الخضر عليه السلام

عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أسري برسول الله (ص) إلى السماء وجد ريحا مثل ريح المسك الأذفر, فسأل جبرئيل عنها, فأخبره: أنها تخرج من بيت عذب فيه قوم في الله حتى ماتوا, ثم قال له: إن الخضر كان من أبناء الملوك فآمن بالله وتخلى في بيت في دار أبيه يعبد الله, ولم يكن لأبيه ولد غيره, فأشاروا على أبيه‏ أن يزوجه, فلعل الله أن يرزقه ولدا فيكون الملك فيه وفي عقبه, فخطب له امرأة بكرا وأدخلها عليه, فلم يلتفت الخضر إليها, فلما كان اليوم الثاني قال لها: تكتمين علي أمري؟ فقالت: نعم, قال لها: إن سألك أبي هل كان مني إليك ما يكون من الرجال إلى النساء فقولي: نعم, فقالت: أفعل, فسألها الملك عن ذلك, فقالت: نعم, وأشار عليه الناس أن يأمر النساء أن يفتشنها, فأمر, فكانت على حالتها, فقالوا: أيها الملك, زوجت الغر من الغرة زوجه امرأة ثيبا, فزوجه, فلما أدخلت عليه سألها الخضر أن تكتم عليه أمره,‏ فقالت: نعم, فلما أن سألها الملك قالت: أيها الملك, إن ابنك امرأة فهل تلد المرأة من المرأة؟ فغضب عليه فأمر بردم الباب‏ عليه, فردم, فلما كان اليوم الثالث حركته رقة الآباء, فأمر بفتح الباب ففتح, فلم يجدوه فيه وأعطاه الله من القوة أن يتصور كيف شاء, ثم كان على مقدمة ذي القرنين وشرب من الماء الذي من شرب منه بقي إلى الصيحة, قال (ص): فخرج من مدينة أبيه رجلان في تجارة في البحر, حتى وقعا إلى جزيرة من جزائر البحر فوجدا فيها الخضر قائما يصلي, فلما انفتل دعاهما فسألهما عن خبرهما فأخبراه, فقال لهما: هل تكتمان علي أمري إن أنا رددتكما في يومكما هذا إلى منازلكما؟ فقالا: نعم, فنوى أحدهما أن يكتم أمره ونوى الآخر إن رده إلى منزله, أخبر أباه بخبره, فدعا الخضر سحابة فقال لها: احملي هذين إلى منازلهما فحملتهما السحابة حتى وضعتهما في بلدهما من يومهما, فكتم أحدهما أمره, وذهب الآخر إلى الملك فأخبره بخبره, فقال له الملك: من يشهد لك بذلك؟ قال: فلان التاجر, فدل على صاحبه, فبعث الملك إليه, فلما أحضروه أنكره وأنكر معرفة صاحبه, فقال له الأول: أيها الملك, ابعث معي خيلا إلى هذه الجزيرة واحبس هذا حتى آتيك بابنك, فبعث معه خيلا فلم يجدوه, فأطلق عن الرجل‏ الذي كتم عليه, ثم إن القوم عملوا بالمعاصي فأهلكهم الله وجعل مدينتهم عاليها سافلها, وابتدرت الجارية التي كتمت عليه أمره والرجل الذي كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة, فلما أصبحا التقيا فأخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره, فقالا: ما نجونا إلا بذلك, فآمنا برب الخضر وحسن إيمانهما وتزوج بها الرجل, ووقعا إلى مملكة ملك آخر, وتوصلت المرأة إلى بيت الملك وكانت تزين بنت الملك, فبينا هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط فقالت: لا حول ولا قوة إلا بالله, فقالت لها بنت الملك: ما هذه الكلمة؟ فقالت لها: إن لي إلها تجري الأمور كلها بحوله وقوته, فقالت لها: ألك إله غير أبي؟ فقالت: نعم, وهو إلهك وإله أبيك, فدخلت بنت الملك إلى أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرأة, فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته, فقال لها: من على دينك؟ قالت: زوجي وولدي, فدعاهم الملك وأمرهم‏ بالرجوع عن التوحيد, فأبوا عليه فدعا بمرجل من ماء فسخنه وألقاهم فيه, وأدخلهم بيتا وهدم عليهم البيت, فقال جبرئيل لرسول الله (ص): فهذه الرائحة التي تشمها من ذلك البيت‏.

------------

تفسير القمي ج 2 ص 42, البرهان ج 3 ص 672, بحار الأنوار ج 13 ص 296, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 291, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 140

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لما أسري برسول الله (ص) بينا هو على البراق وجبرئيل معه إذ نفخته رائحة مسك, فقال (ص): يا جبرئيل, ما هذا؟ فقال: كان في الزمان الأول ملك له أسوة حسنة في أهل مملكته, وكان له ابن رغب عما هو فيه وتخلى في بيت يعبد الله, فلما كبر سن الملك مشى إليه خيرة الناس وقالوا: أحسنت الولاية علينا وكبرت سنك ولا خلفك إلا ابنك, وهو راغب عما أنت فيه, وإنه لم ينل من الدنيا فلو حملته على النساء حتى يصيب لذة الدنيا لعاد, فاخطب كريمة له فزوجه جارية لها أدب وعقل, فلما أتوا بها وحولوها إلى بيته أجلسوها وهو في صلاته, فلما فرغ قال: أيتها المرأة ليس النساء من شأني, فإن كنت تحبين أن تقيمي معي وتصنعين كما أصنع كان لك من الثواب كذا وكذا, قالت: فأنا أقيم على ما تريد, ثم إن أباه بعث إليها يسائلها: هل حبلت؟ فقالت: إن ابنك ما كشف لي عن ثوب‏ فأمر بردها إلى أهلها, وغضب على ابنه وأغلق الباب عليه ووضع عليه الحرس, فمكث ثلاثا ثم فتح عنه فلم يوجد في البيت أحد, فهو الخضر عليه الصلاة والسلام‏.

-----------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 158, بحار الأنوار ج 13 ص 302

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) قال: إن ذا القرنين كان عبدا صالحا لم يكن له قرن من ذهب ولا من فضة, بعثه الله في قومه فضربوه على قرنه الأيمن, وفيكم مثله‏ قالها ثلاث مرات, وكان قد وصف‏ له‏ عين‏ الحياة, وقيل له من شرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصيحة, وإنه خرج في طلبها حتى أتى موضعا, كان فيه ثمانية وستون عينا, وكان الخضر (ع) على مقدمته,‏ وكان من آثر أصحابه عنده, فدعاه وأعطاه وأعطى قوما من أصحابه كل واحد منهم‏ حوتا مملوحا, ثم قال: انطلقوا إلى هذه المواضع فليغسل كل رجل منكم حوته, وإن الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون, فلما غمس الحوت ووجد ريح الماء حيي وانساب في الماء, فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه‏ وسقط في الماء, فجعل يرتمس في الماء ويشرب رجاء أن يصيبها, فلما رأى ذلك رجع ورجع أصحابه, فأمر ذو القرنين بقبض السمك, فقال: انظروا فقد تخلفت سمكة واحدة, فقالوا: الخضر صاحبها, فدعاه, فقال: ما فعلت بسمكتك؟ فأخبره الخبر, فقال: ماذا صنعت؟ قال: سقطت فيها أغوص وأطلبها فلم أجدها, قال: فشربت من الماء؟ قال: نعم, قال: فطلب ذو القرنين العين فلم يجدها, فقال للخضر: أنت صاحبها وأنت الذي خلقت لهذه العين, وكان اسم ذي القرنين عياشا, وكان أول الملوك بعد نوح (ع) ملك ما بين المشرق والمغرب‏.

------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 121, بحار الأنوار ج 13 ص 300

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى {ينفخ في الصور} وإنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه, وإنه ليحضر حيث ذكر فمن ذكره منكم فليسلم عليه, وإنه ليحضر المواسم‏ فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين, وسيؤنس الله به وحشة قائمنا (عج) في غيبته ويصل به وحدته‏.

------------

كمال الدين ج 2 ص 390, البرهان ج 3 ص 661, حلية الأبرار ج 6 ص 426, بحار الأنوار ج 13 ص 299, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 298, رياض الأبرار ج 3 ص 133, عن الإمام العسكري (ع) بإختصار: الخرائج والجرائح ج 3 ص 1174, الدر النظيم ص 759, منتخب الأنوار ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال عن مسجد السهلة: وإنه مناخ الراكب, قيل: ومن الراكب؟ قال (ع): الخضر (ع).

------------

الكافي ج 3 ص 494, التهذيب ج 3 ص 252, الوافي ج 14 ص 1452, وسائل الشيعة ج 5 ص 267, بحار الأنوار ج 46 ص 207قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 299

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع):‏ أن نجدة الحروري كتب‏ إلى ابن عباس يسأله عن سبي الذراري؟ فكتب إليه: أما الذراري فلم يكن رسول الله (ص) يقتلهم, وكان الخضر يقتل كافرهم ويترك مؤمنهم, فإن كنت تعلم ما يعلم الخضر فاقتلهم‏.

------------

تفسير العياشي ج 2 ص 335, الخصال ج 1 ص 235, تفسير الصافي ج 3 ص 256, البرهان ج 3 ص 655, بحار الأنوار ج 13 ص 309, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 286, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي أمامة: أن رسول الله (ص) قال ذات يوم لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال (ص): بينا هو يمشي في سوق من أسواق بني إسرائيل, إذ بصر به مسكين فقال: تصدق علي بارك الله فيك, قال الخضر: آمنت بالله ما يقضي الله يكون, ما عندي من شي‏ء أعطيكه قال المسكين: بوجه الله لما تصدقت علي إني رأيت الخير في وجهك, ورجوت الخير عندك قال الخضر: آمنت بالله, إنك سألتني بأمر عظيم ما عندي من شي‏ء أعطيكه, إلا أن تأخذني فتبيعني قال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: الحق أقول لك, إنك سألتني بأمر عظيم سألتني بوجه ربي عز وجل, أما إني لا أخيبك في مسألتي بوجه ربي فبعني, فقدمه إلى السوق فباعه بأربعمائة درهم, فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شي‏ء, فقال الخضر (ع): إنما ابتعتني التماس خدمتي فمرني بعمل, قال: إني أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير, قال: لست تشق علي قال: فقم فانقل هذه الحجارة, قال (ص): وكان لا ينقلها دون ستة نفر في يوم, فقام فنقل الحجارة في ساعته فقال له: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم يطقه أحد, قال (ص): ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة, وإني أكره أن أشق عليك, قال: لست تشق علي, قال: فاضرب من اللبن شيئا حتى أرجع إليك, قال (ص): فخرج الرجل لسفره ورجع وقد شيد بناءه, فقال له الرجل: أسألك‏ بوجه الله ما حسبك وما أمرك؟ قال: إنك سألتني بأمر عظيم بوجه الله عز وجل, ووجه الله عز وجل أوقعني في العبودية, وسأخبرك من أنا, أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة ولم يكن عندي شي‏ء أعطيه, فسألني بوجه الله عز وجل فأمكنته من رقبتي فباعني, فأخبرك أنه من سئل بوجه الله عز وجل فرد سائله وهو قادر على ذلك وقف يوم القيامة ليس لوجهه جلد ولا لحم ولا دم إلا عظم يتقعقع,‏ قال الرجل: شققت عليك ولم أعرفك, قال: لا بأس, أبقيت‏ وأحسنت, قال: بأبي أنت وأمي, احكم في أهلي ومالي بما أراك الله عز وجل, أم أخيرك فأخلي سبيلك, قال: أحب إلي أن تخلي سبيلي فأعبد الله على سبيله, فقال الخضر (ع): الحمد لله الذي أوقعني في العبودية فأنجاني منها.

------------

أعلام الدين ص 350, بحار الأنوار ج 13 ص 321, مستدرك الوسائل ج 7 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: حججت إلى بيت الله الحرام فوردنا عند نزولنا الكوفة، فدخلنا إلى مسجد السهلة، فإذا نحن بشخص راكع وساجد، فلما فرغ دعا بهذا الدعاء: أنت الله لا إله إلا أنت- إلى آخر الدعاء. ثم نهض إلى زاوية المسجد فوقف هناك وصلى ركعتين ونحن معه، فلما انفتل من الصلاة سبح ثم دعا فقال: اللهم بحق هذه البقعة الشريفة، وبحق من تعبد لك فيها قد علمت حوائجي، فصل على محمد وآل محمد واقضها وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واقضها وقد أحصيت ذنوبي فصل على محمد وآل محمد واغفرها لي. اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وأمتني إذا كانت الوفاة خيرا لي، على موالاة أوليائك ومعاداة أعدائك، وافعل بي ما أنت أهله يا ارحم الراحمين. ثم نهض فسألناه عن المكان، فقال: إن هذا الموضع بيت إبراهيم الخليل الذي كان يخرج منه إلى العمالقة، ثم مضى إلى الزاوية الغربية فصلى ركعتين ثم رفع يديه وقال: اللهم إني صليت هذه الصلاة ابتغاء مرضاتك وطلب نائلك ورجاء رفدك وجوائزك، فصل على محمد وآله وتقبلها مني بأحسن قبول، وبلغني برحمتك المأمول، وافعل بي ما أنت أهله يا ارحم الراحمين. ثم قام ومضى إلى الزاوية الشرقية، فصلى ركعتين، ثم بسط كفيه وقال: اللهم إن كانت الذنوب والخطايا قد أخلقت وجهي عندك فلم ترفع لي إليك صوتا ولم تستجب لي دعوة، فإني أسألك بك يا الله فإنه ليس مثلك أحد، وأتوسل إليك بمحمد وآله، وأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تقبل إلي بوجهك الكريم وتقبل بوجهي إليك، ولا تخيبني حين أدعوك، ولا تحرمني حين أرجوك يا أرحم الراحمين. وعفر خديه على الأرض وقام فخرج، فسألناه بم يعرف هذا المكان، فقال: إنه مقام الصالحين والأنبياء والمرسلين. قال: فاتبعناه وإذا به قد دخل إلى مسجد صغير بين يدي السهلة، فصلى فيه ركعتين بسكينة ووقار، كما صلى أول مرة، ثم بسط كفيه وقال: إلهي قد مد إليك الخاطي المذنب يديه لحسن ظنه بك، إلهي قد جلس المسي‏ء بين يديك، مقرا لك بسوء عمله، راجيا منك الصفح عن زلله، إلهي قد رفع إليك الظالم كفيه، راجيا لما لديك، فلا تخيبه برحمتك من فضلك، إلهي قد جثا العائد إلى المعاصي بين يديك، خائفا من يوم يجثو فيه الخلائق بين يديك. إلهي قد جاءك العبد الخاطئ فزعا مشفقا ورفع إليك طرفه حذرا راجيا، وفاضت عبرته مستغفرا نادما، وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك جاهل، ولا لعقوبتك متعرض، ولا لنظرك مستخف، ولكن سولت لي نفسي وأعانني على ذلك شقوتي، وغرني سترك المرخى علي، فمن الآن من عذابك يستنقذني، وبحبل من أعتصم إن قطعت حبلك عني. فيا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك، إذا قيل للمخفين جوزوا، وللمثقلين حطوا، أ فمع المخفين أجوز أم مع المثقلين أحط، ويلي كلما كبرت سني كثرت ذنوبي، ويلي كلما طال عمري كثرت معاصي، فكم أتوب وكم أعود، أما آن لي أن أستحيي من ربي. اللهم بحق محمد وآل محمد ارحمني واغفر لي وارحمني يا أرحم الراحمين وخير الغافرين. ثم بكا وعفر خده الأيمن وقال: ارحم من أساء واقترف، واستكان واعترف. ثم قلب خده الأيسر وقال: عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك، يا كريم. فخرج فاتبعته وقلت له: يا سيدي بم يعرف هذا المسجد، فقال: إنه مسجد زيد بن صوحان صاحب علي بن أبي طالب عليه السلام، وهذا دعاؤه وتهجده، ثم غاب عنا فلم نره، فقال لي صاحبي: إنه الخضر عليه السلام.

------------

المزار الكبير لإبن المشهدي ص 140, المزار للشهيد الأول ص 258, بحار الأنوار ج 97 ص 443, مستدرك الوسائل ج 3 ص 443

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أن الخضر وإلياس يجتمعان في كل موسم فيفترقان عن هذا الدعاء وهو: بسم الله {ما شاء الله لا قوة إلا بالله}, ما شاء الله كل نعمة فمن الله, ما شاء الله الخير كله بيد الله عز وجل, ما شاء الله لا يصرف السوء إلا الله‏.

-----------

مهج الدعوات ص 310, بحار الأنوار ج 13 ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي ذر قال قال رسول الله (ص): يا أبا ذر, من خرج من بيته يلتمس بابا من العلم كتب الله عز وجل له بكل قدم ثواب نبي من الأنبياء, وأعطاه الله بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة, وطالب العلم أحبه الله وأحبه الملائكة وأحبه النبيون, ولا يحب العلم إلا السعيد, فطوبى لطالب العلم يوم القيامة, ومن خرج من بيته يلتمس بابا من العلم كتب الله له بكل قدم ثواب شهيد من شهداء بدر, وطالب العلم حبيب الله ومن أحب العلم وجبت له الجنة, ويصبح ويمسي في رضا الله ولا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر, ويأكل من ثمرة الجنة, ويكون في الجنة رفيق خضر (ع), وهذا كله تحت هذه الآية: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.

-------------

جامع الأخبار ص 38, نوادر الأخبار ص 19, بحار الأنوار ج 1 ص 178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأعمش قال: رأيت جارية سوداء تسقي الماء وهي تقول: اشربوا حبا لعلي بن أبي طالب (ع) وكانت عمياء, قال: ثم أتيتها بمكة بصيرة تسقي الماء وهي تقول: اشربوا حبا لمن رد الله علي بصري به, فقلت: يا جارية, رأيتك في المدينة ضريرة تقولين اشربوا حبا لمولاي علي بن أبي طالب (ع), وأنت اليوم بصيرة فما شأنك؟ قالت: بأبي أنت إني رأيت رجلا قال: يا جارية, أنت مولاة لعلي بن أبي طالب (ع) ومحبته؟ فقلت: نعم, فقال: اللهم إن كانت صادقة فرد عليها بصرها, فو الله لقد رد الله علي بصري, فقلت: من أنت؟ قال: أنا الخضر, وأنا من شيعة علي بن أبي طالب (ع).

------------

غرر الأخبار ص 87, مدينة المعاجز ج 2 ص 75, بحار الأنوار ج 42 ص 9

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث عن اقام الجدار للخضر (ع): ما سهل الله ذلك له إلا بدعائه بنا أهل البيت.

-----------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 194, مدينة المعاجز ج 1 ص 484, بحار الأنوار ج 42 ص 32

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في حديث: وأما العبد الصالح الخضر (ع) فإن الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له, ولا لكتاب ينزله عليه, ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبلها من الأنبياء, ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها, ولا لطاعة يفرضها له, بلى إن الله تبارك وتعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم (عج) في أيام غيبته ما يقدر, وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول طول عمر العبد الصالح من غير سبب, أوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم (عج), وليقطع بذلك حجة المعاندين {لئلا يكون للناس على الله حجة}.

-------------

كمال الدين ج 2 ص 357, الغيبة للطوسي ص 172, إعلام الورى ص 432, منتخب الأبرار ص 186, الوافي ج 2 ص 423, البرهان ج 4 ص 94, حلية الأبرار ج 6 ص 426, بحار الأنوار ج 51 ص 222, رياض الأبرار ج 3 ص 63

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي أنه سأل للإمام الباقر (ع): وأي شيء المحدث؟ فقال: ينكت في أذنه فيسمع طنينا كطنين الطست, أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست, فقلت: إنه نبي؟ ثم قال (ع): لا, مثل الخضر ومثل ذي القرنين.

------------

بصائر الدرجات ج 1 ص 324, الإختصاص ص 287, بحار الأنوار ج 26 ص 70

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال لأهل الكوفة: مصلاكم بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس, ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر (ع) ومصلاي.

-----------

الفقيه ج 1 ص 231, الأمالي للصدوق ص 228, روضة الواعظين ج 2 ص 337, الوافي ج 14 ص 1447, وسائل الشيعة ج 5 ص 257, بحار الأنوار ج 97 ص 390

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

صلاة الخضر (ع) في ليلة الجمعة, أربع ركعات بتسليمتين, تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ومائة مرة {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب} فإذا فرغت من صلاتك فقل مائة مرة: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, ثم تسأل حاجتك, فإنها مقضية إن شاء الله.

------------

جمال الأسبوع ص 125, بحار الأنوار ج 86 ص 322, مستدرك الوسائل ج 6 ص 84

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام زين العابدين (ع) أنه قال: فلما توفي رسول الله (ص) جاءت التعزية, جاءهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه, فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة, وخلفا من كل هالك, ودركا من كل ما فات, فبالله فثقوا, وإياه فارجوا, فإن المصاب من حرم الثواب, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال علي بن أبي طالب (ع): هل تدرون من هذا؟ هذا هو الخضر (ع).

-------

الأمالي للصدوق ص 275, كمال الدين ج 2 ص 392, روضة الواعظين ج 1 ص 72, بحار الأنوار ج 22 ص 505

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: رأيت الخضر (ع) في المنام قبل بدر بليلة, فقلت له: علمني شيئا أنصر به على الأعداء, فقال: قل: يا هو يا من لا هو إلا هو, فلما أصبحت قصصتها على رسول الله (ص) فقال لي: يا علي, علمت الاسم الأعظم, (1) وكان على لساني يوم بدر. (2)

-----------

(1) إلى هنا في الفصول المهمة

(2) التوحيد ص 89, عدة الداعي ص 278, نوادر الأخبار ص 74, البرهان ج 5 ص 803, بحار الأنوار ج 3 ص 222, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 700, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 498, الفصول المهمة ج 1 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن داود بن القاسم الجعفري عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني‏ قال: أقبل أمير المؤمنين (ع) ذات يوم ومعه الحسن بن علي (ع) وسلمان الفارسي رحمه الله,‏ وأمير المؤمنين (ع) متكئ على يد سلمان, فدخل المسجد الحرام إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس, فسلم على أمير المؤمنين (ع) فرد عليه السلام, فجلس ثم قال: يا أمير المؤمنين, أسألك عن ثلاث مسائل, إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم, أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم, وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء, فقال له أمير المؤمنين (ع): سلني عما بدا لك, فقال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه, وعن الرجل كيف يذكر وينسى, وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (ع) إلى أبي محمد الحسن بن علي (ع), فقال: يا أبا محمد أجبه, فقال (ع): أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه, فإن روحه متعلقة بالريح, والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة, فإن أذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الريح الروح,‏ وجذبت تلك الريح الهواء فرجعت الروح وأسكنت في بدن صاحبها, وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها, جذب الهواء الريح فجذبت الريح الروح, فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث, وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان, فإن قلب الرجل في حق وعلى الحق طبق, فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد (ص) صلاة تامة انكشفت [انكشف‏] ذلك الطبق عن ذلك الحق, فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي, وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد أو نقص من الصلاة عليهم, انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره, وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله, فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب, فاستكنت‏ تلك النطفة في جوف الرحم, خرج الولد يشبه أباه وأمه, وإن هو أتاها بقلب غير ساكن وعروق‏ غير هادئة وبدن مضطرب, اضطربت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق, فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه, وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله, فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها, وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أنك وصي رسول الله‏ والقائم بحجته, وأشار إلى أمير المؤمنين (ع) ولم أزل أشهد بها, وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته, وأشار إلى أبي محمد الحسن (ع), وأشهد أن الحسين بن علي (ع) وصي أبيك والقائم بحجته بعدك, وأشهد على علي بن الحسين (ع) أنه القائم بأمر الحسين (ع) بعده, وأشهد على محمد بن علي (ع) أنه القائم بأمر علي بن الحسين (ع),‏ وأشهد على جعفر بن محمد (ع) أنه القائم بأمر محمد بن علي (ع), وأشهد على موسى بن جعفر (ع) أنه القائم بأمر جعفر بن محمد (ع), وأشهد على علي بن موسى (ع) أنه القائم بأمر موسى بن جعفر (ع), وأشهد على محمد بن علي (ع) أنه القائم بأمر علي بن موسى (ع), وأشهد على علي بن محمد (ع) أنه القائم بأمر محمد بن علي (ع), وأشهد على الحسن بن علي (ع) أنه القائم بأمر علي بن محمد (ع), وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي (عج) لا يسمى ولا يكنى‏ حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا, أنه القائم بأمر الحسن بن علي (ع), والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, ثم قام فمضى فقال أمير المؤمنين (ع): يا أبا محمد, اتبعه فانظر أين يقصد, فخرج الحسن بن علي (ع) في أثره قال (ع): فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله عز وجل, فرجعت إلى أمير المؤمنين (ع) فأعلمته فقال: يا أبا محمد, أتعرفه؟ فقلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين (ع) أعلم, فقال (ع): هو الخضر (ع).

-------------

الكافي ج 1 ص 525, الإمامة والتبصرة ص 106, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 65, كمال الدين ج 1 ص 313, علل الشرائع ج 1 ص 96, إعلان الورى ج 2 ص 191, الإحتجاج ج 1 ص 266, الوافي ج 2 ص 299, حلية الأبرار ج 3 ص 33, الإنصاف في النص ص 144, بحار الأنوار ج 36 ص 414, بإختصار: الغيبة للطوسي ص 154, إرشاد القلوب ج 2 ص 400, البرهان ج 3 ص 673

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روى محمد بن يحيى قال: بينا علي (ع) يطوف بالكعبة إذا رجل متعلق بالأستار وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع, يا من لا يغلطه السائلون, يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين, أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك, فقال علي (ع): يا عبد الله, دعاؤك هذا؟ قال: وقد سمعته؟ قال (ع): نعم, قال: فادع به في دبر كل صلاة, فو الذي نفس الخضر بيده, لو كان عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وقطرها وحصباء الأرض وترابها, لغفر لك أسرع من طرفة عين.

-------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 347, مدينة المعاجز ج 2 ص 319, بحار الأنوار ج 39 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن الحنفية عليه الرحمة قال: بينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يطوف بالبيت, إذا رجل متعلق بالأستار وهو يقول: يا من لا يشغله سمع عن سمع, يا من لا يغلطه السائلون, يا من لا يبرمه إلحاح الملحين, أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك, فقال له أمير المؤمنين (ع): هذا دعاؤك؟ قال له الرجل: وقد سمعته؟ قال (ع): نعم, قال: فادع به في دبر كل صلاة, فو الله ما يدعو به أحد من المؤمنين في أدبار الصلاة إلا غفر الله له ذنوبه, ولو كانت عدد نجوم السماء وقطرها وحصباء الأرض وثراها, فقال له أمير المؤمنين (ع) علم ذلك عندي والله واسع كريم, فقال له الرجل وهو الخضر: صدقت والله يا أمير المؤمنين, {وفوق كل ذي علم عليم}.

-------------

الأمالي للمفيد ص 91, فلاح السائل ص 167, بحار الأنوار ج 39 ص 133, مستدرك الوسائل ج 5 ص 69

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر الأنصاري قال: صلى بنا أمير المؤمنين (ع) صلاة الصبح ثم أقبل علينا فقال: معاشر الناس, أعظم الله أجركم في أخيكم سلمان, فقالوا في ذلك: فلبس عمامة رسول الله (ص) ودراعته, وأخذ قضيبه وسيفه, وركب على العضباء, وقال (ع) لقنبر: عد عشرا, قال: ففعلت, فإذا نحن على باب سلمان, قال زاذان: فلما أدركت سلمان الوفاة قلت له: من المغسل لك؟ قال: من غسل رسول الله (ص): فقلت: إنك بالمدائن وهو بالمدينة, فقال: يا زاذان, إذا شددت لحيي تسمع الوجبة, فلما شددت لحييه سمعت الوجبة وأدركت الباب, فإذا أنا بأمير المؤمنين (ع) فقال: يا زاذان, قضى أبو عبد الله سلمان قلت: نعم يا سيدي, فدخل وكشف الرداء عن وجهه فتبسم سلمان إلى أمير المؤمنين (ع), فقال (ع) له: مرحبا يا أبا عبد الله, إذا لقيت رسول الله (ص) فقل له: ما مر على أخيك من قومك, ثم أخذ في تجهيزه, فلما صلى عليه كنا نسمع من أمير المؤمنين (ع) تكبيرا شديدا, وكنت رأيت معه رجلين, فقال (ع): أحدهما جعفر أخي والآخر الخضر (ع), ومع كل واحد منهما سبعون صفا من الملائكة, في كل صف ألف ألف ملك.

-------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 301, مدينة المعاجز ج 2 ص 418, بحار الأنوار ج 22 ص 372

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن الأصبغ بن نباتة, عن أمير المؤمنين (ع) في حديث أنه قال: سلوني قبل أن تفقدوني, فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكيا على عكازة, فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه, فقال: يا أمير المؤمنين, دلني على عمل إذا أنا عملته نجاني الله من النار, فقال (ع) له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن, قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه, وبغني لا يبخل بماله على أهل دين الله عز وجل, وبفقير صابر, فإذا كتم العالم علمه وبخل الغني ولم يصبر الفقير فعندها الويل والثبور, وعندها يعرف العارفون الله, أن الدار قد رجعت إلى بدئها أي إلى الكفر بعد الإيمان, أيها السائل, فلا تغترن بكثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى, أيها الناس, إنما الناس ثلاثة: زاهد وراغب وصابر, فأما الزاهد فلا يفرح بشي‏ء من الدنيا أتاه, ولا يحزن على شي‏ء منها فاته, وأما الصابر فيتمناها بقلبه فإن أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه, لما يعلم من سوء عاقبتها, وأما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام, قال: يا أمير المؤمنين, فما علامة المؤمن في ذلك الزمان؟ قال (ع): ينظر إلى ما أوجب الله عليه من حق فيتولاه, وينظر إلى ما خالفه فيتبرأ منه, وإن كان حبيبا قريبا, قال: صدقت والله يا أمير المؤمنين, ثم غاب الرجل فلم نره, فطلبه الناس فلم يجدوه, فتبسم علي (ع) على المنبر ثم قال: ما لكم هذا أخي الخضر (ع).

-------------

الأمالي للصدوق ص 343, التوحيد ص 306, الإختصاص ص 237, الإحتجاج ج 1 ص 258, إرشاد القلوب ج 2 ص 375, تسلية المجالس ج 1 ص 295, مدينة المعاجز ج 2 ص 218, بحار الأنوار ج 10 ص 119

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن نباتة قال: كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يصلي عند الأسطوانة السابعة من باب الفيل مما يلي الصحن, إذ أقبل رجل عليه بردان أخضران وله عقيصتان سوداوان أبيض اللحية, فلما سلم أمير المؤمنين (ع) من صلاته أكب عليه فقبل رأسه, ثم أخذ بيده فأخرجه من باب كندة, قال: فخرجنا مسرعين خلفهما ولم نأمن عليه, فاستقبلنا (ص) في چارسوق كندة قد أقبل راجعا, فقال (ع): ما لكم؟ فقلنا: لم نأمن عليك هذا الفارس, فقال (ع): هذا أخي الخضر, ألم تروا حيث أكب علي؟ قلنا: بلى, فقال (ع): إنه قال لي: إنك في مدرة لا يريدها جبار بسوء إلا قصمه الله, واحذر الناس, فخرجت معه لأشيعه لأنه أراد الظهر.

------------

الأمالي للطوسي ص 51, بحار الأنوار ج 39 ص 130, بإختصار: مناقب آلأبي طالب (ع) ج 2 ص 246, مدينة المعاجز ج 2 ص 320

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) عن أمير المؤمنين (ع): كان في مسجد الكوفة يوما, فلما جنه الليل أقبل رجل من باب الفيل عليه ثياب بيض فجاء الحرس وشرطة الخميس, فقال لهم أمير المؤمنين (ع): ما تريدون؟ فقالوا: رأينا هذا الرجل أقبل إلينا فخشينا أن يغتالك, فقال (ع): كلا, فانصرفوا رحمكم الله, أتحفظوني من أهل الأرض فمن يحفظني من أهل السماء, ومكث الرجل عنده مليا يسأله فقال: يا أمير المؤمنين, لقد ألبست الخلافة بهاء وزينة وكمالا ولم تلبسك, ولقد افتقرت إليك أمة محمد (ص) وما افتقرت إليها, ولقد تقدمك قوم وجلسوا مجلسك فعذابهم على الله, وإنك لزاهد في الدنيا وعظيم في السماوات والأرض, وإن لك في الآخرة لمواقف كثيرة تقر بها عيون شيعتك, وإنك لسيد الأوصياء وأخوك سيد الأنبياء (ص), ثم ذكر الأئمة الاثني عشر وانصرف, وأقبل أمير المؤمنين (ع) على الحسن والحسين (ع), فقال: تعرفانه؟ قالا: ومن هو يا أمير المؤمنين؟ قال (ع): هذا أخي الخضر (ع).

-------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 2 ص 247, مدينة المعاجز ج 2 ص 320, بحار الأنوار ج 39 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله (ص) قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين (ع) ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي (ص)، وجاء رجل باكيا، وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين (ع) فقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله (ص) وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله (ص)، وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام، وعن رسوله وعن المسلمين خيرا. قويت حين ضعف أصحابه، وبرزت حين استكانوا، ونهضت حين وهنوا، ولزمت منهاج رسول الله (ص) إذ هم أصحابه، وكنت خليفته حقا، لم تنازع، ولم تضرع برغم المنافقين، وغيظ الكافرين، وكره الحاسدين، وصغر الفاسقين. فقمت بالامر حين فشلوا، ونطقت حين تتعتعوا، ومضيت بنور الله إذ وقفوا، فاتبعوك فهدوا، وكنت أخفضهم صوتا، وأعلاهم قنوتا، وأقلهم كلاما، وأصوبهم نطقا، وأكبرهم رأيا، وأشجعهم قلبا، وأشدهم يقينا، وأحسنهم عملا، وأعرفهم بالأمور. كنت والله يعسوبا للدين، أولا وآخرا: الأول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا، وشمرت إذ اجتمعوا، وعلوت إذ هلعوا، وصبرت إذ أسرعوا، وأدركت أوتار ما طلبوا، ونالوا بك ما لم يحتسبوا. كنت على الكافرين عذابا صبا ونهبا، وللمؤمنين عمدا وحصنا، فطرت والله بنعمائها وفزت بحبائها، وأحرزت سوابغها، وذهبت بفضائلها، لم تفلل حجتك، ولم يزغ قلبك، ولم تضعف بصيرتك، ولم تجبن نفسك ولم تخر. كنت كالجبل لا تحركه العواصف، وكنت كما قال: امن الناس في صحبتك وذات يدك، وكنت كما قال: ضعيفا في بدنك، قويا في أمر الله، متواضعا في نفسك، عظيما عند الله، كبيرا في الأرض، جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز [ ولا لاحد فيك مطمع ] ولا لاحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء، شأنك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم وأمرك حلم وحزم، ورأيك علم وعزم فيما فعلت، وقد نهج السبيل، وسهل العسير وأطفئت النيران، واعتدل بك الدين، وقوي بك الاسلام، فظهر أمر الله ولو كره الكافرون، وثبت بك الاسلام والمؤمنون، وسبقت سبقا بعيدا، وأتعبت من بعدك تعبا شديدا، فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لم يصاب المسلمون بمثلك أبدا. كنت للمؤمنين كهفا وصحنا، وقنة راسيا، وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا أحرمنا أجرك، ولا أضلنا بعدك. قال: وسكت القوم حتى انقضى كلامه، وبكى، وبكى أصحاب رسول الله (ص)، ثم طلبوه فلم يصادفوه.

وهي الزيارة المعروفة بزيارة الخضر (ع).

------------

الكافي ج 1 ص 454, كمال الدين ج 2 ص 387, الأمالي للصدوق ص 241, بحار الأنوار ج 97 ص 354, الدر النظيم ص 424, الوافي ج 3 ص 741, مدينة المعاجز ج 3 ص 65, زاد المعاد ص 485 فقط الزيارة

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة عن علي بن الحسين (ع) قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط, فاتكيت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال لي: يا علي بن الحسين, ما لي أراك كئيبا حزينا, أعلى الدنيا حزنك؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر, فقلت: ما على هذا أحزن, وإنه لكما تقول قال: أفعلى الآخرة حزنك؟ فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر, قلت: ما على هذا أحزن, وإنه لكما تقول قال: فعلى ما حزنك؟ فقلت: أنا أتخوف من فتنة ابن الزبير, فضحك ثم قال: يا علي بن الحسين, هل رأيت أحدا خاف الله تعالى فلم ينجه؟ قلت: لا, قال: يا علي بن الحسين, هل رأيت أحدا سأل الله عز وجل فلم يعطه؟ قلت: لا, قال (ع): ثم نظرت فإذا ليس‏ قدامي‏ أحد.

------------

التوحيد ص 373, الإرشاد ج 2 ص 148, الأمالي للمفيد ص 204, الخرائج ج 1 ص 269, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 137, كشف الغمة ج 2 ص 87, الدر النظيم ص 584, العدد القوية ص 64, حلية الأبرار ج 3 ص 286, مدينة المعاجز ج 4 ص 365, بحار الأنوار ج 46 ص 37, بإختصار: تفسير نور الثقلين ج 5 ص 126, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 270

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مروان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: كنت مع أبي في الحجر فبينا هو قائم يصلي, إذ أتاه رجل فجلس إليه فلما انصرف سلم عليه ثم قال: إني أسألك عن ثلاثة أشياء لا يعلمها إلا أنت ورجل آخر, قال (ع): ما هي؟ قال: أخبرني أي شيء كان سبب الطواف بهذا البيت؟ فقال (ع): إن الله تبارك وتعالى لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ردت الملائكة فقالت: {أ{تجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون} فغضب عليهم, ثم سألوه التوبة فأمرهم أن يطوفوا بالضراح وهو البيت المعمور, مكثوا به يطوفون به سبع سنين يستغفرون الله مما قالوا, ثم تاب عليهم من بعد ذلك ورضي عنهم, فكان هذا أصل الطواف, ثم جعل الله البيت الحرام حذاء الضراح توبة لمن أذنب من بني آدم وطهورا لهم, فقال: صدقت, (1) ثم ذكر المسألتين نحو الحديث الأول ثم قام الرجل فقلت: من هذا الرجل يا أبه؟ فقال (ع): يا بني, هذا الخضر (ع). (2)

------------

(1) إلى هنا في الكافي والوافي

(2) تفسير العياشي ج 1 ص 30, البرهان ج 1 ص 166, مدينة المعاجز ج 5 ص 190, بحار الأنوار ج 96 ص 205, الكافي ج 4 ص 188, الوافي ج 12 ص 31, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 50, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 336

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن أبا جعفر (ع) كان في الحج ومعه ابنه جعفر (ع), فأتاه رجل فسلم عليه وجلس بين يديه, ثم قاكل إني أريد أن أسألك قال (ع): سل ابني جعفرا (ع) قال: فتحول الرجل فجلس إليه, ثم قال: أسألك؟ قال (ع): سل عما بدا لك, قال: أسألك عن رجل أذنب ذنبا عظيما؟ قال (ع): أفطر يوما في شهر رمضان متعمدا, قال: أعظم من ذلك؟ قال (ع): زنى في شهر رمضان, قال: أعظم من ذلك؟ قال (ع): قتل النفس, قال: أعظم من ذلك؟ قال (ع): إن كان من شيعة علي بن أبي طالب (ع) مشى إلى بيت الله الحرام من منزله ثم ليحلف عند الحجر أن لا يعود, وإن لم يكن من شيعته فلا بأس, فقال له الرجل: رحمكم الله يا ولد فاطمة (ع) ثلاثا, هكذا سمعته من رسول الله (ص), ثم إن الرجل ذهب فالتفت أبو جعفر (ع) فقال: عرفت الرجل؟ قال (ع): لا, قال (ع): ذلك الخضر إنما أردت أن أعرفكه.

------------

الخرائج ج 2 ص 631, بحار الأنوار ج 6 ص 30, رياض الأبرار ج 2 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأعمش قال: خرجت حاجا فرأيت بالبادية أعرابيا أعمى وهو يقول: اللهم إني أسألك بالقبة التي اتسع فناؤها, وطالت أطنابها, وتدلت أغصانها, وعذب ثمرها, واتسق فرعها, وأسبغ ورقها, وطاب مولدها إلا رددت علي بصري, قال: فخنقتني العبرة فدنوت إليه وقلت: يا أعرابي, لقد دعوت فأحسنت, فما القبة التي اتسع فناؤها؟ قال: محمد (ص) قلت: فقولك وطالت أطنابها؟ قال: أعني فاطمة (ع), قلت: وتدلت أغصانها, قال: علي وصي رسول الله (ع) قلت: وعذب ثمرها؟ قال: الحسن والحسين (ع) قلت: واتسق فرعها؟ قال: حرم الله ذرية فاطمة على النار, قلت: وأسبغ ورقها؟ قال: بعلي بن أبي طالب (ع) فأعطيته دينارين ومضيت, وقضيت الحج ورجعت, فلما وصلت إلى البادية رأيته فإذا عيناه مفتوحتان كأنه ما عمي قط, فقلت: يا أعرابي, كيف كان حالك؟ قال: كنت أدعو بما سمعت فهتف بي هاتف وقال: إن كنت صادقا أنك تحب نبيك وأهل بيت نبيك (ع) فضع يدك على عينيك, فوضعتهما عليهما ثم كشفت عنهما وقد رد الله علي بصري, فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا, فصحت أيها الهاتف بالله من أنت؟ فسمعت: أنا الخضر أحب علي بن أبي طالب (ع), فإن حبه خير الدنيا والآخرة, (1) وكان الصادق (ع) تحت الميزاب ومعه جماعة, إذ جاءه شيخ فسلم ثم قال: يا ابن رسول الله, إني لأحبكم أهل البيت وأبرأ من عدوكم, وإني بليت ببلاء شديد وقد أتيت البيت متعوذا به مما أجد, ثم بكى وأكب على أبي عبد الله (ع) يقبل رأسه ورجليه, وجعل أبو عبد الله (ع) يتنحى عنه فرحمه وبكى, ثم قال (ع): هذا أخوكم وقد أتاكم متعوذا بكم فارفعوا أيديكم, فرفع أبو عبد الله (ع) يديه ورفعنا أيدينا, ثم قال (ع): اللهم إنك خلقت هذه النفس من طينة أخلصتها وجعلت منها أولياءك وأولياء أوليائك, وإن شئت أن تنحي عنها الآفات فعلت, اللهم وقد تعوذ ببيتك الحرام الذي يأمن به كل شي‏ء, وقد تعوذ بنا وأنا أسألك يا من احتجب بنوره عن خلقه, أسألك بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (ع), يا غاية كل محزون وملهوف ومكروب ومضطر مبتلى, أن تؤمنه بأماننا مما يجد وأن تمحو من طينته ما قدر عليها من البلاء, وأن تفرج كربته يا أرحم الراحمين, فلما فرغ من الدعاء انطلق الرجل فلما بلغ باب المسجد رجع وبكى, ثم قال:‏{ الله أعلم حيث يجعل رسالته}‏ والله ما بلغت باب المسجد وبي مما أجد قليل ولا كثير ثم ولى. (2)

-------------

(1) إلى هنا في الدعوات للراوندي

(2) بحار الأنوار ج 91 ص 40, الدعوات للراوندي ص 195

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية