أعداء الأئمة عليهم السلام

* أعداء الأئمة عليهم السلام

* الانحراف عن الأئمة عليهم السلام نفاق وفسق وضلال

عن الإمام العسكري ×: قال العالم موسى بن جعفر ×: إن رسول الله| لما أوقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في يوم الغدير موقفه المشهور المعروف ثم قال: يا عباد الله انسبوني. فقالوا: أنت محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. ثم قال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال |: مولاكم أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فنظر إلى السماء، وقال: اللهم اشهد. يقول هو ذلك |، وهم يقولون ذلك - ثلاثا -. ثم قال: ألا فمن كنت مولاه وأولى به، فهذا علي مولاه وأولى به، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. ثم قال: قم يا أبا بكر، فبايع له بإمرة المؤمنين. فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثم قال: قم يا عمر، فبايع له بإمرة المؤمنين، فقام فبايع له بإمرة المؤمنين. ثم قال بعد ذلك لتمام التسعة، ثم لرؤساء المهاجرين والأنصار، فبايعوا كلهم. فقام من بين جماعتهم عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم تفرقوا عن ذلك، وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق. ثم إن قوما من متمرديهم وجبابرتهم تواطأوا بينهم: لئن كانت لمحمد |كائنة، ليدفعن هذا الامر عن علي ولا يتركونه له. فعرف الله تعالى ذلك من قبلهم وكانوا يأتون رسول الله | ويقولون: لقد أقمت علينا أحب خلق الله إلى الله وإليك وإلينا، كفيتنا به مؤنة الظلمة لنا والجائرين في سياستنا، وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك، ومن مواطأة بعضهم لبعض أنهم على العداوة مقيمون، ولدفع الامر عن مستحقه مؤثرون. فأخبر الله عز وجل محمدا عنهم، فقال: يا محمد {ومن الناس من يقول آمنا بالله} الذي أمرك بنصب علي إماما، وسائسا لامتك ومدبرا {وما هم بمؤمنين} بذلك، ولكنهم يتواطؤون على إهلاكك وإهلاكه، يوطنون أنفسهم على التمرد على علي × إن كانت بك كائنة. [1]

 

عن أبي جعفر × قال: قال أمير المؤمنين × بعد وفاة رسول الله | في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال: {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم} فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن لم قلت ما قلت؟ قال: قرأت شيئا من القرآن، قال: لقد قلته لامر، قال: نعم, ان الله يقول في كتابه {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} أفتشهد على رسول الله | انه استخلف أبا بكر؟ قال: ما سمعت رسول الله | أوصى إلا إليك، قال: فهلا بايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم, فقال أمير المؤمنين ×: كما اجتمع أهل العجل على العجل ها هنا فتنتم ومثلكم {كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون}. [2]

 

عن أبي عبد الله × في رسالة طويلة: واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله إلا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد |, ومعصيتهم من معصية الله, ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر. واعلموا أن المنكرين هم المكذبون, وأن المكذبين هم المنافقون, وأن الله عز وجل قال للمنافقين وقوله الحق: {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا}. [3]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال لأبو بصير في حديث طويل: إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا, وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا, ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره: {وما وجدنا لأكثرهم‏ من‏ عهد وإن‏ وجدنا أكثرهم‏ لفاسقين‏}. [4]

 

عن أحدهما ‘ قال:‏ قد فرض الله في الخمس نصيبا لآل محمد |، فأبى أبو بكر أن يعطيهم نصيبهم حسدا وعداوة، وقد قال الله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون‏} وكان أبو بكر أول من منع آل محمد | حقهم, وظلمهم وحمل الناس على رقابهم، ولما قبض أبو بكر استخلف عمر على غير شورى من المسلمين, ولا رضا من آل محمد |، فعاش عمر بذلك لم يعط آل محمد حقهم, وصنع ما صنع أبو بكر. [5]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: هو قوله |: لا تصلوا علي صلاة مبتورة إذا صليتم علي, بل صلوا على أهل بيتي ولا تقطعوهم مني, فإن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي. ولما خالفوا الله تعالى ضلوا فأضلوا, فحذر الله تعالى الأمة من اتباعهم, فقال سبحانه‏ {ولا تتبعوا أهواء قوم‏ قد ضلوا من‏ قبل‏ وأضلوا كثيرا وضلوا عن‏ سواء السبيل}‏ والسبيل هاهنا الوصي. [6]

 

عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي وتكرما نحلنيه وإعظاما وتفصيلا من رسول الله | منحنيه‏ وهو قوله تعالى {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق‏ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}[7] في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع, فطال لها الاستماع, ولئن تقمصها دوني الأشقيان, ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهالة, فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لأنفسهما مهدا يتلاعنان‏ في دورهما, ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه, يقول لقرينه إذا التقيا: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين‏ فبئس القرين}‏ فيجيبه الأشقى على رثوثة: يا ليتني لم أتخذك خليلا, لقد أضللتني‏ {عن الذكر بعد إذ جاءني‏ وكان الشيطان‏ للإنسان خذولا} فأنا الذكر الذي عنه ضل, والسبيل الذي عنه مال, والإيمان الذي به كفر, والقرآن الذي إياه هجر, والدين الذي به كذب, والصراط الذي عنه نكب‏. [8]

 

عن الإمام الرضا × في حديث طويل عن فضل الإمام: ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة {وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم, والقرآن يناديهم {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون}. [9]

 

عن عبيد الله بن محمد بن عبيد بن ياسين بن محمد بن عجلان التميمي العابد قال: سمعت سيدي أبا الحسن علي بن محمد ابن الرضا (عليهم السلام) بسرمن‏رأى يقول: الغوغاء قتلة الأنبياء، والعامة اسم مشتق من العمى، ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام حتى قال: {بل هم أضل}. [10]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل أنه قال عن النواصب: قال الله تعالى {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا} ما رضي الله تعالى أن يشبههم بالحمير والبقر والكلاب والدواب, حتى زادهم فقال: {بل هم أضل سبيلا}. [11]

 

عن محمد بن علي الرضا × أنه قال: الواقفة هم حمير الشيعة، ثم تلا هذه الآية: {إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا}.  [12]

 

عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ولئن تقمصها دوني الأشقيان, ونازعاني فيما ليس لهما بحق, وركباها ضلالة, واعتقداها جهالة, فلبئس ما عليه وردا, ولبئس ما لأنفسهما مهدا, يتلاعنان في دورهما, ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه, يقول لقرينه إذا التقيا {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين} [13]

 

عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي‏ ×, قال قلت: {ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا}, قال ×: إن الله تبارك وتعالى سمى من لم يتبع رسوله | في ولاية وصيه × منافقين, وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد محمدا |, وأنزل بذلك قرآنا فقال: يا محمد {إذا جاءك المنافقون}‏ بولاية وصيك‏ {قالوا نشهد إنك لرسول الله‏ والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين}‏ بولاية علي‏ × {لكاذبون اتخذوا أيمانهم‏ جنة فصدوا عن سبيل الله}‏ والسبيل هو الوصي‏ {إنهم ساء ما كانوا يعملون‏ ذلك‏ بأنهم‏ آمنوا} برسالتك و{كفروا} بولاية وصيك‏ {فطبع‏} الله‏ {على قلوبهم‏ فهم لا يفقهون‏}, قلت: ما معنى لا يفقهون؟ قال: يقول: لا يعقلون بنبوتك,[14] قلت:‏ {وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله‏}, قال: وإذا قيل لهم ارجعوا إلى ولاية علي × يستغفر لكم النبي | من ذنوبكم‏ {لووا رؤسهم},‏ قال الله {ورأيتهم يصدون}‏ عن ولاية علي ×‏ {وهم مستكبرون}‏ عليه, ثم عطف القول من الله بمعرفته بهم فقال‏ {سواء عليهم‏ أستغفرت لهم‏ أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم‏ إن الله لا يهدي القوم الفاسقين‏} يقول: الظالمين لوصيك‏. [15]

 

عن جعفر بن محمد، عن أبيه‏ ‘ أنه قال: من منعنا مودته وولايته، وتولى عدونا وقرب منه، خرج من ولاية الله عز وجل الى ولاية الشيطان، وحق على الله أن يحشره الى جهنم, إن الله عز وجل سمى من لم يتبع رسول الله | في ولاية علي × منافقين, وجعل من جحد وصي رسوله | إمامته كمن‏ جحد محمدا | نبوته، فأنزل الله عز وجل: {إذا جاءك المنافقون} يعنى الذين كذبوا بولاية الوصي‏ {قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون} لتكذيبهم بولاية علي ×, {اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله} هو وصي رسوله |‏ {إنهم ساء ما كانوا يعملون} بولايته عدوهم‏ {ذلك بأنهم آمنوا} يعني برسالتك يا محمد {ثم كفروا} بولاية وصيك‏ {فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون}. [16]

 

عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله ×: أرأيت من لم يقر بما يأتيكم‏ في ليلة القدر كما ذكر ولم يجحده, قال: أما إذا قامت عليه الحجة ممن‏ يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر, وأما من لا يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع, ثم قال × {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين‏}. [17]

 

عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن × حين أدخل عليه: ما هذه الدار؟ فقال: هذه دار الفاسقين, قال {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} الآية, فقال له هارون: فدار من هي؟ قال ×: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة, قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ فقال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة, قال: فأين شيعتك؟ فقرأ أبو الحسن × {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة} قال: فقال له: فنحن كفار؟ قال: لا, ولكن كما قال الله {الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} فغضب عند ذلك وغلظ عليه. [18]

 

 

* انكار الأئمة عليهم السلام هو كفر

عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن العباس, قال رسول الله |: يا علي! ستغدر بك أمتي من بعدي كما غدرت الأمم بعد مضي الأنبياء بأوصيائها إلا قليل، وسيكون لك ولهم بعدي هناة وهناة، فاصبر، أنت كبيت الله: {من دخله كان آمنا} ومن رغب عنه كان كافرا، قال الله عز وجل: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}، واني وأنت سواء إلا النبوة، فإني خاتم النبيين وأنت خاتم الوصيين. [19]

 

عن جابر قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله} قال: هم والله أولياء فلان وفلان، اتخذوهم أئمة دون الامام الذي جعله الله للناس إماما، فلذلك قال {ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هو بخارجين من النار} ثم قال أبو جعفر ×: هم والله يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم. [20]

 

عن الإمام العسكري ×: قال الله عز وجل {ومثل الذين كفروا} في عبادتهم للأصنام، واتخاذهم للأنداد من دون محمد وعلي ‘ {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} يصوت بما لا يسمع {الا دعاء ونداء} لا يفهم ما يراد منه فيغيث المستغيث، ويعين من استعانه {صم بكم عمي} عن الهدى في اتباعهم الأنداد من دون الله، والأضداد لأولياء الله الذين سموهم بأسماء خيار خلائف الله، ولقبوهم بألقاب أفاضل الأئمة الذين نصبهم الله لإقامة دين الله {فهم لا يعقلون} أمر الله عز وجل.[21]

 

عن الأصبغ بن نباته قال: كنت واقفا مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يوم الجمل, فجاءه رجل حتى وقف بين يديه فقال: يا أمير المؤمنين كبر القوم وكبرنا, وهلل القوم وهللنا, وصلى القوم وصلينا, فعلام نقاتلهم؟ فقال: على هذه الآية {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم} فنحن الذين من بعدهم {من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} فنحن الذين آمنا وهم الذين كفروا، فقال الرجل: كفر القوم ورب الكعبة, ثم حمل فقاتل حتى قتل رحمه الله. [22]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فبم نسميهم؟ فقال له أمير المؤمنين ×: سمهم بما سماهم الله عز وجل به في كتابه، أما سمعته تعالى يقول: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا، فمنهم من آمن ومنهم من كفر}. فلما وقع الاختلاف كنا أولى بالله، وبدينه، وبالنبي |، وبالكتاب، وبالحق. فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله منا قتالهم فقاتلناهم بمشيئته وأمره و إرادته. [23]

 

عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر ×: إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله جل ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمد | من بعده؟ فقال أبو جعفر ×: أو ما يقرؤون كتاب الله أو ليس الله يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} قال: فقلت له: إنهم يفسرون على وجه آخر، فقال: أوليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعدما جاءتهم البينات حيث قال: {وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} وفي هذا ما يستدل له على أن أصحاب محمد | قد اختلفوا من بعده, فمنهم من آمن ومنهم من كفر.[24]

 

عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله ×: انى أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق ووفاء وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق؟ قال: فاستوى أبو عبد الله، × جالسا وأقبل على كالغضبان ثم قال: لا دين لمن دان بولاية امام جائر ليس من الله، ولا عتب على من دان بولاية امام عدل من الله، قال: قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ فقال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء، ثم قال: اما تسمع لقول الله {الله ولى لذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} يخرجهم من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل امام عادل من الله، قال الله {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات} قال: قلت: أليس الله عني بها الكفار حين قال: {والذين كفروا}؟ قال: فقال ×: وأي نور للكافر وهو كافر فأخرج منه إلى الظلمات؟ إنما عنى الله بهذا انهم كانوا على نور الاسلام، فلما ان تولوا كل امام جاير ليس من الله خرجوا بولايتهم إياهم من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر، فأوجب لهم النار مع الكفار، فقال: {أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}. [25]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث له مع معاوية, قال له: يا معاوية، إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ولم يرض لنا بالدنيا ثوابا. يا معاوية، إن نبي الله زكريا قد نشر بالمناشير، ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم إلى الله عز وجل, وذلك لهوان الدنيا على الله. إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}. [26]

 

وروي أن أمير المؤمنين × قال للحسن ×: قم فاخطب لأسمع كلامك، فقام وقال: الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في نفسه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم. أما بعد: فإن القبور محلتنا، والقيامة موعدنا، والله عارضنا, وأن عليا × باب {من دخله كان آمنا}، ومن خرج منه كان كافرا. فقام إليه صلى الله عليهما فالتزمه، وقال: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم. [27]

 

عن رسول الله | في حديث طويل:يا علي ستغدر بك أمتي من بعدي كما غدرت الأمم بعد مضي الأنبياء بأوصيائها إلا قليل، وسيكون لك ولهم بعدي هناة وهناة، فاصبر، أنت كبيت الله {من دخله كان آمنا} ومن رغب عنه كان كافرا. [28]

 

عن عبد الرحمان يعني ابن كثير قال: حججت مع أبي عبد الله × فلما صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف فنظر إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج؟ فقال له داود الرقي: يا ابن رسول الله هل يستجيب الله دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ قال: ويحك يا سليمان {إن الله لا يغفر أن يشرك به} الجاحد لولاية علي × كعابد وثن، قال: قلت: جعلت فداك هل تعرفون محبكم ومبغضكم؟ قال: ويحك يا با سليمان إنه ليس من عبد يولد إلا كتب بين عينيه مؤمن أو كافر، وإن الرجل ليدخل إلينا بولايتنا، وبالبراءة من أعدائنا فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر، قال الله عز وجل: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين} نعرف عدونا من ولينا. [29]

 

عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا} {لن تقبل توبتهم} قال: نزلت في فلان وفلان وفلان، آمنوا بالنبي | في أول الأمر وكفروا حيث عرضت عليهم الولاية، حين قال النبي |: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين × ثم كفروا حيث مضى رسول الله |، فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفرا بأخذهم من بايعه بالبيعة لهم فهؤلاء لم يبق فيهم من الايمان شئ. [30]

 

عن جابر قال: قلت لمحمد بن علي × قول الله في كتابه {الذين آمنوا ثم كفروا} قال: هما والثالث والرابع وعبد الرحمن وطلحة وكانوا سبعة عشر رجلا قال: لما وجه النبي | علي بن أبي طالب × وعمار بن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبي ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفى مكة صناديدها, وكانوا يسمون عليا × الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي لقول الله: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وهو صبي وقال انني من المسلمين} فقالوا: والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا فقالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة, فعرضوا لهما وغلظوا عليهما الامر، فقال علي ×: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لعلي وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قول الله {ألم تر إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} إلى قوله: {والله ذو فضل عظيم} - الى ان قال -: وهما اللذان قال الله: {ان الذين آمنوا ثم كفروا} إلى آخر الآية فهذا أول كفرهم, والكفر الثاني قول النبي |: يطلع عليكم من هذا الشعب رجل فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى ×, لم يبق منهم أحد الا تمنى أن يكون بعض أهله، فإذا بعلي قد خرج وطلع بوجهه وقال: هو هذا فخرجوا غضابا وقالوا: ما بقي الا ان يجعله نبيا والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه وليصدنا على أن دام هذا، فأنزل الله {ولما ضرب بن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون} إلى آخر الآية فهذا الكفر الثاني, وزاد الكفر بالكفر حين قال الله {ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}" فقال النبي |: يا علي أصبحت وأمسيت خير البرية, فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء؟ فأنزل الله {ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم} إلى {سميع عليم} قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال الله: {قل انى رسول الله إليكم جميعا} ولكنه خير منكم, وذريته خير من ذريتكم, ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا وقالوا: زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله {ثم ازدادوا كفرا}. [31]

 

عن الباقر ×‏ في قوله‏ {والذين كفروا} بولاية علي بن أبي طالب‏ {أولياؤهم الطاغوت‏} نزلت في أعدائه ومن تبعهم أخرجوا الناس من النور, والنور ولاية علي ×, فصاروا إلى الظلمة ولاية أعدائه, وقد نزل فيهم‏ {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه‏} وقوله تعالى‏ {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}‏. [32]

 

عن هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي ومولاي يعني الرضا × في دار المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا × قد توفي ولم يصح هذا القول, فدخلت أريد الإذن عليه قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له صبيح الديلمي, وكان يتوالى سيدي حق ولايته, وإذا صبيح قد خرج فلما رآني قال لي: يا هرثمة ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته؟ قلت: بلى, قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل, فدخلت عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع, وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة, فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا, فقال لنا: هذا العهد لازم لكم أنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا فيه شيئا, قال: فحلفنا له, فقال: يأخذ كل‏ واحد منكم سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا × في حجرته فإن وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه, ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به وصيروا إلي وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم وعشر ضياع منتخبة والحظوظ عندي ما حييت وبقيت, قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته فوجدناه مضطجعا يقلب طرف يديه ويكلم بكلام لا نعرفه قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف فطووا على بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين, قال: لا تعيدوا شيئا مما كان, فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار وأظهر وفاته وقعد للتعزية, ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه, فلما دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين, فقال: أسرعوا وانظروا, قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيدي × جالس في محرابه يصلي ويسبح, فقلت: يا أمير المؤمنين هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلي ويسبح, فانتفض المأمون وارتعد ثم قال: غدرتموني‏ لعنكم الله, ثم التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: يا صبيح أنت تعرفه فانظر من المصلي عنده, قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا ثم صرت إليه عند عتبة الباب قال × لي: يا صبيح, قلت: لبيك يا مولاي, - وقد سقطت لوجهي – فقال: قم يرحمك الله‏ {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم} {والله متم نوره ولو كره الكافرون‏} قال: فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع‏ الليل المظلم, فقال لي: يا صبيح ما وراءك؟ فقلت له: يا أمير المؤمنين هو والله جالس في حجرته وقد ناداني وقال لي كيت وكيت, قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه وقال: قولوا إنه كان غشي عليه وإنه قد أفاق, قال هرثمة: فأكثرت لله عز وجل شكرا وحمدا, ثم دخلت على سيدي الرضا × فلما رآني قال: يا هرثمة لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا وولايتنا, فقلت: نعم يا سيدي, ثم قال ×: يا هرثمة والله لا يضرنا كيدهم شيئا {حتى يبلغ الكتاب أجله}‏. [33]

 

عن شقيق قال: كنت مع عمار فقال: ثلاث يشهدون على عثمان وأنا الرابع، وأنا أسوأ الأربعة: {ومن‏ لم‏ يحكم‏ بما أنزل‏ الله‏ فأولئك‏ هم‏ الكافرون‏} {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون} و{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون} وأنا أشهد لقد حكم بغير ما أنزل الله. [34]

 

عن محمد بن يوسف,‏ في حديث طويل: قال محمد (بن أبي بكر): وما أنت وعثمان رجل عمل بالجور, وبدل حكم الله والقرآن, وقد قال الله عز وجل‏{ ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}‏ {فأولئك هم الظالمون}‏ {فأولئك هم الفاسقون‏}. [35]

 

قال أمير المؤمنين ×: إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ويسلم لنا ويأتم بنا: فذلك ناج محب لله ولي, وناصب لنا العداوة: يتبرأ منا ويلعننا ويستحل دماءنا ويجحد حقنا ويدين الله بالبراءة منا, فهذا كافر مشرك وإنما كفر وأشرك من حيث لا يعلم كما يسبوا {الله‏ عدوا بغير علم‏} كذلك يشرك بالله بغير علم, ورجل آخذ بما لا يختلف فيه ورد علم ما أشكل عليه إلى الله مع ولايتنا ولا يأتم بنا ولا يعادينا ولا يعرف حقنا: فنحن نرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنة, فهذا مسلم ضعيف‏.[36]

 

عن أبي عبد الله × قال: لما أخرج بعلي × ملببا, وقف عند قبر النبي | قال يا {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}‏ قال: فخرجت يد من قبر رسول الله | يعرفون أنها يده وصوت يعرفون أنها صوته نحو أبي بكر: {أكفرت‏ بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا}. [37]

 

لما نزلت هذه الآية {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال النبي |: من ظلم عليا × مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. [38]

 

من كتاب أبي عبد الله محمد بن علي السراج في تأويل هذه الآية بإسناده إلى عبد الله بن مسعود أنه قال: قال النبي |: يا ابن مسعود إنه قد أنزلت علي آية {واتقوا فتنة} الآية, وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة, فكن لما أقول لك واعيا, وعني له مؤديا, من ظلم عليا × مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي. [39] فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن, أسمعت هذا من رسول الله |؟ قال: نعم, قال: قلت فكيف وليت للظالمين؟ قال: لا جرم, جلبت عقوبة عملي, وذلك أني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان, وأنا أستغفر الله وأتوب إليه. [40]

 

 

* مصادر العامة

عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × بالبصرة فقال: يا أمير المؤمنين هؤلاء القوم الذين نقاتلهم، الدعوة واحدة، والرسول واحد، والصلاة واحدة، والحج واحد، فبم نسميهم؟ فقال له أمير المؤمنين ×: سمهم بما سماهم الله عز وجل به في كتابه، أما سمعته تعالى يقول: {تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا، فمنهم من آمن ومنهم من كفر}. فلما وقع الاختلاف كنا أولى بالله، وبدينه، وبالنبي |، وبالكتاب، وبالحق. فنحن الذين آمنوا، وهم الذين كفروا، وشاء الله منا قتالهم فقاتلناهم بمشيئته وأمره و إرادته. [41]

 

عن محمد بن عاصم قال: سمعت الرضا × يقول: يا محمد بن عاصم بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت: نعم, جعلت فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم قال: لا تجالسهم فان الله عز وجل يقول: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} يعني بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة. [42]

 

عن أنس بن مالك قال‏: دخلت أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية بن أبي سفيان بالموسم,‏ وهي عجوز كبيرة, فلما رآها قال: مرحبا بك يا عمة, قالت: كيف أنت يا ابن أخي؟ لقد كفرت بعدي بالنعمة, وأسأت لابن عمك‏ الصحبة, وتسميت بغير اسمك, وأخذت غير حقك بغير بلاء كان منك ولا من آبائك في الإسلام, ولقد كفرتم بما جاء به محمد |, فأتعس‏ الله منكم الجدود وأصعر منكم‏ الخدود, حتى رد الله الحق إلى أهله وكانت‏ {كلمة الله هي العليا}, ونبينا محمد | هو المنصور على من ناوأه‏ ولو كره المشركون,‏ فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا, حتى قبض الله نبيه | مغفورا ذنبه مرفوعا درجته شريفا عند الله مرضيا, فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون, يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم, وصار ابن عم سيد المرسلين‏ فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول: {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}. ولم يجمع بعد رسول الله | لنا شمل ولم يسهل لنا وعر. وغايتنا الجنة وغايتكم النار. [43]

 

عن سعيد بن المسيب, عن ابن عباس قال: لما نزلت: {واتقوا فتنة لا تصيبن‏ الذين‏ ظلموا منكم‏ خاصة} قال رسول الله |: من ظلم عليا × مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. [44]

 

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي |: يا بن مسعود، إنه قد نزلت في علي × آية: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة} وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول واعيا وعني له مؤديا، من ظلم عليا × مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي، ونبوة من كان قبلي. فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمان، أسمعت هذا من رسول الله |؟ قال: نعم, قلت له: كيف وأتيت الظالمين؟ قال: لاجرم، جنيت عقوبة عملي، وذلك أني لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا استغفر الله وأتوب إليه. [45]

 

عن محمد بن يوسف,‏ في حديث طويل: قال محمد (بن أبي بكر): وما أنت وعثمان رجل عمل بالجور, وبدل حكم الله والقرآن, وقد قال الله عز وجل: ‏{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}‏ {فأولئك هم الظالمون}‏ {فأولئك هم الفاسقون‏}. [46]

 

 

* ازدياد اعدائهم كفرا

خطبة السيدة زينب ÷ في مجلس يزيد لعنه الله: فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ‘ فقالت: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله كذلك يقول {ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن} أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}. [47]

 

 

* الشرك بالولاية شرك بالله

عن أبان بن تغلب قال: قال لي أبو عبد الله ×: يا أبان, أترى أن الله عز وجل طلب من المشركين زكاة أموالهم وهم يشركون به حيث يقول: {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون}؟ قلت له: كيف ذلك جعلت فداك, فسره لي, فقال ×: {ويل للمشركين} الذين أشركوا بالإمام الأول وهم بالأئمة الآخرين كافرون، يا أبان إنما دعا الله العباد إلى الإيمان به فإذا آمنوا بالله وبرسوله افترض عليهم الفرائض. [48]

 

عن جعفر بن محمد × أنه قال: قال أبي × يوما لجابر بن عبد الله الأنصاري: يا جابر, هل فرض الله الزكاة على مشرك؟ قال: لا, إنما فرضها على المسلمين, قلت أنا له: فأين أنت من قول الله عز وجل {وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة}؟ قال جابر: كأني والله ما قرأتها, وإنها لفي كتاب الله عز وجل, قال أبو عبد الله ×: فنزلت فيمن أشرك بولاية أمير المؤمنين ×, وأعطى زكاته من نصب نفسه دونه. [49]

 

 

* هم الطاغوت

عن علي × أنه قال: كل حاكم يحكم بغير قولنا أهل البيت فهو طاغوت، وقرأ قول الله: {يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا} ثم قال: قد والله فعلوا، تحاكوا إلى الطاغوت وأضلهم الشيطان ضلالا بعيدا، فلم ينج من هذه الآية إلا نحن وشيعتنا، وقد هلك غيرهم فمن لم يعرف فعليه لعنة الله. [50]

 

 

* هم أصل الشر

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في رسالة طويلة: فمعرفة الرسل وولايتهم وطاعتهم هي الحلال، فالمحلل ما حللوا، والمحرم ما حرموا، وهم أصله، ومنهم الفروع الحلال، فمن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال، من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، والعمرة، وتعظيم حرمات الله عز وجل وشعائره ومشاعره، وتعظيم البيت الحرام، والمسجد الحرام، والشهر الحرام، والطهر، والاغتسال من الجنابة، ومكارم الأخلاق ومحاسنها، وجميع البر، وذكر الله ذلك في كتابه فقال {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}. فعدوهم هم الحرام المحرم، وأولياؤهم هم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة، وهم الفواحش {ما ظهر منها وما بطن}، والخمر، والميسر، والربا، والزنا، والميتة، والدم، ولحم الخنزير، فهم الحرام المحرم، وأصل كل حرام، وهم الشر وأصل كل شر، ومنهم فروع الشر كله. ومن تلك الفروع استحلالهم الحرام وإتيانهم إياها، ومن فروعهم تكذيب الأنبياء وجحود الأوصياء (عليهم السلام)، وركوب الفواحش من الزنا، والسرقة، وشرب الخمر والمسكر، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والخديعة، والخيانة، وركوب المحارم كلها، وانتهاك المعاصي. وإنما أمر الله تعالى {بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى} يعني مودة ذوي‏ القربى وابتغاء طاعتهم، {وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي} وهم أعداء الأنبياء وأوصياء الأنبياء (عليهم السلام)، وهم المنهي عنهم وعن مودتهم وطاعتهم {يعظكم} بهذا {لعلكم تذكرون}. [51]

 

 

* هم خالفوا أمر الله تعالى

عن الشعبي قال: سئل الحسن بن علي × عن هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أخاصة هي أم عامة؟ قال: نزلت في قوم خاصة فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد: {اتقوا الله ما استطعتم} فقيل: يا بن رسول الله فيمن نزلت هذه الآية؟ فنكت الأرض ساعة ثم رفع بصره ثم نكس رأسه ثم رفع فقال: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}. [52]

 

عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |:‏ والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة, حتى لا تخطئون طريقهم ولا يخطأكم سنة بني إسرائيل، ثم قال أبو جعفر × قال: موسى × لقومه {يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم‏} فردوا عليه وكانوا ستمائة ألف ف{قالوا يا موسى‏ إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما} أحدهما يوشع بن نون, والآخر كالب بن يافنا، قال: وهما ابنا عمه، فقالا {ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه‏} إلى قوله {إنا هاهنا قاعدون‏} قال: فعصى أربعون ألف, وسلم هارون‏ وابناه ويوشع بن نون وكالب بن يافنا, فسماهم الله فاسقين فقال: {فلا تأس على القوم الفاسقين‏} فتاهوا أربعين‏ سنة لأنهم عصوا فكان حذو النعل بالنعل، أن رسول الله | لما قبض لم يكن على أمر الله إلا علي والحسن والحسين وسلمان والمقداد وأبو ذر, فمكثوا أربعين حتى قام علي ×‏ فقاتل من خالفه‏. [53] [54]

 

عن ابن عباس في حديث طويل: ف{قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة} {ثم اتخذوا العجل}‏ فعكفوا عليه جميعا غير هارون وأهل بيته, وقال لهم السامري‏ {هذا إلهكم وإله موسى} ثم قال لهم بعد ذلك {ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم} فكان من جوابهم ما قص الله في كتابه‏ {إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون} حتى قال موسى ×‏ {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين} ثم قال:‏ {فلا تأس على القوم الفاسقين‏} فاحتذت‏ هذه الأمة ذلك المثال سواء, وقد كانت لهم فضائل وسوابق مع رسول الله | ومنازل منه قريبة ومقرين بدين محمد | والقرآن, حتى فارقهم نبيهم فاختلفوا وتفرقوا وتحاسدوا وخالفوا إمامهم ووليهم, حتى لم يبق منهم على ما عاهدوا عليه نبيهم غير صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى ونفر قليل لقوا الله عز وجل على دينهم وإيمانهم ورجع الآخرون القهقرى على أدبارهم كما فعل أصحاب موسى باتخاذهم العجل وعبادتهم إياه وزعمهم أنه ربهم وإجماعهم عليه غير هارون وولده‏ ونفر قليل من أهل بيته, ونبينا | قد نصب لأمته أفضل الناس وأولاهم وخيرهم بغدير خم وفي غير موطن, واحتج عليهم به وأمرهم بطاعته وأخبرهم أنه منه بمنزلة هارون من موسى, وأنه ولي كل مؤمن بعده, وأن كل من كان هو وليه فعلي × وليه, ومن كان هو أولى به من نفسه فعلي × أولى به من نفسه, وأنه خليفته فيهم ووصيه, وأن من أطاعه‏ أطاع الله,‏ ومن عصاه عصى الله, ومن والاه والى الله, ومن عاداه عادى الله, فأنكروه وجهلوه وتولوا غيره‏. [55]

 

عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}. [56]

 

عن محمد بن منصور قال: سألته - يعني أبا عبد الله × - عن قول الله عز وجل: {وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون}, قال: فقال: هل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شي‏ء من هذه المحارم؟ فقلت: لا, قال: فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها؟ قلت: الله أعلم ووليه, قال: فإن هذا في أولياء أئمة الجور, ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم, فرد الله ذلك عليهم وأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب, وسمى ذلك منهم فاحشة. [57]

 

عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام‏ في قوله عز وجل ‏{يعرفون نعمت الله‏ ثم ينكرونها} قال: لما نزلت ‏{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}‏ اجتمع نفر من أصحاب رسول الله | في مسجد المدينة, فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها, وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب, فقالوا: قد علمنا أن محمدا | صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا × فيما أمرنا, قال فنزلت هذه الآية {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب ×‏ {وأكثرهم الكافرون}‏ بالولاية. [58]

 

عن الباقر × في قوله تعالى {يعرفون نعمت الله‏} قال عرفهم ولاية علي × وأمرهم بولايته, ثم أنكروا بعد وفاته |. [59]

 

سئل الصادق × عن قول الله عز وجل {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} قال ×: يعرفونها يوم الغدير وينكرونها يوم السقيفة. [60]

 

عن الإمام الرضا × في حديث طويل عن فضل الإمام: ووقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة {وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين} رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم, والقرآن يناديهم {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون}. [61]

 

عن أبي جعفر × قال‏: قال أمير المؤمنين × بعد وفاة رسول الله | في المسجد والناس مجتمعون بصوت عال {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم‏} فقال له ابن عباس: يا أبا الحسن, لم قلت ما قلت؟ قال: قرأت شيئا من القرآن، قال: لقد قلته لأمر، قال ×: نعم, إن الله يقول في كتابه {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} أفتشهد على رسول الله | أنه استخلف فلانا؟ قال: ما سمعت رسول الله | أوصى إلا إليك، قال: فهلا بايعتني؟ قال: اجتمع الناس عليه فكنت منهم، فقال أمير المؤمنين ×: كما اجتمع أهل العجل على العجل هاهنا فتنتم ومثلكم‏ {كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون صم بكم عمي فهم لا يرجعون‏}. [62]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن ابن عباس‏, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: إن رسول الله | أمر من أمر من أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين, فكنت أؤكد أن أكون كذلك بعد وفاته. يا ابن عباس, أنا أولى الناس بالناس بعده ولكن أمور اجتمعت على رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها وصرف قلوب أهلها عني, وأصل ذلك ما قال الله عز وجل في كتابه‏ {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}, فلو لم يكن ثواب ولا عقاب لكان بتبليغ‏  الرسول | فرض على الناس اتباعه والله عز وجل يقول‏: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. أتراهم نهوا عني فأطاعوا؟ [63]

 

 

* خانوا بيعة الله تعالى

عن أم راشد مولاة أم هانئ أن طلحة والزبير دخلا على علي × فاستأذناه في العمرة, فأذن لهما, فلما وليا ونزلا من عنده سمعتهما يقولان: لا والله ما بايعناه بقلوبنا إنما بايعناه بأيدينا, فأخبرت عليا × بمقالتهما فقال {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}. [64]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, قد بينت لكم وأفهمتكم, وهذا علي × يفهمكم بعدي, ألا وإني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به, ثم مصافقته بعدي, ألا وإني قد بايعت الله وعلي × قد بايعني, وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‏} الآية – إلى أن قال - معاشر الناس, ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس فمن اهتدى ف{لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ومن بايع فإنما يبايع {الله يد الله فوق أيديهم‏}. معاشر الناس, فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) كلمة طيبة باقية, يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفى, و{فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‏} الآية. [65]

 

 

* حسدهم لأهل البيت عليهم السلام

من كتاب علي × معاوية: ألم تعلم يا معاوية أن الأئمة منا ليست منكم، وقد أخبركم الله أن أولي الأمر المستنبطوا العلم وأخبركم أن الأمر كله الذي تختلفون فيه يرد إلى الله وإلى الرسول وإلى أولي الأمر المستنبطي العلم فمن أوفى بما عاهد عليه يجد الله موفيا بعهده يقول الله: {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون}. وقال عز وجل: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}، وقال للناس بعدهم: {فمنهم من آمن ومنهم من صد عنه فتبوأ مقعدك من جهنم وكفى بجهنم سعيرا} نحن آل إبراهيم المحسودون وأنت الحاسد لنا. [66]

 

من رسالة أمير المؤمنين × لمعاوية: ولعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم لعنة عليكم وعذابا, وما أنت وطلحة والزبير بأعظم جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعة وضلالة من الذين أسسا لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه ووطئا لكما ظلمنا أهل البيت وحملاكم على رقابنا, قال الله تبارك وتعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} فنحن الناس ونحن المحسودون قال الله عز وجل: {لقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} فالملك العظيم أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله والكتاب والحكمة والنبوة فلم يقرون بذلك في آل إبراهيم × وينكرونه في آل محمد |. يا معاوية فإن تكفر بها أنت وصاحبك ومن قبلك من طغام أهل الشام واليمن والاعراب أعراب ربيعة ومضر جفاة الأمة, فقد وكل الله بها قوما ليسوا بها بكافرين. [67]

 

احتجاج أمير المؤمنين × على الناكثين بيعته في خطبة خطبها حين نكثوها. فقال ×: إن الله ذا الجلال والإكرام لما خلق الخلق واختار خيرة من خلقه واصطفى صفوة من عباده، وأرسل رسولا منهم، وأنزل عليه كتابه، وشرع له دينه وفرض فرائضه، فكانت الجملة قول الله عز وجل ذكره حيث أمر فقال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فهو لنا أهل البيت خاصة دون غيرنا، فانقلبتم على أعقابكم، وارتددتم ونقضتم الأمر، ونكثتم العهد، ولم تضروا الله شيئا، وقد أمركم الله أن تردوا الأمر إلى الله وإلى رسوله وإلى أولي الأمر منكم المستنبطين للعلم، فأقررتم ثم جحدتم، وقد قال الله لكم: {أوفوا بعهدي أوف بعهدكم وإياي فارهبون} إن أهل الكتاب والحكمة والأيمان آل إبراهيم × بينه الله لهم فحسدوا، فأنزل الله جل ذكره: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا} فنحن آل إبراهيم فقد حُسدنا كما حُسد آبائنا. [68]

 

عن علي بن خرور قال: دخلت أنا والعلاء بن هلال الخفاف على أبي إسحاق السبيعي حين قدم من خراسان، فجرى الحديث فقلت: أبا إسحاق أحدثك بحديث حدثنيه أخوك أبو داود, عن عمران بن حصين الخزاعي, وبريدة بن حصيب الأسلمي؟ قال: نعم، فقلت: حدثني أبو داود أن بريدة أتى عمران بن حصين يدخل عليه في منزله حين بايع الناس أبا بكر، فقال: يا عمران ترى القوم نسوا ما سمعوا من رسول الله | في حائط بني فلان أهل بيت من الأنصار، فجعل لا يدخل عليه أحد من المسلمين فيسلم عليه إلا رد | ثم قال له: سلم على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فلم يرد على رسول الله | يومئذ أحد من الناس إلا عمر، فإنه قال: من أمر الله أو من أمر رسول الله؟ قال رسول الله |: بل من الله ومن رسوله، قال عمران: بلى قد أذكر ذا، فقال بريدة: فانطلق بنا إلى أبي بكر فنسأله عن هذا الامر، فإن كان عنده عهد من رسول الله | عهده إليه بعد هذا الامر أو أمر أمر به فإنه لا يخبرنا عن رسول الله | بكذب ولا يكذب على رسول الله |، فانطلقنا فدخلنا على أبي بكر فذكرنا ذلك اليوم وقلنا له: فلم يدخل أحد من المسلمين فسلم على رسول الله | إلا قال له: سلم على أمير المؤمنين علي، وكنت أنت ممن سلم عليه بإمرة المؤمنين، فقال أبو بكر: قد أذكر ذلك، فقال له بريدة: لا ينبغي لاحد من المسلمين أن يتأمر على أمير المؤمنين علي × بعد أن سماه رسول الله | بأمير المؤمنين، فإن كان عندك عهد من رسول الله عهده إليك أو أمر أمرك به بعد هذا فأنت عندنا مصدق، فقال أبو بكر: لا والله ما عندي عهد من رسول الله | ولا أمر أمرني به، ولكن المسلمين رأوا رأيا فتابعتهم به على رأيهم! فقال له بريدة: والله ما ذلك لك ولا للمسلمين خلاف رسول الله | فقال أبو بكر: ارسل لكم إلى عمر، فجاءه فقال له أبو بكر: إن هذين سألاني عن أمر قد شهدته، وقص عليه كلامهما، فقال عمر: قد سمعت ذلك ولكن عندي المخرج من ذلك، فقال له بريدة، عندك؟ قال: عندي، قال: فما هو؟ قال: لا يجتمع النبوة والملك في أهل بيت واحد! قال: فاغتنمها بريدة - وكان رجلا مفهما جريا على الكلام - فقال: يا عمر إن الله عز وجل قد أبى ذلك عليك، أما سمعت الله في كتابه يقول: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} فقد جمع الله لهم النبوة والملك قال: فغضب عمر حتى رأيت عينيه يوقدان، ثم قال: ما جئتما إلا لتفرقا جماعة هذه الأمة وتشتتا أمرها! فما زلنا نعرف منه الغضب حتى هلك. [69]

 

عن سلمان الفارسي المحمدي في حديث طويل: فقال على × : أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد أسألكم بالله وبالاسلام أما سمعتم رسول الله | يقول ذلك وأنتم تسمعون أن فلانا وفلانا حتى عد هؤلاء الخمسة قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا على ما صنعوا؟ فقالوا اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله | يقول ذلك لك: إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أومت أن يزووا عنك هذا يا علي فقلت: بأبي أنت يا رسول الله فما تأمرني إذا كان ذلك أن افعل؟ فقال لك: ان وجدت عليهم أعوانا فجاهدهم ونابذهم، وان لم تجد أعوانا فبايعهم واحقن دمك، فقال علي ×: أما والله لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيمة، وفيما يكذب قولكم على رسول الله | قول الله {أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} فالكتاب النبوة، والحكمة السنة، والملك الخلافة، ونحن آل إبراهيم. [70]

 

عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فكان جوابه: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا} يقولون لائمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا {أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك} يعني الإمامة والخلافة {فإذا لا يؤتون الناس نقيرا} نحن الناس الذين عنى الله، والنقير النقطة التي في وسط النواة {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} نحن الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} يقول: جعلنا منهم الرسل والأنبياء والأئمة، فكيف يقرون به في آل إبراهيم × وينكرونه في آل محمد | {فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما}. [71]

 

عن جابر, عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في حديث طويل, قال أمير المؤمنين × لان عباس: إن رسول الله | أمر من أمر من أصحابه بالسلام علي في حياته بإمرة المؤمنين، فكنت أؤكد أن أكون كذلك بعد وفاته. يا بن عباس، أنا أولى الناس بالناس بعده، ولكن أمور اجتمعت على رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها وصرف قلوب أهلها عني. وأصل ذلك ما قال الله عز وجل في كتابه: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما}. فلو لم يكن ثواب ولا عقاب لكان بتبليغ الرسول | فرض على الناس اتباعه، والله عز وجل يقول: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. [72]

 

عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب في إحتجاج طويل مع معاوية في أمير المؤمنين ×:‏ فأقبل ابن عباس على معاوية فقال: قال الله تعالى: ‏{وقليل من عبادي الشكور} وقال‏ {وقليل ما هم‏} وما تعجب مني يا معاوية, اعجب من بني إسرائيل, إن السحرة قالوا لفرعون‏ {فاقض ما أنت قاض}‏ فآمنوا بموسى وصدقوه, ثم سار بهم ومن اتبعهم من بني إسرائيل فأقطعهم البحر وأراهم العجائب وهم مصدقون بموسى وبالتوراة يقرون له بدينه, ثم مروا بأصنام تعبد فقالوا {يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون‏} وعكفوا على العجل جميعا غير هارون × فقالوا {هذا إلهكم وإله موسى‏} وقال لهم موسى × بعد ذلك {وادخلوا الأرض المقدسة} فكان من جوابهم ما قص الله عز وجل عليهم فقال موسى ×‏ {رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين‏} فما اتباع هذه الأمة رجالا سودوهم وأطاعوهم لهم سوابق مع رسول الله | ومنازل قريبة منها وأصهاره مقرين بدين محمد | وبالقرآن, حملهم الكبر والحسد أن خالفوا إمامهم ووليهم بأعجب من قوم صاغوا {من حليهم عجلا} ثم عكفوا عليه يعبدونه ويسجدون له, ويزعمون أنه رب العالمين, واجتمعوا على ذلك كلهم غير هارون × وحده, وقد بقي مع صاحبنا الذي هو من نبينا بمنزلة هارون من موسى من أهل بيته, ناس سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير, ثم رجع الزبير, وثبت هؤلاء الثلاثة مع إمامهم حتى لقوا الله. [73]

 

عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}. [74]

 

عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}‏ فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا, إنما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه, قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |, فأنزل الله تعالى‏ {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك}‏ ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل, فإن [75] الله يمحو {الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور} فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا, وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء, فنزلت هذه الآية {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون‏}. [76]

 

علي بن إبراهيم بن هاشم: وأما قوله‏ {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى} فإنه قال الصادق ×: إن الله أخذ الميثاق على الناس لله بالربوبية، ولرسوله | بالنبوة، ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة. ثم قال: {ألست بربكم‏} ومحمد نبيكم, وعلي إمامكم, والأئمة الهادون أولياءكم, فقالوا: {بلى} منهم إقرار باللسان، ومنهم تصديق بالقلب [77] فقال الله جل وعز لهم‏ {أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين} فأصابهم في الذر من الحسد ما أصابهم في الدنيا، ومن لم يصدق في الذر وبرسوله وبالأئمة في قلبه، وإنما أقر بلسانه أنه لم يؤمن في الدنيا بالله وبرسوله وبالأئمة في قلبه. [78]

 

عن محمد بن سليمان, عن أبيه, عن أبي بصير قال: بينا رسول الله | ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين ×, فقال له رسول الله |: إن فيك شبها من عيسى ابن مريم‏ ×, ولولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم, لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة, قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم, فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم ×, فأنزل الله على نبيه | فقال: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك‏ منه‏ يصدون‏ وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه‏ لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون‏ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه‏ وجعلناه مثلا لبني إسرائيل‏ ولو نشاء لجعلنا منكم}‏ يعني من بني هاشم {ملائكة في الأرض يخلفون‏} قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:‏ {اللهم‏ إن كان هذا هو الحق من عندك}‏ أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل‏ {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‏} فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم‏ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون‏} ثم قال له: يا ابن عمرو إما تبت وإما رحلت؟ فقال: يا محمد, بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك, فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم, فقال له النبي |: ليس ذلك إلي, ذلك إلى الله تبارك وتعالى, فقال: يا محمد, قلبي ما يتابعني على التوبة, ولكن أرحل عنك, فدعا براحلته فركبها, فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته. [79]

 

 

* عدم أنكرا فضل الأئمة عليهم السلام

عن زرارة قال: دخلت على أبي جعفر ×, فسألني: ما عندك من أحاديث الشيعة؟ قلت: إن عندي منها شيئا كثيرا, قد هممت أن أوقد لها نارا ثم احرقها، قال: ولم؟ هات ما أنكرت منها، فخطر على بالي الآدمون[80], فقال لي: ما كان علم الملائكة حيث قالت: {أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}.[81] [82]

 

من كتاب أمير المؤمنين × لمعاوية: أدعوك يا معاوية إلى الله ورسوله وكتابه وولي أمره الحكيم من آل إبراهيم, وإلى الذي أقررت به زعمت إلى الله والوفاء بعهده وميثاقه {الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا} ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا {من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم} {لا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة} فنحن الأمة الأربى ف{لا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون} اتبعنا واقتدينا فإن ذلك لنا آل إبراهيم على العالمين مفترض‏. [83]

 

 

* ذم أعداء أهل البيت عليهم السلام

قال أمير المؤمنين × في كتابه الذي كتبه إلى شيعته يذكر فيه خروج عائشة إلى البصرة وعظم خطإ طلحة والزبير فقال‏: وأي خطيئة أعظم مما أتيا, أخرجا زوجة رسول الله | من بيتها, وكشفا عنها حجابا ستره الله عليها, وصانا حلائلهما في بيوتهما، ما أنصفا لا لله ولا لرسوله من أنفسهما، ثلاث خصال مرجعها على الناس في كتاب الله: البغي والمكر والنكث، قال الله: {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم‏} وقال: {فمن نكث فإنما ينكث على نفسه‏} وقال: {ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله‏} وقد بغيا علينا, ونكثا بيعتي, ومكرا بي. [84]

 

روي أن عمر بن الخطاب كان يخطب الناس على منبر رسول الله |, فذكر في خطبته أنه {أولى بالمؤمنين من أنفسهم‏}, فقال له الحسين × من ناحية المسجد: انزل أيها الكذاب عن منبر أبي رسول الله لا منبر أبيك. [85]

 

قال الإمام الحسين × لمروان ابن الحكم: ويلك إليك عني، فإنك رجس, وإنا أهل بيت‏ الطهارة الذي أنزل الله فينا: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. [86]

 

عن أبي الحسن × قال: جاء العباس إلى أمير المؤمنين × فقال: انطلق بنا نبايع لك الناس، فقال أمير المؤمنين ×: أتراهم فاعلين؟ قال: نعم, قال ×: فأين قوله {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم‏}. [87]

 

وقد جاءت الرواية أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع, جاء رجل إلى أمير المؤمنين × وهو يسوي قبر رسول الله | بمسحاة في يده, فقال له: إن القوم قد بايعوا أبا بكر, ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم, وبدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراككم الأمر, فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال بسم الله الرحمن الرحيم {الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين أم حسب الذين يعملون السيئات أن يسبقونا ساء ما يحكمون‏}. [88]

 

[89]

 

عن أبي جعفر ×, عن الإمام الحسين × أنه قال لعائشة لما منعت جنازة الإمام الحسن ×, قال ×: قال الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي‏} ولعمري لقد ضربت أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله | المعاول, وقال الله عز وجل {إن الذين يغضون أصواتهم‏ عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى}‏ ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله | بقربهما منه الأذى وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله |.[90]

 

 

* آية الغار ذم

مناظرة الحروري والباقر × – الى ان قال - قال أبو جعفر ×: وأما ما ذكرت أنه - أي أبو بكر - صاحب رسول الله | في الغار فذلك رذيلة لا فضيلة من وجوه, الأول: أنا لا نجد له في الآية مدحا أكثر من خروجه معه وصحبته له, وقد أخبر الله في كتابه أن الصحبة قد يكون للكافر مع المؤمن حيث يقول‏ {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت‏} وقوله {أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} ولا مدح له في صحبته إذ لم يدفع عنه ضيما ولم يحارب عنه عدوا. الثاني: قوله تعالى‏ {لا تحزن إن الله معنا} وذلك يدل على قلقه وضرعه وقلة صبره وخوفه على نفسه وعدم وثوقه بما وعده الله ورسوله من السلامة والظفر, ولم يرض بمساواته للنبي | حتى نهاه عن حاله, ثم إني أسألك عن حزنه: هل كان رضا لله تعالى أو سخطا له؟ فإن قلت: إنه رضا لله تعالى, خصمت لأن النبي | لا ينهى عن شي‏ء لله فيه رضا, وإن قلت: إنه سخط, فما فضل من نهاه رسول الله | عن سخط الله, وذلك أنه إن كان أصاب في حزنه فقد أخطأ من نهاه وحاشا النبي | أن يكون قد أخطأ, فلم يبق إلا أن حزنه كان خطأ فنهاه رسول الله | عن خطائه. الثالث: قوله تعالى {إن الله معنا} تعريف لجاهل لم يعرف حقيقة ما هم فيه, ولو لم يعرف النبي | فساد اعتقاده لم يحسن منه القول‏ {إن الله معنا} وأيضا فإن الله تعالى مع الخلق كلهم حيث خلقهم ورزقهم وهم في علمه كما قال الله تعالى‏ {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم‏} فلا فضل لصاحبك في هذا الوجه. والرابع: قوله تعالى {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها} فيمن نزلت؟ قال: على رسول الله |, قال له أبو جعفر ×: فهل شاركه أبو بكر في السكينة؟ قال الحروري: نعم, قال له أبو جعفر ×: كذبت, لأنه لو كان شريكا فيها لقال تعالى "عليهما" فلما قال‏ "عليه‏" دل على اختصاصها بالنبي | لما خصه بالتأييد بالملائكة, لأن التأييد بالملائكة لا يكون لغير النبي | بالإجماع, ولو كان أبو بكر ممن يستحق المشاركة هنا لأشركه الله فيها كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين حيث يقول {ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} ممن يستحق المشاركة لأنه لم يصبر مع النبي | غير تسعة نفر: علي × وستة من بني هاشم, وأبي دجانة الأنصاري, وأيمن ابن أم أيمن, فبان بهذا أن أبا بكر لم يكن من المؤمنين ولو كان مؤمنا لأشركه مع النبي | في السكينة هنا كما أشرك فيها المؤمنين يوم حنين, فقال الحروري: قوموا فقد أخرجه من الإيمان, فقال أبو جعفر ×: ما أنا قلته وإنما قاله الله تعالى في محكم كتابه‏.[91]

 

عن إسحاق بن حماد بن زيد في إحتجاج المأمون على علماء العامة وإثباته خلافة أمير المؤمنين ×, وفيهم أربعون رجلا جمعهم إسحاق بن حماد بن زيد بأمر من المأمون, قال إسحاق: قلت: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه |, فقال المأمون: سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب, أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن؟ فأي فضيلة في هذا؟ أما سمعت قول الله تعالى‏ {قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلا} فقد جعله له صاحبا, وقال الهذلي شعرا:

ولقد غدوت وصاحبي وحشية ... تحت الرداء بصيرة بالمشرق‏                 

وقال الأزدي شعرا:

و لقد ذعرت‏ الوحش فيه وصاحبي ... محض القوائم من هجان هيكل‏                 

فصير فرسه صاحبه, وأما قوله‏ {إن الله معنا} فإن الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر, أما سمعت قوله تعالى‏ {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} وأما قوله‏ {لا تحزن}‏ فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية؟ فإن زعمت أنه طاعة فقد جعلت النبي | ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم, وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي؟ وخبرني عن قوله تعالى‏ {فأنزل الله سكينته عليه}‏ على من؟ قال إسحاق: فقلت: على أبي بكر, لأن النبي | كان مستغنيا عن الصفة السكينة, قال: فخبرني عن قوله عز وجل‏ {ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين‏} أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى‏ في هذا الموضع؟ قال: فقلت: لا, فقال: إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي | إلا سبعة من بني هاشم: علي × يضرب بسيفه, والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله |, والخمسة يحدقون بالنبي | خوفا من أن يناله سلاح الكفار, حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله | الظفر, عنى بالمؤمنين في هذا الموضع عليا × ومن حضر من بني هاشم, فمن كان أفضل أمن كان مع النبي | فنزلت السكينة على النبي وعليه, أم من كان في الغار مع النبي | ولم يكن أهلا لنزولها عليه؟ يا إسحاق من أفضل من كان مع النبي | في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي | ما عزم عليه من الهجرة؟ إن الله تبارك وتعالى أمر نبيه | أن يأمر عليا × بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك, فقال علي ×: أتسلم يا نبي الله؟ قال: نعم‏, قال: سمعا وطاعة, ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي |, وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه, وعلي × يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه, فلم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي | وعلي × وحده, فلم يزل صابرا محتسبا, فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش, فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا: أين محمد؟ قال: وما علمي به؟ قالوا: فأنت غدرتنا, ثم لحق بالنبي | فلم يزل علي × أفضل لما بدا منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور له‏. [92]

 

عن عبد العظيم بن عبد الله قال: قال هارون الرشيد لجعفر بن يحيى البرمكي: إني أحب أن أسمع كلام المتكلمين من حيث لا يعلمون بمكاني فيحتجون عن بعض ما يريدون, فأمر جعفر المتكلمين فأحضروا داره وصار هارون في مجلس يسمع كلامهم وأرخى بينه وبين المتكلمين سترا, فاجتمع المتكلمون وغص المجلس بأهله ينتظرون هشام بن الحكم, فدخل عليهم هشام وعليه قميص إلى الركبة وسراويل إلى نصف الساق, فسلم على الجميع ولم يخص جعفرا بشي‏ء, فقال له رجل من القوم: لم فضلت عليا على أبي بكر والله يقول‏ {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فقال هشام: فأخبرني عن حزنه في ذلك الوقت أكان لله رضى أم غير رضى؟ فسكت, فقال هشام: إن زعمت أنه كان لله رضى فلم نهاه رسول الله | فقال: {لا تحزن} أنهاه عن طاعة الله ورضاه؟ وإن زعمت أنه كان لله غير رضى فلم تفتخر بشي‏ء كان لله غير رضى؟ وقد علمت ما قد قال الله تبارك وتعالى حين قال‏ {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}. [93]

 

عن ابن فضال, عن الرضا ×:‏ فأنزل الله سكينته على رسوله‏[94] {وأيده بجنود لم تروها}. [95]

 

عن زرارة: قال أبو جعفر ×: فأنزل سكينته على رسوله, ألا ترى أن السكينة إنما نزلت على رسوله| {وجعل كلمة الذين كفروا السفلى} فقال: هو الكلام الذي تكلم به عتيق‏. [96]

 

عن الأعمش‏ في احتجاج طويل بين أبو جعفر مؤمن الطاق وأبي حذرة, قال أبو جعفر: وأما قولك‏ {ثاني‏ اثنين‏ إذ هما في‏ الغار} أخبرني هل أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين في غير الغار؟ قال ابن أبي حذرة: نعم, قال أبو جعفر: فقد خرج صاحبك في الغار من السكينة وخصه بالحزن, ومكان علي × في هذه الليلة على فراش النبي | وبذل مهجته دونه أفضل من مكان صاحبك في الغار, فقال: الناس صدقت‏. [97]

 

عن حمزة بن حمران قال: قلت لأبي عبد الله × في احتجاج الناس علينا في الغار, فقال × حسبك بذلك عارا - أو قال شرا - إن الله تعالى لم يذكر رسوله | مع المؤمنين إلا أنزل السكينة عليهم جميعا, وإنه أنزل سكينته على رسوله | وأخرجه منها خص رسول الله | دونه. [98]

 

روي ان ابن الكواء قال لأمير المؤمنين ×: أين كنت حيث ذكر الله تعالى نبيه وأبا بكر فقال‏ {ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا} فقال أمير المؤمنين ×: ويلك يا ابن الكواء, كنت على فراش رسول الله | وقد طرح علي ريطته‏ [99] فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها, فلم يبصروا رسول الله | حيث خرج, فأقبلوا علي يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط جسدي وصار مثل البيض, ثم انطلقوا بي يريدون قتلي فقال بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا, قال: فأوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت واستوثقوا مني ومن الباب بقفل, فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من جانب البيت يقول: يا علي, فسكن الوجع الذي كنت أجده وذهب الورم الذي كان في جسدي, ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي, فإذا الحديد الذي في رجلي قد تقطع, ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي, فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح فقمت وخرجت وقد كانوا جاءوا بعجوز كمهاء [100] لا تبصر ولا تنام تحرس الباب, فخرجت عليها فإذا هي لا تعقل من النوم. [101]

 

عن محمد بن إسحاق قال: قال حسان:‏ قدمت‏ مكة معتمرا وأناس‏ من قريش يقذفون أصحاب رسول الله |, فقال ما هذا لفظه: فأمر رسول الله | عليا × فنام على فراشه, وخشي ابن أبي قحافة أن يدل القوم عليه فأخذه معه ومضى إلى الغار. [102]

 

عن أبي عبد الله × قال:‏ لما كان رسول الله | في الغار قال لفلان: كأني أنظر إلى سفينة جعفر في أصحابه يقوم في البحر, وأنظر إلى الأنصار محتسبين في أفنيتهم, فقال فلان: وتراهم يا رسول الله؟ قال: نعم, قال: فأرنيهم, فمسح على عينيه فرآهم, فقال في نفسه: الآن صدقت أنك ساحر, فقال له رسول الله |: أنت الصديق‏. [103]

 

عن يوسف بن صهيب, عن أبي عبد الله × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن رسول الله | أقبل يقول لأبي بكر في الغار: اسكن فإن الله معنا, وقد أخذته الرعدة وهو لا يسكن, فلما رأى رسول الله | حاله قال له: تريد أن أريك أصحابي من الأنصار في مجالسهم يتحدثون؟ فأريك جعفرا وأصحابه في البحر يغوصون؟ قال:‏ نعم, فمسح رسول الله | بيده على وجهه, فنظر إلى الأنصار يتحدثون ونظر إلى جعفر وأصحابه في البحر يغوصون, فأضمر تلك الساعة أنه ساحر. [104]

 

عن خالد بن نجيح قال: قلت لأبي عبد الله ×: جعلت فداك سمى رسول الله | أبا بكر الصديق؟ قال: نعم, قال: فكيف؟ قال: حين كان معه في الغار, قال رسول الله |: إني لأرى سفينة جعفر بن أبي طالب تضطرب في البحر ضالة, قال: يا رسول الله وإنك لتراها؟ قال: نعم, قال: فتقدر أن ترينها؟ قال: أدن مني, قال: فدنا منه فمسح على عينيه, ثم قال: انظر, فنظر أبو بكر فرأى السفينة وهي تضطرب في البحر, ثم نظر إلى قصور أهل المدينة, فقال في نفسه: الان صدقت أنك ساحر, فقال رسول الله | الصديق أنت. [105]

 

عن سليم في حديث طويل قال: فلقيت محمد بن أبي بكر فقلت: هل شهد موت أبيك غيرك وغير أخيك عبد الرحمن وعائشة وعمر؟ قال: لا, قلت: وسمعوا منه ما سمعت؟ قال: سمعوا منه طرفا فبكوا وقالوا: هو يهجر, فأما كلما سمعت أنا فلا, قلت: فالذي سمعوا ما هو؟ قال: دعا بالويل والثبور فقال له عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور؟ قال: هذا رسول الله | ومعه علي بن أبي طالب × يبشراني بالنار, ومعه الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة[106] وهو يقول: لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله, فأبشر أنت وصاحبك بالنار في أسفل السافلين, فلما سمعها عمر خرج وهو يقول: إنه ليهجر, قال: والله ما أهجر أين تذهب؟ قال: كيف لا تهجر وأنت‏ {ثاني اثنين إذ هما في الغار}؟ قال: أولم أحدثك أن محمدا | - ولم يقل رسول الله - قال لي وأنا معه في الغار: إني أرى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر, فقلت: أرنيها, فمسح يده على وجهي ونظرت إليها فأضمرت عند ذلك أنه ساحر, وذكرت ذلك لك بالمدينة, فاجتمع رأيي ورأيك على أنه ساحر, قال عمر: يا هؤلاء إن أبا بكر يهذي فاجتنبوه واكتموا ما تسمعون منه لئلا يشمت بكم أهل هذا البيت‏. [107]

 

 

* حرمة الجلوس مع أعدائهم عليهم السلام

عن عبد الأعلى بن أعين قال: قال رسول الله |:‏ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام, أو يغتاب فيه مسلم, إن الله يقول في كتابه {وإذا رأيت‏ الذين‏ يخوضون‏ في‏ آياتنا}‏. [108]

 

عن أبي عبد الله × قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه, ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث‏, ومجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم, قال: ثم تلا أبو عبد الله × ثلاث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه - أو قال في كفه- {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله‏ فيسبوا الله عدوا بغير علم} {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم‏ حتى يخوضوا في حديث غيره} {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم‏ الكذب‏ هذا حلال وهذا حرام‏ لتفتروا على الله الكذب‏}. [109]

 

 

* محاولة قتل رسول الله |

عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر ×:‏ نزلت هذه الآية: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب} إلى قوله: {نعذب طائفة} قال: قلت لأبي جعفر ×: تفسير هذه الآية, قال: تفسيرها, والله ما نزلت آية قط إلا ولها تفسير, ثم قال: نعم, نزلت في التيمي والعدوي والعشرة معهما أنهم اجتمعوا اثنا عشر، فكمنوا لرسول الله | في العقبة وائتمروا بينهم ليقتلوه، فقال بعضهم لبعض: إن فطن نقول إنما كنا نخوض ونلعب، وإن لم يفطن لنقتلنه، فأنزل الله هذه الآية {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب‏} فقال الله لنبيه {قل أبالله وآياته ورسوله‏} يعني محمدا | {كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم‏} يعني عليا × أن يعف عنهما في أن يلعنهما على المنابر ويلعن غيرهما, فذلك قوله تعالى: {إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة}. [110]

 

 

* أشر من اليهود

عن رسول الله | لما نزلت {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون} في اليهود أي الذين نقضوا عهد الله، وكذبوا رسل الله، وقتلوا أولياء الله: أفلا أنبئكم بمن يضاهيهم من يهود هذه الأمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: قوم من أمتي ينتحلون أنهم من أهل ملتي، يقتلون أفاضل ذريتي وأطائب أرومتي، ويبدلون شريعتي وسنتي، ويقتلون ولدي الحسن والحسين كما قتل أسلاف اليهود زكريا ويحيى. ألا وإن الله يلعنهم كما لعنهم، ويبعث على بقايا ذراريهم قبل يوم القيامة هاديا مهديا من ولد الحسين المظلوم يحرقهم بسيوف أوليائه إلى نار جهنم، [111] ألا ولعن الله قتلة الحسين × ومحبيهم وناصريهم، والساكنين عن لعنهم من غير تقية يسكتهم. ألا وصلى الله على الباكين على الحسين رحمة وشفقة، واللاعنين لأعدائهم والممتلئين عليهم غيظا وحنقا، ألا وإن الراضين بقتل الحسين شركاء قتلته، ألا وإن قتلته وأعوانهم وأشياعهم والمقتدين بهم براء من دين الله. إن الله ليأمر ملائكته المقربين أن يتلقوا دموعهم المصبوبة لقتل الحسين إلى الخزان في الجنان، فيمزجوها بماء الحيوان، فتزيد عذوبتها وطيبها ألف ضعفها وإن الملائكة ليتلقون دموع الفرحين الضاحكين لقتل الحسين يتلقونها في الهاوية ويمزجونها بحميمها وصديدها وغساقها وغسلينها فيزيد في شدة حرارتها وعظيم عذابها ألف ضعفها يشدد بها على المنقولين إليها من أعداء آل محمد عذابهم. [112]

 

 

* لا تقبل الأعمال من غير الولاية

عن رسول الله | في حديث طويل عن يوم غدير خم: ...معاشر الناس, هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والعامل بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة بعدي لعلي وليك عند تبياني ذلك ونصبي أيام بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم بنعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا، فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد بلغت. معاشر الناس إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار فيها خالدون، لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون... [113]

 

عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفر × المسجد الحرام وهو متكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال: يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية, لا يعرفون حقا ولا يدينون دينا، يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم مكبين على وجوههم، ثم تلا هذه الآية: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم} يعني والله عليا × والأوصياء، ثم تلا هذه الآية: {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} أمير المؤمنين × يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي × إلا مفتر كذاب إلى يوم البأس هذا، أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم, ولا يغفر الذنوب إلا لكم, ولا يتقبل إلا منكم, وإنكم لأهل هذه الآية: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة، ثم قرأ {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} أنتم والله أهل هذه الآية. [114]

 

عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعيدة, عن أبي عبد الله ×,‏ أنهم قالوا حين دخلوا عليه: إنما أحببناكم لقرابتكم من رسول الله | ولما أوجب الله عز وجل من حقكم, ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلا لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لامرئ منا دينه, فقال أبو عبد الله ×: صدقتم صدقتم, ثم قال: من أحبنا كان معنا - أو جاء معنا - يوم القيامة هكذا, ثم جمع بين السبابتين, [115] ثم قال‏: والله لو أن رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه وهو عنه غير راض أو ساخط عليه, ثم قال: وذلك قول الله عز وجل {وما منعهم‏ أن تقبل منهم نفقاتهم‏ إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله‏ ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى‏ ولا ينفقون إلا وهم كارهون‏ فلا تعجبك‏ أموالهم ولا أولادهم‏ إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم‏ وهم كافرون‏}[116] ثم قال: وكذلك الإيمان لا يضر معه العمل, وكذلك الكفر لا ينفع معه العمل. [117]

 

عن جابر قال: قرأ رجل عند أبي جعفر × {وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة} قال ×: أما النعمة الظاهرة فهو النبي | وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده, وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا,[118] فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة, واعتقدها قوم ظاهره ولم يعتقدوا باطنه، فأنزل الله {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم} ففرح رسول الله | عند نزولها, إذ لم يتقبل الله تعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا. [119]

 

 

* انكار ولايتهم عليهم السلام يهبط الأعمال

عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل عن يوم الغدير, قال رسول الله |: اللهم إني أشهدك إني قد بلغت. معاشر الناس، إنه قد أكمل الله دينكم بإمامته (أمير المؤمنين ×)، فمن لم يأتم به وبمن يقوم بولدي من صلبه إلى يوم العرض على {فأولئك الذين حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة} وفي النار هم خالدون, {فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون}. [120]

 

عن سليمان بن خالد, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته × يقول: إن أعمال العباد تعرض كل خميس على رسول الله |, فإذا كان يوم عرفة هبط الرب تبارك وتعالى, وهو قول الله تبارك وتعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} فقلت: جعلت فداك, أعمال من هذه؟ قال ×: أعمال مبغضينا ومبغضي شيعتنا. [121]

 

عن أبي الحسن الرضا × أنه قال: لا يقبل الله عملا لعبد إلا بولايتنا, فمن لم يوالنا كان من أهل هذه الآية {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}. [122]

 

عن أبي عبد الله ×: ولو أن الرجل عمل أعمال البر كلها, وصام دهره وقام ليله, وأنفق ماله في سبيل الله, وعمل بجميع طاعات الله عمره كله, ولم يعرف نبيه الذي جاء بتلك الفرائض فيؤمن به ويصدقه, وإمام عصره الذي افترض الله عز وجل عليه طاعته فيطيعه, لم ينفعه الله بشي‏ء من عمله, قال الله عز وجل في ذلك {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}. [123]

 

عن أبي إسحاق الليثي‏ أنه قال للإمام الباقر × في حديث طويل: أرى‏ الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطي أحدهم‏ ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال, ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع, وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه, ورئي كراهية ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم, قال: فتبسم الباقر × ثم قال: يا إبراهيم, هاهنا هلكت العاملة الناصبة {تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية} ومن أجل ذلك قال تعالى {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}. [124]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل: ويحك يا إبراهيم, إنك قد سألتني عن المؤمنين من شيعة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×, وعن زهاد الناصبة وعبادهم, من هاهنا قال الله عز وجل {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا} ومن‏ هاهنا قال الله عز وجل {عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية}, وهذا الناصب قد جبل على بغضنا ورد فضلنا, ويبطل خلافة أبينا أمير المؤمنين ×, ويثبت خلافة معاوية وبني أمية, ويزعم أنهم خلفاء الله في أرضه‏ - إلى أن قال × - يا إبراهيم, قال الله عز وجل ذكره في أعدائنا الناصبة {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}. [125]

 

عن ابن سنان أو غيره يرفعه إلى أبي عبد الله × قال: إن حديثنا صعب مستصعب, لا يحتمله إلا صدور منيرة, أو قلوب سليمة, وأخلاق حسنة, إن الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم حيث يقول عز وجل‏ {وإذ أخذ ربك‏ من‏ بني‏ آدم‏ من‏ ظهورهم‏ ذريتهم‏ وأشهدهم‏ على‏ أنفسهم‏ ألست‏ بربكم‏ قالوا بلى}‏ فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة, ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا ففي النار خالد مخلد. [126]

 

 

* ظلم الناس لأهل البيت عليهم السلام

عن جابر, عن أبي جعفر × قال: اما قوله {أفكلما جائكم رسول بما لا تهوى أنفسكم} الآية قال أبو جعفر ×: ذلك مثل موسى والرسل من بعده وعيسى × ضرب لأمة محمد | مثلا فقال الله لهم {فان جاءكم} محمد {بمالا تهوى أنفسكم استكبرتم} بموالاة على × {ففريقا} من آل محمد {كذبتم وفريقا تقتلون} فذلك تفسيرها في الباطن. [127]

 

عن أبي خالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين ×: لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلاثا ثم صنع الله بي ما أحب، قال بيده على صدره ثم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر, ثم تلا هذه الآية {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وأن تبصروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور} وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره. [128] [129]

 

عن عبد الله بن النجاشي قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في قول الله عز وجل: {أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا} يعني والله فلانا وفلانا، {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما} يعني والله النبي | وعليا × مما صنعوا أي لو جاؤوك بها يا علي فاستغفروا الله مما صنعوا واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} فقال أبو عبد الله ×: هو والله علي × بعينه، {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت} على لسانك يا رسول الله يعني به من ولاية علي × {ويسلموا تسليما} لعلي ×. [130]

 

عن زرارة أو بريد، عن أبي جعفر × قال: قال: لقد خاطب الله أمير المؤمنين × في كتابه قال: قلت: في أي موضع؟ قال: في قوله: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم} فيما تعاقدوا عليه لئن أمات الله محمدا | ألا يردوا هذا الامر في بني هاشم {ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت} عليهم من القتل أو العفو {ويسلموا تسليما}. [131]

 

قال أمير المؤمنين ×: إن المنافقين كانوا يشهدون: أن لا إلا إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويدفعون عهد رسول الله | بما عهد به من دين الله، وعزائمه، وبراهين نبوته، إلى وصيه ويضمرون من الكراهة لذلك، والنقض لما أبرمه منه عند إمكان الأمر لهم، فيما قد بينه الله لنبيه بقوله: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكمونك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}. [132]

 

عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قال علي ×: يهلك في اثنان ولا ذنب لي: محب مفرط, ومبغض مفرط, وأنا أبرأ إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا, ويرفعنا فوق حدنا, كبراءة عيسى ابن مريم × من النصارى, قال الله تعالى:‏ {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم‏ فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شي‏ء شهيد}. [133]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير وقد ذكر عليا × وما أوصى الله فيه وذكر المنافقين والآثمين والمستهزئين بالإسلام: وكثرة إذا هم لي حتى سموني إذنا، وزعموا انى كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه, حتى انزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن‏} على الذين يزعمون انه‏ {أذن خير لكم‏} الآية، ولو شئت ان اسمى بأسمائهم لسميت وان أومى إليهم بأعيانهم لأومأت، وان أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت‏. [134]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت, فأولها الشرك بالله العظيم, وقتل النفس‏ {التي حرم الله},‏ وأكل مال اليتيم, وعقوق الوالدين, وقذف المحصنات, والفرار من الزحف, وإنكار حقنا. وأما الشرك بالله: فقد أنزل الله فينا ما أنزل, وقال رسول الله | فينا ما قال, فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا بالله عز وجل. وأما قتل النفس‏ {التي حرم الله}‏: فقد قتلوا الحسين بن علي × وأصحابه. وأما أكل مال اليتيم: فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا, فأعطوه غيرنا. وأما عقوق الوالدين: فقد أنزل الله عز وجل في كتابه‏ {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}‏ فعقوا رسول الله | في ذريته, وعقوا أمهم خديجة ÷ في ذريتها. وأما قذف المحصنة: فقد قذفوا فاطمة ÷ على منابرهم‏. وأما الفرار من الزحف: فقد أعطوا أمير المؤمنين × بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه. وأما إنكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه. [135]

 

قال رسول الله |: يا أبا الحسن، إن الأمة ستغدر بك بعدي، فإن وجدت ناصرا وإلا فأنت بمنزلة هارون من موسى ‘، حيث استضعفه قومه بعد أخيه موسى وقال: {ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}. [136]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يحكي عن أبو بكر وعمر:  ألا تعجبون من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن, وقد علم الله أنهم سيظلموناه وينتزعونه منا فقال‏ {إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان‏}. [137]

 

عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري ‘، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير:... ثم محنتك يوم صفين، وقد رفعت المصاحف حيلة ومكرا، فأعرض الشك، وعرف الحق واتبع الظن، أشبهت محنة هارون إذ أمره موسى على قومه فتفرقوا عنه، وهارون يناديهم: {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} وكذلك أنت لما رفعت المصاحف قلت: يا قوم إنما فتنتم بها وخدعتم، فعصوك وخالفوا عليك، واستدعوا نصب الحكمين، فأبيت عليهم، وتبرأت إلى الله من فعلهم وفوضته إليهم‏... [138]

 

عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في هذه الآية {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} إلى قوله: {أو جاء معه ملك} قال: إن رسول الله | لما نزل غديرا قال لعلي ×: إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلينا فيما سأل محمد ربه، فهلا سأله ملكا يعضده على عدوه, أو كنزا يستعين به على فاقته، والله‏ ما دعاه إلى باطل إلا إجابة له, فأنزل الله عليه {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} إلى آخر الآية. قال: ودعا رسول الله عليه وآله السلام لأمير المؤمنين × في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين, والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا} بني أمية, فقال رمع: والله لصاع من تمر في شن بال أحب إلي مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده, أو كنزا يستظهر به على فاقته، فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} إلى {أم يقولون افتراه} ولاية علي × {قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات} إلى {فإلم يستجيبوا لكم} في ولاية علي × {فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون} لعلي × ولايته {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} يعني فلانا وفلانا {نوف إليهم أعمالهم فيها} {أفمن كان على بينة من ربه} رسول الله | {ويتلوه شاهد منه} أمير المؤمنين × {ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة} قال كان ولاية علي في كتاب موسى ‘ {أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه} في ولاية علي × {إنه الحق من ربك} إلى قوله: {ويقول الأشهاد} هم الأئمة (عليهم السلام) {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم} إلى قوله {هل يستويان مثلا أفلا تذكرون}. [139]

 

عن ابن عباس قال: لما قدم النبي | المدينة أعطى عليا × وعثمان أرضا, أعلاها لعثمان وأسفلها لعلي ×, فقال علي × لعثمان: إن أرضي لا تصلح إلا بأرضك, فاشتر أو بعني, فقال له: أنا أبيعك, فاشترى منه علي ×, فقال له أصحابه: أي شي‏ء صنعت؟ بعت أرضك من علي, وأنت لو أمسكت عنه الماء ما أنبتت أرضه شيئا حتى يبيعك بحكمك, قال: فجاء عثمان إلى علي × وقال له: لا أجيز البيع, فقال له: بعت ورضيت وليس ذلك لك, قال: فاجعل بيني وبينك رجلا, قال علي ×: النبي |, فقال عثمان: هو ابن عمك, ولكن اجعل بيني وبينك غيره, فقال علي ×: لا أحاكمك إلى أحد غير النبي |, والنبي | شاهد علينا, فأبى ذلك فأنزل الله هذه الآيات إلى قوله {هم المفلحون}. [140]

 

عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين} إلى قوله {معرضون} قال ×: إنها نزلت في رجل اشترى من علي بن أبي طالب × أرضا, ثم ندم وندمه أصحابه, فقال لعلي ×: لا حاجة لي فيها, فقال له: قد اشتريت ورضيت, فانطلق أخاصمك إلى رسول الله |, فقال له أصحابه: لا تخاصمه إلى رسول الله |, فقال: انطلق أخاصمك إلى أبي بكر وعمر, أيهما شئت كان بيني وبينك, قال علي بن أبي طالب ×: لا والله, ولكن إلى رسول الله | بيني وبينك, فلا نرضى بغيره, فأنزل الله عز وجل هذه الآيات {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا} إلى قوله {وأولئك هم المفلحون}. [141]

 

في تفسير قوله تعالى {ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين}, قال السدي: نزلت في عثمان بن عفان, قال: لما فتح رسول الله | بني النضير وقسم أموالهم, قال عثمان لعلي ×: ائت رسول الله فاسأله أرض كذا وكذا, فإن أعطاكها فأنا شريكك فيها, أو آتيه أنا فأسأله إياها, فإن أعطانيها فأنت شريكي فيها, فسأله عثمان فأعطاه إياها, فقال له علي ×: فأشركني, فأبى عثمان الشركة فقال: بيني وبينك رسول الله |, فأبى أن يخاصمه إلى النبي |, فقيل له: لم لا تنطلق معه إلى النبي |, فقال: هو ابن عمه فأخاف أن يقضي له, فنزل قوله تعالى {وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون وإن يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين أفي قلوبهم مرض أم‏ ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون} فلما بلغ عثمان ما أنزل الله فيه أتى النبي | فأقر لعلي × بالحق وشركه في الأرض. [142]

 

عن أبي خالد عمرو بن خالد الواسطي قال: حدثني زيد بن علي وهو آخذ بشعره قال: حدثني أبي علي بن الحسين وهو آخذ بشعره قال: سمعت أبي الحسين بن علي وهو آخذ بشعره، قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام وهو آخذ بشعره قال: سمعت رسول الله | وهو آخذ بشعره قال: من آذى شعرة مني فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل، ومن آذى الله عز وجل لعنه ملأ السماوات وملأ الأرض، وتلا {إن الذين يؤذون الله‏ ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا}. [143]

 

قال الإمام العسكري ×: وذلك أن رسول الله | بعث جيشا ذات يوم لغزاة، أمر عليهم عليا ×، وما بعث جيشا قط فيهم علي بن أبي طالب × إلا جعله أميرهم. فلما غنموا رغب علي × في‏ أن يشتري من جملة الغنائم جارية يجعل ثمنها في جملة الغنائم، فكايده فيها حاطب بن أبي بلتعة وبريدة الأسلمي، وزايداه. فلما نظر إليهما يكايدانه ويزايدانه، انتظر إلى أن بلغت قيمتها قيمة عدل في يومها فأخذها بذلك. فلما رجعوا إلى رسول الله |، تواطئا على أن يقول ذلك بريدة لرسول الله |, فوقف بريدة قدام رسول الله | وقال: يا رسول الله, ألم تر أن علي بن أبي طالب × أخذ جارية من المغنم دون المسلمين, فأعرض عنه رسول الله |، ثم جاء عن يمينه فقالها، فأعرض عنه رسول الله |, فجاءه عن يساره وقالها، فأعرض عنه، وجاء من خلفه فقالها، فأعرض عنه, ثم عاد إلى بين يديه فقالها. فغضب رسول الله | غضبا لم ير قبله ولا بعده غضب مثله، وتغير لونه وتربد وانتفخت أوداجه، وارتعدت أعضاؤه، وقال: ما لك يا بريدة؟! آذيت رسول الله منذ اليوم! أما سمعت الله عز وجل يقول: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا}؟ قال بريدة: يا رسول الله, ما علمت أنني قصدتك بأذى. قال رسول الله |: أوتظن يا بريدة أنه لا يؤذيني إلا من قصد ذات نفسي, أما علمت أن عليا مني وأنا منه، وأن من آذى عليا × فقد آذاني, ومن آذاني‏ فقد آذى الله، ومن آذى الله فحق على الله أن يؤذيه بأليم عذابه في نار جهنم. [144]

 

من رسالة للإمام الهادي ×: فلما شهد الكتاب بتصديق الخبر وهذه الشواهد الأخر لزم على الأمة الإقرار بها ضرورة, إذ كانت هذه الأخبار شواهدها من القرآن ناطقة, ووافقت القرآن والقرآن وافقها, ثم وردت حقائق الأخبار من رسول الله | عن الصادقين (عليهم السلام) ونقلها قوم ثقات معروفون, فصار الاقتداء بهذه الأخبار فرضا واجبا على كل مؤمن ومؤمنة لا يتعداه إلا أهل العناد, وذلك أن أقاويل آل رسول الله | متصلة بقول الله, وذلك مثل قوله في محكم كتابه {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا} ووجدنا نظير هذه الآية: قول رسول الله |: من آذى عليا فقد آذاني, ومن آذاني فقد آذى الله, ومن آذى الله يوشك أن ينتقم منه. وكذلك قوله |: من أحب عليا فقد أحبني, ومن أحبني فقد أحب الله. ومثل قوله | في بني وليعة: لأبعثن إليهم رجلا كنفسي يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, قم يا علي فسر إليهم. وقوله | يوم خيبر: لأبعثن إليهم غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله, كرارا غير فرار, لا يرجع‏ حتى يفتح الله عليه, فقضى رسول الله | بالفتح قبل التوجيه, فاستشرف لكلامه أصحاب رسول الله |, فلما كان من الغد دعا عليا × فبعثه إليهم فاصطفاه بهذه المنقبة, وسماه كرارا غير فرار, فسماه الله محبا لله ولرسوله, فأخبر أن الله ورسوله يحبانه‏. [145]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل أن الإمام الحسين × قال لعائشة عندما منعت دفن الإمام الحسن × في جنب قبر رسول الله |, قال ×: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله, وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه, وإن الله سائلك عن ذلك. يا عائشة, إن أخي أمرني أن أقربه من أبيه رسول الله | ليحدث به عهدا, واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله, وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله | ستره, لأن الله تبارك وتعالى يقول {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} وقد أدخلت أنت بيت رسول الله | الرجال بغير إذنه‏. [146]

 

عن ابن عباس، في حديث طويل في وصية الإمام الحسن للإمام الحسين ‘, قال ×: وأن تدفنني مع جدي رسول الله | فإني أحق به وببيته ممن أدخل بيته بغير إذنه ولا كتاب جاءهم من بعده، قال الله تعالى فيما أنزله على نبيه | في كتابه: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} فو الله ما أذن لهم في الدخول عليه في حياته بغير إذنه، ولا جاءهم الإذن في ذلك من بعد وفاته، ونحن مأذون لنا في التصرف فيما ورثناه من بعده، فإن أبت عليك الامرأة فأنشدك بالقرابة التي قرب الله عز وجل منك، والرحم الماسة من رسول الله | أن لا تهريق في محجمة من دم حتى نلقى رسول الله | فنختصم إليه، ونخبره بما كان من الناس إلينا بعده. [147]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلم يزل يلقي | فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقال عز ذكره {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} ثم قال: {وآت ذا القربى حقه} فكان علي ×, وكان حقه الوصية التي جعلت له, والاسم الأكبر, وميراث العلم, وآثار علم النبوة, فقال: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} ثم قال: {وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت} يقول: أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها, مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم‏.[148]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: {لتركبن طبقا عن طبق‏} أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الأمم في الغدر بالأوصياء بعد الأنبياء (عليهم السلام). [149]

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه‏ عليهم السلام, عن سلمان الفارسي في خطبة طويلة: إذ يقول له رسول الله |: أنت وصيي في أهل بيتي, وخليفتي في أمتي, وأنت مني بمنزلة هارون من موسى. ولكنكم أخذتكم سنة بني إسرائيل فأخطأتم الحق, فأنتم تعلمون ولا تعلمون, أما والله {لتركبن طبقا عن طبق‏} حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة. [150]

 

 

* غصب وانكار حق الأئمة عليهم السلام

عن سلمان:‏ أن أمير المؤمنين × لما رأى غدر الصحابة وقلة وفائهم لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفه ويجمعه, فلم يخرج من بيته حتى جمعه, وكان في الصحف والشظاظ والأسيار والرقاع, فلما جمعه كله وكتبه بيده تنزيله وتأويله والناسخ منه والمنسوخ بعث إليه أبو بكر: أن اخرج فبايع, فبعث إليه: أني مشغول فقد آليت على نفسي يمينا ألا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أؤلف القرآن وأجمعه, فسكتوا عنه أياما فجمعه في ثوب واحد وختمه, ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول الله |, فنادى علي × بأعلى صوته: أيها الناس إني لم أزل منذ قبض رسول الله | مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد, فلم ينزل الله على نبيه | آية من القرآن إلا وقد جمعتها, وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله | وعلمني تأويلها, ثم قال‏ علي ×: لا تقولوا غدا {إنا كنا عن هذا غافلين},‏ ثم قال لهم علي ×: لا تقولوا يوم القيامة إني لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته, فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عما تدعونا إليه, ثم دخل علي × بيته‏. [151]

 

عن الإمام الصادق ×: إن حقوق الناس تعطى بشهادة شاهدين، وما اعطي أمير المؤمنين × حقه بشهادة عشرة آلاف نفس, يعني يوم غدير خم,[152] إن هذا إلا ضلال عن الحق المبين، {فما ذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون} [153]

 

عن أحدهما ‘ قال: إن الله قضى الاختلاف على خلقه‏, وكان أمرا قد قضاه في علمه كما قضى على الأمم من قبلكم، وهي السنن والأمثال يجري على الناس، فجرت علينا كما جرت على الذين من قبلنا، وقول الله حق، قال الله تبارك وتعالى لمحمد |: {سنة من قد أرسلنا قبلك من رسلنا ولا تجد لسنتنا تحويلا} وقال: {فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا} وقال {فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا إني معكم من المنتظرين} وقال: {لا تبديل لخلق الله}. وقد قضى الله على موسى × وهو مع قومه يريهم الآيات والنذر ثم مروا على قوم يعبدون أصناما {قالوا يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون} فاستخلف موسى هارون ‘ فنصبوا {عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى} وتركوا هارون × فقال {يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى} فضرب لكم أمثالهم وبين لكم كيف صنع بهم. وقال: إن نبي الله | لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وكان صاحب راية رسول الله | في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخله على كل حال، وكان أول الناس إيمانا، فلما قبض نبي الله | كان الذي كان لما قد قضى من الاختلاف وعمد عمر فبايع أبا بكر ولم يدفن رسول الله | بعد، فلما رأى ذلك علي × ورأى الناس قد بايعوا أبا بكر خشي أن يفتتن الناس, ففرغ إلى كتاب الله وأخذ بجمعه في مصحف فأرسل أبو بكر إليه أن تعال فبايع, فقال علي ×: لا أخرج حتى أجمع القرآن، فأرسل إليه مرة أخرى, فقال: لا أخرج حتى أفرغ, فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله | عليها تحول بينه وبين علي ×‏ فضربها, فانطلق قنفذ وليس معه علي × فخشي أن يجمع على الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته, ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي × بيته, وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، فلما رأى علي × ذلك خرج فبايع كارها غير طائع. [154]

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر × قال: إنه سأل أباه عن قول الله عز وجل {فمن اتبع هداي فلا يضل‏ ولا يشقى} قال: قال رسول الله |: يا أيها الناس, اتبعوا هدى الله تهتدوا وترشدوا وهو هداي, وهداي وهدى علي بن أبي طالب ×, فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي, ومن اتبع هداي فقد اتبع هدى الله, ومن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى, قال {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف} في عداوة آل محمد | {ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} ثم قال الله عز وجل {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى} وهم الأئمة من آل محمد |. وما كان في القرآن مثلها, ويقول الله عز وجل {ولو لا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى فاصبر} يا محمد {نفسك وذريتك على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}. [155]

 

عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن × حين أدخل عليه: ما هذه الدار؟ فقال: هذه دار الفاسقين, قال {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا} الآية, فقال له هارون: فدار من هي؟ قال ×: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة, قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟ فقال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة, قال: فأين شيعتك؟ فقرأ أبو الحسن × {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة} قال: فقال له: فنحن كفار؟ قال: لا, ولكن كما قال الله {الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار} فغضب عند ذلك وغلظ عليه. [156]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم‏ ولا خمسة إلا هو سادسهم‏ ولا أدنى من ذلك‏ ولا أكثر إلا هو معهم‏ أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شي‏ء عليم} قال: نزلت هذه الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة, حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمد لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا, فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية, [157] قال: قلت: قوله عز وجل {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون‏ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون‏} قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك اليوم, قال أبو عبد الله ×: لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين ×, وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله | أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين ×, وخرج الملك من بني هاشم, فقد كان ذلك كله‏. [158]

 

 

* غصب فدك

عن أبي جعفر × قال: قال علي × لفاطمة ÷: انطلقي فاطلبي ميراثك من أبيك رسول الله |. فجاءت إلى أبي بكر فقالت: أعطني ميراثي من أبي رسول الله |. قال : النبي | لا يورث، فقالت: ألم يرث سليمان داود؟! فغضب وقال: النبي لا يورث، فقالت ×: ألم يقل زكريا {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب}؟ فقال: النبي لا يورث. فقالت ×: ألم يقل: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}؟ فقال: النبي لا يورث. [159]

 

عن أبي جميلة المفضل بن صالح, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ‘ قال : ان فاطمة ÷ انطلقت إلى أبى بكر فطلبت ميراثها من نبي الله | فقال: ان نبي الله لا يورث، فقالت: أكفرت بالله وكذبت بكتابه؟ قال الله {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}. [160]

 

عن عبد الله بن الحسن باسناده عن آبائه عليهم السلام, انه لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة ÷ فدك وبلغها ذلك جاءت إليه وقالت له: ...يا بن أبى قحافة, أفي كتاب الله ان ترث أباك ولا أرث أبي؟ {لقد جئت شيئا فريا} نكرا وافتراء على الله ورسوله، افعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم, إذ يقول {وورث سليمان داود} وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا ‘ إذ قال رب {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب} و قال {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} وقال {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}... [161]

 

لما بلغ فاطمة ÷ اجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله |، حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، فضرب بينها وبينهم ربطة بيضاء، - وقال بعضهم: قبطية، وقالوا: قبطية بالكسر والضم، - ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم مهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم، ثم قالت - الى أن قالت ÷ - أفي الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت‏ شيئا فريا, فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك, فنعم الحكم الله والزعيم محمد, والموعد القيامة وعند الساعة {يخسر المبطلون‏} و{لكل‏ نبإ مستقر وسوف‏ تعلمون‏}. [162]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: قال: قال علي لفاطمة ‘: صيري إلى أبي بكر وذكريه فدكا، فصارت فاطمة ÷ إليه وذكرت له فدكا مع الخمس والفي‏ء، فقال: هاتي بينة يا بنت رسول الله, فقالت: أما فدك، فإن الله عز وجل أنزل على نبيه قرآنا يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقي‏، قال الله تعالى: {فآت ذا القربى حقه‏} فكنت أنا وولدي أقرب الخلائق إلى رسول الله | فنحلني وولدي‏ فدكا، فلما تلا عليه جبرئيل ×: {والمسكين وابن السبيل}، قال رسول الله |: ما حق المسكين وابن السبيل؟ فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‏}, فقسم الخمس على خمسة أقسام، فقال: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء} فما لله‏ فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى. قال الله تعالى: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطاب‏ وقال: ما تقول؟ فقال عمر: ومن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟ فقالت فاطمة ÷: اليتامى الذين يؤمنون بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل الذي يسلك مسلكهم. قال عمر: فإذا الخمس والفي‏ء كله لكم ولمواليكم وأشياعكم؟ فقالت فاطمة ÷: أما فدك فأوجبها الله لي ولولدي دون موالينا وشيعتنا، وأما الخمس فقسمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا كما يقرأ في كتاب الله. [163]

 

عن أبي عبد الله × قال: لما أنزل الله {وآت ذا القربى حقه والمسكين}[164] قال رسول الله |: يا جبرئيل, قد عرفت المسكين فمن ذوي القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة (عليهم السلام)، فقال: إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي، قال: أعطيتكم فدك. [165]

 

عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى × على المهدي رآه يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين, ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال ×: إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه | فدكا وما والاها لم يوجف عليه ب{خيل ولا ركاب}, فأنزل الله على نبيه | {وآت ذا القربى حقه} فلم يدر رسول الله | من هم, فراجع في ذلك جبرئيل, وراجع جبرئيل × ربه, فأوحى الله إليه: أن ادفع فدكا إلى فاطمة ÷, فدعاها رسول الله | فقال لها: يا فاطمة, إن الله أمرني أن أدفع إليك فدكا, فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك, فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله |, فلما ولي أبو بكر أخرج عنها وكلاءها, فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك, فجاءت بأمير المؤمنين × وأم أيمن, فشهدا لها, فكتب لها بترك التعرض, فخرجت والكتاب معها, فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي ابن أبي قحافة, قال: أرينيه, فأبت, فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه وخرقه, فقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك ب{خيل ولا ركاب} فضعي الحبال في رقابنا. فقال له المهدي: يا أبا الحسن, حدها لي, فقال ×: حد منها جبل أحد, وحد منها عريش مصر, وحد منها سيف البحر, وحد منها دومة الجندل, فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين, هذا كله, إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله | ب{خيل ولا ركاب}, فقال: كثير, وأنظر فيه. [166]

 

عن أبي عبد الله × قال: أتت فاطمة ÷ أبا بكر تريد فدك، فقال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك, قال: فأتت بأم أيمن، فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد أن جبرئيل × أتى محمدا | فقال: إن الله يقول: {وآت ذا القربى حقه}[167] فلم يدر محمد | من هم، فقال: يا جبرئيل، سل ربك من هم، فقال: فاطمة ÷ ذو القربى، فأعطاها فدك، فزعموا أن عمر محا الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر. [168]

 

عن أبي عبد الله × : لما بويع أبو بكر واستقام له الأمر على جميع المهاجرين والأنصار, بعث إلى فدك من أخرج وكيل فاطمة ÷ بنت رسول الله منها, فجاءت فاطمة الزهراء ÷ إلى أبي بكر, ثم قالت: لم تمنعني ميراثي من أبي رسول الله |, وأخرجت وكيلي من فدك, وقد جعلها لي رسول الله | بأمر الله تعالى؟ فقال: هاتي على ذلك بشهود, فجاءت بأم أيمن فقالت له أم أيمن: لا أشهد يا أبا بكر حتى أحتج عليك بما قال رسول الله |: أنشدك بالله, ألست تعلم أن رسول الله | قال: أم أيمن امرأة من أهل الجنة؟ فقال: بلى, قالت: فأشهد أن الله عز وجل أوحى إلى رسول الله | {وآت ذا القربى حقه} فجعل فدكا لها طعمة بأمر الله‏. [169]

 

عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قول الله عز وجل {وآت ذا القربى حقه}‏ خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة, فلما نزلت هذه الآية على رسول الله | قال: ادعوا إلي فاطمة, فدعيت له, فقال: يا فاطمة, قالت: لبيك يا رسول الله, فقال: هذه فدك مما هي لم يوجف عليه ب{الخيل ولا ركاب} وهي لي خاصة دون المسلمين, وقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به, فخذيها لك ولولدك‏. [170]

 

عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله ×: كان رسول الله | أعطى فاطمة ÷ فدكا؟ قال: كان وقفها، فأنزل الله: {وآت ذا القربى حقه‏} فأعطاها رسول الله | حقها، قلت: رسول الله | أعطاها؟ قال: بل الله أعطاها. [171]

 

عن عطية العوفي قال: لما افتتح رسول الله | خيبر، وأفاء الله عليه فدك وأنزل عليه {وآت ذا القربى حقه‏} قال: يا فاطمة لك فدك. [172]

 

عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت {وآت ذا القربى حقه} دعا رسول الله | فاطمة ÷ وأعطاها فدكا. [173]

 

عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ولما أنزل الله جل وعز {وآت ذا القربى حقه}‏ دعا رسول الله | فاطمة × فنحلها فدك, وأقامني للناس علما وإماما, وعقد لي وعهد إلي, فأنزل الله عز وجل {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. [174]

 

عن بشير بن الوليد والواقدي وبشر بن عتاب في أحاديث يرفعونها إلى محمد | نبيهم لما فتح خيبر اصطفى لنفسه قرى من قرى اليهود, فنزل عليه جبرئيل × بهذه الآية {وآت ذا القربى حقه} فقال محمد |: ومن ذو القربى؟ وما حقه؟ قال: فاطمة ÷, تدفع إليها فدك, فدفع إليها فدك ثم أعطاها العوالي بعد ذلك, فاستغلتها حتى توفي أبوها محمد |. [175]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل أن أم أيمن قالت: فأشهد أن الله عز وجل أوحى الى رسول الله | {فآت ذا القربى حقه} فجعل فدك لفاطمة ÷ بأمر الله. [176]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن السيدة الزهراء ÷ أنها قالت: أما فدك، فإن الله عز وجل أنزل على نبيه قرآنا يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقي، قال الله تعالى: {فآت ذا القربى حقه} فكنت أنا وولدي أقرب الخلائق إلى رسول الله |, فنحلني وولدي فدكا، فلما تلا عليه جبرئيل ×: {والمسكين وابن السبيل}، قال رسول الله |: ما حق المسكين وابن السبيل؟ فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}»، فقسم الخمس على خمسة أقسام‏. [177]

 

عن أبي عبد الله × قال: أتت فاطمة ÷ أبا بكر تريد فدك، قال: هاتي أسود أو أحمر يشهد بذلك، قال: فأتت بأم أيمن، فقال لها: بم تشهدين؟ قالت: أشهد أن جبرئيل أتى محمدا | فقال: إن الله يقول: {فآت ذا القربى حقه} فلم يدر محمد | من هم, فقال: يا جبرئيل, سل ربك من هم, فقال: فاطمة ÷ ذو القربى, فأعطاها فدكا. فزعموا أن عمر محا الصحيفة وقد كان كتبها أبو بكر. [178]

 

عن أبي عبد الله × قال لما أنزل الله {فآت ذا القربى حقه والمسكين‏} قال رسول الله |: يا جبرئيل, قد عرفت المسكين, فمن ذوي القربى؟ قال: هم أقاربك، فدعا حسنا وحسينا وفاطمة (عليهم السلام)، فقال |: إن ربي أمرني أن أعطيكم مما أفاء علي، قال: أعطيتكم فدك. [179]

 

ن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت على النبي | الآية {فآت ذا القربى حقه} دعا النبي | فاطمة ÷ فأعطاها فدك,[180] فقال: هذا لك ولعقبك من بعدك. [181]

 

عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت {فآت ذا القربى حقه‏} قال رسول الله |: يا فاطمة, لك فدك. [182]

 

عن عطية قال: لما نزلت {فآت ذا القربى حقه‏} دعا رسول الله | فاطمة ÷ فأعطاها فدك. [183]

 

عن جعفر بن محمد × أنه قال: إن فدكا كانت من ما أفاء الله على رسوله | بغير قتال, فلما أنزل الله {فآت ذا القربى حقه‏} أعطى رسول الله | فاطمة ÷ فدكا. [184]

 

عن أبان بن تغلب, عن أبي عبد الله × قال: قلت: أكان رسول الله | أعطى فاطمة ÷ فدك؟ قال: كان رسول الله | وقفها, فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {فآت ذا القربى حقه‏} فأعطاها رسول الله | حقها, قلت: رسول الله | أعطاها؟ قال: بل الله تبارك وتعالى أعطاها. [185]

 

عن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية {فآت ذا القربى‏ حقه} دعا النبي | فاطمة × فأعطاها فدك, فكل ما لم يوجف عليه أصحاب النبي | ب{خيل ولا ركاب} فهو لرسول الله | يضعه حيث يشاء, وفدك مما لم يوجف عليه ب{خيل ولا ركاب}. [186]

 

عن ابن عباس في حديث طويل: ثم إن فاطمة ÷ بلغها أن أبا بكر قبض فدك, فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر فقالت ÷: يا أبا بكر, تريد أن تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله | وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم يوجف المسلمون عليه ب{خيل ولا ركاب‏}. [187]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال:‏ إن رسول الله | خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق, فبينا رسول الله | يطعم والناس معه إذ أتاه جبرئيل ×, فقال: يا محمد, قم فاركب, فقام النبي | فركب وجبرئيل × معه, فطويت له الأرض كطي الثوب حتى انتهى إلى فدك, فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قد جاءهم, فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلى عجوز لهم في بيت لهم خارج المدينة ولحقوا برءوس الجبال, فأتى جبرئيل × العجوز حتى أخذ المفاتيح, ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي | في بيوتها وقراها, فقال جبرئيل ×: يا محمد, هذا ما خصك الله به وأعطاك دون الناس, وهو قوله‏ {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى}‏ وذلك في قوله‏ {فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء} ولم يغزوا المسلمون ولم يطئوها ولكن الله أفاءها على رسوله‏. [188]

 

 

* بمصادر العامة

قالت السيدة الزهراء ÷ احتجاجا على أبو بكر في منع حقها: أبى الله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي, لقد جئت شيئا فريا, فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك, فنعم الحكم الله والزعيم محمد, والموعد القيامة وعند الساعة {يخسر المبطلون}‏ و{لكل‏ نبإ مستقر وسوف‏ تعلمون‏} {من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم‏}. [189]

 

عن أبي سعيد قال: لما نزلت هذه الآية {وآت ذا القربى حقه} دعا النبي | فاطمة ÷, وأعطاها فدك. [190]

 

عن الإمام علي ×: لما نزلت {وآت ذا القربى حقه} دعا رسول الله | فاطمة × فأعطاها فدكا. [191]

 

عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت على رسول الله | {وآت ذا القربى حقه} دعا فاطمة ÷ فأعطاها فدكا والعوالي, وقال: هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك. [192]

 

عن ابن عباس قال: لما أنزل الله {وآت ذا القربى حقه‏} دعا رسول الله | فاطمة ÷ وأعطاها فدكا, وذلك لصلة القرابة. [193]

 

قال الإمام علي الرضا ×: فلما نزلت {وآت ذا القربى حقه} قال النبي | لفاطمة ÷: هذه فدك قد جعلتها لك. [194]

 

 

* هم منهج الشيطان

عن محمد بن إبراهيم، قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × يقول في قوله {ادخلوا في السلم كافة}، قال: في ولاية علي ابن أبي طالب × أ{ولا تتبعوا خطوات الشيطان}، قال: لا تتبعوا غيره. [195]

 

أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان} قال: أتدري ما السلم؟ قال: قلت أنت أعلم، قال: ولاية علي × والأئمة الأوصياء من بعده، قال: و{خطوات الشيطان} والله ولاية فلان وفلان. [196]

 

عن أبي عبد الله × قال:‏ لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين × للناس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك‏} في علي بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رءوسهم, فقال لهم إبليس: ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شي‏ء إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه}‏ الآية. [197]

 

عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل‏ {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين‏} قال: لما أمر الله نبيه |‏ أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله‏ {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}‏ في علي‏ {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}‏ أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها, فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شي‏ء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة, ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين‏} يعني شيعة أمير المؤمنين‏ ×. [198]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أولم يأمر الله عز وجل نبيه | بتبليغ ما عهده إليه في وصيه وإظهار إمامته وولايته بقوله‏: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}‏ فبلغ رسول الله | ما قد سمع, وعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا | إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته, وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك, وهو قوله‏ {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}‏ فكيف‏ يتم هذا وقد نصب لأمته علما وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإن أمته ينقضون عهده, ويغدرون بوصيه من بعده, ويظلمون أهل بيته, ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم, وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم, واستكبارهم وعزهم فأنزل الله تعالى‏ {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين‏}. [199]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه, ثم علي × من بعدي, ثم ولدي‏ من‏ صلبه‏ أئمة يهدون إلى الحق‏ وبه يعدلون,‏ ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين}‏ إلى آخرها, وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت, أولئك {أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}‏ ألا إن‏ {حزب الله هم الغالبون‏} ألا إن أعداء علي × هم أهل الشقاق والنفاق والحادون, وهم العادون وإخوان الشياطين الذين‏ {يوحي بعضهم إلى‏ بعض زخرف القول غرورا}, ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية. [200]

 

عن كميل بن زياد, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا كميل إن الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها فقد أديناها غير مختلفين, وأرسلناها غير منافقين, وصدقناها غير مكذبين, وقبلناها غير مرتابين, لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل في كتابه, فاقرأ كما أنزل‏ {شياطين‏ الإنس‏ والجن‏ يوحي‏ بعضهم‏ إلى‏ بعض‏ زخرف‏ القول‏ غرورا} يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا.[201]

 

قال أبو حمزة: قال الصادق ×: ما بعث الله نبيا إلا وفي زمانه شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده, وصاحبا محمد | حبتر ودلام.

ونحوه عن الباقر ×‏ وتلا {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا} الآية. [202]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: قال رسول الله |: يا علي, قال: لبيك, قال له: أتى الشيطان الوادي, فأت الوادي فانظر من فيه فأتى الوادي‏, فدار فيه فلم ير أحدا حتى إذا صار على بابه لقي شيخا فقال: ما تصنع هنا؟ قال: أرسلني رسول الله |, قال: تعرفني؟ قال ×: ينبغي أن تكون أنت هو يا ملعون, قال: نعم, قال: فلا بد من أن أصارعك, قال: لا بد منه, فصارعه, فصرعه علي ×, قال: قم عني يا علي حتى أبشرك, فقام عنه, فقال: بم تبشرني يا ملعون, قال: إذا كان يوم القيامة صار الحسن × عن يمين العرش, والحسين × عن يسار العرش, يعطون شيعتهم الجوائز من النار, قال: فقام إليه فقال: ألا أصارعك؟ قال: مرة أخرى؟ قال: نعم, فصرعه أمير المؤمنين ×, قال: قم عني حتى أبشرك, فقام عنه فقال: لما خلق الله آدم × أخرج ذريته من ظهره مثل الذر, قال: فأخذ ميثاقهم, فقال:‏ {ألست بربكم قالوا بلى}‏ قال ف{أشهدهم على أنفسهم}‏ فأخذ ميثاق محمد وميثاقك, فعرف وجهك الوجوه وروحك الأرواح, فلا يقول لك أحد أحبك إلا عرفته, ولا يقول لك أحد أبغضك إلا عرفته, قال: قم صارعني, قال: ثالثة؟ قال: نعم, فصارعه فأعرقه, ثم صرعه أمير المؤمنين ×, فقال: يا علي لا تبغضني, قم عني حتى أبشرك, قال: بلى وأبرأ منك وألعنك, قال: والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا أشركت في رحم أمه وفي ولده, فقال له:‏ أما قرأت كتاب الله‏ {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}. [203]

 

عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يذكر في حديث غدير خم أنه لما قال النبي | لعلي × ما قال وأقامه للناس, صرخ إبليس صرخة فاجتمعت له العفاريت، فقالوا: يا سيدنا, ما هذه الصرخة؟ فقال: ويلكم يومكم كيوم عيسى، والله لأضلن فيه الخلق, قال: فنزل القرآن {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} فقال: صرخ إبليس صرخة فرجعت إليه العفاريت, فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى؟ فقال: ويحكم حكى الله والله كلامي قرآنا, وأنزل عليه {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} ثم رفع رأسه إلى السماء ثم قال: وعزتك وجلالك, لألحقن الفريق بالجميع، قال: فقال النبي |: بسم الله الرحمن الرحيم {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} قال: صرخ إبليس صرخة، فرجعت إليه العفاريت, فقالوا: يا سيدنا, ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال: والله من أصحاب علي ×, ولكن وعزتك وجلالك يا رب لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك. قال: فقال أبو عبد الله ×: والذي بعث بالحق محمدا | للعفاريت والأبالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم, والمؤمن أشد من الجبل, والجبل تدنو إليه بالفأس فتنحت منه والمؤمن لا يستقل عن دينه. [204]

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا بمنى مع رسول الله | إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع, فقلنا: يا رسول الله, ما أحسن صلاته, فقال |: هو الذي أخرج أباكم من الجنة, فمضى إليه علي × غير مكترث فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى, ثم‏ قال: لأقتلنك إن شاء الله, فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم من عند ربي, ما لك تريد قتلي؟ فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل نطفة أبيه, ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه {وشاركهم في الأموال والأولاد} قال النبي |: صدق يا علي, لا يبغضك من قريش إلا سفاحي, ولا من الأنصار إلا يهودي, ولا من العرب إلا دعي, ولا من سائر الناس إلا شقي, ولا من النساء إلا سلقلقية - وهي التي تحيض من دبرها - ثم أطرق مليا ثم رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار, اعرضوا أولادكم على محبة علي ×, فإن أجابوا فهم منكم وإن أبوا فليسوا منكم, قال جابر بن عبد الله: فكنا نعرض حب علي × على أولادنا, فمن أحب عليا علمنا أنه من أولادنا, ومن أبغض عليا انتفينا منه. [205]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × قال: قال رسول الله |: يا علي, قال: لبيك, قال له: أتى الشيطان الوادي, فأت الوادي فانظر من فيه فأتى الوادي‏, فدار فيه فلم ير أحدا حتى إذا صار على بابه لقي شيخا فقال: ما تصنع هنا؟ قال: أرسلني رسول الله |, قال: تعرفني؟ قال ×: ينبغي أن تكون أنت هو يا ملعون, قال: نعم, قال: فلا بد من أن أصارعك, قال: لا بد منه, فصارعه, فصرعه علي ×, قال: قم عني يا علي حتى أبشرك, فقام عنه, فقال: بم تبشرني يا ملعون, قال: إذا كان يوم القيامة صار الحسن × عن يمين العرش, والحسين × عن يسار العرش, يعطون شيعتهم الجوائز من النار, قال: فقام إليه فقال: ألا أصارعك؟ قال: مرة أخرى؟ قال: نعم, فصرعه أمير المؤمنين ×, قال: قم عني حتى أبشرك, فقام عنه فقال: لما خلق الله آدم × أخرج ذريته من ظهره مثل الذر, قال: فأخذ ميثاقهم, فقال:‏ {ألست بربكم قالوا بلى}‏ قال ف{أشهدهم على أنفسهم}‏ فأخذ ميثاق محمد وميثاقك, فعرف وجهك الوجوه وروحك الأرواح, فلا يقول لك أحد أحبك إلا عرفته, ولا يقول لك أحد أبغضك إلا عرفته, قال: قم صارعني, قال: ثالثة؟ قال: نعم, فصارعه فأعرقه, ثم صرعه أمير المؤمنين ×, فقال: يا علي لا تبغضني, قم عني حتى أبشرك, قال: بلى وأبرأ منك وألعنك, قال: والله يا ابن أبي طالب ما أحد يبغضك إلا أشركت في رحم أمه وفي ولده, فقال له:‏ أما قرأت كتاب الله‏ {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا}. [206]

 

عن أبي هدية قال: حدثني أنس بن مالك أن رسول الله | كان ذات يوم جالسا على باب الدار ومعه علي بن أبي طالب × إذ أقبل شيخ فسلم على رسول الله |, فقال رسول الله | لعلي ×: أتعرف الشيخ؟ فقال علي ×: ما أعرفه؟ فقال |: هذا إبليس, فقال علي ×: لو علمت يا رسول الله لضربته ضربة بالسيف فخلصت أمتك منه, قال: فانصرف إبليس إلى علي × فقال له: ظلمتني يا أبا الحسن, أما سمعت الله عز وجل يقول {وشاركهم في الأموال والأولاد} فو الله ما شاركت أحدا أحبك في أمه. [207]

 

عن عبد الله بن عباس قال: بينا رسول الله | جالس إذ نظر إلى حية كأنها بعير, فهم علي × بضربها بالعصا, فقال له النبي |: مه‏, إنه إبليس, وإني قد أخذت عليه شروطا, ما ألا يبغضك مبغض‏ إلا شاركه في رحم أمه, وذلك قوله تعالى‏ {وشاركهم في الأموال والأولاد}. [208]

 

قال ابن عباس: كنت أنا ورسول الله | وعلي بن أبي طالب × بفناء الكعبة, إذ أقبل شخص عظيم مما يلي الركن اليماني كفيل, فتفل رسول الله | وقال: لعنت, فقال علي ×: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أوما تعرفه؟ ذاك إبليس اللعين, فوثب علي × وأخذ بناصيته وخرطومه, وجذبه, فأزاله عن موضعه, وقال: لأقتلنه يا رسول الله, فقال رسول الله |: أما علمت يا علي أنه قد أجل له إلى يوم الوقت المعلوم, فتركه, فوقف إبليس وقال: يا علي, دعني أبشرك, فما لي عليك ولا على شيعتك سلطان, والله ما يبغضك أحد إلا شاركت أباه فيه كما هو في القرآن {وشاركهم في الأموال والأولاد} فقال النبي ×: دعه يا علي فتركه. [209]

 

بالإسناد يرفعه إلى سعد بن أبي وقاص أنه بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله | معنا, إذ أقبل علينا من الركن اليماني شي‏ء على هيئة الفيل, أعظم ما يكون من الفيلة, فتفل رسول الله | وقال: لعنت وخزيت يا ملعون, فشك سعد, فعند ذلك قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وقال: ما هذا يا رسول الله؟ قال: أوما تعرفه يا علي؟ فقال ×: الله ورسوله أعلم, فقال النبي |: هذا إبليس, فوثب أمير المؤمنين × من مكانه كأنه أسد وأخذ بناصيته وجذبه من مكانه ثم قال: أقتله يا رسول الله؟ فقال |: أوما علمت أنه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم, فجذبه وتنحى به خطوات, فقال له إبليس: ما لي وما لك يا ابن أبي طالب؟ دعني من يدك, فوعزة ربي ما يبغضك‏ أحد إلا من شاركت أباه في أمه, فخلاه من يده فأنزل في ذلك {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} يعني بذلك شيعة علي بن أبي طالب ×. [210]

 

بالإسناد يرفعه إلى عبد الله بن عباس قال: لما رجعنا من حج بيت الله مع رسول الله | فجلسنا حوله وهو في مسجده إذ ظهر الوحي عليه, فتبسم | تبسما شديدا حتى بانت ثناياه, فقلنا: يا رسول الله, مم تبسمت؟ قال: من إبليس, اجتاز بنفر وهم يتلون علينا, فوقف أمامهم فقالوا: من ذا الذي أمامنا؟ فقال: أنا أبو مرة, فقالوا: تسمع كلامنا؟ فقال: نعم, سوأة لوجوهكم, ويلكم, أتسبون مولاكم علي بن أبي طالب ×, فقالوا له: أبا مرة, من أين علمت أنه مولانا, فقال: ويلكم, أنسيتم قول نبيكم بالأمس: من كنت مولاه فعلي مولاه, فقالوا: يا أبا مرة, أنت من شيعته ومواليه؟ فقال: ما أنا من شيعته ومواليه, ولكني أحبه, لأنه ما أبغضه أحد منكم إلا شاركته في ولده وماله, وذلك قول الله تعالى {وشاركهم في الأموال والأولاد} فقالوا: يا أبا مرة, أتقول في علي شيئا؟ قال: وما تريدون أن أقول فيه؟ اسمعوا, ويلكم مني, اعلموا أني عبدت الله تعالى في الجان اثني عشر ألف سنة, فما أهلك الله الجان شكوت إلى الله تعالى عز وجل الوحدة, فأوتي بي إلى السماء الدنيا فعبدت الله تعالى فيها اثني عشر ألف سنة أخرى مع الملائكة, فبينا نحن كذلك نسبح الله تعالى ونقدسه إذ مر علينا نور شعشعاني فخرت الملائكة عند ذلك سجدا, فقلنا: نور نبي مرسل, أو نور ملك مقرب, فإذا النداء من قبل الله عز وجل: لا نبي مرسل ولا ملك مقرب, هذا نور علي بن أبي طالب × أخي محمد |. [211]

 

عن صفوان الجمال قال: كنت عند أبي عبد الله × فاستأذن عيسى بن منصور عليه, فقال له: ما لك ولفلان يا عيسى؟ أما إنه ما يحبك، فقال: بأبي وأمي, يقول قولنا, وهو يتولى من نتولى, فقال ×: إن فيه نخوة إبليس، فقال: بأبي وأمي, أليس يقول إبليس {خلقتني من نار وخلقته من طين}؟ فقال أبو عبد الله ×: وقد يقول الله {وشاركهم في الأموال والأولاد} فالشيطان يباضع ابن آدم هكذا, وقرن بين إصبعيه‏. [212]

 

عن ابن عباس في حديث طويل أن يزيد بن معاوية لعنه الله قال للإمام الحسن ×: يا حسن, إني منذ كنت أبغضك, قال الحسن ×: اعلم يا يزيد إن إبليس شارك أباك في جماعه فاختلط الماءان, فأورثك ذلك عداوتي لأن الله تعالى يقول {وشاركهم في الأموال والأولاد} وشارك الشيطان حربا عند جماعه فولد له صخر, فلذلك كان يبغض جدي رسول الله |. [213]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {واستفزز من استطعت منهم بصوتك‏} قال: صاح إبليس يوم أحد في عسكر رسول الله |: إن محمدا قد قتل! {وأجلب عليهم بخيلك ورجلك} قال: والله لقد أجلب إبليس على أمير المؤمنين × كل خيل كانت في غير طاعة الله, والله إن كل راجل قاتل أمير المؤمنين × كان من رجالة إبليس. [214]

 

عن سلمان, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أخبرني رسول الله | أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله | إياي يوم‏ غدير خم بأمر الله, وأخبرهم‏ بأني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب, فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: إن هذه الأمة أمة مرحومة معصومة فما لك ولا لنا عليهم سبيل, وقد أعلموا مفزعهم وإمامهم بعد نبيهم, فانطلق إبليس كئيبا حزينا, قال أمير المؤمنين ×: أخبرني رسول الله | بعد ذلك‏ وقال: يبايع الناس أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد تخاصمهم بحقنا وحجتنا, ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس في صورة شيخ كبير مشمر, يقول كذا وكذ,ا ثم يخرج فيجمع أصحابه‏ وشياطينه وأبالسته فيخرون‏ سجدا فيقولون: يا سيدنا يا كبيرنا, أنت الذي أخرجت آدم من الجنة, فيقول: أي أمة لن تضل بعد نبيها, كلا زعمتم أن ليس لي عليهم سلطان ولا سبيل, فكيف رأيتموني صنعت بهم حين‏ تركوا ما أمرهم الله به من طاعته‏, وأمرهم به رسول الله. وذلك قوله تعالى‏ {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}‏. [215]

 

عن أبي جعفر × قال: لما أخذ رسول الله | بيد علي × يوم الغدير, صرخ إبليس في جنوده صرخة فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه, فقالوا: يا سيدهم ومولاهم, ما ذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه, فقال لهم: فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا, فقالوا: يا سيدهم, أنت كنت لآدم. فلما قال المنافقون: إنه ينطق عن الهوى, وقال أحدهما لصاحبه: أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله | - صرخ إبليس صرخة بطرب, فجمع أولياءه فقال: أما علمتم أني كنت لآدم من قبل؟ قالوا: نعم, قال: آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب, وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول. فلما قبض رسول الله | وأقام الناس غير علي × لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الوثبة وجمع خيله ورجله ثم قال لهم: اطربوا, لا يطاع الله حتى يقوم الإمام. وتلا أبو جعفر ×: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}, قال أبو جعفر ×: كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله |, والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله |: إنه ينطق عن الهوى, فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه. [216]

 

عن أبي عبد الله × قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم, فقال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رءوسهم, فقال لهم إبليس: ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شي‏ء إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله | {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه‏} الآية. [217]

 

عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شي‏ء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا, إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني شيعة أمير المؤمنين. [218]

 

عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | لما أخذ بيد علي × بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, كان إبليس لعنه الله حاضرا بعفاريته فقالت له حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه: والله ما هكذا قلت لنا, لقد أخبرتنا أن هذا إذا مضى افترقت أصحابه, وهذا أمر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر, فقال: افترقوا, فإن أصحابه قد وعدوني أن لا يقروا له بشي‏ء مما قال. وهو قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [219]

 

عن أبي جعفر × إنه قال: لما كان يوم غدير خم، وقال النبي | في علي × ما قال، اجتمع جنود إبليس إليه، فقالوا: ما هذا الأمر الذي حدث, كنا نظن أن محمدا إذا مضى تفرق هؤلاء، فنراه قد عقد هذا الأمر لآخر من بعده. فقال لهم: إن أصحابه لا يفوا له بما عقد عليهم. قال عطية: ثم قال لي أبو جعفر ×: أتدري أين هو من كتاب الله تعالى؟ قلت: لا. قال ×: هو قوله تعالى: {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [220]

 

عن أمير المؤمنين ×: أولم يأمر الله عز وجل نبيه | بتبليغ ما عهده إليه في وصيه وإظهار إمامته وولايته {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فبلغ رسول الله | ما قد سمع, واعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته, وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك وهو قوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم‏} فكيف يتم هذا وقد نصب لأمته علما وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا, فإن أمته ينقضون عهده, ويغدرون بوصيه من بعده, ويظلمون أهل بيته, ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم واستكبارهم وعزهم, فأنزل الله‏ تعالى‏ {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين‏}. [221]

 

عن علي بن الحسين ×, عن السيدة زينب ÷, عن أمير المؤمنين ×: وكأني بك وبنساء أهلك سبايا بهذا البلد, أذلاء خاشعين, تخافون أن يتخطفكم الناس فصبرا صبرا, فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم, وغير محبيكم وشيعتكم‏, ولقد قال لنا رسول الله | حين أخبرنا بهذا الخبر, إن إبليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه وعفاريته, فيقول: يا معاشر الشياطين, قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة, وبلغنا في هلاكهم الغاية, وأورثناهم النار إلا من اعتصم بهذه العصابة, فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم وحملهم على عداوتهم, وإغرائهم بهم وأوليائهم, حتى تستحكموا ضلالة الخلق وكفرهم, ولا ينجو منهم ناج, {ولقد صدق عليهم إبليس‏} وهو كذوب, أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح, ولا يضر مع محبتكم وموالاتكم ذنب غير الكبائر. [222]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله‏ {ذي قوة عند ذي العرش مكين‏} قال: يعني جبرئيل ×, قلت: قوله:‏ {مطاع ثم أمين‏}, قال: يعني رسول الله |, هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة, قلت: قوله:‏ {وما صاحبكم بمجنون},‏ قال: يعني النبي |, ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين × علما للناس, قلت: قوله‏ {وما هو على الغيب بضنين}‏, قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه | بغيبه بضنين عليه, قلت: قوله‏ {وما هو بقول شيطان رجيم},‏ قال: يعني الكهنة الذين كانوا في قريش, فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم, فقال‏: {وما هو بقول شيطان رجيم}‏ مثل أولئك, قلت: قوله‏ {فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين}‏, قال: أين تذهبون في علي ×, يعني ولايته, أين تفرون منها {إن هو إلا ذكر للعالمين}‏ لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته, قلت: قوله‏ {لمن شاء منكم أن يستقيم}‏ قال: في طاعة علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده, قلت قوله: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين}‏ قال: لأن المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس‏. [223]

 

 

* بمصادر العامة

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا مع النبي | إذ أبصر برجل ساجد راكع متطوع متضرع, فقلنا: يا رسول الله ما أحسن صلاته, فقال: هذا الذي أخرج أباكم آدم من الجنة, فمضى إليه علي × غير مكترث, فهزه هزا أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى في اليمنى, ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله, فقال: إنك لن تقدر على ذلك، إن لي أجلا معلوما من عند ربي، ما لك تريد قتلي فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي في رحم أمه قبل أن يسبق نطفة أبيه! ولقد شاركت مبغضك في الأموال والأولاد، وهو قول الله تعالى في محكم كتابه {وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} فقال النبي |: صدقك والله يا علي, لا يبغضك من قريش إلا سفاحيا، ولا من الأنصار إلا يهوديا، ولا من العرب إلا دعيا, ولا من سائر الناس إلا شقيا، ولا من النساء إلا سلقلقية - وهي التي تحيض من دبرها - ثم أطرق مليا فقال: معاشر الأنصار اغدوا  أولادكم على محبة علي ×. قال جابر: كنا نبور أولادنا في وقعة الحرة بحب علي ×, فمن أحبه علمنا أنه من أولادنا، ومن أبغضه أشفينا منه. [224]

 

عن حبة العرني قال: سمعت علي بن أبي طالب × يقول: دخلت على رسول الله | في وقت كنت لا أدخل عليه فيه، فوجدت رجلا جالسا عنده مشوه الخلقة لم أعرفه قبل ذلك، فلما رآني خرج الرجل مبادرا, قلت: يا رسول الله, من ذا الذي لم أره قبل‏ ذي, قال: هذا إبليس الأبالسة, سألت ربي أن يرينيه، وما رآه أحد قط في هذه الخلقة غيري وغيرك. قال: فعدوت في أثره فرأيته عند أحجار الزيت, فأخذت بمجامعه وضربت به البلاط وقعدت على صدره، فقال: ما تشاء يا علي؟ قلت: أقتلك, قال: إنك لن تسلط علي, قلت: لم؟ قال: لأن ربك أنظرني إلى يوم الدين، خل عني يا علي فإن لك عندي وسيلة لك ولأولادك, قلت: ما هي؟ قال: لا يبغضك ولا يبغض ولدك أحد إلا شاركته في رحم أمه، أليس الله قال: {وشاركهم في الأموال والأولاد}. [225]

 

عن ابن عباس قال: بينا رسول الله | جالس إذ نظر إلى حية كأنها بعير، فهم علي × بضربها بالعصا، فقال له النبي |: مه, إنه إبليس, وإني قد أخذت عليه شروطا, ألا يبغضك مبغض إلا شاركه في رحم أمه وذلك قوله تعالى: {وشاركهم في الأموال والأولاد}. [226]

 

 

* تبرء الشيطان من أعداء الأئمة عليهم السلام

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا, فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل, فينظر إبليس فيقول: من هذا الذي أضعفه الله له العذاب, وأنا أغويت هذا الخلق جميعا؟ فيقال: هذا زفر، فيقول: بما حدد له هذا العذاب؟ فيقال: ببغيه على علي ×, فيقول له إبليس: ويل لك وثبور لك، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني إلى ذلك، وقال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلا من اتبعك من الغاوين} وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت: {ولا تجد أكثرهم شاكرين} فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق فقال له: ما الذي كان منك إلى علي × وإلى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف؟ فيقول الشيطان وهو زفر لإبليس: أنت أمرتني بذلك، فيقول له إبليس: فلم عصيت‏ ربك وأطعتني؟ فيرد زفر عليه ما قال الله: {إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان} إلى آخر الآية. [227]

 

 

* خلق اعدائهم وقلوب شيعتهم من سجين

عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا, وخلق أبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} [228]  وخلق عدونا من سجين, وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين. كتاب مرقوم}. [229]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور, رسخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا, وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك, فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه, ثم قرأ {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} وإن الله تبارك وتعالى خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين, وخلق أبدانهم من طينة من دون ذلك, وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم, فقلوبهم تهوى إليهم, ثم قرأ {إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين‏}. [230]

 

 

* من رضي بظلمهم فهو شريك معهم

عن محمد بن الأرقط, عن أبي عبد الله × قال لي: تنزل الكوفة؟ قلت: نعم, قال: فترون قتلة الحسين × بين أظهركم؟ قال: قلت: جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا, قال: فإذا أنت لا ترى القاتل الا من قتل أو من ولى القتل، ألم تسمع إلى قول الله {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين} فأي رسول قبل الذي كان محمد | بين أظهركم، ولم يكن بينه وبين عيسى × رسول، إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلي. [231]

 

 

* لا يجتمع حب أهل البيت عليهم السلام وحب عدوهم

عن الإمام العسكري × في حديث طويل أن زيدا مولى رسول الله | قال: إن رسول الله | كان لي شديد المحبة حتى تبناني لذلك, فكنت‏ أدعى: زيد بن محمد, إلى أن ولد لعلي الحسن والحسين (عليهم السلام) فكرهت ذلك لأجلهما، وقلت لمن كان يدعوني: أحب أن تدعوني: زيدا مولى رسول الله‏ |, فإني أكره أن أضاهي الحسن والحسين ‘، فلم يزل ذلك حتى صدق الله ظني، وأنزل على محمد |: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} يعني قلبا يحب محمدا وآله، ويعظمهم، وقلبا يعظم به غيرهم كتعظيمهم. أو قلبا يحب به أعداءهم، بل من أحب أعداءهم فهو يبغضهم ولا يحبهم. ومن سوى بهم مواليهم فهو يبغضهم ولا يحبهم‏. ثم قال: {وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم} إلى قوله تعالى {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} يعني الحسن والحسين ‘ أولى ببنوة رسول الله | في كتاب الله وفرضه {من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا} إحسانا وإكراما لا يبلغ ذلك محل الأولاد {كان ذلك في الكتاب مسطورا} فتركوا ذلك وجعلوا يقولون: زيد أخو رسول الله |. فما زال الناس يقولون لي هذا وأكرهه حتى أعاد رسول الله | المؤاخاة بينه وبين علي بن أبي طالب ×. [232]

 

عن أبي جعفر × في قوله: {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} قال علي بن أبي طالب ×: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان, إن الله لم يجعل لرجل من قلبين في جوفه فيحب هذا ويبغض هذا, فأما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه, فمن أراد أن يعلم‏ حبنا فليمتحن قلبه فإن شاركه في حبنا حب عدونا فليس منا ولسنا منه, والله عدوهم وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين. [233]

 

عن حنش بن المعتمر قال‏: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو في الرحبة متكئا فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته, كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال: أصبحت محبا لمحبنا, صابرا على بغض من يبغضنا, إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة, وإن مبغضنا بنى بناء ف{أسس بنيانه على شفا جرف هار} فكأن بنيانه قد هار {فانهار به في نار جهنم}. يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا, وإن مبغضنا لا يستطيع أن يحبنا, إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا, فلن يستطيع محبنا بغضنا ولن يستطيع مبغضنا حبنا, ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب واحد {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه‏} يحب بهذا قوما ويحب بالآخر أعداءهم‏. [234]

 

عن صالح بن ميثم التمار قال: وجدت في كتاب ميثم يقول: تمسينا ليلة عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال لنا: ليس من عبد امتحن الله قلبه بالإيمان إلا أصبح يجد مودتنا على قلبه، ولا أصبح عبد ممن سخط الله عليه إلا يجد بغضنا على قلبه، فأصبحنا نفرح بحب المؤمن لنا، ونعرف بغض المبغض لنا، وأصبح محبنا مغتبطا بحبنا برحمة من الله ينتظرها كل يوم، وأصبح مبغضنا يؤسس {بنيانه على شفا جرف هار}، فكان ذلك الشفا قد انهار {به في نار جهنم}، وكان أبواب الرحمة قد فتحت لأصحاب الرحمة، فهنيئا لأصحاب الرحمة رحمتهم، وتعسا لأهل النار مثواهم، إن عبدا لن يقصر في حبنا لخير جعله الله في قلبه، ولن يحبنا من يحب مبغضنا، إن ذلك لا يجتمع في قلب واحد و{ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} يحب بهذا قوما، ويحب بالآخر عدوهم، والذي يحبنا فهو يخلص حبنا كما يخلص الذهب لا غش فيه. نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء، وأنا وصي الأوصياء، وأنا حزب الله‏ ورسوله |, والفئة الباغية حزب الشيطان، فمن أحب أن يعلم حاله في حبنا فليمتحن قلبه، فإن وجد فيه حب من ألب علينا فليعلم أن الله عدوه وجبرئيل وميكائيل، والله عدو للكافرين. [235]

 

عن أبي الجارود, عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه} قال: قال علي بن أبي طالب ×: ليس عبد من عبيد الله ممن امتحن الله قلبه للإيمان إلا وهو يجد مودتنا على قلبه فهو يودنا, وما من عبد من عبيد الله ممن سخط الله عليه إلا وهو يجد بغضنا على قلبه فهو يبغضنا, فأصبحنا نفرح بحب المحب لنا ونغتفر له, ونبغض المبغض, وأصبح محبنا ينتظر رحمة الله جل وعز, فكان أبواب الرحمة قد فتحت له, وأصبح مبغضنا على شفا جرف هار من النار فكان ذلك الشفا قد انهار {به في نار جهنم} فهنيئا لأهل الرحمة رحمتهم, وتعسا لأهل النار مثواهم, إن الله عز وجل يقول: {فلبئس مثوى المتكبرين} وإنه ليس عبد من عبيد الله يقصر في حبنا لخير جعله الله عنده إذ لا يستوي من يحبنا ويبغضنا ولا يجتمعان في قلب رجل أبدا, إن الله لم يجعل‏ {لرجل من قلبين في جوفه} يحب بهذا ويبغض بهذا, أما محبنا فيخلص الحب لنا كما يخلص الذهب بالنار لا كدر فيه, ومبغضنا على تلك المنزلة, نحن النجباء وأفراطنا أفراط الأنبياء, وأنا وصي الأوصياء, والفئة الباغية من حزب الشيطان والشيطان منهم, فمن أراد أن يعلم حبنا فليمتحن قلبه, فإن شارك في حبنا عدونا فليس منا ولسنا منه, والله عدوه وجبرئيل وميكائيل والله عدو للكافرين. [236]

 

عن أبي كهمس قال: قال علي بن أبي طالب‏ ×: ينجو في ثلاثة ويهلك في ثلاثة, يهلك: اللاعن والمستمع والمقر والملك المترف الذي يبرأ عنده من ديني, ويغضب عنده من حسبي, ويتقرب إليه بلعني, إنما حسبي حسب رسول الله |, وديني دين رسول الله |, وينجو في ثلاثة: المحب الموالي, والمعادي من عاداني, والمحب من أحبني, فإذا أحبني عبد أحب محبي وشايع في, فليمتحن الرجل منكم قلبه, فإن الله لم يجعل {لرجل من قلبين في جوفه} فيحب بهذا ويبغض بهذا, إنه من أشرب قلبه حب غيرنا قاتلنا أو ألب علينا, فليعلم أن الله عدوه وجبريل وميكائيل والله عدو للكافرين. [237]

 

قال علي ×: لا يجتمع حبنا وحب عدونا في جوف إنسان, إن الله عز وجل يقول {ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه}. [238]

 

 

* خذلان الناس لهم

[239]

 

عن إدريس مولى لعبد الله بن جعفر, عن أبي عبد الله × في تفسير هذه الآية {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم} مع الحسن × {وأقيموا الصلاة ... فلما كتب عليهم القتال} مع الحسين × {قالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا أخرتنا إلى أجل قريب} إلى خروج القائم # فان معه النصر والظفر، قال الله: {قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى} الآية. [240]

 

فى رواية الحسن بن زياد العطار, عن أبي عبد الله × في قوله {كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة} قال: نزلت في الحسن بن علي ‘ أمره الله بالكف {فلما كتب عليهم القتال} قال: نزلت في الحسين بن علي ‘ كتب الله عليه وعلى أهل الأرض ان يقاتلوا معه. [241]

 

 

* المذيع سرهم عليهم السلام

عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول قال: قال لي الصادق ×: ان الله عز وجل قد عير أقواما في القرآن بالإذاعة, فقلت له: جعلت فداك، أين؟ قال: قال: قوله {وإذا جاءهم امر من الامن أو الخوف أذاعوا به}. ثم قال: المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا، رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا، فدفنه تحت قدميه. يا بن النعمان، اني لأحدث الرجل منكم بحديث، فيتحدث به عني، فاستحل بذلك لعنته والبراءة منه، فان أبي كان يقول: وأي شئ أقر للعين من التقية! ان التقية جنة المؤمن، ولولا التقية ما عبد الله، وقال الله عز وجل: {لا يتخذ المؤمنون}. الآية. يا بن النعمان، ان المذيع ليس كقاتلنا بسيفه، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، بل هو أعظم وزرا، يا بن النعمان، ان العالم لا يقدر ان يخبرك بكل ما يعلم، لأنه سر الله الذي اسره إلى جبرئيل ×، وأسره جبرئيل إلى محمد |، وأسره محمد | إلى علي ×، وأسره علي × إلى الحسن ×، وأسره الحسن × إلى الحسين ×، وأسره الحسين × إلى علي ×، وأسره علي × إلى محمد ×، وأسره محمد × إلى من اسره ×، فلا تعجلوا، فوالله لقد قرب هذا الامر ثلاث مرات، فأذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر الا وعدوكم به منكم. يا بن النعمان، ابق على نفسك، فقد عصيتني، لا تذع سري، فان المغيرة بن سعد (لع) كذب على أبي وأذاع سره، فأذاقه الله حر الحديد، وان أبا الخطاب (لع) كذب علي وأذاع سري، فأذاقه الله حر الحديد، ومن كتم أمرنا زينه الله به في الدنيا والآخرة، وأعطاه حظه، ووقاه حر الحديد وضيق المحابس، ان بني إسرائيل قحطوا حتى هلكت المواشي والنسل، فدعا الله موسى بن عمران فقال: يا موسى، انهم أظهروا الزنى والربا، وعمروا الكنائس، وأضاعوا الزكاة. فقال: إلهي تحنن برحمتك عليهم فإنهم لا يعقلون، فأوحى الله إليه: اني مرسل قطر السماء، ومختبرهم بعد أربعين يوما، فأذاعوا ذلك وأفشوه، فحبس عنهم القطر أربعين سنة، وأنتم قد قرب أمركم فأذعتموه في مجالسكم. إلى أن قال: ومن استفتح نهاره بإذاعة سرنا، سلط الله عليه حر الحديد وضيق المحابس. [242]

 

 

* آثار مخالفة الولاية

عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: ...معاشر الناس، إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب، وعلى من شهد ومن لم يشهد، وولد أم لم يولد، فليبلغ حاضركم غائبكم إلى يوم القيامة. وسيجعلون الإمامة بعدي ملكا واغتصابا. ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها {يفرغ لكم أيها الثقلان} من يفرغ فيرسل {عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}. معاشر الناس، إن الله عز وجل لم يكن ليذركم {على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب}. معاشر الناس، إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك قريتكم. وهو المواعد كما ذكر الله في كتابه، وهو مني ومن صلبي والله منجز وعده...[243]

 

قال عمرو بن العاص للحسين × في حديث: ما بال لحاكم أوفر من لحانا؟ فقال ×: {والبلد الطيب‏ يخرج‏ نباته‏ بإذن‏ ربه‏ والذي‏ خبث‏ لا يخرج‏ إلا نكدا}. [244]

 

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا, عن أبائه, عن محمد بن علي عليهم السلام، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: إني لأدناهم من رسول الله | في حجة الوداع بمنى، فقال: لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وايم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم، ثم التفت إلى خلفه فقال: أو علي أو علي، ثلاثا، فرأينا أن جبرئيل × غمزه، وأنزل الله عز وجل: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} بعلي × {أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون}[245] ثم نزلت: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ادفع بالتي هي أحسن} ثم نزلت: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} من أمر علي بن أبي طالب × {إنك على صراط مستقيم} وإن عليا × لعلم للساعة و{لك ولقومك وسوف تسئلون} عن محبة علي بن أبي طالب ×. [246]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما خولف رسول الله | ونبذ قوله, وعصي أمره فيهم (عليهم السلام), واستبدوا بالأمر دونهم, وجحدوا حقهم, ومنعوا تراثهم, ووقع التمالي عليهم‏  بغيا وحسدا وظلما وعدوانا حق على المخالفين أمره, والعاصين ذريته, وعلى التابعين لهم, والراضين بفعلهم, ما توعدهم الله من الفتنة والعذاب الأليم, فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمى عن سواء السبيل, والاختلاف في الأحكام والأهواء, والتشتت في‏ الآراء, وخبط العشواء, وأعد لهم العذاب الأليم ليوم الحساب في المعاد, وقد رأينا الله عز وجل ذكر في محكم كتابه ما عاقب به قوما من خلقه حيث يقول {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون‏}  فجعل النفاق الذي أعقبهموه عقوبة ومجازاة على إخلافهم الوعد وسماهم منافقين‏, ثم قال في كتابه {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}  فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أن عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار فماذا تكون حال من جاهر الله عز وجل ورسوله | بالخلاف عليهما, والرد لقولهما, والعصيان لأمرهما, والظلم والعناد لمن أمرهم الله بالطاعة لهم والتمسك بهم والكون معهم‏ حيث يقول {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه من جهاد عدوه, وبذل أنفسهم في سبيله ونصرة رسوله وإعزاز دينه حيث يقول {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}  فشتان بين الصادق لله وعده, والموفي بعهده, والشاري نفسه له‏, والمجاهد في سبيله, والمعز لدينه الناصر لرسوله |, وبين العاصي والمخالف رسوله | والظالم عترته, ومن فعله أعظم من إخلاف الوعد المعقب للنفاق المؤدي إلى‏ {الدرك الأسفل من النار} نعوذ بالله منها. [247]

 

عن حسان, عن أبي علي قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لا تذكروا سرنا بخلاف علانيتنا, ولا علانيتنا بخلاف سرنا, حسبكم أن تقولوا ما نقول, وتصمتوا عما نصمت, إنكم قد رأيتم أن الله عز وجل لم يجعل لأحد من الناس في خلافنا خيرا, إن الله عز وجل يقول {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}. [248]

 

عن أبي عبد الله ×, عن رسول الله | في حديث المعراج أن الله تعالى قال له: وأما ابنتك ÷ فإني أوقفها عند عرشي, فيقال لها: إن الله قد حكمك في خلقه, فمن ظلمك وظلم ولدك فاحكمي فيه بما أحببت فإني أجيز حكومتك فيهم, فتشهد العرصة, فإذا وقف من ظلمها أمرت به إلى النار, فيقول الظالم: واحسرتاه على ما فرطت في جنب الله! ويتمنى الكرة {ويعض الظالم على يديه} و{يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا} وقال {حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} فيقول الظالم {أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون} أو الحكم لغيرك؟ فيقال لهم: {ألا لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون‏}. [249]

 

عن إسحاق القمي قال: دخلت على أبي جعفر الباقر × فقلت له: جعلت فداك, أخبرني عن المؤمن يزني؟ قال: لا, قلت: فيلوط؟ قال: لا, قلت: فيشرب المسكر؟ قال: لا, قلت: فيذنب؟ قال: نعم, قلت: جعلت فداك, لا يزني ولا يلوط ولا يرتكب السيئات فأي شي‏ء ذنبه؟ فقال: يا إسحاق, قال الله تبارك وتعالى {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} وقد يلم المؤمن بالشي‏ء الذي ليس فيه مراد, قلت: جعلت فداك, أخبرني عن الناصب لكم يطهر بشي‏ء أبدا؟ قال: لا, قلت: جعلت فداك, قد أرى المؤمن الموحد الذي يقول بقولي ويدين بولايتكم وليس بيني وبينه خلاف يشرب المسكر ويزني ويلوط, وآتيه في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه كالح اللون ثقيلا في حاجتي بطيئا فيها, وقد أرى الناصب المخالف لما آتي عليه ويعرفني بذلك, فآتيه في حاجة فأصيبه طلق الوجه حسن البشر متسرعا في حاجتي فرحا بها يحب قضاءها, كثير الصلاة كثير الصوم كثير الصدقة, يؤدي الزكاة ويستودع فيؤدي الأمانة, قال: يا إسحاق, ليس تدرون من أين أوتيتم؟ قلت: لا والله جعلت فداك, إلا أن تخبرني, فقال: يا إسحاق, إن الله تعالى لما كان متفردا بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شي‏ء, فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام بلياليها, ثم نضب الماء عنها, فقبض قبضة من صفوة ذلك الطين وهي طينة أهل البيت, ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين وهي طينة شيعتنا, ثم اصطفانا لنفسه فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم, ولا سرق, ولا لاط, ولا شرب المسكر, ولا اكتسب شيئا مما ذكرت, ولكن الله تعالى أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها, ثم نضب الماء عنها, ثم قبض قبضة وهي طينة ملعونة {من حمإ مسنون} وهي طينة خبال, وهي طينة أعدائنا, فلو أن الله عز وجل ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الآدميين, ولم يقروا بالشهادتين, ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت, ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق, ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين: طينتكم‏ وطينتهم, فخلطها وعركها عرك الأديم ومزجها بالماءين, فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لفظ أو زنا أو شي‏ء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره فليس من جوهريته ولا من إيمانه, إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت, وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق أو صوم أو صلاة أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته, إنما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الإيمان, قلت: جعلت فداك, فإذا كان يوم القيامة فمه؟ قال لي: يا إسحاق, أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟ إذا كان يوم القيامة نزع الله تعالى مسحة الإيمان منهم فردها إلى شيعتنا, ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات فردها إلى أعدائنا, وعاد كل شي‏ء إلى عنصره الأول الذي منه ابتدأ, أما رأيت الشمس إذا هي بدت ألا ترى لها شعاعا زاجرا متصلا بها أو بائنا منها؟ قلت: جعلت فداك, الشمس إذا هي غربت بدا إليها الشعاع كما بدا منها, ولو كان بائنا منها لما بدا إليها, قال: نعم يا إسحاق, كل شي‏ء يعود إلى جوهره الذي منه بدا, قلت: جعلت فداك, تؤخذ حسناتهم فترد إلينا وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو, قلت: جعلت فداك, أجدها في كتاب الله تعالى؟ قال: نعم يا إسحاق, قلت: أي مكان؟ قال لي: يا إسحاق, أما تتلو هذه الآية {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} فلم يبدل الله سيئاتهم حسنات إلا لكم, والله يبدل لكم. [250]

 

عن أبي إسحاق الليثي, عن أبي جعفر × في حديث طويل عن إمتزاج الطينتين: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات, وجلال الله إن هذا لمن عدله وإنصافه, لا راد لقضائه و{لا معقب لحكمه} {وهو السميع العليم} ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن‏؟ [251]

 

عن عمار بن موسى الساباطي، قال: قلت لأبي عبد الله ×: إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت: لا يضر مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل, فقال ×: إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها، إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام من آل محمد | وتولاه، ثم عمل لنفسه بما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك، وضوعف له أضعافا كثيرة، فانتفع بأعمال الخير مع المعرفة، فهذا ما عنيت بذلك، وكذلك [252] لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله. فقال له عبد الله بن أبي يعفور: أليس الله قال: {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن تولى أئمة الجور؟ فقال له أبو عبد الله ×: وهل تدري ما الحسنة التي عناها الله في هذه الآية؟ هي والله معرفة الإمام وطاعته، وقال: {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون} وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله. ثم قال أبو عبد الله ×: من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا بولايتنا، أكبه الله يوم القيامة في النار. [253]

 

عن السيدة الزهراء ÷ في حديث طويل: أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه لما اختلف في الله تعالى اثنان, ولورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين ×, ولكن قدموا من أخره وأخروا من قدمه الله, حتى إذا ألحد المبعوث وأودعوه الجدث المجدوث, واختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم, تبا لهم أولم يسمعوا الله يقول {وربك يخلق‏ ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة} بل سمعوا ولكنهم كما قال الله سبحانه {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور} هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم, فتعسا لهم وأضل أعمالهم, أعوذ بك يا رب من الحور بعد الكور. [254]

 

عن أبي إسحاق الليثي‏، عن أبي جعفر × في حديث طويل عن خلقة طينة المؤمن والكافر, قال الليثي: قلت: يا ابن رسول الله، ما أعجب هذا، تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم، وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم, قال ×: إي والله الذي لا إله إلا هو فالق الحبة، وبارئ النسمة، وفاطر الأرض والسماء، ما أخبرتك إلا بالحق، وما أنبأتك إلا بالصدق، {وما ظلمهم الله،} وما الله {بظلام للعبيد}، وإن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله. قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن؟ قال ×: نعم، يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن، أتحب أن أقرأ ذلك عليك؟ قلت: بلى، يا ابن رسول الله, فقال ×: قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شي‏ء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} الآية. [255]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما خولف رسول الله | ونبذ قوله, وعصي أمره فيهم (عليهم السلام), واستبدوا بالأمر دونهم, وجحدوا حقهم, ومنعوا تراثهم, ووقع التمالي عليهم‏  بغيا وحسدا وظلما وعدوانا حق على المخالفين أمره, والعاصين ذريته, وعلى التابعين لهم, والراضين بفعلهم, ما توعدهم الله من الفتنة والعذاب الأليم, فعجل لهم الفتنة في الدين بالعمى عن سواء السبيل, والاختلاف في الأحكام والأهواء, والتشتت في‏ الآراء, وخبط العشواء, وأعد لهم العذاب الأليم ليوم الحساب في المعاد, وقد رأينا الله عز وجل ذكر في محكم كتابه ما عاقب به قوما من خلقه حيث يقول {فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون‏}  فجعل النفاق الذي أعقبهموه عقوبة ومجازاة على إخلافهم الوعد وسماهم منافقين‏, ثم قال في كتابه {إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار}  فإذا كانت هذه حال من أخلف الوعد في أن عقابه النفاق المؤدي إلى الدرك الأسفل من النار فماذا تكون حال من جاهر الله عز وجل ورسوله | بالخلاف عليهما, والرد لقولهما, والعصيان لأمرهما, والظلم والعناد لمن أمرهم الله بالطاعة لهم والتمسك بهم والكون معهم‏ حيث يقول {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عز وجل عليه من جهاد عدوه, وبذل أنفسهم في سبيله ونصرة رسوله وإعزاز دينه حيث يقول {رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا}  فشتان بين الصادق لله وعده, والموفي بعهده, والشاري نفسه له‏, والمجاهد في سبيله, والمعز لدينه الناصر لرسوله |, وبين العاصي والمخالف رسوله | والظالم عترته, ومن فعله أعظم من إخلاف الوعد المعقب للنفاق المؤدي إلى‏ {الدرك الأسفل من النار} نعوذ بالله منها. [256]

 

 

* بمصادر العامة

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله | - وإني لأدناهم في حجة الوداع بمنى حين قال -  لا ألفينكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، وأيم الله لئن فعلتموها لتعرفني في الكتيبة التي تضاربكم ثم التفت إلى خلفه ثم قال: أو علي أو علي, ثلاثا، فرأينا أن جبريل × غمزه، وأنزل الله عز وجل على أثر ذلك: {فإما نذهبن بك فإنا منهم منتقمون} بعلي بن أبي طالب، {أو نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون}، ثم نزلت: {قل رب إما تريني ما يوعدون رب فلا تجعلني في القوم الظالمين}، ثم نزلت: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} من أمر علي × {إنك على صراط مستقيم} وإن عليا × لعلم للساعة {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون} عن محبة علي بن أبي طالب ×. [257]

 

 

* أثار ترك الولاية في الآخرة

عن أبي ذر قال: لما نزلت هذه الآية يوم {تبيض وجوه وتسود وجوه} قال رسول الله |: يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة, فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فخرفناه ونبذناه وراء ظهورنا, واما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه, واما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي رأيه مع سامري هذه الأمة, فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فعصيناه وتركناه, واما الأصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح, فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم, فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه, واما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فاتبعناه وأطعناه, واما الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا، فأقول: ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم, ثم تلا رسول الله | {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}. [258]

 

عن ابن عباس، قال: سمعت رسول الله | وهو على المنبر، يقول وقد بلغه عن أناس من قريش إنكار تسميته لعلي أمير المؤمنين، فقال: معاشر الناس، إن الله عز وجل بعثني إليكم رسولا، وأمرني أن استخلف عليكم عليا أميرا، ألا فمن كنت نبيه، فإن عليا أميره، تأمير أمره الله عز وجل عليكم، وأمرني أن أعلمكم ذلك، لتسمعوا له وتطيعوا، إذا أمركم تأتمرون، وإذا نهاكم عن أمر تنتهون. ألا فلا يأتمرن أحد منكم علي في حياتي ولا بعد وفاتي، فإن الله تبارك وتعالى أمره عليكم، وسماه أمير المؤمنين، ولم يسم أحدا من قبله بهذا الاسم، وقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم في علي، فمن أطاعني فيه فقد أطاع الله، ومن عصاني فيه فقد عصى الله عز وجل، ولا حجة له عند الله عز وجل، وكان مصيره إلى ما قال الله عز وجل في كتابه: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها}. [259]

 

عن رسول الله | في خطبة الغدير أنه قال: معاشر الناس سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون, معاشر الناس إن الله وأنا بريئان منهم, معاشر الناس إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في {الدرك الأسفل من النار}. [260]

 

عن سليم في حديث طوويل قال: فلقيت محمد بن أبي بكر فقلت: هل شهد موت أبيك غيرك وغير أخيك عبد الرحمن وعائشة وعمر؟ قال: لا, قلت: وسمعوا منه ما سمعت؟ قال: سمعوا منه طرفا فبكوا وقالوا: هو يهجر, فأما كلما سمعت أنا فلا, قلت: فالذي سمعوا ما هو؟ قال: دعا بالويل والثبور فقال له عمر: يا خليفة رسول الله لم تدعو بالويل والثبور؟ قال: هذا رسول الله | ومعه علي بن أبي طالب × يبشراني بالنار, ومعه الصحيفة التي تعاهدنا عليها في الكعبة[261] وهو يقول: لقد وفيت بها وظاهرت على ولي الله, فأبشر أنت وصاحبك بالنار في أسفل السافلين, فلما سمعها عمر خرج وهو يقول: إنه ليهجر, قال: والله ما أهجر أين تذهب؟ قال: كيف لا تهجر وأنت‏ {ثاني اثنين إذ هما في الغار}؟ قال: أولم أحدثك أن محمدا | - ولم يقل رسول الله - قال لي وأنا معه في الغار: إني أرى سفينة جعفر وأصحابه تعوم في البحر, فقلت: أرنيها, فمسح يده على وجهي ونظرت إليها فأضمرت عند ذلك أنه ساحر, وذكرت ذلك لك بالمدينة, فاجتمع رأيي ورأيك على أنه ساحر, قال عمر: يا هؤلاء إن أبا بكر يهذي فاجتنبوه واكتموا ما تسمعون منه لئلا يشمت بكم أهل هذا البيت‏. [262]

 

عن النزال بن سبرة, عن علي ×، عن النبي |: أنه تلا هذه الآية {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} قيل: يا رسول الله من أصحاب النار قال: من قاتل عليا بعدي، أولئك هم أصحاب النار مع الكفار فقد كفروا {بالحق‏ لما جاءهم}‏، ألا وإن عليا مني فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربي، ثم دعا عليا × فقال: يا علي حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي. [263]

 

عن كرام‏ قال: سمعت أبا عبد الله × يقول‏ إذا كان يوم القيمة أقبل‏ سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه, ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم‏ {الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم‏} اليوم يقوله‏ لأصحابه, فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، وذلك قوله: {لم يدخلوها وهم يطمعون‏}. [264]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا} قال: يعني به ولاية أمير المؤمنين ×, قلت: {ونحشره يوم القيامة أعمى} قال: يعني أعمى البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين ×, قال: وهو متحير في القيامة يقول {لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها} قال الآيات الأئمة (عليهم السلام) {فنسيتها وكذلك اليوم تنسى} يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم, قلت: {وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} قال: يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين × غيره ولم يؤمن بآيات ربه, وترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم‏. [265]

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر × قال: إنه سأل أباه عن قول الله عز وجل {فمن اتبع هداي فلا يضل‏ ولا يشقى} قال: قال رسول الله |: يا أيها الناس, اتبعوا هدى الله تهتدوا وترشدوا وهو هداي, وهداي وهدى علي بن أبي طالب ×, فمن اتبع هداه في حياتي وبعد موتي فقد اتبع هداي, ومن اتبع هداي فقد اتبع هدى الله, ومن اتبع هدى الله فلا يضل ولا يشقى, قال {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وكذلك نجزي من أسرف} في عداوة آل محمد | {ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى} ثم قال الله عز وجل {أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآيات لأولي النهى} وهم الأئمة من آل محمد |. وما كان في القرآن مثلها, ويقول الله عز وجل {ولو لا كلمة سبقت من ربك لكان لزاما وأجل مسمى فاصبر} يا محمد {نفسك وذريتك على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها}. [266]

 

عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: فاتباعه | محبة الله, ورضاه غفران الذنوب, وكمال الفوز, ووجوب الجنة, وفي التولي عنه والإعراض محادة الله, وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار, وذلك قوله {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده‏} يعني الجحود به والعصيان له‏. [267]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره, فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب له يقرؤه لأن الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} إلى آخر الآيات والكتاب الإمام, فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله ما {أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآيات. [268]

 

عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره, فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب له يقرؤه لأن الله يقول {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} إلى آخر الآيات والكتاب الإمام, فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله ما {أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآيات. [269]

 

عن أمير المؤمنين × في رسالة طويلة لمعاوية: ولقد أنزل الله في وفيك آيات من سورة خاصة, الأمة يؤولونها على الظاهر ولا يعلمون ما الباطن وهي في سورة الحاقة {فأما من أوتي كتابه بيمينه}‏ {وأما من‏ أوتي‏ كتابه‏ بشماله}‏, وذلك أنه يدعى بكل إمام ضلالة وإمام هدى ومع كل واحد منهما أصحابه الذين بايعوه, فيدعى بي وبك يا معاوية ,وأنت صاحب السلسلة الذي يقول‏ {يا ليتني‏ لم‏ أوت‏ كتابيه‏ ولم أدر ما حسابيه‏} سمعت رسول الله | يقول ذلك, وكذلك كل إمام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك, له مثل ذلك من خزي الله وعذابه. [270]

 

عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه، لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم‏}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب يقرؤه إن الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه‏} إلى آخر الآية، والكتاب الإمام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم‏} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: {ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم‏} إلى آخر الآية. [271]

 

عن أبي عبد الله, عن أبيه ‘ قال: قال إذا كان يوم القيامة, وجمع الله الخلائق من الأولين والآخرين في صعيد واحد, خلع قول لا إله إلا الله من جميع الخلائق إلا من أقر بولاية علي × وهو قوله تعالى: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا}.[272]

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على محمد بن علي × وقلت: يا ابن رسول الله, حدثني بحديث ينفعني, قال: يا أبا حمزة, كل يدخل الجنة إلا من أبى, قال: قلت: يا ابن رسول الله, أحد يأبى أن‏ يدخل الجنة؟ قال: نعم, قلت: من؟ قال: من لم يقل: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, قال: قلت: يا ابن رسول الله, حسبت أن لا أروي هذا الحديث عنك, قال: ولم؟ قلت: إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية, كل يقولون: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, فقال: أيهات! أيهات! إذا كان يوم‏ القيامة سلبهم الله إياها, لا يقولها إلا نحن وشيعتنا, والباقون منها براء, أما سمعت الله يقول {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: من قال: لا إله إلا الله, محمد رسول الله. [273]

 

عن ابن عباس: أنه سئل عن قول الله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} قال: سأل قوم النبي | فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية، يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من‏ نور أبيض, ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، فقد بعث محمد |, فيقوم علي بن أبي طالب × فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إن ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة وأجر عظيم، يعني الجنة, فيقوم علي بن أبي طالب × والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة، ويترك أقواما على النار، فذلك قوله عز وجل: والذين آمنوا وعملوا الصالحات‏ {لهم أجرهم ونورهم‏} يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له، وقوله: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم. [274]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير, قال بعد ذكر فضل أمير المؤمنين ×: ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم {شهيقا وهي تفور} ولها زفير. ألا إن أعداءهم الذين قال فيهم {كلما دخلت أمة لعنت أختها} الآية. ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شي‏ء إن أنتم إلا في ضلال كبير}. [275]

 

عن أبي عبد الله ×, عن رسول الله | في حديث طويل أن الله تعالى قال له في المعراج حاكيا عن القيامة: ثم يجثوا أمير المؤمنين × بين يدي الله للخصومة مع الرابع, فيدخل الثلاثة في جب‏ فيطبق عليهم لا يراهم أحد ولا يرون أحدا, فيقول الذين كانوا في ولايتهم: {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين}‏ قال الله عز وجل‏: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}‏ فعند ذلك ينادون بالويل والثبور, ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنين × ومعهم حفظة, فيقولان: اعف عنا واسقنا وخلصنا, فيقال لهم‏ {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون‏} بإمرة المؤمنين, ارجعوا ظماء مظمئين إلى النار, فما شرابكم إلا الحميم والغسلين وما تنفعكم‏ {شفاعة الشافعين‏}. [276]

 

عن الإمام الصادق × يرفعه إلى رسول الله | أنه قال: إذا كان يوم القيامة نصب لأمير المؤمنين × منبر من نور، فإذا رقاه رآه أعداؤه الطواغيت، فيقولون: من الذي قد حازت رتبته النبيين والصديقين؟ فقال لهم: هذا الذي غصبتم حقه، هذا الذي ظلمتموه وأهله، هذا ادعيتم اسمه، فعند ذلك تسود وجوههم، ويمر بهم إلى النار. فقال رجل: يا مولاي، إن الناس لا يطاوعونا على هذا إلا بدليل من كتاب الله‏ تعالى، فقال ×: أما قرأتم قوله تعالى: {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون}. [277]

 

عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره, فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب له يقرؤه لأن الله يقول {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} إلى آخر الآيات والكتاب الإمام, فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله ما {أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآيات. [278]

 

عن أمير المؤمنين × في رسالة طويلة لمعاوية: ولقد أنزل الله في وفيك آيات من سورة خاصة, الأمة يؤولونها على الظاهر ولا يعلمون ما الباطن وهي في سورة الحاقة {فأما من أوتي كتابه بيمينه}‏ {وأما من‏ أوتي‏ كتابه‏ بشماله}‏, وذلك أنه يدعى بكل إمام ضلالة وإمام هدى ومع كل واحد منهما أصحابه الذين بايعوه, فيدعى بي وبك يا معاوية ,وأنت صاحب السلسلة الذي يقول‏ {يا ليتني‏ لم‏ أوت‏ كتابيه‏ ولم أدر ما حسابيه‏} سمعت رسول الله | يقول ذلك, وكذلك كل إمام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك, له مثل ذلك من خزي الله وعذابه. [279]

 

عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن تفسير هذه الآية {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين‏} قال: عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم {والسابقون السابقون أولئك المقربون},‏ أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي فذلك الذي عنى حيث قال: {لم نك من المصلين}‏ لم نك من أتباع السابقين. [280]

 

عن علي بن الحسين × قال: إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان من الجنة فبسطتا على شفير جهنم, ثم يجي‏ء علي × حتى يقعد عليهما, فإذا قعد ضحك وإذا ضحك انقلبت جهنم, فصار عاليها سافلها, ثم يخرجان‏ فيوقفان بين يديه, فيقولان: يا أمير المؤمنين, يا وصي رسول الله, ألا ترحمنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ قال: فيضحك × منهما, ثم يقوم فيدخل الأريكتان ويعادان إلى موضعهما, فذلك قوله عز وجل‏ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون‏}. [281]

 

قال محمد بن العباس: حدثنا محمد بن محمد الواسطي بإسناده إلى مجاهد في قوله تعالى‏ {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ قال: إن نفرا من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله | ويسخرون منهم, فمر بهم يوما علي × في نفر من أصحاب رسول الله | فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم, وقالوا: هذا أخو محمد, فأنزل الله عز وجل‏ {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ فإذا كان يوم القيامة أدخل علي × من كان معه الجنة فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم وضحكوا وذلك قوله تعالى‏ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون‏}. [282]

 

عن أبي إسحاق الليثي‏ في حديث طويل أنه قال للإمام الباقر ×: أرى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطي أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال, ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع, وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه ورئي كراهية ذلك في وجهه بغضا لكم ومحبة لهم, قال: فتبسم الباقر × ثم قال: يا إبراهيم, هاهنا هلكت العاملة الناصبة {تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية} ومن أجل ذلك قال تعالى‏: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}. [283]

 

عن أبي عبد الله × قال: دخل علي × على رسول الله | وهو في بيت أم سلمة، فلما رآه قال: كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم، ووضعت الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودعي الناس إلى ما لا بد منه قال: فدمعت عين أمير المؤمنين ×، فقال رسول الله |: ما يبكيك يا علي، تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين، رواء مرويين مبيضة وجوهكم، ويدعى بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين، أما سمعت إلى قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك: والذين كفروا بآياتنا {أولئك هم شر البرية} عدوك يا علي. [284]

 

عن أبي جعفر ×, عن جابر بن عبد الله الأنصاري‏, عن رسول الله | في حديث طويل أنه قال لأمير المؤمنين ×: يا أخي, ألم تسمع قول الله عز وجل في كتابه‏ {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}؟ قال ×: بلى يا رسول الله, قال |: هم أنت وشيعتك تجيئون غرا محجلون شباعا مرويين, أولم‏ تسمع قول الله عز وجل في كتابه‏ {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} قال: بلى يا رسول الله, قال: هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم‏, ظماء مظمئين, أشقياء معذبين, كفارا منافقين, ذلك لك ولشيعتك وهذا لعدوك ولشيعتهم‏. [285]

 

عن أيوب قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن أشد ما يكون عدوكم كراهية لهذا الامر حين تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حنجرته - ثم قال: إن رجلا من آل عثمان كان سبابة لعلى × فحدثتني مولاة له كانت تأتينا قالت: لما احتضر قال: مالي ولهم؟ قلت: جعلني الله فداك ماله قال هذا؟ فقال ×: لما رأى من العذاب أما سمعت قول الله تبارك وتعالى {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} هيهات هيهات, لا والله حتى يكون ثبات الشئ في القلب وان صلى وصام. [286]

 

عن الصادق × في حديث عن قبض روح منكر ولاية أمير المؤمنين ×: ثم يسل نفسه سلا عنيفا, ثم يوكل بروحه مائة شيطان كلهم يبصق في وجهه ويتأذى بريحه, فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار يدخل إليه من فوح ريحها ولهبها, ثم إنه يؤتى بروحه إلى جبال برهوت, ثم إنه يصير في المركبات بعد أن يجري في كل سنخ مسخوط عليه, حتى يقوم قائمنا أهل البيت فيبعثه الله فيضرب عنقه, وذلك قوله {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل‏}. [287]

 

 

* بمصادر العامة

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على محمد بن علي × فقلت له:‏ يا ابن رسول الله, حدثني بحديث ينفعني, قال: يا أبا حمزة, كل الناس‏ يدخل الجنة إلا من أبى, قلت:  هل يوجد أحد يأبى أن يدخل الجنة؟ قال: نعم, من لم يقل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، قلت: إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية: يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله, فقال: أيهات أيهات, إذا كان يوم القيامة سلبهم الله إياها فلم يقلها إلا نحن وشيعتنا، والباقون منها براء، أما سمعت الله يقول: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} يعني‏ من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. [288]

 

عن أبي الجارود قال: قال: أبو جعفر × في قوله تعالى‏: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن} قال: إذا كان يوم القيامة خطف قول: لا إله إلا الله عن قلوب العباد في الموقف إلا من أقر بولاية علي × وهو قوله: {إلا من أذن له الرحمن}‏ يعني‏ من أهل ولاية علي ×! فهم الذين يؤذن لهم بقول: لا إله إلا الله. [289]

 

عن ابن عباس أنه سئل عن قول الله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} قال: سأل قوم النبي | فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض فإذا مناد: ليقم سد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد |, فيقوم علي بن أبي طالب ×, فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم, حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول: عندي مغفرة وأجر عظيم, يعني الجنة, فيقوم علي × والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة، ثم يرجع إلى منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة وينزل أقواما إلى النار، فذلك قوله تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} يعني السابقين الأولين من المؤمنين وأهل الولاية له {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} يعني بالولاية بحق علي ×, وحق علي × الواجب على العالمين. [290]

 

عن رسول الله | في خطبة الغدير, قال بعد ذكر فضل أمير المؤمنين ×: ألا إن أعداءهم يسمعون لجهنم {شهيقا} ويرون لها زفيرا. ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: {كلما دخلت أمة لعنت أختها} إلى آخر الآية. ألا إن أعداءهم أعداء الله الذين قال الله {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} إلى آخر الآية. ألا فسحقا لأصحاب السعير. [291]

 

 

* خسران الدنيا والأخرة بترك الولاية

عن زرارة, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال ×: هم قوم وحدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله, فخرجوا من الشرك ولم يعرفوا أن محمدا | رسول الله فهم يعبدون الله‏, فإن كثرت أموالنا وعوفينا في أنفسنا وأولادنا علمنا أنه صادق وأنه رسول الله, وإن كان غير ذلك نظرنا, قال الله عز وجل {فإن أصابه خير اطمأن به} يعني عافية في الدنيا {وإن أصابته فتنة} يعني بلاء في نفسه وماله {انقلب على وجهه} انقلب على شكه إلى الشرك {خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين يدعوا من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه} قال: ينقلب مشركا يدعو غير الله ويعبد غيره, فمنهم من يعرف ويدخل الإيمان قلبه فيؤمن ويصدق ويزول عن منزلته من الشك إلى الإيمان, ومنهم من يثبت على شكه, ومنهم من ينقلب إلى الشرك. [292]

 

عن الفضيل وزرارة, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة} قال زرارة: سألت عنها أبا جعفر × فقال: هؤلاء قوم عبدوا الله وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله, وشكوا في محمد | وما جاء به, فتكلموا بالإسلام وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقروا بالقرآن, وهم في ذلك شاكون في محمد | وما جاء به, وليسوا شكاكا في الله, قال الله عز وجل {ومن الناس من يعبد الله على حرف} يعني على شك في محمد | وما جاء به, {فإن أصابه خير} يعني عافية في نفسه وماله وولده {اطمأن به} ورضي به {وإن أصابته فتنة} يعني بلاء في جسده أو ماله تطير وكره المقام على الإقرار بالنبي |, فرجع إلى الوقوف والشك, فنصب العداوة لله ولرسوله والجحود بالنبي وما جاء به. [293]

 

عن ضريس, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة, وعن قوله عز وجل: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} قال: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون في أتباعه, ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن {يعبد الله على حرف}؟ فقال: نعم, وقد يكون محضا. [294]

 

عن رسول الله | في حديث طويل: فرجل أعطى أخا محمد رسول الله | بيعته، وأظهر له موافقته وموالاة أوليائه، ومعاداة أعدائه، ثم نكث بعد ذلك وخالف ووالى عليه أعداءه، فختم له بسوء أعماله, فصار إلى عذاب لا يبيد ولا ينفد, قد {خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين}.[295]

 

 

* رسول الله | وأمير المؤمنين × يلقيا الكفار في جهنم

عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة, فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش وقال: يا سليمان الأعمش, اتق الله وحده لا شريك له, واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا, وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب × أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل, فقال سليمان الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ أقعدوني, أسندوني, ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة, حدثني أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ×: أدخلا الجنة كل من أحبكما, والنار من أبغضكما, وهو قول الله عز وجل {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال أبو حنيفة: قوموا بنا, لا يأتي بشي‏ء هو أعظم من هذا. قال الفضل: سألت الحسن فقلت: من الكافر؟ قال الكافر بجدي رسول الله |, قلت: ومن العنيد؟ قال:‏ الجاحد حق علي بن أبي طالب ×. [296]

 

عن عباية بن ربعي قال: سمعت عليا × يقول: أنا قاسم الجنة والنار، أقول: هذا لي وهذا لك، وأنا مع رسول الله | جالسان على الصراط، فمن أنكر نبوة النبي وأنكر ولايتي ألقي في جهنم، وذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. الكفار: من جحد نبوة محمد |، والعنيد: من جحد ولايتي وعاندني. [297]

 

عن رسول الله | في حديث طويل: يا ابن مسعود, إذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لعلي بن أبي طالب × ولي: أدخلا الجنة من شئتما, وأدخلا النار من شئتما, وذلك قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}, فالكافر من جحد نبوتي, والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب ×. فالنار أمده, والجنة لشيعته ومحبيه. [298]

 

عن جعفر بن محمد × قال‏: إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر, فيتطاول الخلائق لذلك المنبر, إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان, متزر بواحد مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يجي‏ء رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يغيبان ما شاء الله, ثم يطلعان فيعرفان: محمد | وعلي ×, وعن يسار النبي | ملك, وعن يمينه ملك, فيقول الملك التي عن يمينه: يا معشر الخلائق, أنا رضوان خازن الجنان, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وطاعة علي بن أبي طالب ×. وهو قول الله تعالى‏ {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} يا محمد يا علي! ويقول الملك الذي عن يساره: يا معشر الخلائق, أنا مالك خازن جهنم, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وعلي ×. [299]

 

عن جعفر, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به, إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة, لا كمراقيكم, فأصعد حتى أعلو فوقه, فيأتيني جبرئيل × بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فأقول لعلي ×: اصعد, فيكون أسفل مني بدرجة, فأضع لواء الحمد في يده, ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فيضعها في يدي, فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, هذه مفاتيح النار, ادخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار, فأخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها, فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار. ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي, ثم أثني على الملائكة المقربين, ثم أثني على الانبياء والمرسلين, ثم أنثي على الامم الصالحين, ثم أجلس فيثني الله ويثني عليّ ملائكته, ويثني عليّ أنبياءه ورسله, ويثني عليّ الامم الصالحة, ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق, غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها, فتمر فاطمة ÷ بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء, فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما, والحسين ‘ نائما مقطوع الرأس, فتقول للحسن ×: من هذا؟ فيقول: هذا أخي, إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه, فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله, إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه, إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك, ومن أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد, فتدخل فاطمة ÷ ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن والاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها, فهو قول الله تعالى في كتابه: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} وقال: هو يوم القيمة {وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} هي والله فاطمة ÷ وذريتها وشيعتها ومن أولاهم, معروفا ممن ليس هو من شيعتها. [300]

 

 

* بمصادر العامة

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد | وعلي ×: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي × على شفير جهنم, فيقول لها: هذا لي وهذا لك، وهو قوله: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. [301]

 

عن شريك بن عبد الله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا له‏: يا أبا محمد, إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث, فتب إلى الله منها! فقال: أسندوني أسندوني. فأسند، فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله | إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي ×: ألقيا في النار من أبغضكما, وأدخلا الجنة من أحبكما، فذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال: أبو حنيفة للقوم: قوموا بنا, لا يجي‏ء بشي‏ء أشد من هذا. [302]

 

 

* أذيتهم عليهم السلام هي الذنوب الكبيرة

عن أبي الصامت, عن أبي عبد الله × قال: أكبر الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم، وقتل النفس التي حرم الله عز وجل إلا بالحق، واكل أموال اليتامى، وعقوق الوالدين وقذف المحصنات، والفرار من الزحف، وانكار ما انزل الله عز وجل، فاما الشرك بالله العظيم: فقد بلغكم ما أنزل الله فينا وما قال رسول الله | فردوه على الله وعلى رسوله، واما قتل النفس الحرام فقتل الحسين × وأصحابه، واما اكل أموال اليتامى فقد ظلمنا فيئنا وذهبوا به، واما عقوق الوالدين: فان الله عز وجل قال في كتابه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} وهو أب لهم، فعقوه في ذريته وفي قرابته، واما قذف المحصنات: فقد قذفوا فاطمة ÷ على منابرهم، واما الفرار من الزحف: فقد أعطوا أمير المؤمنين × البيعة طائعين غير مكرهين ثم فروا عنه وخذلوه، واما انكار ما أنزل الله عز وجل: فقد أنكروا حقنا وجحدوا له وهذا مما لا يتعاجم فيه أحد والله يقول: {ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}.[303]

 

عن عبد الرحمان بن كثير, عن أبي عبد الله × قال: إن الكبائر سبع، فينا نزلت، ومنا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم وقتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة والفرار من الزحف، وإنكار حقنا. فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله | فينا ما قال، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وأشركوا بالله عز وجل وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي ‘ وأصحابه. وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا، فأعطوه غيرنا وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله عز وجل في كتابه {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم} فعقوا رسول الله | في ذريته، وعقوا أمهم خديجة في ذريتها. وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة ÷ على منابرهم، وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين × بيعتهم طائعين غير مكرهين، ففروا عنه وخذلوه، وأما إنكار حقنا فهذا ما لا يتنازعون فيه. [304]

 

 

* انحراف بعض الصحابة

عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر ×: إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمد | من بعده؟ فقال أبو جعفر ×: أو ما يقرؤن كتاب الله؟ أو ليس الله يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين} قال: فقلت له إنهم يفسرون على وجه آخر فقال: أو ليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حيث قال: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من قبلهم من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد | قد اختلفوا من بعده، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. [305]

 

عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر × قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي | سنة إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود, وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين × مكرها فبايع، وذلك قول الله عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} الآية. [306]

 

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: واعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته، وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك وهو قوله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فكيف يتم هذا وقد نصب لامته علما، وأقام لهم إماما، فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإن أمته ينقضون عهده ويغدرون بوصيه من بعده، ويظلمون أهل بيته، ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم، وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم، واستكبارهم وعز هم فأنزل الله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [307]

 

روي أن علي × كنب إلى معاوية: ...قال عز وجل: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}, فأنت وشركاؤك يا معاوية القوم الذين انقلبوا على أعقابهم وارتدوا ونقضوا الأمر والعهد فيما عاهدوا الله ونكثوا البيعة ولم يضروا الله شيئا, ألم تعلم يا معاوية أن الأئمة منا ليست منكم... [308]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن مثالب الثاني, قال ×: وهو القائل يوم الخندق لأصحابه الأربعة أصحاب الكتاب والرأي: والله أن ندفع محمدا إليهم برمته ونسلم من ذلك حين جاء العدو من فوقنا ومن تحتنا, كما قال الله تعالى {وزلزلوا زلزالا شديدا} وظنوا {بالله الظنونا} وقال {المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا}. [309]

 

عن زرارة, عن أبي جعفر × في قوله تعالى {لتركبن طبقا عن طبق‏} قال: يا زرارة, أولم تركب هذه الأمة بعد نبيها طبقا عن طبق في أمر فلان وفلان وفلان. [310]

 

عن الإمام الحسن × في حديث طويل: وأما أنت يا عتبة بن أبي سفيان, فوالله ما أنت بحصيف, فأجاوبك ولا عاقل فأعاقبك, وما عندك خير يرجى, وما كنت ولو سببت عليا  × لأعير به عليك, لأنك عندي لست بكفؤ لعبد علي بن أبي طالب × فأرد عليك وأعاتبك, ولكن الله عز وجل لك ولأبيك وأمك وأخيك لبالمرصاد, فأنت ذرية آبائك الذين ذكرهم الله في القرآن فقال {عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية} إلى قوله {من جوع}. [311]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ثم قام المقداد بن الأسود فقال: يا أبا بكر, ارجع عن ظلمك, وتب إلى ربك, والزم بيتك, وابك على خطيئتك, وسلم الأمر لصاحبه الذي هو أولى به منك, فقد علمت ما عقده رسول الله | في عنقك من بيعته, وألزمك من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد وهو مولاه, ونبه على بطلان وجوب هذا الأمر لك ولمن عضدك عليه بضمه لكما إلى علم النفاق, ومعدن الشنئان والشقاق عمرو بن العاص الذي أنزل الله على نبيه | {إن شانئك هو الأبتر} فلا اختلاف بين أهل العلم أنها نزلت في عمرو. [312]

 

‏عن ابن عباس في حديث طويل: إن عمرا داخل بين العظم واللحم والعصا واللحاء وقد تكلم فليستمع, فقد وافق قرنا, أما والله يا عمرو إني لأبغضك في الله وما أعتذر منه, إنك قمت خطيبا فقلت: أنا شانئ محمد, فأنزل الله عز وجل‏ {إن شانئك هو الأبتر}, فأنت أبتر الدين والدنيا, وأنت شانئ محمد في الجاهلية والإسلام, وقد قال الله تبارك وتعالى‏ {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله}‏ وقد حاددت الله ورسوله قديما وحديثا. [313]

 

 

* بنو أمية

عن أمير المؤمنين × في رسالته إلى معاوية: والله لقد سمعت ذلك من رسول الله‏ | يقوله فيك, وكذلك كل إمام ضلالة كان قبلك ويكون بعدك له مثل ذلك من خزي الله وعذابه, ونزل فيكم قول الله عز وجل: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن}, وذلك حين رأى رسول الله | اثني عشر إماما من أئمة الضلالة على منبره‏ يردون الناس على أدبارهم القهقرى, رجلان من قريش وعشرة من بني أمية, أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه وأنت وابنك وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص, أولهم مروان وقد لعنه رسول الله | وطرده وما ولد حين استمع لنساء رسول الله |. [314]

 

عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب في إحتجاجه على معاوية: سمعت رسول الله | وقد سئل عن هذه الآية {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} فقال: إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري‏ وينزلون, يردون أمتي على أدبارهم القهقرى, فيهم رجلان من حيين‏ من قريش مختلفين تيم وعدي‏, وثلاثة من بني أمية, وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص. وسمعته | يقول: إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا, وعباد الله خولا, ومال الله دولا. [315]

 

عن الإمام الحسن × في إحتجاج طويل: وذلك حين رآهم رسول الله | ومن يملك بعده منهم أمر هذه الأمة, يعني في المنام, فساءه ذلك وشق عليه, فأنزل الله عز وجل في كتابه {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} يعني بني أمية, وأنزل أيضا {ليلة القدر خير من ألف شهر} – وساق الحديث - فقال مروان: والله لأسبنك وأباك وأهل بيتك سبا تتغنى به الإماء والعبيد, [316] فقال الحسن ×: أما أنت يا مروان فلست سببتك ولا سببت أباك, ولكن الله عز وجل لعنك ولعن أباك وأهل بيتك وذريتك, وما خرج من صلب أبيك إلى يوم القيامة على لسان نبيه محمد |. والله يا مروان, ما تنكر أنت ولا أحد ممن حضر هذه اللعنة من رسول الله | لك ولأبيك من قبلك وما زادك الله. يا مروان, بما خوفك {إلا طغيانا كبيرا}, وصدق الله وصدق رسوله, يقول الله تبارك وتعالى {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} وأنت يا مروان وذريتك الشجرة الملعونة في القرآن, وذلك عن رسول الله | عن جبرئيل عن الله عز وجل‏. [317]

 

عن أبي عبد الله الصادق × في حديث طويل: أن أبا سفيان قال في نفسه: والله يا محمد لئن أمكنني الله منك لأملأن يثرب خيلا ورجالا, ولأخمدن نارك, ولأعفرن آثارك, فقطع النبي | خطبته وقال: يا ويلك يا أبا سفيان, أما بعدي فيتقدمك من هو أشقى منك, وأما بعهدي فلا, وبعدي يكون منك ومن أهل بيتك ما تقول في نفسك, إلا أنك لا تطفي نوري ولا تقطع ذكري, ولا يدوم لكم ذلك, وليسلبنكم الله إياه ويخلدكم النار, وليجعلنكم شجرتها التي هي وقودها الناس, فمن أجل ذلك قال الله سبحانه وتعالى: {الشجرة الملعونة في القرآن} إلى تمام الآية, والشجرة هي بنو أمية وهم أهل النار. [318]

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري‏ في حديث طويل, قال معاوية بن أبي سفيان: أنا معاوية, أنا الشجرة الزكية والفروع العلية, أنا سيد بني أمية, فقال له الشيخ: بل أنت اللعين ابن اللعين على لسان نبيه في كتابه المبين, إن الله قال في قوله تعالى {والشجرة الملعونة في القرآن} والشجرة الخبيثة, والعروق المخبثة الخسيسة الذي ظلم نفسه وربه, وقال فيه نبيه: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان الزنيم بن آكلة الأكباد, الفاشي ظلمه في العباد. [319]

 

عن رسول الله |: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا} هو علي × {فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين} قال: هو علي × {وتنذر به قوما لدا} قال: بني أمية قوما ظلمة. [320]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: دعا رسول الله | لأمير المؤمنين × في آخر صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي × المودة في صدور المؤمنين, والهيبة والعظمة في صدور المنافقين، فأنزل الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا}[321] بني أمية, فقال: رمع: والله لصاع من تمر في شن بال أحب الى مما سأل محمد ربه، أفلا سأله ملكا يعضده، أو كنزا يستظهر به على فاقته؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود أولها: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} الاية. [322]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × أنه قال في قوله تعالى: {وتنذر به قوما لدا}. قال: عنى بني أمية. [323]

 

عن أبي جعفر × في قوله تعال {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال: كذلك الكافرون لا تصعد أعمالهم إلى السماء, وبنو أمية لا يذكرون الله في مجلس ولا في مسجد, ولا تصعد أعمالهم إلى السماء إلا قليل منهم. [324]

 

عن الإمام الحسن × في إحتجاج طويل على معاوية, قال ×: {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات‏} هم والله يا معاوية أنت وأصحابك هؤلاء وشيعتك {والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم‏} هم علي بن أبي طالب × وأصحابه وشيعته‏. [325]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قول الله تعالى {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى‏} فلان وفلان وفلان, ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين ×. قلت: قوله تعالى‏[326] {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله‏ سنطيعكم في بعض الأمر} قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما, وهو قول الله‏ عز وجل الذي نزل به جبرئيل × على محمد |‏ {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله‏} في علي ×‏ {سنطيعكم في بعض الأمر} قال: دعوا بني أمية إلى ميثاقهم ألا يصيروا الأمر فينا بعد النبي |, ولا يعطونا من الخمس شيئا, وقالوا: إن أعطيناهم إياه لم يحتاجوا إلى شي‏ء ولم يبالوا أن يكون الأمر فيهم, فقالوا: سنطيعكم في بعض الأمر الذي دعوتمونا إليه, وهو الخمس, ألا نعطيهم منه شيئا, وقوله‏ {كرهوا ما نزل الله}‏ والذي نزل الله ما افترض على خلقه من ولاية أمير المؤمنين ×, وكان معهم أبو عبيدة وكان كاتبهم, فأنزل الله‏ {أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون‏ أم‏ يحسبون أنا لا نسمع سرهم‏ ونجواهم}‏ الآية. [327]

 

عن أبي العباس المكي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن عمر لقي عليا × فقال له: أنت الذي تقرأ هذه الآية {بأيكم المفتون} وتعرض بي وبصاحبي, قال: فقال × له: أفلا أخبرك بآية نزلت في بني أمية {فهل عسيتم‏ إن توليتم‏ أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم‏} فقال: كذبت, بنو أمية أوصل للرحم منك, ولكنك أبيت إلا عداوة لبني تيم وبني عدي وبني أمية. [328]

 

عن أبي عبد الله ×: كان أمير المؤمنين × يقول {فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون} فلقيه الثاني فقال له: أنت الذي تقول كذا وكذا, تعرض بي وبصاحبي, فقال له أمير المؤمنين × ولم يعتذر إليه: ألا أخبرك بما نزل في بني أمية, نزل فيهم {فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم} قال: فكذبه وقال له: هم خير منك وأوصل للرحم. [329]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قوله عز وجل‏ {وضرب الله مثلا للذين آمنوا امرأت فرعون}‏ الآية, أنه قال: هذا مثل ضربه الله لرقية بنت رسول الله | التي تزوجها عثمان بن عفان, قال: وقوله‏ {ونجني من فرعون وعمله}‏ يعني من الثالث وعمله, وقوله‏ {ونجني من القوم الظالمين‏} يعني به بني أمية. [330]

 

عن أبي عبد الله × قال: رأى رسول الله | في منامه بني أمية يصعدون على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقرى, فأصبح كئيبا حزينا, قال: فهبط عليه جبرئيل × فقال: يا رسول الله, ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل, إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن الصراط القهقرى, فقال: والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شي‏ء ما اطلعت عليه, فعرج إلى السماء, فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال: {أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} وأنزل عليه {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} جعل الله عز وجل ليلة القدر لنبيه | خيرا {من ألف شهر} ملك بني أمية. [331]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال: إن أبي حدثني عن أبيه, عن جده, عن علي عليهم السلام: أن رسول الله | أخذته نعسة وهو على منبره, فرأى في منامه رجالا ينزون على منبره نزو القردة يردون الناس على أعقابهم القهقرى, فاستوى رسول الله | جالسا والحزن يعرف في وجهه, فأتاه جبريل × بهذه الآية: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا} يعني بني أمية, قال: يا جبريل, أعلى عهدي يكونون وفي زمني؟ قال: لا، ولكن تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشرا، ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمسة وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمسا، ثم لا بد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها، ثم ملك الفراعنة قال: وأنزل الله تعالى في ذلك: {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} تملكها بنو أمية ليس فيها ليلة القدر. [332]

 

عن الإمام الحسن × في إحتجاج طويل: وذلك حين رآهم رسول الله | ومن يملك بعده منهم أمر هذه الأمة, يعني في المنام, فساءه ذلك وشق عليه, فأنزل الله عز وجل في كتابه {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن} يعني بني أمية, وأنزل أيضا {ليلة القدر خير من ألف شهر}‏. [333]

 

عن أبي عبد الله × قال: قوله عز وجل‏ {خير من‏ ألف‏ شهر} هو سلطان بني أمية, وليلة من إمام عدل {خير من ألف شهر} ملك بني أمية وقال‏ {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم‏} أي عند ربهم على محمد وآل محمد | بكل أمر سلام. [334]

 

 

* بمصادر العامة

عن سهل بن سعد, عن أبيه, عن جده, قال: رأى رسول الله | بني أمية ينزون على منبره نزو القردة, فساءه ذلك, فما استجمع ضاحكا حتى مات, وأنزل الله عز وجل في ذلك {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن‏}. [335]

 

عن سعيد بن المسيب في قول الله عز وجل قال: رأى رسول الله | بني أمية على المنابر فساءه ذلك, فأوحى الله إليه: إنما هي دنيا أعطوها, فقرت عينه وهي قوله {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} يعني بلاء الناس. [336]

 

عن الإمام الحسن ×: إن رسول الله | رفع له ملك بني أمية فنظر إليهم يعلون منبره واحدا فواحدا, فشق ذلك عليه, فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا, قال له {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن‏}. [337]

 

عن عمر أنه سمع رسول الله | يقول: ليصعدن بنو أمية على منبري, ولقد أريتهم في منامي ينزون عليه نزو القردة, وفيهم أنزل {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن}. [338]

 

عن علي بن عبد الله بن عباس: أن النبي | نظر إلى قوم من بني فلان يتبخترون في مشيهم فعرف الغضب في وجهه, ثم قرأ {والشجرة الملعونة في القرآن} فقيل: أي الشجرة هي يا رسول الله حتى نجتنبها؟ فقال: ليست بشجرة نبات, إنما هم بنو فلان, إذا ملكوا جاروا وإذا ائتمنوا خانوا, ثم‏ ضرب بيده على ظهر العباس قال: فيخرج الله من ظهرك يا عم رجلا يكون هلاكهم على يده. [339]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى‏: {سيجعل لهم الرحمن ودا} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة,[340]  {لتبشر به المتقين} نزلت في علي × خاصة, {وتنذر به قوما لدا} نزلت في بني أمية وبني المغيرة. [341]

 

عن ابن عباس في قوله: {فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين} نزلت في علي × خاصة {وتنذر به قوما لدا} نزلت في بنى أمية وبنى المغيرة. [342]

 

عن عبد الله بن عباس قال: نزلت هذه الآية فينا وفي بني أمية، سيكون لنا عليهم الدولة, فتذل لنا أعناقهم بعد صعوبة وهوان بعد عزة, ثم قرأ {إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين}. [343]

 

عن يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسن بن علي × فقال: سودت وجوه المؤمنين, فقال: لا تؤنبني رحمك الله, فإن رسول الله | قد أجرة بني أمية يخطبون على منبره رجلا فرجلا فساءه ذلك, فنزلت هذه الآية {إنا أعطيناك الكوثر} نهر في الجنة, ونزلت {إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر} تملكه بني أمية. قال القاسم: فحسبنا ذلك فإذا هو ألف, لا يزيد ولا ينقص. [344]

 

 

* يكتمون أوصاف رسول الله | والولاية في التوراة والانجيل

عن الأصبغ بن نباتة, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل قال: فأما أصحاب المشأمة فهم اليهود والنصارى, يقول الله عز وجل: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناء هم} يعرفون محمدا والولاية في التوراة والإنجيل كما يعرفون أبناءهم في منازلهم {وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك} أنك الرسول إليهم {فلا تكونن من الممترين}. [345]

 

عن جابر, عن أبا جعفر × في حديث طويل قال: {الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين} عرفوا رسول الله| والوصي من بعده, وكتموا ما عرفوا من الحق بغيا وحسدا, فسلبهم روح الايمان. [346]

 

عن حريز, عن أبي عبد الله × قال: هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى بقول الله تبارك وتعالى {الذين آتيناهم الكتاب} يعني التورية والإنجيل {يعرفونه} يعني رسول الله | {كما يعرفون أبناءهم} لان الله عز وجل قد انزل عليهم في التورية والزبور والإنجيل صفة محمد | وصفة أصحابه ومبعثه وهجرته. [347]

 

عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وذلك أن الله اخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد لتبيننه للناس إذا خرج ولا يكتمونه {فنبذوه وراء ظهورهم} يقول نبذوا عهد الله وراء ظهورهم {واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}. [348]

 

عن أبي عبد الله × قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى، يقول الله تبارك وتعالى: {الذين آتيناهم الكتاب}‏ يعني التوراة والإنجيل‏{يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‏} يعني رسول الله | لأن الله جل وعز قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد | وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل‏} فهذه صفة رسول الله | وصفة أصحابه في التوراة والإنجيل، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال الله جل جلاله: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}.[349]

 

عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام‏ في قوله عز وجل: ‏{يعرفون نعمت الله‏ ثم ينكرونها} قال: لما نزلت ‏{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}‏ اجتمع نفر من أصحاب رسول الله | في مسجد المدينة, فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها, وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب, فقالوا: قد علمنا أن محمدا | صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا × فيما أمرنا, قال فنزلت هذه الآية {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب ×‏ {وأكثرهم الكافرون}‏ بالولاية. [350]

 

عن الإمام الباقر × قال: حج رسول الله | من المدينة، وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والاعراب سبعين الف إنسان أو يزيدون، على نحو عدد أصحاب موسى × السبعين ألفا الذين أخذ عليهم بيعة هارون × فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى × فنكثوا البيعة واتبعوا العجل والسامري, سنة بسنة ومثلا بمثل‏. [351]

 

 

 



[1] بحار الأنوار ج 37 ص 141, تفسير الإمام العسكري × ص 111, البرهان ج 1 ص 135, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 114, تأويل الآيات ص 37

[2] تفسير القمي ج 2 ص 301, بحار الأنوار ج 29 ص 19, تفسير الصافي ج 5 ص 20, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 26, البرهان ج 5 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 15 ص 213

[3] الكافي ج 8 ص 11, الوافي ج 26 ص 107, بحار الأنوار ج 75 ص 221

[4] الكافي ج 8 ص 35, الإختصاص ص 105, الوافي ج 5 ص 796, تفسير الصافي ج 2 ص 223, البرهان ج 4 ص 432, بحار الأنوار ج 47 ص 391, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 53, 4, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 353

[5] تفسير العياشي ج 1 ص 325, البرهان ج 2 ص 311, بحار الأنوار ج 30 ص  222, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 638, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 131

[6] بحار الأنوار ج 90 ص 14

[7] من هنا في تفسير الصافي وتفسير نور الثقلين

[8] الكافي ج 8 ص 27, الوافي ج 26 ص 26, البرهان ج 4 ص 129, غاية المرام ج 2 ص 116, تفسير الصافي ج 4 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 12

[9] الكافي ج 1 ص 201, الغيبة للنعماني ص 221, الأمالي للصدوق ص 678, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 220, كمال الدين ج 2 ص 679, معاني الأخبار ص 99, الإحتجاج ج 2 ص 435, الوافي ج 3 ص 483, تفسير الصافي ج 4 ص 100, الفصول المهمة ج 1 ص 385, إثبات الهداة ج 1 ص 108, هداية الأمة ج 1 ص 15, البرهان ج 4 ص 284, غاية المرام ج 3 ص 315, بحار الأنوار ج 25 ص 125, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 137, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 91

[10] الأمالي للطوسي ص 613, الدر النظيم ص 691, العدد القوية 293, بحار الأنوار ج 67 ص 11

[11] الوافي ج 4 ص 50, بحار الأنوار ج 64 ص 107

[12] رجال الكشي ص 460, بحار الأنوار ج 48 ص 267

[13] الكافي ج 8 ص 28, تأويل الآيات ص 371, الوافي ج 26 ص 26, تفسير الصافي ج 4 ص 11, البرهان ج 4 ص 128, اللوامع النورانية ص 448, غاية المرام ج 2 ص 116, بحار الأنوار ج 24 ص 19, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 12, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 389

[14] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[15] الكافي ج 1 ص 432, تأويل الآيات ص 669, الوافي ج 3 ص 915, إثبات الهداة ج 3 ص 13, البرهان ج 5 ص 384, اللوامع النورانية ص 745, بحار الأنوار ج 24 ص 336, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 334, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 265, تفسير الصافي ج 5 ص 180 بعضه

[16] شرح الأخبار ج 2 ص 270

[17] بصائر الدرجات ص 224, بحار الأنوار ج 94 ص 21

[18] الإختصاص ص 262, بحار الأنوار ج 48 ص 156. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 229, البرهان ج 2 ص 589, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 70

[19] بحار الأنوار ج 29 ص 171, إرشاد القلوب ج 2 ص 383

[20] الكافي ج 1 ص 374, مستدرك الوسائل ج 18 ص 178, الإختصاص ص 334, بحار الأنوار ج 31 ص 616, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 151, الغيبة للنعماني ص 131, تفسير العياشي ج 1 ص 72

[21] تفسير الإمام العسكري × ص 583, بحار الأنوار ج 27 ص 59

[22] تفسير العياشي ج 1 ص 136, بحار الأنوار ج 29 ص 451

[23] الأمالي للمفيد ص 101, مستدرك الوسائل ج 11 ص 61, الأمالي للطوسي ص 197, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 19, بحار الأنوار ج 29 ص 455, بشارة المصطفى | ص 106, تأويل الآيات ص 101, غاية المرام ج 6 ص 39

[24] الكافي ج 8 ص 270, بحار الأنوار ج 28 ص 253, تفسير العياشي ج 1 ص 200, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 397, غاية المرام ج 4 ص 220

[25] تفسير العياشي ج 1 ص 138, بحار الأنوار ج 65 ص 104 مستدرك الوسائل ج 18 ص 174, تأويل الآيات ص 102. بعضه: الكافي ج 1 ص 375, الغيبة للنعماني ص 131, تفسير الصافي ج 1 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 266, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 619, غاية المرام ج 3 ص 76

[26] كتاب سليم ين قيس ص 308, بحار الأنوار ج 33 ص 157

[27] العدد القوية ص 38, بحار الأنوار ج 75 ص 112, كشف الغمة ج 2 ص 195

[28] إرشاد القلوب ج 2 ص 383, بحار الأنوار ج 29 ص 171

[29] بصائر الدرجات ص 358, ينابيع المعاجز ص 88, بحار الأنوار ج 24 ص 123

[30] الكافي ج 1 ص 420, بحار الأنوار ج 23 ص 375, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 561, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 653, تأويل الآيات ص 148, تفسير العياشي ج 1 ص 281

[31] تفسير العياشي ج 1 ص 279, بحار الأنوار ج 30 ص 217, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 562, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 653

[32] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 81, بحار الأنوار ج 35 ص 396

[33] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 214, مدينة المعاجز ج 7 ص 72, بحار الأنوار ج 49 ص 186, رياض الأبرار ج 2 ص 381, الدر النظيم ص 684, الهداية الكبرى ص 380

[34] بحار الأنوار ج 31 ص 280, تقريب المعارف ص 273. نحوه: تفسير العياشي ج 1 ص 323, البرهان ج 2 ص 307

[35] بحار الأنوار ج 23 ص 562, الغارات ج 1 ص 284

[36] كتاب سليم بن قيس ص 848, الإحتجاج ج 2 ص 288, بحار الأنوار ج 44 ص 101, الدر النظيم ص 500, العدد القوية ص 50

[37] بصائر الدرجات ص 275, الإختصاص ص 274, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 248, بحار الأنوار ج 28 ص 220, مدينة المعاجز ج 2 ص 279, البرهان ج 2 ص 633

[38] إعتقادات الإمامية ص 103, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 195, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 420, جامع الأخبار ص 14, إثبات الهداة ج 3 ص 88

[39] الى هنا في إثبات الهداة

[40] الطرائف ج 1 ص 36, تأويل الآيات ص 198, بحار الأنوار ج 38 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 318, تأويل الآيات ص 198, إثبات الهداة ج 3 ص 236

[41] شرح نهج البلاغة ج 5 ص 258, وقعة صفين للمنقري ص 322

[42] رجال الكشي ص 457, بحار الأنوار ج 48 ص 264

[43] بلاغات النساء ص 43

[44] شواهد التنزيل ج 1 ص 271, نهج الإيمان ص 216

[45] مناقب علي بن أبي طالب × ص 246

[46] شرح نهج البلاغة ج 6 ص 87

[47] اللهوف ص 105, مثير الأحزان ص 80, بحار الأنوار ج 45 ص 133

[48] تفسير القمي ج 2 ص 262, تفسير الصافي ج 4 ص 53, البرهان ج 4 ص 779, اللوامع النورانية ص 588, بحار الأنوار ج 23 ص 83, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 538. نحوه: تأويل الآيات ص 521, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 428

[49] دعائم الإسلام ج 1 ص 3

[50] دعائم الإسلام ج 2 ص 530, مستدرك الوسائل ج 17 ص 244

[51] مختصر البصائر ص 242, بصائر الدرجات ص 528, البرهان ج 1 ص 56, بحار الأنوار ج 24 ص 289, خاتمة المستدرك ج 4 ص 117

[52] بشارة المصطفى | ص 197

[53] تفسير العياشي ج 1 ص 303, بحار الأنوار ج 29 ص 449

[54] قال العلامة المجلسي في البحار بعد ذكر الحديث: قوله: فمكثوا أربعين .. كذا في النسخة التي عندنا، وهو لا يوافق التاريخ، إذ هو عليه السلام قاتلهم بعد نحو من خمس وعشرين، ولعله من تحريف النساخ، وكون الأربعين من الهجرة وإنه أريد هنا انتهاء غزواته عليه السلام بعيد. ويحتمل أن يكون المراد نحوا من أربعين، أي مدة مديدة يقرب منها، ويكفي هذا للمشابهة.

[55] كتاب سليم بن قيس ص 366, بحار الأنوار ج 33 ص 268

[56] بشارة المصطفى | ص 303

[57] الغيبة للنعماني ص 130, بصائر الدرجات ص 34, تفسير العياشي ج 2 ص 12, الكافي ج 1 ص 373, تأويل الآيات ص 175, الوافي ج 2 ص 181, تفسير الصافي ج 2 ص 188, البرهان ج 2 ص 526, بحار الأنوار ج 24 ص 189, تفسير نور الثيقلين ج 2 ص 17, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 65, مستدرك الوسائل ج 9 ص 92

[58] الكافي ج 1 ص 427, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 4, الوافي ج 3 ص 927, تفسير الصافي ج 2 ص 44, البرهان ج 2 ص 316, غاية المرام ج 2 ص 150, بحار الأنوار ج 24 ص 63, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 644, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 145

[59] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 99, البرهان ج 3 ص 442, اللوامع النورانية ص 343, بحار الأنوار ج 35 ص 424

[60] جامع الأخبار ص 11, إثبات الهداة ج 3 ص 171, بحار الأنوار ج 37 ص 166

[61] الكافي ج 1 ص 201, الغيبة للنعماني ص 221, الأمالي للصدوق ص 678, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 220, كمال الدين ج 2 ص 679, معاني الأخبار ص 99, الإحتجاج ج 2 ص 435, الوافي ج 3 ص 483, تفسير الصافي ج 4 ص 100, الفصول المهمة ج 1 ص 385, إثبات الهداة ج 1 ص 108, هداية الأمة ج 1 ص 15, البرهان ج 4 ص 284, غاية المرام ج 3 ص 315, بحار الأنوار ج 25 ص 125, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 137, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 91

[62] تفسير القمي ج 2 ص 301, تفسير الصافي ج 5 ص 20, البرهان ج 5 ص 54, للوامع النورانية ص 641, بحار الأنوار ج 29 ص 19, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 213

[63] اليقين ص 322, بحار الأنوار ج 29 ص 550

[64] الكافئة في إبطال توبة الخاطئة ص 15, الجمل والنصرة ص 437, بحار الأنوار ج 32 ص 33

[65] الإحتجاج ج 1 ص 64, روضة الواعظين ج 1 ص 97, الإقبال ج 1 ص 457, اليقين ص 357, العدد القوية ص 179, تفسير الصافي ج 2 ص 64, البرهان ج 2 ص 236, غاية المرام ج 1 ص 336, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 204, بحار الأنوار ج 37 ص 214, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 183

[66] الغارات ج 1 ص 197, بحار الأنوار ج 33 ص 134

[67] بحار الأنوار ج 33 ص 154, كتاب سليم ين قيس ص 305, غاية المرام ج 3 ص 122

[68] الإحتجاج ج 1 ص 33, المسترشد ص 397, بحار الأنوار ج 32 ص 96

[69] بحار الأنوار ج 37 ص 308, اليقين ص 272

[70] كتاب سليم ين قيس ص 154, بحار الأنوار ج 28 ص 274

[71] الكافي ج 1 ص 205, تفسير العياشي ج 1 ص 246, تأويل الآيات ص 136, غاية المرام ج 3 ص 117, الوافي ج 3 ص 518, بشارة المصطفى | ص 193, دعائم الإسلام ج 1 ص 20, شرح الأخبار ج 1 ص 247, البرهان ج 2 ص 92, بحار الأنوار ج 23 ص 289, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 490

[72] اليقين ص 322, بحار الأنوار ج 29 ص 550

[73] الإحتجاج ج 2 ص 286, بحار الأنوار ج 44 ص 98

[74] بشارة المصطفى | ص 303

[75] في الأصل "فإن من الله"

[76] بشارة المصطفى | ص 196

[77] الى هنا في تأويل الآيات

[78] مختصر البصائر ص 519, تأويل الآيات ص 186

[79] الكافي ج 8 ص 57, الوافي ج 3 ص 932. تفسير الصافي ج 2 ص 298, البرهان ج 2 ص 679, مدينة المعاجز ج 2 ص 265, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 530, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 336, غاية المرام ج 4 ص 193, بحار الأنوار ج 35 ص 323, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 342

[80] في تفسير العياشي وتفسير نور الثقلين: الآدميون

[81] بصائر الدرجات ص 236, بحار الأنوار ج 25 ص 282, تفسير العياشي ج 1 ص 32, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 51

[82] وذكر العلامة المجلسي في البحار في ذيل هذا الحديث:

لعل زرارة كان ينكر أحاديث من فضائلهم لا يحتملها عقله فنبهه × بذكر قصة الملائكة وإنكارهم فضل آدم عليهم وعدم بلوغهم إلى معرفة فضله على أن نفي هذه الأمور من قلة المعرفة, ولا ينبغي أن يكذب المرء بما لم يحط به علمه، بل لابد أن يكون في مقام التسليم فمع قصور الملائكة مع علو شأنهم عن معرفة آدم لا يبعد عجزك عن معرفة الأئمة عليهم السلام.

[83] الغارات ج 1 ص 120, بحار الأنوار ج 33 ص 138

[84] تفسير القمي ج 2 ص 210, البرهان ج 4 ص 555, بحار الأنوار ج 32 ص 107, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 298, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 43. نحوه: المسترشد ص 419, كشف المحجة ص 253, نوادر الأخبار ص 200

[85] الإحتجاج ج 2 ص 292‏, بحار الأنوار ج 30 ص 47

[86] تسلية المجالس ج 2 ص 153, الفتوح ج 5 ص 17

[87] تفسير القمي ج 2 ص 148, مجمع البيان ج 8 ص 8, تأويل الآيات ص 419, نوادر الأخبار ص 190, تفسير الصافي ج 4 ص 111, البرهان ج 4 ص 303, غاية المرام ج 4 ص 212, بحار الأنوار ج 22 ص 289, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 147, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 120

[88] الإرشاد ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 24 ص 230, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 123, نوادر الأخبار ص 177 نحوه

[89] الإحتجاج ج 1 ص 62, روضة الواعظين ج 1 ص 96, التحصين ص 587, العدد القوية 177, تفسير الصافي ج 2 ص 63, البرهان ج 2 ص 235, غاية المرام ج 1 ص 335, بحار الأنوار ج 37 ص 212, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 181

[90] الكافي ج 1 ص 303, الوافي ج 2 ص 340, حلية الأبرار ج 3 ص 210, بهجة النظر ص 61, بحار الأنوار ج 17 ص 31, رياض الأبرار ج 1 ص 144, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 80, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 322

[91] بحار الأنوار ج 27 ص 321

[92] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 192, بحار الأنوار ج 49 ص 198, رياض الأبرار ج 2 ص 389

[93] الإختصاص ص 96, بحار الأنوار ج 10 ص 297

[94] العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح الحديث: أن الضمير لا بد من إرجاعه إلى الرسول | وأنه يدل على عدم إيمان أبي بكر, لأن الله تعالى قال في تلك السورة {ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين} (سورة التوبة آية 26) وقال في سورة الفتح (آية 26) {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين}

[95] الكافي ج 8 ص 378, الوافي ج 26 ص 433, البرهان ج 2 ص 784, بحار لأنوار ج 89 ص 59, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 220

[96] تفسير العياشي ج 2 ص 88, تفسير الصافي ج 2 ص 344, البرهان ج 2 ص 784, بحار الأنوار ج 19 ص 80, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 220, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 462

[97] الإحتجاج ج 2 ص 379, بحار الأنوار ج 47 ص 397

[98] السرائر ج 3 ص 633, بحار الأنوار ج 30 ص 231

[99] كل ثوب يشبه الملحفة

[100] عمى أو صار أعشى، وبصره اعترته ظلمة

[101] خصائص الأئمة عليهم السلام ص 58, البرهان ج 2 ص 779, حلية الأبرار ج 1 ص 161, مدينة المعاجز ج 1 ص 461, بحار الأنوار ج 36 ص 43, غاية المرام ج 4 ص 23, الخرائج ج 1 ص 215 بإختصار

[102] الطرائف ج 2 ص 410, البرهان ج 2 ص 781

[103] تفسير القمي ج 1 ص 290, بحار الأنوار ج 19 ص 53, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 220, البرهان ج 2 ص 779 بعضه, إثبات الهداة ج 1 ص 409 بعضه

[104] الكافي ج 8 ص 262, الوافي ج 2 ص 208, تفسير الصافي ج 2 ص 344, إثبات الهداة ج 1 ص 260, البرهان ج 2 ص 777, حلية الأبرار ج 1 ص 155, بحار الأنوار ج 19 ص 88, تفسير نو رالثقلين ج 2 ص 219, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 461

[105] بصائر الدرجات ص 442، المحتضر ص 104, بحار الأنوار ج 18 ص 109، مختصر البصائر ص 122

[106] الصحيفة الملعونة:

كتاب سليم بن قيس, عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس, عن سلمان, عن علي × أنه قال لأبي بكر ومن بايعه في السقيفة: لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة: إن قتل الله محمدا أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت. فقال أبو بكر: فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها فقال ×: أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام، أما سمعتم رسول الله | يقول ذلك وأنتم تسمعون: إن فلانا وفلانا - حتى عد هؤلاء الخمسة (وهم: أبو بكر, وعمر, وأبو عبيدة الجراح, وسالم مولى أبي حذيفة, ومعاذ بن جبل‏) - قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا أيمانا على ما صنعوا إن قتلت أو مت؟ فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله | يقول ذلك لك: إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت أن يتظاهروا عليك وأن يزووا عنك هذا يا علي.

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 589, الإحتجاج ج 1 ص 84, إثبات الهداة ج 1 ص 355, بحار الأنوار ج 28 ص 274, المحتضر ص 110, نفس الرحمن في فضائل سلمان ص 485

[107] إرشاد القلوب ج 2 ص 392, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 820, بحار الأنوار ج 30 ص 129, مدينة المعاجز ج 2 ص 90

[108] تفسير القمي ج 1 ص 204, تفسير الصافي ج 2 ص 128, وسائل الشيعة ج 16 ص 261, هداية الأمة ج 5 ص 594, البرهان ج 2 ص 429, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 726, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 350, بحار الأنوار ج 23 ص 209, المؤمن ص 70, السرائر ج 3 ص 639, مستدرك الوسائل ج 12 ص 315, مستطرفات السرائر ص 639, تفسير الصافي ج 2 ص 128

[109] الكافي ج 2 ص 378, الوافي ج 5 ص 1047, وسائل الشيعة ج 16 ص 262, البرهان ج 2 ص 467, بحار الأنوار ج 71 ص 215, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 725, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 352

[110] تفسير العياشي ج 2 ص 96, البرهان ج 2 ص 806, بحار الأنوار ج 21 ص 236, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 238, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 492

[111] الى هنا في تفسير الصافي وتأويل الآيات

[112] تفسير الإمام العسكري × ص 368, تفسير الصافي ج 1 ص 154, البرهان ج 1 ص 268, بحار الأنوار ج 44 ص 304

[113] الإحتجاج ج 1 ص 76, بحار الأنوار ج 37 ص 209, تفسير الصافي ج 2 ص 60, غاية المرام ج 1 ص 332, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 199, روضة الواعظين ص 94, التحصين ص 583 باختلاف بسيط في اللفظ دون المعنى, العدد القوية ص 174 باختلاف بسيط في اللفظ دون المعنى

[114] الكافي ج 8 ص 288, بحار الأنوار ج 24 ص 314, تأويل الآيات ص 679

[115] من هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق ومستدرك الوسائل

[116] الى هنا في مستدرك الوسائل

[117] الكافي ج 8 ص 106, تفسير العياشي ج 2 ص 89, الوافي ج 5 ص 821, البرهان ج 2 ص 793, بحار الأنوار ج 27 ص 190, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 225 تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 473 مستدرك الوسائل ج 1 ص 165

[118] إلى هنا في مناقب آل أبي طالب وتأويل الآيات وتفسير الصافي

[119] تفسير القمي ج 2 ص 165, البرهان ج 4 ص 375, بحار الأنوار ج 24 ص 52, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 212, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 180, تأويل الآيات ص 431 , تفسير الصافي ج 4 ص 148

[120] اليقين ص 352, التحصين ص 584, روضة الواعظين ص 94, الإحتجاج ج 1 ص 76, بحار الأنوار ج 37 ص 210, تفسير الصافي ج 2 ص 60, العدد القوية ص 175, غاية المرام ج 1 ص 333, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 200

[121] بصائر الدرجات ص 426, تفسير الصافي ج 4 ص 10, البرهان ج 4 ص 118, ينابيع المعاجز ص 109, بحار الأنوار ج 23 ص 344, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 9, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 382

[122] مستدرك الوسائل ج 1 ص 175 عن مجموعة الشهيد الأول

[123] دعائم الإسلام ج 1 ص 53, مستدرك الوسائل ج 1 ص 174

[124] علل الشرائع ج 2 ص 607, البرهان ج 3 ص 414, بحار الأنوار ج 5 ص 229, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 9 تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 381

[125] الوافي ج 4 ص 46, بحار الأنوار ج 64 ص 103

[126] بصائر الدرجات ص 25, الكافي ج 1 ص 401, مختصر البصائر ص 332, البرهان ج 5 ص 858, بحار الأنوار ج 2 ص 190

[127] تفسير العياشي ج 1 ص 49, البرهان ج 1 ص 271, بحار الأنوار ج 24 ص 307, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 99, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 79

[128] تفسير العياشي ج 1 ص 210, بحار الأنوار ج 65 ص 223, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 421

[129] قال العلامة المجلسي بعد ذكر الحديث: الغرض أن الله تعالى لم يؤذن لنا في دولة الباطل أن نظهر الحق علانية، ونخرج ما في صدورنا من علوم لا يحتملها الناس، ولو كنا مأذونين لأظهرناها ولم نبال بما أصابنا منهم، ولكن الله عزم علينا بالصبر والتقية في دول الظالمين، و لذا أشار × بيده إلى صدره، فان العلم مكتوم فيه، كما قال أمير المؤمنين ×: إن ههنا لعلما جما لو وجدت له حملة.

[130] الكافي ج 8 ص 334, بحار الأنوار ج 30 ص 271, تفسير العياشي ج 1 ص 255, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 510, تأويل الآيات ص 139

[131] الكافي ج 1 ص 391, الوافي ج 2 ص 113, البرهان ج 2 ص 120, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 511, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 513, تأويل الآيات ص 139. بإختصار: تفسير الصافي ج 1 ص 467, بحار الأنوار ج 65 ص 233

[132] الإحتجاج ج 1 ص 369, بحار الانوار ج 90 ص 111

[133] عيون أخبرا الرضا × ج 2 ص 201, إثباة الهداة ج 5 ص 378, حلية الأبرار ج 4 ص 347, مدينة المعاجز ج 7 ص 151, بحار الأنوار ج 25 ص 135, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 692, نوادر الأخبار ص 136

[134] الإحتجاج ج 1 ص 59, روضة الواعظين ج 1 ص 92, الإقبال ج 1 ص 456, التحصين ص 581, اليقين ص 349, العدد القوية ص 172, الصراط المستقيم ج 1 ص 302, تفسير الصافي ج 2 ص 58, البرهان ج 2 ص 805, بحار الأنوار ج 37 ص 207, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 236, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 487, غاية المرام ج 1 ص 330, كشف المهم في طريق خبر غدبر خم ص 196

[135] الخصال ج 2 ص 363, الفقيه ج 3 ص 561, علل الشرائع ج 2 ص 474, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 251, الوافي ج 2 ص 241, بحار الأنوار ج 27 ص 210, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 163, تفسير العياشي ج 1 ص 237, تفسير فرات ص 103 نحوه

[136] غرر الأخبار ص 353

[137] كتاب سليم بن قيس ص 679, إرشاد القلوب ج 2 ص 398, بحار الأنوار ج 30 ص 307

[138] المزار الكبير ص 279, المزار للشهيد الأول ص 85, بحار الأنوار ج 97 ص 367, زاد المعاد ص 474

[139] تفسير العياشي ج 2 ص 141, البرهان ج 3 ص 86, بحار الأنوار ج 36 ص 100

[140] تأويل الآيات ص 363, البرهان ج 4 ص 87, اللوامع النورانية ص 436, بحار الأنوار ج 24 ص 363, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 332

[141] تأويل الآيات ص 363, البرهان ج 4 ص 87, اللوامع النورانية ص 437, بحار الأنوار ج 24 ص 364, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 332

[142] الطرائف ج 2 ص 493, إثبات الهداة ج 3 ص 351, البرهان ج 4 ص 88, اللوامع النورانية ص 437, بحار الأنوار ج 31 ص 238

[143] الأمالي للطوسي ص 451, بحار الأنوار ج 27 ص 206. دون الآية: الأمالي للصدوق ص 330, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 250, دلائل الإمامة ص 135, روضة الواعظين ج 2 ص 273, كشف الغمة ج 2 ص 121

[144] تفسير الإمام العسكري × ص 136, تأويل الآيات ص 456, البرهان ج 4 ص 493, غاية المرام ج 6 ص 324, بحار الأنوار ج 38 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 441

[145] تحف العقول ص 459, بحار الأنوار ج 5 ص 69

[146] الكافي ج 1 ص 302, الوافي ج 2 ص 340, حلية الأبرار ج 3 ص 209, بهجة النظر ص 61, بحار الأنوار ج 44 ص 143, رياض الأبرار ج 1 ص 144, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 296, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 421

[147] الأمالي للطوسي ص 160, بشارة المصطفى | ص 272, البرهان ج 4 ص 484, مدينة المعاجز ج 3 ص 378, بحار الأنوار ج 44 ص 152, تفسير نور الثقلين 4 ص 296, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 421

[148] الكافي ج 1 ص 294, الوافي ج 2 ص 316, البرهان ج 5 ص 301, غاية المرام ج 2 ص 335

[149] الإحتجاج ج 1 ص 248, البرهان ج 5 ص 832, بحار الأنوار ج 65 ص 267, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 540, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 204

[150] الإحتجاج ج 1 ص 111, غاية المرام ج 6 ص 179, بحار الأنوار ج 29 ص 79, رجال الكشي ص 21

[151] بحار الأنوار ج 89 ص 40, كتاب سيلم بن قيس ج 2 ص 581, طرف من الأنباء والمناقب ص 365, الإحتجاج ج 1 ص 82, غاية المرام ج 5 ص 316

[152] إلى هنا في مناقب آل أبي طالب وكشف المهم فيطريق خبر غدير خم وبحار الأنوار

[153] البرهان ج 2 ص 246, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 50, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 26, بحار الأنوار ج 27 ص 158

[154] تفسير العياشي ج 2 ص 306, البرهان ج 3 ص 562, بحار الأنوار ج 28 ص 230, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 470

[155] تأويل الآيات ص 314, البرهان ج 3 ص 784, غاية المرام ج 4 ص 215, بحار الأنوار ج 24 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 371

[156] الإختصاص ص 262, بحار الأنوار ج 48 ص 156. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 229, البرهان ج 2 ص 589, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 70

[157] من هنا في البرهان

[158] الكافي ج 8 ص 179, الوافي ج 2 ص 193, غاية المرام ج 4 ص 342, بحار الأنوار ج 24 ص 365, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 615, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 102, البرهان ج 4 ص 883

[159] كشف الغمة ج 2 ص 106, بحار الأنوار ج 29 ص 207

[160] تفسير العياشي ج 1 ص 225, بحار الأنوار ج 29 ص 118, وسائل الشيعة ج 26 ص 96, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 450, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 378

[161] الإحتجاج ج 1 ص 138, شرح الأخبار ج 3 ص 36, الطرائف ص 265, بحار الأنوار ج 29 ص 226, كشف الغمة ج 2 ص 112

[162] بحار الأنوار ج 29 ص 238, السقيفة وفدك ص 99, دلائل الإمامة ص 117, كشف الغمة ج 1 ص 489, المناقب للشيرواني ص 417, الإحتجاج ج 1 ص 102 نحوه

[163] بحار الأنوار ج 26 ص 195, مستدرك الوسائل ج 7 ص 290

[164] في المصدر {فآت ذا القربى حقه والمسكين} والآية في سورة الروم, ولكنها تصحيف وذلك لأن العياشي ذكرها في سورة الإسراء, وفي الصافي والبرهان وكنز الدقائق كما اثبتناه.

[165] تفسير العياشي ج 2 ص 287, تفسير الصافي ج 3 ص 187, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 285, بحار الأنوار ج 29 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 155, تفسير كنز الدقائق  7 ص 391

[166] الكافي ج 1 ص 543, التهذيب ج 4 ص 148, الوافي ج 10 ص 306, البرهان ج 3 ص 520, غاية المرام ج 3 ص 284, بحار الأنوار ج 48 ص 156, المقنعة ص 288 نحوه

[167] في المصدر {فآت ذا القربى حقه والمسكين} والآية في سورة الروم, ولكنها تصحيف وذلك لأن العياشي ذكرها في سورة الإسراء, وفي والبرهان ونور الثقلين وكنز الدقائق كما اثبتناه.

[168] تفسير العياشي ج 2 ص 287, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 286, بحار الأنوار ج 29 ص 120, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 392

[169] الإحتجاج ج 1 ص 90, غاية المرام ج 5 ص 348. نحوه: تفسير القمي ج 2 ص 155, البرهان ج 4 ص 346, بحار الأنوار ج 29 ص 127, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 186, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 204

[170] عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 233, الأمالي للصدوق ص 526, تحف العقول ص 430, بشارة المصطفى | ص 230, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 142, تفسير الصافي ج 3 ص 186, البرهان ج 3 ص 521, غاية المرام ج 2 ص 328, بحار الأنوار ج 29 ص 105, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 153, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 388

[171] تفسير العياشي ج 2 ص 287, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام  ج 3 ص 285, بحار الأنوار ج 29 ص 119, تفسير نور القلين ج 3 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 391, تفسير فرات ص 239 نحوه

[172] تفسير العياشي ج 2 ص 287, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 286, بحار الأنوار ج 29 ص 121, كشف الغمة ج 1 ص 476 نحوه

[173] سعد السعود ص 102, تفسير فرات ص 239, شرح الأخبار ج 3 ص 27, الطرائف ج 1 ص 254, تأويل الآيات ص 427, بحار الأنوار ج 29 ص 123, المسترشد ص 502 نحوه

[174] العدد القوية ص 195, بحار الأنوار ج 29 ص 563

[175] الطرائف ج 1 ص 248, نهج الحق ص 357

[176] تفسير القمي ج 2 ص 155, البرهان ج 4 ص 346, بحار الأنوار ج 29 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 186, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 205, الإحتجاج ج 1 ص 90 نحوه

[177] بحار الأنوار ج 29 ص 195, مستدرك الوسائل ج 7 ص 291

[178] تفسير العياشي ج 2 ص 287, بحار الأنوار ج 29 ص 120. نحوه: البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 286, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 392

[179] تفسير العياشي ج 2 ص 287, بحار الأنوار ج 29 ص 119. نحوه: تفسير الصافي ج 3 ص 187, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 155, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 391

[180] إلى هنا في تأويل الآيات والبرهان وتفسير كنز الدقائق

[181] تفسير فرات ص 322, بحار الأنوار ج 29 ص 121, تأويل الآيات ص 428, البرهان ج 4 ص 349, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 209. نحوه: التبيان ج 8 ص 253, مجمع البيان ج 8 ص 63, تفسير الصافي ج 4 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 189

[182] كشف الغمة ج 1 ص 476, بحار الأنوار ج 29 ص 205

[183] كشف الغمة ج 1 ص 476, بحار الأنوار ج 29 ص 122

[184] دعائم الإسلام ج 1 ص 385

[185] كشف الغمة ج 1 ص 476, بحار الأنوار ج 29 ص 205. نحوه: تفسير العياشي ج 2 ص 287, البرهان ج 3 ص 522, غاية المرام ج 3 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 156, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 392

[186] تفسير فرات ص 322, بحار الأنوار ج 29 ص 122

[187] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 868, بحار الأنوار ج 28 ص 302

[188] الخرائج ج 1 ص 112, إثبات الهداة ج 1 ص 396, بحار الأنوار ج 17 ص 378, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 277, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 16

[189] شرح نهج البلاغة ج 16 ص 212

[190] مسند أبي يعلي ج 2 ص 334, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 196, شواهد التنزيل ج 1 ص 439, شرح نهج البلاغة ج 16 ص 268, مقتل الإمام الحسين × للخوارزمي ج 1 ص 113, تفسير ابن كثير ج 3 ص 39, مجمع الزوائد ج 7 ص 49, لبابا النقول ص 123, الدر المنثور ج 4 ص 178, تفسير الآلوسي ج 15 ص 61, ينابيع المودة ج 1 ص 359, كنز العمال ج 3 ص 767 نحوه

[191] شواهد التنزيل ج 1 ص 442

[192] شواهد التنزيل ج 1 ص 441

[193] شواهد التنزيل ج 1 ص 570

[194] شواهد التنزيل ج 1 ص 570, ينابيع المودة ج 1 ص 359

[195] الأمالي للطوسي ص 299, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 292, تأويل الآيات ص 99, غاية المرام ج 4 ص 340, البرهان ج 1 ص 446, بحار الأنوار ج 35 ص 342, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 205, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 504, بشارة المصطفى | ص 197

[196] تفسير العياشي ج 1 ص 102, بحار الأنوار ج 24 ص 159, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 206, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 504, غاية المرام ج 4 ص 340

[197] تفسير القمي ج 2 ص 201, تفسير الصافي ج 4 ص 218, البرهان ج 4 ص 519, بحار الأنوار ج 37 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 658, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 191, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165

[198] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 519, بحار الأنوار ج 31 ص 650, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 166

[199] بحار الأنوار ج 66 ص 83

[200] الإحتجاج ج 1 ص 62, التحصين ص 587, اليقين ص 355, العدد القوية ص 177, بحار الأنوار ج 37 ص 212, روضة الواعظين ج 1 ص 96, الإقبال ج 1 ص 457, إثباة الهداة ج 2 ص 185, البرهان ج 2 ص 235, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 181

[201] بشارة المصطفى | ص 29, بحار الأنوار ج 74 ص 275

[202] الصراط المستقيم ج 3 ص 40

[203] تفسير فرات ص 147, بحار الانوار ج 60 ص 208, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 248 نحوه

[204] تفسير العياشي ج 2 ص 301, البرهان ج 3 ص 548, بحار الأنوار ج 37 ص 164, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 185, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 446

[205] علل الشرائع ج 1 ص 142, بحار الأنوار ج 27 ص 151

[206] تفسير فرات ص 147, بحار الانوار ج 60 ص 208, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 248 نحوه

[207] المحاسن ج 2 ص 332, بحار الأنوار ج 18 ص 88

[208] تفسير فرات ص 242

[209] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 249, بحار الأنوار ج 39 ص 179

[210] الفضائل لابن شاذان ص 155, الروضة في الفضائل ص 181. نحوه: اليقين ص 264, بحار الأنوار ج 39 ص 171

[211] الفضائل لابن شاذان ص 159, الروضة في الفضائل ص 187. نحوه: الأمالي للصدوق ص 347, علل الشرائع ج 1 ص 143, مدينة المعاجز ج 1 ص 123, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 35, غاية المرام ج 1 ص 308, بحار الأنوار ج 39 ص 162

[212] تفسير العياشي ج 2 ص 300, البرهان ج 3 ص 548, بحار الأنوار ج 100 ص 294, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 184, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 445

[213] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 22, تسلية المجالس ج 2 ص 24, بحار الأنوار ج 44 ص 104, رياض الأبرار ج 1 ص 136, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 182, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 442

[214] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 123, بحار الأنوار ج 41 ص 83

[215] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 579, الإحتجاج ج 1 ص 81, مدينة المعاجز ج 2 ص 242, بحار الأنوار ج 28 ص 263

[216] الكافي ج 8 ص 344, تأويل الآيات ص 464, الوافي ح 2 ص 184, البرهان ج 4 ص 518, غاية المرام ج 1 ص 309, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 164, بحار الأنوار ج 28 ص 256, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 496

[217] تفسير القمي ج 2 ص 201, تفسير الصافي ج 4 ص 218, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165, بحار الأنوار ج 37 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 334, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 498

[218] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, بحار الأنوار ج 37 ص 169

[219] تأويل الآيات ص 465, البرهان ج 4 ص 519, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165, بحار الأنوار ج 37 ص 168, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 498

[220] شرح الأخبار ج 1 ص 236

[221] بحار الأنوار ج 90 ص 59

[222] كامل الزيارات ص 266, بحار الأنوار ج 45 ص 183

[223] تفسير القمي ج 2 ص 408, البرهان ج 5 ص 596, اللوامع النورانية ص 813, بحار الأنوار ج 9 ص 248

[224] شواهد التنزيل ج 1 ص 447

[225] شواهد التنزيل ج 1 ص 449

[226] شواهد التنزيل ج 1 ص 451

[227] تفسير العياشي ج 2 ص 223, البرهان ج 3 ص 296, بحار الأنوار ج 30 ص 232, تفسير نرو الثقلين ج 2 ص 534, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 49

[228] إلى هنا في تفسير القمي والمحاسن وعلل الشرائع

[229] الكافي ج 1 ص 390, بصائر الدرجات ص 15, تأويل الآيات ص 748, الوافي ج 4 ص 29, البرهان ج 5 ص 606, بحار الأنوار ج 58 ص 43, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 529, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 184, تفسير القمي ج 2 ص 411, المحاسن ج 1 ص 132, علل الشرائع ج 1 ص 116

[230] علل الشرائع ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 5 ص 243, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 529

[231] تفسير العياشي ج 1 ص 209, بحار الأنوار ج 97 ص 95, وسائل الشيعة ج 16 ص 141, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 417, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 303

[232] تفسير الإمام العسكري × ص 642, بحار الأنوار ج 22 ص 82, خاتمة المستدرك ج 7 ص 406

[233] تفسير القمي ج 2 ص 171, البرهان ج 4 ص 410, بحار الأنوار ج 27 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 234, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 313, شرح الأخبار ج 3 ص 498 نحوه

[234] الأمالي للمفيد ص 232, بحار الأنوار ج 65 ص 38,

[235] الأمالي للطوسي ص 148, بشارة المصطفى | ص 86, كشف الغمة ج 1 ص 385, غاية المرام ج 2 ص 214, بحار الأنوار ج 27 ص 83

[236] تأويل الآيات ص 439, البرهان ج 4 ص 409, بحار الأنوار ج 24 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 314

[237] تفسير فرات ص 61. نحوه: كشف الغمة ج 1 ص 93, الغارات ج 2 ص 399, بحار الأنوار ج 34 ص 361

[238] تأويل الآيات ص 440, البرهان ج 4 ص 410, بحار الأنوار ج 24 ص 318, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 315

[239] الكافي ج 8 ص 330, بحار الأنوار ج 44 ص 25, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 518, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 540, تفسير العياشي ج 1 ص 258 نحوه

[240] تفسير العياشي ج 1 ص 257, البرهان ج 2 ص 130, بحار الأنوار ج 44 ص 217, رياض الأبرار ج 1 ص 164, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 519, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 540

[241] تفسير العياشي ج 1 ص 258, بحار الأنوار ج 44 ص 217, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 518, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 539

[242] تحف العقول ص 307, مستدرك الوسائل ج 12 ص 289, بحار الأنوار ج 75 ص 286

[243] اليقين ص 355, الإحتجاج ج 1 ص 78, بحار الأنوار ج 37 ص 211, تفسير الصافي ج 2 ص 62, غاية المرام ج 1 ص 334, كشف المهم ص 202

[244] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 67, بحار الأنوار ج 44 ص 209, رياض الأبرار ج 1 ص 164, تفسير نرو الثقلين ج 2 ص 41. تفسير الصافي ج 2 ص 208

[245] إلى هنا في الإحتجاج ومجمع البيان والروضة في الفضائل وتأويل الآيات وتسلية المجالس وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[246] الأمالي للطوسي ص 363, نوادر الأخبار ص 161, البرهان ج 4 ص 864, اللوامع النورانية ص 615, غاية المرام ج 4 ص 142, بحار الأنوار ج 32 ص 291. نحوه: مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 219, غرر الأخبار ص 161, الإحتجاج ج 1 ص 196, مجمع البيان ج 9 ص 83, تفسير جوامع الجامع ج 3 ص 306, الروضة في الفضائل ص 135, تأويل الآيات ص 542, تسلية المجالس ج 1 ص 381, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 604, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 63

[247] الغيبة للنعماني ص 55

[248] الكافي ج 8 ص 87, الوافي ج 2 ص 250, البرهان ج 4 ص 104, الوامع النورانية ص 441

[249] كامل الزيارات ص 334, تأويل الآيات ص 839, الجواهر السنية ص 568, البرهان ج 4 ص 861, بحار الأنوار ج 28 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 534

[250] علل الشرائع ج 2 ص 489, مختصر البصائر ص 513, بحار الأنوار ج 5 ص 246, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 35, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 435

[251] علل الشرائع ج 2 ص 610, البرهان ج 3 ص 416, بحار الأنوار ج 5 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 40, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 441, الوافي ج 4 ص 50 نحوه

[252] من هنا في تفسير نور الثقلين

[253] الأمالي للطوسي ص 417, تأويل الآيات ص 404, البرهان ج 4 ص 233, غاية المرام ج 3 ص 309, بحار الأنوار ج 24 ص 43, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 104

[254] كفاية الأثر ص 199, الإنصاف في النص ص 412, مشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 189, غاية المرام ج 1 ص 326, بحار الأنوار ج 36 ص 353, الصراط المستقيم ج 2 ص 123 نحوه

[255] علل الشرائع ج 2 ص 609, البرهان ج 4 ص 309, بحار الأنوار ج 5 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 40, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 441, الوافي ج 4 ص 50 نحوه

[256] الغيبة للنعماني ص 55

[257] مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 341, مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 222, شواهد التنزيل ج 2 ص 216 نحوه

[258] تفسير القمي ج 1 ص 109, بحار الأنوار ج 37 ص 346, تفسير الصافي ج 1 ص 369, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 381تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 196, تأويل الآيات ص 125, غاية المرام ج 2 ص 346

[259] الأمالي للصدوق ص 491, بحار الأنوار ج 37 ص 294

[260] الإحتجاج ج 1 ص 78, روضة الواعظين ص 96, اليقين ص 354, الصراط المستقيم ج 1 ص 303تفسير الصافي ج 2 ص 63, العدد القوية ص 176, البرهان ج 2 ص 234, غاية المرام ج 1 ص 334, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 201, بحار الأنوار ج 37 ص 211, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 567, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 665

[261] الصحيفة الملعونة:

كتاب سليم بن قيس, عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس, عن سلمان, عن علي × أنه قال لأبي بكر ومن بايعه في السقيفة: لقد وفيتم بصحيفتكم الملعونة التي تعاقدتم عليها في الكعبة: إن قتل الله محمدا أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت. فقال أبو بكر: فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها فقال ×: أنت يا زبير وأنت يا سلمان وأنت يا أبا ذر وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالإسلام، أما سمعتم رسول الله | يقول ذلك وأنتم تسمعون: إن فلانا وفلانا - حتى عد هؤلاء الخمسة (وهم: أبو بكر, وعمر, وأبو عبيدة الجراح, وسالم مولى أبي حذيفة, ومعاذ بن جبل‏) - قد كتبوا بينهم كتابا وتعاهدوا فيه وتعاقدوا أيمانا على ما صنعوا إن قتلت أو مت؟ فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله | يقول ذلك لك: إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتابا إن قتلت أو مت أن يتظاهروا عليك وأن يزووا عنك هذا يا علي.

كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 589, الإحتجاج ج 1 ص 84, إثبات الهداة ج 1 ص 355, بحار الأنوار ج 28 ص 274, المحتضر ص 110, نفس الرحمن في فضائل سلمان ص 485

[262] إرشاد القلوب ج 2 ص 392, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 820, بحار الأنوار ج 30 ص 129, مدينة المعاجز ج 2 ص 90

[263] الأمالي للطوسي ص 364, البرهان ج 1 ص 261, بحار الأنوار ج 27 ص 203

[264] تفسير العياشي ج 2 ص 18, البرهان ج 2 ص 554, بحار الأنوار ج 8 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 36, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 96, غاية المرام ج 4 ص 45

[265] الكافي ج 1 ص 435, الوافي ج 3 ص 919, البرهان ج 3 ص 784, غاية المرام ج 4 ص 214, بحار الأنوار ج 24 ص 348, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 405, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 370, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 97 بإختصار

[266] تأويل الآيات ص 314, البرهان ج 3 ص 784, غاية المرام ج 4 ص 215, بحار الأنوار ج 24 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 371

[267] الكافي ج 8 ص 26, الوافي ج 26 ص 25, البرهان ج 3 ص 96, غاية المرام ج 7 ص 73

[268] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[269] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[270] بحار الأنوار ج 33 ص 156, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 772

[271] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[272] تأويل الآيات ص 735, البرهان ج 5 ص 570, بحار الأنوار ج 24 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 108, تفسير فرات ص 534 نحوه

[273] تفسير فرات ص 534, بحار الأنوار ج 7 ص 206

[274] الأمالي للطوسي ص 378, التحصين ص 556, البرهان ج 5 ص 97, اللوامع النورانية ص 658, غاية المرام ج 4 ص 262, بحار الأنوار ج 8 ص 4, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 245

[275] الإحتجاج ج 1 ص 63, روضة الواعظين ج 1 ص 97, التحصين ص 588, اليقين ص 356, العدد القوية ص 178, تفسير الصافي ج 2 ص 63, البرهان ج 2 ص 235, غاية المرام ج 1 ص 335, بحار الأنوار ج 37 ص 213

[276] كامل الزيارات ص 334, تأويل الآيات ص 840, الجواهر السنية ص 568, البرهان ج 4 ص 862, بحار الأنوار ج 28 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 535

[277] غرر الأخبار ص 91

[278] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[279] بحار الأنوار ج 33 ص 156, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 772

[280] الكافي ج 1 ص 419, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 330, الوافي ج 3 ص 923, إثبات الهداة ج 2 ص 20, البرهان ج 5 ص 531, اللوامع النورانية ص 787, بحار الأنوار ج 24 ص 7, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 458, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 28

[281] تأويل الآبات ص 756, البرهان ج 5 ص 611, اللوامع النورانية ص 823, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 30 ص 277, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 194

[282] تأويل الآيات ص 755, البرهان ج 5 ص 611, اللوامع النورانية ص 822, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 36 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 194

[283] علل الشرائع ج 2 ص 607, البرهان ج 3 ص 414, بحار الأنوار ج 5 ص 229, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 564, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 249

[284] الأمالي للطوسي ص 671, البرهان ج 5 ص 721, حلية الأبرار ج 2 ص 181, اللوامع النورانية ص 868, غاية المرام ج 3 ص 302, بحار الأنوار ج 7 ص 182

[285] تأويل الآيات ص 802, تفسير فرات ص 586, المحتضر ص 223, البرهان ج 5 ص 720, غاية المرام ج 3 ص 301, بحار الأنوار ج 24 ص 264, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 383

[286] كتاب الزهد ص 85, البرهان ج 2 ص 122, بحار الأنوار ج 6 ص 177. نحوه: بصائر الدرجات ص 523, مختصر البصائر ص 226

[287] بحار الأنوار ج 45 ص 312, رسائل الشريف المرتضى ج 1 ص 391

[288] شواهد التنزيل ج 2 ص 420

[289] شواهد التنزيل ج 2 ص 421

[290] مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 253, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 383, شواهد التنزيل ج 2 ص 252 نحوه

[291] نهج الإيمان ص 105

[292] الكافي ج 2 ص 413, الوافي ج 4 ص 217, البرهان ج 3 ص 858, بحار الأنوار ج 22 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 473, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 53, تفسير الصافي ج 3 ص 366 بإختصار

[293] الكافي ج 2 ص 413, الوافي ج 4 ص 216, البرهان ج 3 ص 858, بحار الأنوار ج 22 ص 132, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 473, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 52, تفسير القمي ج 2 ص 79 نحوه بإختصار عن أبي عبد الله ×

[294] الكافي ج 2 ص 397, الوافي ج 4 ص 193, وسائل الشيعة ج 27 ص 127, البرهان ج 3 ص 858, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 473, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 52

[295] تفسير الإمام العسكري × ص 127, حلية الأبرار ج 2 ص 154, بحار الأنوار ج 65 ص 107

[296] بشارة المصطفى | ص 49, بحار الأنوار ج 47 ص 357. نحوه: تأويل الآيات ص 591, البرهان ج 5 ص 145, غاية المرام ج 7 ص 57, اللوامع النورانية ص 672, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 386

[297] غرر الأخبار ص 169

[298] الفضائل لابن شاذان ص 129, الروضة في الفضائل ص 113, الدر النظيم ص 765, تأويل الآيات ص 592, حلية الأبرار ج 3 ص 9, مدينة المعاجز ج 3 ص 221, اللوامع النورانية ص 673, بحار الأنوار ج 40 ص 44

[299] تفسير فرات ص 438, بحار الأنوار ج 7 ص 336

[300] تفسير فرات ص 437، بحار الأنوار ج 7 ص 335

[301] شواهد التنزيل ج 2 ص 264

[302] شواهد التنزيل ج 2 ص 262

[303] التهذيب ج 4 ص 149, تفسير فرات ص 102, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 434

[304] علل الشرائع ج 2 ص 474, الخصال ص 363, الفقيه ج 3 ص 561, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 375, بحار الأنوار ج 76 ص 5, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 163, تفسير العياشي ج 1 ص 237 نحوه

[305] الكافي ج 8 ص 270, بحار الأنوار ج 28 ص 253, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 255, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 602, غاية المرام ج 4 ص 219

[306] رجال الكشي ص 6, الكافي ج 8 ص 245, بحار الأنوار ج 22 ص 351, تفسير العياشي ج 1 ص 199, تفسير نور الثقلين ج 1 ص396, نفسير كنز الدقائق ج 2 ص 242, غاية المرام ج 4 ص 219

[307] بحار الأنوار ج 90 ص 59

[308] الغارات ج 1 ص 197, بحار الأنوار ج 33 ص 134

[309] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 701, بحار الأنوار ج 30 ص 324

[310] الكافي ج 1 ص 415, تفسير القمي ج 2 ص 413, الوافي ج 3 ص 920, تفسير الصافي ج 5 ص 306, البرهان ج 5 ص 619, بحار الأنوار ج 24 ص 350, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 539, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 204

[311] الإحتجاج ج 1 ص 277, بحار الأنوار ج 44 ص 82, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 565, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 251

[312] الإحتجاج ج 1 ص 77, بحار الأنوار ج 28 ص 195

[313] الخصال ج 1 ص 214, بحار الأنوار ج 44 ص 115

[314] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 772, بحار الأنوار ج 33 ص 156

[315] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 835, بحار الأنوار ج 33 ص 266

[316] من هنا في تفسير الصافي وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[317] الإحتجاج ج 1 ص 276, بحار الأنوار ج 44 ص 80, تفسير الصافي ج 3 ص 201, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 179, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 436

[318] الهداية الكبرى ص 76

[319] الفضائل لابن شاذان القمي ص 78, بحار الأنوار ج 33 ص 248

[320] روضة الواعظين ج 1 ص 106, تفسير الصافي ج 3 ص 298, البرهان ج 3 ص 738, غاية المرام ج 4 ص 110, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 278, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 93 نحوه

[321] إلى هنا في تفسير الصافي

[322] تفسير العياشي ج 2 ص 141, البرهان ج 3 ص 86, بحار الأنوار ج 35 ص 353, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 363, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 276, تفسير الصافي ج 3 ص 297

[323] شرح الأخبار ج 2 ص 149

[324] تفسير القمي ج 1 ص 369, تفسير الصافي ج 3 ص 86, البرهان ج 3 ص 298, بحار الأنوار ج 9 ص 218, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 538, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 55

[325] الإحتجاج ج 1 ص 278, تفسير الصافي ج 3 ص 428, بحار الأنوار ج 44 ص 84, رياض الأبرار ج 1 ص 134, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 585, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 272

[326] من هنا في تفسير الصافي

[327] الكافي ج 1 ص 420, تأويل الآيات ص 572, الوافي ج 3 ص 924, البرهان ج 5 ص 68, اللوامع النورانية ص 648, غاية المرام ج 4 ص 370, بحار الأنوار ج 23 ص 375, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 615, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 101, تفسير الصافي ج 5 ص 28

[328] الكافي ج 8 ص 103, تفسير القمي ج 2 ص 308, الوافي ج 3 ص 934, البرهان ج 5 ص 66, غاية المرام ج 4 ص 353, بحار الأنوار ج 30 ص 161, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 393, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 240

[329] تأويل الآيات ص 687, البرهان ج 5 ص 356, غاية المرام ج 4 ص 354, بحار الأنوار ج 30 ص 258

[330] تأويل الآيات ص 676, البرهان ج 5 ص 431, بحار الأنوار ج 30 ص 257, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 343

[331] الكافي ج 4 ص 159, الفقيه ج 2 ص 156, التهذيب ج 3 ص 59, الأمالي للطوسي ص 687, الوافي ج 2 ص 189, تفسير الصافي ج 4 ص 52, إثبات الهداة ج 1 ص 249, البرهان ج 4 ص 184, بحار الأنوار ج 28 ص 77, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 65, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 509, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 36 نحوه بإختصار

[332] الصجيفة السجادية ص 18, تفسير الصافي ج 3 ص 201, إثبات الهداة ج 1 ص 274, مدينة المعاجز ج 6 ص 140, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 622, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 363

[333] الإحتجاج ج 1 ص 276, بحار الأنوار ج 44 ص 80

[334] تأويل الآيات ص 791, البرهان ج 5 ص 713, بحار الأنوار ج 25 ص 96, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 372

[335] تفسير الثعلبي ج 6 ص 107, رموز الكنوز ج 4 ص 195, عمدة القاري ج 19 ص 29, تفسير الآلوسي ج 15 ص 106. نجوه: جامع البيان ج 15 ص 141, النكت والعيون ج 3 ص 253, تفسير ابن كثير ج 3 ص 52, تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 16, الدر المنثور ج 4 ص 192, فتح القدير ج 3 ص 239

[336] تفسير ابن أبي حاتم ج 7 ص 242, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 164, الدر المنثور ج 4 ص 192, تفسير الآلوسي ج 15 ص 106. نحوه: تفسير السمرقند ج 2 ص 316, تفسير الثعلبي ج 6 ص 107, تاريخ مدينة دمشق ج 57 ص 341, البداية والنهاية ج 10 ص 53

[337] شرح نهج البلاغة ج 16 ص 16

[338] شرح نهج البلاغة ج 12 ص 81

[339] تاريخ مدينة دمشق ج 3 ص 235, تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 366

[340] من هنا في تفسير الحبري

[341] شواهد التنزيل ج 1 ص 473, تفسير الحبري ص 290

[342] ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني‏ ص 43

[343] شواهد التنزيل ج 1 ص 540

[344] المعجم الكبير ج 3 ص 90, أخبار الحسن بن علي × للطبراني ص 151, فضل الأوقات ص 211, شعب الإيمان ص 323, دلائل النوبوة ص 511, مقتل الإمام الحسين × للخورازمي ص 196, تاريخ مدينة دمشق ج 57 ص 340, تفسير الرازي ج 32 ص 133, الكامل في التاريخ ج 3 ص 407

[345] الكافي ج 2 ص 283, بحار الأنوار ج 66 ص 180, تفسير الصافي ج 3 ص 111, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 138, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 369, غاية المرام ج 4 ص 156

[346] بصائر الدرجات ص 448, بحار الأنوار ج 66 ص 192

[347] تفسير القمي ج 1 ص 32, بحار الأنوار ج 69 ص 92, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 99, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 369

[348] تفسير القمي ج 1 ص 128, بحار الأنوار ج 9 ص 192, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 421

[349] تفسير القمي ج 1 ص 32, البرهان ج 1 ص 347, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 99, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 82, تفسير الصافي ج 2 ص 112, إثباة الهداة ج 1 ص 230, بحار الأنوار ج 69 ص 92

[350] الكافي ج 1 ص 427, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 4, الوافي ج 3 ص 927, تفسير الصافي ج 2 ص 44, البرهان ج 2 ص 316, بحار الأنوار ج 24 ص 63, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 644, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 145, غاية المرام ج 2 ص 150

[351] تفسير نور الثقلين ج 2 ص 73, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 189, الإحتجاج ج 1 ص 51, روضة الواعظين ج 1 ص 89, اليقين ص 344, البرهان ج 2  228, بحار الأنوار ج 37 ص 202, رياض الأبرار ج 2 ص 235

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية