النبيان زكريا ويحيى عليهما السلام

- {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء (38) فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين (39) قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (41)} آل عمران: 38 – 41

 

عن رسول الله (ص) في حديث: وقال في قصة يحيى وزكريا: {هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} يعني: لما رأى زكريا عند مريم فاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، وقال لها: {يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}‏ وأيقن زكريا أنه من عند الله، إذ كان لا يدخل عليها أحد غيره، قال عند ذلك في نفسه: إن الذي يقدر أن يأتي مريم بفاكهة الشتاء في الصيف، وفاكهة الصيف في الشتاء، لقادر أن يهب لي ولدا وإن كنت شيخا، {وكانت امرأتي عاقرا} ف {هنالك دعا زكريا ربه‏} فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} قال الله عز وجل: {فنادته الملائكة} يعني: نادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى مصدقا بكلمة من الله}‏ قال (ص): مصدقا يصدق يحيى بعيسى (ع): {وسيدا} يعني رئيسا في طاعة الله على أهل طاعته‏ {وحصورا} وهو الذي لا يأتي النساء {ونبيا من الصالحين}‏ وقال (ص): وكان أول تصديق يحيى بعيسى (ع), أن زكريا كان لا يصعد إلى مريم في تلك الصومعة غيره، يصعد إليها يسلم، فإذا نزل أقفل عليها، ثم فتح لها من فوق الباب كوة صغيرة يدخل عليها منها الريح.

--------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 660, بحار الأنوار ج 14 ص 186

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن الريان بن شبيب قال: دخلت على الرضا (ع) في أول يوم من المحرم, فقال لي: يا بن شبيب, أصائم أنت؟ فقلت: لا, فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (ع) ربه عز وجل, فقال: {رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} فاستجاب به, وأمر الملائكة فنادت زكريا {وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى} فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له, كما استجاب لزكريا (ع).

---------

الأمالي للصدوق ص 129, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 299, إقبال الأعمال ج 3 ص 29, بحار الأنوار ج 44 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال:‏ إن طاعة الله عز وجل, خدمته في الأرض وليس شي‏ء من خدمته يعدل الصلاة, فمن ثم نادت الملائكة زكريا (ع)‏ {وهو قائم‏ يصلي‏ في‏ المحراب}.

------------

‏الفقيه ج 1 ص 208, تفسير العياشي ج 1 ص 173, الوافي ج 7 ص 33, وسائل الشيعة ج 4 ص 39, الفصول المهمة ج 2 ص 64, البرهان ج 1 ص 623, بحار الأنوار ج 14 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 335, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 88, مستدرك الوسائل ج 3 ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال:‏ إن زكريا لما دعا ربه أن يهب له ذكرا {فنادته الملائكة} بما نادته به أحب أن يعلم أن ذلك الصوت من الله، أوحى إليه: أن آية ذلك أن يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام، قال (ع): فلما أمسك لسانه ولم يتكلم علم أنه لا يقدر على ذلك إلا الله، وذلك قول الله: {رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا}.

------------

تفسير العياشي ج 1 ص 172, تفسير الصافي ج 1 ص 335, البرهان ج 1 ص 623, بحار الأنوار ج 14 ص 184, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 336, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 90

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع):‏ {وسيدا وحصورا} والحصور الذي يأبى النساء {ونبيا من الصالحين‏}.

------------

تفسير العياشي ج 1 ص 172, البرهان ج 1 ص 623, بحار الأنوار ج 14 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

- {كهيعص (1) ذكر رحمت ربك عبده زكريا (2) إذ نادى‏ ربه نداء خفيا (3) قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا (4) وإني خفت الموالي من ورائي‏ وكانت امرأتي‏ عاقرا فهب لي‏ من لدنك وليا (5) يرثني‏ ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا (6) يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى‏ لم نجعل له من قبل سميا (7) قال رب أنى يكون لي‏ غلام وكانت امرأتي‏ عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا (8) قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا (9) قال رب اجعل لي‏ آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا (10) فخرج على‏ قومه من المحراب فأوحى‏ إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا (11) يا يحيى‏ خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا (12) وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا (13) وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا (14) وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا (15)} مريم: 1 - 15

 

عن سعد بن عبد الله القمي قال في حديث طويل مع القائم (ع) قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل {كهيعص} قال هذه الحروف من أنباء الغيب, أطلع الله عليها عبده زكريا, ثم قصها على محمد (ص) وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلّمه إياها, فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين سري عنه همه, وانجلى كربه, وإذا ذكر الحسين خنقته العبرة, ووقعت عليه البهرة, فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعاً منهم تسليت بأسمائهم من همومي, وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟! فأنبأه الله تعالى عن قصته, وقال: {كهيعص} فالكاف: اسم كربلاء, والهاء: هلاك العترة, والياء: يزيد وهو ظالم الحسين (ع), والعين: عطشه, والصاد: صبره, فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه, وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته: إلهي أتفجع خير خلقك بولده! إلهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه! إلهي أتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة! إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما!! ثم كان يقول: اللهم ارزقني ولداً تقر به عيني على الكبر, وأجعله وارثاً وصياً, واجعل محله مني محل الحسين, فإذا رزقتنيه فافتني بحبه, ثم فجعني به كما تفجع محمداً حبيبك بولده فرزقه الله يحيى وفجعه به, وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (ع) كذلك.

--------------

كمال الدين ص 461، الإحتجاج ج2 ص272، مناقب آل أبي طالب ج 3 ص237، دلائل الإمامة ص 513، إرشاد القلوب ج 2 ص 421، تأويل الآيات ج 1 ص 300، تفسير الصافي ج 3 ص 272, مدينة المعاجز ج8 ص56، بحار الأنوار ج 52 ص 83، منتخب الأنوار ص 273، قصص الأنبياء للجزائري ص 449، تفسير نور الثقلين ج 3 ص 319، نوادر المعجزات ص194 باختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث اﻹسلامية

 

عن أبي جعفر (ع)‏ في قوله:‏ {ذكر رحمت ربك عبده زكريا} يقول: ذكر ربك زكريا فرحمه,‏ {إذ نادى ربه نداء خفيا قال رب إني وهن العظم مني‏} يقول: الضعف‏ {ولم أكن بدعائك رب شقيا} يقول: لم يكن دعائي خائبا عندك‏, {وإني خفت الموالي من ورائي}‏ يقول: خفت الورثة من بعدي‏, {وكانت امرأتي عاقرا} ولم يكن لزكريا يومئذ ولد يقوم مقامه ويرثه, وكانت هدايا بني إسرائيل ونذورهم للأحبار, وكان زكريا رئيس الأحبار, وكانت امرأة زكريا أخت مريم بنت عمران بن ماثان، وبنو ماثان إذ ذاك رؤساء بني إسرائيل, وبنو ملوكهم وهم من ولد سليمان بن داود, فقال زكريا: {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} يقول: لم يسم باسم يحيى أحد قبله,‏ {قال رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا} فهو اليئوس,‏ {قال كذلك قال ربك هو علي هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا} صحيحا من غير مرض‏.

-------------

تفسير القمي ج 2 ص 48, البرهان ج 3 ص 698, بحار الأنوار ج 14 ص 173

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال:‏ إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا, قال (ع): والمحرر للمسجد إذا وضعته [أو] دخل المسجد فلم يخرج [من المسجد] أبدا, فلما ولدت مريم {قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم} فساهم عليها النبيون فأصاب القرعة زكريا، وهو زوج أختها وكفلها وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما تبلغ النساء من الطمث وكانت أجمل النساء، فكانت تصلي ويضي‏ء المحراب لنورها، فدخل عليها زكريا فإذا عندها فاكهة الشتاء في الصيف, وفاكهة الصيف في الشتاء فقال: {أنى لك هذا قالت هو من عند الله‏} «ف {هنالك دعا زكريا ربه}‏ قال:‏ {إني خفت الموالي من ورائي‏} إلى ما ذكره الله من قصة زكريا ويحيى.

-------------

تفسير العياشي ج 1 ص 170, البرهان ج 1 ص 620, بحار الأنوار ج 14 ص 204, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 332, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 82

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): {وإني‏ خفت‏ الموالي‏ من‏ ورائي}‏ يعني: أنه لم يكن له وارث حتى وهب الله له بعد الكبر.

--------------

الكافي ج 6 ص 3, الوافي ج 23 ص 1295, وسائل الشيعة ج 21 ص 356, بحار الأنوار ج 14 ص 168, مستدرك الوسائل ج 15 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص):‏ مر عيسى ابن مريم (ع) بقبر يعذب صاحبه, ثم مر به من قابل فإذا هو لا يعذب, فقال: يا رب, مررت بهذا القبر عام أول فكان يعذب, ومررت به العام فإذا هو ليس يعذب, فأوحى الله إليه: أنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما, فلهذا غفرت له بما فعل ابنه, (1) ثم قال رسول الله (ص): ميراث الله‏ عز وجل من عبده المؤمن ولد يعبده من بعده, ثم تلا أبو عبد الله (ع) آية زكريا (ع) رب‏ {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا}. (2)

------------

(1) إلى هنا في روضة الواعظين والأمالي للصدوق وبحار الأنوار وقصص الأنبياء (ع) للجزائري

(2) الكافي ج 6 ص 3, عدة الداعي ص 86, الوافي ج 23 ص 1295, وسائل الشيعة ج 21 ص 359, البرهان ج 3 ص 710, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 323, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 196, روضة الواعظين ج 2 ص 429, الأمالي للصدوق ص 512, بحار الأنوار ج 72 ص 2, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 416, هداية الأمة ج 5 ص 602 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: دعا زكريا ربه فقال‏ {فهب‏ لي‏ من‏ لدنك‏ وليا يرثني ويرث من آل يعقوب‏} فبشره الله تعالى بيحيى, فلم يعلم أن ذلك الكلام من عند الله تعالى جل ذكره وخاف أن يكون من الشيطان, فقال: أنى يكون لي ولد وقال‏ {رب اجعل لي آية} فأسكت, فعلم أنه من الله تعالى.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 216, بحار الأنوار ج 14 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عيسى بن داود النجار قال: حدثني أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: كنت عند أبي يوما قاعدا حتى أتى رجل فوقف به وقال: أفي القوم باقر العلم ورئيسه محمد بن علي؟ قيل له: نعم, فجلس طويلا ثم قام إليه فقال: يا ابن رسول الله, أخبرني عن قول الله عز وجل في قصة زكريا, {وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا} الآية, قال (ع):‏ نعم الموالي بنو العم, وأحب الله أن يهب له وليا من صلبه, وذلك أنه فيما كان علم من فضل محمد (ص) قال: يا رب, مهما شرفت محمدا (ص) وكرمته ورفعت ذكره, حتى قرنته بذكرك فما يمنعك يا سيدي أن تهب لي ذرية طيبة من صلبه‏ فيكون فيها النبوة, قال: يا زكريا, قد فعلت ذلك بمحمد (ص) ولا نبوة بعده وهو خاتم الأنبياء, ولكن الإمامة لابن عمه وأخيه علي بن أبي طالب (ع) من بعده, وأخرجت الذرية من صلب علي (ع) إلى بطن فاطمة بنت محمد (ص), وصيرت بعضها من بعض, فخرجت منه الأئمة حججي على خلقي, وإني مخرج من صلبك ولدا يرثك و{يرث من آل يعقوب‏} فوهب الله له يحيى (ع).

------------

تأويل الآيات ص 294, البرهان ج 3 ص 699, بحار الأنوار ج 24 ص 373, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 196

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث: وقال في قصة يحيى‏ {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا} قال: لم نخلق أحدا قبله اسمه يحيى، فحكى الله قصته إلى قوله: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} قال (ص): ومن ذلك الحكم أنه كان صبيا, فقال له الصبيان: هلم نلعب؟ فقال: أوه والله ما للعب خلقنا، وإنما خلقنا للجد لأمر عظيم, ثم قال:‏ {وحنانا من لدنا} يعني: تحننا ورحمة على والديه وسائر عبادنا {وزكاة} يعني: طهارة لمن آمن به وصدقه‏, {وكان تقيا} يتقي الشرور والمعاصي,‏ {وبرا بوالديه}‏ محسنا إليهما مطيعا لهما, {ولم يكن جبارا عصيا} يقتل على الغضب ويضرب على الغضب، لكنه ما من عبد عبد الله عز وجل إلا وقد أخطأ أو هم بخطإ ما خلا يحيى بن زكريا، فإنه لم يذنب، ولم يهم بذنب، (1) ثم قال الله عز وجل: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}. (2)

-------------

(1) إلى هنا في تفسير كنز الدقائق

(2) تفسير الإمام العسكري (ع) ص 659, تفسير الصافي ج 3 ص 376, بحار الأنوار ج 37 ص 50, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 205

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال:‏ لم يجعل الله له‏ {من‏ قبل‏ سميا} الحسين بن علي (ع), لم يكن له‏ {من‏ قبل‏ سميا} ويحيى بن زكريا (ع) لم يكن له‏ {من‏ قبل‏ سميا}, ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا, قال: قلت: ما بكاؤها؟ قال (ع): كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء.

------------

كامل الزيارات ص 90, البرهان ج 3 ص 700, حلية الأبرار ج 4 ص 115, مدينة المعاجز ج 3 ص 444, بحار الأنوار ج 45 ص 211

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع)‏ في قول الله عز وجل:‏ {لم‏ نجعل‏ له‏ من‏ قبل‏ سميا} قال (ع): ذلك يحيى بن زكريا (ع) لم يكن له {من قبل سميا}, وكذلك الحسين (ع) لم يكن له {من قبل سميا} ولم تبك السماء إلا عليهما أربعين صباحا, قلت: فما كان بكاؤها؟ قال (ع): تطلع الشمس حمراء, قال (ع): وكان قاتل الحسين (ع) ولد زنا, وقاتل يحيى بن زكريا ولد زنا.

--------------

تأويل الآيات ص 295, البرهان ج 3 ص 699, حلية الأبرار ج 4 ص 116, مدينة المعاجز ج 3 ص 445, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي جعفر (ع): وإنه لم يقتل الأنبياء ولا أولاد الأنبياء إلا أولاد البغايا, وقال في قوله تعالى جل ذكره:‏ {لم‏ نجعل‏ له‏ من‏ قبل‏ سميا} قال (ع): يحيى بن زكريا لم يكن له سمي قبله, والحسين بن علي (ع) لم يكن له سمي قبله, وبكت السماء عليهما أربعين صباحا, وكذلك بكت الشمس عليهما وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب حمراء.

------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 220, بحار الأنوار ج 14 ص 182

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) في حديث: وكان زكريا الحجة لله عز وجل على الناس بعد صمت عيسى بسنتين, ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب والحكمة وهو صبي صغير, أما تسمع لقوله عز وجل: {يا يحيى خذ الكتاب‏ بقوة وآتيناه الحكم صبيا}.

--------------

الكافي ج 1 ص 382, تفسير الصافي ج 3 ص 280, البرهان ج 3 ص 704, بحار الأنوار ج 14 ص 256, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 325, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 218

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي حمزة، عن أبى جعفر (ع) قال: قلت: فما عنى بقوله في يحيى: {وحنانا من‏ لدنا وزكاة}؟ قال (ع): تحنن الله قال: قلت: فما بلغ من تحنن الله عليه؟ قال (ع): كان إذا قال: يا رب, قال الله عز وجل: لبيك يا يحيى.

-------------

الكافي ج 2 ص 535, الوافي ج 9 ص 1565, تفسير الصافي ج 3 ص 375, البرهان ج 3 ص 704, بحار الأنوار ج 14 ص 164, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 394, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 327, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (ع) قول الله عز وجل في كتابه: {وحنانا من‏ لدنا} قال (ع): إنه كان يحيى إذا دعا قال في دعائه: يا رب يا الله, ناداه الله من السماء: لبيك يا يحيى سل حاجتك.

-------------

المحاسن ج 1 ص 35, وسائل الشيعة ج 7 ص 86, البرهان ج 3 ص 704, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 326, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ياسر الخادم قال: سمعت أبا الحسن الرضا (ع) يقول:‏ إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن, يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا, ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها, ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا, وقد سلم الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته, فقال:‏ {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} وقد سلم عيسى ابن مريم (ع) على نفسه في هذه الثلاثة المواطن, فقال:‏ {والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا}.

--------------

الخصال ج 1 ص 107, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 257, روضة الواعظين ج 2 ص 497, كشف الغمة ج 2 ص 293, تفسير الصافي ج 3 ص 276, البرهان ج 3 ص 704, بحار الأنوار ج 6 ص 158, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 396, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 327, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 205

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: لما ولد يحيى (ع) رفع إلى السماء فغذي بأنهار الجنة حتى فطم, ثم نزل إلى أبيه وكان البيت يضي‏ء بنوره‏.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 216, بحار الأنوار ج 14 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

- {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين (89) فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين (90)‏} الأنبياء: 89 - 90

 

عن الصادق (ع) قال: أفضى الأمر بعد دانيال (ع) إلى عزير (ع), وكانوا يجتمعون إليه ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم, فغيب الله عنهم شخصه مائة عام, ثم بعثه وغابت الحجج بعده واشتدت البلوى على بني إسرائيل, حتى ولد يحيى بن زكريا (ع) وترعرع فظهر وله سبع سنين, فقام في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكرهم بأيام‏ الله, وأخبرهم أن محن الصالحين إنما كانت لذنوب بني إسرائيل, وأن العاقبة للمتقين ووعدهم الفرج بقيام المسيح (ع) بعد نيف وعشرين سنة من هذا القول‏.

-------------

كمال الدين ج 1 ص 158, بحار الأنوار ج 14 ص 179, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 399

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص):‏ كان من زهد يحيى بن زكريا (ع) أنه أتى بيت المقدس فنظر إلى المجتهدين من الأحبار والرهبان عليهم مدارع الشعر وبرانس الصوف, وإذا هم قد خرقوا تراقيهم وسلكوا فيها السلاسل وشدوها إلى سواري المسجد, فلما نظر إلى ذلك أتى أمه فقال: يا أماه, انسجي لي مدرعة من شعر وبرنسا من صوف حتى آتي بيت المقدس, فأعبد الله مع الأحبار والرهبان, فقالت له أمه: حتى يأتي نبي الله وأؤامره‏ في ذلك, فلما دخل زكريا (ع) أخبرته بمقالة يحيى, فقال له زكريا: يا بني, ما يدعوك إلى هذا, وإنما أنت صبي صغير؟ فقال له: يا أبه, أما رأيت من هو أصغر سنا مني قد ذاق الموت؟ قال: بلى, ثم قال لأمه: انسجي له مدرعة من شعر وبرنسا من صوف ففعلت, فتدرع المدرعة على بدنه ووضع البرنس على رأسه, ثم أتى بيت المقدس فأقبل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى أكلت مدرعة الشعر لحمه, فنظر ذات يوم إلى ما قد نحل من جسمه فبكى, فأوحى الله عز وجل إليه: يا يحيى, أتبكي مما قد نحل من جسمك, وعزتي وجلالي لو اطلعت إلى النار اطلاعة لتدرعت مدرعة الحديد فضلا عن المنسوج, فبكى حتى أكلت الدموع لحم خديه, وبدا للناظرين أضراسه, فبلغ ذلك أمه فدخلت عليه وأقبل زكريا (ع), واجتمع الأحبار والرهبان فأخبروه بذهاب لحم خديه, فقال: ما شعرت بذلك, فقال زكريا (ع): يا بني, ما يدعوك إلى هذا, إنما سألت ربي أن يهبك لي لتقر بك عيني, قال: أنت أمرتني بذلك يا أبه, قال: ومتى ذلك يا بني؟ قال: ألست القائل إن بين الجنة والنار لعقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله, قال: بلى, فجد واجتهد وشأنك غير شأني, فقام يحيى فنفض مدرعته‏ فأخذته أمه‏ فقالت: أتأذن يا بني أن أتخذ لك قطعتي لبود تواريان أضراسك وتنشفان دموعك, فقال لها: شأنك, فاتخذت له قطعتي لبود تواريان أضراسه وتنشفان دموعه, حتى ابتلتا من دموع عينيه‏ فحسر عن ذراعيه, ثم أخذهما فعصرهما فتحدر الدموع من بين أصابعه, فنظر زكريا (ع) إلى ابنه وإلى دموع عينيه فرفع رأسه إلى السماء فقال: اللهم إن هذا ابني وهذه دموع عينيه وأنت أرحم الراحمين, وكان زكريا (ع) إذا أراد أن يعظ بني إسرائيل يلتفت يمينا وشمالا فإن رأى يحيى (ع) لم يذكر جنة ولا نارا, فجلس ذات يوم يعظ بني إسرائيل وأقبل يحيى قد لف رأسه بعباءة فجلس في غمار الناس‏, والتفت زكريا (ع) يمينا وشمالا فلم ير يحيى, فأنشأ يقول حدثني حبيبي جبرئيل (ع) عن الله تبارك وتعالى: إن في جهنم جبلا يقال له السكران, في أصل ذلك الجبل واد يقال له الغضبان لغضب الرحمن تبارك وتعالى, في ذلك الوادي جب قامته مائة عام, في ذلك الجب توابيت من نار, في تلك التوابيت صناديق من نار وثياب من نار وسلاسل من نار وأغلال من نار, فرفع يحيى (ع) رأسه فقال: واغفلتاه من السكران, ثم أقبل هائما على وجهه‏, فقام زكريا (ع) من مجلسه فدخل على أم يحيى, فقال لها: يا أم يحيى, قومي فاطلبي يحيى فإني قد تخوفت أن لا نراه إلا وقد ذاق الموت, فقامت فخرجت في طلبه حتى مرت بفتيان من بني إسرائيل فقالوا لها: يا أم يحيى, أين تريدين؟ قالت: أريد أن أطلب ولدي يحيى ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه, فمضت أم يحيى والفتية معها حتى مرت براعي غنم فقالت له: يا راعي, هل رأيت شابا من صفته كذا وكذا؟ فقال لها: لعلك تطلبين يحيى بن زكريا (ع) قالت: نعم, ذاك ولدي ذكرت النار بين يديه فهام على وجهه قال: إني تركته الساعة على عقبة ثنية كذا وكذا ناقعا قدميه‏ في الماء رافعا بصره إلى السماء يقول: وعزتك مولاي لا ذقت بارد الشراب‏ حتى أنظر إلى منزلتي منك, فأقبلت أمه فلما رأته أم يحيى دنت منه فأخذت برأسه فوضعته بين ثدييها وهي تناشده بالله أن ينطلق معها إلى المنزل, فانطلق معها حتى أتى المنزل فقالت له أم يحيى: هل لك أن تخلع مدرعة الشعر وتلبس مدرعة الصوف فإنه ألين, ففعل وطبخ له عدس فأكل واستوفى فنام فذهب به النوم فلم يقم لصلاته‏ فنودي في منامه: يا يحيى بن زكريا, أردت دارا خيرا من داري وجوارا خيرا من جواري فاستيقظ, فقام فقال: يا رب, أقلني عثرتي إلهي فوعزتك لا أستظل بظل سوى بيت المقدس, وقال لأمه: ناوليني مدرعة الشعر, فقد علمت أنكما ستورداني المهالك, فتقدمت أمه فدفعت إليه المدرعة وتعلقت به فقال لها زكريا: يا أم يحيى, دعيه فإن ولدي قد كشف له عن قناع قلبه, ولن ينتفع بالعيش فقام يحيى (ع) فلبس مدرعته ووضع البرنس على رأسه, ثم أتى بيت المقدس فجعل يعبد الله عز وجل مع الأحبار حتى كان من أمره ما كان‏.

------------

الأمالي للصدوق ص 27, روضة الواعظين ج 2 ص 434, مجموعة ورام ج 2 ص 158, البرهان ج 3 ص 835, بحار الأنوار ج 14 ص 165, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 394

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عنه (ع) قال: بكى يحيى بن زكريا (ع) حتى ذهب لحم خديه من الدموع, فوضع على العظم لبودا يجري عليها الدموع, فقال له أبوه: يا بني, إني سألت الله تعالى أن يهبك لي لتقر عيني بك فقال: يا أبه إن على نيران ربنا معاثر لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله عز وجل, وأتخوف أن آتيها فأزل منها فبكى زكريا (ع) حتى غشي عليه من البكاء.

-------------

مكارم الأخلاق ص 316, بحار الأنوار ج 14 ص 167, مستدرك الوسائل ج 11 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله عن آبائه (ع):‏ أن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (ع), إلى أن بعث الله المسيح (ع) يتحدث عندهم ويسائلهم, ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا (ع), فقال له يحيى: يا با مرة, إن لي إليك حاجة فقال له: أنت أعظم قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت, فإني غير مخالفك في أمر تريده, فقال يحيى: يا با مرة, أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم, فقال له إبليس: حبا وكرامة وواعده لغد, فلما أصبح يحيى (ع) قعد في بيته ينتظر الموعد وأغلق عليه الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته, فإذا وجهه صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير, وإذا عيناه مشقوقتان طولا وإذا أسنانه وفمه مشقوق طولا عظما, واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد, يدان في صدره ويدان في منكبه, وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه, وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان, وإذا بيده جرس عظيم وعلى رأسه بيضة, وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب,‏ فلما تأمله يحيى (ع) قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية, أنا الذي سننتها وزينتها لهم, فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ الصبغ حتى تقع مع لونها فأفتتن الناس بها, فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط, ومعزفة وطبل, وناي وصرناي‏, وإن القوم ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه‏ فأحرك الجرس فيما بينهم, فإذا سمعوه استخفهم‏ الطرب فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه, ومن بين من يشق ثيابه, فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال: النساء, هن فخوخي ومصائدي, فإني إذا اجتمعت علي دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن, فقال له يحيى (ع): فما هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين, قال: فما هذه الحديدة التي أرى فيها؟ قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين, قال يحيى (ع): فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا, ولكن فيك خصلة تعجبني, قال يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل أكول, فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل, قال يحيى (ع): فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع‏ من الطعام حتى ألقاه, قال له إبليس: وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى ألقاه, ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك‏.

------------

الأمالي للطوسي ص 338, بحار الأنوار ج 14 ص 171, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 397

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع)‏: إن رجلا جاء إلى عيسى ابن مريم (ع) فقال له: يا روح الله, إني زنيت فطهرني, فأمر عيسى (ع) أن ينادى في الناس لا يبقى أحد إلا خرج لتطهير فلان, فلما اجتمع واجتمعوا وصار الرجل في الحفرة نادى الرجل في الحفرة: لا يحدني من لله تعالى في جنبه حد, فانصرف الناس كلهم إلا يحيى وعيسى (ع) (1) فدنا منه يحيى فقال له: يا مذنب عظني, فقال له: لا تخلين بين نفسك وبين هواها فتردى,‏ قال: زدني, قال: لا تعيرن خاطئا بخطيئته, قال: زدني, قال: لا تغضب, قال: حسبي‏. (2)

------------

(1) إلى هنا في وسائل الشيعة

(2) الفقيه ج 4 ص 33, مجموعة ورام ج 2 ص 10, الوافي ج 15 ص 273, بحار الأنوار ج 14 ص 188, وسائل الشيعة ج 28 ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن من قبلنا يقولون: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا نوه به منوه من السماء: إن الله يحب فلانا فأحبوه, فتلقى له المحبة في قلوب العباد, وإذا أبغض الله عبدا نوه منوه من السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه, قال: فيلقي الله له البغضاء في قلوب العباد, قال: وكان (ع) متكئا فاستوى جالسا, فنفض يده ثلاث مرات يقول: لا, ليس كما يقولون, ولكن الله عز وجل إذا أحب عبدا أغرى به الناس في الأرض ليقولوا فيه فيوثمهم ويأجره, وإذا أبغض الله عبدا حببه إلى الناس ليقولوا فيه, ليوثمهم ويوثمه, ثم قال (ع): من كان أحب إلى الله من يحيى بن زكريا (ع)؟ أغراهم به حتى قتلوه, ومن كان أحب إلى الله عز وجل من علي بن أبي طالب (ع), فلقي من الناس ما قد علمتم, ومن كان أحب إلى الله تبارك وتعالى من الحسين بن علي صلوات الله عليهما فأغراهم به حتى قتلوه.

-------------

المؤمن ص 20, معاني الأخبار ص 381, مشكاة الأنوار ص 286, أعلام الدين ص 434, بحار الأنوار ج 68 ص 371

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي: أن يحيى بن زكريا (ع) كان يفكر في طول الليل في أمر الجنة والنار, فيسهر ليله ولا يأخذه نوم, ثم يقول عند الصباح: اللهم أين المفر وأين المستقر اللهم إلا إليك.

-------------

مصباح الشريعة ص 86, بحار الأنوار ج 68 ص 266

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الرضا (ع) قال: كان يحيى بن زكريا (ع) يبكي ولا يضحك, وكان عيسى ابن مريم (ع) يضحك ويبكي, وكان الذي يصنع عيسى (ع) أفضل من الذي كان يصنع يحيى (ع).

-------------
الكافي ج 2 ص 665, قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 273, مشكاة الأنوار ص 191, الوافي ج 5 ص 633, وسائل الشيعة ج 12 ص 112, بحار الأنوار ج 14 ص 188, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 401, مستدرك الوسائل ج 8 ص 413

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* قتل النبي زكريا والنبي يحيى (ع)

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن زكريا (ع) كان خائفا فهرب فالتجأ إلى شجرة, فانفرجت له وقالت: يا زكريا, ادخل في فجاء حتى دخل فيها فطلبوه فلم يجدوه, فأتاهم إبليس وكان رآه فدلهم عليه, فقال لهم: هو في هذه الشجرة, فاقطعوها وقد كانوا يعبدون تلك الشجرة, فقالوا: لا نقطعها, فلم يزل بهم حتى شقوها وشقوا زكريا (ع)‏.

------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 217, بحار الأنوار ج 14 ص 181

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن رسول الله (ص) في حديث: وأوصى آصف بن برخيا إلى زكريا, ودفعها زكريا إلى عيسى ابن مريم (ع).

-------------

الفقيه ج 4 ص 176, الأمالي للصدوق ص 403, بشارة المصطفى (ص) ص 83, الوافي ج 2 ص 295, إثبات الهداة ج 2 ص 36, بحار الأنوار ج 17 ص 148

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن ملكا كان على عهد يحيى بن زكريا (ع) لم يكفه ما كان عليه من الطروقة, حتى تناول امرأة بغيا فكانت تأتيه حتى أسنت, فلما أسنت هيأت ابنتها ثم قالت لها: إني أريد أن آتي بك الملك فإذا واقعك فيسألك ما حاجتك‏ فقولي: حاجتي أن تقتل يحيى بن‏ زكريا (ع), فلما واقعها سألها عن حاجتها فقالت: قتل يحيى بن زكريا (ع), فلما كان في الثالثة بعث إلى يحيى فجاء به, فدعا بطست ذهب فذبحه فيها, وصبوه على الأرض فيرتفع الدم ويعلو وأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو عليه الدم, حتى صار تلا عظيما.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 217, بحار الأنوار ج 14 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

وفي خبر آخر: إن هذه البغي كانت زوجة ملك جبار قبل هذا الملك وتزوجها هذا بعده, فلما أسنت وكان لها ابنة من الملك الأول قالت لهذا الملك: تزوج أنت بها, فقال: لأسأل يحيى بن زكريا (ع) عن ذلك, فإن أذن فعلت, فسأله عنه فقال: لا يجوز, فهيأت بنتها وزينتها في حال سكره وعرضتها عليه, فكان من حال قتل يحيى (ع) ما ذكر فكان ما كان‏.

------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 218, بحار الأنوار ج 14 ص 181

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن زين العابدين (ع) عن أبيه (ع):‏ أن امرأة ملك بني إسرائيل كبرت, وأرادت أن تزوج بنتها منه للملك, فاستشار الملك يحيى بن زكريا فنهاه عن ذلك, فعرفت المرأة ذلك وزينت بنتها وبعثتها إلى الملك, فذهبت ولعبت بين يديه, فقال لها الملك: ما حاجتك؟ قالت: رأس يحيى بن زكريا (ع), فقال الملك: يا بنية, حاجة غير هذه؟ قالت: ما أريد غيره, وكان الملك إذا كذب فيهم عزل عن ملكه, فخير بين ملكه وبين قتل يحيى فقتله, ثم بعث برأسه إليها في طشت من ذهب, فأمرت الأرض فأخذتها.

------------

مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 85, بحار الأنوار ج 45 ص 299

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس: أوحى الله تعالى إلى محمد (ص): أني قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا, وأقتل بابن بنتك سبعين ألفا (1) وسبعين ألفا. (2)

------------

(1) إلى هنا في الدر النظيم

(2) مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 81, الطرائف في معرفة ج 1 ص 202, كشف الغمة ج 2 ص 63, الجواهر السنية ص 613, بحار الأنوار ج 45 ص 298, بحار الأنوار ج 1 ص 278, الدر النظيم ص 570

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

في خبر آخر: أن عيسى ابن مريم (ع) بعث يحيى بن زكريا (ع) في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس وينهاهم عن نكاح ابنة الأخت, قال: وكان لملكهم بنت أخت تعجبه, وكان يريد أن يتزوجها, فلما بلغ أمها أن يحيى (ع) نهى عن مثل هذا النكاح, أدخلت بنتها على الملك مزينة فلما رآها سألها عن حاجتها قالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا, فقال: سلي غير هذا, فقالت: لا أسألك غير هذا, فلما أبت عليه دعا بطشت ودعا بيحيى (ع), فذبحه فبدرت‏ قطرة من دمه فوقعت على الأرض.

-------------

قصص الأنبياء (ع) للراوندي ص 219, بحار الأنوار ج 14 ص 182, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 400

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسين (ع): أن من هوان الدنيا على الله تعالى أن رأس يحيى بن زكريا أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.

------------

الإرشاد للمفيد ج 2 ص 132, إعلام الورى ص 220, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 4 ص 85, مثير الأحزان ص 41, تسلية المجالس ج 2 ص 167, بحار الأنوار ج 14 ص 175, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 398, رياض الأبرار ج 1 ص 215, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 324, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 198

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن كثير بن شهاب الحارثي, قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (ع) في الرحبة إذ طلع الحسين (ع) عليه, فضحك علي (ع) ضحكاً حتى بدت نواجده, ثم قال: إن الله ذكر قوماً وقال: {فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين}, والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليُقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والأرض.

--------------------

كامل الزيارات ص186، بحار الأنوار ج 45 ص 212، مدينة المعاجز ج 4 ص 149، العوالم ج 17 ص 458, غاية المرام ج 4 ص 374

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كثير بن شهاب الحارثي, قال: بينما نحن جلوس عند أمير المؤمنين (ع) في الرحبة إذ طلع الحسين (ع) عليه, فضحك علي (ع) ضحكاً حتى بدت نواجده, ثم قال: إن الله ذكر قوماً وقال: {فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين}, والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليُقتلن هذا ولتبكين عليه السماء والأرض.

--------------------

كامل الزيارات ص186، بحار الأنوار ج 45 ص 212، مدينة المعاجز ج 4 ص 149، العوالم ج 17 ص 458, غاية المرام ج 4 ص 374

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن داوود بن فرقد: سمعت أبا عبد الله  (ع) يقول: كان الذي قتل الحسين بن علي (ع) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا ولد زنا. وقال: احمرت السماء حين قتل الحسين بن علي (ع) سنة. ثم قال: بكت السماء والأرض على الحسين بن علي، وعلى يحيى بن زكريا (ع)، وحمرتها بكاؤها.

--------------

كامل الزيارات ص 93، البرهان ج 3 ص 703, بحار الأنوار ج 45 ص 213, العوالم ج 17 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الخالق بن عبد ربه, قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: {لم يجعل له من قبل سمياً} الحسين بن علي (ع), لم يكن له من قبل سمياً, ويحيى بن زكريا (ع) لم يكن له من قبل سمياً, ولم تبك السماء الا عليهما أربعين صباحاً, قال: قلت: ما بكاؤها, قال: كانت تطلع حمراء وتغرب حمراء.

---------------

كامل الزيارات ص 90، تأويل الآيات ص 295، البرهان ج 3 ص 699, حلية الأبرار ج 4 ص 115, مدينة المعاجز ج 3 ص 444، بحار الأنوار ج 45 ص 211, العوالم ج 17 ص 470, غاية المرام ج 4 ص 375

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (ع)، في قوله تعالى {فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين} قال: لم تبك السماء على أحد منذ قتل يحيى بن زكريا، حتى قتل الحسين (ع)، فبكت عليه.

-------------

كامل الزيارات ص 89, البرهان ج 3 ص 701, مدينة المعاجز ج 4 ص 144, بحار الأنوار ج 45 ص 210, العوالم ج 17 ص 470, القصص للراوندي ص 221 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) قال: ويوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا (ع)‏.

------------

الخصال ج 2 ص 388, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 247, علل الشرائع ج 2 ص 597, وسائل الشيعة ج 11 ص 354, بحار الأنوار ج 10 ص 81

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الإمام الحسن (ع) أنه قال بعد شهادة أمير المؤمنين (ع): ولقد صعد بروحه‏ في الليلة التي صعد فيها بروح يحيى بن زكريا (ع).

-------------

شرح الأخبار ج 2 ص 436, بشارة المصطفى ص 237, مناقب آل أبي طالب (ع) ج 3 ص 313, تسلية المجالس ج 1 ص 485, البرهان ج 3 ص 839, بحار الأنوار ج 42 ص 240

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن عيسى ابن مريم (ع) جاء إلى قبر يحيى بن زكريا (ع), وكان سأل ربه أن يحييه له, فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر, فقال له: ما تريد مني؟ فقال له: أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا, فقال له: يا عيسى, ما سكنت عني حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا, وتعود إلي حرارة الموت‏ فتركه فعاد إلى قبره‏.

-------------

الكافي ج 3 ص 260, الوافي ج 25 ص 691, الإيقاظ من الهجعة ص 157, بحار الأنوار ج 6 ص 170, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 342, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية