى السلام في العالم, وترك المراء وإن كان محقا.

------------

الكافي ج 2 ص 144, الفقيه ج 2 ص 62, الخصال ج 1 ص 223, الوافي ج 4 ص 473, وسائل الشيعة ج 9 ص 18, بحار الأنوار ج 2 ص 128, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 57

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أمير المؤمنين (ع): الجدل في الدين يفسد اليقين.

------------

غرر الحكم ص 63, عيون الحكم ص 29

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه, وقلة المراء, وحلمه وصبره وحسن خلقه.

---------------

الكافي ج 2 ص 240, الخصال ج 1 ص 290, مشكاة الأنوار ص 221, الوافي ج 4 ص 167, وسائل الشيعة ج 15 ص 191, بحار الأنوار ج 2 ص 129, مستدرك الوسائل ج 8 ص 444

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أمير المؤمنين (ع): دع المماراة, ومجاراة من لا عقل له ولا علم.

--------------

الأمالي للمفيد ص 222, الأمالي للطوسي ص 8, كشف الغمة ج 1 ص 536, بحار الأنوار ج 2 ص 129

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلا قال للحسين بن علي (ع): اجلس حتى نتناظر في الدين, فقال: يا هذا أنا بصير بديني مكشوف علي هداي فإن كنت جاهلا بدينك فاذهب واطلبه, ما لي وللمماراة, وإن الشيطان ليوسوس للرجل ويناجيه ويقول: ناظر الناس في الدين كيلا يظنوا بك العجز والجهل.

----------------

منية المريد ص 171, بحار الأنوار ج 2 ص 135, مستدرك الوسائل ج 9 ص 74

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أمير المؤمنين (ع): إياكم والجدال فإنه يورث الشك.

-----------

كنز الفوائد ج 1 ص 279, الخصال ج 2 ص 615, تحف العقول ص 106, أعلام الدين ص 186, وسائل الشيعة ج 27 ص 44, بحار الأنوار ج 2 ص 138

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لا يخاصم إلا شاك في دينه, أو من لا ورع له.

------------

الأصول الستة عشر ص 102, بحار الأنوار ج 2 ص 140, مستدرك الوسائل ج 9 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية