عن الباقر × في قوله تعالى {فضلوا فلا يستطيعون} إلى ولاية علي × {سبيلا} وهو على السبيل. [1]
عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي | لعلي × ما قال وأقامه للناس, صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا, ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق, قال: فنزل القرآن {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} فقال: صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت, فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا, وأنزل عليه {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك, لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي |: بسم الله الرحمن الرحيم {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: صرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت, فقالوا: يا سيدنا, ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب علي ×, ولكن وعزتك وجلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك. قال: فقال أبو عبد الله ×: والذي بعث بالحق محمدا | للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم, والمؤمن أشد من الجبل, والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه والمؤمن لا يستقل عن دينه.[2]
عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله × {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} فقال: ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم, قلت: فيجيء رسول الله | في قرنه, وعلي × في قرنه, والحسن × في قرنه, والحسين × في قرنه, وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم. [3]
أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: {وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك} في علي ×. [4]
عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله | يوما مقبلا على علي بن أبي طالب × وهو يتلو هذه الآية {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}, فقال |: يا علي، إن ربي ملكني الشفاعة في أهل التوحيد من أمتي, وحظر ذلك عمن ناصبك وناصب ولدك من بعدك. [5]
قال ابن عباس {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} يعني مكة {واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} قال: لقد استجاب الله لنبيه | دعاءه وأعطاه علي بن أبي طالب × سلطانا ينصره على أعدائه. [6]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {فأبى أكثر الناس إلا كفورا} قال: نزلت في ولاية أمير المؤمنين ×. [7]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر ×, قال: سألت عن قول الله عز وجل {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا} قال: تفسيرها: ولا تجهر بولاية علي × ولا بما أكرمته به حتى نأمرك بذلك, {ولا تخافت بها} يعني ولا تكتمها عليا × وأعلمه وما أكرمته به,[8] وأما قوله {وابتغ بين ذلك سبيلا} فإنه يعني اطلب إلي وسلني أن آذن لك أن تجهر بولاية علي × وادع الناس إليها, فأذن له يوم غدير خم. [9]
عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {لينذر بأسا شديدا من لدنه} فقال أبو جعفر ×: البأس الشديد هو علي ×, وهو من لدن رسول الله | وقاتل عدوه, فذلك قوله {لينذر بأسا شديدا من لدنه}. [10]
عن ابن مسعود في قوله {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} قال: زينة الأرض الرجال, وزينة الرجال علي بن أبي طالب ×. [11]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: قوله تعالى {وقل الحق من ربكم} في ولاية علي × {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين} لظالمي آل محمد | حقهم {نارا أحاط بهم سرادقها}. [12]
عن القاسم بن عوف, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا} قال: هما علي × ورجل آخر. [13]
عن عبد الله بن سليمان, عن أبي عبد الله × قال: لما أخرج بعلي × ملببا, وقف عند قبر النبي | قال يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} قال: فخرجت يد من قبر رسول الله | يعرفون أنها يده وصوت يعرفون أنها صوته نحو أبي بكر: {أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا}. [14]
عن عبد الله بن كثير, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {هنالك الولاية لله الحق} قال: ولاية أمير المؤمنين ×. [15]
عن أبي بصير أنه قال للإمام الصادق ×: قوله: {الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري} قال: يعني بالذكر ولاية علي × وهو قوله {ذكري}، قلت قوله {لا يستطيعون سمعا} قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي × عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغض له وعداوة منهم له ولأهل بيته. قلت قوله {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا} قال ×: يعنيهما وأشياعهما, الذين اتخذوهما من دون الله أولياء, وكانوا يرون أنهم بحبهم إياهما أنهما ينجيانهم من عذاب الله, وكانوا بحبهما كافرين, قلت: قوله {إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا} أي منزلا فهي لهما ولأشياعهما عتيدة عند الله، قلت قوله: {نزلا} قال: مأوى ومنزلا. [16]
عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر × وقد خرج علي, فاخذت النظر إليه وجعلت أنظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال: يا علي, إن الله إحتج في الإمامة بمثل ما إحتج به في النبوة، فقال: {وآتيناه الحكم صبيا} {ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} فقد يجوز أن يؤتى الحكمة صبيا، ويجوز أن يعطاها وهو إبن أربعين سنة. [17]
عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: لم سمي الباقر × باقرا, قال: لأنه بقر العلم بقرا, أي شقه شقا وأظهره إظهارا. ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري أنه سمع رسول الله | يقول: يا جابر, إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المعروف في التوراة: بباقر, فإذا لقيته فأقرئه مني السلام, فلقيه جابر بن عبد الله الأنصاري في بعض سكك المدينة فقال له: يا غلام, من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب, قال له جابر: يا بني أقبل, فأقبل, ثم قال له: أدبر, فأدبر, فقال: شمائل رسول الله | ورب الكعبة, ثم قال: يا بني, رسول الله يقرئك السلام, فقال: على رسول الله | السلام ما دامت السماوات والأرض, وعليك يا جابر بما بلغت السلام,[18] فقال له جابر: يا باقر يا باقر, أنت الباقر حقا, أنت الذي تبقر العلم بقرا, ثم كان جابر يأتيه فيجلس بين يديه فيعلمه, [19] وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله | فيرد عليه ويذكره, فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله, وكان يقول: يا باقر يا باقر يا باقر, أشهد بالله أنك قد أوتيت {الحكم صبيا}. [20]
عن إبراهيم بن هاشم, عن جده أنه قال: كتبت إلى أبي الحسن × أسأله عن قول الله عز وجل {ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا} فأخذ الكتاب ووقع تحته: وفقك الله ورحمك, هو أمير المؤمنين علي ×. [21]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} قال: كان رسول الله | دعا قريشا إلى ولايتنا فنفروا وأنكروا, فقال الذين كفروا من قريش للذين آمنوا, الذين أقروا لأمير المؤمنين ولنا أهل البيت (عليهم السلام): {أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا} تعييرا منهم فقال الله: ردا عليهم {وكم أهلكنا قبلهم من قرن} من الأمم السالفة {هم أحسن أثاثا ورءيا}. قلت: قوله: {من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا} قال: كلهم كانوا في الضلالة لا يؤمنون بولاية أمير المؤمنين × ولا بولايتنا, فكانوا ضالين مضلين, فيمد لهم في ضلالتهم وطغيانهم حتى يموتوا فيصيرهم الله شرا مكانا وأضعف جندا, قلت: قوله {حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا} قال: أما قوله {حتى إذا رأوا ما يوعدون} فهو خروج القائم # وهو الساعة, فسيعلمون ذلك اليوم, وما نزل بهم من الله على يدي قائمه, فذلك قوله {من هو شر مكانا} يعني عند القائم # {وأضعف جندا} قلت: قوله {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} قال: يزيدهم ذلك اليوم هدى على هدى باتباعهم القائم #, حيث لا يجحدونه ولا ينكرونه. [22]
عن أبي عبد الله × قال: سأل علي × رسول الله | عن تفسير قوله {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}, قال |: يا علي, إن الوفد لا يكون إلا ركبانا, أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله واختصهم ورضي أعمالهم, فسماهم الله المتقين, ثم قال: يا علي, أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, إنهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج, عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن, عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ.
وفي حديث آخر قال: إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة, عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت, وجلالها الإستبرق والسندس, وخطامها جدل الأرجوان, وأزمتها من زبرجد, فتطير بهم إلى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله, يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم, وعلى باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مائة ألف من الناس, وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية, فيسقون منها شربة فيطهر الله قلوبهم من الحسد, ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} من تلك العين المطهرة, ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة, فيغتسلون منها وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا, ثم يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الآفات والأسقام والحر والبرد أبدا، قال: فيقول الجبار للملائكة الذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنة ولا تقفوهم مع الخلائق, فقد سبق رضائي عنهم ووجبت رحمتي لهم, فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات, فتسوقهم الملائكة إلى الجنة, فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا, فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله وأعدها لأوليائه, فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة, ويقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله! فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة فيشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين, فيقلن: مرحبا بكم! فما كان أشد شوقنا إليكم، ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك. فقال علي ×: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال |: يا علي, هؤلاء شيعتك وشيعتنا المخلصون لولايتك, وأنت إمامهم, وهو قول الله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}. [23]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا} قال: إلا من دان الله بولاية أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام) من بعده, فهو العهد عند الله. [24]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×, قال: قلت: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} قال ×: ولاية أمير المؤمنين × هي الود الذي قال الله تعالى, قلت: {فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} قال: إنما يسره الله على لسانه حين أقام أمير المؤمنين × علما, فبشر به المؤمنين وأنذر به الكافرين, وهم الذين ذكرهم الله في كتابه {لدا} أي كفارا. [25]
عن أمير المؤمنين × في حديث الشورى, قال ×: فهل فيكم أحد قال له رسول الله |: اللهم إني أقول كما قال موسى ×: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري} إلى آخر دعوة موسى × إلا النبوة، غيري؟ قالوا: لا. [26]
عن جابر, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} قال: إلى ولاية أمير المؤمنين ×. [27]
عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير:... ثم محنتك يوم صفين، وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا، فأعرض الشك، وعرف الحق واتبع الظن، أشبهت محنة هارون إذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه، وهارون يناديهم: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك، واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم... [28]
عن سليم بن قيس أن الأشعث بن قيس قال لأمير المؤمنين ×: ما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أخو تيم بن مرة وأخو بني عدي بن كعب وأخو بني أمية بعدهما؛ أن تقاتل وتضرب بسيفك؟ وأنت لم تخطبنا خطبة منذ كنت قدمت العراق إلا وقد قلت فيها قبل أن تنزل عن منبرك: والله إني لأولى الناس بالناس وما زلت مظلوما منذ قبض الله محمدا |, فما منعك أن تضرب بسيفك دون مظلمتك؟ فقال له علي ×: يابن قيس, قلت فاسمع الجواب: لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهية للقاء ربي، وأن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها، ولكن منعني من ذلك أمر رسول الله | وعهده إلي، أخبرني رسول الله | بما الأمة صانعة بي بعده، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقينا مني به قبل ذلك، بل أنا بقول رسول الله | أشد يقينا مني بما عاينت وشهدت، فقلت: يا رسول الله؛ فما تعهد إلي إذا كان ذلك؟ قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم، وإن لم تجد أعوانا فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا, وأخبرني | أن الأمة ستخذلني وتبايع غيري وتتبع غيري, وأخبرني | أني منه بمنزلة هارون من موسى, وأن الأمة سيصيرون من بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه, إذ قال له موسى × {يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا ألا تتبعن أ فعصيت أمري قال يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي} وقال {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} وإنما يعني أن موسى أمر هارون ‘ حين استخلفه عليهم إن ضلوا فوجد أعوانا أن يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا أن يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم, وإني خشيت أن يقول لي ذلك أخي رسول الله | لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي؟ وقد عهدت إليك إن لم تجد أعوانا أن تكف يدك وتحقن دمك ودم أهل بيتك وشيعتك, فلما قبض رسول الله | مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وأنا مشغول برسول الله | بغسله ودفنه, ثم شغلت بالقرآن فآليت على نفسي أن لا أرتدي إلا للصلاة حتى أجمعه في كتاب ففعلت. [29]
عن أبي الحسن موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ قال: سألت أبي × عن قول الله عز وجل {يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له} قال: الداعي أمير المؤمنين ×. [30]
عن حمران, عن أبي جعفر × قال: إن الله تبارك وتعالى حيث خلق الخلق خلق ماء عذبا وماء مالحا أجاجا, فامتزج الماءان فأخذ طينا من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فقال لأصحاب اليمين وهم كالذر: يدبون إلى الجنة بسلام, وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي, ثم قال: {ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} ثم أخذ الميثاق على النبيين فقال: {ألست بربكم} وأن هذا محمد | رسولي, وأن هذا علي أمير المؤمنين ×؟ {قالوا بلى} فثبتت لهم النبوة وأخذ الميثاق على أولي العزم أنني ربكم ومحمد رسولي وعلي أمير المؤمنين وأوصياؤه من بعده ولاة أمري, وخزان علمي, وأن المهدي أنتصر به لديني, وأظهر به دولتي, وأنتقم به من أعدائي, وأعبد به طوعا وكرها, قالوا: أقررنا يا رب وشهدنا, ولم يجحد آدم ولم يقر فثبتت العزيمة لهؤلاء الخمسة في المهدي # ولم يكن لآدم عزم على الإقرار به, وهو قوله عز وجل {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما}. [31]
عن رسول الله | في حديث طويل: وعلي × نفسي وأخي, أطيعوا عليا × فإنه مطهر معصوم {فلا يضل ولا يشقى}. [32]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} قال: يعني به ولاية أمير المؤمنين ×, قلت: {ونحشره يوم القيامة أعمى} قال: يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ×, قال: وهو متحير في القيامة يقول {لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها} قال الآيات الأئمة (عليهم السلام) {فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم, قلت: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} قال: يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين × غيره ولم يؤمن بآيات ربه, وترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم. [33]
عن أبي جعفر ‘ في قوله {فاصبر على ما يقولون} قال: دفعهم ولاية أمير المؤمنين ×. [34]
عن الريان بن الصلت, عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قوله عز وجل {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} فخصصنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ثم خصصنا من دون الأمة, فكان رسول الله | يجيء إلى باب علي وفاطمة ‘ بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول: الصلاة رحمكم الله, وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها وخصصنا من دون جميع أهل بيتهم. [35]
عن رزين بن حبيش قال: سمعت عليا × يقول: إن العبد إذا دخل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير, فأول من يسألانه عن ربه, ثم عن نبيه, ثم عن وليه, فإن أجاب نجا وإن عجز عذباه, فقال له رجل: ما لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: مذبذب {لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} ذلك لا سبيل له, وقد قيل للنبي |: من الولي يا نبي الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان علي × ومن بعده وصيه, ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم {ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى} تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء, فأجابهم الله {فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} فإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما, فعرفهم الله بذلك والأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, لأنهم عرفاء الله, عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال جل وعز {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} هم الشهداء على أوليائهم والنبي الشهيد عليهم, أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة, وأخذ النبي | عليهم المواثيق بالطاعة, فجرت نبوته عليهم, وذلك قول الله {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}. [36]
عن أبي جعفر × في قوله {فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} قال: علي × صاحب الصراط السوي {ومن اهتدى} أي إلى ولايتنا أهل البيت. [37]
عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين × في قوله عز وجل: {فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون} قال: نحن أهل الذكر. [38]
عن عيسى بن داود, عن مولانا أبي الحسن بن جعفر × في قول الله عز وجل {هذا ذكر من معي وذكر من قبلي} قال: ذكر من معي علي ×, وذكر من قبلي ذكر الأنبياء والأوصياء. [39]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: وإنما أراد بالخلق إظهار قدرته, وإبداء سلطانه, وتبيين براهين حكمته, فخلق ما شاء كما شاء, وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه, وكان فعلهم فعله وأمرهم أمره, كما قال {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وجعل السماء والأرض وعاء لمن يشاء من خلقه ليميز {الخبيث من الطيب} مع سابق علمه بالفريقين من أهلها, وليجعل ذلك مثالا لأوليائه وأمنائه, وعرف الخليقة فضل منزلة أوليائه, فرض عليهم من طاعتهم مثل الذي فرضه منه لنفسه, وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطابا يدل على انفراده وتوحده, وبأن له أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله, فهم العباد المكرمون {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} هو الذي أيدهم بروح منه. [40]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله | إن الله تعالى عرض ولاية علي بن أبي طالب × على أهل السماوات وأهل الأرض فقبلوها ما خلا يونس بن متى ×, فعاقبه الله وحبسه في بطن الحوت لإنكاره ولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × حتى قبلها, قال أبو يعقوب: {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} لإنكاري ولاية علي بن أبي طالب ×. [41]
عن أبي جعفر × في حديث طويل عن القيامة: رسول الله | وعلي × وشيعته على كثبان من المسك الأذفر, على منابر من نور, يحزن الناس ولا يحزنون, ويفزع الناس ولا يفزعون, ثم تلا هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} فالحسنة والله ولاية علي ×, ثم قال: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}. [42]
عن أبي بصير, عن الصادق × في قوله تعالى {قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون} الوصية لعلي × بعدي نزلت مشددة. [43]
عن أنس بن مالك قال: كنا جلوسا عند النبي | فتذاكرنا رجلا يصلي ويصوم ويتصدق ويزكي, فقال لنا رسول الله |: لا أعرفه, فقلنا: يا رسول الله, إنه يعبد الله ويسبحه ويقدسه ويوحده, فقال: لا أعرفه, فبينما نحن في ذكر الرجل إذ اطلع علينا, فقلنا: هو هذا, فنظر إليه رسول الله | وقال لأبي بكر: خذ سيفي هذا واذهب إلى هذا الرجل واضرب عنقه, فإنه أول من رأيته من حزب الشيطان, فدخل أبو بكر المسجد فرآه راكعا فقال: والله لا أقتله, فإن رسول الله | نهانا عن قتل المصلين, فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله, إني رأيت الرجل راكعا وإنك نهيتنا عن قتل المصلين, فقال رسول الله |: اجلس يا أبا بكر فلست بصاحبه, قم يا عمر وخذ سيفي من أبي بكر وادخل المسجد فاضرب عنقه, قال: فأخذت السيف من يد أبي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجدا فقلت: والله لا أقتله, فقد استأذنه من هو خير مني, فرجعت إلى رسول الله | فقلت: يا رسول الله, إني رأيت الرجل ساجدا, فقال |: يا عمر اجلس فلست بصاحبه, قم يا علي فإنك أنت قاتله, إن وجدته فاقتله, فإنك إن قتلته لم يقع الضلال والاختلاف بين أمتي أبدا, قال علي ×: فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم أره, فرجعت إلى رسول الله | وقلت: ما رأيته, فقال: يا أبا الحسن, إن أمة موسى افترقت على إحدى وسبعين فرقة: فرقة ناجية والباقون في النار, وإن أمة عيسى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة: فرقة ناجية والباقون في النار, وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة: فرقة ناجية والباقون في النار, فقال ×: يا رسول الله, من الناجي؟ قال |: المتمسك بما أنت عليه وأصحابك, فأنزل الله في ذلك الرجل: {ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} يقول: هو أول من كان ظهر من أصحاب البدع والضلالات, قال ابن عباس: والله ما قتل ذلك الرجل إلا أمير المؤمنين × يوم صفين, ثم قال {له في الدنيا خزي} قال: القتل {ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق} بقتاله علي بن أبي طالب × يوم صفين. [44]
عن عيسى بن داود النجار قال: قال الإمام موسى بن جعفر: حدثني أبي, عن أبيه أبي جعفر (عليهم السلام) أن النبي | قال ذات يوم: إن ربي وعدني نصرته وأن يمدني بملائكته وأنه ناصرني بهم وبعلي × أخي خاصة من بين أهلي, فاشتد ذلك على القوم أن خص عليا × بالنصرة وأغاظهم ذلك, فأنزل الله عز وجل {من كان يظن أن لن ينصره الله} محمدا بعلي {في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} قال: يضع حبلا في عنقه إلى سماء بيته يمده حتى يختنق فيموت, فينظر هل يذهب كيده ما يغيظ. [45]
عن السدي قال: {هذان خصمان اختصموا في ربهم} الآيتين,: نزلت في علي × وحمزة وعبيدة بن الحارث, وفي عتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وشيبة بن ربيعة, بارزهم يوم بدر علي × وحمزة وعبيدة بن الحارث, فقال رسول الله |: هؤلاء الثلاثة يوم القيامة كواسطة القلادة في المؤمنين, وهؤلاء الثلاثة كواسطة القلادة في الكفار. [46]
عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: نزلت فيهم حيث دخلوا الكعبة فتعاهدوا وتعاقدوا على كفرهم وجحودهم بما نزل في أمير المؤمنين ×, فألحدوا في البيت بظلمهم الرسول | ووليه {فبعدا للقوم الظالمين}. [47]
عن أبي خالد الكابلي, عن أبي جعفر ×, قال: سمعته يقول في قول الله عز وجل {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} قال ×: علي[48] والحسن والحسين (عليهم السلام). [49]
عن الإمام الصادق × في تفسير قوله تعالى {وبئر معطلة وقصر مشيد} أنه قال: قال رسول الله |: أنا القصر المشيد, والبئر المعطلة علي ×. [50]
عن زرارة, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان} الآية, قال أبو جعفر ×: خرج رسول الله | وقد أصابه جوع شديد, فأتى رجلا من الأنصار فذبح له عناقا وقطع له عذق بسر ورطب, فتمنى رسول الله | عليا × وقال: يدخل عليكم رجل من أهل الجنة, قال: فجاء أبو بكر, ثم جاء عمر, ثم جاء عثمان, ثم جاء علي × فنزلت هذه الآية {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان} بعلي × حين جاء بعدهما {ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض} إلى قوله عز وجل {عذاب يوم عقيم}. [51]
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ في قول الله عز وجل {والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا} إلى قوله {إن الله لعليم حليم} قال: نزلت في أمير المؤمنين × خاصة. [52]
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ قال: سمعت أبي محمد بن علي ‘ كثيرا ما يردد هذه الآية {ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله} فقلت: يا أبت جعلت فداك, أحسب هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين × خاصة,[53] قال: نعم. [54]
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ قال: لما نزلت هذه الآية {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} جمعهم | ثم قال: يا معشر المهاجرين والأنصار, إن الله تعالى يقول {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} والمنسك هو الإمام لكل أمة بعد نبيها حتى يدركه نبي, ألا وإن لزوم الإمام وطاعته هو الدين وهو المنسك وهو علي بن أبي طالب × إمامكم بعدي, فإني أدعوكم إلى هداه فإنه على هدى مستقيم. فقام القوم يتعجبون من ذلك ويقولون: والله إذا لننازعنه الأمر ولا نرضى طاعته أبدا وإن كان رسول الله | المفتون به, فأنزل الله عز وجل {ادع إلى ربك إنك لعلى هدى مستقيم وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}. [55]
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ في قول الله عز وجل {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا} الآية, قال: كان القوم إذا نزلت في أمير المؤمنين علي × آية في كتاب الله فيها فرض طاعة أو فضيلة فيه أو في أهله سخطوا ذلك وكرهوا, حتى هموا به وأرادوا به الغيظ وأرادوا برسول الله | أيضا ليلة العقبة غيضا وغضبا وحسدا, حتى نزلت هذه الآية. [56]
عن أبي عبد الله × في قوله في قول الله تعالى {يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له} قال: علي بن أبي طالب ×, {إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا}. [57]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: قال: أنشدكم الله أتعلمون أن الله أنزل في سورة الحج {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} فقام سلمان فقال: يا رسول الله, من هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس, الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيهم إبراهيم؟ قال |: عنى بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة, قال سلمان: بينهم لنا يا رسول الله, فقال: أنا وأخي وأحد عشر من ولدي, قالوا: اللهم نعم. [58]
عن عيسى بن داود, عن الإمام موسى بن جعفر × في قول الله عز وجل {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} إلى قوله {الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} قال: نزلت في رسول الله | وفي أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (صلوات الله عليهم أجمعين). [59]
عن الإمام الباقر × في قوله {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} إلى قوله {راجعون} نزل في علي × ثم جرت في المؤمنين وشيعته {هم المؤمنون حقا}. [60]
عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله سبحانه {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون} يقول: يعطون ما أعطوا وقلوبهم وجلة {أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون} علي بن أبي طالب × لم يسبقه أحد. [61]
عن كميل بن زياد, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا كميل, نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}. [62]
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر × في قوله تعالى {حتى إذا فتحنا عليهم بابا ذا عذاب شديد} هو علي بن أبي طالب × إذا رجع في الرجعة. [63]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: إني لأدناهم من رسول الله | في حجة الوداع بمنى، فقال: لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو علي، ثلاثا، فرأينا أن جبرئيل × غمزه، وأنزل الله عز وجل: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} بعلي × {أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون} [64] ثم نزلت: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن} ثم نزلت: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} من أمر علي بن أبي طالب × {إنك على صراط مستقيم} وإن عليا × لعلم للساعة و{لك ولقومك وسوف تسئلون} عن محبة علي بن أبي طالب ×. [65]
عن عيسى بن داود قال: حدثنا الإمام موسى بن جعفر, عن أبيه, عن أبي جعفر عليهم السلام قال في قول الله عز وجل {ألم تكن آياتي تتلى عليكم} في علي × {فكنتم بها تكذبون}. [66]
عن الإمام الحسن × في إحتجاج طويل على معاوية, قال ×: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات} هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك {والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم} هم علي بن أبي طالب × وأصحابه وشيعته. [67]
عن جابر, عن أبي جعفر × في حديث طويل: ثم إن رسول الله | وضع العلم الذي كان عنده عند الوصي وهو قول الله عز وجل {الله نور السماوات والأرض} يقول: أنا هادي السماوات والأرض, مثل العلم الذي أعطيته, وهو نوري الذي يهتدى به مثل المشكاة {فيها المصباح} فالمشكاة قلب محمد | والمصباح النور الذي فيه العلم, وقوله {المصباح في زجاجة} يقول: إني أريد أن أقبضك فاجعل الذي عندك عند الوصي كما يجعل المصباح في الزجاجة {كأنها كوكب دري} فأعلمهم فضل الوصي {يوقد من شجرة مباركة} فأصل الشجرة المباركة إبراهيم × وهو قول الله عز وجل {رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد} وهو قول الله عز وجل {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} {لا شرقية ولا غربية} يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب, ولا نصارى فتصلوا قبل المشرق, وأنتم على ملة إبراهيم × وقد قال الله عز وجل {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} وقوله عز وجل {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} يقول: مثل أولادكم الذين يولدون منكم كمثل الزيت الذي يعصر من الزيتون {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} يقول: يكادون أن يتكلموا بالنبوة ولو لم ينزل عليهم ملك. [68]
عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله الصادق ×: {الله نور السماوات والأرض} قال: كذلك الله عز وجل قال, قلت: {مثل نوره} قال: محمد |, قلت: {كمشكاة} قال: صدر محمد |, قال: قلت: {فيها مصباح} قال: فيه نور العلم, يعني النبوة, قلت: {المصباح في زجاجة} قال: علم رسول الله | صدر إلى قلب علي × ...قلت: {يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية} قال: ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × لا يهودي ولا نصراني, قلت: {يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار} قال: يكاد العلم يخرج من فم العالم من آل محمد | من قبل أن ينطق به, قلت: {نور على نور} قال: الإمام في إثر الإمام. [69]
عن جابر, عن أبي جعفر × في قوله {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه} قال: هي بيوت الأنبياء, وبيت علي × منها. [70]
عن الحكيم بن حمران قال: سألت أبا عبد الله × عن قوله عز وجل {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج} قال: فلان وفلان {يغشاه موج من فوقه موج} قال: أصحاب الجمل وصفين والنهروان {من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض} قال: بنو أمية {إذا أخرج يده} يعني أمير المؤمنين × {في ظلماتهم لم يكد يراها} أي إذا نطق بالحكمة بينهم لم يقبلها منه أحد إلا من أقر بولايته ثم بإمامته {ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور} أي من لم يجعل الله له إماما في الدنيا فما له في الآخرة من نور, إمام يرشده ويتبعه إلى الجنة.[71]
قوله: {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا} إلى قوله {وما أولئك بالمؤمنين} عن أبي عبد الله × قال: نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين × والثالث, وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة, فقال أمير المؤمنين ×: نرضى برسول الله |, فقال عبد الرحمن بن عوف له: لا تحاكمه إلى رسول الله | فإنه يحكم له عليك, ولكن حاكمه إلى ابن أبي شيبة اليهودي, فقال لأمير المؤمنين ×: لا أرضى إلا بابن شيبة اليهودي, فقال ابن شيبة له: تأتمنون محمدا رسول الله | على وحي السماء وتتهمونه في الأحكام, فأنزل الله على رسوله {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم} إلى قوله {أولئك هم الظالمون} ثم ذكر أمير المؤمنين × فقال {إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا} إلى قوله {فأولئك هم الفائزون}. [72]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وقد قال النبي | لعلي ×: يا علي, إن الله تبارك وتعالى حملني ذنوب شيعتك ثم غفرها لي, وذلك قوله عز و جل {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}, ولما أنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} قال النبي |: يا أيها الناس {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} وعلي × نفسي وأخي, أطيعوا عليا × فإنه مطهر معصوم {فلا يضل ولا يشقى} ثم تلا هذه الآية {قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين}. [73]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر محمد بن علي × أنه قرأ {وقال الظالمون} لآل محمد | حقهم {إن تتبعون إلا رجلا مسحورا} يعنون محمدا |, فقال الله عز و جل لرسوله [74] {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون} إلى ولاية علي × {سبيلا} علي × هو السبيل. [75]
عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله × ما معنى قول الله عز وجل {بل كذبوا بالساعة وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيرا} قال لي: إن الله خلق السنة اثني عشر شهرا, وجعل الليل اثنتي عشرة ساعة, وجعل النهار اثنتي عشرة ساعة, ومنا اثني عشر محدثا, وكان أمير المؤمنين × من تلك الساعات. [76]
عن أبي عبد الله ×, قال: سألته × عن قول الله {ويوم تشقق السماء بالغمام} قال: الغمام أمير المؤمنين ×. [77]
عن أبي عبد الله × أنه قال: قوله عز وجل {يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} يعني علي بن أبي طالب ×. [78]
عن سلمان وأبي ذر والمقداد في حديث طويل: فقام علي بن أبي طالب × فقال: يا رسول الله, انسبني من أنا ليعرف الناس قرابتي منك, فقال |: يا علي, خلقت أنا وأنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش, يقدسان الملك من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام, ثم خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين, ثم نقل تلك النطفتين في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الزكية الطاهرة, حتى جعل نصفها في صلب عبد الله ونصفها في صلب أبي طالب, فجزء أنا وجزء أنت وهو قول الله عز وجل {وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا}. [79]
عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى {وكان الكافر على ربه ظهيرا} قال: تفسيرها على بطن القرآن يعني علي × هو ربه في الولاية والطاعة, والرب هو الخالق الذي لا يوصف, [80] [81] وقال أبو جعفر ×: إن عليا × آية لمحمد |, وإن محمدا يدعو إلى ولاية علي, أما بلغك قول رسول الله |: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه,[82] فوالى الله من والاه وعادى الله من عاداه. [83]
عن الإمام علي × في قوله {وعباد الرحمن} قال: فينا نزلت هذه الآية.[84]
عن أبي سعيد في قوله تعالى {هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما} قال النبي |: قلت لجبرئيل ×: يا جبرئيل, من أزواجنا؟ قال: خديجة ÷, قال: قلت: ومن ذرياتنا؟ قال: فاطمة ÷, قلت: ومن قرة أعين؟ قال: الحسن والحسين ‘, قلت: {واجعلنا للمتقين إماما} قال: علي بن أبي طالب ×. [85]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: قال الله عز وجل {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا} يعنى به علي بن أبي طالب × لأن إبراهيم × قد كان دعا الله عز وجل أن يجعل له {لسان صدق في الآخرين} فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق ويعقوب لسان صدق عليا. [86]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إلا من أتى الله بقلب سليم} يعني بذلك عليا × وشيعته. [87]
قوله: {بكل ريع} قال أبو جعفر ×: يعني بكل طريق {آية} والآية علي × {تعبثون}. [88]
عن حنان, عن أبي عبد الله × في قوله: {وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين} قال: الولاية نزلت لأمير المؤمنين × يوم الغدير. [89]
عن عبد الله بن عباس، عن علي بن أبي طالب × قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله |: {وأنذر عشيرتك الأقربين} دعاني رسول الله | فقال لي: يا علي، إن الله تعالى أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، قال: فضقت بذلك ذرعا، وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت على ذلك، وجاءني جبرئيل × فقال: يا محمد، إنك إن لم تفعل ما أمرت به عذبك ربك عز وجل، فاصنع لنا يا علي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع بني عبد المطلب حتى أكلمهم، وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثم دعوتهم أجمع، وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. فلما اجتمعوا له |، دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله | جذمة من اللحم، فشقها بأسنانه، ثم ألقاها في نواحي الصحفة، ثم قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى صدروا، ما لهم بشيء من الطعام حاجة، وما أرى إلا مواضع أيديهم، وايم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم، ثم جئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا جميعا، وايم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلما أراد رسول الله | أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال: لشد ما سحركم صاحبكم! فتفرق القوم، ولم يكلمهم رسول الله |. فقال لي من الغد: يا علي، إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. قال: ففعلت ثم جمعتهم، فدعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، وأكلوا حتى ما لهم به من حاجة، ثم قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله | فقال: يا بني عبد المطلب، إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله عز وجل أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤمن بي ويؤازرني على أمري، فيكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي في أهلي من بعدي قال: فأمسك القوم، وأحجموا عنها جميعا. قال: فقمت وإني لأحدثهم سنا، وأرمصهم عينا، وأعظمهم بطنا، وأحمشهم ساقا. فقلت: أنا يا نبي الله أكون وزيرك على ما بعثك الله به. قال: فأخذ بيدي ثم قال: إن هذا أخي ووصيي ووزيري وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب ×: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع. [90]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث طويل عن بعد خطبة لرسول الله | في فضل أمير المؤمنين ×: ثم نزل | عن المنبر, فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يقرئك السلام ويقول لك: جزاك الله عن تبليغك خيرا, فقد بلغت رسالات ربك ونصحت لأمتك وأرضيت المؤمنين وأرغمت الكافرين, يا محمد, إن ابن عمك مبتلى ومبتلى به {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}. [91]
عن ابن أذينة, عن أبي عبد الله × قال: الذي {عنده علم الكتاب} هو أمير المؤمنين ×. وسئل عن {الذي عنده علم من الكتاب} أعلم أم الذي {عنده علم الكتاب}؟ فقال: ما كان علم {الذي عنده علم من الكتاب} عند الذي {عنده علم الكتاب} إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر، فقال أمير المؤمنين ×: ألا إن العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض وجميع ما فضلت به النبيون إلى خاتم النبيين في عترة خاتم النبيين |. [92]
عن أبي الطفيل قال: قلت: يا أمير المؤمنين, قول الله تعالى {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس} الآية, ما الدابة؟ قال ×: يا أبا الطفيل, اله عن هذا, فقلت: يا أمير المؤمنين, أخبرني به جعلت فداك, قال: هي دابة تأكل الطعام, وتمشي في الأسواق, وتنكح النساء, فقلت: يا أمير المؤمنين, من هو؟ قال: هو زر الأرض الذي إليه تسكن الأرض, قلت: يا أمير المؤمنين, من هو؟ قال: صديق هذه الأمة, وفاروقها, ورئيسها, وذو قرنها. قلت: يا أمير المؤمنين, من هو؟ قال: الذي قال الله عز وجل {ويتلوه شاهد منه}, والذي {عنده علم الكتاب}, والذي {جاء بالصدق}, والذي {صدق به}. [93]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×: قال انتهى رسول الله | إلى أمير المؤمنين × وهو نائم في المسجد, قد جمع رملا ووضع رأسه عليه فحركه برجله, ثم قال له: قم يا دابة الله, فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله, أيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم؟ فقال: لا والله, ما هو إلا له خاصة, وهو الدابة التي ذكر الله في كتابه {وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون} ثم قال: يا علي, إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك، فقال رجل لأبي عبد الله ×: إن الناس يقولون هذه الدابة إنما تَكْلِمُهُم, [94] فقال أبو عبد الله ×: كَلَمَهُمْ الله في نار جهنم, إنما هو َ يُكَلِّمُهُم من الكلام. [95]
عن أبي عبد الله × {حتى إذا جاؤ قال أ كذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أما ذا كنتم تعملون} قال: الآيات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام). [96]
عن أبي عبد الله الجدلي قال: قال لي أمير المؤمنين ×: يا أبا عبد الله, هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها {هم من فزع يومئذ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} قلت: لا, قال: الحسنة مودتنا أهل البيت, والسيئة عداوتنا أهل البيت. [97]
قال أمير المؤمنين ×: لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها, وتلا عقيب ذلك {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين}. [98]
عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه} قال: الموعود: علي بن أبي طالب ×، وعده: ينتقم له من أعدائه، والجنة له ولعترته ووليه. [99]
عن خيثمة قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {كل شيء هالك إلا وجهه} قال: دينه، وكان رسول الله | وأمير المؤمنين × دين الله ووجهه, وعينه في عباده، ولسانه الذي ينطق به، ويده على خلقه، ونحن وجه الله الذي يؤتى منه، لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية، قلت: وما الروية؟ قال: الحاجة, فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه وصنع ما أحب. [100]
عن الحسين بن علي, عن أبيه عليهم السلام قال: لما نزلت {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} قال: قلت: يا رسول الله, ما هذه الفتنة؟ قال: يا علي, إنك مبتلى بك, وإنك مخاصم فأعد للخصومة. [101]
عن الإمام الصادق × {وليعلمن الله الذين آمنوا} يعني بولاية علي × {وليعلمن المنافقين} يعني الذين أنكروا ولايته. [102]
عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: وأنا المحسن, يقول الله عز وجل {إن الله لمع المحسنين}. [103]
عن علي × قال: قوله عز وجل: {الم غلبت الروم} هي فينا وفي بني امية. [104]
عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {فطرت الله التي فطر الناس عليها} قال: فقال ×: على التوحيد, ومحمد رسول الله, وعلي أمير المؤمنين. [105]
عن أمير المؤمنين × في رسالته لمعاوية: والذي أنكرت من قرابتي وحقي فإن سهمنا وحقنا في كتاب الله قسمة لنا مع نبينا |, فقال {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} وقال {فآت ذا القربى حقه} أوليس وجدت سهمنا مع سهم الله ورسوله |, وسهمك مع الأبعدين؟ [106]
عن الأصبغ بن نباتة أنه سأل أمير المؤمنين × عن قوله تعالى {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} فقال ×: الوالدان اللذان أوجب الله لهما الشكر هما اللذان ولدا العلم, وورثا الحكم, وأمر الناس بطاعتهما, ثم قال الله {إلي المصير} فمصير العباد إلى الله, والدليل على ذلك الوالدان, ثم عطف القول على ابن حنتمة وصاحبه, فقال في الخاص والعام {وإن جاهداك على أن تشرك بي} يقول: في الوصية, وتعدل عمن أمرت بطاعته, {فلا تطعهما} ولا تسمع قولهما, ثم عطف القول على الوالدين فقال {وصاحبهما في الدنيا معروفا} يقول: عرف الناس فضلهما وادع إلى سبيلهما, وذلك قوله {واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم} فقال: إلى الله ثم إلينا, فاتقوا الله ولا تعصوا الوالدين, فإن رضاهما رضا الله وسخطهما سخط الله. [107]
عن أبي الحسن × في زيارة أمير المؤمنين ×: ...وأدخل على قتلة أنصار رسولك, وقتلة أنصار أمير المؤمنين, وعلى قتلة أنصار الحسن, وعلى قتلة أنصار الحسين, وقتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين, عذابا مضاعفا في أسفل درك من الجحيم, ولا تخفف عنهم من من عذابها وهم فيها مبلسون ملعونون {ناكسوا رؤسهم عند ربهم}... [108]
عن عبد الله بن العباس قال: قال رسول الله | لعلي بن أبي طالب ×: يا علي, إن جبرئيل × أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح له قلبي, قال لي: يا محمد, إن الله تعالى قال لي: أقرأ محمدا مني السلام, وأعلمه أن عليا × إمام الهدى, ومصباح الدجى, والحجة على أهل الدنيا, وأنه الصديق الأكبر, والفاروق الأعظم, وأني آليت بعزتي وبجلالي أن لا أدخل النار أحدا تولاه وسلم له وللأوصياء من بعده, وأن لا أدخل الجنة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده, {ولكن حق القول مني لأملأن جهنم} وأطباقها {من الجنة والناس أجمعين} من يكون من أعدائه, ولأملأن الجنة من خلائقي من يكون من أوليائه وشيعته. [109]
عن أبي عبد الله, عن أبي جعفر ×, قال: سمعته × يقول: إن رسول الله | لما أسري به قال لعلي ×: يا علي, إني رأيت في الجنة نهرا أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأشد استقامة من السهم, فيه أباريق عدد نجوم السماء, على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدر الأبيض, فضرب جبرئيل بجناحه إلى جانبه فإذا هو مسك أذفر, ثم قال: والذي نفس محمد بيده, إن في الجنة لشجرا يتصفق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأولون والآخرون بأحسن منه, يثمر ثمرا كالرمان وتلقي الثمرة على الرجل, فيشقها عن تسعين حلة, والمؤمنون على كراسي من نور وهم الغر المحجلون, أنت قائدهم يوم القيامة, على الرجل نعلان, شراكهما من نور, يضيء أمامه حيث شاء من الجنة, فبينا هو كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول: سبحان الله, يا عبد الله, ما لك فينا دولة؟ فيقول: من أنت؟ فتقول: أنا من اللواتي قال الله عز وجل {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} ثم قال: والذي نفس محمد بيده إنه ليجيئه كل يوم سبعون ألف ملك يسمونه باسمه واسم أبيه. [110]
عن أبي جعفر × في قوله: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} قال: فذلك أن علي بن أبي طالب × والوليد بن عقبة بن أبي معيط تشاجرا فقال الفاسق الوليد بن عقبة: أنا والله أبسط منك لسانا وأحد منكم سنانا وأمثل منك جثوا في الكتيبة، قال علي ×: اسكت فإنما أنت فاسق, فأنزل الله {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون} فهو علي بن أبي طالب ×. [111]
عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو في الرحبة متكئا فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال: أصبحت محبا لمحبنا, صابرا على بغض من يبغضنا, إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة, وإن مبغضنا بنى بناء ف{أسس بنيانه على شفا جرف هار} فكأن بنيانه قد هار {فانهار به في نار جهنم}. يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا, وإن مبغضنا لا يستطيع أن يحبنا, إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا, فلن يستطيع محبنا بغضنا ولن يستطيع مبغضنا حبنا, ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب واحد {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما ويحب بالآخر أعداءهم. [112]
عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر × قال: سألت مولاي فقلت: قوله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} قال ×: هو علي ×. [113]
عن الإمام الهادي ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب: {إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا} وقال الله تعالى: {ولما رأ المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} فقتلت عمروهم وهزمت جمعهم، {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}... [114]
عن ابن مسعود، قال: احتجوا في مسجد الكوفة فقالوا: ما بال أمير المؤمنين عليه السلام لم ينازع الثلاثة كما نازع طلحة والزبير وعائشة ومعاوية؟ فبلغ ذلك عليا × فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة, فلما اجتمعوا صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر الناس، إنه بلغني عنكم كذا وكذا. قالوا: صدق أمير المؤمنين قد قلنا ذلك. قال: فإن لي بسنة الأنبياء أسوة فيما فعلت، قال الله عز وجل في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قالوا: ومن هم يا أمير المؤمنين؟ قال: أولهم إبراهيم × إذ قال لقومه: {وأعتزلكم وما تدعون من دون الله} فإن قلتم: إن إبراهيم اعتزل قومه لغير مكروه أصابه منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: اعتزلهم لمكروه رآه منهم فالوصي أعذر. ولي بابن خالته لوط × أسوة إذ قال لقومه: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد}، فإن قلتم: إن لوطا كانت له بهم قوة فقد كفرتم، وإن قلتم: لم يكن له قوة فالوصي أعذر. ولي بيوسف × أسوة إذ قال: {قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه} فإن قلتم: إن يوسف دعا ربه وسأله السجن لسخط ربه فقد كفرتم، وإن قلتم: إنه أراد بذلك لئلا يسخط ربه عليه فاختار السجن فالوصي أعذر. ولي بموسى × أسوة إذ قال: {ففررت منكم لما خفتكم} فإن قلتم: إن موسى فر من قومه بلا خوف كان له منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: إن موسى خاف منهم فالوصي أعذر. ولي بأخي هارون × أسوة إذ قال لأخيه: {قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني} فإن قلتم: لم يستضعفوه ولم يشرفوا على قتله فقد كفرتم وإن قلتم: استضعفوه وأشرفوا على قتله فلذلك سكت عنهم فالوصي أعذر. ولي بمحمد | أسوة حين فر من قومه ولحق بالغار من خوفهم وأنامني على فراشه، فإن قلتم: فر من قومه لغير خوف منهم فقد كفرتم، وإن قلتم: خافهم وأنامني على فراشه ولحق هو بالغار من خوفهم فالوصي أعذر. [115]
عن الإمام الهادي ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب: {إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا} وقال الله تعالى: {ولما رأ المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} فقتلت عمروهم وهزمت جمعهم، {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}... [116]
عن أبي جعفر × في قوله {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} أي أن لا يفروا أبدا {فمنهم من قضى نحبه} أي أجله, وهو حمزة وجعفر بن أبي طالب, {ومنهم من ينتظر} أجله, يعني عليا ×. [117]
عن الإمام الهادي ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...وأنت المخصوص بعلم التنزيل وحكم التأويل، ونصر الرسول، ولك المواقف المشهورة، والمقامات المشهورة والأيام المذكورة، يوم بدر ويوم الأحزاب: {إذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فرارا} وقال الله تعالى: {ولما رأ المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما} فقتلت عمروهم وهزمت جمعهم، {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}... [118]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ قال: قال علي بن أبي طالب ×: إن الله عز وجل فضلنا أهل البيت, وكيف لا يكون كذلك؟ والله عز وجل يقول في كتابه {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فقد طهرنا الله من الفواحش {ما ظهر منها وما بطن} فنحن على منهاج الحق. [119]
عن رسول الله | في حديث طويل: ألا إن الله خلق خلقه ففرقهم فرقتين فجعلني في خير الفرقتين, ثم فرق الفرقة ثلاث فرق شعوبا وقبائل وبيوتا فجعلني في خيرها شعبا وخيرها قبيلة, ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خيرها بيتا, فذلك قوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فحصلت في أهل بيتي وعترتي, وأنا وأخي علي بن أبي طالب ×. [120]
عن أبي جعفر × في قوله: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال: نزلت هذه الآية في رسول الله |, وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليم السلام), وذلك في بيت أم سلمة زوجة النبي |, فدعا رسول الله | عليا وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ثم ألبسهم كساء خيبريا, ودخل معهم فيه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا نزلت هذه الآية, فقالت أم سلمة :وأنا معهم يا رسول الله؟ قال أبشري يا أم سلمة, إنك إلى خير. [121]
أبو جعفر وجعفر ‘ في قوله {ليخرجكم من الظلمات إلى النور} يقول: من الكفر إلى الإيمان, يعني إلى الولاية لعلي ×. [122]
عن محمد بن مروان رفعه إليهم عليهم السلام فقال: يا أيها الذين آمنوا لا تؤذوا رسول الله | في علي والأئمة (عليهم السلام), كما {آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا}. [123]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × أنه قال: {ومن يطع الله ورسوله} في ولاية علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده {فقد فاز فوزا عظيما}. [124]
عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا} قال: هي ولاية أمير المؤمنين ×. [125]
عن صعصعة بن صوحان, عن رسول الله | في حديث أنه قال لأمير المؤمنين ×: مرحبا بالحبيب القريب, ثم تلا | هذه الآية {ويهدي إلى صراط العزيز الحميد} أنت يا علي منهم. [126]
عن أبي جعفر × قال: لما أخذ رسول الله | بيد علي × يوم الغدير, صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه, فقالوا: يا سيدهم ومولاهم, ما ذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه, فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا, فقالوا: يا سيدهم, أنت كنت لآدم. فلما قال المنافقون: إنه ينطق عن الهوى, وقال أحدهما لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله | - صرخ إبليس صرخة بطرب, فجمع أولياءه فقال: أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم, قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب, وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول. فلما قبض رسول الله | وأقام الناس غير علي × لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الوثبة وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا, لا يطاع الله حتى يقوم الإمام. وتلا أبو جعفر ×: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}, قال أبو جعفر ×: كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله |, والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله |: إنه ينطق عن الهوى, فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه. [127]
عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى {قل إنما أعظكم بواحدة} فقال ×: إنما أعظكم بولاية علي ×, هي الواحدة التي قال الله تبارك وتعالى {إنما أعظكم بواحدة}. [128]
عن الإمام العسكري ×: قال علي بن موسى الرضا × في هذه الآية {إليه يصعد الكلم الطيب}: قول: لا إله إلا الله, محمد رسول الله |, علي ولي الله وخليفة محمد رسول الله | حقا، وخلفاؤه خلفاء الله، {والعمل الصالح يرفعه} علمه في قلبه بأن هذا الكلام صحيح كما قلته بلساني. [129]
عن ابن عباس في قوله {وما يستوي الأعمى}, أبو جهل {والبصير} أمير المؤمنين × {ولا الظلمات} أبو جهل, {ولا النور} أمير المؤمنين × {ولا الظل} يعني ظل أمير المؤمنين × في الجنة, {ولا الحرور} يعني جهنم, ثم جمعهم جميعا فقال {وما يستوي الأحياء} علي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة وخديجة (عليهم السلام) {ولا الأموات} كفار مكة. [130]
عن ابن عباس في قوله عز وجل {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال: يعني به عليا ×, كان عالما بالله ويخشى الله, ويراقبه, ويعمل بفرائضه, ويجاهد في سبيله, ويتبع جميع أمره برضائه ومرضاة رسوله |. [131]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وقال {أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} فنحن الذين اصطفانا الله من عباده, ونحن صفوة الله, ولنا ضربت الأمثال, وعلينا نزل الوحي. [132]
عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله | يقول لعلي ×: يا عل, أبشر وبشر, فليس على شيعتك كرب عند الموت, ولا وحشة في القبور, ولا حزن يوم النشور, ولكأني بهم يخرجون من جدث القبور, ينفضون التراب عن رءوسهم ولحاهم يقولون {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب}. [133]
عن أمير المؤمنين × قال: قال لي رسول الله |: يا علي, ما بين من يحبك وبين أن يرى ما تقر به عيناه إلا أن يعاين الموت, ثم تلا {ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل}. [134]
عن صالح بن سهل قال: سمعت أبا عبد الله × يقرأ {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} قال: في أمير المؤمنين ×. [135]
عن أمير المؤمنين عليهم السلام في خطبة طويلة عن أسماء يوم الغدير: ويوم دحر الشيطان, ويوم البرهان {هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون}, هذا يوم الملإ الأعلى الذي {أنتم عنه معرضون}. [136]
عن رسول الله | في قول الله عز وجل {وقفوهم إنهم مسؤلون} قال |: عن ولاية علي ×. [137]
عن رسول الله |: {أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم} المعدة لمخالفي أخي ووصيي علي بن أبي طالب ×. [138]
عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم قال: سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق × عن تفسير هذه الآية: {وإن من شيعته لإبراهيم}, فقال ×: إن الله سبحانه لما خلق إبراهيم × كشف له عن بصره، فنظر، فرأى نورا إلى جنب العرش، فقال: إلهي، ما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور محمد | صفوتي من خلقي. ورأى نورا إلى جنبه، فقال: إلهي، وما هذا النور؟ فقيل له: هذا نور علي بن أبي طالب × ناصر ديني. ورأى إلى جنبهما ثلاثة أنوار، فقال: إلهي، وما هذه الأنوار؟ فقيل له: هذا نور فاطمة ÷، فطمت محبيها من النار، ونور ولديها: الحسن، والحسين ‘. ورأى تسعة أنوار قد حفوا بهم؟ فقال: إلهي، وما هذه الأنوار التسعة؟ قيل: يا إبراهيم، هؤلاء الأئمة من ولد علي وفاطمة ‘. فقال إبراهيم ×: إلهي بحق هؤلاء الخمسة إلا عرفتني من التسعة, قيل: يا إبراهيم, أولهم علي بن الحسين, وابنه محمد, وابنه جعفر, وابنه موسى, وابنه علي, وابنه محمد, وابنه علي, وابنه الحسن, والحجة القائم ابنه, فقال إبراهيم ×: إلهي وسيدي, أرى أنوارا قد أحدقوا بهم لا يحصي عددهم إلا أنت, قيل: يا إبراهيم, هؤلاء شيعتهم شيعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×, فقال إبراهيم ×: وبما تعرف شيعته؟ قال: بصلاة إحدى وخمسين, والجهر ب{بسم الله الرحمن الرحيم}, والقنوت قبل الركوع, والتختم في اليمين, فعند ذلك قال إبراهيم ×: اللهم اجعلني من شيعة أمير المؤمنين ×, قال: فأخبر الله تعالى في كتابه فقال: {وإن من شيعته لإبراهيم}. [139]
عن أمير المؤمنين × في قوله عز وجل {سلام على ال ياسين} قال: ياسين محمد | ونحن آل ياسين. [140]
عن أمير المؤمنين ×: إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش, فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا, فسبحت الملائكة بتسبيحنا, ثم أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا, فسبحت أهل الأرض بتسبيحنا, ف{إنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}. [141]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وإن عندي علم المنايا والبلايا, {وفصل الخطاب} وما من آية نزلت إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت. [142]
عن عبد الرحمن بن كثير قال: سألت الصادق × عن قوله {أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات} قال: أمير المؤمنين × وأصحابه {كالمفسدين في الأرض} حبتر وزريق وأصحابهما {أم نجعل المتقين} أمير المؤمنين × وأصحابه {كالفجار} حبتر ودلام وأصحابهما {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليه وعليهم أجمعين {وليتذكر أولوا الألباب} فهم أهل الألباب الثاقبة، قال: وكان أمير المؤمنين × يفتخر بها ويقول: ما أعطي أحد قبلي ولا بعدي مثل ما أعطيت. [143]
عن زكريا الزجاجي قال: سمعت أبا جعفر × يذكر أن عليا × كان فيما ولي بمنزلة سليمان بن داود ×, قال الله تعالى {فامنن أو أمسك بغير حساب}. [144]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر ×, قال: قلت: جعلت فداك, إن الشيعة يسألونك عن تفسير هذه الآية {عم يتساءلون عن النبإ العظيم}, قال: فقال ×: ذلك التي إن شئت أخبرتهم وإن شئت لم أخبرهم, قال: فقال: لكني أخبرك بتفسيرها, قال: فقلت: {عم يتساءلون} قال؟ فقال: هي في أمير المؤمنين ×, قال ×: كان أمير المؤمنين × يقول: ما لله آية أكبر مني, ولا لله من نبإ عظيم أعظم مني, [145] ولقد عرضت ولايتي على الأمم الماضية فأبت أن تقبلها, قال: قلت له: {قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون}: قال هو والله أمير المؤمنين ×. [146]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين إن هو إلا ذكر للعالمين} قال: هو أمير المؤمنين ×,[147] {ولتعلمن نبأه بعد حين} قال: عند خروج القائم #. [148]
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: وأنا السلم لرسوله | يقول الله عز وجل {ورجلا سلما لرجل}. [149]
عن أمير المؤمنين × في قوله {فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه} قال: الصدق ولايتنا أهل البيت.[150]
عن أبي عبد الله × {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} قال: شفاعة النبي |, {والذي جاء بالصدق} شفاعة علي ×, {أولئك هم الصديقون} شفاعة الأئمة (عليهم السلام). [151]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه (عليهم السلام) {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} تعريفا للخليقة قربهم, ألا ترى أنك تقول: فلان إلى جنب فلان, إذا أردت أن تصف قربه منه. [152]
عن عبد الله بن سليمان قال: قلت لأبي عبد الله × قول الله عز وجل {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} قال: علي × جنب الله. [153]
عن الإمام الباقر × في قوله تعالى {لو أن الله هداني لكنت من المتقين} قال: لولاية علي ×, فرد الله عليهم {بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين} وكان أمير المؤمنين × يقول: ما لله آية أكبر مني. [154]
عن سورة بن كليب, عن أبي جعفر ×, قال: قلت له: قول الله عز وجل {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة} قال: من قال: إني إمام, وليس بإمام, قال: قلت: وإن كان علويا؟ قال: وإن كان علويا, قلت: وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب ×؟ قال: وإن كان. [155]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله لنبيه | {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين} قال: تفسيرها: لئن أمرت بولاية أحد مع ولاية علي × من بعدك {ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}. [156]
عن أمير المؤمنين × أن الله تعالى إيانا عنى بقوله {شهداء على الناس}, فرسول الله | شاهد علينا ونحن شهداء الله على خلقه, وحجته في أرضه, ونحن الذين قال الله تعالى {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} ويقال إنه المعني بقوله {وجيء بالنبيين والشهداء}. [157]
عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: أصبح عدونا {على شفا حفرة من النار}, وكان شفا حفرة قد انهارت {به في نار جهنم} فتعسا لأهل النار مثواهم, إن الله عز وجل يقول {فبئس مثوى المتكبرين}, وما من أحد نقص عن حبنا لخير يجعله الله عنده. [158]
عن رسول الله | في خبطة الغدير: معاشر الناس, أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه, ثم علي من بعدي, ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون إلى الحق {وبه يعدلون}, ثم قرأ | {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها, وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت, أولئك {أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ألا {إن حزب الله هم الغالبون} ألا إن أعداء علي × هم أهل الشقاق والنفاق والحادون, وهم العادون, وإخوان الشياطين الذين {يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا} ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية, ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: الذين يدخلون الجنة آمنين تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن {طبتم فادخلوها خالدين}. [159]
عن أمير المؤمنين × قال: أنا وشيعتي يوم القيامة على منابر من نور, فيمر علينا الملائكة ويسلم علينا, قال: فيقولون: من هذا الرجل ومن هؤلاء؟ فيقال لهم: هذا علي بن أبي طالب ابن عم النبي ×, فيقال: من هؤلاء؟ قال: فيقال لهم: هؤلاء شيعته, قال: فيقولون: أين النبي العربي وابن عمه؟ فيقولون: هما عند العرش, قال: فينادي مناد من السماء عند رب العزة: يا علي, ادخل الجنة أنت وشيعتك, لا حساب عليك ولا عليهم, فيدخلون الجنة ويتنعمون فيها من فواكهها, ويلبسون السندس والإستبرق وما لم تر عين, فيقولون {الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور} الذي من علينا بنبيه محمد | وبوصيه علي بن أبي طالب ×, والحمد لله الذي من علينا بهما من فضله وأدخلنا الجنة {فنعم أجر العاملين} فينادي مناد من السماء {كلوا واشربوا هنيئا} قد نظر إليكم الرحمن نظرة, فلا بؤس عليكم ولا حساب ولا عذاب. [160]
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قول الله عز وجل {الذين يحملون العرش ومن حوله} قال: يعني محمدا وعليا والحسن والحسين ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام). [161]
عن الحسن بن الحسين, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم} بأن لعلي × ولاية {وإن يشرك به} من ليست له ولاية {تؤمنوا} به {فالحكم لله العلي الكبير}. [162]
عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله ×: قوله عز وجل {يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة} قال: الراجفة الحسين بن علي ×, والرادفة علي بن أبي طالب ×, وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي × في خمسة وسبعين ألفا, وهو قوله عز وجل {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار}. [163]
عن أبي عبد الله × أنه قال: قال الله عز وجل {فلنذيقن الذين كفروا} بتركهم ولاية علي × {عذابا شديدا} في الدنيا {ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون} [164] في الآخرة {ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا بآياتنا يجحدون} والآيات الأئمة (عليهم السلام). [165]
عن أبي مريم قال: سمعت أبان بن تغلب يسأل جعفر × عن قول الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: استقاموا على ولاية علي بن أبي طالب ×. [166]
عن عمر بن جبير, عن جعفر بن محمد × في قوله عز وجل {ولكن يدخل من يشاء في رحمته} قال: الرحمة ولاية علي بن أبي طالب × {والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير}. [167]
عن عبد الله بن جندب, عن أبي الحسن الرضا × في حديث طويل: ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال في كتابه: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك} يا محمد {وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى}، قد علمنا وبلغنا ما علمنا واستودعنا علمهم, ونحن ورثة الأنبياء, ونحن ورثة أولي العلم وأولي العزم من الرسل {أن أقيموا الدين} {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} كما قال الله {ولا تتفرقوا فيه} وإن {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه} من الشرك من أشرك بولاية علي × {ما تدعوهم إليه} من ولاية علي × يا محمد فيه هدى {ويهدي إليه من ينيب} من يجيبك إلي بولاية علي ×. [168]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {الله لطيف بعباده يرزق من يشاء} قال: ولاية أمير المؤمنين ×, قلت: {من كان يريد حرث الآخرة}, قال ×: معرفة أمير المؤمنين والأئمة (عليهم السلام), {نزد له في حرثه} قال: نزيده منها, قال: يستوفي نصيبه من دولتهم {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} قال: ليس له في دولة الحق مع القائم × نصيب. [169]
عن عبد الحميد بن أبي الديلم, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ثم قال {وآت ذا القربى حقه} فكان علي × وكان حقه الوصية التي جعلت له, والاسم الأكبر, وميراث العلم وآثار علم النبوة, فقال {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} ثم قال {وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت} يقول: أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها, مودة القربى, بأي ذنب قتلتموهم – إلى أن قال × - [170] فلما قدم - رسول الله | بعد الغدير - المدينة, أتته الأنصار فقالوا: يا رسول الله, إن الله جل ذكره قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا, فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا, وقد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو, فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم, فلم يرد رسول الله | عليهم شيئا, وكان ينتظر ما يأتيه من ربه, فنزل جبرئيل × وقال {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}, ولم يقبل أموالهم, فقال المنافقون: ما أنزل الله هذا على محمد, وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ويحمل علينا أهل بيته, يقول أمس: من كنت مولاه فعلي مولاه, واليوم {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. [171]
عن ابن عباس، قال: لما نزلت: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} قالوا: يا رسول الله, من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال |: علي وفاطمة وولدهما (عليهم السلام). [172]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × أنه قرأ {وترى} ظالمي آل محمد | حقهم {لما رأوا العذاب} وعلي × هو العذاب {يقولون هل إلى مرد من سبيل} يعني أنه هو سبب العذاب, لأنه قسيم الجنة والنار. [173]
عن الإمام الباقر ×: قال الله {وتراهم يعرضون عليها} يعني أرواحهم تعرض على النار {خاشعين من الذل ينظرون} إلى علي × {من طرف خفي} ف{قال الذين آمنوا} بآل محمد {إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم} إلى {يوم القيامة ألا إن الظالمين} لآل محمد | حقهم في عذاب أليم. [174]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في قول الله لنبيه | {ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا} يعني عليا ×, وعلي هو النور. [175]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × في قول الله تبارك وتعالى {صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض} يعني عليا ×, إنه جعل عليا × خازنه على {ما في السماوات وما في الأرض} من شيء وائتمنه عليه {ألا إلى الله تصير الأمور}. [176]
عن حماد بن عيسى, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {اهدنا الصراط المستقيم} قال: هو أمير المؤمنين × ومعرفته, والدليل على أنه أمير المؤمنين × قوله عز وجل: {وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم} وهو أمير المؤمنين × في أم الكتاب في قوله عز وجل {اهدنا الصراط المستقيم}. [177]
عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ولئن تقمصها دوني الأشقيان, ونازعاني فيما ليس لهما بحق, وركباها ضلالة, واعتقداها جهالة, فلبئس ما عليه وردا, ولبئس ما لأنفسهما مهدا, يتلاعنان في دورهما, ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه, يقول لقرينه إذا التقيا {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} فيجيبه الأشقى على رثوثة {يا ليتني لم} أتخذك {خليلا} لقد أضللتني {عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا}, فأنا الذكر الذي عنه ضل, والسبيل الذي عنه مال, والإيمان الذي به كفر, والقرآن الذي إياه هجر, والدين الذي به كذب, والصراط الذي عنه نكب. [178]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × في حديث طويل: ثم قال الله لنبيه | {أفأنت تسمع الصم أو تهدي العمي ومن كان في ضلال مبين فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} يعني من فلان وفلان, [179] ثم أوحى الله إلى نبيه | {فاستمسك بالذي أوحي إليك} في علي × {إنك على صراط مستقيم}, يعني أنك على ولاية علي ×, وعلي × هو الصراط المستقيم. [180]
عن سليم بن قيس, عن علي × قال: قوله عز وجل {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} فنحن قومه ونحن المسؤولين. [181]
عن عبد الله بن مسعود قال: قال لي رسول الله | في حديث الإسراء: فإذا ملك قد أتاني فقال: يا محمد, سل {من أرسلنا من قبلك من رسلنا} على ماذا بعثتم, فقلت لهم: معاشر الرسل والنبيين, على ماذا بعثكم الله قبلي؟ قالوا (عليهم السلام): على ولايتك يا محمد وولاية علي بن أبي طالب ×. [182]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاجه يوم الشورى, قال ×: نشدتكم بالله, هل فيكم أحد قال له رسول الله | كما قال لي: لو لا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة, غيري؟ فقالوا: اللهم لا, قال ×: نشدتكم بالله, هل فيكم أحد قال له رسول الله |: احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزوروني فلا تأذن لأحد منهم, فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله | محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا, ثم أذنت له فدخل فقال: يا رسول الله, إني قد جئتك غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول: إن رسول الله | محتجب وعنده زوار من الملائكة, وعدتهم كذا وكذا, فكيف علم بالعدة, أعاينهم؟ فقال له: يا علي, قد صدق, كيف علمت بعدتهم؟ فقلت: اختلفت علي التحيات وسمعت الأصوات, فأحصيت العدد, قال |: صدقت, فإن فيك سنة من أخي عيسى ×, فخرج عمر وهو يقول: ضربه لابن مريم مثلا, فأنزل الله عز وجل {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} قال: يضجون, {وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون} غيري؟ قالوا: اللهم لا. [183]
عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله × أي شيء يقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين ×؟ قلت: يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين ×, قال: فقال: أيزعمون أن أمير المؤمنين × قد علم ما علم رسول الله |؟ قلت: نعم, ولكن لا يقدمون على أولي العزم من الرسل أحدا, قال أبو عبد الله ×: فخاصمهم بكتاب الله, قال: قلت: وفي أي موضع منه أخاصمهم؟ قال: قال الله تعالى لموسى × {كتبنا له في الألواح من كل شيء} علمنا أنه لم يكتب لموسى × كل شيء, وقال الله تبارك وتعالى لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقال الله تعالى لمحمد | {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}. [184]
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله |: يا علي, كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك. يا علي, إنه إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أين محبو علي ومن يحبه؟ أين المتحابون في الله؟ أين المتباذلون في الله؟ أين المؤثرون على أنفسهم؟ أين الذين جفت ألسنتهم من العطش؟ أين الذين يصلون بالليالي والناس نيام؟ أين الذين يبكون من خشية الله؟ {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون} أين رفقاء النبي محمد |؟ ائمنوا وقروا عينا, {ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون}. [185]
عن كميل بن زياد, عن أمير المؤمنين × في وصية طويلة: يا كميل, من لا يسكن الجنة {فبشره بعذاب أليم}, وخزي مقيم, وأكبال ومقامع وسلاسل طوال, ومقطعات النيران, ومقارنة كل شيطان, الشراب صديد, واللباس حديد, والخزنة فضضة, والنار ملتهبة, والأبواب موثقة مطبقة, ينادون فلا يجابون, ويستغيثون فلا يرحمون, نداؤهم {يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون}. يا كميل, نحن والله الحق الذي قال الله عز وجل {ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن}. [186]
عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} فلان وفلان وفلان, ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين ×. قلت: قوله تعالى[187] {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر} قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما, وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل × على محمد | {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله} في علي × {سنطيعكم في بعض الأمر} قال: دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبي |, ولا يعطونا من الخمس شيئا, وقالوا: إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أن يكون الأمر فيهم, فقالوا: سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه, وهو الخمس, ألا نعطيهم منه شيئا, وقوله {كرهوا ما نزل الله} والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين ×, وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم, فأنزل الله {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} الآية. [188]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: يا أبا محمد, والله ما استثنى الله عز وجل بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين × وشيعته, فقال في كتابه وقوله الحق {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله} يعني بذلك عليا × وشيعته. [189]
عن ابن عباس في قوله عز وجل {أم حسب الذين اجترحوا السيئات} الآية قال: إن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب × وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث هم الذين آمنوا, وفي ثلاثة من المشركين: عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة, وهم {الذين اجترحوا السيئات}. [190]
عن الإمام الباقر × في قوله {وترى كل أمة جاثية} الآية قال: ذلك النبي وعلي ‘, يقوم على كوم قد علا الخلائق فيشفع, ثم يقول: يا علي اشفع, فيشفع الرجل في القبيلة, ويشفع الرجل لأهل البيت, ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله, فذلك المقام المحمود. [191]
عن أمير المؤمنين × أنه قال: سورة محمد | آية فينا وآية في بني أمية. [192]
عن أبي عبد الله ×: وقوله {والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد} في علي × {وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم}. [193]
عن جابر, عن أبي جعفر × أنه قال: قوله تعالى {ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله} في علي × {فأحبط أعمالهم}. [194]
عن جابر قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {أفلم يسيروا في الأرض}, فقرأ أبو جعفر × {الذين كفروا} حتى بلغ إلى {أفلم يسيروا في الأرض} ثم قال ×: هل لك في رجل يسير بك فيبلغ بك من المطلع إلى المغرب في يوم واحد؟ قال: فقلت: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك, ومن لي بهذا؟ فقال: ذاك أمير المؤمنين ×, ألم تسمع قول رسول الله |: لتبلغن الأسباب, والله لتركبن السحاب, والله لتؤتن عصا موسى, والله لتعطن خاتم سليمان. ثم قال: هذا قول رسول الله |. [195]
عن أبي عبد الله ×: {والذين كفروا} بولاية علي × {يتمتعون} بدنياهم {ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم}. [196]
عن المفضل بن عمر قال: سئل سيدي جعفر بن محمد × عن قول الله تعالى في محكم كتابه {مثل الجنة التي وعد المتقون} قال: هي في علي × وأولاده وشيعتهم, هم المتقون وهم أهل الجنة والمغفرة. [197]
عن مقاتل والضحاك وعطاء وابن عباس في قوله تعالى {ومنهم} أي من المنافقين {من يستمع إليك} وأنت تخطب على منبرك تقول: إن حامل لواء الحمد يوم القيامة علي بن أبي طالب × {حتى إذا خرجوا من عندك} تفرقوا عنك وقالوا {ماذا قال آنفا} على المنبر استهزاء بذلك كأنهم لم يسمعوا, ثم قال {أولئك الذين طبع الله على قلوبهم}. [198]
عن أبي عبد الله ×: {والذين اهتدوا} بولاية علي × {زادهم هدى} حيث عرفهم الأئمة (عليهم السلام) من بعده والقائم # {وآتاهم تقواهم} أي ثواب تقواهم أمانا من النار. [199]
عن أبي عبد الله ×: وقوله عز وجل {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين} وهم علي × وأصحابه {والمؤمنات} وهن خديجة وصويحباتها. [200]
عن أبي عبد الله × في قوله {إن الذين ارتدوا على أدبارهم} عن الإيمان بتركهم ولاية علي أمير المؤمنين ×. [201]
عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى} فلان وفلان وفلان, ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين ×. قلت: قوله تعالى[202] {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر} قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما, وهو قول الله عز وجل الذي نزل به جبرئيل × على محمد | {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله} في علي × {سنطيعكم في بعض الأمر} قال: دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبي |, ولا يعطونا من الخمس شيئا, وقالوا: إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شيء ولم يبالوا أن يكون الأمر فيهم, فقالوا: سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه, وهو الخمس, ألا نعطيهم منه شيئا, وقوله {كرهوا ما نزل الله} والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين ×, وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم, فأنزل الله {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} الآية. [203]
عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم} قال: كرهوا عليا ×, وكان علي × رضا الله ورضا رسوله أمر الله بولايته يوم بدر, ويوم حنين, وببطن نخلة, ويوم التروية نزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله | عن المسجد الحرام وبالجحفة وبخم. [204]
عن جابر, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن جابر بن عبد الله قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم قال قوم: ما يألو برفع ضبع ابن عمه, فأنزل الله تعالى {أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم}. [205]
عن بعض أصحابه محمد بن علي أو غيره, رفعه قال: قلت لأبي عبد الله × أكان حذيفة بن اليماني يعرف المنافقين؟ فقال: أجل كان يعرف اثني عشر رجلا, وأنت تعرف اثني عشر ألف رجل, إن الله تبارك وتعالى يقول {فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول} فهل تدري ما لحن القول؟ قلت: لا والله, قال: بغض علي بن أبي طالب × ورب الكعبة. [206]
عن أبي الورد, عن أبي جعفر × {وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى} قال: في أمر علي بن أبي طالب ×. [207]
عن رسول الله | في حديث طويل: وإني مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم, وقد عهدت إلى أمتي في علي بن أبي طالب ×, وإنها الراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة وصيي وعصيانه, ألا وإني مجدد عليكم عهدي في علي × {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.[208]
عن رسول الله | في خطبة الغدير: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع, يريد الله عز وجل في كل حال, وسألت جبرئيل × أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين, وكثرة المنافقين, وإدغال الآثمين, وختل المستهزءين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} ويحسبونه {هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي في غير مرة, حتى سموني أذنا وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه. [209]
عن أبي عبد الله, عن أمير المؤمنين ‘ في حديث طويل: وأنا الذي ذكر الله اسمه في التوراة والإنجيل بمؤازرة رسول الله |، وأنا أول من بايع رسول الله | تحت الشجرة في قوله: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}. [210]
عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله × - أو قال له رجل - أصلحك الله, ألم يكن علي × قويا في دين الله عز وجل؟ قال: بلى, قال: فكيف ظهر عليه القوم؟ وكيف لم يدفعهم وما يمنعه من ذلك؟ قال ×: آية في كتاب الله عز وجل منعته, قال: قلت: وأية آية هي؟ قال: قوله عز وجل {لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما}, إنه كان لله عز وجل ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ومنافقين, فلم يكن علي × ليقتل الآباء حتى يخرج الودائع, فلما خرجت الودائع ظهر على من ظهر فقاتله, وكذلك قائمنا أهل البيت #, لن يظهر أبدا حتى تظهر ودائع الله عز وجل, فإذا ظهرت ظهر على من يظهر فقتله. [211]
عن الرعلي, عن علي بن أبي طالب ×. وإسماعيل بن أبان, عن محمد بن عجلان, عن زيد بن علي, عن رسول الله | في حديث طويل أن جبرئيل × قال له: يقول الله لك: يا محمد, {وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها} ولاية علي بن أبي طالب ×. [212]
عن أبي الحسن الماضي ×, قال قلت: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} قال ×: هو الذي أمر رسوله | بالولاية لوصيه ×, والولاية هي دين الحق, قلت: {ليظهره على الدين كله}؟ قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم #. [213]
عن الإمام الحسين بن علي × في قوله {تراهم ركعا سجدا} نزلت في علي بن أبي طالب ×. [214]
عن داود بن سرحان, عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون} عنى بذلك كسر بيوت رسول الله | وبيت علي بن أبي طالب ×, وذلك أن الناس كانوا يأتون من الأمصار فيقولون: بيت من هذا؟ فيقولون: بيت النبي |, ويقولون: بيت من هذا؟ فيقولون: بيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×. [215]
عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم} يعني أمير المؤمنين × {وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان} الأول والثاني والثالث. [216]
عن حفص بن غياث, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله عز وجل {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله} فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله |: إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل, فسئل النبي |: من هو؟ فقال: خاصف النعل, يعني أمير المؤمنين ×, فقال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله | ثلاثا وهذه الرابعة, والله لو ضربونا حتى يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل, وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين × ما كان من رسول الله | في أهل مكة يوم فتح مكة, فإنه لم يسب لهم ذرية, وقال |: من أغلق بابه فهو آمن, ومن ألقى سلاحه فهو آمن, وكذلك قال أمير المؤمنين × يوم البصرة,, نادى فيهم: لا تسبوا لهم ذرية, ولا تجهزوا على جريح, ولا تتبعوا مدبرا, ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن. [217]
عن عبد الله بن العباس، قال: لما نزلت {إنما المؤمنون إخوة} آخى رسول الله | بين المسلمين، فآخى بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن، وبين فلان وفلان حتى آخى بين أصحابه أجمعهم على قدر منازلهم، ثم قال لعلي بن أبي طالب ×: أنت أخي، وأنا أخوك. [218]
عن ابن عباس أنه قال: في قول الله عز وجل {إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} قال ابن عباس: ذهب علي × بشرفها وفضلها. [219]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنا {ق والقرآن المجيد}. [220]
عن أمير المؤمنين × في قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} قال: فقال النبي |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد كنت أنا وأنت يومئذ عن يمين العرش, فيقال لي ولك: قوما فألقيا من أبغضكما وخالفكما وكذبكما في النار. [221]
عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, هذا علي أخي ووصيي, وواعي علمي, وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل, والداعي إليه, والعامل بما يرضاه, والمحارب لأعدائه, والموالي على طاعته, والناهي عن معصيته, خليفة رسول الله, وأمير المؤمنين, والإمام الهادي, وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين, بأمر الله أقول و{ما يبدل القول لدي}. [222]
عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: وأنا ذو القلب, فيقول الله {إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب}. [223]
عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قول الله عز وجل {إنما توعدون لصادق} يعني في علي ×, {وإن الدين لواقع} يعني عليا, وعلي × هو الدين, [224] وقوله {والسماء ذات الحبك} قال: السماء رسول الله |, وعلي × ذات الحبك,[225] وقوله {إنكم لفي قول مختلف} يعني مختلف في علي ×, يعني اختلفت هذه الأمة في ولايته, فمن استقام على ولاية علي × دخل الجنة, ومن خالف ولاية علي × دخل النار, وقوله {يؤفك عنه من أفك} فإنه يعني عليا ×, من أفك عن ولايته أفك عن الجنة. [226]