النبي آدم عليه السلام

* خلق النبي آدم (ع) وتعليمه للأسماء وسجود الملائكة له

- {وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون (28) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (29) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (30) إلا إبليس أبى أن يكون مع الساجدين (31) قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين (32) قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون (33) قال فاخرج منها فإنك رجيم (34) وإن عليك اللعنة إلى يوم الدين (35) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (36) قال فإنك من المنظرين (37) إلى يوم الوقت المعلوم (38)} الحجر: 28 - 38

 

عن أمير المؤمنين (ع): فقال الله تبارك وتعالى {إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين‏} قال (ع): وكان ذلك من الله تعالى في آدم قبل أن يخلقه واحتجاجا منه عليهم, (قال) فاغترف ربنا عز وجل غرفة بيمينه من الماء العذب الفرات, وكلتا يديه يمين فصلصلها في كفه حتى جمدت, فقال لها: منك أخلق النبيين والمرسلين وعبادي الصالحين والأئمة المهتدين والدعاة إلى الجنة وأتباعهم إلى يوم القيامة, ولا أبالي ولا أسأل عما أفعل‏ {وهم يسئلون‏}، ثم اغترف غرفة أخرى من الماء المالح الأجاج‏, فصلصلها في كفه فجمدت, ثم قال لها: منك أخلق الجبارين والفراعنة والعتاة وإخوان الشياطين والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة وأشياعهم, ولا أبالي ولا أسأل عما أفعل‏ {وهم يسئلون}‏ قال (ع): وشرطه في ذلك البداء ولم يشترط في أصحاب اليمين, ثم أخلط الماءين جميعا في كفه فصلصلهما, ثم كفهما قدام عرشه وهما سلالة من طين, ثم أمر الله‏ الملائكة الأربعة الشمال والجنوب والصبا والدبور أن يجولوا على هذه السلالة من الطين‏ فأمرءوها وأنشئوها, ثم أنزوها [أبروها] وجزوها وفصلوها وأجروا فيها الطبائع الأربعة, الريح والدم والمرة والبلغم, فجالت الملائكة عليها وهي, الشمال والجنوب والصبا والدبور وأجروا فيها الطبائع الأربعة، الريح في الطبائع الأربعة من البدن من ناحية الشمال, والبلغم في الطبائع الأربعة من ناحية الصبا, والمرة في الطبائع الأربعة من ناحية الدبور, والدم في الطبائع الأربعة من ناحية الجنوب، قال (ع): فاستقلت النسمة وكمل البدن, فلزمه من ناحية الريح حب النساء وطول الأمل والحرص، ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق، ولزمه من ناحية المرة الحب والغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب الفساد واللذات وركوب المحارم والشهوات,

-------------

تفسير القمي ج 1 ص 37, البرهان ج 1 ص 172, بحار الأنوار ج 11 ص 104, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال‏ سألته عن قول الله: {ونفخت‏ فيه‏ من‏ روحي‏ فقعوا له‏ ساجدين‏} قال (ع): روح خلقها الله فنفخ في آدم منها.

-----------

تفسير العياشي ج 2 ص 241, البرهان ج 3 ص 364, بحار الأنوار ج 4 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 122

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأحول قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الروح التي في آدم قوله:‏ {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي}‏ قال (ع): هذه روح مخلوقة, والروح التي في عيسى مخلوقة.

-------------

الكافي ج 1 ص 133, الوافي ج 1 ص 416, بحار الأنوار ج 14 ص 218, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 121

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر الأصم قال: سألت أبا جعفر (ع) عن الروح التي في آدم والتي في عيسى, ما هما؟ قال (ع): روحان مخلوقان اختارهما واصطفاهما, روح آدم وروح عيسى (ع).

-----------

التوحيد ص 171, تفسير الصافي ج 1 ص 524, بحار الأنوار ج 4 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 577, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 595

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: {ونفخت‏ فيه‏ من‏ روحي}‏ قال (ع): روح اختاره الله واصطفاه وخلقه وأضافه إلى نفسه, وفضله على جميع الأرواح فأمر فنفخ منه في آدم.

------------

التوحيد ص 170, معاني الأخبار ص 16, تفسير الصافي ج 3 ص 108, البرهان ج 3 ص 363, بحار الأنوار ج 4 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 121
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 عن أبي عبد الله (ع)‏ في قوله: {فإذا سويته‏ ونفخت‏ فيه‏ من‏ روحي‏} قال (ع): خلق خلقا وخلق روحا، ثم أمر الملك فنفخ فيه, وليست بالتي نقصت من الله شيئا، هي من قدرته تبارك وتعالى.

-----------

تفسير العياشي ج 2 ص 241, التوحيد ص 172, تفسير الصافي ج 3 ص 108, البرهان ج 3 ص 364, بحار الأنوار ج 4 ص 12, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 123

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {ونفخت فيه من روحي}‏ كيف هذا النفخ؟ فقال (ع): إن الروح متحرك كالريح, وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح, وإنما أخرجه عن لفظة الريح لأن الأرواح‏ مجانسة للريح, وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح, كما قال لبيت من البيوت بيتي, ولرسول من الرسل خليلي, وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر.

------------

الكافي ج 1 ص 133, التوحيد ص 171, معاني الأخبار ص 17, الإحتجاج ج 2 ص 323, الوافي ج 1 ص 416, تفسير الصافي ج 3 ص 108, البرهان ج 3 ص 362, بحار الأنوار ج 4 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 122

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (ع) عما يروون أن الله خلق آدم على صورته؟ فقال (ع): هي صورة محدثة مخلوقة واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة, فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه والروح إلى نفسه فقال:‏ {بيتي}‏ {ونفخت فيه من روحي}‏.

------------

الكافي ج 1 ص 134, التوحيد ص 103, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 119, الإحتجاج ج 2 ص 323, الوافي ج 1 ص 415, بحار الأنوار ج 4 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع)‏ في قوله عز وجل:‏ {ونفخت فيه من روحي‏} قال (ع): من قدرتي.

-----------

التوحيد ص 172, معاني الأخبار ص 17, البرهان ج 3 ص 363, بحار الأنوار ج 4 ص 12, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 122

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الباقر (ع): أن روح آدم (ع) لما أمرت أن تدخل فيه فكرهته, فأمرها أن تدخل كرها وتخرج كرها.

-------------

قرب الإسناد ص 79, بحار الأنوار ج 11 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 122

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (ص) وهو يخاطب عليا (ع) ويقول: يا علي, إن الله تبارك وتعالى كان ولا شيء معه, فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله, فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهلله, وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين, فلما أراد أن يخلق آدم خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين وعجننا بذلك النور وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنة, ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور, فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم بالربوبية, فأول خلق إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله عز وجل, فقال الله تبارك وتعالى: صدقتما وأقررتما يا محمد ويا علي, وسبقتما خلقي إلى طاعتي, وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما, فأنتما صفوتي من خلقي والأئمة من ذريتكما وشيعتكما, وكذلك خلقتكم, ثم قال النبي (ص): يا علي, فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه, فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين.

------------

تأويل الآيات ص 749, البرهان ج 5 ص 607, بحار الأنوار ج 25 ص 3, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث طويل عن نور الأئمة (ع) قبل الخلق: ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم, فأودعنا صلبه وأمر الملائكة بالسجود له تعظيما لنا وإكراما, وكان سجودهم لله عز وجل عبودية ولآدم إكراما وطاعة لكوننا في صلبه, (1) فكيف لا نكون أفضل من الملائكة وقد سجدوا لآدم‏ {كلهم أجمعون}. (2)

------------

(1) إلى هنا في مستدرك الوسائل

‏(2) عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 263, كمال الدين ج 1 ص 255, علل الشرائع ج 1 ص 6, الدر النظيم ص 109, منتخب الأنوار ص 12, تأويل الآيات ص 836, نوادر الأخبار ص 131, الفصول المهمة ج 1 ص 409, حلية الأبرار ج 1 ص 11, الإنصاف في النص ص 318, بحار الأنوار ج 11 ص 140, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 58, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 355, مستدرك الوسائل ج 4 ص 479

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار، قال:‏ سألت أبا عبد الله (ع) عن إبليس، قوله: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم}‏ أي يوم هو؟ قال (ع): يا وهب، أتحسب أنه يوم يبعث الله (تعالى) الناس؟ لا، ولكن الله (عز وجل) أنظره إلى يوم يبعث الله (عز وجل) قائمنا (ع)، فإذا بعث الله (عز وجل) قائمنا (ع)، فيأخذ بناصيته، ويضرب عنقه، فذلك {يوم الوقت المعلوم}‏.

-------------

دلائل الإمامة ص 453, حلية الأبرار ج 4 ص 410. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 242, تفسير الصافي ج 3 ص 112, إثبات الهداة ج 5 ص 175, البرهان ج 3 ص 266, بحار الأنوار ج 60 ص 254, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 129. نحوه عن الإمام زين العابدين (ع): سرور أهل الإيمان ص 82, منتخب الأنوار ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل: إن الله عز وجل لما قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} ضجت الملائكة من ذلك, وقالوا: يا رب, إن كنت لا بد جاعلا في الأرض خليفة فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك, فرد عليهم:‏ {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ فظنت الملائكة أن ذلك سخط من الله تعالى عليهم, فلاذوا بالعرش يطوفون به, فأمر الله تعالى لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد, يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك‏ {إلى يوم الوقت المعلوم‏} (1) قال (ع): ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ‏ {في الصور نفخة واحدة} فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية. (2)

------------

(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

(2) علل الشرائع ج 2 ص 402, بحار الأنوار ج 11 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 52, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 338

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن عطية قال: قلت لأبي عبد الله (ع): حدثني كيف قال الله لإبليس‏ {فإنك‏ من‏ المنظرين‏ إلى يوم الوقت المعلوم}؟‏ قال (ع): لشي‏ء كان تقدم شكره عليه, قلت: وما هو؟ قال (ع): ركعتان ركعهما في السماء في ألفي سنة أو في أربعة آلاف سنة.

-----------

علل الشرائع ج 2 ص 525, بحار الأنوار ج 60 ص 240

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في خطبة عن خلق النبي آدم (ع): ثم‏ جمع‏ سبحانه‏ من‏ حزن‏ الأرض وسهلها وعذبها وسبخها تربة سنها بالماء, حتى خلصت‏ ولاطها بالبلة, حتى لزبت فجبل منها صورة ذات أحناء ووصول وأعضاء وفضول أجمدها, حتى استمسكت وأصلدها حتى صلصلت لوقت معدود وأجل معلوم,‏ ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها, وجوارح يختدمها وأدوات يقلبها ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل, والأذواق والمشام والألوان والأجناس, معجونا بطينة الألوان المختلفة والأشباه المؤتلفة, والأضداد المتعادية والأخلاط المتباينة من الحر والبرد والبلة, والجمود والمساءة والسرور, (1) واستأدى الله سبحانه وتعالى الملائكة وديعته لديهم,‏ وعهد وصيته إليهم في الإذعان بالسجود له والخنوع لتكرمته,‏ فقال سبحانه وتعالى: اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس وقبيله اعترتهم الحمية, وغلبت عليهم الشقوة, وتعززوا بخلقة النار, واستوهنوا خلق الصلصال, فأعطاه الله النظرة استحقاقا للسخطة, واستتماما للبلية وإنجازا للعدة, فقال:‏ {فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم‏} (2) ثم أسكن سبحانه آدم دارا, أرغد فيها عيشه‏ وآمن فيها محلته, وحذره إبليس وعداوته فاغتره عدوه نفاسة عليه بدار المقام ومرافقة الأبرار, فباع اليقين بشكه والعزيمة بوهنه, واستبدل بالجدل وجلا وبالاغترار ندما, ثم بسط الله سبحانه له في توبته ولقاه كلمة رحمته,‏ ووعده المرد إلى جنته فأهبطه إلى دار البلية وتناسل الذرية. (3)

--------------

(1) إلى ها في تفسير كنز الدقائق

(2) إلى هنا في تفسير نور الثقلين

(3) نهج البلاغة ص 42, بحار الأنوار ج 11 ص 122, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 115

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن القبضة التي قبضها الله عز وجل من الطين الذي خلق منه آدم (ع) أرسل إليها جبرئيل (ع) أن يقبضها, فقالت الأرض: أعوذ بالله أن تأخذ مني شيئا فرجع إلى ربه, فقال: يا رب, تعوذت بك مني, فأرسل إليها إسرافيل, فقالت مثل ذلك, فأرسل إليها ميكائيل, فقالت مثل ذلك, فأرسل إليها ملك الموت, فتعوذت بالله أن يأخذ منها شيئا, فقال ملك الموت: وأنا أعوذ بالله أن أرجع إليه حتى أقبض منك, (1) قال (ع): وإنما سمي آدم آدم, لأنه خلق من أديم الأرض. (2)

--------------

(1) إلى هنا في قصص الأبياء (ع) للجزائري

(2) علل الشرائع ج 2 ص 579, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 41, بحار الأنوار ج 11 ص 103, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 8, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 46. قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 24

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الرضا (ع): {إلى‏ يوم‏ الوقت‏ المعلوم}‏ وهو يوم خروج قائمنا.

------------

كفاية الأثر ص 274, كمال الدين ج 2 ص 371, إعلام الورى ص 434, مشكاة الأنوار ص 42, كشف الغمة ج 2 ص 524, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 457

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: أمر الله إبليس بالسجود لآدم مشافهة, فقال: وعزتك, لئن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدها خلق من خلقك.

------------

تفسير العياشي ج 2 ص 328, البرهان ج 3 ص 643, بحار الأنوار ج 11 ص 119. قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 43 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

- {ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين (11) قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (12) قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين (13) قال أنظرني إلى يوم يبعثون (14) قال إنك من المنظرين (15)‏} الأعراف: 11 – 15

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم, وكان في علم الله أنه ليس منهم, فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب فقال‏: {خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين}‏.

------------

الكافي ج 2 ص 308, تفسير العياشي ج 2 ص 9, الوافي ج 5 ص 867, تفسير الصافي ج 2 ص 182, وسائل الشيعة ج 15 ص 372, البرهان ج 2 ص 520, بحار الأنوار ج 60 ص 220, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 354

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): إن أول معصية ظهرت الأنانية عن إبليس اللعين, حين أمر الله تعالى ذكره ملائكته بالسجود لآدم فسجدوا وأبى إبليس اللعين أن يسجد, فقال عز وجل:‏{ما منعك‏ ألا تسجد إذ أمرتك‏ قال‏ أنا خير منه‏ خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين}‏ فكان أول كفره قوله:‏ {أنا خير منه}‏ ثم قياسه بقوله:‏ {خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين‏} فطرده الله عز وجل عن جواره, ولعنه وسماه رجيما, وأقسم بعزته لا يقيس أحد في دينه إلا قرنه مع عدوه إبليس في أسفل درك من النار.

-------------

علل الشرائع ج 1 ص 62, تفسير الصافي ج 2 ص 183, وسائل الشيعة ج 27 ص 45, البرهان ج 3 ص 647, بحار الأنوار ج 13 ص 289, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 6, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 46. هداية الأمة ج 1 ص 26 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): لا تقس فإن أول من قاس إبليس, حين قال:‏ {خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين‏} فقاس ما بين النار والطين, ولو قاس نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر.

------------

الكافي ج 1 ص 58, علل الشرائع ج 1 ص 86, الإحتجاج ج 2 ص 362, الوافي ج 1 ص 258, تفسير الصافي ج 2 ص 183, حلية الأبرار ج 4 ص 40, بحار الأنوار ج 2 ص 288, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 6, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي عبد الله (ع): إن أول من قاس إبليس, فقال:‏ {خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين}‏ ولو علم إبليس ما جعل الله في آدم لم يفتخر عليه.

-------------

الإختصاص ص 109, بحار الأنوار ج 11 ص 102, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 24

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): وأمر إبليس بالسجود لآدم, والسجود هو الطاعة لا الصلاة, ف {أبى واستكبر} وقال: لا أسجد لبشر {خلقتني من نار وخلقته من طين} فافتخر على آدم, وعصى الله وقاس ويله النار بالنور, وظن أن النار أفضل, ولو علم أن النور الذي في آدم وهو الروح التي نفخها الله فيه كان أفضل من النار التي خلق منها إبليس لفسد قياسه.

---------

الهداية الكبرى ص 437

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الصادق (ع) قال: أمر إبليس بالسجود لآدم, فقال: يا رب, وعزتك إن أعفيتني من السجود لآدم لأعبدنك عبادة ما عبدك أحد قط مثلها, قال الله جل جلاله: إني أحب أن أطاع من حيث أريد.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 43, بحار الأنوار ج 2 ص 262

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (ع):‏ إن أول كفر كفر بالله حيث خلق الله آدم كفر إبليس, حيث رد على الله أمره, وأول الحسد حيث حسد ابن آدم أخاه, وأول الحرص حرص آدم نهي عن الشجرة فأكل منها, فأخرجه حرصه من الجنة.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 34, البرهان ج 1 ص 177, بحار الأنوار ج 11 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 365

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

- {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين} البقرة: 34

 

عن الإمام العسكري (ع): ولما امتحن الحسين (ع) ومن معه بالعسكر الذين قتلوه، وحملوا رأسه قال لعسكره: أنتم من بيعتي في حل، فالحقوا بعشائركم ومواليكم, وقال لأهل بيته: قد جعلتكم في حل من مفارقتي، فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم، وما المقصود غيري، فدعوني والقوم، فان الله عز وجل يعينني ولا يخليني من حسن نظره، كعادته في أسلافنا الطيبين, فأما عسكره ففارقوه, وأما أهله والأدنون من أقربائه فأبوا، وقالوا: لا نفارقك، ويحل بنا ما يحل بك، ويحزننا ما يحزنك، ويصيبنا ما يصيبك، وإنا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنا معك, فقال لهم: فان كنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطنت نفسي عليه، فاعلموا أن الله إنما يهب المنازل الشريفة لعباده لصبرهم باحتمال المكاره, وأن الله وإن كان خصني مع من مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل معها علي احتمال الكريهات, فان لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى, واعلموا أن الدنيا حلوها ومرها حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقي من شقى فيها, (1) أولا أحدثكم بأول أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبينا، والمعتصمين بنا ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له معرضون؟ قالوا: بلى يا بن رسول الله, قال: إن الله تعالى لما خلق آدم وسواه، وعلمه أسماء كل شئ {وعرضهم على الملائكة}، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (ع) أشباحا خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضئ في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش، فأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، تعظيما له أنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق, {فسجدوا} لادم {إلا إبليس أبى} أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة (2) كلها {واستكبر}، وترفع، {وكان} بابائه ذلك وتكبره {من الكافرين}. (3)

--------------

(1) من هنا في تأويل الآيات وتفسير كنز الدقائق

(2) إلى هنا في قصص الأنبياء (ع) للجزائري

(3) تفسير الإمام العسكري (ع) ص 218, بحار الأنوار ج 11 ص 149, تأويل الآيات ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 357, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 36

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن مسعود  قال: قال رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب (ع) لما خلق الله عز ذكره آدم ونفخ فيه من روحه, وأسجد له ملائكته, وأسكنه جنته وزوجه حواء أمته, فرفع طرفه نحو العرش فإذا هو بخمسة سطور مكتوبات, قال آدم: يا رب, من هؤلاء؟ قال الله عز وجل له: هؤلاء الذين إذا تشفع بهم إلي خلقي شفعتهم, فقال آدم: يا رب, بقدرهم عندك ما اسمهم؟ قال: أما الأول فأنا المحمود وهو محمد (ص), والثاني فأنا العالي الأعلى وهذا علي (ع), والثالث فأنا الفاطر وهذه فاطمة (ع), والرابع فأنا المحسن وهذا حسن (ع), والخامس فأنا ذو الإحسان وهذا حسين (ع), كل يحمد الله عز وجل.

-------------

معاني الأخبار ص 56, علل الشرائع ج 1 ص 135, حلية الأبرار ج 3 ص 113, مدينة المعاجز ج 3 ص 442, بحار الأنوار ج 15 ص 14

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن الحسين (ع): حدثني أبي عن أبيه (ع)، عن رسول الله (ص) قال: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه، إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش‏ إلى‏ ظهره‏، رأى النور، ولم يتبين‏ الأشباح, فقال: يا رب, ما هذه الأنوار؟ قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك, ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك، إذ كنت وعاء لتلك الأشباح, فقال آدم: يا رب, لو بينتها لي فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش, فنظر آدم، ووقع‏ نور أشباحنا من‏ ظهر آدم على ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره, كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا, فقال: يا رب, ما هذه الأشباح؟ قال الله تعالى: يا آدم, هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي, هذا محمد (ص) وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له اسما من اسمي, وهذا علي (ع)، وأنا العلي العظيم، شققت له اسما من اسمي, وهذه فاطمة (ع) وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عما يعرهم ويسيئهم‏, فشققت لها اسما من اسمي, وهذان الحسن والحسين (ع) وأنا المحسن [و] المجمل, شققت اسميهما من اسمي, هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي، بهم آخذ، وبهم أعطي، وبهم أعاقب، وبهم أثيب، فتوسل إلي بهم, يا آدم، وإذا دهتك داهية، فاجعلهم إلي شفعاءك، فإني آليت على نفسي قسما حقا أن‏ لا أخيب بهم آملا، ولا أرد بهم سائلا, فلذلك حين زلت منه الخطيئة، دعا الله عز وجل بهم فتاب عليه وغفر له.

-------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 219, تأويل الآيات ص 48, تفسير الصافي ج 1 ص 115, البرهان ج 1 ص 196, بحار الأنوار ج 11 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 376

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام السجاد (ع) في حديث طويل أنه الله تعالى قال للملائكة: {اسجدوا لآدم فسجدوا}، وقالوا في سجودهم في أنفسهم: ما كنا نظن أن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا, نحن خزان الله وجيرانه، وأقرب الخلق إليه فلما رفعوا رءوسهم, قال: الله يعلم‏ {ما تبدون}‏ من ردكم علي‏ {وما كنتم تكتمون‏}، ظنا أن لا يخلق الله خلقا أكرم عليه منا، فلما عرفت الملائكة أنها وقعت في خطيئة لاذوا بالعرش, وأنها كانت عصابة من الملائكة، وهم الذين كانوا حول العرش، لم يكن جميع الملائكة الذين قالوا: ما ظننا أن يخلق خلقا أكرم عليه منا, وهم الذين أمروا بالسجود، فلاذوا بالعرش وقالوا بأيديهم وأشار بإصبعه يديرها فهم يلوذون حول العرش إلى يوم القيامة، فلما أصاب آدم الخطيئة, جعل الله هذا البيت لمن أصاب من ولده خطيئة أتاه فلاذ به من ولد آدم كما لاذوا أولئك بالعرش، فلما هبط آدم إلى الأرض طاف بالبيت، فلما كان عند المستجار دنا من البيت فرفع يديه إلى السماء فقال: يا رب, اغفر لي فنودي أني قد غفرت لك، قال: يا رب ولولدي قال (ع): فنودي, يا آدم, من جاءني من ولدك فباء بذنبه‏ بهذا المكان غفرت له‏.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 31, البرهان ج 1 ص 166, بحار الأنوار ج 96 ص 205

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جميل بن دراج قال:‏ سألت أبا عبد الله (ع) عن إبليس, أكان من الملائكة أو كان يلي شيئا من أمر السماء؟ فقال (ع): لم يكن من الملائكة وكانت الملائكة ترى أنه منها، وكان الله يعلم أنه ليس منها، ولم يكن يلي شيئا من أمر السماء ولا كرامة، فأتيت الطيار فأخبرته بما سمعت فأنكر, وقال: كيف لا يكون من الملائكة والله يقول للملائكة {اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس‏} فدخل عليه الطيار فسأله وأنا عنده، فقال له: جعلت فداك, قول الله جل وعز {يا أيها الذين آمنوا} في غير مكان في مخاطبة المؤمنين, أيدخل في هذه المنافقون؟ فقال (ع): نعم, يدخلون‏ في هذه المنافقون والضلال وكل من أقر بالدعوة الظاهرة.

-------------

الكافي ج 8 ص 274, تفسير العياشي ج 1 ص 33, الوافي ج 26 ص 507, البرهان ج 1 ص 177, بحار الأنوار ج 11 ص 148, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 56, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 353

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن إبليس, أكان من الملائكة وهل كان يلي من أمر السماء شيئا؟ قال (ع): لم يكن من الملائكة ولم يكن يلي من السماء شيئا, {كان من الجن} وكان مع الملائكة وكانت الملائكة تراه أنه منها, وكان الله يعلم أنه ليس منها, فلما أمر بالسجود كان منه الذي كان.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 34, تفسير الصافي ج 1 ص 107, البرهان ج 1 ص 177, بحار الأنوار ج 11 ص 119, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 28, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 267, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 92

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

- {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال أأسجد لمن خلقت طينا} الإسراء: 61

 

- {وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه‏} الكهف: 50

 

- {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين (71) فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين (72) فسجد الملائكة كلهم أجمعون (73) إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين (74) قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين (75) قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين (76) قال فاخرج منها فإنك رجيم (77) وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين (78) قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون (79) قال فإنك من المنظرين (80) إلى يوم الوقت المعلوم (81)‏} ص: 71 – 81

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: {إني خالق بشرا من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس}‏ اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله, فعدو الله إمام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية, ونازع الله رداء الجبرية وادرع لباس التعزز, وخلع قناع التذلل ألا [يرون‏] ترون كيف صغره الله بتكبره, ووضعه بترفعه فجعله في الدنيا مدحورا, وأعد له في الآخرة سعيرا.

--------------

نهج البلاغة ص 286, بحار الأنوار ج 14 ص 465, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 471

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في قوله‏: {خلقت‏ بيدي‏ أستكبرت} قال (ع):‏ فاليد القدرة.

------------

الفضائل لإبن عقدة ص 165, كفاية الأثر ص 265, مختصر البصائر ص 328, البرهان ج 4 ص 684, الإنصاف في النص ص 465,          بحار الأنوار ج 36 ص 403

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (ع) فقلت قوله عز وجل: {يا إبليس‏ ما منعك‏ أن‏ تسجد لما خلقت‏ بيدي}‏ فقال (ع) اليد في كلام العرب القوة والنعمة.

------------

التوحيد ص 153, معاني الأخبار ص 15, نوادر الأخبار ص 86, تفسير الصافي ج 4 ص 293, البرهان ج 2 ص 331, بحار الأنوار ج 4 ص 4, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 444, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 211

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 عن محمد بن عبيدة قال: سألت الرضا (ع) عن قول الله عز وجل لإبليس‏: {ما منعك‏ أن‏ تسجد لما خلقت‏ بيدي‏ أستكبرت‏} قال (ع): يعني بقدرتي وقوتي.

------------

التوحيد ص 153, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 120, تفسير الصافي ج 4 ص 310, البرهان ج 4 ص 683, بحار الأنوار ج 4 ص 10, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 472

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا مع رسول الله (ص) إذ أقبل إليه رجل فقال: يا رسول الله, أخبرني عن قوله عز وجل لإبليس {أستكبرت أم كنت من العالين} فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله (ص): أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين, كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام, فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود, فسجد الملائكة كلهم إلا إبليس فإنه أبى ولم يسجد, فقال الله تبارك وتعالى {أستكبرت أم كنت من العالين} عنى من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق‏ العرش, فنحن باب الله الذي يؤتى منه, بنا يهتدي المهتدي, فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته, ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره, ولا يحبنا إلا من طاب مولده.

-------

فضائل الشيعة ص 8, تأويل الآيات ص 497, البرهان ج 4 ص 683, اللوامع النورانية ص 559, بحار الأنوار ج 11 ص 142, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 34, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث طويل: ثم لما خلق الله آدم أشار إلينا ونحن عن يمين عرشه مخاطبة لملائكته: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا}، فقال لآدم (ع): {أنبئهم بأسمائهم} فكان الإشارة إلينا، فقال آدم: هذا محمد، وهذا علي، وهذه فاطمة، وهذا الحسن، وهذا الحسين؛ فقال الله: {اسجدوا لآدم فسجدوا} لآدم لفضل علمه، فمن هناك فضله على سائر الأمم‏ {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} إلا إبليس استكبر، وكانت الإشارة الثالثة، قال لإبليس: {أستكبرت أم كنت من العالين}، وكان ينظر إلينا ونحن عن يمين العرش، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري في أفق السماء.

--------

غرر الأخبار ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إسحاق بن حريز قال قال أبو عبد الله (ع):‏ أي شي‏ء يقول أصحابك في قول إبليس:‏ {خلقتني من نار وخلقته من طين}‏ قلت: جعلت فداك, قد قال ذلك وذكره الله في كتابه, قال (ع): كذب‏ إبليس لعنه الله, يا إسحاق, ما خلقه الله إلا من طين، ثم قال (ع): قال الله (تعالى): {الذي جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون}‏ خلقه الله من تلك النار والنار من تلك الشجرة, والشجرة أصلها من طين.

-------------

تفسير القمي ج 2 ص 244, تفسير الصافي ج 2 ص 183, البرهان ج 4 ص 686, بحار الأنوار ج 11 ص 153, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 37, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 396, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن إبليس قاس نفسه بآدم فقال:‏ {خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين}‏ فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار, كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار.

------------

الكافي ج 1 ص 58, المحاسن ج 1 ص 211, الوافي ج 1 ص 256, تفسير الصافي ج 2 ص 182, البرهان ج 2 ص 520, بحار الأنوار ج 11 ص 147, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 7, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن عيسى بن عبد الله القرشي قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (ع) فقال له: يا أبا حنيفة, بلغني أنك تقيس قال: نعم, قال (ع): لا تقس, فإن أول من قاس إبليس حين قال: {خلقتني من نار وخلقته من طين}‏.

------------

الكافي ج 1 ص 58, علل الشرائع ج 1 ص 86, الوافي ج 1 ص 257, تفسير الصافي ج 2 ص 183, وسائل الشيعة ج 27 ص 46, البرهان ج 2 ص 520, حلية الأبرار ج 4 ص 38, بحار الأنوار ج 2 ص 291, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 6, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 44. بعضه: المحاسن ج 1 ص 211, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 252,

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن هارون الرشيد أنه قال للإمام موسى الكاظم (ع): أخبرني عن أول من ألحد وتزندق؟ فقال موسى (ع): أول من ألحد وتزندق في السماء إبليس اللعين, فاستكبر وافتخر على صفي الله ونجيه آدم (ع), فقال اللعين‏: {أنا خير منه‏ خلقتني‏ من‏ نار وخلقته‏ من‏ طين}‏ فعتا عن أمر ربه وألحد, فتوارث الإلحاد ذريته إلى أن تقوم الساعة.

------------

تحف العقول ص 406, بحار الأنوار ج 10 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن وهب اليماني قال: لما أسجد الله عز وجل الملائكة لآدم (ع) وأبى إبليس أن يسجد, قال له ربه عز وجل:‏ {فاخرج‏ منها فإنك‏ رجيم‏ وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين}‏ ثم (1) قال عز وجل لآدم: يا آدم, انطلق إلى هؤلاء الملإ من الملائكة فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, فسلم عليهم, فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته, فلما رجع إلى ربه عز وجل قال له ربه تبارك وتعالى: هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك, فيما بينهم إلى يوم القيامة.

-------------

(1) من هنا في وسائل الشيعة وهداية الأمة

علل الشرائع ج 1 ص 102, الجواهر السنية ص 27, بحار الأنوار ج 11 ص 142, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 35. وسائل الشيعة ج 12 ص 67, هداية الأمة ج 5 ص 145

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): فأول من قاس إبليس واستكبر, والاستكبار هو أول معصية عصي الله بها, قال (ع): فقال إبليس: يا رب, اعفني من السجود لآدم (ع) وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل, قال الله تبارك وتعالى: لا حاجة لي إلى عبادتك, إنما أريد أن أعبد من حيث أريد لا من حيث تريد, فأبى أن يسجد فقال الله تعالى: {فاخرج منها فإنك رجيم وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين‏}.

-------------

 

تفسير القمي ج 1 ص 42, البرهان ج 1 ص 173, بحار الأنوار ج 11 ص 141, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 34, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 9

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تبارك وتعالى {فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم‏} قال (ع): يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه رسول الله (ص) على الصخرة التي في بيت المقدس.

--------

تفسير القمي ج 2 ص 245, البرهان ج 3 ص 365, بحار الأنوار ج 11 ص 154, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 37, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 472, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 268

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول إبليس: {رب فأنظرني إلى يوم يبعثون قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم} قال له وهب: جعلت فداك, أي يوم هو؟ قال: يا وهب, أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا (ع), فإذا بعث الله قائمنا (ع) كان في مسجد الكوفة, وجاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه يقول: يا ويله من هذا اليوم! فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه, فذلك اليوم هو الوقت المعلوم.

----------

تفسير العياشي ج 2 ص 241, تفسير الصافي ج 3 ص 112, إثبات الهداة ج 5 ص 175 البرهان ج 3 ص 366, حلية الأبرار ج 5 ص 410, بحار الأنوار ج 60 ص 254. نحوه: تأويل الآيات ص 498, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 268, عن الإمام زين العابدين (ع): سرور أهل الإيمان ص 82, منخب الأنوار المضيئة ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

- {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون (30) وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين (31) قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم (32) قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون (33)} البقرة: 30 – 33

 

عن أمير المؤمنين (ع)‏ قال: إن الله تبارك وتعالى أراد أن يخلق خلقا بيده, وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة, وكان من شأنه خلق آدم كشط عن أطباق السماوات, قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس, فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق, عظم ذلك عليهم وغضبوا وتأسفوا على أهل الأرض, ولم يملكوا غضبهم, قالوا: ربنا إنك أنت العزيز القادر الجبار القاهر العظيم الشأن, وهذا خلقك الضعيف الذليل يتقلبون في قبضتك ويعيشون برزقك ويتمتعون بعافيتك, وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام, لا تأسف عليهم ولا تغضب ولا تنتقم لنفسك لما تسمع منهم وترى, وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه فيك, قال (ع): فلما سمع ذلك من الملائكة, قال‏: {إني جاعل في الأرض خليفة} يكون حجة لي في الأرض على خلقي, فقالت الملائكة: سبحانك‏ {أتجعل فيها من يفسد فيها} كما أفسد بنو الجان ويسفكون الدماء, كما سفك بنو الجان ويتحاسدون ويتباغضون, فاجعل ذلك الخليفة منا, فإنا لا نتحاسد ولا نتباغض ولا نسفك الدماء, ونسبح بحمدك ونقدس لك, قال جل وعز: {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ إني أريد أن أخلق خلقا بيدي, وأجعل من ذريته أنبياء ومرسلين وعبادا صالحين أئمة مهتدين, وأجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي ينهونهم عن معصيتي, وينذرونهم من عذابي ويهدونهم إلى طاعتي, ويسلكون بهم طريق سبيلي وأجعلهم لي حجة عليهم, وأبيد النسناس من أرضي وأطهرها منهم, وأنقل مردة الجن العصاة من بريتي وخلقي وخيرتي, وأسكنهم في الهواء في أقطار الأرض, فلا يجاورون نسل خلقي, وأجعل بين الجن وبين خلقي حجابا, فلا يرى نسل خلقي الجن ولا يجالسونهم ولا يخالطونهم, فمن عصاني من نسل خلقي الذين اصطفيتهم وأسكنتهم مساكن العصاة أوردتهم مواردهم ولا أبالي, قال (ع): فقالت الملائكة: يا ربنا, افعل ما شئت‏ {لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم}‏ قال (ع): فباعدهم الله من العرش مسيرة خمس مائة عام، قال (ع): فلاذوا بالعرش وأشاروا بالأصابع, فنظر الرب عز وجل إليهم ونزلت الرحمة, فوضع لهم البيت المعمور, فقال: طوفوا به ودعوا العرش فإنه لي رضى, فطافوا به, وهو البيت الذي يدخله كل يوم سبعون ألف ملك, لا يعودون أبدا, فوضع الله البيت المعمور توبة لأهل السماء, ووضع الكعبة توبة لأهل الأرض.

-------------

تفسير القمي ج 1 ص 36, تفسير الصافي ج 1 ص 107, البرهان ج 1 ص 171, بحار الأنوار ج 11 ص 103, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 25 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية


عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: فلما كان من خلق الله أن يخلق آدم للذي أراد من التدبير والتقدير فيما هو مكونه من السماوات والأرضين, كشف عن‏ أطباق السماوات, ثم قال للملائكة: انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس, هل ترضون أعمالهم وطاعتهم لي؟ فاطلعت الملائكة ورأوا ما يعملون فيها من المعاصي وسفك الدماء والفساد في الأرض بغير الحق, أعظموا ذلك وغضبوا لله وأسفوا على أهل الأرض ولم يملكوا غضبهم, وقالوا: ربنا, أنت‏ العزيز الجبار الظاهر العظيم‏ الشأن, وهؤلاء كلهم خلقك الضعيف الذليل في أرضك, كلهم ينقلبون‏ في قبضتك ويعيشون برزقك, ويتمتعون بعافيتك وهم يعصونك بمثل هذه الذنوب العظام, لا تغضب ولا تنتقم منهم لنفسك, بما تسمع منهم وترى, وقد عظم ذلك علينا وأكبرناه‏ فيك, قال (ع): فلما سمع الله تعالى مقالة الملائكة, قال:‏ {إني جاعل في الأرض خليفة} فيكون حجتي على خلقي في الأرض‏, فقالت الملائكة: سبحانك ربنا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}‏ فقال الله تعالى: يا ملائكتي,‏ {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ إني أخلق خلقا بيدي أجعلهم‏ خلفائي على خلقي في أرضي, ينهونهم عن معصيتي وينذرونهم‏ ويهدونهم إلى طاعتي, ويسلكون بهم طريق سبيلي, أجعلهم حجة لي عذرا ونذرا وأنفي الشياطين من أرضي وأطهرها منهم, فأسكنهم في الهواء من أقطار الأرض وفي الفيافي, فلا يراهم خلق ولا يرون شخصهم ولا يجالسونهم ولا يخالطونهم ولا يؤاكلونهم ولا يشاربونهم, وأنفر مردة الجن العصاة عن نسل‏ بريتي وخلقي وخيرتي, فلا يجاورون خلقي, وأجعل بين خلقي وبين الجان حجابا فلا يرى خلقي شخص الجن ولا يجالسونهم ولا يشاربونهم ولا يتهجمون تهجمهم, ومن عصاني من نسل خلقي الذي عظمته واصطفيته لغيبي أسكنهم‏ مساكن العصاة وأوردهم موردهم,‏ ولا أبالي, فقالت الملائكة: {لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم}‏ فقال للملائكة: {إني خالق بشرا من صلصال من حمإ مسنون فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}‏ قال (ع): وكان ذلك من الله تقدمة للملائكة قبل أن يخلقه احتجاجا منه عليهم, وما كان الله ليغير ما بقوم إلا بعد الحجة, {عذرا أو نذرا} فأمر تبارك وتعالى ملكا من الملائكة فاغترف غرفة بيمينه فصلصلها في كفه فجمدت فقال الله عز وجل: منك أخلق‏.

--------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 39, بحار الأنوار ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع): لما قيل لهم‏ {هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا} الآية، قالوا: متى كان هذا؟ فقال الله عز وجل‏, حين قال ربك للملائكة الذين كانوا في الأرض مع إبليس وقد طردوا عنها الجن بني الجان، وخفت‏ العبادة: {إني جاعل في الأرض خليفة} بدلا منكم ورافعكم منها, فاشتد ذلك عليهم لأن العبادة عند رجوعهم إلى السماء تكون أثقل عليهم, ف {قالوا} ربنا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما فعلته الجن بنو الجان, الذين قد طردناهم عن هذه الأرض‏, {ونحن نسبح بحمدك‏} ننزهك عما لا يليق بك من الصفات‏ {ونقدس لك‏} نطهر أرضك ممن يعصيك, قال الله تعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ إني أعلم من الصلاح الكائن فيمن أجعله بدلا منكم ما لا تعلمون, وأعلم أيضا أن فيكم من هو كافر في باطنه [ما] لا تعلمونه, وهو إبليس لعنه الله.

-------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 216, البرهان ج 1 ص 163, بحار الأنوار ج 11 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الصادق (ع): {إني‏ جاعل‏ في‏ الأرض‏ خليفة قالوا أتجعل‏ فيها من‏ يفسد فيها ويسفك‏ الدماء ونحن‏ نسبح‏ بحمدك‏ ونقدس‏ لك}‏ أي, اجعل ذلك الخليفة منا ولم يقولوا حسدا لآدم من جهة الفتنة والرد والجحود.

------------

تحف العقول ص 371, بحار الأنوار ج 75 ص 255

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين (ع) قال: قلت: لم صار الطواف سبعة أشواط؟ قال (ع): لأن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} فردوا على الله تبارك‏ وتعالى وقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} قال الله‏: {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ وكان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام, فلاذوا بالعرش سبعة آلاف سنة فرحمهم وتاب عليهم, وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة وجعله مثابة, ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فجعله‏ {مثابة للناس وأمنا} فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل ألف سنة شوطا واحدا.

-------------

علل الشرائع ج 2 ص 406, وسائل الشيعة ج 13 ص 331, بحار الأنوار ج 11 ص 110. عن أبي عبدالله (ع): قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 26, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 53, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 339

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الباقر (ع): أما بدء هذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} فردت الملائكة على الله عز وجل فقالت:‏ {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فأعرض عنها, فرأت أن ذلك من سخطه, فلاذت بعرشه فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح‏ بإزاء عرشه, فصيره لأهل السماء يطوف‏ به سبعون ألف ملك في كل يوم لا يعودون ويستغفرون, فلما أن هبط آدم إلى السماء الدنيا أمره بمرمة هذا البيت وهو بإزاء ذلك, فصيره لآدم وذريته كما صير ذلك لأهل السماء.

------------

الكافي ج 4 ص 187, الوافي ج 12 ص 30, بحار الأنوار ج 11 ص 120, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 50, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الباقر (ع): إن الله عز وجل لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم (ع) ردوا عليه فقالوا: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك}‏ قال الله تبارك وتعالى: {إني أعلم ما لا تعلمون‏} فغضب عليهم, ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور, ومكثوا يطوفون به سبع سنين ويستغفرون الله عز وجل مما قالوا, ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم, فهذا كان أصل الطواف, ثم جعل الله البيت الحرام حذو الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم‏.

------------

الكافي ج 4 ص 188, تفسير العياشي ج 1 ص 30, الوافي ج 12 ص 31, تفسير الصافي ج 1 ص 110, البرهان ج 1 ص 166, مدينة المعاجز ج 5 ص 190, بحار الأنوار ج 96 ص 205, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 50, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 336, مستدرك الوسائل ج 9 ص 370

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الباقر (ع) أنه قال: إن الله لما قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها} إلى آخر الآية, كان ذلك من يعصي منهم، فاحتجب عنهم سبع سنين, فلاذوا بالعرش يلوذون, يقولون: لبيك ذو المعارج لبيك، حتى تاب عليهم, فلما أصاب آدم الذنب طاف‏ بالبيت حتى قبل الله منه.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 29, البرهان ج 1 ص 165, مدينة المعاجز ج 5 ص 189, بحار الأنوار ج 96 ص 204, مستدرك الوسائل ج 9 ص 369

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل: إن الله عز وجل لما قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة} ضجت الملائكة من ذلك, وقالوا: يا رب, إن كنت لا بد جاعلا في الأرض خليفة فاجعله منا ممن يعمل في خلقك بطاعتك, فرد عليهم:‏ {إني أعلم ما لا تعلمون}‏ فظنت الملائكة أن ذلك سخط من الله تعالى عليهم, فلاذوا بالعرش يطوفون به, فأمر الله تعالى لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد, يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يدخلونه بعد ذلك‏ {إلى يوم الوقت المعلوم‏} (1) قال (ع): ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ‏ {في الصور نفخة واحدة} فيموت إبليس ما بين النفخة الأولى والثانية. (2)

------------

(1) إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

(2) علل الشرائع ج 2 ص 402, بحار الأنوار ج 11 ص 108, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 52, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 338

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل: وعلة الطواف بالبيت أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: {إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فردوا على الله تعالى هذا الجواب‏, فندموا ولاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله عز وجل أن يتعبد بمثل ذلك العباد, فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح, ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى‏ المعمور بحذاء الضراح, ثم وضع هذا البيت‏ بحذاء البيت المعمور, ثم أمر آدم (ع) فطاف به فتاب الله عز وجل عليه, وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.

-------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 91, علل الشرائع ج 2 ص 406, وسائل الشيعة ج 13 ص 296, بحار الأنوار ج 6 ص 97, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 26, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 49, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 325, مكاتيب الأئمة (ع) ج 5 ص 99

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن هشام بن سالم قال أبو عبد الله (ع):‏ وما علم الملائكة بقولهم {أتجعل‏ فيها من‏ يفسد فيها ويسفك‏ الدماء} لو لا أنهم قد كانوا رأوا من يفسد فيها ويسفك الدماء.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 29, البرهان ج 1 ص 165, بحار الأنوار ج 11 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عيسى بن حمزة قال:‏ قال رجل لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك, إن الناس يزعمون أن الدنيا عمرها سبعة آلاف سنة, فقال (ع): ليس كما يقولون, إن الله خلق لها خمسين ألف عام فتركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم بدا لله بدأ الخلق فيها، خلقا ليس من الجن ولا من الملائكة ولا من الإنس، وقدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم أفسدوا فيها فدمر الله عليهم تدميرا, ثم تركها قاعا قفراء خاوية عشرة ألف عام، ثم خلق فيها الجن وقدر لهم عشرة ألف عام، فلما قربت آجالهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء, وهو قول الملائكة {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} كما سفكت بنو الجان، فأهلكهم الله, ثم بدأ الله فخلق آدم (ع) وقدر له عشرة ألف عام، وقد مضى من ذلك سبعة آلف عام ومائتان وأنتم في آخر الزمان‏.

-----------

تفسير العياشي ج 1 ص 31, البرهان ج 1 ص 167, بحار الأنوار ج 54 ص 86

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع):‏ إذا حدث بهذا الحديث هو كسر على القدرية, ثم قال أبو عبد الله (ع): إن آدم كان له في السماء خليل من الملائكة, فلما هبط آدم من السماء إلى الأرض, استوحش الملك وشكا إلى الله وسأله أن يأذن له فيهبط عليه فأذن له فهبط عليه، فوجده قاعدا في قفرة من الأرض، فلما رآه آدم وضع يده على رأسه وصاح صيحة, قال أبو عبد الله (ع): يروون أنه أسمع عامة الخلق، فقال له الملك: يا آدم, ما أراك إلا قد عصيت ربك وحملت على نفسك ما لا تطيق، أتدري ما قال الله لنا فيك فرددنا عليه؟ قال: لا, قال: قال‏ {إني جاعل في الأرض خليفة} قلنا {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء} فهو خلقك أن تكون في الأرض يستقيم أن تكون في السماء, فقال أبو عبد الله (ع): والله عزي بها آدم ثلاثا.

-----------

تفسير العياشي ج 1 ص 32, البرهان ج 1 ص 168, بحار الأنوار ج 11 ص 211

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع): {وعلم آدم الأسماء كلها} أسماء أنبياء الله، وأسماء محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسن والحسين، والطيبين من آلهما وأسماء خيار شيعتهم وعتاة أعدائهم {ثم عرضهم} عرض محمدا وعليا والأئمة {على الملائكة} أي عرض أشباحهم وهم أنوار في الأظلة. {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} أن جميعكم تسبحون وتقدسون وأن ترككم ههنا أصلح من إيراد من بعدكم أي فكما لم تعرفوا غيب من في خلالكم فالحري أن لا تعرفوا الغيب الذي لم يكن، كما لا تعرفون أسماء أشخاص ترونها. قالت الملائكة: {سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} العليم بكل شئ، الحكيم المصيب في كل فعل. قال الله عز وجل: {يا آدم} أنبئ هؤلاء الملائكة بأسمائهم: أسماء الأنبياء والأئمة فلما أنبأهم فعرفوها أخذ عليهم العهد، والميثاق بالايمان بهم، والتفضيل لهم. قال الله تعالى عند ذلك: {ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض} سرهما {وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} وما كان يعتقده إبليس من الاباء على آدم إن أمر بطاعته، وإهلاكه إن سلط عليه. ومن اعتقادكم أنه لا أحد يأتي بعدكم إلا وأنتم أفضل منه. بل محمد وآله الطيبون أفضل منكم، الذين أنبأكم آدم بأسمائهم.

-------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 216, البرهان ج 1 ص 164, بحار الأنوار ج 11 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أيمن بن محرز، عن الصادق جعفر بن محمد (ع) أن الله تبارك وتعالى علم آدم (ع) أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين} بأنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم (ع) {قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم} قال الله تبارك وتعالى: {يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم} وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته، ثم غيبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم وقال لهم: {ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}.

---------

كمال الدين ص 13, بحار الأنوار ج 11 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 225, البرهان ج 1 ص 164, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 54

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سيد الشهداء (ع): إن الله تعالى لما خلق آدم، وسواه، وعلمه أسماء كل شئ وعرضهم على الملائكة، جعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) أشباحا خمسة في ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضئ في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش، فأمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، تعظيما له أنه قد فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها الآفاق. فسجدوا لادم إلا إبليس أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله، وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت، وقد تواضعت لها الملائكة (1) كلها واستكبر، وترفع، وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين. (2)

---------

(1) الى هنا في قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري

(2) تفسير الإمام العسكري (ع) ص 219, بحار الأنوار ج 11 ص 150, تأويل الآيات ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 357, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 43

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: سألت رسول الله (ص) عن مولد علي (ع)، قال: يا جابر، سألت عجيبا عن خير مولود! إعلم أن الله تعالى لما أراد أن يخلقني ويخلق عليا (ع) قبل كل شيء خلق درة عظيمة أكبر من الدنيا عشر مرات، ثم إن الله تعالى استودعنا في تلك الدرة، فمكثنا فيها مائة ألف عام نسبح الله تعالى ونقدسه، فلما أراد إيجاد الموجودات نظر إلى الدرة بعين التكوين، فذابت وانفجرت نصفين، فجعلني ربي في النصف الذي احتوى على النبوة، وجعل عليا (ع) في النصف الذي احتوى على الإمامة, ثم خلق الله تعالى من تلك الدرة مائة بحر، فمن بعضه بحر العلم، وبحر الكرم، وبحر السخاء، وبحر الرضا، وبحر الرأفة، وبحر الرحمة، وبحر العفة، وبحر الفضل، وبحر الجود، وبحر الشجاعة، وبحر الهيبة، وبحر القدرة، وبحر العظمة، وبحر الجبروت، وبحر الكبرياء، وبحر الملكوت، وبحر الجلال، وبحر النور، وبحر العلو، وبحر العزة، وبحر الكرامة، وبحر اللطف، وبحر الحكم، وبحر المغفرة، وبحر النبوة، وبحر الولاية، فمكثنا في كل بحر من البحور سبعة آلاف عام, ثم إن الله تعالى خلق القلم وقال له: اكتب, قال: وما أكتب يا رب؟ قال: اكتب توحيدي، فمكث القلم سكران من قول الله عز وجل عشرة آلاف عام, ثم أفاق بعد ذلك، قال: وما أكتب؟ قال: اكتب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله, فلما فرغ القلم من كتابة هذه الاسماء قال: رب ومن هؤلاء الذين قرنت اسمهما باسمك؟ قال الله تعالى: يا قلم، محمد نبيي وخاتم أوليائي وأنبيائي، وعلي وليي وخليفتي على عبادي وحجتي عليهم، وعزتي وجلالي لولاهما ما خلقتك ولا خلقت اللوح المحفوظ, ثم قال له: اكتب, قال: وما أكتب؟ قال: اكتب صفاتي وأسمائي، فكتب القلم، فلم يزل يكتب ألف عام حتى كل ومل عن ذلك إلى يوم القيامة, ثم إن الله تعالى خلق من نوري السماوات والارض والجنة والنار والكوثر والصراط والعرش والكرسي والحجب والسحاب، وخلق من نور علي ابن أبي طالب الشمس والقمر والنجوم قبل أن يخلق آدم (ع) بألفي عام, ثم إن الله تبارك وتعالى أمر القلم أن يكتب في كل ورقة من أشجار الجنة، وعلى كل باب من أبوابها وأبواب السماوات والارض والجبال والشجر: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله. ثم إن الله تعالى أمر نور رسول الله (ص) ونور علي بن أبي طالب (ع) أن يدخلا في حجاب العظمة، ثم حجاب العزة، ثم حجاب الهيبة، ثم حجاب الكبرياء، ثم حجاب الرحمة، ثم حجاب المنزلة، ثم حجاب الرفعة، ثم حجاب السعادة، ثم حجاب النبوة، ثم حجاب الولاية، ثم حجاب الشفاعة، فلم يزالا كذلك من حجاب إلى حجاب، فكل حجاب يمكثان فيه ألف عام, ثم قال: يا جابر، اعلم أن الله تعالى خلقني من نوره، وخلق عليا من نوري، وكلنا من نور واحد، وخلقنا الله تعالى ولم يخلق سماء ولا أرضا ولا شمسا ولا قمرا ولا ظلمة ولا ضياء ولا برا ولا بحرا ولا هواء، وقبل أن يخلق آدم (ع) بألفي عام, ثم إن الله تعالى سبح نفسه فسبحنا، وقدس نفسه فقدسنا، فشكر الله لنا ذلك وقد خلق الله السماوات والارضين من تسبيحي، والسماء رفعها، والارض سطحها، وخلق من تسبيح علي بن أبي طالب الملائكة، فجميع ما سبحت الملائكة لعلي بن أبي طالب وشيعته إلى يوم القيامة، ولما نفخ الله الروح في آدم (ع) قال الله: وعزتي وجلالي، لولا عبدان أريد أن أخلقهما في دار الدينا ما خلقتك, قال آدم (ع): إلهي وسيدي ومولاي، هل يكونان مني أم لا؟ قال: بلى يا آدم، ارفع رأسك وانظر، فرفع رأسه فإذا على ساق العرش مكتوب لا إله إلا الله، محمد رسول الله نبي الرحمة، وعلي مقيم الحجة، من عرفهما زكى وطاب، ومن جهلهما لعن وخاب، ولما خلق الله آدم (ع) ونفخ فيه من روحه نقل روح حبيبه ونبيه ونور وليه في صلب آدم (ع), قال رسول الله (ص): أما أنا فاستقريت في الجانب الايمن، وأما علي بن أبي طالب (ع) في الايسر، وكانت الملائكة يقفون وراءه صفوفا, فقال آدم (ع): يا رب لأي شيء تقف الملائكة ورائي؟ فقال الله تعالى: لأجل نور ولديك اللذين هما في صلبك محمد بن عبد الله وعلي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، ولولاهما ما خلقت الافلاك، وكان يسمع في ظهره التقديس والتسبيح, قال: يا رب اجعلهما أمامي حتى تستقبلني الملائكة، فحولهما تعالى من ظهره إلى جبينه، فصارت الملائكة تقف أمامه صفوفا، فسأل ربه أن يجعلهما في مكان يراه، فنقلنا الله من جبينه إلى يده اليمنى, قال رسول الله (ص): أما أنا كنت في اصبعه السبابة، وعلي في اصبعه الوسطى، وابنتي فاطمة في التي تليها، والحسن في الخنصر، والحسين في الابهام. ثم أمر الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم (ع) فسجدوا تعظيما وإجلالا لتلك الاشباح، فتعجب آدم من ذلك فرفع رأسه إلى العرش، فكشف الله عن بصره فرأى نورا فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور محمد صفوتي من خلقي، فرأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي وسيدي ومولاي، وما هذا النور؟! فقال: هذا نور علي بن أبي طالب (ع) وليي وناصر ديني، فرأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الانوار؟! فقال: هذا نور فاطمة، فطم محبيها من النار، وهذان نورا ولديهما الحسن والحسين، فقال: أرى تسعة أنور قد أحدقت بهم، فقيل: هؤلاء الائمة من ولد علي بن أبي طالب وفاطمة (ع) فقال: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا ما عرفتني التسعة من ولد علي (ع), فقال: علي بن الحسين، ثم محمد الباقر، ثم جعفر الصادق، ثم موسى الكاظم، ثم علي الرضا، ثم محمد الجواد، ثم علي الهادي، ثم الحسن العسكري، ثم الحجة القائم المهدي صلوات الله عليهم أجمعين, فقال: إلهي وسيدي، إنك قد عرفتني بهم فاجعلهم مني، ويدل على ذلك {وعلم آدم الاسماء كلها}.

-----------

مدينة المعاجز ج2 ص367, وورد في البحار ج15 ص26 ضمن حديث طويل نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ فخلق خمسة من نور جلاله، وجعل لكل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة، فهو الحميد وسمى النبي محمدا (ص)، وهو الأعلى وسمي أمير المؤمنين عليا (ع)، وله الأسماء الحسني فاشتق منها حسنا وحسينا (ع)، وهو فاطر فاشتق لفاطمة (ع) من أسمائه اسما، فلما خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن يمين العرش. وخلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح فذلك قوله: {وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون} فلما خلق الله تعالى آدم (ع) نظر إليهم عن يمين العرش فقال: يا رب من هؤلاء؟ قال: يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسما من أسمائي، قال: يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم، قال: يا آدم فهم عندك أمانة، سر من سري، لا يطلع عليه غيرك إلا باذني، قال: نعم يا رب، قال: يا آدم أعطني على ذلك العهد، فأخذ عليه العهد ثم علمه أسماءهم ثم عرضهم على الملائكة ولم يكن علمهم بأسمائهم {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم} (1) علمت الملائكة أنه مستودع وأنه مفضل بالعلم، وأمروا بالسجود إذ كانت سجدتهم لآدم تفضيلا له وعبادة لله إذ كان ذلك بحق له، وأبى إبليس الفاسق عن أمر ربه فقال: {ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه} قال: فقد فضلته عليك حيث أمرت بالفضل للخمسة الذين لم أجعل لك عليهم سلطانا ولا من شيعتهم فذلك استثناء اللعين {إلا عبادك منهم المخلصين} قال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} وهم الشيعة. (2)

------

(1) الى هنا في بحار الأنوار

(2) تفسير فرات ص 56, بحار الأنوار ج 37 ص 63, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 358, غرر الأخبار ص 205 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر بن عبد الله, عن رسول الله (ص) في حديث طويل عن الأئمة عليهم السلام في النورانية: ثم لما خلق الله آدم (ع) أشار إلينا ونحن عن يمين عرشه مخاطبة لملائكته: {أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا}، فقال لآدم: {أنبئهم بأسمائهم} فكان الإشارة إلينا، فقال آدم: هذا محمد، وهذا علي، وهذه فاطمة، وهذا الحسن، وهذا الحسين؛ فقال الله: {اسجدوا لآدم فسجدوا} لآدم (ع) لفضل علمه، فمن هناك فضله على سائر الأمم {فسجد الملائكة كلهم أجمعون} إلا إبليس استكبر، وكانت الإشارة الثالثة، قال لإبليس: {أستكبرت أم كنت من العالين}، وكان ينظر إلينا ونحن عن يمين العرش، كما ينظر أحدكم إلى الكوكب الدري في أفق السماء. يا جابر، فالعرش من نور نبيك، والعلم من نور نبيك، واللوح من نور نبيك، والشمس والقمر والنجوم وضوء النهار وضوء الإبصار من نور نبيك، مشتق من‏ نور الجبار سبحانه، فنحن الأولون، ونحن السابقون، ونحن الشافعون، ونحن المشفعون، ونحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد من الأولين والآخرين.

---------