وصايا الإمام العسكري ع

وصايا الإمام العسكري (ع)

* ابن شعبة الحراني‏ في تحف العقول, قال الإمام العسكري (ع) لشيعته:‏ أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم, والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر, وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (ص), صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم‏ وأدوا حقوقهم, فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي, فيسرني ذلك, اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا, جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح, فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك, لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب, أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي (ص) فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات, احفظوا ما وصيتكم به وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام. 

.

* الميرزا النوري في خاتمة المستدرك, كتاب الإمام العسكري (ع) الى الشيخ علي أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي‏: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين. أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي أبا الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي وفقك الله لمرضاته، وجعل من ولدك أولادا صالحين برحمته بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} واجتناب الفواحش كلها. وعليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل فإن النبي (ص) أوصى عليا (ع) فقال: "يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل." ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي (ص) قال: "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج." ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي (ص) حيث قال: "إنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا." فاصبر يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن وأمر جميع شيعتي بالصبر، ف{إن الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين}. والسلام عليك، وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. 

.

* حسين بن محمد الحلواني في نزهة الناظر, قال العسكري (ع): ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فإن لكل يوم خبرا جديدا، والإلحاح في المطالب يسلب البهاء إلا أن يفتح لك باب تحسن‏ والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنها تنال في أوانها والمدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في أمورك، ولا تعجل حوائجك في أول وقتك فيضيق قلبك ويغشاك القنوط. واعلم أن للحياء مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا، فإن زاد على ذلك‏ فهو سرف, وللحزم مقدارا فإن زاد على ذلك فهو جبن‏, وللاقتصاد مقدارا فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليها فهو التهور. 

.

* ابن شعبة الحراني‏ في تحف العقول, كتاب الإمام العسكري (ع) إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري: سترنا الله وإياك بستره, وتولاك في جميع أمورك بصنعه, فهمت كتابك يرحمك الله, ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على أوليائنا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم, ونعتد بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم, فأتم الله عليك يا إسحاق وعلى‏ من كان مثلك ممن قد رحمه الله وبصره بصيرتك نعمته وقدر تمام نعمته دخول الجنة, وليس من نعمة وإن جل أمرها وعظم خطرها إلا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤد شكرها, وأنا أقول: الحمد لله أفضل ما حمده حامده إلى أبد الأبد بما من الله عليك من رحمته ونجاك من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة, وايم الله إنها لعقبة كئود شديد أمرها صعب مسلكها عظيم بلاؤها قديم في الزبر الأولى ذكرها, ولقد كانت منكم في أيام الماضي (ع) إلى أن مضى لسبيله, وفي أيامي هذه أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي ولا مسددي التوفيق, فاعلم يقينا يا إسحاق أنه من خرج من هذه الدنيا أعمى {فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}, يا إسحاق ليس تعمى الأبصار {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} وذلك قول الله في محكم كتابه حكاية عن الظالم إذ يقول {رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} وأي آية أعظم من حجة الله على خلقه وأمينه في بلاده وشهيده على عباده من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين وآبائه الآخرين الوصيين عليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته, فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون, أو تكونون ممن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض, {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} ومن غيركم {إلا خزي في الحياة الدنيا} وطول عذاب في الآخرة الباقية وذلك والله الخزي العظيم, إن الله بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم‏ بل رحمة منه لا إله إلا هو عليكم ليميز الخبيث من الطيب, وليبتلي ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم, لتسابقوا إلى رحمة الله ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية وجعل لكم بابا تستفتحون به أبواب الفرائض ومفتاحا إلى سبيله, لو لا محمد (ص) والأوصياء من ولده لكنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض, وهل تدخل مدينة لا من بابها, فلما من عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم قال الله في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ففرض عليكم لأوليائه حقوقا أمركم بأدائها ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم, قال الله: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} واعلموا أن {من بخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء} لا إله إلا هو, ولقد طالت المخاطبة فيما هو لكم وعليكم ولو لا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم لما رأيتم لي خطا ولا سمعتم مني حرفا من بعد مضي الماضي (ع) وأنتم في غفلة مما إليه معادكم ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري  والله المستعان على كل حال, وإياكم أن تفرطوا في جنب الله فتكونوا من الخاسرين, فبعدا وسحقا لمن رغب عن طاعة الله ولم يقبل مواعظ أوليائه, فقد أمركم الله بطاعته وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر, رحم الله ضعفكم وغفلتكم وصبركم على أمركم, فما أغر الإنسان بربه الكريم, ولو فهمت الصم الصلاب بعض ما هو في هذا الكتاب لتصدعت قلقا وخوفا من خشية الله ورجوعا إلى طاعة الله, اعملوا ما شئتم {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ثم ستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله أجمعين. 

.

* الكشي في رجاله, رسالة الإمام العسكري (ع) الى عبد الله بن حمدويه البيهقي, الى ان قال‏: فاتقوا الله عباد الله ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة, واعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم واقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل إن شاء الله‏. 

.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية