وصايا الإمام العسكري ع بصاحب الزمان ع

وصايا الإمام العسكري بصاحب الزمان (ع)

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد عن الحسين ومحمد ابني علي بن إبراهيم, عن محمد بن علي بن عبد الرحمن العبدي من عبد قيس, عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سامراء ولزمت باب أبي محمد (ع) فدعاني فدخلت عليه وسلمت فقال: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: الزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال. قال: فدخلت يوما عليه وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت علي جارية ومعها شي‏ء مغطى، ثم ناداني: أدخل، فدخلت ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشف عن بطنه فإذا شعر من لبته‏ الى سرته‏ أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد (ع). 

.

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, أخبرنا أبو المفضل قال: حدثني أبو همام قال‏ محمد بن عثمان العمري قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه: أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. فقال (ع): إن هذا حق كما أن النهار حق. فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والحجة بعدك؟ فقال: ابني م ح م د وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب‏ فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة. 

.

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود, عن أبيه محمد بن مسعود العياشي قال: حدثنا آدم بن محمد البلخي قال: حدثني علي بن الحسين بن هارون الدقاق قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عبد الله بن قاسم بن إبراهيم بن مالك الأشتر قال: حدثني يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وهو جالس على دكان‏ في الدار عن يمينه بيت، وعليه ستر مسبل‏، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي‏ له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين، أبيض الوجه، دري‏ المقلتين، شثن‏ الكفين، معطوف الركبتين‏ في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد (ع). ثم قال لي: هذا هو صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل الى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا انظر إليه، ثم قال: يا يعقوب انظر من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحدا. 

.

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري قال: حدثنا محمد بن أحمد العلوي, عن أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد (ع) ولد فسماه محمدا (ع), فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم, وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار, فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا. 

.

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن محمد بن عصام قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني علان الرازي قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد (ع) قال: ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي. 

.

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال: حدثني معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه (ع) ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد (ع). 

.

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده, فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم (ع) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه, به يدفع البلاء عن أهل الارض, وبه ينزل الغيث, وبه يخرج بركات الارض. قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعاً فدخل البيت, ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين, فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا, إنه سمي رسول الله (ص) وكنيه, الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً. يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر (ع), ومثله مثل ذي القرنين, والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (ع) بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه, والمنتقم من أعدائه, فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق، فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً, فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليّ فما السُّنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد, قلت: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟! قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده لولايتنا, وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه. يا أحمد بن إسحاق: هذا أمر من أمر الله, وسر من سر الله, وغيب من غيب الله, فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في عليين. 

.

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا الحسن بن علي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني‏ موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي (ع) يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالائمة بعد رسول الله (ص) والمنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم انكر نبوة محمد (ص)‏، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله. 

.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية