فضائله ومعجزاته

عن أبي هاشم قال: ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد (ع) يوما قط إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا.

---------------

إعلام الورى ص 375, الخرائج ج 2 ص 684, إثبات الهداة ج 5 ص 29, مدينة المعاجز ج 7 ص 634, بحار الأنوار ج 50 ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قول الله: {واذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا} قال أبو محمد (ع): ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه, ولا من رازقه, (1) قال أبو هاشم فجعلتُ أتعجب في نفسي من عظيم ما أعطى الله وليَّه وجزيل ما حمله فأقبل أبو محمد عليَّ فقال الأمر أعجب مما عجبت منه يا أبا هاشم وأعظم! ما ظنك بقوم من عرفهم عرف الله ومن أنكرهم أنكر الله فلا مؤمن إلا وهو بهم مصدق وبمعرفتهم موقن. (2)

----------

(1) إلى هنا في محتصر الباصئر

(2) كشف الغمة ج 2 ص 419، إثبات الوصية 249,  الثاقب في المناقب ص 567, مدينة المعاجز ج 7 ص 638, بحار الأنوار ج 5 ص 260، مختصر البصائر ص 400

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, قال أبو هاشم: إن أبا محمد (ع) ركب يوماً إلى الصحراء فركبت معه, فبينا نسير, وهو قدامي وأنا خلفه, إذ عرض لي فكر في دين كان عليَّ قد حان أجله, فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه، فالتفت إليَّ فقال: يا أبا هاشم! الله يقضيه، ثم انحنى على قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الارض وقال: أنزل, فخذ, واكتم، فنزلت فإذا سبيكة ذهب قال: فوضعتها في خفي وسرنا, فعرض لي الفكر، فقلت: إن كان فيها تمام الدين, وإلا فإني أرضي صاحبه بها, ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء, وما نحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها، فالتفت إليَّ, ثم انحنى ثانية, وخط بسوطه خطة في الارض مثل الأولى, ثم قال: انزل, فخذ, واكتم، قال: فنزلت, وإذا سبيكة فضة, فجعلتها في خفي الآخر, وسرنا يسيراً, ثم انصرف إلى منزله, وانصرفت إلى منزلي, فجلست, فحسبت ذلك الدين, وعرفت مبلغه, ثم وزنت سبيكة الذهب, فخرجت بقسط ذلك الدين, ما زادت ولا نقصت! ثم نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه, فعرفت مبلغه الذي لم يكن بد منه على الاقتصاد, بلا تقتير ولا إسراف, ثم وزنت سبيكة الفضة, فخرجت على ما قدرته ما زادت ولا نقصت!

------------------

الخرائج والجرائح ج1 ص421، عنه البحار ج50 ص259، الثاقب في المناقب ص217، عنه مدينة المعاجز ج7 ص637، الأنوار البهية ص307.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال دخلت على أبي محمد (ع) وكان يكتب كتاباً فحان وقت الصلاة الأولى فوضع الكتاب من يده وقام (ع) الى الصلاة, فرأيت القلم يمر على باقي القرطاس من الكتاب ويكتب حتى انتهى الى آخره, فخررت له ساجداً, فلما انصرف من الصلاة أخذ القلم بيده وأذن للناس.

------------

عيون المعجزات ص 134، إثبات الهداة ج 5 ص 43, مدينة المعاجز ج 7 ص 597, بحار الأنوار ج 50 ص 304، رياض الأبرار ج 2 ص 504

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال: صحبت أبا محمد (ع) من دار العامة إلى منزله فلما أتى الدار وأردت الانصراف قال: أمهل، فدخل ثم أذن لي فدخلت, فأعطاني مائة دينار وقال: اصرفها في ثمن جارية فإن جاريتك فلانة ماتت، وكنت خرجت من المنزل وعهدي بها أنشط ما كانت، فمضيت فإذا الغلام يقول: ماتت فلانة جاريتك الساعة. قلت: ما حالها؟ قيل شربت ماء فشرقت‏ فماتت.

--------------

الثاقب في المناقب ص 216, الخرائج ج 1 ص 426, حلية الأبرار ج 5 ص 104, مدينة المعاجز ج 7 ص 620, بحار لأنوار ج 50 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن عاصم الكوفي (1) قال: دخلت على أبي محمد (ع) بالعسكر فقال لي: يا علي بن عاصم انظر إلى ما تحت قدميك, فنظرت ملياً فوجدت شيئاً ناعماً, فقال لي: يا علي أنت على بساط قد جلس عليه ووطأه كثير من النبيين والمرسلين والأئمة الراشدين, فقلت: يا مولاي لا أتنعل ما دمت في الدنيا إعظاماً لهذا البساط, فقال: يا علي إن هذا الذي في قدمك من الخف جلد ملعون نجس رجس لم يقر بولايتنا وإمامتنا, فقلت: وحقك يا مولاي لا لبست خفاً ولا نعلاً أبد, وقلت في نفسي: كنت أشتهي أن أرى هذا البساط بعيني, فقال: أدن يا علي فدنوت, فمسح بيده المباركة على عيني, فعدت بالله بصيراً, فأدرت عيني في البساط فقال: يا علي تحب أن ترى آثار أرجل النبيين والمرسلين والأئمة الراشدين الذين وطأوا هذا البساط ومجالسهم عليه, فقلت: نعم يا مولاي, ورأيت أقداماً مصورة ومرابع جلوس في البساط، فقال لي: هذا أثر قدم آدم وموضع جلوسه, وهذا قدم قابيل إلى أن لعن وقتل هابيل, وهذا قدم هابيل, وهذا أثر جلوس شيث, وهذا أثر أخنوخ, وهذا أثر قيدار (2), وهذا أثر هلابيل, وهذا أثر يرد, وهذا أثر أدريس, وهذا أثر متوشلخ, وهذا أثر نوح, وهذا أثر سام, وهذا أثر أرفخشد, وهذا أثر أبو يعرب, وهذا أثر هود, وهذا أثر صالح, وهذا أثر لقمان, وهذا أثر لوط, وهذا أثر إبراهيم, وهذا أثر اسماعيل, وهذا أثر إلياس, وهذا أثر أبو قصى بن إلياس, وهذا أثر إسحاق, وهذا أثر يعقوب وهو إسرائيل, وهذا أثر يوسف, وهذا أثر شعيب, وهذا أثر موسى بن عمران, وهذا أثر هارون, وهذا أثر يوشع بن نون, وهذا أثر زكريا, وهذا أثر يحيى, وهذا أثر داود, وهذا أثر سليمان, وهذا أثر الخضر, وهذا أثر ذي الكفل, وهذا أثر اليسع, وهذا أثر ذي القرنين الاسكندر (3), وهذا أثر سابور, وهذا أثر لؤي, وهذا أثر كلاب, وهذا أثر قصي, وهذا أثر عدنان, وهذا هاشم, وهذا أثر عبد المطلب, وهذا أثر عبد الله, وهذا أثر سيدنا محمد (ص) وهذا أثر أمير المؤمنين (ع) وهذا أثر الحسن, وهذا أثر الحسين, وهذا أثر علي بن الحسين, وهذا أثر محمد بن علي الباقر, وهذا أثر جعفر بن محمد, وهذا أثر موسى بن جعفر, وهذا أثر علي بن موسى, وهذا أثر محمد بن علي, وهذا أثر أبي علي بن محمد, وهذا أثري, وهذا أثر إبني المهدي, لأنه قد وطأه وجلس عليهن. 

فقال علي بن عاصم: فخُيل لي والله من رد بصري ونظري إلى ذلك البساط, وهذه الآيات كلها أني نائم وأني أحلم بما رأيت, فقال لي: أبو محمد (ع): إثبت يا علي فما أنت بنائم ولا بحلم, فانظر إلى هذه الآثار واعلم أنها لمن أهم دين الله, فما زاد فيهم كفر ومن نقص أحداً كفر, والشاك في الواحد منهم كالشاك الجاحد لله, غض طرفك يا علي, فغضضت طرفي  [فرجعت] محجباً, فقلت: يا سيدي فمن يقول إنهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي أهولاء؟ ثم قال: إذا علم ما قال لم يأثم فقلت: يا سيدي فأعلمني علمهم حتى لا أزيد ولا أنقص منهم, قال: يا علي الأنبياء والرسل والأوصياء والأئمة هؤلاء الذين رأيت آثارهم في البساط لا يزيدون ولا ينقصون, ومائة ألف وأربعة وعشرون ألف الذين تنبئوا من أنبياء الله ورسله وحججه, فآمنوا بالله وعملوا ما جاءتهم به الرسل من الكتب والشرائع, فمنهم الصديقون والشهداء والصالحون وكلهم هم المؤمنون, وهذا عددهم منذ هبط آدم (ع) من الجنة إلى أن بعث الله جدي رسول الله (ص) فقلت: الحمد لله والشكر لذلك الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. (4)

------------

(1) علي بن عاصم الكوفي كان محجوباً وكان شيخ الشيعة ومحدثهم في وقته, مات في حبس المعتضد, قال السيد الخوئي +: لا ريب في جلالة الرجل.

(2) ولعل الصحيح قينان وهو قينان بن أنوش بن شيث, (تاريخ اليعقوبي)

(3) وفي رواية الهداية الكبرى ذُكر أثر كولب, وأثر حزقيل, وأثر شمويلا, وأثر طالوت, وأثر آصف, وأثر أيوب, وأثر يونس, وأثر أشعياء, وأثر عيسى, وأثر شمعون, وأثر دانيال.

(4) الهداية الكبرى ص335، مدينة المعاجز ج7 ص594، مشارق أنوار اليقين ص155، عنه البحار ج11 ص33/ ج50 ص316، قصص الأنبياء للجزائري ص6 عن مشارق الأنوار.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي‏ بن زيد بن علي بن الحسين بن علي قال: كان لي فرس وكنت به معجبا أكثر ذكره في المحال فدخلت على أبي محمد (ع) يوما فقال لي: ما فعل فرسك؟ فقلت: هو عندي وهو ذا على بابك وعنه نزلت، فقال لي استبدل به قبل المساء إن قدرت على مشتر ولا تؤخر ذلك، ودخل علينا داخل وانقطع الكلام فقمت متفكرا ومضيت إلى منزلي فأخبرت أخي الخبر، فقال ما أدري ما أقول في هذا، فشححت به ونفست على الناس ببيعه وأمسينا فأتانا السائس وقد صليت العتمة، فقال: يا مولاي نفق‏ فرسك واغتممت وعلمت أنه عنى هذا بذلك القول. قال: ثم دخلت على أبي محمد (ع) بعد أيام وأنا أقول في نفسي ليته أخلف علي دابة إذ كنت اغتممت بقوله، فلما جلست قال: نعم نخلف عليك دابة، يا غلام أعطه الكميت هذا خير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا. 

---------------

الكافي ج 1 ص 510, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 371, الثاقب في المناقب ص 572, الخرائج ج 1 ص 434, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 15, حلية الأبرار ج 6 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 552, مرآة العقول ج 6 ص 159, بحار الأنوار ج 50 ص 266, مناقب آشوب ج 4 ص 430 بأختصار, كشف الغمة ج 2 ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبو الحسين‏ محمد ابن هارون بن موسى، قال: حدثني ابي, عن شاكري‏ لمولانا أبي محمد الحسن بن علي (ع)‏: كان أستاذي (يقصد الإمام العسكري ع) صالحا من بين العلويين لم أر قط مثله وكان يركب بسرج صفته‏ بزيون‏ مسكي وأزرق، وكان يركب إلى دار الخلافة بسرمن‏رأى في كل اثنين وخميس، قال أبو عبد الله محمد الشاكري وكان يوم النوبة يحضر من الناس شي‏ء عظيم وتنقض المشارع بالدواب‏ والبغال والحمير والضجة فلا يكون لأحد موضع يمشي ولا يدخل بينهم. قال: فإذا جاء استاذي سكنت الضجة وهدأ صهيل الخيل ونشيج البغال ونهاق الحمير قال: وتفرقت البهائم حتى يصير الطريق واسعا لا يحتاج الى أن يتوقى من الدواب نحفه ليزحمها، ثم يدخل فيجلس في مرتبته التي جعلت له، فإذا أراد الخروج قام البوابون وقالوا: هاتوا دابة أبي محمد (ع) فسكن صياح الناس وصهيل الخيل وتفرقت الدواب حتى يركب ويمضي.

------------

دلائل الإمامة ص 429, الغيبة للطوسي ص 215, الدر النظيم ص 738, حلية الأبرار ج 5 ص 116, مدينة المعاجز ج 7 ص 579, بحار الأنوار ج 50 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبو نعيم, قال: وجهت المفوضة كامل بن إبراهيم المزني إلى أبي محمد الحسن بن علي (ع) يباحثون أمره، قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي: أسأله عن قوله لا يدخل الجنة إلا من عرف معرفتي وقال بمقالتي، فلما دخلت على سيدي أبي محمد (ع) نظرت إلى ثياب بيضاء ناعمة عليه, فقلت في نفسي: ولي الله وحجته يلبس الناعم من الثياب, ويأمرنا نحن بمواساة الاخوان, وينهانا عن لبس مثله! فقال (ع) مبتسماً: يا كامل بن إبراهيم! وحسر عن ذراعيه, فإذا مسح أسود خشن, فقال: يا كامل, هذا لله عز وجل, وهذا لكم، فخجلت وجلست إلى باب مرخى عليه ستر, فجاءت الريح فكشفت طرفه, فإذا أنا بفتى كأنه قمر, من أبناء أربع, أو مثلها, فقال: يا كامل بن إبراهيم, فاقشعررت من ذلك, وألهمت أن قلت: لبيك يا سيدي, فقال: جئت إلى ولي الله وحجة زمانه, تسأله: هل يدخل الجنة إلا من عرف معرفتك, وقال بمقالتك؟ فقلت: إي والله! قال: إذن والله يَقُلّ داخلها, والله إنه ليدخلها قوم يقال لهم: الحقية قلت: يا سيدي: ومن هم؟ قال: هم قوم من حبهم لعلي يحلفون بحقه ولا يدرون ما حقه وفضله، ثم سكت ساعة عني, ثم قال: وجئت تسأله عن مقالة المفوضة, كذبوا عليهم لعنة الله, بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله, فإذا شاء الله شئنا, والله عز وجل يقول: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله} ثم رجع والله الستر إلى حالته, فلم أستطع كشفه، ثم نظر إلي أبو محمد (ع) مبتسماً وهو يقول: يا كامل بن إبراهيم, ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك حجتي من بعدي؟! فانقبضت وخرجت, ولم أعاينه بعد ذلك، قال أبو نعيم: فلقيت كامل بن إبراهيم, وسألته عن هذا الخبر, فحدثني به.

----------------

دلائل الإمامة ص505، وسائل الشيعة ج3 ص351، الغيبة للطوسي ص246، عنه البحار ج25 ص336/ ج52 ص50/ ج69 ص163، كشف الغمة ج3 ص302، عنه إلزام الناصب ج1 ص306، منتخب الأنوار المضيئة ص253، مستدرك الوسائل ج3 ص243، مدينة المعاجز ج7 ص585/ ج8 ص43، الهداية الكبرى ص359، الخرائج والجرائح ج1 ص458، الأنوار البهية ج3 ص302، ينابيع المودة ج3 ص324 باختصار.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر أحمد القصير البصري قال: حضرنا عند سيدنا أبي محمد (ع) بالعسكر، فدخل عليه خادم من دار السلطان جليل القدر فقال له: أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول لك: كاتبنا أنوش النصراني يريد أن يطهر إبنين له، وقد سألنا مسألتك أن تركب إلى داره وتدعو لإبنيه بالسلامة والبقاء، فأحب أن تركب وأن تفعل ذلك، فإنا لم نجشمك هذا العناء إلا لأنه قال: نحن نتبرك بدعاء بقايا النبوة والرسالة. فقال مولانا (ع): الحمد لله الذي جعل النصراني أعرف بحقنا من المسلمين, ثم قال: اسرجوا لنا، فركب حتى وردنا أنوش، فخرج إليه مكشوف الرأس حافي القدمين وحوله القسيسون والشمامسة والرهبان، وعلى صدره الانجيل، فتلقاه على باب داره وقال له: يا سيدنا أتوسل إليك بهذا الكتاب الذي أنت أعرف به منا إلا غفرت لي ذنبي في عنائك! وحق المسيح عيسى بن مريم وما جاء به من الانجيل من عند الله ما سألت أمير المؤمنين مسألتك هذا إلا لأنا وجدناكم في هذا الانجيل مثل المسيح عيسى بن مريم (ع) عند الله، فقال مولانا (ع): الحمد لله, ودخل على فرسه والغلامان على منصة، وقد قام الناس على أقادمهم، فقال (ع): أما إبنك هذا فباق عليك وأما الآخر فمأخوذ عنك بعد ثلاثة أيام، وهذا الباقي يُسلم ويحسن إسلامه ويتولانا أهل البيت, فقال أنوش: والله يا سيدي إن قولك الحق ولقد سهل علي موت إبني هذا لما عرفتني أن الآخر يُسلم ويتولاكم أهل البيت، فقال له بعض القسيسين: ما لك لا تُسلم؟ فقال له أنوش: أنا مسلم ومولانا يعلم ذلك، فقال مولانا (ع): صدق, ولولا أن يقول الناس إنا أخبرناك بوفاة إبنك ولم يكن كما أخبرناك لسألنا الله بقائه عليك، فقال أنوش: لا أريد يا سيدي إلا ما تريد, قال أبو جعفر أحمد القصير: مات والله ذلك الابن بعد ثلاثة أيام وأسلم الآخر بعد سنة ولزم الباب معنا إلى وفاة سيدنا أبي محمد (ع).

-----------

مدينة المعاجز ج7 ص670, الهداية الكبرى ص334, حلية الأبرار ج 5 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, قال: رأيت الحسن بن علي السراج (1) (ع) يمشي في أسواق سر من رأى ولا ظل له، ورأيته يأخذ الآس فيجعلها ورقاً، ويرفع طرفه نحو السماء ويده فيردها ملأى لؤلؤاً.

--------------

(1) من ألقاب الإمام العسكري (ع).

(2) دلائل الإمامة ص426, مدينة المعاجز ج7 ص574.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته بإسناده عن محمد بن ميمون الخراساني قال: قدمت من خراسان أريد سر من رأى للقاء مولاي أبي محمد الحسن (ع), فصادفت بغلته, وكانت الاخبار عندنا صحيحة أن الحجة والامام من بعده سيدنا محمد المهدي عليه أفضل الصلاة والسلام, فصرت إلى إخواننا المجاورين له فقلت لهم: أريد الوصول إلى أبي محمد (ع), فقالوا: هذا يوم ركوبه إلى دار المعتز, فقلت: أقف له في الطريق فلست أخلو من دلالة بمشيئة الله وعونه, ففاتني وهو ماض, فوقفت على ظهر دابتي حتى رجع وكان يوماً شديد الحر, فتلقيته فأشار إليّ بطرفه, فتأخرت وصرت وراءه, وقلت في نفسي: اللهم إنك تعلم أني أؤمن وأقر بأنه حجتك على خلقك وأن مهدينا من صلبه, فسهّل لي دلالة منه تقر بها عيني وينشرح بها صدري, فانثنى إليّ وقال لي: يا محمد بن ميمون قد أُجيبت دعوتك, فقلت: لا إله إلا الله قد علم سيدي ما ناجيت ربي به في نفسي! ثم قلت طمعاً في الزيادة وقد صرت معه إلى الدار, ودخلت وتركت بين يديه إلى الدهليز, فوقفت وهو راكب ووقفت بين يديه وقلت: إن كان يعلم ما في نفسي فيأخذ القلنسوة من رأسه, قال: فمد يده فأخذها وردها, فوسوست لي نفسي لعله اتفاق, وأنه حميت عليه القلنسوة فأخذها ووجد حر الشمس فردها! فإن كان أخذها لعلمه بما في نفسي فليأخذها ثانية ويضعها على قربوس سرجه, فأخذها فوضعها على القربوس, فقلت: فليردها, فردها على رأسه, فقلت: لا إله إلا الله أيكون هذا الاتفاق مرتين! اللهم إن كان هو الحق فليأخذها ثالثة فيضعها على قربوس سرجه فيردها مسرعاً, فأخذها ووضعها على القربوس وردها مسرعاً على رأسه, وصاح: يا محمد بن ميمون! إلى كم؟ فقلت: حسبي يا مولاي!

------------

مدينة المعاجز ج7 ص660, عن الهداية الكبرى ص337.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن محمد بن الحسن قال: وافت جماعة من الاهواز من أصحابنا وأنا معهم وخرج السلطان إلى صاحب البصرة يريد النظر إلى أبي محمد (ع) فنظرنا إليه ماضياً معه، وقعدنا بين الحائطين بسر من رأى ننتظر رجوعه, قال: فرجع، فلما حاذانا، وقف فمد يده إلى قلنسوته فأخذها من رأسه، وأمسكها بيده، ثم أخذ بيده الاخرى، ووضعها على رأسه، وضحك في وجه رجل منا, فقال الرجل: أشهد أنك حجة الله وخيرته! فقلنا: يا هذا ما شأنك؟ قال: كنت شاكاً فيه, فقلت في نفسي: إن رجع وأخذ القلنسوة من رأسه، قلت بإمامته.

------------

الخرائج ج 1 ص 444, عيون المعجزات ص 136, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 32, مدينة المعاجز ج 7 ص 600, بحار الأنوار ج 50 ص 294

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن زيد بن علي قال: دخلت يوما على أبي محمد (ع) وإني لجالس عنده إذ ذكرت منديلا كان معي كان فيه خمسون دينارا, فقلقت لها وما تكلمت بشي‏ء ولا أظهرت ما خطر ببالي, فقال لي أبو محمد (ع): لا بأس, هي مع أخيك الكبير, سقطت منك حين نهضت فأخذها وهي محفوظة معه إن شاء الله تعالى، فأتيت المنزل، فردها إلي أخي‏.

------------

الخرائج ج 1 ص 444, كشف الغمة ج 2 ص 425, إثبات الهداة ج 5 ص 32, مدينة المعاجز ج 7 ص 623, بحار الأنوار ج 50 ص 272

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حدث فطرس‏ رجل متطبب وقد أتى إليه مائة سنة أو نيف‏ فقال: كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل وكان يصطفيني، فبعث إليه الحسن العسكري (ع) أن يبعث إليه بأخص اصحابه عنده ليفصده فاختارني، وقال: قد طلب مني الحسن (ع) من يفصده فصر إليه وهو أعلم في يومنا هذا ممن تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به. فمضيت إليه فأمرني إلى حجرة وقال: كن هاهنا إلى أن أطلبك قال: وكان الوقت الذي أتيت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد، فدعاني في وقت غير محمود له وأحضر طستا كبيرا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتى امتلأ الطست، ثم قال: قال لي: اقطع الدم فقطعته وغسل يده وشدها، وردني إلى الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شي‏ء كثير وبقيت الى العصر. ثم دعاني فقال: سرح ودعا بذلك الطست فسرحت وخرج الدم الى أن امتلأ الطست فقال: اقطع، فقطعته وشده وردني إلى الحجرة فبت فيها. فلما اصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطست وقال: سرح فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلى أن امتلأ الطست، ثم قال لي: اقطع فقطعت وشد يده وقدم لي بتخت ثياب وخمسين دينارا، وقال: خذ هذا وأعذر وانصرف فأخذت ذلك وقلت يأمرني السيد بخدمة؟ قال: نعم بحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول. فصرت إلى بختيشوع فقلت له: القصة فقال: اجتمعت الحكماء على أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمناء من الدم وهذا الذي حكيت لو خرج من عين ماء لكان عجيبا، وأعجب ما فيه اللبن ففكر ساعة ثم مكث‏ ثلاثة أيام بلياليها يقرأ الكتب على أن يجد في هذه القصة ذكرا في العالم فلم يجد ثم قال لي: لم يبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول فكتب إليه كتابا يذكر فيه ما جرى. فخرجت فناديته فأشرف علي قال فمن أنت؟ قلت: صاحب بختيشوع قال: معك كتابه؟ قلت: نعم فأرخى إلي زنبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته فقال: أنت الرجل الذي فصدت؟ قلت: نعم قال: طوبى لأمك وركب بغلا ومر. فوافينا سر من رأى وقد بقي من الليل ثلثه، قلت: أين تحب؟ دار استاذنا أو دار الرجل؟ قال: دار الرجل، فصرنا إلى بابه قبل الأذان، ففتح الباب وخرج إلينا خادم أسود وقال: أيكما صاحب دير العاقول؟ فقال الراهب: أنا جعلت‏ فداك، فقال: أنزل، وقال لي الخادم: احتفظ بالبغلين وأخذ بيده ودخلا. فأقمت إلى أن أصبحنا وارتفع النهار ثم خرج الراهب وقد رمى ثياب الرهبانيين ولبس ثياب بياض وقد اسلم، قال: خذ بي الآن إلى دار أستاذك، فصرنا إلى باب بختيشوع، فلما رآه بادر يعدو إليه، ثم قال: ما الذي أزالك عن دينك؟ قال: وجدت المسيح فأسلمت على يده قال: وجدت المسيح؟! قال: نعم أو نظيره فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلا المسيح، وهذا نظيره في آياته وبراهينه، ثم عاد إلى الامام (ع) ولزم خدمته إلى أن مات.

--------------

 حلية الأبرار ج 5 ص 107, الخرائج ج 1 ص 422, فرج المهموم ص 237, مدينة المعاجز ج 7 ص 614, مرىة العقول ج 6 شرح ص 166, بحار الأنوار ج 50 ص 260, رياض الأبرار ج 2 ص 495

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: دخل على الحسن بن علي (ع) قوم من سواد العراق يشكون قلة الامطار فكتب لهم كتاباً فأمطروا، ثم جاءوا يشكون كثرته فختم في الارض فأمسك المطر.

----------

دلائل الإمامة ص426, نوادر المعجزات ص191, مدينة المعاجز ج7 ص573.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن محمد بن عبد الله قال وقع أبو محمد (ع) وهو صغير في بئر الماء, وأبو الحسن (ع) في الصلاة والنسوان يصرخن, فلما سَلَّم قال: لا بأس، فرأوه وقد ارتفع الماء إلى رأس البئر وأبو محمد على رأس الماء يلعب بالماء.

-----------

الخرائج والجرائح ج1 ص451، عنه البحار ج50 ص274، الصراط المستقيم ج2 ص208, الأنوار البهية ص311.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن علي بن إبراهيم قال: ضاق بنا الأمر، فقال لي أبي امض بنا حتى نصير إلى هذا الرجل - يعني أبا محمد (ع) - فإنه قد وصف عنه سماحة, فقلت: تعرفه؟ فقال: ما أعرفه ولا رأيته قط، فقصدناه، فقال لي أبي وهو في طريقه: ما أحوجنا إلى أن يأمر لنا بخمسمائة درهم: مائتا درهم للكسوة، ومائتا درهم للدين، - وفي نسخة للدقيق، - ومائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته أمر لي بثلاثمائة درهم: مائة أشتري بها حمارا, ومائة للنفقة, ومائة للكسوة وأخرج الى الجبل‏. قال: فلما وافينا الباب خرج علينا غلامه فقال: يدخل علي بن إبراهيم ومحمد ابنه، فلما دخلنا عليه وسلمنا قال لأبي: يا علي, ما خلفك عنا إلى هذا الوقت؟ فقال: يا سيدي استحييت أن ألقاك على هذا الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول أبي صرة فقال: هذه خمسمائة درهم: مائتان للكسوة ومائتان للدين‏ ومائة للنفقة، وأعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائة درهم اجعل‏ مائة في ثمن حمار، مائة للكسوة، ومائة للنفقة ولا تخرج إلى الجبل وصر إلى سوراء.

---------------

الكافي ج 1 ص 506, الإرشاد ج 2 ص 326, كشف الغمة ج 2 ص 410, الدر النظيم ص 741, الوافي ج 3 ص 848, إثبات الهداة ج 5 ص 11, حلية الأبرار ج 5 ص 99, مدينة المعاجز ج 7 ص 540, بحار الأنوار ج 50 ص 278, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابي هاشم الجعفري قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) الحاجة، فحك بسوطه الأرض قال: وأحسبه غطاه بمنديل وأخرج خمسمائة دينار فقال: يا أبا هاشم خذ وأعذرنا.

---------------

الكافي ج 1 ص 507, الوافي ج 3 ص 85, إثبات الهداة ج 5 ص 12, حلية الأبرار ج 5 ص 100, مدينة المعاجز ج 7 ص 543, بحار الأنوار ج 50 ص279

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

أحمد بن محمد, عن جعفر بن الشريف الجرجاني‏: حججت سنة فدخلت على أبي محمد (ع) بسر من‏ رأى وقد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال, فأردت أن أسأله إلى من أدفعه؟‏ فقال قبل أن قلت له ذلك: ادفع ما معك‏ إلى‏ المبارك‏ خادمي. قال: ففعلت وخرجت وقلت: إن شيعتك بجرجان يقرءون عليك السلام, قال: أولست منصرفا بعد فراغك من الحج؟ قلت: بلى, قال: فإنك تصير إلى جرجان من يومك هذا إلى مائة وسبعين‏ يوما, وتدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار, فأعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار, فامض راشدا فإن الله سيسلمك ويسلم ما معك, فتقدم على أهلك وولدك ويولد لولدك الشريف ابن فسمه: الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف, وسيبلغه الله ويكون من أوليائنا, فقلت: يا ابن رسول الله إن إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني‏ وهو من شيعتك كثير المعروف إلى أوليائك, يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم وهو أحد المتقلبين في نعم الله بجرجان, فقال: شكر الله لأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل صنيعته إلى شيعتنا, وغفر له ذنوبه ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق, فقل له: يقول لك الحسن بن علي: سم ابنك أحمد, فانصرفت من عنده وحججت وسلمني الله حتى وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر على ما ذكر (ع), وجاءني أصحابنا يهنئوني فأعلمتهم‏ أن الإمام وعدني أن يوافيكم في آخر هذا اليوم, فتأهبوا لما تحتاجون إليه وأعدوا مسائلكم وحوائجكم كلها, فلما صلوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في داري فو الله ما شعرنا إلا وقد وافانا أبو محمد (ع), فدخل إلينا ونحن مجتمعون فسلم هو أولا علينا فاستقبلناه وقبلنا يده, ثم قال: إني كنت وعدت جعفر بن الشريف‏ أن أوافيكم في آخر هذا اليوم فصليت الظهر والعصر بسر من‏ رأى وصرت إليكم لأجدد بكم عهدا, وها أنا جئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها, فأول من انتدب لمسائلته‏ النضر بن جابر قال: يا ابن رسول الله إن ابني جابرا أصيب ببصره منذ أشهر فادع الله له أن يرد عليه عينيه, قال: فهاته, فمسح بيده على عينيه فعاد بصيرا, ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم وأجابهم إلى كل ما سألوه حتى قضى حوائج الجميع ودعا لهم بخير وانصرف من يومه ذلك‏.

--------------

الخرائج ج 1 ص 424, الثاقب في المناقب ص 214, كشف الغمة ج 2 ص 427, مدينة المعاجز ج 7 ص 617, بحار الأنوار ج 50 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد الرامهرمزي قال: نظرت إلى سيدي أبي محمد (ع) وجماعة من إخواننا فقلت في نفسي: إني [أحب أن] (1) أرى من فضل سيدي أبي محمد برهاناً تقر به عيني فرأيته قد ارتفع نحو السماء حتى سد الافق فقلت لاصحابي ترون كما أرى؟!! فقالوا وما هو؟ فأشرت فإذا هو قد رجع كهيئته الاولى ودخل المسجد. (2)

--------------

(1) وردت هذه الزيادة في نسخة صحيفة الأبرار.

(2) الهداية الكبرى ص386, عنه صحيفة الأبرار ج2 ص401.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن الكرخي قال: كان أبي بزازاً في الكرخ فجهزني بقماش إلى سر من رأى, فلما دخلت إليها جاءني خادم وناداني باسمي واسم أبي، وقال: أجب مولاك، فقلت: ومن مولاي حتى أجيبه؟ فقال: ما على الرسول إلا البلاغ المبين, قال: فتبعته, فجاء بي إلى دار عظيمة البناء لا أشك أنها الجنة، وإذا رجل جالس على بساط أخضر ونور جلاله يغشي الأبصار فقال لي: إن فيما حملت من القماش حبرتين إحداهما في مكان كذا، والأخرى في مكان كذا في السفط الفلاني، وفي كل واحدة منهما رقعة مكتوب فيها ثمنها وربحها، وثمن إحداهما ثلاثة وعشرون ديناراً والربح ديناران، وثمن الأخرى ثلاثة عشر ديناراً، والربح كالأولى، فاذهب فأت بهما، قال الرجل: فرجعت فجئت بهما إليه فوضعتهما بين يديه فقال لي: إجلس فجلست لا أستطيع النظر إليه إجلالاً لهيبته، قال: فمد يده إلى طرف البساط وليس هناك شيء فقبض قبضة وقال: هذا ثمن حبرتيك وربحهما، قال: فخرجت وعددت المال في الباب فكان المشتري والربح كما كتب أبي لا يزيد ولا ينقص.

-----------

مشارق الأنوار ص 156, إثبات الهداة ج 5 ص 36, بحار الأنوار ج 50 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: شكوت إلى أبي محمد (ع) ضيق الحبس وثقل القيد فكتب إلي: تصلي الظهر اليوم في منزلك، فأخرجت في وقت الظهر فصليت في منزلي كما قال (ع), قال: وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في كتابي فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي: إذا كانت لك حاجة فلا تستح ولا تحتشم، واطلبها فإنك ترى ما تحب، قال: وكان أبو هاشم حبس مع أبي محمد (ع), كان المعتز حبسهما مع عدة من الطالبيين في سنة ثمان وخمسين ومائتين.

------------

الكافي ج 1 ص 508, إعلام الورى ج 2 ص 140, الثاقي في المناقب ص 576, الوافي ج 3 ص 852, إثبات الهداة ج 5 ص 13, حلية الأبرار ج 5 ص 102, مدينة المعاجز ج 7 ص 546

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسماعيل‏ بن محمد قال: قعدت لأبي محمد (ع) على ظهر الطريق، فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت له أنه ليس عندي درهم فما فوقها ولا عشاء ولا غداء، قال: فقال تحلف بالله كاذبا وقد دفنت مائتي دينار، وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية, أعطه يا غلام ما معك, فأعطاني غلامه مائة دينار. ثم أقبل علي فقال لي: إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها, يعني الدنانير التي دفنت, وصدق (ع) وكان كما قال، دفنت مائتي دينار، وقلت: تكون ظهرا وكهفا لنا, فاضطررت ضرورة شديدة الى شي‏ء أنفقه وانغلقت علي أبواب الرزق، فنبشت عنها فاذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب فما قدرت‏ منها على شي‏ء.

---------------

الكافي ج 1 ص 509, الإرشاد ج 2 ص 332, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 578, الخرائج ج 1 ص 427, كشف الغمة ج 2 ص 413, الوافي ج 3 ص 854, إثبات الهداة ج 5 ص 14, حلية الأبرار ج 6 ص 101, مدينة المعاجز ج 7 ص 551, بحار الأنوار ج 50 ص 280, رياض الأبرار ج 2 ص 501

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي محمد (ع) يوما وأنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست وأنسيت‏ ما جئت له فلما ودعته ونهضت رمى إلي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما ربحت الفص والكرا، هنأك الله يا أبا هاشم، فقلت: يا سيدي أشهد أنك ولي الله وإمامي‏ أدين الله بطاعته فقال: غفر الله لك يا أبا هاشم.

---------------

الكافي ج 1 ص 512, إعلام الورى ص 370, الثاقب في المناقب ص 565, كشف الغمة ج 2 ص 421, الوافي ج 3 ص 858, إثبات الهداة ج 5 ص 17, حلية الأبرار ج 6 ص 103, مدينة المعاجز ج 7 ص 558, بحار الأنوار ج 50 ص 254

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الحسن بن سابور قال: قحط الناس ب‍سر من رأى في زمن الحسن الأخير (ع) فأمر المعتمد بن المتوكل الحاجب وأهل المملكة أن يخرجوا إلى الاستسقاء, فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلى المصلى يستسقون، ويدعون فما سقوا, فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء، ومعه النصارى والرهبان، وكان فيهم راهب، فلما مد يده هطلت السماء بالمطر! وخرج في اليوم الثاني، فهطلت السماء بالمطر, فشك أكثر الناس، وتعجبوا وصبوا إلى النصرانية، فبعث الخليفة إلى الحسن (ع) وكان محبوساً, فاستخرجه من حبسه وقال: إلحق أمة جدك فقد هلكت! فقال له: إني خارج في الغد ومزيل الشك إن شاء الله. فخرج الجاثليق في اليوم الثالث، والرهبان معه، وخرج الحسن (ع) في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب وقد مد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى، ويأخذ ما بين إصبعيه، ففعل وأخذ من بين سبابته والوسطى عظماً أسود، فأخذ الحسن (ع) بيده ثم قال له: استسق الآن! فاستسقى، وكانت السماء متغيمة فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء، فقال الخليفة: ما هذا العظم يا أبا محمد؟ فقال (ع): هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله، فوقع في يده هذا العظم، وما كشف عن عظم نبي إلا هطلت السماء بالمطر.

------------

الخرائج والجرائح ج1 ص441, مناقب آشوب ج3 ص526, عنهما البحار ج50 ص270, الثاقب في المناقب ص575, مدينة المعاجز ج7 ص621, كشف الغمة ج3 ص225, الصراط المستقيم ج2 ص207, ينابيع المودة ج3 ص130.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام العسكري (ع) في حديث اللوح

عن رسول الله (ص) عن الله عز وجل: وختمت بالسعادة لابنه علي (الهادي) وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي أخرج منه الداعي إلى سبيلي, والخازن لعلمي الحسن ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين.

------------

الكافي ج 1 ص 528, الإمامة والتبصرة ص 99, الغيبة لنعماني ص 66, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 44, كمال الدين ج 1 ص 310, الإختصاص ص 212, الغيبة للطوسي ص 146, إعلام الورى ص 393, جامع الأخبار ص 19, مناقب آشوب ص ج 1 ص 297, الإحتجاج ج 1 ص 68, الصراط المستقيم ج 2 ص 138, الوافي ج 2 ص 298, الجواهر السنية ص 404, إثبات الهداة ج 2 ص 26, الإنصاف في النص ص 53, غاية المرام ج 1 ص 219, بحار الأنوار ج 36 ص 197, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 84, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 208, العوالم ج 11 ص 850

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي يوسف الشاعر القصير شاعر المتوكل قال: ولد لي غلام وكنت مضيقا، فكتبت رقاعا الى جماعة أسترفدهم فرجعت بالخيبة، فرجعت بالخيبة، قال: قلت: أجي‏ء فاطوف حول الدار طوفة وصرت الى الباب فخرج أبو حمزة ومعه‏ صرة سوداء فيها أربعمائة درهم وقال: يقول لك سيدي الحسن بن علي (ع) أنفق هذه على المولود، بارك الله لك فيه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, بحار الأنوار ج 50 ص 294, حلية الأبرار ج 5 ص 104 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي القاسم‏ كاتب راشد قال: خرج رجل من العلويين من سر من رأى في أيام أبي محمد (ع) إلى الجبل يطلب الفضل، فلقيه رجل بحلوان‏ فقال له من أين أتيت‏؟ قال: من سر من رأى‏ فقال: هل صرت كذا وموضع كذا؟ فقال: نعم، فقال: هل عندك من أخبار الحسن بن علي شي‏ء؟ قال: لا, قال: فما أقدمك الجبل؟ قال: أطلب الفضل. قال: لك عندي خمسون دينارا فاقبضها وانصرف معي إلى سر من رأى حتى توصلني إلى الحسن بن علي (ع), فقال: نعم، فأعطاه خمسين دينارا وعاد العلوي معه, فوصلا إلى سر من رأى واستأذنا على الحسن بن علي (ع), فأذن لهما, فدخلا والحسن‏ (ع) قاعد في صحن الدار, فلما نظر (ع) إلى الجبلي قال له: أنت فلان بن فلان؟ قال: نعم، قال (ع): أوصى إليك أبوك وأوصى إلينا بوصية, فجئت تؤديها وهي معك أربعة آلاف دينار، فأتها فقال الرجل: نعم، فدفعها إليه، ثم نظر (ع) إلى العلوي فقال له: خرجت إلى الجبل تطلب الفضل، فأعطاك هذا الرجل خمسين دينارا فخرجت معه ونحن نعطيك خمسين دينارا فأعطاه.

---------------

كشف الغمة ج 2 ص 426, حلية الأبرار ج 5 ص 105, بحار الأنوار ج 50 ص 295

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

سئل الامام العسكري (ع) عن قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه ومنهم مقتصدٌ ومنهم سابقٌ بالخيرات بإذن الله}، قال: كلّهم من آل محمد، الظالم لنفسه الذي لا يقرّ بالإمام، المقتصد العارف بالإمام، والسابق بالخيرات الإمام، فجعلت أفكّر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد (ص) وبكيت، فنظر إليّ وقال: الأمر أعظم مما حدّثت به نفسك من عِظَم شأن آل محمد (ص)، فاحمد الله أن جعلك متمسّكاً بحبلهم تُدعى يوم القيامة بهم إذا دُعي كل أناسٍ بإمامهم، إنك على خير. 

-----------

كشف الغمة ج2 ص418، بحار الأنوار ج50 ص258

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد (ع), فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه فدخل رجل, عبل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول, وأمره بالجلوس, فجلس ملاصقا لي, فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟ فقال أبو محمد (ع): هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي (ع) فيها بخواتيمهم فانطبعت, وقد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها, ثم قال: هاتها, فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس, فأخذها أبو محمد (ع) ثم أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع, فكأني أرى نقش خاتمه الساعة: الحسن بن علي. فقلت لليماني: رأيته قبل هذا قط؟ قال: لا والله, وإني لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال لي: قم فادخل, فدخلت, ثم نهض اليماني وهو يقول: {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت} {ذرية بعضها من بعض} أشهد بالله إن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين, ثم مضى فلم أره بعد ذلك‏.

------------

الكافي ج 1 ص 347, الثاقي في المناقب ص 561, الوافي ج 2 ص 144, مدينة المعاجز ج 7 ص 564, إثبات الهداة ج 5 ص 10 بعضه. نحوه: إعلام الورى ص 371, كشف الغمة ج 2 ص 431, بحار الأنوار ج 25 ص 179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: سُلم أبو محمد (ع) الى نحرير الخادم‏، فكان يضيق عليه ويؤذيه، قال: فقالت له امرأته: ويلك اتق الله لا تدري من في منزلك؟ وعرفته صلاحه وقالت: إني أخاف عليك منه، فقال: لأرمينه بين السباع، ثم فعل ذلك به فرئي (ع) قائما يصلي وهي حوله.

----------

الكافي ج 1 ص 513, الإرشاد ج 2 ص 334, روضة الواعظين ج 1 ص 249, إعلام الورى ج 2 ص 151, الوافي ج 3 ص 860, إثبات الهداة ج 5 ص 18, حلية الأبرار ج 5 ص 90, مدينة المعاجز ج 7 ص 562, بحار الأنوار ج 50 ص 268, الثاقب في المناقب ص 580, الخرائج ج 1 ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الامام العسكري (ع): قد صعدنا ذرى الحقائق باقدام النبوة والولاية، ونورنا السبع الطرائق بأعلام الفتوة، فنحن ليوث الوغى، وغيوث الندى، وفينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل، وأسباطنا خلفاء الدين، وحلفاء اليقين، ومصابيح الأمم، ومفاتيح الكرم، فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء، وروح القدس في جنان الصاقورة، ذاق من حدائقنا الباكورة، وشيعتنا الفئة الناجية، والفرقة الزاكية، صاروا لنا ردءا وصونا، وعلى الظلمة إلبا وعونا، وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران.

-----------

بحار الأنوار ج 75 ص 378,  الدرة الباهرة ص 48, رياض الأبرار ج 3 ص 127 بعضه عن المحتضر

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عيسى بن صبيح‏ قال:‏ دخل الحسن العسكري (ع) علينا الحبس‏ وكنت به عارفا فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان, وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فكان كما قال, وقال: هل رزقت ولدا؟ قلت: لا, فقال: اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد, ثم تمثل (ع):‏

من كان ذا عضد يدرك ظلامته‏ ... إن الذليل الذي ليست له عضد (1)

قلت: ألك ولد؟ قال: إي والله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا, فأما الآن فلا, ثم تمثل‏:

لعلك يوما أن تراني كأنما ... بني حوالي الأسود اللوابد

فإن تميما قبل أن يلد الحصى ... أقام زمانا وهو في الناس واحد (2)

----------

(1) الى هنا في وسائل الشيعة

(2) الخرائج ج 1 ص 478, كشف الغمة ج 2 ص 503, بحار الأنوار ج 51 ص 162, وسائل الشيعة ج 21 ص 360

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (ع) يقول‏: من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: "ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا" فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق‏, ينبغي للرجل أن يتفقد من أمره ومن نفسه كل شي‏ء. فأقبل علي أبو محمد (ع) فقال: يا أبا هاشم صدقت, فالزم ما حدثت به نفسك فإن الإشراك في الناس أخفى من دبيب الذر على الصفا في الليلة الظلماء, ومن دبيب الذر على المسح‏ الأسود.

--------------

الغيبة للطوسي ص 207, إعلام الورى ص 374, الثاقب في المناقب ص 567, الخرائج ج 2 ص 688, مناقب آشوب ج 4 ص 439, مجموعة ورام ج 2 ص 7, كشف الغمة ج 2 ص 420, إثبات الهداة ج 5 ص 24, مدينة المعاجز ج 7 ص 571, بحار الأنوار ج 50 ص 250, رياض الأبرار ج 2 ص 490, مستدرك الوسائل ج 11 ص 351

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية