فضائله ومعجزاته

حديث المخالي المشهور، وذلك أن الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد منهم مخلاة فرسه من الطين الاحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن (ع) واستصعده وقال استحضرك للنظارة، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الاسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتم عدة، وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن (ع) أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة, فقال له أبو الحسن (ع): وهل أعرض عليك عسكري؟ فقال: نعم، فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والارض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون!! فغشي على المتوكل، فلما أفاق قال له أبو الحسن (ع): نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الآخرة، ولا عليك مما تظن.

------------

الثاقب في المناقب ص557, الخرائج والجرائح ج1 ص414, عنه البحار ج50 ص155, كشف الغمة ج3 ص188, مدينة المعاجز ج7 ص484, الصراط المستقيم ج2 ص205 مختصراً، الأنوار البهية ص282.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صالح بن سعيد قال: دخلت على أبي الحسن (ع) فقلت له: جعلت فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك, حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع, خان الصعاليك! فقال: ههنا أنت يا ابن سعيد؟ (1) ثم أومأ بيده وقال: أنظر, فنظرت, فإذا أنا بروضات آنقات وروضات باسرات, فيهن خيرات عطرات وولدان كأنهن اللؤلؤ المكنون وأطيار وظباء وأنهار تفور, فحار بصري وحسرت عيني! فقال: حيث كنا فهذا لنا عتيد, لسنا في خان الصعاليك. (2)

-----------

(1) أي أنت في هذا المقام من معرفتنا فتظن أن هذه الامور تنقص من قدرنا

(2) الكافي ج 1 ص 498، بصائر الدرجات ص 406، الإرشاد ج 2 ص 311, الإختصاص ص 324, الوافي ج 3 ص 834, روضة الواعظين ج 1 ص 246, إعلام الورى ص 365, كشف الغمة ج 2 ص 383, الخرائج ج 2 ص 680, الدر النظيم ص 724, إثبات الهداة ج 4 ص 420, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 411, حلية الأبرار ج 5 ص 50, مدينة المعاجز ج 7 ص 421, بحار الأنوار ج 50 ص 132, رياض الأبرار ج 2 ص 461

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمارة بن زيد, قال: قلت لأبي الحسن علي (ع) أتقدر أن تصعد إلى السماء حتى تأتي بشيء ليس في الارض لنعلم1 ذلك؟ فارتفع في الهواء وأنا أنظر إليه حتى غاب, ثم رجع ومعه طير من ذهب في أذنيه أشنقة من ذهب, وفي منقاره درة, وهو يقول: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, علي ولي الله, فقال: هذا طير من طيور الجنة، ثم سيبه فرجع.

-------------

دلائل الإمامة ص413، نوادر المعجزات ص185، مدينة المعاجز ج7 ص442.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, السيد المرتضى في عيون المعجزات قال: حدثني أبو التحف المصري يرفع الحديث رجاله إلى محمد بن سنان الزاهري رفع الله درجته قال: كان أبو الحسن علي بن محمد (ع) حاجاً, ولما كان في إنصرافه إلى المدينة وجد رجلاً خراسانياً واقفاً على حمار له ميت يبكي ويقول: على ماذا أحمل رحلي؟! فاجتاز (ع) به فقيل له: هذا الرجل الخراساني ممن يتولاكم أهل البيت, فدنا (ع) من الحمار الميت فقال: لم تكن بقرة بني إسرائيل بأكرم على الله تعالى مني, وقد ضربوا ببعضها الميت فعاش, ثم وكزه برجله اليمنى وقال: قم بإذن الله, فتحرك الحمار ثم قام, فوضع الخراساني رحله عليه, وأتى به إلى المدينة, وكلما مر صلوات الله عليه أشاروا إليه باصبعهم وقالوا: هذا الذي أحيا حمار الخراساني.

------------

مدينة المعاجز ج7 ص459, عيون المعجزات ص120, البحار ج50 ص185.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: خرجت مع أبي الحسن (ع) إلى ظاهر سر من رأى نتلقى بعض القادمين, فأبطأوا, فطُرح لأبي الحسن (ع) غاشية السرج, فجلس عليها, ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه, وهو يحدثني, فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي، فأهوى بيده إلى رمل فناولني منه أكفاً وقال: اتسع بها يا أبا هاشم, واكتم ما رأيت، فخبأته معي ورجعنا, فأبصرته, فإذا هو يتقد كالنيران ذهباً أحمر، فدعوت صائغاً إلى منزلي, وقلت له: اسبك لي هذا، فسبكه وقال: ما رأيت ذهباً أجود منه وهو كهيئة الرمل, فمن أين لك هذا؟ قلت: هذا شيء عندنا قديماً.

-----------

الخرائج ج2 ص 673، الثاقب في المناقب ص 532, إعلام الورى ج 2 ص 118, كشف الغمة ج 2 ص 397، الدر النظيم ص 727, مدينة المعاجز ج 7 ص 452، إثبات الهداة ج 4 ص 429, بحار الأنوار ج 50 ص 138

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن أحمد قال: ورد على المتوكل رجل من الهند شعبذي يلعب الخفة فلعب بين يدي المتوكل بأشياء ظريفة فكثر تعجبه منها فقال للهندي يحضر عندنا الساعة رجل والعب بين يديه فكلما تُحسن اقصده وخجِّله, فحضر سيدنا أبو الحسن (ع) فلعب الهندي وهو ينظر إليه والمتوكل يعجب من لعبه حتى تعرض الهندي لسيدنا وقال مالك أيها الشريف لا تهش للعبي أظنك جائعاً؟! وصاح وضرب على صدره بالسبابة وقال ارتفع! وأراهم أنه رغيف خبز وقال: امض الى هذا الجائع يأكلك ويشبع ويفرح بلعبي. 

فوضع سيدنا أبو الحسن اصبعه على صورة سبع في البساط وقال: خذه! فوثب من الصورة سبع عظيم وابتلع الهندي ورجع إلى صورته في البساط فسقط المتوكل لوجهه وهرب كل من كان قائماً وقد أثاب عقله وقال: يا أبا الحسن رد الرجل! فقال له أبو الحسن (ع) إن رُدت عصا موسى أرده, ونهض.

-------------

الهداية الكبرى ص319، مشارق أنوار اليقين ص154، عنه البحار ج50 ص211، مدينة المعاجز ج7 ص462.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: دخلت على أبي الحسن (ع) فكلمني بالهندية, فلم أُحسن أن أرد عليه, وكان بين يديه ركوة ملئ حصى, فتناول حصاة واحدة, ووضعها في فيه ومصها ملياً, ثم رمى بها إليَّ فوضعتها في فمي فوالله ما برحت مكاني حتى تكلمت بثلاث وسبعين لساناً, أولها الهندية.

--------------

الخرائج والجرائح ج2 ص673، البحار ج50 ص136، إعلام الورى ج2 ص117، كشف الغمة ج3 ص191، مدينة المعاجز ج7 ص451، الثاقب في المناقب ص533، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص512، الصراط المستقيم ج2 ص205.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن بلطون، عن أبيه قال: كنت أحجب المتوكل، فأهدي له خمسون غلاماً من الخزر فأمرني أن أتسلمهم وأحسن إليهم، فلما تمت سنة كاملة كنت واقفاً بين يديه إذ دخل عليه أبو الحسن علي بن محمد النقي (ع) فلما أخذ مجلسه أمرني أن أخرج الغلمان من بيوتهم، فأخرجتهم، فلما بصروا بأبي الحسن (ع) سجدوا له بأجمعهم! فلم يتمالك المتوكل أن قام يجر رجليه حتى توارى خلف الستر، ثم نهض أبو الحسن (ع), فلما علم المتوكل بذلك خرج إلي وقال: ويلك يا بلطون! ما هذا الذي فعل هؤلاء الغلمان؟! فقلت: لا والله، ما أدري! قال: سلهم, فسألتهم عما فعلوا؟ فقالوا: هذا رجل يأتينا كل سنة فيعرض علينا الدين، ويقيم عندنا عشرة أيام، وهو وصي نبي المسلمين, فأمرني بذبحهم، فذبحتهم عن آخرهم, فلما كان وقت العتمة صرت إلى أبي الحسن (ع)، فإذا خادم على الباب فنظر إلي فلما بصر بي قال: ادخل, فدخلت، فإذا هو (ع) جالس فقال: يا بلطون ما صنع القوم؟ فقلت: يا ابن رسول الله ذُبحوا والله عن آخرهم، فقال لي: كلهم؟ فقلت: إي والله! فقال (ع): أتحب أن تراهم؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله, فأومأ بيده أن ادخل الستر، فدخلت فإذا أنا بالقوم قعود وبين أيديهم فاكهة يأكلون.

----------

الثاقب في المناقب ص529, عنه مدينة المعاجز ج7 ص490.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, حدث جماعة من أهل إصفهان, منهم أبو العباس أحمد بن النصر وأبو جعفر محمد بن علوية قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له: عبد الرحمان وكان شيعياً قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك به القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان؟ قال: شاهدت ما أوجب ذلك عليَّ وذلك أني كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة, فأخرجني أهل إصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين, فكنا بباب المتوكل يوماً إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام فقلت لبعض من حضر: من هذا الرجل الذي قد أمر بأحضاره؟ فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته, ثم قيل: ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت: لا أبرح من ههنا حتى أنظر إلى هذا الرجل أي رجل هو؟ 

قال: فأقبل راكباً على فرس, وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرته صفين ينظرون إليه, فلما رأيته وقع حبه في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل, فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنة ولا يسرة, وأنا دائم الدعاء له, فلما صار بإزائي أقبل إليَّ بوجهه وقال: استجاب الله دعاءك, وطول عمرك, وكثر مالك وولدك! قال: فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي, فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟ فقلت: خير, ولم أخبرهم بذلك، فانصرفنا بعد ذلك إلى إصفهان, ففتح الله عليَّ بدعائه ووجوهاً من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم, سوى مالي خارج داري, ورزقت عشرة من الاولاد, وقد بلغت الآن من عمري نيفاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة هذا الذي عَلم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه في وليِّ.

-----------

الخرائج والجرائح ج1 ص392، عنه البحار ج50 ص141، كشف الغمة ج3 ص183، الثاقب في المناقب ص550، مدينة المعاجز ج7 ص463, الأنوار البهية ص277.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن علي بن الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب علي ليلا, فوصف لي دواء بليل آخذه كذا وكذا يوما, فلم يمكني, فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها ذلك الدواء بعينه, فقال لي: أبو الحسن (ع) يقرئك السلام, ويقول لك: خذ هذا الدواء كذا وكذا يوما, فأخذته فشربته فبرأت‏.

----------

الكافي ج 1 ص 502, الإرشاد ج 2 ص 308, روضة الواعظين ج 1 ص 244, الخرائج ج 1 ص 406, الوافي ج 3 ص 841, إثبات الهداة ج 4 ص 422, مدينة المعاجز ج 7 ص 340, بحار الأنوار ج 50 ص 150, خاتمة المستدرك ج 7 ص 412

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الحر العاملي في إثباة الهداة, عن إثبات الوصية روي أن أبو الحسن (ع) دخل دار المتوكل فقام يصلي فأتاه بعض المخالفين فوقف حياله، فقال له: إلى كم هذا الرياء؟ فأسرع في الصلاة وسلم، ثم التفت إليه، فقال: إن كنت كاذباً سحتك الله، فوقع الرجل ميتاً، فصار حديثاً في الدار.

----------

إثباة الهداة ج 4 ص 449, عن إثباة الوصية ص 239

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يحيى بن هرثمة قال: دعاني المتوكل فقال: اختر ثلاثمائة رجل ممن تريد واخرجوا إلى الكوفة، فخلفوا أثقالكم فيها، واخرجوا على طريق البادية إلى المدينة، فاحضروا علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام إلى عندي مكرماً معظماً مبجلاً, قال: ففعلت وخرجنا وكان في أصحابي قائد من الشراة (1) وكان لي كاتب يتشيع وأنا على مذهب الحشوية (2) وكان ذلك الشاري يناظر ذلك الكتاب وكنت أستريح إلى مناظرتهما لقطع الطريق, فلما صرنا إلى وسط الطريق قال الشاري للكاتب: أليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب أنه ليس من الارض بقعة إلا وهي قبر أو ستكون قبراً؟ فانظر إلى هذه البرية أين من يموت فيها حتى يملأها الله قبوراً كما تزعمون؟! قال: فقلت للكاتب: أهذا من قولكم؟ قال: نعم, قلت: صدق أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتى تمتلئ قبورا؟! وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا, قال: وسرنا حتى دخلنا المدينة، فقصدت باب أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام فدخلت إليه فقرأ كتاب المتوكل فقال: انزلوا وليس من جهتي خلاف, قال: فلما صرت إليه من الغد، وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر، فإذا بين يديه خياط وهو يقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه، ثم قال للخياط: اجمع عليها جماعة من الخياطين، واعمد على الفراغ منها يومك هذا وبكّر بها إليّ في هذا الوقت، ثم نظر إليّ وقال: يا يحيى اقضوا وطركم من المدينة في هذا اليوم، واعمل على الرحيل غداً في هذا الوقت, قال: فخرجت من عنده وأنا أتعجب منه من الخفاتين، وأقول في نفسي: نحن في تموز وحر الحجاز وإنما بيننا وبين العراق مسيرة عشرة أيام فما يصنع بهذه الثياب؟! ثم قلت في نفسي: هذا رجل لم يسافر، وهو يقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلى هذه الثياب، وأتعجب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا, فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت، فإذا الثياب قد أحضرت، فقال لغلمانه: ادخلوا وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس, ثم قال: ارحل يا يحيى، فقلت في نفسي: وهذا أعجب من الاول، أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتى أخذ معه اللبابيد والبرانس؟! فخرجت وأنا أستصغر فهمه! فسرنا حتى وصلنا إلى موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودت وأرعدت وأبرقت حتى إذا صارت على رؤوسنا أرسلت علينا برداً مثل الصخور وقد شد على نفسه وعلى غلمانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد والبرانس وقال لغلمانه: ادفعوا إلى يحيى لبادة وإلى الكاتب برنساً وتجمعنا والبرد يأخذنا حتى قتل من أصحابي ثمانين رجلاً وزالت ورجع الحر كما كان, فقال لي: يا يحيى, أنزل أنت من بقي من أصحابك ليدفن من قد مات من أصحابك, ثم قال: فهكذا يملأ الله هذه البرية قبوراً، قال يحيى: فرميت بنفسي عن دابتي وعدوت إليه فقبلت ركابه ورجله، وقلت: أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأنكم خلفاء الله في أرضه، وقد كنت كافراً، وإنني الآن قد أسلمت على يديك يا مولاي، قال يحيى: وتشيعت ولزمت خدمته إلى أن مضى. (3)

-----------------

(1) الشراة جمع شار: وهم الخوارج الذين خرجوا عن طاعة الامام، وإنما لزمهم هذا اللقب لانهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالآخرة أي باعوا.

(2) الحشوية: طائفة من أصحاب الحديث تمسكوا بالظاهر, لقبوا بهذا اللقب لاحتمالهم كل حشو روى من الاحاديث المختلفة المتناقضة.

(3) الخرائج والجرائح ج 1 ص 393, كشف الغمة ج 2 ص 390, الثاقب في المناقب ص 551, بحار الأنوار ج 50 ص 142, رياض الأبرار ج 2 ص 465, إثبات الهداة ج 4 ص 432, مدينة المعاجز ج 7 ص 466, 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسين سعيد بن سهلويه البصري وكان يلقب بالملاح قال: كان يقول بالوقف جعفر بن القاسم الهاشمي البصري، وكنت معه بسر من رأى، إذ رآه أبو الحسن (ع) في بعض الطرق فقال له: إلى كم هذه النومة؟ أما آن لك أن تنتبه منها! فقال لي جعفر: سمعت ما قال لي علي بن محمد، قد والله قدح في قلبي شيء! فلما كان بعد أيام (1) حدث لبعض أولاد الخليفة وليمة فدعانا فيها ودعا أبا الحسن (ع) معنا، فدخلنا، فلما رأوه أنصتوا إجلالاً له، وجعل شاب في المجلس لا يوقره، وجعل يلفظ ويضحك، فأقبل عليه وقال له: يا هذا, أتضحك ملء فيك وتذهل عن ذكر الله وأنت بعد ثلاثة أيام من أهل القبور, قال: فقلنا: هذا دليل حتى ننظر ما يكون؟ قال: فأمسك الفتى وكف عما هو عليه، وطعمنا وخرجنا، فلما كان بعد يوم اعتل الفتى ومات في اليوم الثالث من أول النهار، ودفن في آخره. (2)

------------

(1) من هنا ورد في الثاقب في المناقب ومناقب آل أبي طالب وكشف الغمة

(2) إعلام الورى ج 2 ص 123, بحار الأنوار ج 50 ص 181, إثبات الهداة ج 4 ص 431, مدينة المعاجز ج 7 ص 456, الثاقب في المناقب ص 536, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 414, كشف الغمة ج 2 ص 398

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى أبو سعيد سهل بن زياد قال: حدثنا ابو العباس فضل بن احمد بن إسرائيل الكاتب، ونحن في داره بسرمن‏رأى، فجرى ذكر أبي الحسن (ع) فقال: يا سهل إني احدثك بشي‏ء حدثني به أبي قال: كنا مع المعتز وكان أبي كاتبه، فدخلنا الدار فاذا المتوكل على سريره‏ قاعد، فسلم المعتز ووقف، ووقفت خلفه, وكان اذا دخل عليه رحب به وأمره بالقعود, فأطال القيام وجعل يرفع رجلا ويضع اخرى، وهو لا يأذن له بالقعود، ونظرت إلى وجهه يتغير ساعة بعد ساعة، ويقبل على الفتح بن خاقان ويقول: هذا الذي تقول فيه ما تقول؟ ويردد القول والفتح مقبل عليه يسكنه ويقول: مكذوب عليه يا أمير المؤمنين وهو يتلظى ويقول: والله لأقتلن هذا المرائي الزنديق وهذا الذي يدعي الكذب ويطعن في دولتي, ثم قال: جئني بأربعة من الخزر جلاف لا يفقهون, فجي‏ء بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم أن يرطنوا بألسنتهم اذا دخل أبو الحسن (ع) أن يقبلوا عليه بأسيافهم فيخبطوه‏ وهو يقول: والله لاحرقنه بعد القتل، وأنا منتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر، فما علمت إلا بأبي الحسن (ع) قد دخل، وقد بادر الناس قدامه، وقد جاء والتفت وإذا أنا به وشفتاه يتحركان وهو غير مكترث‏ ولا جازع، فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير إليه وسبقه، فانكب عليه فقبل بين عينيه ويديه وسيفه بيده، وهو يقول: يا سيدي يا ابن رسول الله, يا خير خلق الله, يا ابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن, وأبو الحسن (ع) يقول: اعيذك يا أمير المؤمنين بالله, اعفني من هذا, فقال: ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟ قال جاءني رسولك, فقال: المتوكل يدعوك، فقال: كذب ابن الفاعلة, ارجع يا سيدي من حيث أتيت, يا فتح يا عبد الله‏ يا معتز شيعوا سيدكم وسيدي، فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين, فلما خرج دعاهم المتوكل وقال للترجمان‏: أخبرني بما يقولون. ثم قال لهم: لم لم تفعلوا ما أمرتكم‏ به؟ قالوا: شدة هيبته, رأينا حوله أكثر من مئة سيف لم نقدر أن نتأملهم، فمنعنا ذلك على ما أمرت به، وامتلأت قلوبنا من ذلك رعبا, فقال المتوكل: يا فتح هذا صاحبك، فضحك في وجه الفتح وضحك الفتح في وجهه, وقال: الحمد لله الذي بيض وجهه وأنار حجته.

-----------

الثاقب في المناقب ص 556, الخرائج ج 1 ص 417, إثبات الهداة ج 4 ص 439, مدينة المعاجز ج 7 ص 488, بحار الأنوار ج 50 ص 196, رياض الأبرار ج 2 ص 477

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي أن هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال: كان بديار ربيعة كاتب نصراني وكان من أهل كفرتوثا، يسمى يوسف بن يعقوب، وكان بينه وبين والدي صداقة قال: فوافانا فنزل عند والدي فقال له والدي: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال: قد دعيت إلى حضرة المتوكل، ولا أدري ما يراد مني، إلا أني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار، وقد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا عليهم السلام معي, فقال له والدي: قد وُفقت في هذا. 

قال: وخرج إلى حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعد أيام قلائل فرحاً مستبشراً, فقال له والدي: حدثني حديثك؟ قال: صرت إلى سر من رأى وما دخلتها قط، فنزلت في دار وقلت: أحب أن أوصل المائة إلى ابن الرضا (ع) قبل مصيري إلى باب المتوكل، وقبل أن يعرف أحد قدومي, قال: فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب، وأنه ملازم لداره فقلت: كيف أصنع؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا؟! لا آمن أن يُنذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره, قال: ففكرت ساعة في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد، فلا أمنعه من حيث يذهب، لعلي أقف على معرفة داره من غير أن أسأل أحداً, قال: فجعلت الدنانير في كاغدة، وجعلتها في كمي، وركبت فكان الحمار يخترق الشوارع والاسواق يمر حيث يشاء إلى أن صرت إلى باب دار، فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار علي بن محمد ابن الرضا, فقلت: الله أكبر! دلالة والله مقنعة! قال: وإذا خادم أسود قد خرج من الدار فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم, قال: انزل, فنزلت فأقعدني في الدهليز ودخل، فقلت في نفسي: وهذه دلالة أخرى من أين عرف هذا الخادم اسمي واسم أبي وليس في هذا البلد من يعرفني، ولا دخلته قط؟! قال: فخرج الخادم فقال: المائة الدينار التي في كمك في الكاغدة هاتها! فناولته إياها، فقلت: وهذه ثالثة، ثم رجع إلي، فقال: ادخل, فدخلت إليه وهو في مجلسه وحده فقال: يا يوسف أما آن لك أن تُسلم؟ فقلت: يا مولاي قد بان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفى! فقال: هيهات أما إنك لا تُسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان، وهو من شعيتنا, فقال: يا يوسف إن أقواماً يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا والله! إنها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت له، فإنك سترى ما تحب, وسيولد لك ولد مبارك, قال: فمضيت إلى باب المتوكل فقلت كل ما أردت فانصرفت. 

قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد موت أبيه وهو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات على النصرانية، وأنه أسلم بعد موت والده, وكان يقول: أنا بشارة مولاي (ع).

--------

الخرائج والجرائح ج1 ص396, عنه البحار ج50 ص144, كشف الغمة ج3 ص185, فرج المهموم ص234, الثاقب في المناقب ص553, مدينة المعاجز ج7 ص469, الأنوار البهية ص278.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, حدثني أبو عبد الله القمي قال: حدثني ابن عياش قال: حدثني أبو الحسين محمد بن إسماعيل بن أحمد الفهقلي الكاتب بسر من رأى سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة قال: حدثني أبي قال: كنت بسر من رأى أسير في درب الحصاء فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع وهو منصرف من دار موسى بن بغا، فسايرني وأفضى بنا الحديث إلى أن قال لي: أترى هذا الجدار، تدري من صاحبه؟ قلت: ومن صاحبه؟ قال: هذا الفتى العلوي الحجازي, يعني علي بن محمد بن الرضا (ع) وكنا نسير في فناء داره، قلت ليزداد: نعم فما شأنه؟ قال: إن كان مخلوق يعلم الغيب فهو! قلت: وكيف ذلك؟ قال: أخبرك عنه بأعجوبة لن تسمع بمثلها أبداً، ولا غيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث به عني أحداً، فإني رجل طبيب ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان, وبلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقاً منه لئلا ينصرف إليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم يعني بني العباس, قلت: لك علي ذلك، فحدثني به وليس عليك بأس، إنما أنت رجل نصراني، لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم، وقد ضمنت لك الكتمان, قال: نعم، اعلمك أني لقيته منذ أيام وهو على فرس أدهم، وعليه ثياب سود، وعمامة سوداء، وهو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت إعظاماً له, لا وحق المسيح ما خرجت من فمي إلى أحد من الناس وقلت في نفسي: ثياب سود، ودابة سوداء، ورجل أسود، سواد في سواد في سواد، فلما بلغ إلي وأحدّ النظر قال: قلبك أسود مما ترى عيناك من سواد في سواد في سواد, قال أبي: قلت له: أجل فلا تحدث به أحداً، فما صنعت؟ وما قلت له؟ قال: سقط في يدي فلم أجد جواباً, قلت له: أفما ابيض قلبك لما شاهدت؟ قال: الله أعلم. 

قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث إلي فحضرت عنده، فقال: إن قلبي قد ابيض بعد سواده، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله (ص)، وأن علي بن محمد حجة الله على خلقه وناموسه الاعلم، ثم مات في مرضه ذلك، وحضرت الصلاة عليه رحمه الله.

--------------

دلائل الإمامة ص418, نوادر المعجزات ص187, فرج المهموم ص133, مدينة المعاجز ج7 ص448, البحار ج50 ص161 عن كتاب النجوم.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن الحسن بن محمد بن علي قال: جاء رجل إلى علي بن محمد بن علي بن موسى عليهم السلام وهو يبكي وترتعد فرائصه فقال: يا ابن رسول الله! إن فلاناً - يعني الوالي - أخذ ابني واتهمه بموالاتك، فسلمه إلى حاجب من حجابه، وأمره أن يذهب به إلى موضع كذا فيرميه من أعلى جبل هناك ثم يدفنه في أصل الجبل! فقال (ع): فما تشاء؟ فقال: ما يشاء الوالد الشفيق لولده! قال: إذهب فإن ابنك يأتيك غداً إذا إمسيت ويخبرك بالعجب من أمره. فانصرف الرجل فرحاً, فلما كان عند ساعة من آخر النهار غداً إذا هو بابنه قد طلع عليه في أحسن صورة فسره وقال: ما خبرك يا بني؟ فقال: يا أبت إن فلاناً - يعني الحاجب - صار بي إلى أصل ذلك الجبل، فأمسى عنده إلى هذا الوقت يريد أن يبيت هناك ثم يصعدني من غد إلى أعلى الجبل ويدهدهني لبئر حفر لي قبراً في هذه الساعة، فجعلت أبكي وقوم موكلون بي يحفظونني، فأتاني جماعة عشرة لم أر أحسن منهم وجوهاً، وأنظف منهم ثياباً، وأطيب منهم روائح، والموكلون بي لا يرونهم فقالوا لي: ما هذا البكاء والجزع والتطاول والتضرع؟! فقلت: ألا ترون قبراً محفوراً! وجبلاً شاهقاً! وموكلين لا يرحمون يريدون أن يدهدهوني منه ويدفنوني فيه! قالوا: بلى، أرأيت لو جعلنا الطالب مثل المطلوب فدهدهناه من الجبل ودفناه في القبر، أتحرر نفسك فتكون لقبر رسول الله (ص) خادماً؟ قلت: بلى والله! فمضوا إليه - يعني الحاجب - فتناولوه وجروه وهو يستغيث ولا يسمع به أصحابه ولا يشعرون به، ثم صعدوا به إلى الجبل ودهدهوه منه، فلم يصل إلى الارض حتى تقطعت أوصاله، فجاء أصحابه وضجوا عليه بالبكاء واشتغلوا عني، فقمت وتناولني العشرة، فطاروا بي إليك في هذه الساعة، وهم وقوف ينتظرونني ليمضوا بي إلى قبر رسول الله (ص) لاكون خادماً, ومضى. فجاء الرجل إلى علي بن محمد (ع) فأخبره، ثم لم يلبث إلا قليلاً حتى جاء الخبر بأن قوماً أخذوا ذلك الحاجب فدهدهوه من ذلك الجبل فدفنه أصحابه في ذلك القبر، وهرب ذلك الرجل الذي كان أراد أن يدفنه في ذلك القبر، فجعل علي بن محمد (ع) يقول للرجل: إنهم لا يعلمون ما نعلم, ويضحك.

------------

الثاقب في المناقب ص543, مدينة المعاجز ج7 ص500, مناقب آشوب ج3 ص518 مختصراً, عنه البحار ج50 ص174.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الميرزا محمد تقي المامقاني في صحيفة الأبرار, المناقب لابن شهر آشوب، عن أبي محمد الفحام بالإسناد، عن سلمة الكاتب قال: قال خطيب يلقب بالهريسة للمتوكل: ما يعمل أحد بك ما تعمله بنفسك في علي بن محمد، فلا في الدار إلا من يخدمه، ولا يتعبونه بشيل الستر لنفسه، فأمر المتوكل بذلك، فرفع صاحب الخبر أن علي بن محمد دخل الدار، فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه الستر، فهب هواء فرفع الستر حتى دخل وخرج! فقال: شيلوا له الستر بعد ذلك, فلا نريد أن يشيله له الهواء. (1)

قال صاحب المناقب، وفي تخريج أبي سعيد العامري رواية، عن صالح بن الحكم بياع السابري قال: كنت واقفياً فلما أخبرني حاجب المتوكل بذلك أقبلت أستهزئ به, إذ خرج أبو الحسن فتبسم في وجهي من غير معرفة بيني وبينه وقال: يا صالح إن الله تعالى قال في سليمان: {فسخرنا له الريح تجري لأمره رُخاء حيث أصاب} ونبيك وأوصياء نبيك أكرم على الله تعالى من سليمان، قال: وكأنما انسل من قلبي الضلالة، فتركت الوقف. (2)

--------

(1) إلى هنا ورد في الأمالي للطوسي ومدينة المعاجز.

(2) صحيفة الأبرار ج2 ص392, عن مناقب آشوب ج3 ص510, عنه البحار ج50 ص203, الأمالي للطوسي ص287 نحوه, عنه مدينة المعاجز ج7 ص434.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دخلت على المأمون زينب الكذابة وكانت تزعم أنها بنت علي بن أبي‏ طالب (ع) وأن عليا (ع) دعى لها بالبقاء إلى يوم القيامة، فقال المأمون للرضا (ع) مصداق قولها هذا أنا اهل بيت لحومنا محرمة على السباع فاظهر الى السباع فان تك صادقة فان السباع تعفي لحمها. قالت زينب ابتدأ بالشيخ قال المأمون: لقد انصفت فنزل الرضا (ع) فلما رأته قهقهت وأومت إليه بالسخرة فصلى فيما بينها ركعتين وخرج منها فأمر المأمون زينب فنزل فأبت وطرحت للسباع فأكلتها.

ثم قال ابن حمزة الطوسي‏: إني قد وجدت في تمام هذه الرواية انه كان من السباع سبع مريض ضعيف فهمهم شيئا في اذنه فاشار (ع) الى اعظم السباع بشي‏ء وضع رأسه له فلما خرج قيل له: ما قال لك الأسد الضعيف وما قلت للآخر قال: انه شكى إلي وقال إني ضعيف فاذا طرح إلينا فريسة ولم اقدر على أن اكلها فاشر الى الكبير بأمري فاشرت إليه فقيل له- قال فذبحت بقرة والقيت الى السباع فجاء الأسد ووقف عليها ومنع السباع ان تأكلها حتى شبع الضعيف ثم ترك السباع حتى أكلتها. ثم قال: قال المصنف رحمه الله تعالى وأقول أيضا انه غير ممتنع ان يكون ذلك غير الآخر وان ما نسب في أمر أبي الحسن (ع) في زينب الكذابة غير منسوب إليها وانما فعل ذلك المتوكل ابتداء وتعرض لامر آخر لانه كان مشغوفا بايذاء اهل البيت (ع)‏.

------------

الثاقب في المناقب ص 546, حلية الأبرار ج 5 ص 63, مدينة المعاجز ج 7 ص 240, العوالم ج 22 ص 125

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام الهادي (ع) في حديث اللوح

عن رسول الله (ص) عن الله تعالى ... وختمت بالسعادة لابنه علي (الهادي) وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي, والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين. 

--------

الكافي ج 1 ص 528, الإمامة والتبصرة ص 99, الغيبة للنعماني ص 65, كمال الدين ج 1 ص 310, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 44, الإختصاص ص 212, الغيبة للطوسي ص 146, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 297, إعلام الورى ج 2 ص 177, الإحتجاج ج 1 ص 68, جامع الأخبار ص 19, مشارق الأنوار ص 160, الصراط المستقيم ج 2 ص 138, إرشاد القلوب ج 2 ص 291, الوافي ج 2 ص 297, إثبات الهداة ج 2 ص 26, الجواهر السنية ص 404, الإنصاف في النص ص 52, بحار الأنوار ج 36 ص 197, العوالم ج 11 ص 850

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): ومن أحب أن يحاسبه الله حساباً يسيراً فليوال علي الهادي (ع). 

---------

الإختصاص ص210، الغيبة للطوسي ص143، الإحتجاج ج1 ص84، الروضة ص126، كمال الدين ص308، عنه غاية المرام ج1 ص219، عيون أخبار الرضا ع ج2 ص48، الأنوار البهية ص98، إعلام الورى ج2 ص174، إلزام الناصب ج1 ص192، اللمعة البيضاء ص187، بحار الأنوار ج36 ص195 عن العيون وكمال الدين.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

علي بن عبد الله الحسني قال: ركبنا مع سيدنا أبي الحسن (ع) الى دار المتوكل في يوم السلام، فسلم سيدنا أبو الحسن (ع) وأراد أن ينهض فقال له المتوكل: تجلس يا أبا الحسن إني اريد أن أسألك، فقال له (ع): سل فقال له: ما في الآخرة شي‏ء غير الجنة والنار يحلون به الناس؟ فقال أبو الحسن (ع): ما يعلمه إلا الله فقال له: فعن علم الله أسألك، وقال له: ومن علم الله أخبرك، قال: يا أبا الحسن ما رواه الناس: إن أبا طالب يوقف إذا حوسب الخلائق بين الجنة والنار وفي رجله نعلان من نار يغلي منهما دماغه لا يدخل الجنة لكفره ولا يدخل النار لكفالته رسول الله (ص) وصده قريشا عنه وأيسر على يده حتى ظهر أمره. قال له أبو الحسن (ع): ويحك لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ووضع إيمان الخلائق في الكفة الاخرى لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم جميعا. قال له المتوكل: ومتى كان مؤمنا؟ قال له: دع ما لا تعلم واسمع ما لا يرده المسلمون جميعا ولا يكذبون به، اعلم أن رسول الله (ص) حج حجة الوداع فنزل بالأبطح بعد فتح مكة فلما جن عليه الليل أتى القبور قبور بني هاشم وقد ذكر أباه وامه وعمه أبا طالب فداخله حزن شديد عظيم عليهم ورقة. فأوحى الله إليه: ان الجنة محرمة على من أشرك بي وأني اعطيك يا محمد ما لم اعطه أحدا غيرك فادع أباك وامك وعمك فإنهم يجيبونك ويخرجون من قبورهم أحياء لم يمسهم عذابي لكرامتك علي فادعهم الى الإيمان ورسالتك وموالاة أخيك علي والأوصياء منه إلى يوم القيامة يجيبونك ويؤمنون بك فأهب لك كلما سألت وأجعلهم ملوك الجنة كرامة لك يا محمد. فرجع النبي (ص) إلى امير المؤمنين (ع) فقال له: قم يا أبا الحسن فقد أعطاني ربي هذه الليلة ما لم يعطه احدا من خلقه في أبي وأمي وأبيك عمي، وحدثه بما أوحى الله إليه وخاطبه به، وأخذ بيده وصار الى قبورهم فدعاهم إلى الايمان بالله وبه وآله (ع) والاقرار بولاية علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (ع) والأوصياء منه فآمنوا بالله وبرسوله (ص) والائمة منه واحدا بعد واحد الى يوم القيامة فقال لهم رسول الله (ص): عودوا إلى الله ربكم والى الجنة فقد جعلكم الله ملوكها، فعادوا إلى قبورهم فكان والله أمير المؤمنين يحج عن أبيه وأمه وعن أب رسول الله (ص) وامه حتى مضى ووصى الحسن والحسين (ع) بمثل ذلك، وكل امام منا يفعل ذلك إلى أن يظهر القائم أمره‏. فقال له المتوكل: قد سمعت هذا الحديث وسمعت أن أبا طالب في ضحضاح من نار، فتقدر يا أبا الحسن أن تريني أبا طالب بصفته حتى أقول له‏ ويقول لي؟ فقال أبو الحسن (ع): إن الله سيريك أبا طالب في منامك الليلة وتقول له ويقول لك، قال له المتوكل: سيظهر صدق ما تقول، فإن كان حقا صدقتك في كل ما تقول، قال له ابو الحسن (ع): ما أقول لك إلا حقا ولا تسمع مني إلا صدقا. قال له المتوكل: أ ليس في هذه الليلة في منامي؟ قال له: بلى قال: فلما أقبل الليل قال المتوكل: اريد أن لا أرى أبا طالب الليلة في منامي فأقتل علي بن محمد بادعائه الغيب وكذبه فما ذا أصنع، فما لي إلا أن اشرب الخمر وآتي الذكور من الرجال والحرام من النساء، فلعل أبا طالب لا يأتيني، ففعل ذلك كله وبات في جنابات فرأى أبا طالب في النوم فقال له: يا عم حدثني كيف كان إيمانك بالله ورسوله بعد موتك؟ فقال: ما حدثك به ابني علي بن محمد في يوم كذا وكذا فقال: يا عم تشرحه لي فقال له أبو طالب: فإن لم أشرحه لك تقتل عليا؟ والله قاتلك، فحدثه فأصبح فأخر أبا الحسن (ع) ثلاثا لا يطلبه ولا يسأله. فحدثنا أبو الحسن (ع) بما رآه المتوكل في منامه وما فعله من القبائح لئلا يرى أبا طالب في نومه، فلما كان بعد ثلاث أحضره، فقال له: يا أبا الحسن قد حل لي دمك، فقال له: ولم؟ قال في ادعائك الغيب وكذبك على الله، أ ليس قلت لي: إني أرى أبا طالب في منامي تلك الليلة فأقول له ويقول لي فتطهرت وتصدقت وصليت وعقبت لكي ارى أبا طالب في منامي فأسأله فلم أره في ليلتي وعملت هذه الاعمال الصالحة في الليلة الثانية والثالثة فلم أره فقد حل لي قتلك وسفك دمك. فقال له أبو الحسن (ع): يا سبحان الله ويحك ما أجرأك على الله‏ ويحك سولت لك نفسك اللوامة حتى أتيت الذكور من الغلمان والمحرمات من النساء وشربت الخمر لئلا ترى أبا طالب في منامك فتقتلني، فأتاك فقال لك وقلت له: وقص عليه ما كان بينه وبين أبي طالب في منامه حتى ما غادر منه حرفا فأطرق المتوكل ثم قال: كلنا بنو هاشم وسحركم يا آل أبي طالب من دوننا عظيم، فنهض عنه أبو الحسن (ع).

-----------

حلية الأبرار ج 5 ص 45, مدينة المعاجز ج 7 ص 535

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت بالمدينة حين مر بها بغاء أيام الواثق في طلب الأعراب, فقال أبو الحسن‏ (ع): اخرجوا بنا حتى ننظر إلى تعبية هذا التركي, فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبيته, فمر بنا تركي, فكلمه أبو الحسن (ع) بالتركية, فنزل عن فرسه فقبل حافر دابته, قال: فحلفت التركي وقلت له: ما قال لك الرجل؟ قال: هذا نبي؟ قلت: ليس هذا بنبي, قال: دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك, ما علمه أحد إلى الساعة.

-----------

إعلام الورى ص 359, الخرائج ج 2 ص 674, الدر النظيم ص 728, كشف الغمة ج 2 ص 397, مدينة المعاجز ج 7 ص 451, إثبات الهداة ج 4 ص 429, بحار الأنوار ج 50 ص 124, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 408 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن الحسن الأشتر العلوي قال: كنت مع أبي على باب المتوكل وأنا صبي في جمع‏ من الناس, ما بين طالبي إلى عباسي وجعفري, ونحن وقوف إذ جاء أبو الحسن (ع), فترجل الناس كلهم حتى دخل, فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام؟ وما هو بأشرفنا, ولا بأكبرنا, ولا بأسننا, والله لا ترجلنا له, فقال أبو هاشم الجعفري: والله لتترجلن له صغرة إذا رأيتموه, فما هو إلا أن أقبل وبصروا به حتى ترجل له الناس كلهم, فقال لهم أبو هاشم الجعفري: أليس زعمتم أنكم لا ترجلون له؟ فقالوا له: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.

-------------

إعلام الورى ج 2 ص 118, الثاقب في المناقب ص 542, كشف الغمة ج 2 ص 398, الخرائج ج 2 ص 675, إثبات الهداة ج 4 ص 430, مدينة المعاجز ج 7 ص 453, بحار الأنوار ج 50 ص 137, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 407 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي القاسم عبد الله بن عبد الرحمن الصالحي: أن أبا هاشم الجعفري شكا إلى مولانا أبي الحسن علي بن محمد (ع) ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر من عنده إلى بغداد، وقال له: يا سيدي ادع الله لي، فما لي مركوب سوى برذوني هذا على ضعفه. فقال: قواك الله يا أبا هاشم، وقوى برذونك, قال: فكان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد و يسير على البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك عسكر سر من رأى، ويعود من يومه إلى بغداد إذا شاء على ذلك البرذون بعينه، فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت‏.

--------

إعلام الورى ج 2 ص 119, الخرائج ج 2 ص 672, الثاقب في المناقب ص 544, إثبات الهداة ج 4 ص 430, مدينة المعاجز ج 7 ص 454, رياض الأبرار ج 2 ص 462, بحار الأنوار ج 50 ص 137, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 409 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن فتح بن يزيد الجرجاني, عن أبي الحسن الهادي (ع) في حديث طويل: أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم} وقال {ولو ردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الامر منهم} وقال {ان الله يأمركم ان تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وقال {فسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون}.

-----------

كشف الغمة ج 3 ص 179, بحار الأنوار ج 50 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية