صفاته

صفاته:

قال محمد الشاكري: كان استاذي (يقصد الإمام العسكري ع) اصلح من رأيت من العلويين والهاشميين ما كان يشرب هذا النبيذ وكان يجلس في المحراب ويسجد، فأنام وأنتبه وهو ساجد، وكان قليل الأكل كان يحضره التين والعنب والخوخ وما يشاكله فيأكل منه الواحد والثنتين ويقول: شل هذا إلى صبيانكم فأقول هذا كله؟ فيقول: خذه ما رأيت قط اشهى منه‏.

------------

دلائل الإمامة ص 431, الغيبة للطوسي ص 217, حلية الأبرار ج 5 ص 117, مدينة المعاجز ج 7 ص 581, بحار الأنوار ج 50 ص 253, رياض الأبرارج 2 ص 493

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين بن محمد الأشعري، ومحمد بن يحيى وغيرهما قالوا: كان أحمد بن عبيد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم، فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية ومذاهبهم وكان شديد النصب، فقال: ما رأيت ولا عرفت بسرمن‏رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد ابن الرضا (ع) في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكرمه عند أهل بيته وبني هاشم وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر وكذلك القواد والوزراء وعامة الناس. فإني كنت يوما قائما على رأس أبي وهو يوم مجلسه للناس إذ دخل عليه حجابه فقالوا: أبو محمد ابن الرضا بالباب، فقال بصوت عال: ائذنوا له، فتعجبت مما سمعت منهم أنهم جسروا يكنون رجلا على أبي بحضرته، ولم يكن عنده إلا خليفة أو ولي عهد أو من أمر السلطان أن يكنى، فدخل رجل أسمر، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حدث السن له جلالة وهيبة. فلما نظر إليه أبي قام يمشي إليه خطا، ولا أعلمه فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد، فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه وصدره وأخذ بيده وأجلسه على‏ مصلاه الذي كان عليه وجلس إلى جنبه مقبلا عليه بوجهه، وجعل يكلمه، ويفديه بنفسه، وأنا متعجب مما أرى منه، اذ دخل عليه الحاجب فقال: الموفق‏ قد جاء، وكان الموفق إذا دخل على أبي تقدم حجابه وخاصة قواده فقاموا بين مجلس أبي وبين باب الدار سماطين‏ الى أن يدخل ويخرج فلم يزل أبي مقبلا على أبي محمد (ع) يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة فقال حينئذ اذا شئت جعلني الله فداك. ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين حتى لا يراه هذا يعني الموفق فقام وقام أبي وعانقه ومضى، فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويلكم من هذا الذي كنيتموه على أبي وفعل أبي به هذا الفعل؟ فقالوا: هذا علوي يقال له: الحسن بن علي، يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا ولم أزل يومي ذلك قلقا متفكرا في أمره وأمر أبي، وما رأيت فيه حتى كان الليل فكانت عادته أن يصلي العتمة ثم يجلس وينظر فيما يحتاج إليه من المؤامرات‏ وما يرفعه إلى السلطان. فلما صلى وجلس، جئت فجلست بين يديه، وليس عنده أحد فقال لي: يا أحمد لك حاجة؟ قلت نعم يا أبه فإن أذنت لي سألتك عنها، فقال: قد أذنت يا بني فقل ما أحببت، قلت: يا أبه من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والكرامة والتبجيل وفديته بنفسك وأبويك؟ فقال يا بني ذاك إمام الرافضة ذلك الحسن بن علي المعروف بابن الرضا فسكت ساعة. ثم قال: يا بني لو زالت الإمامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غير هذا وإن هذا ليستحقها في فضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وجميل أخلاقه وصلاحه، ولو رأيت أباه رأيت رجلا، جزلا، نبيلا، فاضلا، فازددت قلقا وتفكرا وغيظا على أبي على ما سمعت منه واستزدته في فعله وقوله فيه ما قال. فلم يكن لي همة بعد ذلك إلا السؤال عن خبره والبحث عن أمره، فما سألت أحدا من بني هاشم والقواد والكتاب والقضاة والفقهاء، وسائر الناس إلا وجدته عنده في غاية الإجلال والإعظام والمحل الرفيع والقول الجميل والتقدم له على جميع أهل بيته ومشايخه فعظم قدره عندي إذ لم أر له وليا ولا عدوا إلا وهو يحسن القول والثناء عليه.

-------------

الكافي ج 1 ص 503, الإرشاد ج 2 ص 320, روضة الواعظين ج 1 ص 249, إعلام الورى ص 376, كشف الغمة ج 2 ص 407, الدر النظيم ص 739, الوافي ج 3 ص 843, حلية الأبرار ج 5 ص 93, مرآة العقول ج 6 ص 138, كمال الدين ج 1 ص 40, بحار الأنوار ج 50 ص 325

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبو الحسين‏ محمد ابن هارون بن موسى، قال: حدثني ابي, عن شاكري‏ لمولانا أبي محمد الحسن بن علي (ع)‏: كان أستاذي (يقصد الإمام العسكري ع) صالحا من بين العلويين لم أر قط مثله وكان يركب بسرج صفته‏ بزيون‏ مسكي وأزرق، وكان يركب إلى دار الخلافة بسرمن‏رأى في كل اثنين وخميس، قال أبو عبد الله محمد الشاكري وكان يوم النوبة يحضر من الناس شي‏ء عظيم وتنقض المشارع بالدواب‏ والبغال والحمير والضجة فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء استاذي سكنت الضجة وهدأ صهيل الخيل ونشيج البغال ونهاق الحمير قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج الى أن يتوقى من الدواب نحفه ليزحمها، ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبي محمد (ع) فسكن صياح الناس وصهيل الخيل وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.

------------

دلائل الإمامة ص 429, الغيبة للطوسي ص 215, الدر النظيم ص 738, حلية الأبرار ج 5 ص 116, مدينة المعاجز ج 7 ص 579, بحار الأنوار ج 50 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

عبادته: 

عن علي بن محمد عن بعض أصحابنا قال: سلم أبو محمد (ع) الى نحرير الخادم‏، فكان يضيق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك؟ وعرفته صلاحه وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي (ع) قائما يصلي وهي حوله.

----------

الكافي ج 1 ص 513, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 249, إعلام الورى ج 2 ص 151, الوافي ج 3 ص 860, إثبات الهداة ج 5 ص 18, حلية الأبرار ج 5 ص 90, مدينة المعاجز ج 7 ص 562, مرآة العقول ج 6 ص 168, بحار الأنوار ج 50 ص 268, الثاقب في المناقب ص 580, الخرائج ج 1 ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن عبد الغفار قال: دخل العباسيون على صالح بن وصيف، ودخل صالح بن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عند ما حبس أبا محمد (ع) فقال لهم صالح: وما أصنع؟ قد وكلت به رجلين أشر من‏ قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام الى أمر عظيم، فقلت لهما: ما فيه؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله لا يتكلم ولا يتشاغل، وإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا وتداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلما سمعوا ذلك انصرفوا خائبين‏.

----------

الكافي ج 1 ص 512, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 248, إعلام الورى ج 2 ص 150, مناقب آشوب ج 4 ص 429, كشف الغمة ج 2 ص 414, الوافي ج 3 ص 859, إثبات الهداة ج 5 ص 17, حلية الأبرار ج 5 ص 89, مدينة المعاجز ج 7 ص 559, مرآة العقول ج 6 ص 165, بحار الأنوار ج 50 ص 308

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن الإمام العسكري (ع) لما حبسه المعتمد وحبس جعفرا اخاه معه وكان المعتمد قد سلمهما في يد علي نحرير وكان المعتمد يسأل عليا عن أخباره في كل وقت فيخبره أنه يصوم النهار ويقوم الليل. فسأله يوما من الأيام عن خبره؟ فأخبره بمثل ذلك، فقال المعتمد: امض يا علي الساعة إليه واقرأه مني السلام وقل: انصرف إلى منزلك مصاحبا فقال ‏علي نحرير: فجئت إلى باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه (ع) فوجدته جالسا وقد لبس طيلسانه وخفه وشاشته‏ ولما رآني نهض فأديت إليه الرسالة فجاء وركب فلما استوى على الحمار وقف، فقلت له: ما وقوفك يا سيدي؟ فقال: حتى يخرج جعفر، فقلت له: إنما أمرني باطلاقك دونه، فقال لي: ارجع إليه وقل له: خرجنا من دار واحدة جميعا فإذا رجعت وليس هو معي كان في ذلك ما لا خفاء به‏ عنك، فمضى وعاد وقال له: يقول لك: قد أطلقت جعفرا لك لأني حبسته بجنايته على نفسه وعليك وما يتكلم به فخلى سبيله ومضى معه إلى داره.

----------

عيون المعجزات ص 136, حلية الأبرار ج 5 ص 90, مدينة المعاجز ج 7 ص 600, مهج الدعوات ص 275, بحار الأنوار ج 50 ص 313

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كرمه ورحمته:

عن محمد بن إبراهيم المعروف بابن الكردي, عن محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل يعني أبا محمد (ع) فإنه قد وصف عنه سماحة فقلت: تعرفه؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قط، فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم: مائتا درهم للكسوة، ومائتا درهم للدين، وفي نسخة للدقيق، ومائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم: مائة أشتري بها حمارا ومائة للنفقة ومائة للكسوة وأخرج الى الجبل‏. قال: فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ فقال: يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذا الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال: هذه خمسمائة درهم: مائتان للكسوة ومائتان للدين‏ ومائة للنفقة، وأعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل‏ مائة في ثمن حمار، مائة للكسوة، ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء، فصار إلى سوراء وتزوج بامرأة فدخله اليوم ألف دينار ومع هذا يقول بالوقف، فقال محمد بن إبراهيم: فقلت له: ويحك أ تريد أمرا أبين من هذا قال: فقال: هذا أمر قد جرينا عليه‏.

---------------

الكافي ج 1 ص 506, الإرشاد ج 2 ص 326, كشف الغمة ج 2 ص 410, الدر النظيم ص 741, الوافي ج 3 ص 848, إثبات الهداة ج 5 ص 11, حلية الأبرار ج 5 ص 99, مدينة المعاجز ج 7 ص 540, مرآة العقول ج 6 ص 150, بحار الأنوار ج 50 ص 278, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسماعيل‏ بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب قال: قعدت لأبي محمد (ع) على ظهر الطريق، فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقها ولا عشاء ولا غداء، قال: فقال تحلف بالله كاذبا وقد دفنت مائتي دينار، وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية أعطه يا غلام ما معك فأعطاني غلامه مائة دينار. ثم أقبل علي فقال لي: إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها يعني الدنانير التي دفنت وصدق (ع) وكان كما قال، دفنت مائتي دينار، وقلت: تكون ظهرا وكهفا لنا فاضطررت ضرورة شديدة الى شي‏ء أنفقه وانغلقت علي أبواب الرزق، فنبشت عنها فاذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب فما قدرت‏ منها على شي‏ء.

---------------

الكافي ج 1 ص 509, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 578, الخرائج ج 1 ص 427, كشف الغمة ج 2 ص 413, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 14, حلية الأبرار ج 6 ص 101, مدينة المعاجز ج 7 ص 551, مرآة العقول ج 6 ص 158, بحار الأنوار ج 50 ص 280, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابي هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) الحاجة، فحك بسوطه الأرض قال: وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمسمائة دينار فقال: يا أبا هاشم خذ وأعذرنا.

---------------

الكافي ج 1 ص 507, الوافي ج 3 ص 85, إثبات الهداة ج 5 ص 12, حلية الأبرار ج 5 ص 100, مدينة المعاجز ج 7 ص 543, مرآة العقول ج 6 ص 152, بحار الأنوار ج 50 ص279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي‏ بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال: كان لي فرس وكنت به معجبا أكثر ذكره في المحال فدخلت على أبي محمد (ع) يوما فقال لي: ما فعل فرسك؟ فقلت: هو عندي وهو ذا على بابك وعنه نزلت، فقال لي استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا تؤخر ذلك، ودخل علينا داخل وانقطع الكلام فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر، فقال ما أدري ما أقول في هذا، فشححت به ونفست على الناس ببيعه وأمسينا فأتانا السائس وقد صليت العتمة، فقال: يا مولاي نفق‏ فرسك واغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول. قال: ثم دخلت على أبي محمد (ع) بعد أيام وأنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله، فلما جلست قال: نعم نخلف عليك دابة، يا غلام أعطه الكميت هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا. 

---------------

الكافي ج 1 ص 510, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 371, الثاقب في المناقب ص 572, الخرائج ج 1 ص 434, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 15, حلية الأبرار ج 6 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 552, مرآة العقول ج 6 ص 159, بحار الأنوار ج 50 ص 266, مناقب آشوب ج 4 ص 430 بأختصار, كشف الغمة ج 2 ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبو هاشم قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) ضيق الحبس وثقل القيد فكتب إلي: تصلي الظهر اليوم في منزلك، فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال (ع), قال: وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم، واطلبها فإنك ترى ما تحب، قال: وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد (ع), كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

---------------

إعلام الورى ج 2 ص 140, بحار الأنوار ج 50 ص311 , الخرائج والجرائح ج1  ص 435, الثاقب في المناقب ص 576, مدينة المعاجز ج 7 ص 548, حلية الأبرار ج 5 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمد (ع) يوما وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست وأنسيت‏ ما جئت له فلما ودعته ونهضت رمى إلي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما ربحت الفص والكرا، هنأك الله يا أبا هاشم، فقلت: يا سيدي أشهد أنك ولي الله وإمامي‏ أدين الله بطاعته فقال: غفر الله لك يا أبا هاشم.

---------------

الكافي ج 1 ص 512, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 565, كشف الغمة ج 2 ص 421, الوافي ج 3 ص 858, إثبات الهداة ج 5 ص 17, حلية الأبرار ج 6 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 558, مرآة العقول ج 6 ص 163, بحار الأنوار ج 50 ص 254

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أحمد بن الحارث القزويني قال: كنت مع أبي بسرمن‏رأى وكان أبي يتعاطى البيطرة في مربط أبي محمد (ع) قال: وكان عند المستعين‏ بغل لم ير مثله حسنا وكبرا وكان يمنع ظهره واللجام والسرج، وقد كان جمع عليه الرواض‏ فلم يمكن لهم حيلة في ركوبه قال: فقال له بعض ندمائه: يا أمير المؤمنين أ لا تبعث إلى الحسن بن الرضا (ع) حتى يجي‏ء فإما أن يركبه وإما أن يقتله فتستريح منه. قال: فبعث الى أبي محمد ومضى معه أبي فقال أبي: لما دخل أبو محمد (ع) الدار كنت معه، فنظر أبو محمد (ع) إلى البغل واقفا في صحن الدار فعدل إليه فوضع بيده على كفله قال: فنظرت إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق منه، ثم صار الى المستعين فسلم عليه فرحب به وقرب وقال: يا أبا محمد ألجم هذا البغل، فقال أبو محمد لأبي: ألجمه يا غلام، فقال المستعين: ألجمه أنت، فوضع طيلسانه، ثم قام فألجمه ثم رجع إلى مجلسه‏ وقعد، فقال له: يا أبا محمد أسرجه، فقال لأبي: يا غلام اسرجه فقال: أسرجه أنت، فقام ثانية فأسرجه ورجع، فقال له: ترى أن تركبه؟ فقال: نعم فركبه من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله على الهملجة يمشي أحسن مشي يكون. ثم رجع فنزل، فقال له المستعين: يا أبا محمد كيف رأيته؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت مثله حسنا وفراهة وما يصلح أن يكون مثله إلا لأمير المؤمنين قال: فقال: يا أبا محمد فإن أمير المؤمنين قد حملت عليه، فقال أبو محمد لأبي: يا غلام خذه، فأخذه أبي فقاده

------------

الكافي ج 1 ص 507, الإرشاد ج 2 ص 327, الثاقب في المناقب ص 579, الخرائج ج 1 ص 432, كشف الغمة ج 2 ص 411, الدر النظيم ص 742, الوافي ج 3 ص 849,إثبات الهداة ج 5 ص 12,حلية الأبرار ج 5 ص 113, مدينة المعاجز ج 7 ص 542, مرآة العقول ج 6 ص 150, بحار الأنوار ج 50 ص 265, رياض الأبرار ج 2 ص 497, مناقب آشوب ج 4 ص 438 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي يوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال: ولد لي غلام وكنت مضيقا، فكتبت رقاعا الى جماعة أسترفدهم فرجعت بالخيبة، فرجعت بالخيبة، قال: قلت: أجي‏ء فاطوف حول الدار طوفة وصرت الى الباب فخرج أبو حمزة ومعه‏ صرة سوداء فيها أربعمائة درهم وقال: يقول لك سيدي الحسن بن علي (ع) أنفق هذه على المولود، بارك الله لك فيه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, بحار الأنوار ج 50 ص 294, حلية الأبرار ج 5 ص 104 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال: صحبت أبا محمد (ع) من دار العامة إلى منزله فلما أتى الدار وأردت الانصراف قال: أمهل، فدخل ثم أذن لي فدخلت فأعطاني مائة دينار وقال: اصرفها في ثمن جارية فإن جاريتك فلانة ماتت، وكنت خرجت من المنزل وعهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت فإذا الغلام يقول: ماتت فلانة جاريتك الساعة. قلت: ما حالها؟ قيل شربت ماء فشرقت‏ فماتت.

---------------

الثاقب فب المناقب ص 216, كشف الغمة ج 2 ص 428, حلية الأبرار ج 5 ص 104, مدينة المعاجز ج 7 ص 620, بحار لأنوار ج 50 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي القاسم‏ كاتب راشد قال: خرج رجل من العلويين من سر من رأى في أيام أبي محمد (ع) إلى الجبل يطلب الفضل، فلقيه رجل بحلوان‏ فقال له من أين أتيت‏؟ قال: من سر من رأى‏ فقال: هل صرت كذا وموضع كذا؟ فقال: نعم، فقال: هل عندك من أخبار الحسن بن علي شي‏ء؟ قال: لا قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: أطلب الفضل. قال: لك عندي خمسون دينارا فاقبضها وانصرف معي إلى سر من رأى حتى توصلني إلى الحسن بن علي (ع). فقال: نعم، فأعطاه خمسين دينارا وعاد العلوي معه فوصلا إلى سر من رأى واستأذنا على الحسن بن علي (ع) فأذن لهما فدخلا والحسن‏ (ع) قاعد في صحن الدار فلما نظر (ع) إلى الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم، قال: أوصى إليك أبوك وأوصى إلينا بوصية فجئت تؤديها وهي معك أربعة آلاف دينار، فأتها فقال الرجل: نعم، فدفعها إليه، ثم نظر (ع) إلى العلوي فقال له: خرجت إلى الجبل تطلب الفضل، فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فخرجت معه ونحن نعطيك خمسين دينارا فأعطاه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, حلية الأبرار ج 5 ص 105, بحار الأنوار ج 50 ص 295

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي سهل البلخي قال: كتب رجل إلى أبي محمد (ع) يسأله الدعاء لوالديه, وكانت الأم غالية والأب مؤمنا, فوقع: رحم‏ الله‏ والدك‏.

وكتب آخر يسأل الدعاء لوالديه, وكانت الأم مؤمنة والأب ثنويا, فوقع: رحم الله والدتك, والتاء منقوطة بنقطتين من فوق.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, إثبات الهداة ج 5 ص 39, بحار الأنوار ج 50 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عيسى بن صبيح‏ قال:‏ دخل الحسن العسكري (ع) علينا الحبس‏ وكنت به عارفا فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان, وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فكان كما قال, وقال: هل رزقت ولدا؟ قلت: لا, فقال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد, ثم تمثل (ع):‏

من كان ذا عضد يدرك ظلامته‏ ... إن الذليل الذي ليست له عضد (1)

قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا, فأما الآن فلا, ثم تمثل‏:

لعلك يوما أن تراني كأنما ... بني حوالي الأسود اللوابد

فإن تميما قبل أن يلد الحصى ... أقام زمانا وهو في الناس واحد

---------------

(1) الى هنا في وسائل الشيعة

الخرائج ج 1 ص 478, كشف الغمة ج 2 ص 503, بحار الأنوار ج 51 ص 162, وسائل الشيعة ج 21 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

الحسن بن محمد القمي قال: رويت عن مشايخ قم‏ أن الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) كان بقم يشرب الخمر علانية, فقصد يوما لحاجة باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان وكيلا في الأوقاف بقم, فلم يأذن له ورجع إلى بيته مهموما, فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج, فلما بلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد الحسن العسكري (ع) فلم يأذن له, فبكى أحمد لذلك طويلا وتضرع حتى أذن له,‏ فلما دخل قال: يا ابن رسول الله لم منعتني الدخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك؟ قال (ع): لأنك طردت ابن عمنا عن بابك, فبكى أحمد وحلف بالله أنه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر, قال: صدقت ولكن لا بد عن إكرامهم واحترامهم على كل حال, وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم, لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين,‏ فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان الحسين معهم, فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس, فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه, فذكر له ما جرى بينه وبين العسكري (ع) في ذلك, فلما سمع ذلك ندم‏ من‏ أفعاله‏ القبيحة وتاب منها, ورجع إلى بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها, وصار من الأتقياء المتورعين والصلحاء المتعبدين, وكان ملازما للمساجد معتكفا فيها حتى أدركه الموت ودفن قريبا من مزار فاطمة (ع).

---------------

بحار الأنوار ج 50 ص 323, مستدرك الوسائل ج 12 ص 374 جميعا عن تاريخ قم

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية