احتجاجاته العامة

* عن يونس قال: سأل ابن أبي العوجاء أبا عبد الله (ع): لما اختلفت منيات الناس, فمات بعضهم بالبطن وبعضهم بالسل؟ فقال (ع) لو كانت العلة واحدة أمن الناس حتى تجي‏ء تلك العلة بعينها, فأحب الله أن لا يؤمن على حال. قال: ولم يميل القلب إلى الخضرة أكثر مما يميل إلى غيرها؟ قال: من قبل أن الله تعالى خلق القلب أخضر, ومن شأن الشي‏ء أن يميل إلى شكله.

---------------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 256, بحار الأنوار ج 10 ص 201, العوالم ج 20 ص 525 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبو جمعة رحمة بن صدقة قال: أتى رجل من بني أمية - وكان زنديقا - جعفر بن محمد (ع) فقال: قول الله عز وجل في كتابه {المص} أي شي‏ء أراد بهذا؟ وأي شي‏ء فيه من الحلال والحرام؟ وأي شي‏ء فيه مما ينتفع به الناس؟ قال: فاغتاظ من ذلك جعفر بن محمد (ع) فقال: أمسك, ويحك الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون, كم معك؟ فقال الرجل: أحد وثلاثون ومائة, فقال له جعفر بن محمد (ع): إذا انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة انقضى ملك أصحابك, قال: فنظرنا فلما انقضت سنة إحدى وثلاثين ومائة يوم عاشوراء دخل المسودة الكوفة وذهب ملكهم. (1) (2)

-----------------

(1) العلامة المجلسي في البحار: بيان هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لعنهم الله, لأنه كان ألف شهر ولا على تاريخ الهجرة بعد ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول (ص) ولا على تاريخ عام الفيل لأنه يزيد على أحد وستين ومائة مع أن أكثر نسخ الكتاب أحد وثلاثون ومائة وهو لا يوافق عدد الحروف. وقد أشكل على حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجاد في كتاب عيون الحساب, فوجدت فيه أن ترتيب أبجد عند المغاربة هكذا: أبجد هوز حطي كلمن صعفض قرست ثخذ ظغش, فالصاد المهملة عندهم ستون, والضاد المعجمة تسعون, والسين المهملة ثلاثمائة, والظاء المعجمة ثمانمائة, والغين المعجمة تسعمائة, والشين المعجمة ألف, فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع, ولعل الاشتباه في قوله: والصاد تسعون من النساخ, لظنهم أنه مبني على المشهور, وحينئذ يستقيم إذا بني على البعثة أو على نزول الآية كما لا يخفى على المتأمل والله يعلم.

(2) بحار الانوار ج10 ص163, تفسير العياشي ج2 ص2, معاني الاخبار ص28

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

* روي أنه لما سأل رجل من الزنادقة أبا جعفر الأحول فقال: أخبرني عن قول الله تعالى {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}, وقال تعالى في آخر السورة {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل} فبين القولين فرق؟ فقال أبو جعفر الأحول: فلم يكن في ذلك عندي جواب, فقدمت المدينة فدخلت على أبي عبد الله (ع) فسألته عن الآيتين, فقال: أما قوله {فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} فإنما عنى في النفقة وقوله {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم} فإنما عنى في المودة, فإنه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة, فرجع أبو جعفر الأحول إلى الرجل فأخبره فقال: هذا حملته من الحجاز.

---------------

تفسير القمي ج 1 ص 155, بحار الانوار ج 10 ص 202, البرهان ج 2 ص 18, مناقب آشوب ج 4 ص 250 بإختصار, هداية الأمة ج 7 ص 300 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

* عن حفص بن غياث قال: كنت عند سيد الجعافر جعفر بن محمد (ع) لما أقدمه المنصور, فأتاه ابن أبي العوجاء وكان ملحدا, فقال له: ما تقول في هذه الآية {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}, هب هذه الجلود عصت فعذبت, فما بال الغير يعذب؟ قال أبو عبد الله (ع): ويحك هي هي وهي غيرها, قال: أعقلني هذا القول, فقال له: أرأيت لو أن رجلا عمد إلى لبنة فكسرها ثم صب عليها الماء وجبلها ثم ردها إلى هيئتها الأولى, ألم تكن هي هي وهي غيرها؟ فقال: بلى أمتع الله بك.

----------------

الامالي للطوسي ص 581, متشابه القرآن ج 2 ص 113, مجموعة ورام ج 2 ص 73, أعلام الدين ص 211, البرهان ج 2 ص 99, بحار الأنوار ج 7 ص 39, العوالم ج 20 ص 525

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

دخل طاوس على الصادق (ع) فقال له: يا طاوس ناشدتك الله هل علمت أحدا أقبل للعذر من الله تعالى؟ قال: اللهم لا, قال: هل علمت أحدا أصدق ممن قال: لا أقدر, وهو لا يقدر؟ قال: اللهم لا, قال: فلم لا يقبل من لا أقبل للعذر منه ممن لا أصدق في القول منه, فنفض ثوبه فقال: ما بيني وبين الحق عداوة.

---------------

بحار الانوار ج 10 ص 221, العوالم ج 20 ص 1093

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داود الرقي قال: سألني بعض الخوارج عن قول الله تبارك وتعالى {من الضأن اثنين ومن المعز اثنين} الآية, ما الذي أحل الله من ذلك وما الذي حرم الله؟ قال: فلم يكن عندي في ذلك شي‏ء, فحججت فدخلت على أبي عبد الله (ع) فقلت: جعلت فداك إن رجلا من الخوارج سألني عن كذا وكذا, فقال (ع): إن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الضأن والمعز الأهلية, وحرم فيها الجبلية وذلك قوله عز وجل {من الضأن اثنين ومن المعز اثنين}, وإن الله عز وجل أحل في الأضحية بمنى الإبل العراب, وحرم فيها البخاتي, وأحل فيها البقر الأهلية, وحرم فيها الجبلية, وذلك قوله عز وجل {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين}, قال: فانصرفت إلى صاحبي فأخبرته بهذا الجواب, فقال: هذا شي‏ء حملته الإبل من الحجاز.

---------------

الكافي ج 4 ص 492, وسائل الشيعة ج 14 ص 96, مستدرك الوسائل ج 10 ص 85, بحار الانوار ج 10 ص 215, الاختصاص ص 54, تفسير العياشي ج 1 ص 381 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام (ع) يبين مسائل لطبيب هندي

عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب, فجعل أبو عبد الله الصادق جعفر بن محمد (ع) ينصت لقراءته, فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله اتريد مما معي شيئا؟ قال: لا فإن ما معي خير مما معك, قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار بالبارد, والبارد بالحار, والرطب باليابس, واليابس بالرطب, وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل, وأستعمل ما قاله رسول الله (ص), واعلم أن المعدة بيت الداء, والحمية هي الدواء وأعود البدن ما اعتاد, فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا.؟ فقال الصادق (ع): افتراني عن كتب الطب أخذت؟ قال: نعم, قال: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه, فأخبرني أنا أعلم بالطب أم أنت؟ فقال الهندي: لا بل أنا, قال الصادق (ع): فأسألك شيئا؟ قال: سل, قال: أخبرني يا هندي كم كان في الرأس شئون؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعل الشعر عليه من فوقه؟ قال: لا أعلم, قال: فلم خلت الجبهة من الشعر؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كان لها تخطيط وأسارير؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كان الحاجبان من فوق العينين؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعلت العينان كاللوزتين؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعل الأنف فيما بينهما؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كان ثقب الأنف في أسفله؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعلت الشفة والشارب من فوق الفم؟ قال: لا أعلم, قال: فلم احتد السن وعرض الضرس وطال الناب؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعلت اللحية للرجال؟ قال: لا أعلم, قال: فلم خلت الكفان من الشعر؟ قال: لا أعلم, قال: فلم خلا الظفر والشعر من الحياة؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كان القلب كحب الصنوبر؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كانت الرئة قطعتين, وجعل حركتها في موضعها؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كانت الكبد حدباء؟ قال: لا أعلم, قال: فلم كانت الكلية كحب اللوبيا؟ قال: لا أعلم, قال: فلم جعل طي الركبتين إلى خلف؟ قال: لا أعلم, قال: فلم تخصرت القدم؟ قال: لا أعلم, فقال الصادق (ع): لكني أعلم, قال: فأجب, قال الصادق (ع): كان في الرأس شئون لأن المجوف إذا كان بلا فصل أسرع إليه الصداع, فإذا جعل ذا فصول كان الصداع منه أبعد. وجعل الشعر من فوقه لتوصل بوصله الأدهان إلى الدماغ ويخرج بأطرافه البخار منه, ويرد الحر والبرد الواردين عليه. وخلت الجبهة من الشعر لأنها مصب النور إلى العينين, وجعل فيها التخطيط والأسارير ليحتبس العرق الوارد من الرأس عن العين قدر ما يميطه الإنسان عن نفسه كالأنهار في الأرض التي تحبس المياه وجعل. الحاجبان من فوق العينان ليراد عليهما من النور قدر الكفاف, الا ترى يا هندي أن من غلبه النور جعل يده على عينيه ليرد عليهما قدر كفايتها منه؟ وجعل الأنف فيما بينهما ليقسم النور قسمين إلى كل عين سواء. وكانت العين كاللوزة ليجري فيها الميل بالدواء ويخرج منها الداء, ولو كانت مربعة أو مدورة ما جرى فيها الميل وما صار إليها دواء ولا خرج منها داء. وجعل ثقب الأنف في أسفله لتنزل منه الأدواء المنحدرة من الدماغ ويصعد فيه الأراييح إلى المشام, ولو كان في أعلاه لما أنزل داء ولا وجد رائحة. وجعل الشارب والشفة فوق الفم لحبس ما ينزل من الدماغ عن الفم لئلا يتنغص على الإنسان طعامه وشرابه فيميطه عن نفسه. وجعلت اللحية للرجال ليستغنى بها عن الكشف في المنظر ويعلم بها الذكر من الأنثى. وجعل السن حادا لأن به يقع العض, وجعل الضرس عريضا لأن به يقع الطحن والمضغ, وكان الناب طويلا ليسند الأضراس والأسنان كالأسطوانة في البناء. وخلا الكفان من الشعر لأن بهما يقع اللمس, فلو كان فيهما شعر ما درى الإنسان ما يقابله ويلمسه. وخلا الشعر والظفر من الحياة لأن طولهما سمج وقصهما حسن, فلو كان فيهما حياة لألم الإنسان لقصهما. وكان القلب كحب الصنوبر لأنه منكس فجعل رأسه دقيقا ليدخل في الرئة فتروح عنه ببردها لئلا يشيط الدماغ بحره. وجعلت الرئة قطعتين ليدخل بين مضاغطها فيتروح عنه بحركتها. وكانت الكبد حدباء لتثقل المعدة ويقع جميعها عليها فيعصرها ليخرج ما فيها من البخار. وجعلت الكلية كحب اللوبيا لأن عليها مصب المني نقطة بعد نقطة فلو كانت مربعة أو مدورة أحبست النقطة الأولى إلى الثانية فلا يلتذ بخروجها الحي, إذ المني ينزل من فقار الظهر إلى الكلية فهي كالدودة تنقبض وتنبسط ترميه أولا فأولا إلى المثانة كالبندقة من القوس. وجعل طي الركبة إلى خلف لأن الإنسان يمشي إلى ما بين يديه فيعتدل الحركات ولو لا ذلك لسقط في المشي. وجعلت القدم مخصرة لأن الشي‏ء إذا وقع على الأرض جميعه ثقل ثقل حجر الرحى, فإذا كان على حرفه دفعه الصبي وإذا وقع على وجهه صعب نقله على الرجل. فقال الهندي: من أين لك هذا العالم؟ فقال (ع): أخذته عن آبائي (ع), عن رسول الله (ص), عن جبرئيل, عن رب العالمين جل جلاله الذي خلق الأجساد والأرواح, فقال الهندي: صدقت وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعبده وأنك أعلم أهل زمانك.

------------------

علل الشرائع ج 1 ص 98 , بحار الانوار ج 10 ص 205, الخصال ج 2 ص 511, مناقب آشوب ج 4 ص 259, العوالم ج 20 ص 572, طب الأئمة (ع) للشبر ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن العباس بن عمرو الفقيمي, أن ابن أبي العوجاء – أحد الزنادقة -  وابن طالوت وابن الأعمى وابن المقفع في نفر من الزنادقة كانوا مجتمعين في الموسم بالمسجد الحرام وأبو عبد الله جعفر بن محمد (ع) فيه إذ ذلك يفتي الناس ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل بالحجج والبينات, فقال القوم: لابن أبي العوجاء هل لك في تغليط هذا الجالس وسؤاله عما يفضحه عند هؤلاء المحيطين به؟ فقد ترى فتنة الناس به ويفسر لهم القرآن ويجيب عن المسائل به وهو علامة زمانه, فقال لهم ابن أبي العوجاء: نعم, ثم تقدم ففرق الناس وقال: يا أبا عبد الله إن المجالس أمانات, ولا بد لكل من كان به سعال أن يسعل, فتأذن لي في السؤال؟ فقال أبو عبد الله (ع): سل إن شئت, فقال ابن أبي العوجاء: إلى كم تدوسون هذا البيدر وتلوذون بهذا الحجر وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر من فكر في هذا وقدر علم أنه فعل غير حكيم ولا ذي نظر, فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه, وأبوك أسه ونظامه, فقال له الصادق (ع): إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق ولم يستعذبه وصار الشيطان وليه وربه ويورده موارد الهلكة ولا يصدره, وهذا بيت استعبد الله به خلقه ليختبر طاعتهم في إتيانه, فحثهم على تعظيمه وزيارته, وجعله قبلة للمصلين له, فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه, منصوب على استواء الكمال ومجمع العظمة والجلال, خلقه الله تعالى قبل دحو الأرض بألفي عام, فأحق من أطيع فيما أمر وانتهى عما زجر الله المنشئ للأرواح والصور, (1) فقال له ابن أبي العوجاء: ذكرت أبا عبد الله فأحلت على غائب, فقال الصادق (ع): كيف يكون يا ويلك غائبا من هو مع خلقه شاهد وإليهم أقرب من حبل الوريد, يسمع كلامهم ويعلم أسرارهم لا يخلو منه مكان ولا يشغل به مكان, ولا يكون من مكان أقرب من مكان, يشهد له بذلك آثاره ويدل عليه أفعاله, والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة محمد (ص) جاءنا بهذه العبادة, فإن شككت في شي‏ء من أمره فسل عنه أوضحه لك, قال: فأبلس ابن أبي العوجاء ولم يدر ما يقول وانصرف من بين يديه فقال لأصحابه: سألتكم أن تلتمسوا لي جمرة فألقيتموني على جمرة, فقالوا: اسكت فو الله لقد فضحتنا بحيرتك وانقطاعك, وما رأينا أحقر منك اليوم في مجلسه, فقال ابي: تقولون هذا. إنه ابن من حلق رءوس من ترون, وأومأ بيده إلى أهل الموسم. (2)

-----------------

(1) الى هنا في الكافي ومرآة العقول

(2) الإرشاد ج 2 ص 199, كنز الفوائد ج 2 ص 75, إعلام الورى ص 289, كشف الغمة ج 2 ص 175, بحار الأنوار ج 10 ص 209, العوالم ج 20 ص 518, الفقيه ج 2 ص 249 نحوه, الأمالي للصدوق ص 616 نحوه, علل الشرائع ج 2 ص 403 نحوه, الوافي ج 12 ص 183 نحوه, الكافي ج 4 ص 197 نحوه, مرآة العقول ج 17 ص 22 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

عن أبي خنيس الكوفي قال: حضرت مجلس الصادق (ع) وعنده جماعة من النصارى, فقالوا: فضل موسى وعيسى ومحمد (ع) سواء لأنهم صلوات الله عليهم أصحاب الشرائع والكتب, فقال الصادق (ع): إن محمدا (ص) أفضل منهما وأعلم, ولقد أعطاه الله تبارك وتعالى من العلم ما لم يعط غيره, فقالوا آية من كتاب الله تعالى نزلت في هذا؟ قال (ع): نعم قوله تعالى {وكتبنا له في الألواح من كل شي‏ء} وقوله تعالى لعيسى (ع) {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقوله تعالى للسيد المصطفى (ص) {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء} وقوله تعالى: {ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شي‏ء عددا} فهو والله أعلم منهما, ولو حضر موسى وعيسى بحضرتي وسألاني لأجبتهما وسألتهما ما أجابا.

-----------------

بحار الانوار ج10 ص215, مناقب آشوب ج4 ص262 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية