الأئمة عليهم السلام وشيعتهم في الآخرة

* الأئمة عليهم السلام وشيعتهم في الآخرة

* حضورهم عليهم السلام عند الاحتضار

عن عقبة بن خالد قال‏: دخلنا على أبي عبد الله × أنا ومعلى بن خنيس فقال: يا عقبة, لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلا هذا الذي أنتم عليه, وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به عينه إلا أن تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى الوريد - قال: ثم اتكأ وغمز إلي المعلى أن سله, فقلت: يا ابن رسول الله, إذا بلغت نفسه هذه فأي شي‏ء يرى؟ فردد عليه بضع عشرة مرة: أي شي‏ء يرى, فقال × في كلها: يرى, لا يزيد عليها, ثم جلس في آخرها فقال: يا عقبة, قلت: لبيك وسعديك, فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ فقلت: نعم, يا ابن رسول الله, إنما ديني مع دمي, فإذا ذهب دمي كان ذلك, وكيف بك يا ابن رسول الله كل ساعة, وبكيت, فرق لي فقال: يراهما والله, قلت: بأبي أنت وأمي, من هما؟ فقال: ذاك رسول الله | وعلي ×. يا عقبة, لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى تراهما, قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ قال: لا, بل يمضي أمامه, فقلت له: يقولان شيئا جعلت فداك؟ فقال: نعم, يدخلان جميعا على المؤمن, فيجلس رسول الله | عند رأسه وعلي × عند رجليه, فيكب عليه رسول الله | فيقول: يا ولي الله, أبشر أنا رسول الله, إني خير لك مما تترك من الدنيا, ثم ينهض رسول الله |, فيقدم عليه علي × حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله, أبشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبني, أما لأنفعنك. ثم قال أبو عبد الله × أما إن هذا في كتاب الله عز وجل, قلت: أين هذا جعلت فداك من كتاب الله؟ قال: في سورة يونس قول الله تبارك وتعالى هاهنا {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم‏}. [1]

 

عن أبان بن عثمان, عن عقبة أنه سمع أبا عبد الله × يقول: إن الرجل إذا وقعت نفسه في صدره يرى, قلت: جعلت فداك وما يرى؟ قال: يرى رسول الله | فيقول له رسول الله |: أنا رسول الله, أبشر, ثم يرى علي بن أبي طالب ×, فيقول: أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه, تحب أن أنفعك اليوم, قال: قلت له: أيكون أحد من الناس يرى هذا ثم يرجع إلى الدنيا؟ قال: قال ×: لا, إذا رأى هذا أبدا مات, وأعظم ذلك, قال ×: وذلك في القرآن, قول الله عز وجل {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله}. [2]

 

عن أبي جعفر ×:‏ إنما أحدكم حين يبلغ نفسه‏ هاهنا فينزل عليه ملك الموت، فيقول له: أما ما كنت ترجو فقد أعطيته، وأما ما كنت تخافه فقد أمنت منه، ويفتح له باب إلى منزله من الجنة، ويقال له: انظر إلى مسكنك من الجنة، وانظر هذا رسول الله وعلي والحسن والحسين × رفقاؤك, وهو قول الله {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة}. [3]

 

عن الصادق × في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال: هو أن يبشراه بالجنة عند الموت, يعني محمدا وعليا ×. [4]

 

عن سليم أنه قال لأمير المؤمنين ×: أصلحك الله‏ فمن لقي الله مؤمنا, عارفا بإمامه مطيعا له, أمن أهل الجنة هو؟ قال: نعم, إذا لقي الله وهو مؤمن من الذين قال الله عز وجل: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} {الذين آمنوا وكانوا يتقون} {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. [5]

 

عن أبي جعفر × في قوله تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة} والإمام يبشرهم بقيام القائم # وبظهوره وبقتل أعدائهم, وبالنجاة في الآخرة, والورود على محمد | الصادقين على الحوض. [6]

 

عن أبي عبد الله × قال: ما يمنعكم أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنه من أهل الجنة، إن الله يقول: {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين‏}.[7]

 

 

* آثار الولاية في القبر

عن رزين بن حبيش قال: سمعت عليا × يقول: إن العبد إذا ادخل حفرته أتاه ملكان اسمهما: منكر ونكير، فأول من يسألانه عن ربه، ثم عن نبيه، ثم عن وليه، فإن أجاب نجا، وإن عجز عذباه، فقال له رجل: ما لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: {مذبذب ... لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} ذلك لا سبيل له. وقد قيل للنبي |: من الولي يا نبي الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان علي ×، ومن بعده وصيه، ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم: {ربنا لولا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى} تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات وهم الأوصياء، فأجابهم الله: {قل كل متربص فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى} وإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما، فعيرهم الله بذلك، والأوصياء هم أصحاب الصراط، وقوف عليه، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه لأنهم عرفاء الله، عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم، ووصفهم في كتابه فقال عز وجل: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} هم الشهداء على أوليائهم، والنبي الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ النبي | عليهم المواثيق بالطاعة، فجرت نبوته عليهم، وذلك قول الله: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}. [8]

 

عن بشير, عن أبي عبد الله × قال: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هاهنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال: {وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} و{من يطع الرسول فقد أطاع الله} {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: ثم قال: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} فرسول الله | إمامكم, وكم من إمام يوم القيامة يجي‏ء يلعن أصحابه ويلعنونه. [9]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} قال: يا أبا محمد, هم الأئمة من آل محمد |, فقلت له: {تتنزل عليهم الملائكة} عند الموت بالبشرى {ألا تخافوا ولا تحزنوا} وهي والله تجري فيمن استقام من شيعتنا, وسكت لأمرنا, وكتم حديثنا ولم يذعه‏ عند عدونا. [10]

 

عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} قال: هم الأئمة (عليهم السلام), ويجري فيمن استقام من شيعتنا, وسلم لأمرنا, وكتم حديثنا عند عدونا, فتستقبلهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. وقد والله مضى أقوام كانوا على مثل ما أنتم عليه من الدين, فاستقاموا وسلموا لأمرنا, وكتموا حديثنا ولم يذيعوه عند عدونا, ولم يشكوا كما شككتم, فاستقبلتهم الملائكة بالبشرى من الله بالجنة. [11]

 

قال الإمام العسكري ×: قال رسول الله |:‏ لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة، لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع‏ روحه وظهور ملك الموت له. وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته، وعظيم‏ ضيق صدره بما يخلفه من أمواله، ولما هو عليه من شدة اضطراب أحواله في معامليه وعياله‏, وقد بقيت في نفسه حسراتها، واقتطع دون أمانيه فلم ينلها. فيقول‏ له ملك الموت: ما لك تجرع‏ غصصك فيقول: لاضطراب أحوالي، واقتطاعك لي دون أموالي وآمالي. فيقول له ملك الموت: وهل يحزن‏ عاقل من فقد درهم زائف واعتياض ألف ألف ضعف الدنيا؟ فيقول: لا, فيقول ملك الموت: فانظر فوقك. فينظر، فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأماني، فيقول ملك الموت: تلك منازلك ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك هاهنا وذريتك صالحا، فهم‏ هناك معك أفترضى به‏ بدلا مما هناك؟‏ فيقول: بلى والله, ثم يقول: انظر. فينظر، فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما (عليهم السلام) في أعلى عليين,‏ فيقول له‏: أوتراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك، هم هناك جلاسك‏ وآناسك, أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا؟ فيقول: بلى وربي. فذلك ما قال الله عز وجل: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا- تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا} فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها {ولا تحزنوا} على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال‏، فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم‏ {وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون‏} هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم وآناسكم وجلاسكم‏. [12]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال لسدير: والذي بعث محمدا | بالنبوة, وعجل روحه إلى الجنة, ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى سرورا أو تبين له الندامة والحسرة إلا أن يعاين ما قال الله عز وجل في كتابه {عن اليمين وعن الشمال قعيد} وأتاه ملك الموت بقبض روحه فينادي روحه فتخرج من جسده, فأما المؤمن فما يحس بخروجها وذلك قول الله سبحانه وتعالى {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي} ثم قال: ذلك لمن كان ورعا مواسيا لإخوانه وصولا لهم, وإن كان غير ورع ولا وصول لإخوانه, قيل له: ما منعك من الورع والمواساة لإخوانك؟ أنت ممن انتحل المحبة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل, وإذا لقي رسول الله | وأمير المؤمنين × لقاهما معرضين مقطبين في وجهه غير شافعين له, قال سدير: من جدع الله أنفه, قال: قال أبو عبد الله ×: فهو ذاك. [13]

 

 

* يحشر كل أناس مع إمامهم

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذي مات في عصره، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه، لقوله {يوم ندعو كل أناس بامامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم} واليمين اثبات الامام لأنه كتاب يقرئه ان الله يقول: {فمن اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه} إلى آخر الآية، والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: {ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآية. [14]

 

عن بشير العطار قال: قال أبو عبد الله × {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} ثم قال: قال رسول الله |: وعنى إمامكم, وكم من إمام يجي‏ء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه, نحن ذرية محمد | وأمنا فاطمة ÷,[15] وما آتى الله أحدا من المرسلين شيئا إلا وقد آتاه محمدا | كما آتى المرسلين من قبله, ثم تلا {ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}. [16]

 

عن أبي جعفر × قال: لما أنزلت {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} قال المسلمون: يا رسول الله, ألست إمام الناس كلهم أجمعين؟ فقال رسول الله |: أنا رسول الله إلى الناس أجمعين, ولكن سيكون بعدي أئمة على الناس من أهل بيتي من الله, يقومون في الناس فيكذبونهم ويظلمونهم أئمة الكفر والضلال وأشياعهم, ألا فمن والاهم واتبعهم وصدقهم فهو مني ومعي وسيلقاني, ألا ومن ظلمهم وأعان على ظلمهم وكذبهم فليس مني ولا معي وأنا منه بري‏ء. [17]

 

عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله ×‏ {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم‏} فقال: ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم, قلت: فيجي‏ء رسول الله | في قرنه, وعلي × في قرنه, والحسن × في قرنه, والحسين × في قرنه, وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم؟ قال: نعم. [18]

 

عن داود بن سليمان قال: حدثني الرضا × قال: قال رسول الله | في قول الله عز وجل {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} قال: يدعون بإمام زمانهم, وكتاب ربهم, وسنة نبيهم. وقال: يا علي, إنك سيد المسلمين, وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, ويعسوب المؤمنين. [19]

 

 

* أهل البيت عليهم السلام الشهداء على الناس يوم القيامة

[20]

 

عن زر بن حبيش, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل، قال: الأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفا عليه، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه، لأنهم عرفاء الله عز وجل عرفهم عليهم عند أخذه المواثيق عليهم، ووصفهم في كتابه، فقال عز وجل: {يعرفون كلا بسيماهم} وهم الشهداء على أوليائهم، والنبي | الشهيد عليهم، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة، وأخذ للنبي | الميثاق بالطاعة، فجرت نبوته عليهم، وذلك قول الله عز وجل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}. [21]

 

عن سماعة قال: قال أبو عبد الله × في قول الله عز وجل: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: نزلت في أمة محمد | خاصة، في كل قرن منهم إمام منا شاهد عليهم ومحمد | شاهد علينا. [22]

 

عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر ×: يا عبد الله ما تقول في علي وموسى وعيسى؟ قلت: ما عسى أن أقول فيهم؟! قال: هو والله أعلم منهما. ثم قال: ألستم تقولون أن لعلي × ما لرسول الله | من العلم؟ قلت: نعم، والناس ينكرون. قال: فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى ×: {وكتبنا له في الألواح من كل شئ} فعلمنا أنه لم يكتب له الشئ كله. وقال لعيسى ×: {ولا بين لكم بعض الذي تختلفون فيه}. فعلمنا أنه لم يبين الامر كله. وقال لمحمد |: {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ}. قال: فسئل عن قوله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}. قال: والله إيانا عنى، وعلي × أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول الله |. وقال: إن العلم الذي نزل به آدم × على حاله عندنا وليس يمضي منا عالم إلا خلفه من يعلم علمه، والعلم يتوارث. [23]

 

عن عبد الله بن الوليد قال: قال لي أبو عبد الله ×: أي شئ تقول الشيعة في عيسى وموسى وأمير المؤمنين؟ قلت: يقولون إن عيسى وموسى أفضل من أمير المؤمنين، قال: فقال: يزعمون أن أمير المؤمنين × قد علم ما علم رسول الله |؟ قلت: نعم ولكن لا يقدمون على اولي العزم من الرسل أحدا، قال أبو عبد الله ×: فخاصمهم بكتاب الله، قال: قلت: وفي أي موضع أخاصمهم؟ قال: قال الله تبارك وتعالى لموسى ×: {وكتبنا له في الألواح من كل شئ} علمنا أنه لم يكتب لموسى × كل شئ، وقال الله تبارك وتعالى لعيسى × {ولابين لكم بعض الذي تختلفون فيه} وقال الله تبارك وتعالى لمحمد |: {وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ}. [24]

 

عن‏ عبد الله بن الوليد السمان قال: قال الباقر ×: يا عبد الله, ما تقول في علي وموسى وعيسى (عليهم السلام)؟ قلت: ما عسى أن أقول فيهم؟ قال: هو والله أعلم منهما, ثم قال: ألستم تقولون إن لعلي × ما لرسول الله | من العلم؟ قلت: نعم, والناس ينكرون, قال: فخاصمهم فيه بقوله تعالى لموسى × {وكتبنا له في الألواح من كل شي‏ء} فعلمنا أنه لم يكتب له الشي‏ء كله, وقال لعيسى × {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} فعلمنا أنه لم يبين الأمر كله, وقال محمد | {وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء}.[25] قال: فسئل عن قوله {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قال: والله إيانا عنى, وعلي × أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول الله |,. وقال: إن العلم الذي نزل به آدم × على حاله عندنا, وليس يمضي منا عالم إلا خلفه من يعلم علمه, والعلم يتوارث. [26]

 

عن سلمان الفارسي, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وإن الله عز وجل أوحى إليه – رسول الله | - كما أوحى‏ {إلى نوح والنبيين من بعده‏} وكما أوحى إلى موسى وعيسى ‘, وصدق الله وبلغ رسالته | وأنا على ذلك من الشاهدين, وقد قال تبارك وتعالى‏ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} وقال‏ {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}‏ وصدق الله تعالى وأعطاه الوسيلة إليه وإلى الله عز وجل فقال‏ {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} فنحن والله الصادقون, وأنا أخوه في الدنيا والآخرة, والشاهد منه عليهم بعده, وأنا وسيلته‏ بينه‏ وبين‏ أمته‏, وأنا وولدي ورثته, وأنا وهم كسفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق, وأنا وهم كباب حطة في بني إسرائيل, وأنا منه‏ بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعده, وأنا الشاهد منه في الدنيا والآخرة, ورسول الله |‏ {على بينة من ربه‏}, وفرض طاعتي ومحبتي على أهل الإيمان وأهل الكفر وأهل النفاق, فمن أحبني كان مؤمنا ومن أبغضني كان كافرا, والله ما كذبت ولا ضللت ولا ضل بي, وإني لعلى بينة بينها ربي عز وجل لنبيه محمد | فبينها لي فاسألوني عما هو كائن إلى يوم القيامة. [27]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله {يوم نأتي من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: يأتي النبي | يوم القيمة {من كل أمة بشهيد} بوصي نبيها, واوتى بك يا علي شهيد على أمتي يوم القيمة. [28]

 

عن أبي معمر السعدي قال: قال علي بن أبي طالب × في صفة يوم القيمة: يجتمعون في موطن يستنطق فيه جميع الخلق, فلا يتكلم أحد الا من اذن له الرحمن وقال صوابا، فيقام الرسل فيسئل فذلك قوله لمحمد × {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} وهو الشهيد على الشهداء، والشهداء هم الرسل. [29]

 

عن أبي معمر السعداني, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عز وجل: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} فيستنطقون فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فيقوم الرسل صلى الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد | وهو المقام المحمود، فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله, ثم يثني على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد |، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله، ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة يبدء بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين، فيحمده أهل السماوات والأرض، فذلك قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب. [30]

 

عن يعقوب بن جعفر قال: كنت مع أبي الحسن × بمكة فقال له رجل: إنك لتفسر من كتاب الله ما لم تسمع به, فقال أبو الحسن ×: علينا نزل قبل الناس, ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس, فنحن نعرف‏ حلاله وحرامه, وناسخه ومنسوخه, وسفريه وحضريه, وفي أي ليلة نزلت كم من آية, وفيمن نزلت, وفيما نزلت, فنحن حكماء الله في أرضه, وشهداؤه على خلقه, وهو قول الله تبارك وتعالى‏ {ستكتب شهادتهم ويسئلون‏} فالشهادة لنا والمسألة للمشهود عليه, فهذا علم ما قد أنهيته إليك وأديته إليك ما لزمني, فإن قبلت فاشكر وإن تركت ف{إن الله على كل شي‏ء شهيد}. [31]

 

عن أبي بصير قال: ذكر أبو جعفر × الكتاب الذي تعاقدوا عليه في الكعبة وأشهدوا فيه واجتمعوا عليه بخواتيمهم, فقال: يا أبا محمد, إن الله أخبر نبيه بما يصنعونه قبل أن يكتبوه وأنزل الله فيه كتابا, قلت: أنزل الله فيه كتابا؟ قال: نعم, ألم تسمع قوله تعالى‏ {ستكتب شهادتهم ويسئلون}‏. [32]

 

 

* هم عليهم السلام الرجال على الأعراف ولا يدخل الجنة إلا من عرفهم

عن كرام‏ قال: سمعت أبا عبد الله × يقول‏ إذا كان يوم القيمة أقبل‏ سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه, ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم‏ {الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم‏} اليوم يقوله‏ لأصحابه, فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، وذلك قوله: {لم يدخلوها وهم يطمعون‏}. [33]

 

عن بريد, عن أبي عبد الله × قال: الأعراف كثبان‏ بين‏ الجنة والنار، والرجال الأئمة، يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سبق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب، فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب: انظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سبقوا إليها بلا حساب، وهو قوله تبارك وتعالى:‏ {سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون‏} ثم يقال لهم: انظروا إلى أعدائكم في النار, وهو قوله‏ {وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم}‏ في النار ف{قالوا ما أغنى عنكم جمعكم‏} في الدنيا {وما كنتم تستكبرون‏} ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم: {أهؤلاء} شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا أن‏ {لا ينالهم الله برحمة}, ثم يقول الأئمة لشيعتهم:‏ {ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون‏} ثم‏ {نادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله‏}. [34]

 

عن أبي عبد الله ×: الأعراف كثبان بين الجنة والنار, فيوقف كل نبي وخليفة نبي مع المذنبين من أهل زمانه كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده, وقد سبق المحسنون إلى الجنة, فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين: انظروا إلى إخوانكم المحسنين وقد سبقوا إلى الجنة, فيسلمون عليهم, وذلك قوله {ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم}. [35]

 

عن الإمام الصادق ×: كل أمة يحاسبها إمام زمانها, ويعرف الأئمة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم, وهو قوله تعالى: {وعلى الأعراف رجال} وهم الأئمة {يعرفون كلا بسيماهم‏} فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم فيمرون إلى الجنة بلا حساب, ويعطون أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرون إلى النار بلا حساب,[36] فإذا نظر أولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم‏ {هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية}. [37]

 

عن الثمالي قال‏ سئل أبو جعفر ×: عن قول الله {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}, فقال أبو جعفر ×: نحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبب معرفتنا, ونحن الأعراف الذين لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه, ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه, وذلك بأن الله لو شاء أن يعرف الناس نفسه لعرفهم، ولكنه جعلنا سببه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه‏. [38]

 

عن الهلقام, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ قال: نحن أولئك الرجال, الأئمة منا يعرفون من يدخل النار ومن‏ يدخل الجنة, كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح. [39]

 

عن أبي حمزة, عن أبي جعفر ×, وإسحاق بن عمار, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏} قال: هم الأئمة. [40]

 

عن الهلقام, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ ما يعني بقوله‏ {وعلى الأعراف رجال‏}؟ قال: ألستم تعرفون عليكم عريفا على قبائلكم لتعرفوا من فيها من صالح أو طالح؟ قلت: بلى, قال: فنحن أولئك الرجال الذين‏ {يعرفون كلا بسيماهم‏}. [41]

 

عن سعد بن طريف, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن هذه الآية {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏} قال: يا سعد آل محمد لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه,[42] وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم. [43]

 

عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏} قال: أنزلت في هذه الأمة, والرجال هم الأئمة من آل محمد, [44] قلت: فالأعراف؟ قال: صراط بين الجنة والنار, فمن شفع له الأئمة منا من المؤمنين المذنبين نجا ومن لم يشفعوا له هوى. [45]

 

عن الهيثم بن واقد, عن مقرن قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين × فقال: يا أمير المؤمنين {وعلى الأعراف رجال‏ يعرفون كلا بسيماهم}‏ فقال: نحن على الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم, ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا, ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل يوم القيامة على الصراط فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه,[46] إن الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه, ولكن جعلنا أبوابه‏ وصراطه‏ وسبيله والوجه الذي يؤتى منه, فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا غيرنا فإنهم‏ {عن الصراط لناكبون}[47] ‏فلا سواء من اعتصم الناس به, ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض, وذهب من ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع. [48]

 

عن حبة العرني:‏ أن ابن الكواء أتى عليا × فقال: يا أمير المؤمنين آيتان في كتاب الله تعالى قد أعيتاني وشككتاني في ديني, قال: وما هما؟ قال: قول الله تعالى‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ قال: وما عرفت هذه إلى الساعة؟ قال: لا, قال: نحن الأعراف من عرفنا دخل الجنة ومن أنكرنا دخل النار, قال: وقوله‏ {والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه}‏ قال: وما عرفت هذه إلى الساعة؟ قال: لا, قال: إن الله خلق ملائكته على صور شتى, فمنهم من صوره على صورة الأسد, ومنهم من صوره على صورة نسر, ولله ملك على صورة ديك براثنه تحت الأرض السابعة السفلى, وعرفه مثنى تحت العرش, نصفه من نار ونصفه من ثلج, فلا الذي من النار يذيب التي من الثلج ولا التي من الثلج تطفئ‏ التي من النار, فإذا كان كل سحر خفق بجناحيه وصاح: سبوح قدوس رب الملائكة والروح, محمد خير البشر وعلي خير الوصيين, فصاحت الديكة. [49]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فأتاه ابن الكواء, فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله تعالى‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ فقال: ويحك يا ابن الكواء, نحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن أحبنا عرفناه بسيماه وأدخلناه الجنة, ومن أبغضنا وفضل علينا غيرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. [50]

 

عن رزين بن حبيش قال: سمعت عليا × يقول:‏ إن العبد إذا دخل حفرته أتاه ملكان, اسمهما: منكر ونكير, فأول من يسألانه عن ربه, ثم عن نبيه, ثم عن وليه, فإن أجاب نجا وإن عجز عذباه, فقال له رجل: ما لمن عرف ربه ونبيه ولم يعرف وليه؟ فقال: مذبذب‏ {لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا} ذلك لا سبيل له. وقد قيل للنبي |: من الولي يا نبي الله؟ قال: وليكم في هذا الزمان علي × ومن بعده وصيه, ولكل زمان عالم يحتج الله به لئلا يكون كما قال الضلال قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم‏ {ربنا لو لا أرسلت إلينا رسولا فنتبع آياتك من قبل أن نذل ونخزى}‏ تمام ضلالتهم جهالتهم بالآيات, وهم الأوصياء, فأجابهم الله‏{فتربصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى}‏ فإنما كان تربصهم أن قالوا: نحن في سعة عن معرفة الأوصياء حتى نعرف إماما, فعرفهم الله بذلك, [51]والأوصياء أصحاب الصراط وقوف عليه, لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, لأنهم عرفاء الله عرفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ووصفهم في كتابه فقال جل وعز: {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ هم الشهداء على أوليائهم والنبي الشهيد عليهم, أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة وأخذ النبي | عليهم المواثيق بالطاعة, فجرت نبوته عليهم, وذلك قول الله‏ {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا}. [52]

 

عن سعد الإسكاف قال: قلت لأبي جعفر ×: قوله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ فقال ×: يا سعد إنها أعراف لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه, وأعراف لا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه, وأعراف لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم, فلا سواء ما اعتصمت به المعتصمة, ومن ذهب مذهب الناس ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض, ومن أتى آل محمد | أتى عينا صافية تجري بعلم الله ليس لها نفاد ولا انقطاع, ذلك وإن الله لو شاء لأراهم شخصه حتى يأتوه من بابه لكن جعل الله محمدا وآل محمد الأبواب التي تؤتى منه, وذلك قوله‏ {وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها}. [53]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن قوله‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏} قال: نحن أصحاب الأعراف, فمن عرفناه كان منا, ومن كان منا كان في الجنة, ومن أنكرناه في النار. [54]

 

عن سعد قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ فقال: الأئمة يا سعد. [55]

 

عن إسحاق بن عمار, عن أبي عبد الله ×‏ في قول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ قال: هم الأئمة من أهل بيت محمد |. [56]

 

عن سعد بن سعد قال: سألت أبا جعفر × من هذه الآية {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ فقال: هم يا سعد الأئمة من آل محمد |. [57]

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ قال: الأئمة منا أهل البيت في باب من ياقوت أحمر على سور الجنة, يعرف كل إمام منا ما يليه, قال رجل: ما معنى ما يليه؟ قال: من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان. [58]

 

عن ابن عباس ‏في قوله تعالى‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏} قال: النبي وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام على سور بين الجنة والنار, يعرفون المحبين لهم ببياض الوجوه, والمبغضين لهم بسواد الوجوه‏. [59]

 

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: سمعت فاطمة ÷ تقول:‏ سألت أبي | عن قول الله تبارك وتعالى‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم}‏ قال: هم الأئمة بعدي: علي وسبطاي وتسعة من‏ صلب الحسين عليه السلام,[60] هم رجال الأعراف لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه,[61] لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم. [62]

 

عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي وابن عمي, والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل الجنة لنا مبغض, يقول الله عز وجل‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏}. [63]

 

عن أبان بن عمر ختن آل ميثم، قال: كنت عند أبي عبد الله × فدخل عليه سفيان بن مصعب العبدي، فقال: جعلني الله فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره‏ {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم‏}؟ قال: هم الأوصياء من آل محمد | الاثنا عشر، لا يعرف الله إلا من عرفهم وعرفوه، قال: فما الأعراف جعلت فداك؟ قال: كثائب من مسك عليها رسول الله | والأوصياء {يعرفون كلا بسيماهم}.‏ [64]

 

عن سنان بن طريف، عن أبي عبد الله ×, عن أمير المؤمنين × في كتاب طويل: فالأوصياء قوام عليكم بين الجنة والنار، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من  أنكروه, لأنهم عرفاء العباد، عرفهم الله إياهم عند أخذ المواثيق عليهم بالطاعة لهم, فوصفهم في كتابه فقال جل وعز: {وعلى‏ الأعراف‏ رجال‏ يعرفون‏ كلا بسيماهم‏} وهم الشهداء على الناس‏. [65]

 

عن بشر بن حبيب، عن أبي عبد الله ×, أنه سئل عن قول الله عز وجل‏ {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال}‏ قال: سور بين الجنة والنار، قائم عليه محمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة عليهم السلام فينادون: أين محبونا؟ أين شيعتنا؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وذلك قوله تعالى‏ {يعرفون كلا بسيماهم} فيأخذون بأيديهم فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنة. [66]

 

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × {وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم} قال: نحن أصحاب الأعراف، من عرفنا فإلى الجنة، ومن أنكرنا فإلى النار. [67]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين ×: الرجال هنا الأئمة من آل محمد |، يكونون على الأعراف حول النبي |، يعرفون المؤمنين بسيماهم، فيدخلون الجنة كل من عرفهم وعرفوه، ويدخلون النار من أنكرهم وأنكروه. [68]

 

عن الإمام العسكري ×: قال الصادق ×: فأما في يوم القيامة فإنا وأهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء ليكونن على الأعراف بين الجنة والنار محمد وعلي وفاطمة والحسن‏ والحسين والطيبون من آلهم, فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات ممن كان منهم مقصرا في بعض شدائدها, فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظرائهم في العصر الذي يليهم. وفي كل عصر إلى يوم القيامة. فينقضون عليهم كالبزاة والصقورة ويتناولونهم كما تتناول البزاة والصقورة صيدها فيزفونهم إلى الجنة زفا. [69]

 

 

* بمصادر العامة

عن ابن عباس‏ في قوله: {وعلى الأعراف رجال‏} قال: الأعراف: موضع عال من الصراط, عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه, ومبغضيهم بسواد الوجوه‏. [70]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت جالسا عند علي × فأتاه عبد الله بن الكواء فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن قول الله: {وعلى الأعراف رجال}‏ فقال: ويحك يا ابن الكواء, نحن نوقف يوم القيامة بين الجنة والنار, فمن ينصرنا عرفناه بسيماه فأدخلناه الجنة، ومن أبغضنا عرفناه بسيماه فأدخلناه النار. [71]

 

عن مقرون قال: سمعت جعفر الصادق × يقول: جاء ابن الكوا إلى أمير المؤمنين × فسأل عن هذه الآية قال ×: نحن الأعراف، ونحن نعرف أنصارنا بسيماهم، ونحن الأعراف الذين لا يعرف الله إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يوقفنا الله يوم القيامة على الصراط لا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه ولا يدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه. إن الله لو شاء لعرف الناس نفسه ولكن جعلنا أبوابه وصراط وسبيله ووجهه الذي يتوجه منه إليه، فمن عدل عن ولا يتنا أو فضل علينا غيرنا، فإنهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء من اعتصم الناس به، ولا سواء حيث ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض، وذهب من ذهب البنا إلى عيون صافيه تجري بأمر ربها لا نفاد لها ولا انقطاع. [72]

 

عن علي × قال: نحن أصحاب الأعراف من عرفناه بسيماه أدخلناه الجنة. [73]

 

قال أمير المؤمنين ×: وإنما الأئمة قوام الله على خلقه، وعرفاؤه على عباده، لا يدخل الجنة إلا من عرفهم وعرفوه، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه. [74]

 

* الشفاعة

عن سماعة, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن شفاعة النبي | يوم القيامة, فقال: يلجم الناس يوم القيامة العرق, فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم × يشفع لنا عند ربنا فيأتون آدم ×، فيقولون: يا آدم اشفع لنا عند ربك, فيقول ×: إن لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح ×, فيأتون نوحا × فيردهم إلى من يليه ويردهم كل نبي إلى من يليه, حتى ينتهوا إلى عيسى × فيقول: عليكم بمحمد رسول الله | فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه، فيقول |: انطلقوا فينطلق بهم إلى باب الجنة ويستقبل باب الرحمة ويخر ساجدا, فيمكث ما شاء الله, فيقول الله تعالى: ارفع رأسك واشفع تشفع,  واسأل تعط وذلك هو قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. [75]

 

عن سماعة بن مهران, عن أبي إبراهيم × في قول الله‏ {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاما, ويؤمر الشمس فيركب على رءوس العباد ويلجمهم العرق, ويؤمر الأرض لا تقبل من‏ عرقهم شيئا, فيأتون آدم × فيتشفعون منه فيدلهم على نوح ×, ويدلهم نوح على إبراهيم ×, ويدلهم إبراهيم على موسى ×, ويدلهم موسى على عيسى ×, ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين |, فيقول محمد |: أنا لها, فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق, فيقال له: من هذا؟ والله أعلم, فيقول: محمد, فيقال: افتحوا له, فإذا فتح الباب استقبل ربه, فيخر ساجدا, فلا يرفع رأسه حتى يقال له: تكلم, وسل تعط, واشفع تشفع, فيرفع رأسه, فيستقبل ربه, فيخر ساجدا, فيقال له مثلها, فيرفع رأسه حتى إنه ليشفع من قد أحرق بالنار, فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمد |, وهو قول الله تعالى‏ {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. [76]

 

عن جعفر, عن أبيه ‘ قال: قال رسول الله | إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق, غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله ÷ إلى قصرها, فتمر إلى قصرها فاطمة ÷ ابنتي وعليها ريطتان خضراوان, حواليها سبعون ألف حوراء, فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن × قائما والحسين × نائما مقطوع الرأس, فتقول للحسن ×: من هذا؟ فيقول: هذا أخي, إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه, فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله, إني إنما أريتك‏ ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه! إني جعلت تعزيتك اليوم أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخل الجنة أنت وذريتك وشيعتك, ومن أولاكم معروفا ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد! فتدخل فاطمة ÷ ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن أولادها [أولاها] معروفا ممن ليس من شيعتها, فهو قول الله عز وجل {لا يحزنهم الفزع الأكبر} قال: هول يوم القيامة, {وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون} هي والله فاطمة ÷ وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفا ممن ليس هو من شيعتها. [77]

 

عن محمد بن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر × يقول: لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود, وأهل الضلال والشرك, ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر, قال الله تبارك وتعالى {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} قال: فقلت له: يا ابن رسول الله, فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟ قال: حدثني أبي, عن آبائه, عن علي (عليهم السلام) قال: سمعت رسول الله | يقول: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي, فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل. قال ابن أبي‏ عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله, فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون} ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى, فقال: يا أبا أحمد, ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه, وقد قال النبي |: كفى بالندم توبة, وقال |: ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن, فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة, وكان ظالما, والله تعالى ذكره يقول {ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع} فقلت له: يا ابن رسول الله, وكيف لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه, فقال: يا أبا أحمد, ما من أحد يرتكب كبيرة من المعاصي وهو يعلم أنه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب, ومتى ندم كان تائبا مستحقا للشفاعة, ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن بعقوبة ما ارتكب, ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم, وقد قال النبي |: لا كبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار, وأما قول الله عز وجل: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه, والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات والسيئات, فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في القيامة. [78]

 

عن كرام‏ قال: سمعت أبا عبد الله × يقول‏ إذا كان يوم القيمة أقبل‏ سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كل قبة إمام دهره قد احتف به أهل دهره برها وفاجرها حتى يقفون بباب الجنة، فيطلع أولها صاحب قبة اطلاعة فيميز أهل ولايته وعدوه, ثم يقبل على عدوه فيقول: أنتم‏ {الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم‏} اليوم يقوله‏ لأصحابه, فيسود وجه الظالم فيميز أصحابه إلى الجنة وهم يقولون: {ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين} فإذا نظر أهل قبة الثانية إلى قلة من يدخل الجنة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لا يدخلوها، وذلك قوله: {لم يدخلوها وهم يطمعون‏}. [79]

 

أبو عبد الله × {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم} قال: شفاعة النبي |, {والذي جاء بالصدق} شفاعة علي ×, {أولئك هم الصديقون} شفاعة الأئمة (عليهم السلام). [80]

 

 

* المقام المحمود

عن أبي معمر السعداني‏, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن مواقف يوم القيامة: ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد | وهو المقام المحمود, فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله, ثم يثني على الملائكة كلهم, فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد |, ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله, ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة, يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين, فيحمده أهل السماوات والأرض, فذلك قوله {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ, وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب. [81]

 

عن سماعة, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن شفاعة النبي | يوم القيامة, فقال: يلجم الناس يوم القيامة العرق, فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم × يشفع لنا عند ربنا فيأتون آدم ×، فيقولون: يا آدم اشفع لنا عند ربك, فيقول ×: إن لي ذنبا وخطيئة فعليكم بنوح ×, فيأتون نوحا × فيردهم إلى من يليه ويردهم كل نبي إلى من يليه, حتى ينتهوا إلى عيسى × فيقول: عليكم بمحمد رسول الله | فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه، فيقول |: انطلقوا فينطلق بهم إلى باب الجنة ويستقبل باب الرحمة ويخر ساجدا, فيمكث ما شاء الله, فيقول الله تعالى: ارفع رأسك واشفع تشفع,  واسأل تعط وذلك هو قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. [82]

 

عن سماعة بن مهران, عن أبي إبراهيم × في قول الله‏ {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: يقوم الناس يوم القيامة مقدار أربعين عاما, ويؤمر الشمس فيركب على رءوس العباد ويلجمهم العرق, ويؤمر الأرض لا تقبل من‏ عرقهم شيئا, فيأتون آدم × فيتشفعون منه فيدلهم على نوح ×, ويدلهم نوح على إبراهيم ×, ويدلهم إبراهيم على موسى ×, ويدلهم موسى على عيسى ×, ويدلهم عيسى فيقول: عليكم بمحمد خاتم النبيين |, فيقول محمد |: أنا لها, فينطلق حتى يأتي باب الجنة فيدق, فيقال له: من هذا؟ والله أعلم, فيقول: محمد, فيقال: افتحوا له, فإذا فتح الباب استقبل ربه, فيخر ساجدا, فلا يرفع رأسه حتى يقال له: تكلم, وسل تعط, واشفع تشفع, فيرفع رأسه, فيستقبل ربه, فيخر ساجدا, فيقال له مثلها, فيرفع رأسه حتى إنه ليشفع من قد أحرق بالنار, فما أحد من الناس يوم القيامة في جميع الأمم أوجه من محمد |, وهو قول الله تعالى‏ {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}. [83]

 

 

* الحوض

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×, عن رسول الله | في حديث طويل: يا علي, أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم, وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش, يفزع الناس ولا تفزعون, ويحزن الناس ولا تحزنون, فيكم نزلت هذه الآية {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}. [84]

 

 

* السؤال عن ولايتهم وهي النعيم

عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون}، قال: نحن أهل الذكر، ونحن المسئولون عنا يوم القيامة، وذلك قوله تعالى: {وقفوهم إنهم مسؤلون} عن حب علي بن أبي طالب ×. [85]

 

عن أبي حمزة قال: كنا عند أبي عبد الله × جماعة, فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا, حتى تملينا وأتينا بتمر ينظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه, فقال رجل: {لتسئلن يومئذ عن النعيم} عن هذا النعيم الذي نعمتم عند ابن رسول الله |؟ فقال أبو عبد الله ×: الله أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه, ولكنه أنعم عليكم بمحمد وآل محمد |. [86]

 

عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على أبي جعفر × فدعا بالغداء فأكلت معه طعاما ما أكلت قط طعاما أنظف منه ولا أطيب منه, فلما فرغنا من الطعام قال:‏ يا با خالد, كيف رأيت طعامنا؟ قلت جعلت فداك, ما رأيت أنظف منه قط ولا أطيب, ولكني ذكرت الآية التي في كتاب الله {لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال أبو جعفر ×: لا إنما تسألون عما أنتم عليه من الحق. [87]

 

عن أبي خالد الكابلي قال: دخلت على محمد بن علي × فقدم لي طعاما لم آكل أطيب منه, فقال لي: يا أبا خالد, كيف رأيت طعامنا؟ فقلت: جعلت فداك ما أطيبه, غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغصتنيه, قال ×: وما هي؟ قلت: {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال ×: والله لا تسأل عن هذا الطعام أبدا, ثم ضحك حتى افتر ضاحكتاه وبدت أضراسه, وقال: أتدري ما النعيم؟ قلت: لا, قال: نحن النعيم الذي تسألون عنه. [88]

 

عن حنان بن سدير قال: حدثني أبي قال‏: كنت عند جعفر بن محمد ×‏ فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قط, فقال لي: يا سدير, كيف رأيت طعامنا هذا؟ قلت: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله, ما أكلت مثله قط, ولا أظن آكل أبدا مثله, ثم إن عيني تغرغرت فبكيت, فقال: يا سدير ما يبكيك؟ قلت: يا ابن رسول الله, ذكرت آية في كتاب الله تعالى, قال ×: وما هي, قلت: قول الله في كتابه {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فخفت أن يكون هذا الطعام من النعيم الذي يسألنا الله عنه, فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال: يا سدير, لا تسأل عن طعام طيب, ولا ثوب لين, ولا رائحة طيبة, بل لنا خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة, قلت له: بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله, فما النعيم؟ قال حب علي وعترته (عليهم السلام), يسألهم الله يوم القيامة: كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته (عليهم السلام)؟ [89]

 

عن إبراهيم بن عباس الصولي الكاتب بالأهواز سنة سبع وعشرين ومائتين‏ قال: كنا يوما بين يدي علي بن موسى × فقال لي: ليس في الدنيا نعيم حقيقي, فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره: فيقول الله عز وجل {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} أما هذا النعيم في الدنيا؟ وهو الماء البارد, فقال له الرضا × وعلا صوته: كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب, فقالت طائفة: هو الماء البارد, وقال غيرهم: هو الطعام الطيب, وقال آخرون: هو النوم الطيب, قال الرضا ×: ولقد حدثني أبي, عن أبيه أبي عبد الله الصادق (عليهم السلام) أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله تعالى {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فغضب × وقال: إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به, ولا يمن بذلك عليهم, والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى المخلوق به, ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا, يسأل الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوة, لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول. ولقد حدثني بذلك أبي, عن أبيه, عن آبائه, عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) أنه قال: قال رسول الله |: يا علي, إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته: شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله |, وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك, فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له. [90]

 

روى العياشي بإسناده في حديث طويل قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد الله × عن هذه الآية {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} فقال له: ما النعيم عندك يا نعمان؟ قال: القوت من الطعام والماء البارد؟ فقال: لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها, أو شربة شربتها, ليطولن وقوفك بين يديه, قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد, وبنا ائتلفوا بعد ما كانوا مختلفين, وبنا ألف الله بين قلوبهم فجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء, وبنا هداهم الله للإسلام وهو النعمة التي لا تنقطع, والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي | وعترته (عليهم السلام). [91]

 

عن أبي عبد الله الصادق × في الدعاء بعد صلاة الغدير: يا صادق الوعد, يا من {لا يخلف الميعاد}, يا من هو كل يوم في شأن, أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسئول عنها عبادك, فإنك قلت وقولك الحق {ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم} وقلت {وقفوهم إنهم مسؤلون‏}. [92]

 

وسئل الباقر × عن هذه الآية {وقفوهم إنهم مسؤلون} قال ×: يقفون فيسألون: ما لكم لا تناصرون في الآخرة كما تعاونتم في الدنيا على علي ×؟ قال: يقول الله: {بل هم اليوم مستسلمون وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} إلى قوله {بالمجرمين}. [93]

 

عن ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله مالكا أن يسعر النيران السبع, وأمر رضوان أن يزخرف الجنان الثمانية, ويقول: يا ميكائيل, مد الصراط على متن جهنم, ويقول: يا جبرئيل, انصب الميزان تحت العرش, وناد: يا محمد, قرب أمتك للحساب, ويأمر الله تعالى أن يعقد على الصراط سبع قناطر, طول كل قنطرة سبعة عشر ألف فرسخ, وعلى كل قنطرة سبعون ألف ملك قيام, فيسألون هذه الأمة نساءهم ورجالهم على القنطرة الأولى عن ولاية علي بن أبي طالب × وحب آل محمد |, فمن أتى به جاز القنطرة الأولى كالبرق الخاطف, ومن لم يحب أهل بيت نبيه سقط على أم رأسه في قعر جهنم ولو كان له من أعمال البر عمل سبعين صديقا,[94] وعلى القنطرة الثانية يسألون عن الصلاة, وعلى الثالثة يسألون عن الزكاة, وعلى القنطرة الرابعة عن الصيام, وعلى الخامسة عن الحج, وعلى السادسة عن العدل, فمن أتى بشي‏ء من ذلك جاز كالبرق الخاطف ومن لم يأت عذب, وذلك قوله {وقفوهم إنهم مسؤلون} يعني معاشر الملائكة {وقفوهم} يعني العباد على القنطرة الأولى عن ولاية علي وحب أهل البيت (عليهم السلام). [95]

 

 

* بمصادر العامة

عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة أوقف أنا وعلي × على الصراط، فما يمر بنا أحد إلا سألناه عن ولاية علي ×، فمن كانت معه وإلا ألقيناه في النار، وذلك قوله: {وقفوهم إنهم مسؤلون}. [96]

 

 

* رسول الله | وأمير المؤمنين × يلقيا الكفار في جهنم

عن شريك قال: كنت عند سليمان الأعمش في مرضه الذي قبض فيه إذ دخل علينا ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة, فأقبل أبو حنيفة على سليمان الأعمش وقال: يا سليمان الأعمش, اتق الله وحده لا شريك له, واعلم أنك في أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا, وقد كنت تروي في علي بن أبي طالب × أحاديث لو أمسكت عنها لكان أفضل, فقال سليمان الأعمش: لمثلي يقال هذا؟ أقعدوني, أسندوني, ثم أقبل على أبي حنيفة فقال: يا أبا حنيفة, حدثني أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة يقول الله عز وجل لي ولعلي بن أبي طالب ×: أدخلا الجنة كل من أحبكما, والنار من أبغضكما, وهو قول الله عز وجل {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال أبو حنيفة: قوموا بنا, لا يأتي بشي‏ء هو أعظم من هذا. قال الفضل: سألت الحسن فقلت: من الكافر؟ قال الكافر بجدي رسول الله |, قلت: ومن العنيد؟ قال:‏ الجاحد حق علي بن أبي طالب ×. [97]

 

عن عباية بن ربعي قال: سمعت عليا × يقول: أنا قاسم الجنة والنار، أقول: هذا لي وهذا لك، وأنا مع رسول الله | جالسان على الصراط، فمن أنكر نبوة النبي وأنكر ولايتي ألقي في جهنم، وذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. الكفار: من جحد نبوة محمد |، والعنيد: من جحد ولايتي وعاندني. [98]

 

عن رسول الله | في حديث طويل: يا ابن مسعود, إذا كان يوم القيامة يقول الله جل جلاله لعلي بن أبي طالب × ولي: أدخلا الجنة من شئتما, وأدخلا النار من شئتما, وذلك قوله تعالى {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}, فالكافر من جحد نبوتي, والعنيد من جحد ولاية علي بن أبي طالب ×. فالنار أمده, والجنة لشيعته ومحبيه. [99]

 

عن جعفر بن محمد × قال‏: إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر, فيتطاول الخلائق لذلك المنبر, إذ طلع رجل عليه حلتان خضراوان, متزر بواحد مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يجي‏ء رجل آخر عليه حلتان خضراوان متزر بواحدة مترد بأخرى, فيمر بالشهداء فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ثم يمر بالنبيين فيقولون: هذا منا, فيجوزهم ويمر بالملائكة فيقولون: هذا منا, فيجوزهم حتى يصعد المنبر, ثم يغيبان ما شاء الله, ثم يطلعان فيعرفان: محمد | وعلي ×, وعن يسار النبي | ملك, وعن يمينه ملك, فيقول الملك التي عن يمينه: يا معشر الخلائق, أنا رضوان خازن الجنان, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وطاعة علي بن أبي طالب ×. وهو قول الله تعالى‏ {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} يا محمد يا علي! ويقول الملك الذي عن يساره: يا معشر الخلائق, أنا مالك خازن جهنم, أمرني الله بطاعته, وطاعة محمد | وعلي ×. [100]

 

عن جعفر, عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي |: إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به, إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة, لا كمراقيكم, فأصعد حتى أعلو فوقه, فيأتيني جبرئيل × بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فأقول لعلي ×: اصعد, فيكون أسفل مني بدرجة, فأضع لواء الحمد في يده, ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, فيضعها في يدي, فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد, هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى, هذه مفاتيح النار, ادخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار, فأخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ×, فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها, فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار. ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي, ثم أثني على الملائكة المقربين, ثم أثني على الانبياء والمرسلين, ثم أنثي على الامم الصالحين, ثم أجلس فيثني الله ويثني عليّ ملائكته, ويثني عليّ أنبياءه ورسله, ويثني عليّ الامم الصالحة, ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق, غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها, فتمر فاطمة ÷ بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء, فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائما, والحسين ‘ نائما مقطوع الرأس, فتقول للحسن ×: من هذا؟ فيقول: هذا أخي, إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه, فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله, إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه, إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك, ومن أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد, فتدخل فاطمة ÷ ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن والاها معروفا ممن ليس هو من شيعتها, فهو قول الله تعالى في كتابه: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} وقال: هو يوم القيمة {وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} هي والله فاطمة ÷ وذريتها وشيعتها ومن أولاهم, معروفا ممن ليس هو من شيعتها. [101]

 

 

* بمصادر العامة

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله |: إذا كان يوم القيامة قال الله تعالى لمحمد | وعلي ×: أدخلا الجنة من أحبكما وأدخلا النار من أبغضكما، فيجلس علي × على شفير جهنم, فيقول لها: هذا لي وهذا لك، وهو قوله: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. [102]

 

عن شريك بن عبد الله قال: كنت عند الأعمش وهو عليل، فدخل عليه أبو حنيفة وابن شبرمة وابن أبي ليلى فقالوا له‏: يا أبا محمد, إنك في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث, فتب إلى الله منها! فقال: أسندوني أسندوني. فأسند، فقال: حدثنا أبو المتوكل الناجي, عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله | إذا كان يوم القيامة يقول الله تعالى لي ولعلي ×: ألقيا في النار من أبغضكما, وأدخلا الجنة من أحبكما، فذلك قوله تعالى: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}. فقال: أبو حنيفة للقوم: قوموا بنا, لا يجي‏ء بشي‏ء أشد من هذا. [103]

 

 

* المقام المحمود لرسول الله | يوم القيامة

عن أبي معمر السعداني, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ثم يجتمعون في موطن آخر فيستنطقون فيفر بعضهم من بعض، فذلك قوله عز وجل: {يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه} فيستنطقون فلا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فيقوم الرسل صلى الله عليهم فيشهدون في هذا الموطن فذلك قوله {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} ثم يجتمعون في موطن آخر يكون فيه مقام محمد | وهو المقام المحمود، فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يثن عليه أحد قبله, ثم يثني على الملائكة كلهم فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد |، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله، ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة يبدء بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين، فيحمده أهل السماوات والأرض، فذلك قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب. [104]

 

 

* النجاة بالأخرى بولايتهم عليهم السلام

عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين ×: فينا نزلت هذه الآية {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} فقال رسول الله |: أنا المنذر, وأنت الهادي يا علي. فمنا الهادي, والنجاة, والسعادة إلى يوم القيامة. [105]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×, عن رسول الله | في حديث طويل: يا علي, أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم وتمنعون من كرهتم, وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش, يفزع الناس ولا تفزعون, ويحزن الناس ولا تحزنون, فيكم نزلت هذه الآية {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}. [106]

 

عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله يبعث شيعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب أو غيره مبيضة وجوههم, مستورة عوراتهم, آمنة روعتهم, قد سهلت لهم الموارد, وذهبت عنهم الشدائد, يركبون نوقا من ياقوت, فلا يزالون يدورون خلال الجنة, عليهم شرك من نور يتلألأ, توضع لهم الموائد فلا يزالون يطعمون والناس في الحساب, وهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون}. [107]

 

عن أبي جعفر × في حديث طويل عن القيامة: رسول الله | وعلي × وشيعته على كثبان من المسك الأذفر, على منابر من نور, يحزن الناس ولا يحزنون, ويفزع الناس ولا يفزعون, ثم تلا هذه الآية {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون} فالحسنة والله ولاية علي ×, ثم قال: {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}. [108]

 

عن أبي جعفر × أنه قال في حديث أن رسول الله | قال: إن عليا × وشيعته يوم القيامة على كثبان المسك الأذفر, يفزع الناس ولا يفزعون, ويحزن الناس ولا يحزنون, وهو قول الله عز وجل {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}. [109]

 

عن زيد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام, عن رسول الله | في حديث طويل بحق الشيعة يوم القيامة: وإنهم ليخرجون يوم القيامة من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, علي بن أبي طالب حجة الله, فيؤتون بحلل خضر من الجنة, وأكاليل من الجنة, وتيجان من الجنة, ونجائب من الجنة, فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء, ويوضع على رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة, ثم يركبون النجائب فتطير بهم إلى الجنة {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون‏}. [110]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل أنه قال لأمير المؤمنين ×: والذي بعث محمدا | بالحق نبيا, ما آمن بي من أنكرك, ولا أقر بي من جحدك, ولا آمن بالله من كفر بك, وإن فضلك لمن فضلي, وإن فضلي لك لفضل الله, وهو قول ربي عز وجل‏ {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}‏ [111] ففضل الله نبوة نبيكم, ورحمته ولاية علي بن أبي طالب × {فبذلك} قال: بالنبوة والولاية, {فليفرحوا} يعني الشيعة {هو خير مما يجمعون}‏ يعني مخالفيهم من الأهل والمال, والولد في دار الدنيا. [112]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين ×: ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله | وعدلوا عن وصيه, لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب, ثم تلا هذه الآية {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم} ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده, وبنا يفوز من فاز يوم القيامة. [113]

 

عن أبي جعفر × في قول الله تبارك وتعالى {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} قال: يجي‏ء رسول الله | في فرقة, وعلي في فرقة, والحسن في فرقة, والحسين (عليهم السلام) في فرقة, وكل من مات بين ظهراني قوم جاءوا معه. [114]

 

عن عبد الله بن سنان قال: قلت‏ لأبي عبد الله × {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} قال: إمامهم الذي بين أظهرهم, وهو قائم أهل زمانه. [115]

 

عن أبي عبد الله × قال: أنتم والله على دين الله, ثم تلا {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} ثم قال: علي × إمامنا ورسول الله | إمامنا, كم من إمام يجي‏ء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه, [116] ونحن ذرية محمد وأمنا فاطمة ÷. [117]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة: لا يلعن بعضكم بعضا, فاتقوا الله وأطيعوا، فإن الله يقول: {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم}. [118]

 

عن علي بن موسى الرضا × قال: حدثني أبي موسى بن جعفر × قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن رسول الله | في معنى قوله عز وجل {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم‏} قال: يدعى كل قوم بإمام زمانهم, وكتاب ربهم, وسنة نبيهم.[119]

 

عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تبارك وتعالى {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم‏}  فقال: يا فضيل, اعرف إمامك, فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر, ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في عسكره, لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه.

قال: وقال بعض أصحابه: بمنزلة من استشهد مع رسول الله |. [120]

 

عن أبي عبد الله × قال: سأل علي × رسول الله | عن تفسير قوله {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}, قال |: يا علي, إن الوفد لا يكون إلا ركبانا, أولئك رجال اتقوا الله فأحبهم الله واختصهم ورضي أعمالهم, فسماهم الله المتقين, ثم قال: يا علي, أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة, إنهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج, عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن, عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ.

وفي حديث آخر قال: إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة, عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت, وجلالها الإستبرق والسندس, وخطامها جدل‏ الأرجوان, وأزمتها من زبرجد, فتطير بهم إلى المحشر، مع كل رجل منهم ألف ملك من قدامه وعن يمينه وعن شماله, يزفونهم زفا حتى ينتهوا بهم إلى باب الجنة الأعظم, وعلى باب الجنة شجرة، الورقة منها يستظل تحتها مائة ألف من الناس, وعن يمين الشجرة عين مطهرة مزكية, فيسقون منها شربة فيطهر الله قلوبهم من الحسد, ويسقط عن أبشارهم الشعر وذلك قوله: {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} من تلك العين المطهرة, ثم يرجعون إلى عين أخرى عن يسار الشجرة, فيغتسلون منها وهي عين الحياة فلا يموتون أبدا, ثم يوقف بهم قدام العرش وقد سلموا من الآفات والأسقام والحر والبرد أبدا، قال: فيقول الجبار للملائكة الذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنة ولا تقفوهم مع الخلائق, فقد سبق رضائي عنهم ووجبت رحمتي لهم, فكيف أريد أن أوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيئات, فتسوقهم الملائكة إلى الجنة, فإذا انتهوا إلى باب الجنة الأعظم ضربوا الملائكة الحلقة ضربة فتصر صريرا, فيبلغ صوت صريرها كل حوراء خلقها الله وأعدها لأوليائه, فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة, ويقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله! فيفتح لهم الباب فيدخلون الجنة فيشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميين, فيقلن: مرحبا بكم! فما كان أشد شوقنا إليكم، ويقول لهن أولياء الله مثل ذلك. فقال علي ×: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال |: يا علي, هؤلاء شيعتك وشيعتنا المخلصون لولايتك‏, وأنت إمامهم, وهو قول الله: {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا}. [121]

 

عن أبي عبد الله × قال: قال رسول الله‏ | لعلي ×: يا علي, يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج, عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن, عليهم نعال الذهب شراكها من اللؤلؤ يتلألأ, فيؤتون بنوق من نور عليها رحائل الذهب مكللة بالدر والياقوت, فيركبون عليها حتى ينتهوا إلى الرحمن والناس في الحساب يهتمون ويغتمون, وهؤلاء يأكلون ويشربون فرحون, فقال أمير المؤمنين ×: من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال: يا علي, هم شيعتك وأنت إمامهم, وهو قول الله عز وجل {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} على الرحائل {ونسوق المجرمين إلى جهنم وردا} وهم أعداؤك يساقون إلى النار بلا حساب. [122]

 

عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | قال وعنده نفر من أصحابه وفيهم علي بن أبي طالب ×, قال: إن الله تعالى إذا بعث الناس يوم القيامة يخرج قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج, عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن, وعليهم نعال من ذهب، شراكها والله من نور يتلألأ، فيؤتون‏ بنوق من نور عليها رحال الذهب, قد وشحت بالزبرجد والياقوت أزمة نوقهم سلاسل الذهب, فيركبونها حتى ينتهوا إلى الجنان, والناس يحاسبون ويغتمون ويهتمون, وهم يأكلون ويشربون, فقال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: من هم يا رسول الله؟ قال: هم شيعتك وأنت إمامهم, وهو قول الله تعالى {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا} قال: على النجائب. [123]

 

عن أبي عبد الله × قال: قال رسول الله |: يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج, عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن, عليهم نعال من ذهب, شراكها من زبرجد, فيؤتون بنوق من نور عليها رحائل من ذهب, أزمتها من زبرجد, فيركبون حتى ينتهون إلى الرحمن والناس في المحاسبة, يغتمون ويهتمون وهؤلاء يأكلون ويشربون, فقال أمير المؤمنين ×: من هؤلاء يا رسول الله؟ فضرب على منكب علي بن أبي طالب × فقال |: هؤلاء شيعتك وأنت إمامهم, وهو قول الله عز وجل {يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا}. [124]

 

عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله يوم القيامة, وقال: أنتم أهل تحية الله بالسلام, وأهل أثرة الله برحمته, وأهل توفيق الله بعصمته, وأهل دعوته بطاعته,‏ {لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}‏ أسماؤكم عندنا الصالحون المصلحون, وأنتم أهل الرضا لرضائه عنكم, والملائكة إخوانكم في الخير, فإذا اجتهدتم ادعوا, وإذا أذنبتم استغفروا, وأنتم خير البرية بعدنا, دياركم لكم جنة, وقبوركم لكم جنة, للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم وإلى الجنة تسيرون. [125]

 

عن الأصبغ بن نباتة, عن علي بن أبي طالب × في قوله تعالى {وهم من فزع يومئذ آمنون‏} قال: فقال ×: يا أصبغ, ما سألني أحد عن هذه الآية, ولقد سألت رسول الله | عنها كما سألتني, فقال لي: سألت جبرئيل × عنها, فقال: يا محمد, إذا كان يوم القيامة حشرك الله أنت وأهل بيتك ومن يتولاك وشيعتك حتى يقفوا بين يدي الله, فيستر الله عوراتهم ويؤمنهم من الفزع الأكبر بحبهم لك ولأهل بيتك ولعلي بن أبي طالب, فقال جبرئيل ×: أخبرني, فقال: يا محمد, من اصطنع إلى أحد من أهل بيتك معروفا كافيته يوم القيامة. يا علي, شيعتك والله آمنون, يرجون فيشفعون ويشفعون, ثم قرأ {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون}. [126]

 

عن سليمان بن خالد قال: كنت في محمل أقرأ إذ ناداني أبو عبد الله ×: اقرأ يا سليمان, وأنا في هذه الآيات التي في آخر تبارك {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف} فقال ×: هذه فينا, أما والله لقد وعظنا وهو يعلم أنا لا نزني, اقرأ يا سليمان, فقرأت حتى انتهيت إلى قوله {إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} قال ×: قف, هذه فيكم, إنه يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عز وجل فيكون هو الذي يلي حسابه, فيوقفه على سيئاته شيئا فشيئا, فيقول: عملت كذا وكذا في يوم كذا في ساعة كذا, فيقول: أعرف يا رب, قال: حتى يوقفه على سيئاته كلها, كل ذلك يقول: أعرف, فيقول: سترتها عليك في الدنيا وأغفرها لك اليوم, أبدلوها لعبدي حسنات, قال: فترفع صحيفته للناس فيقولون: سبحان الله! أما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة! فهو قول الله عز وجل {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات},[127] قال: ثم قرأت حتى انتهيت إلى قوله {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} فقال: هذه فينا, ثم قرأت {والذين إذا ذكروا بآيات ربهم لم يخروا عليها صما وعميانا} فقال: هذه فيكم, إذا ذكرتم فضلنا لم تشكوا, ثم قرأت {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} إلى آخر السورة, فقال: هذه فينا. [128]

 

عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي × عن قول الله عز وجل {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} فقال ×: يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب, فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدا من الناس, فيعرفه ذنوبه, حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عز وجل للكتبة: بدلوها حسنات وأظهروها للناس, فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيئة واحدة! ثم يأمر الله عز وجل به إلى الجنة. فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة. [129]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: أتيت أمير المؤمنين × لأسلم عليه, فجلست أنتظره, فخرج إلي فقمت إليه فسلمت عليه, فضرب على كفي ثم شبك أصابعه في أصابعي, ثم قال: يا أصبغ بن نباتة, قلت: لبيك وسعديك يا أمير المؤمنين, فقال: إن ولينا ولي الله, فإذا مات ولي الله كان من الله بالرفيق الأعلى, وسقاه من النهر أبرد من الثلج وأحلى من الشهد وألين من الزبد, فقلت: بأبي أنت وأمي, وإن كان مذنبا؟ فقال: نعم وإن كان مذنبا, أما تقرأ القرآن {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} يا أصبغ, إن ولينا لو لقي الله وعليه من الذنوب مثل زبد البحر ومثل عدد الرمل لغفرها الله له إن شاء الله تعالى. [130]

 

عن إسحاق القمي قال: دخلت على أبي جعفر الباقر × فقلت له: جعلت فداك, أخبرني عن المؤمن يزني؟ قال: لا, قلت: فيلوط؟ قال: لا, قلت: فيشرب المسكر؟ قال: لا, قلت: فيذنب؟ قال: نعم, قلت: جعلت فداك, لا يزني ولا يلوط ولا يرتكب السيئات فأي شي‏ء ذنبه؟ فقال: يا إسحاق, قال الله تبارك وتعالى {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم} وقد يلم المؤمن بالشي‏ء الذي ليس فيه مراد, قلت: جعلت فداك, أخبرني عن الناصب لكم يطهر بشي‏ء أبدا؟ قال: لا, قلت: جعلت فداك, قد أرى المؤمن الموحد الذي يقول بقولي ويدين بولايتكم وليس بيني وبينه خلاف يشرب المسكر ويزني ويلوط, وآتيه في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه كالح اللون ثقيلا في حاجتي بطيئا فيها, وقد أرى الناصب المخالف لما آتي عليه ويعرفني بذلك, فآتيه في حاجة فأصيبه طلق الوجه حسن البشر متسرعا في حاجتي فرحا بها يحب قضاءها, كثير الصلاة كثير الصوم كثير الصدقة, يؤدي الزكاة ويستودع فيؤدي الأمانة, قال: يا إسحاق, ليس تدرون من أين أوتيتم؟ قلت: لا والله جعلت فداك, إلا أن تخبرني, فقال: يا إسحاق, إن الله تعالى لما كان متفردا بالوحدانية ابتدأ الأشياء لا من شي‏ء, فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة أيام بلياليها, ثم نضب الماء عنها, فقبض قبضة من صفوة ذلك الطين وهي طينة أهل البيت, ثم قبض قبضة من أسفل ذلك الطين وهي طينة شيعتنا, ثم اصطفانا لنفسه فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم, ولا سرق, ولا لاط, ولا شرب المسكر, ولا اكتسب شيئا مما ذكرت, ولكن الله تعالى أجرى الماء المالح على أرض ملعونة سبعة أيام ولياليها, ثم نضب الماء عنها, ثم قبض قبضة وهي طينة ملعونة {من حمإ مسنون} وهي طينة خبال, وهي طينة أعدائنا, فلو أن الله عز وجل ترك طينتهم كما أخذها لم تروهم في خلق الآدميين, ولم يقروا بالشهادتين, ولم يصوموا ولم يصلوا ولم يزكوا ولم يحجوا البيت, ولم تروا أحدا منهم بحسن خلق, ولكن الله تبارك وتعالى جمع الطينتين: طينتكم‏ وطينتهم, فخلطها وعركها عرك الأديم ومزجها بالماءين, فما رأيت من أخيك المؤمن من شر لفظ أو زنا أو شي‏ء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره فليس من جوهريته ولا من إيمانه, إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت, وما رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق أو صوم أو صلاة أو حج بيت أو صدقة أو معروف فليس من جوهريته, إنما تلك الأفاعيل من مسحة الإيمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة الإيمان, قلت: جعلت فداك, فإذا كان يوم القيامة فمه؟ قال لي: يا إسحاق, أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟ إذا كان يوم القيامة نزع الله تعالى مسحة الإيمان منهم فردها إلى شيعتنا, ونزع مسحة الناصب بجميع ما اكتسبوا من السيئات فردها إلى أعدائنا, وعاد كل شي‏ء إلى عنصره الأول الذي منه ابتدأ, أما رأيت الشمس إذا هي بدت ألا ترى لها شعاعا زاجرا متصلا بها أو بائنا منها؟ قلت: جعلت فداك, الشمس إذا هي غربت بدا إليها الشعاع كما بدا منها, ولو كان بائنا منها لما بدا إليها, قال: نعم يا إسحاق, كل شي‏ء يعود إلى جوهره الذي منه بدا, قلت: جعلت فداك, تؤخذ حسناتهم فترد إلينا وتؤخذ سيئاتنا فترد إليهم؟ قال: إي والله الذي لا إله إلا هو, قلت: جعلت فداك, أجدها في كتاب الله تعالى؟ قال: نعم يا إسحاق, قلت: أي مكان؟ قال لي: يا إسحاق, أما تتلو هذه الآية {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} فلم يبدل الله سيئاتهم حسنات إلا لكم, والله يبدل لكم. [131]

 

عن أبي إسحاق الليثي, عن أبي جعفر × في حديث طويل عن إمتزاج الطينتين: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات, وجلال الله إن هذا لمن عدله وإنصافه, لا راد لقضائه و{لا معقب لحكمه} {وهو السميع العليم} ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن‏؟ [132]

 

عن أبي إسحاق الليثي‏، عن أبي جعفر × في حديث طويل عن خلقة طينة المؤمن والكافر, قال الليثي: قلت: يا ابن رسول الله، ما أعجب هذا، تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم، وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم, قال ×: إي والله الذي لا إله إلا هو فالق الحبة، وبارئ النسمة، وفاطر الأرض والسماء، ما أخبرتك إلا بالحق، وما أنبأتك إلا بالصدق، {وما ظلمهم الله،} وما الله {بظلام للعبيد}، وإن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله. قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن؟ قال ×: نعم، يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن، أتحب أن أقرأ ذلك عليك؟ قلت: بلى، يا ابن رسول الله, فقال ×: قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شي‏ء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم} الآية. [133]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل أنه قال لأبي بصير: يا أبا محمد, لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار} والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم, صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس, وأنتم والله في الجنة تحبرون, وفي النار تطلبون‏. [134]

 

عن أبي عبد الله × قال: إذا استقر أهل النار في النار يفقدونكم فلا يرون منكم أحدا, فيقول بعضهم لبعض {ما لنا لا نرى‏ رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار} قال: وذلك قول الله عز وجل {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} يتخاصمون فيكم فيما كانوا يقولون في الدنيا.[135]

 

عن ميسر قال: دخلت على أبي عبد الله × فقال: كيف أصحابك؟ فقلت: جعلت فداك, لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا, قال × - وكان متكئا فاستوى جالسا - ثم قال ×: كيف قلت؟ قلت: والله لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا, فقال: أما والله لا تدخل النار منكم اثنان, لا والله ولا واحد, والله إنكم الذين قال الله عز وجل {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} ثم قال: طلبوكم والله في النار فما وجدوا منكم أحدا. [136]

 

عن المنصوري قال: حدثني عم أبي أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن المنصور قال: دخل سماعة بن مهران على الصادق ×، فقال له: يا سماعة، من شر الناس؟ قال: نحن يا ابن رسول الله, قال: فغضب حتى احمرت وجنتاه، ثم استوى جالسا، وكان متكئا، فقال ×: يا سماعة، من شر الناس؟ فقلت: والله ما كذبتك يا ابن رسول الله، نحن شر الناس عند الناس، لأنهم سمونا كفارا ورفضة، فنظر إلي ثم قال: كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنة، وسيق بهم إلى النار، فينظرون إليكم فيقولون: {ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار} يا سماعة بن مهران، إنه والله من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفع، والله لا يدخل النار منكم عشرة رجال، والله لا يدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منكم رجل واحد، فتنافسوا في الدرجات وأكمدوا عدوكم بالورع. [137]

 

عن سماعة بن مهران قال: قال لي أبو عبد الله ×: ما حالكم‏ عند الناس؟ قال: قلت: ما أحد أسوأ حالا منا عندهم, أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا, قال ×: لا والله لا يرى في النار منكم اثنان, لا والله لا واحد, وإنكم الذين نزلت فيهم هذه الآية {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار}. [138]

 

عن أبي عبد الله × أنه جلس إلى جماعة من شيعته فقال ×: أخبروني أي هذه الفرق أسوء حالا عند الناس؟ فقال أحدهم: جعلت فداك, ما أعلم أحدا أسوأ حالا عندهم منا, وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال: والله ما في النار منكم اثنان, لا والله ولا واحد, وما نزلت هذه الآية إلا فيكم {وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار} ثم قال: أتدرون لم ساءت حالكم عندهم؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله, قال: لأنهم أطاعوا إبليس وعصيتموه, فأغراهم بكم. [139]

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن المؤمن الكامل الموالي لأمير المؤمنين ×: هم وارث الفردوس خالدين فيها, ومثلهم فى اهل الجنان مثل الفردوس فى الجنان, وهم المطلوبون فى النار المحبورون فى الجنان, فذلك قول اهل النار {ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار} فهم اشرار الخلق عندهم, فيرفع الله منازلهم حتى يرونهم فيكون ذلك حسرة لهم فى النار, فيقولون: {يا ليتنا نرد} فنكون مثلهم, فلقد كانواهم الاخيار وكنا نحن الاشرار, فذلك حسرة لاهل النار. [140]

 

عن الإمام جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ قال: إذا كانت يوم القيامة نادى مناد من لدن العرش: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد, فتكون أول من تكسى, ويستقبلها من الفردوس اثنتا عشرة ألف حوراء, معهن خمسون ألف ملك, على نجائب من ياقوت, أجنحتها وأزمتها اللؤلؤ الرطب من زبرجد, عليها رحائل من در, على كل رحل نمرقة من سندس, حتى تجوز بها الصراط, ويأتون الفردوس فيتباشر بها أهل الجنة, وتجلس على عرش من نور ويجلسون حولها وفي بطنان العرش قصران: قصر أبيض, وقصر أصفر, من لؤلؤ من عرق واحد, وإن في القصر الأبيض سبعين ألف دار مساكن محمد وآل محمد |, وإن في القصر الأصفر سبعين ألف دار مساكن إبراهيم وآل إبراهيم ×, ويبعث الله‏ إليها ملكا لم يبعث إلى أحد قبلها, ولم يبعث إلى أحد بعدها, فيقول لها: إن ربك عز وجل يقرأ عليك السلام ويقول لك: سليني أعطك, فتقول: قد أتم علي نعمته, وأباحني جنته, وهنأني كرامته, وفضلني على نساء خلقه, أسأله أن يشفعني في ولدي وذريتي, ومن ودهم بعدي, وحفظهم بعدي, قال: فيوحي الله إلى ذلك الملك من غير أن يتحول من مكانه: أن خبرها أني قد شفعتها في ولدها وذريتها ومن ودهم وأحبهم وحفظهم بعدها, قال: فتقول: الحمد لله الذي أذهب عني الحزن وأقر عيني. ثم قال جعفر ×: كان أبي × إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شي‏ء كل امرئ بما كسب رهين}. [141]

 

عن ابن عباس قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يقول: دخل رسول الله | ذات يوم على فاطمة ÷ وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة, قال: يا بنية, إنه ليوم عظيم, ولكن قد أخبرني جبرئيل × عن الله عز وجل أنه قال: أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة أنا, ثم أبي إبراهيم, ثم بعلك علي بن أبي طالب ×, ثم يبعث الله إليك جبرئيل × في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور, ثم يأتيك إسرافيل × بثلاث حلل من نور, فيقف عند رأسك فينادينك: يا فاطمة بنت محمد! قومي إلى محشرك، فتقومين آمنة روعتك، مستورة عورتك، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها, ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب، فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها، وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح, فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء، يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، وعليهن أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الاخضر، فيسرن عن يمينك، فإذا سرت مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك، استقبلتك مريم بنت عمران ×، في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك, ثم تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد × أول المؤمنات بالله ورسوله، ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك, فإذا توسطت الجمع، وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد، فيستوي بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها، فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمن × وعلي بن أبي طالب ×. ويطلب آدم حوا ‘ فيراها مع أمك خديجة أمامك. ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة، بأيديهم ألوية النور، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرئيل × فيقول لك: يا فاطمة, سلي حاجتك، فتقولين: يا رب أرني الحسن والحسين, فيأتيانك وأوداج الحسين × تشخب دماً، وهو يقول: يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني, فيغضب عند ذلك الجليل، ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون: يا رب إنا لم نحضر الحسين، فيقول الله لزبانية جهنم: خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه. ثم يقول جبرئيل ×: يا فاطمة, سلي حاجتك, فتقولين: يا رب شيعتي، فيقول الله عز وجل: قد غفرت لهم, فتقولين: يا رب, شيعة ولدي, فيقول الله: قد غفرت لهم, فتقولين: يا رب, شيعة شيعتي, فيقول الله تعالى: انطلقي, فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك، وشيعة ولدك، وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون, فإذا بلغت باب الجنة، تلقتك إثنتا عشر ألف حوراء، لم يلتقين أحداً قبلك ولا يتلقين أحداً كان بعدك، بأيديهم حراب من نور، على نجائب من نور رحائلها من الذهب الاصفر والياقوت، أزمتها من لؤلؤ رطب، على كل نجيب نمرقة من سندس منضود, فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها والناس في الحساب، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه النبيين وإن في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء فيهما قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا، والصفراء منازل لابراهيم وآل إبراهيم ×. قالت: يا أبه, فما كنت أحب أن أرى يومك ولا أبقى بعدك، قال |: يا ابنتي, لقد أخبرني جبرئيل × عن الله عز وجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي, فالويل كله لمن ظلمك، والفوز العظيم لمن نصرك. قال عطاء: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الاية: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين}. [142]

 

عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره, فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب له يقرؤه لأن الله يقول {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه} إلى آخر الآيات والكتاب الإمام, فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله ما {أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآيات. [143]

 

عن أمير المؤمنين × في رسالة طويلة لمعاوية: ولقد أنزل الله في وفيك آيات من سورة خاصة, الأمة يؤولونها على الظاهر ولا يعلمون ما الباطن وهي في سورة الحاقة {فأما من أوتي كتابه بيمينه}‏ {وأما من‏ أوتي‏ كتابه‏ بشماله}‏, وذلك أنه يدعى بكل إمام ضلالة وإمام هدى ومع كل واحد منهما أصحابه الذين بايعوه, فيدعى بي وبك يا معاوية ,وأنت صاحب السلسلة الذي يقول‏ {يا ليتني‏ لم‏ أوت‏ كتابيه‏ ولم أدر ما حسابيه‏} سمعت رسول الله | يقول ذلك, وكذلك كل إمام ضلالة كان قبلك أو يكون بعدك, له مثل ذلك من خزي الله وعذابه. [144]

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله | لمحبينا أهل البيت: ستجدون من قريش أثرة, فاصبروا حتى تلقوني على الحوض, شرابه أحلى من العسل, وأبيض من اللبن, وأبرد من الثلج, وألين من الزبد, وأنتم الذين وصفكم الله في كتابه {يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون‏}. [145]

 

عن أبي عبد الله × أنه إذا كان يوم القيامة يدعى كل بإمامه الذي مات في عصره، فإن أثبته أعطي كتابه بيمينه، لقوله {يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم‏}, واليمين إثبات الإمام لأنه كتاب يقرؤه إن الله يقول: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابيه‏} إلى آخر الآية، والكتاب الإمام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم‏} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: {ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم‏} إلى آخر الآية. [146]

 

عن أبي عبد الله, عن أبيه ‘ قال: قال إذا كان يوم القيامة, وجمع الله الخلائق من الأولين والآخرين في صعيد واحد, خلع قول لا إله إلا الله من جميع الخلائق إلا من أقر بولاية علي × وهو قوله تعالى: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا}.[147]

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على محمد بن علي × وقلت: يا ابن رسول الله, حدثني بحديث ينفعني, قال: يا أبا حمزة, كل يدخل الجنة إلا من أبى, قال: قلت: يا ابن رسول الله, أحد يأبى أن‏ يدخل الجنة؟ قال: نعم, قلت: من؟ قال: من لم يقل: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, قال: قلت: يا ابن رسول الله, حسبت أن لا أروي هذا الحديث عنك, قال: ولم؟ قلت: إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية, كل يقولون: لا إله إلا الله, محمد رسول الله, فقال: أيهات! أيهات! إذا كان يوم‏ القيامة سلبهم الله إياها, لا يقولها إلا نحن وشيعتنا, والباقون منها براء, أما سمعت الله يقول {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال: من قال: لا إله إلا الله, محمد رسول الله. [148]

 

عن ابن عباس: أنه سئل عن قول الله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} قال: سأل قوم النبي | فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية، يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من‏ نور أبيض, ونادى مناد: ليقم سيد المؤمنين ومعه الذين آمنوا، فقد بعث محمد |, فيقوم علي بن أبي طالب × فيعطي الله اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ولا يخالطهم غيرهم، حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة، إن ربكم يقول لكم: عندي لكم مغفرة وأجر عظيم، يعني الجنة, فيقوم علي بن أبي طالب × والقوم تحت لوائه معه حتى يدخل الجنة، ثم يرجع إلى منبره ولا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين، فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة، ويترك أقواما على النار، فذلك قوله عز وجل: والذين آمنوا وعملوا الصالحات‏ {لهم أجرهم ونورهم‏} يعني السابقين الأولين والمؤمنين وأهل الولاية له، وقوله: {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} هم الذين قاسم عليهم النار فاستحقوا الجحيم. [149]

 

عن أبي عبد الله × قال: دخل علي × على رسول الله | وهو في بيت أم سلمة، فلما رآه قال: كيف أنت يا علي إذا جمعت الأمم، ووضعت الموازين، وبرز لعرض خلقه، ودعي الناس إلى ما لا بد منه قال: فدمعت عين أمير المؤمنين ×، فقال رسول الله |: ما يبكيك يا علي، تدعى والله أنت وشيعتك غرا محجلين، رواء مرويين مبيضة وجوهكم، ويدعى بعدوك مسودة وجوههم أشقياء معذبين، أما سمعت إلى قول الله: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك: والذين كفروا بآياتنا {أولئك هم شر البرية} عدوك يا علي. [150]

 

عن أبي جعفر ×, عن جابر بن عبد الله الأنصاري‏, عن رسول الله | في حديث طويل أنه قال لأمير المؤمنين ×: يا أخي, ألم تسمع قول الله عز وجل في كتابه‏ {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية}؟ قال ×: بلى يا رسول الله, قال |: هم أنت وشيعتك تجيئون غرا محجلون شباعا مرويين, أولم‏ تسمع قول الله عز وجل في كتابه‏ {إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية} قال: بلى يا رسول الله, قال: هم أعداؤك وشيعتهم يجيئون يوم القيامة مسودة وجوههم‏, ظماء مظمئين, أشقياء معذبين, كفارا منافقين, ذلك لك ولشيعتك وهذا لعدوك ولشيعتهم‏. [151]

 

عن معاوية بن عبد الله بن أبي رافع, عن أبيه, عن جده أبي رافع‏ أن عليا × قال لأهل الشورى: أنشدكم بالله هل تعلمون يوم أتيتكم وأنتم جلوس مع رسول الله | فقال: هذا أخي قد أتاكم, ثم التفت إلي ثم إلى الكعبة وقال: ورب الكعبة المبنية, إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة, ثم أقبل عليكم وقال: أما إنه أولكم إيمانا, وأقومكم بأمر الله, وأوفاكم بعهد الله, وأقضاكم بحكم الله, وأعدلكم في الرعية, وأقسمكم‏ بالسوية, وأعظمكم عند الله مزية, فأنزل الله سبحانه‏ {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} فكبر النبي | وكبرتم وهنأتموني بأجمعكم, فهل تعلمون أن ذلك كذلك؟ قالوا: اللهم نعم. [152]

 

عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل قال ×: نشدتكم الله، أفيكم أحد، أسند رسول الله | إلى صدره في مرضه الذي توفي فيه، فقال: يا أخي, ألا أبشرك؟ قلت: بلى قال |: قول الله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} أنت وشيعتك تردون علي الحوض غيري؟ قالوا: اللهم لا. [153]

 

 

* بمصادر العامة

عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على محمد بن علي × فقلت له:‏ يا ابن رسول الله, حدثني بحديث ينفعني, قال: يا أبا حمزة, كل الناس‏ يدخل الجنة إلا من أبى, قلت:  هل يوجد أحد يأبى أن يدخل الجنة؟ قال: نعم, من لم يقل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، قلت: إني تركت المرجئة والقدرية والحرورية وبني أمية: يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله, فقال: أيهات أيهات, إذا كان يوم القيامة سلبهم الله إياها فلم يقلها إلا نحن وشيعتنا، والباقون منها براء، أما سمعت الله يقول: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} يعني‏ من قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. [154]

 

عن أبي الجارود قال: قال: أبو جعفر × في قوله تعالى‏: {يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن} قال: إذا كان يوم القيامة خطف قول: لا إله إلا الله عن قلوب العباد في الموقف إلا من أقر بولاية علي × وهو قوله: {إلا من أذن له الرحمن}‏ يعني‏ من أهل ولاية علي ×! فهم الذين يؤذن لهم بقول: لا إله إلا الله. [155]

 

عن ابن عباس أنه سئل عن قول الله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما} قال: سأل قوم النبي | فقالوا: فيمن نزلت هذه الآية يا نبي الله؟ قال: إذا كان يوم القيامة عقد لواء من نور أبيض فإذا مناد: ليقم سد المؤمنين ومعه الذين آمنوا بعد بعث محمد |, فيقوم علي بن أبي طالب ×, فيعطى اللواء من النور الأبيض بيده، تحته جميع السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار لا يخالطهم غيرهم, حتى يجلس على منبر من نور رب العزة، ويعرض الجميع عليه رجلا رجلا فيعطى أجره ونوره، فإذا أتى على آخرهم قيل لهم: قد عرفتم موضعكم ومنازلكم من الجنة إن ربكم يقول: عندي مغفرة وأجر عظيم, يعني الجنة, فيقوم علي × والقوم تحت لوائه معهم حتى يدخل بهم الجنة، ثم يرجع إلى منبره فلا يزال يعرض عليه جميع المؤمنين فيأخذ نصيبه منهم إلى الجنة وينزل أقواما إلى النار، فذلك قوله تعالى: {والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم أجرهم ونورهم} يعني السابقين الأولين من المؤمنين وأهل الولاية له {والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم} يعني بالولاية بحق علي ×, وحق علي × الواجب على العالمين. [156]

 

 

* أهل البيت عليهم السلام في الجنة

عن السيدة زينب × في خطبة طويلة في مجلس يزيد لعنه الله:... لعمري لقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأفة، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة، وابن يعسوب العرب، وشمس آل عبد المطلب، وهتفت بأشياخك وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم صرخت بندائك ولعمري قد ناديتهم لو شهدوك ووشيكا تشهدهم ويشهدوك ولتود يمينك كما زعمت شلت بك من مرفقها وأحببت أمك لم تحملك، وأباك لم يلدك، حين تصير إلى سخط الله، ومخاصمك رسول الله | اللهم خذ بحقنا، وانتقم من ظالمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، ونقص ذمامنا، وقتل حماتنا، وهتك عنا سدولنا وفعلت فعلتك التي فعلت، وما فريت إلا جلدك، وما جززت إلا لحمك، وسترد على رسول الله | بما تحملت من ذريته، وانتهكت من حرمته، وسفكت من دماء عترته ولحمته، حيث يجمع به شملهم، ويلم به شعثهم، وينتقم من ظالمهم، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم، ولا يستفزنك الفرح بقتله {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله} وحسبك بالله وليا وحاكما، وبرسول الله | خصيما، وبجبرئيل ظهيرا، وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا، وأنكم شر مكانا وأضل سبيلا... [157]

 

عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته وولديه {يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} إلى سائر ما اقتص الله تعالى فيه من ذكرنا في هذه السورة غيري؟ قالوا: لا. [158]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه وعلى آبائه السلام, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: نشدتكم بالله, هل فيكم أحد أنزل الله فيه وفي ولده {إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا} إلى آخر السورة غيري؟ قالوا: لا. [159]

 

 

* الشيعة في الجنة

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا, {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وهو رد على من يبطل الثواب والعقاب بعد الموت. [160]

 

عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل، علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. [161]

 

عن أمير المؤمنين في حديث طويل: معاشر الناس، ما أحبنا رجل فدخل النار وما أبغضنا رجل فدخل الجنة. أنا قسيم الجنة والنار، أقسم بين الجنة والنار، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا. أقول لجهنم يوم القيامة: هذا لي وهذا لك، حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق. فقام الناس إليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقك. قال: ثم تلا أمير المؤمنين × هذه الآية: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}. [162]

 

عن ميسر قال: لي أبو عبد الله جعفر بن محمد ‘: ما تقول فيمن لا يعصي الله في أمره ونهيه، إلا أنه يبرأ منك ومن أصحابك على هذا الأمر؟ قال: قلت: وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك؟ قال: قل! فإني أنا الذي آمرك أن تقول. قال: قلت: هو في النار. قال ×: يا ميسر! ما تقول فيمن يدين الله بما تدينه به، وفيه من الذنوب ما في الناس إلا أنه مجتنب الكبائر؟ قال: قلت: وما عسيت أن أقول وأنا بحضرتك؟ قال: قل! فإني أنا الذي آمرك أن تقول. قال: قلت: في الجنة. قال ×: فلعلك تحرج أن تقول: هو في الجنة؟ قال: قلت: لا، قال: فلا تحرج، فإنه في الجنة، إن الله عز وجل يقول: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. [163]

 

عن زيد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل: من خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} من شيعتك ومحبيك يا علي، قال أمير المؤمنين ×: فقلت: يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: إي وربى إنه لشيعتك وإنهم ليخرجون يوم القيامة من قبورهم وهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله، علي بن أبي طالب حجه الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة وأكاليل من الجنة وتيجان من الجنة ونجايب من الجنة، فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء ويوضع على رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة ثم يركبون النجايب فتطير بهم إلى الجنة {لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون}. [164]

 

قال سليم بن قيس الهلالي: سألت علي بن أبي طالب × قلت: أصلحك الله، من لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له، من أهل الجنة هو؟ قال: نعم، إذا لقى الله وهو مؤمن من الذين قال الله تعالى: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} {الذين آمنوا وكانوا يتقون‏} {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. [165]

 

عن سليم أنه قال لأمير المؤمنين ×: أصلحك الله فمن لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له, أمن أهل الجنة هو؟ قال: نعم, إذا لقي الله وهو مؤمن من الذين قال الله عز وجل {الذين آمنوا وعملوا الصالحات‏} {الذين آمنوا وكانوا يتقون‏} {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم‏}, قلت: فمن لقي الله منهم على الكبائر؟ قال: هو في مشيته, إن عذبه فبذنبه, وإن تجاوز عنه فبرحمته, قلت: فيدخله النار وهو مؤمن؟ قال: نعم بذنبه, لأنه ليس من المؤمنين الذين عنى الله أنه‏ {ولي المؤمنين‏}, لأن الذين عنى الله أنه لهم ولي وأنه‏ {لا خوف‏ عليهم ولا هم يحزنون}‏ هم المؤمنون‏ الذين يتقون الله والذين {عملوا الصالحات‏} والذين‏ {لم يلبسوا إيمانهم بظلم‏}. [166]

 



[1] المحاسن ج 1 ص 175, الكافي ج 3 ص 128, تفسير العياشي ج 2 ص 125, الوافي ج 24 ص 247, البرهان ج 3 ص 37, مدينة المعاجز ج 3 ص 106, بحار الأنوار ج 6 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 310, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 74

[2] الكافي ج 3 ص 133, تأويل الآيات ص 225, الوافي ج 24 ص 254, البرهان ج 3 ص 38, مدينة المعاجز ج 3 ص 111, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 311, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 76, تفسير الصافي ج 2 ص 410 نحوه

[3] تفسير العياشي ج 2 ص 124, أعلام الدين ص 458, تفسير الصافي ج 2 ص 410, الفصول المهمة ج 1 ص 311, البرهان ج 3 ص 40, بحار الأنوار ج 6 ص 177, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 312, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 77, تأويل الآيات ص 224 نحوه

[4] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 223, البرهان ج 3 ص 41, بحار الأنوار ج 6 ص 191

[5] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 609, البرهان ج 3 ص 41, بحار الأنوار ج 28 ص 16

[6] الكافي ج 1 ص 429, تفسير الصافي ج 2 ص 410, البرهان ج 2 ص 594, بحار الأنوار ج 24 ص 354, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 310, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 74

[7] تفسير العياشي ج 2 ص 138, تفسير مجمع البيان ج 5 ص 236, تفسير الصافي ج 2 ص 428, البرهان ج 3 ص 68, بحار الأنوار ج 64 ص 36, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 333, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 115

[8] بصائر الدرجات ص 498, كشف المهجة ص 190, مختصر البصائر ص 175, بحار الأنوار ج 6 ص 233, غاية المرام ج 4 ص 49

[9] تفسير العياشي ج 1 ص 304, بحار الأنوار ج 8 ص 13, غاية المرام ج 3 ص 135

[10] بصائر الدرجات ص 94, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 26 ص 357

[11] بصائر الدرجات ص 524, مختصر البصائر ص 274, اللوامع النورانية ص 591, بحار الأنوار ج 2 ص 202, البرهان ج 4 ص 788

[12] تفسير الإمام العسكري × ص 239, المحتضر ص 52, تأويل الآيات ص 524, تفسير الصافي ج 4 ص 359, البرهان ج 4 ص 788, بحار الأنوار ج 6 ص 176, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 451

[13] المحاسن ج 1 ص 177, نوادر الأخبار ص 317, بحار الأنوار ج 6 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 577, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 279

[14] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, غاية المرام ج 3 ص 123, بحار الأنوار ج 8 ص 11تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[15] من هنا تفسير العياشي والبرهان وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[16] المحاسن ج 1 ص 155, بحار الأنوار ج 24 ص 265, تفسير العياشي ج 2 ص 214, البرهان ج 3 ص 264, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 509, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 462

[17] المحاسن ج 1 ص 155, الكافي ج 1 ص 215, بصائر الدرجات ص 33, تفسير العياشي ج 2 ص 304, البرهان ج 3 ص 554, بحار الأنوار ج 24 ص 265, غرر الأخبار ص 168 نحوه

[18] المحاسن ج 1 ص 144, الفصول المهمة ج 1 ص 355, البرهان ج 3 ص 552, اللوامع النورانية ص 356, غاية المرام ج 3 ص 132, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 190, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 455, دعائم الإسلام ج 1 ص 28 نحوه

[19] اليقين ص 493, بحار الأنوار ج 38 ص 126

[20] بصائر الدرجات ص 498, كشف المهجة ص 190, مختصر البصائر ص 175, بحار الأنوار ج 6 ص 233, غاية المرام ج 4 ص 49

[21] مختصر البصائر ص 176, بصائر الدرجات ص 498, البرهان ج 2 ص 79, بحار الأنوار ج 6 ص 233

[22] الكافي ج 1 ص 190, تأويل الآيات ص 135, الوافي ج 3 ص 496, البرهان ج 2 ص 79, بحار الأنوار ج 7 ص 283, تفسير الصافي ج 1 ص 451, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 481, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 409, خاتمة المستدرك ج 5 ص 241

[23] الخرائج ج 2 ص 798, بحار الأنوار ج 26 ص 198

[24] بصائر الدرجات ص 227, ينابيع المعاجز ص 6, بحار الأنوار ج 35 ص 432, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 68

[25] إلى هنا في بصائر الدرجات والفصول المهمة والقصص للجزائري

[26] الخرائج ج 2 ص 798, مختصر البصائر ص 302, بحار الأنوار ج 40 ص 212. نحوه: بصائر الدرجات ص 228, الفصول المهمة ج 1 ص 404, القصص للجزائري ص 278

[27] إرشاد القلوب ج 2 ص 306, بحار الأنوار ج 30 ص 66

[28] تفسير العياشي ج 1 ص 242

[29] تفسير العياشي ج 1 ص 242, بحار الأنوار ج 7 ص 313

[30] التوحيد ج 5 ص 414, الإحتجاج ج 1 ص 361, بحار الأنوار ج 7 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 414

[31] بصائر الدرجات ص 198, البرهان ج 4 ص 852, بحار الأنوار ج 23 ص 196, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 595, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 44

[32] تأويل الآيات ص 539, البرهان ج 4 ص 851, بحار الأنوار ج 24 ص 319, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 46

[33] تفسير العياشي ج 2 ص 18, البرهان ج 2 ص 554, بحار الأنوار ج 8 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 36, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 96, غاية المرام ج 4 ص 45

[34] تفسير القمي ج 1 ص 231, بحار الأنوار ج 8 ص 335, البرهان ج 2 ص 552, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 34, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 97, غاية المرام ج 4 ص 50

[35] تفسير جوامع الجامع ج 1 ص 659, تأويل الآيات ص 181, نوادر الأخبار ص 363, تفسير الصافي ج 2 ص 201, التبيان ج 4 ص 411, بحار الأنوار ج 8 ص 331, المنتخب من تفسير القرآن ج 1 ص 319, البرهان ج 2 ص 552, غاية المرام ج 4 ص 46

[36] الى هنا في تفسير الصافي وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق ونوادر الأخبار

[37] تفسير القمي ج 2 ص 384, البرهان ج 5 ص 477, بحار الأنوار ج 8 ص 339, تفسير الصافي ج 2 ص 199, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 32, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 94, نوادر الأخبار ص 363

[38] تفسير العياشي ج 2 ص 19, البرهان ج 2 ص 554, بحار الأنوار ج 8 ص 338, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 34, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 94, غاية المرام ج 4 ص 46

[39] بصائر الدرجات ص 495, تفسير الصافي ج 2 ص 199, مختصر البصائر ص 171, البرهان ج 2 ص 548, بحار الأنوار ج 24 ص 250, غاية المرام ج 4 ص 47

[40] بصائر الدرجات ص 496, مختصر البصائر ص 172, البرهان ج 2 ص 548, بحار الأنوار ج 24 ص 250, غاية المرام ج 4 ص 47

[41] بصائر الدرجات ص 496, تفسير العياشي ج 2 ص 18, البرهان ج 2 ص 553, بحار الأنوار ج 24 ص 250, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 33, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 93, غاية المرام ج 4 ص 45

[42] الى هنا في تفسير العياشي وتأويل الآيات وتفسير الصافي والبرهان وبحار الأنوار وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق وتفسير مجمع البيان

[43] بصائر الدرجات ص 496, مختصر البصائر ص 172, غاية المرام ج 4 ص 48, تفسير العياشي ج 2 ص 18, تفسير الصافي ج 2 ص 199, البرهان ج 2 ص 548, بحار الأنوار ج 24 ص 250, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 33, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 93, تفسير مجمع البيان ج 4 ص 261, تأويل الآيات ص 182 نحوه

[44] الى هنا في إثباة الهداة

[45] بصائر الدرجات ص 496, مختصر البصائر ص 173, البرهان ج 2 ص 549, بحار الأنوار ج 8 ص 335, غاية المرام ج 4 ص 48. بإختصار: تفسير الصافي ج 2 ص 199, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 94, إثباة الهداة ج 2 ص 148

[46] الى هنا في الخرائج ومدينة المعاجز وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[47] الى هنا في الإحنتجاج وتأويل الآيات

[48] الكافي ج 1 ص 184, بصائر الدرجات ص 497, الوافي ج 2 ص 86, غاية المرام ج 4 ص 47, مختصر البصائر ص 179, البرهان ج 2 ص 546, بحار الأنوار ج 24 ص 253. تفسير نور الثقلين ج 2 ص 32, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 92, تأويل الآيات ص 182. نحوه: تفسير فرات ص 142, الخرائج ج 1 ص 177, مدينة المعاجز ج 2 ص 201, الإحتجاج ج 1 ص 228

[49] تفسير فرات ص 143, بحار الأنوار ج 24 ص 254

[50] تفسير فرات ص 144

[51] من هنا في البرهان

[52] بصائر الدرجات ص 498, مختصر البصائر ص 175, البرهان ج 2 ص 550, بحار الأنوار ج 6 ص 233, غاية المرام ج 4 ص 49, البرهان ج 2 ص 79

[53] بصائر الدرجات ص 499, مختصر البصائر ص 177, البرهان ج 2 ص 551, بحار الأنوار ج 8 ص 336, غاية المرام ج 4 ص 49

[54] بصائر الدرجات ص 499, بحار الأنوار ج 24 ص 251

[55] بصائر الدرجات ص 500, بحار الأنوار ج 24 ص 251

[56] بصائر الدرجات ص 500, إثباة الهداة ج  2 ص 148, بحار الأنوار ج 24 ص 251

[57] بصائر الدرجات ص 500, إثبات الهداة ج 2 ص 149, بحار الأنوار ج 24 ص 251

[58] بصائر الدرجات ص 500, مختصر البصائر ص 178, البرهان ج 2 ص 551, بحار الأنوار ج 8 ص 335, غاية المرام ج 4 ص 50

[59] تفسير فرات ص 144, بحار الأنوار ج 24 ص 255

[60] الى هنا في إثبات الهداة

[61] الى هنا في الصراط المستقيم

[62] كفاية الأثر ص 194, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 296, الإنصاف ص 100, بحار الأنوار ج 36 ص 351, غاية المرام ج 3 ص 73, إثبات الهداة ج 2 ص 176, الصراط المستقيم ج 2 ص 122

[63] معاني الأخبار ص 59, بشارة المصطفى | ص 13, الدر النظيم ص 240, البرهان ج 2 ص 548, بحار الأنوار ج 8 ص 339, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 32, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 92, غاية المرام ج 4 ص 47

[64] مقتضب الأثر ص 48, بحار الأنوار ج 24 ص 252, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 31 بإختصار

[65] كشف المحجة ص 273 عن كتاب الرسائر للكليني, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 33, بحار الأنوار ج 30 ص 39

[66] مختصر البصائر ص 174, تأويل الآيات ص 182, البرهان ج 2 ص 549, بحار الأنوار ج 24 ص 255, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 95, غاية المرام ج 4 ص 48

[67] مختصر البصائر ص 180, غاية المرام ج 4 ص 50, البرهان ج 2 ص 552

[68] البرهان ج 2 ص 553, غاية المرام ج 4 ص 46

[69] تفسير الإمام العسكري × ص 241, بحار الأنوار ج 8 ص 337, تفسير الصافي ج 1 ص 127, البرهان ج 1 ص 211, تأويل الآيات ج 1 ص 55

[70] تفسير الثعلبي ج 4 ص 336, شواهد التنزيل ج 1 ص 264, ينابيع المودة ج 1 ص 303, مطلب السؤوال ص 104, تفسير القرطبي ج 7 ص 212, الصواعق المحرقة ص 169

[71] شواهد التنزيل ج 1 ص 263, ينابيع المودة ج 1 ص 303

[72] ينابيع المودة ج 1 ص 304

[73] مناقب علي بن بي طالب × لابن مردويه ص 243

[74] ينابيع المودة ج 1 ص 83, شرح نهج البلاغة ج 9 ص 152

[75] تفسير القمي ج 2 ص 25, تفسير الصافي ج 3 ص 211, البرهان ج 3 ص 571, بحار الأنوار ج 8 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 206, تفسير كنز الدقائق  ج 7 ص 482

[76] تفسير العياشي ج 2 ص 315, بحار الأنوار ج 8 ص 48, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 489

[77] تفسير فرات ص 269, بحار الأنوار ج 43 ص 62, رياض الأبرار ج 1 ص 32

[78] التوحيد ص 407, مشكاة الأنوار ص 328, نوادر الأخبار ص 369, البرهان ج 3 ص 812, بحار الأنوار ج 8 ص 351, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 423, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 407

[79] تفسير العياشي ج 2 ص 18, البرهان ج 2 ص 554, بحار الأنوار ج 8 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 36, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 96, غاية المرام ج 4 ص 45

[80] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 165, بحار الأنوار ج 8 ص 43

[81] التوحيد ص 261, الإحتجاج ج 1 ص 243, البرهان ج 5 ص 824, بحار الأنوار ج 7 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 414, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 434, إرشاد القلوب ج 2 ص 423 نحوه

[82] تفسير القمي ج 2 ص 25, تفسير الصافي ج 3 ص 211, البرهان ج 3 ص 571, بحار الأنوار ج 8 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 206, تفسير كنز الدقائق  ج 7 ص 482

[83] تفسير العياشي ج 2 ص 315, بحار الأنوار ج 8 ص 48, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 489

[84] فضائل الشيعة ص 17, الأمالي للصدوق ص 562, تفسير فرات ص 268, بشارة المصطفى | ص 181, تأويل الآيات ص ص 325, تفسير الصافي ج 3 ص 356, البرهان ج 3 ص 846, اللوامع النورانية ص 392, بحار الأنوار ج 7 ص 179, غاية المرام ج 6 ص 83, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 460, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 477,

[85] غرر الأخبار ص 142

[86] المحاسن ج 2 ص 400, بحار الأنوار ج 24 ص 53. نحوه: الكافي ج 6 ص 280, الوافي ج 20 ص 525, وسائل الشيعة ج 24 ص 296, حلية الأبرار ج 3 ص 110, اللوامع النورانية ص 884, غاية المرام ج 3 ص 82, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 419

[87] الكافي ج 6 ص 280, المحاسن ج 2 ص 399, الوافي ج 20 ص 526, البرهان ج 5 ص 746, حلية الأبرار ج 3 ص 415, غاية المرام ج 3 ص 82, بحار الأنوار ج 7 ص 265, تفسير كنزا لدقائق ج 14 ص 420

[88] تأويل الآيات ص 816, البرهان ج 5 ص 748, حلية الأبرار ج 3 ص 416, اللوامع النورانية ص 885, غاية المرام ج 3 ص 84, بحار الأنوار ج 24 ص 57, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 57

[89] تفسير فرات ص 605, بحار الأنوار ج 24 ص 58, مستدرك الوسائل ج 16 ص 248

[90] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 129, البرهان ج 5 ص 747, غاية المرام ج 3 ص 83, بحار الأنوار ج 7 ص 272, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 664, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 421

[91] تفسير مجمع البيان ج 10 ص 433, تفسير الصافي ج 5 ص 370, البرهان ج 5 ص 749, اللوامع النورانية ص 886, غاية المرام ج 3 ص 85, بحار الأنوار ج 7 ص 258, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 663, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 420, تأويل الآيات ص 817 نحوه

[92] التهذيب ج 3 ص 146, الوافي ج 9 ص 1405, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 406, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 122. نحوه: المزار للمفيد ص 93, مصباح المتهجد ج 2 ص 750, الإقبال ج 1 ص 478, البلد الأمين ص 260, مصباح الكفعمي ص 683, بحار الأنوار ج 95 ص 305, زاد المعاد ص 212

[93] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 152, البرهان ج 4 ص 595, بحار الأنوار ج 27 ص 238

[94] إلى هنا في تأويل الآيات ونوادر الأخبار وبحار الأنوار وتفسير كنز الدقائق

[95] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 152, البرهان ج 4 ص 595, غاية المرام ج 3 ص 87, تأويل الآيات ص 483, نوادر الأخبار ص 348, بحار الأنوار ج 7 ص 331, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 123

[96] شواهد التنزيل ج 2 ص 162

[97] بشارة المصطفى | ص 49, بحار الأنوار ج 47 ص 357. نحوه: تأويل الآيات ص 591, البرهان ج 5 ص 145, غاية المرام ج 7 ص 57, اللوامع النورانية ص 672, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 386

[98] غرر الأخبار ص 169

[99] الفضائل لابن شاذان ص 129, الروضة في الفضائل ص 113, الدر النظيم ص 765, تأويل الآيات ص 592, حلية الأبرار ج 3 ص 9, مدينة المعاجز ج 3 ص 221, اللوامع النورانية ص 673, بحار الأنوار ج 40 ص 44

[100] تفسير فرات ص 438, بحار الأنوار ج 7 ص 336

[101] تفسير فرات ص 437، بحار الأنوار ج 7 ص 335

[102] شواهد التنزيل ج 2 ص 264

[103] شواهد التنزيل ج 2 ص 262

[104] التوحيد ج 5 ص 414, الإحتجاج ج 1 ص 361, بحار الأنوار ج 7 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 414

[105] تفسير العياشي ج 2 ص 203, البرهان ج 3 ص 231, غاية المرام ج 3 ص 11, بحار الأنوار ج 35 ص 403, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 484, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 414

[106] فضائل الشيعة ص 17, الأمالي للصدوق ص 562, تفسير فرات ص 268, بشارة المصطفى | ص 181, تأويل الآيات ص ص 325, تفسير الصافي ج 3 ص 356, البرهان ج 3 ص 846, اللوامع النورانية ص 392, بحار الأنوار ج 7 ص 179, غاية المرام ج 6 ص 83, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 460, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 477,

[107] المحاسن ج 1 ص 178, تأويل الآيات ص 324, نوادر الأخبار 337, تفسير الصافي ج 3 ص 357, البرهان ج 3 ص 842, بحار الأنوار ج 7 ص 184, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 460, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 476, شرح الأخبار ج 3 ص 442 نحوه

تفسير القمي ج 2 ص 77, البرهان ج 3 ص 845, اللوامع النورانية ص 475, غاية المرام ج 3 ص 311, بحار الأنوار ج 7 ص 175, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 461 [108]

[109] تأويل الآيات ص 325, البرهان ج 3 ص 846, بحار الأنوار ج 24 ص 270, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 477

[110] الفقيه 4 ص 412, جامع الأخبار ص 34, تأويل الآيات ص 147, الوافي ج 24 ص 270, البرهان ج 2 ص 91, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 462, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 541

[111] إلى هنا في تفسير فرات

ومن هنا في تفسير الصافي

[112] الأمالي للصدوق ص 494, بشارة المصطفى | ص 179, تأويل الآيات ص 222, البرهان ج 3 ص 35, حلية الأبرار ج 1 ص 191, بحار الأنوار ج 38 ص 105, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 308, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 69, تفسير فرات ص 180, تفسير الصافي ج 2 ص 407, إثبات الهداة ج 3 ص 70 بعضه

[113] الكافي ج 1 ص 217, تفسير القمي ج 1 ص 86, تأويل الآيات ص 250, الوافي ج 3 ص 537, تفسير الصافي ج 3 ص 87, البرهان ج 3 ص 306, اللوامع النورانية ص 316, غاية المرام ج 4 ص 52, بحار الأنوار ج 55 ص 22, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 542, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 63

[114] تفسير القمي ج 2 ص 22, تفسير العياشي ج 2 ص 302, تفسير الصافي ج 3 ص 206, الفصول المهمة ج 1 ص 353, الإيقاظ من الهجعة ص 254, البرهان ج 3 ص 551, اللوامع النورانية ص 355, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 9, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 192, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 457

[115] الكافي ج 1 ص 536, الوافي ج 2 ص 476, تفسير الصافي ج 3 ص 206, الفصول المهمة ج 1 ص 412, إثبات الهداة ج 1 ص 115, البرهان ج 3 ص 553, غاية المرام ج 3 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 191, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 457

[116] إلى هنا في الفصول المهمة

[117] تفسير العياشي ج 2 ص 303, البرهان ج 3 ص 554, غاية المرام ج 3 ص 134, بحار الأنوار ج 8 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 194, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 460, الفصول المهمة ج 1 ص 356, نحوه: المحاسن ج 1 ص 155, تفسير الصافي ج 3 ص 207

[118] تفسير العياشي ج 2 ص 305, الفصول المهمة ج 1 ص 358, البرهان ج 3 ص 555, غاية المرام ج 3 ص 135, بحار الأنوار ج 8 ص 14, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 194, نفسير كنز الدقائق ج 7 ص 461

[119] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 33, صحيفة الرضا × ص 49, كشف الغمة ج 2 ص 269, الفصول المهمة ج 1 ص 352, إثبات الهداة ج 1 ص 165, البرهان ج 3 ص 552, غاية المرام ج 3 ص 132, بحار الأنوار ج 8 ص 10, تفسير نور االثقلين ج 3 ص 190, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 455

[120] الكافي ج 1 ص 371, الغيبة للنعماني ص 329, الوافي ج 2 ص 435, البرهان ج 3 ص 552, غاية المرام ج 3 ص 132, بحار الأنوار ج 52 ص 141

[121] تفسير القمي ج 2 ص 53, البرهان ج 3 ص 734, بحار الأنوار ج 7 ص 172, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 359, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 268

[122] تأويل الآيات ص 301, بحار الأنوار ج 65 ص 140, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 270

[123] تفسير فرات ص 247, بحار الأنوار ج 7 ص 194, شرح الأخبار ج 3 ص 461 نحوه

[124] إرشاد القلوب ج 2 ص 292

[125] غرر الأخبار ص 377, بحار الأنوار ج 27 ص 126, أعلام الدين ص 457

[126] تفسير فرات ص 311, بحار الأنوار ج 7 ص 241

[127] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[128] المحاسن ج 1 ص 170, شرح الأخبار ج 3 ص 474, البرهان ج 4 ص 149, اللوامع النورانية ص 455, بحار الأنوار ج 24 ص 387, تفسير نور الثقلينج 4 ص 32, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 431

[129] الأمالي للمفيد ص 298, الامالي للطوسي ص 72, بشارة المصطفى | ص 7, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 154, الدر النظيم ص 808, تأويل الآيات ص ص 379, نوادر الأخبار ص 377, الوافي ص 345, تفسير الصافي ج 4 ص 24, البرهان ج 4 ص 150, بحار الأنوار ج 8 ص 261, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 34, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 434

[130] الإختصاص 65, البرهان ج 4 ص 153, بحار الأنوار ج 34 ص 280, تفسير فرات ص 293 بإختصار

[131] علل الشرائع ج 2 ص 489, مختصر البصائر ص 513, بحار الأنوار ج 5 ص 246, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 35, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 435

[132] علل الشرائع ج 2 ص 610, البرهان ج 3 ص 416, بحار الأنوار ج 5 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 40, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 441, الوافي ج 4 ص 50 نحوه

[133] علل الشرائع ج 2 ص 609, البرهان ج 4 ص 309, بحار الأنوار ج 5 ص 232, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 40, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 441, الوافي ج 4 ص 50 نحوه

[134] الكافي ج 8 ص 36, فضائل الشيعة ص 25, الإختصاص ص 106, تأويل الآيات ص 496, الوافي ج 5 ص 798, تفسير الصافي ج 4 ص 307, البرهان ج 4 ص 680, بحار الأنوار ج 8 ص 354, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 467, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 259. نحوه: تفسير فرات ص 361, دعائم الإسلام ج 1 ص 77, شرح الأخبار ج 3 ص 465

[135] الكافي ج 8 ص 141, الوافي ج 5 ص 809, البرهان ج 4 ص 680, بحار الأنوار ج 8 ص 354, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 468, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 260

[136] الكافي ج 8 ص 78, الوافي ج 5 ص 809, البرهان ج 4 ص 679, بحار الأنوار ج 8 ص 354, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 467, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 260

[137] الأمالي للطوسي ص 295, بشارة المصطفى | ص 187, إرشاد القلوب ج 2 ص 258, تأويل الآيات ص 496, البرهان ج 4 ص 680, غاية المرام ج 6 ص 72, بحار الأنوار ج 24 ص 259, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 468, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 258, الفضائل لابن شاذان ص 12 نحوه

[138] تفسير فرات ص 360, بحار الأنوار ج 65 ص 60

[139] دعائم الإسلام ج 1 ص 74, شرح الأخبار ج 3 ص 473

[140] الأصول الستة عشر ص 7, بحار الأنوار ج 64 ص 352

[141] تأويل الآيات ص 599, البرهان ج 5 ص 179, اللوامع النورانية ص 682, بحار الأنوار ج 24 ص 274, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 455. نحوه: مسائل علي بن جعفر × ص 345, تفسير فرات ص 444, دلائل الإمامة ص 153

[142] تفسير فرات ص 444, بحار الأنوار ج 43 ص 225

[143] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[144] بحار الأنوار ج 33 ص 156, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 772

[145] تفسير فرات ص 466, بحار الأنوار ج 8 ص 26

[146] تفسير العياشي ج 2 ص 302, البرهان ج 3 ص 553, اللوامع النورانية ص 772, غاية المرام ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 8 ص 11, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 193, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 459

[147] تأويل الآيات ص 735, البرهان ج 5 ص 570, بحار الأنوار ج 24 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 108, تفسير فرات ص 534 نحوه

[148] تفسير فرات ص 534, بحار الأنوار ج 7 ص 206

[149] الأمالي للطوسي ص 378, التحصين ص 556, البرهان ج 5 ص 97, اللوامع النورانية ص 658, غاية المرام ج 4 ص 262, بحار الأنوار ج 8 ص 4, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 245

[150] الأمالي للطوسي ص 671, البرهان ج 5 ص 721, حلية الأبرار ج 2 ص 181, اللوامع النورانية ص 868, غاية المرام ج 3 ص 302, بحار الأنوار ج 7 ص 182

[151] تأويل الآيات ص 802, تفسير فرات ص 586, المحتضر ص 223, البرهان ج 5 ص 720, غاية المرام ج 3 ص 301, بحار الأنوار ج 24 ص 264, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 383

[152] تأويل الآيات ص 803, البرهان ج 5 ص 720, حلية الأبرار ج 2 ص 410, اللوامع النورانية ص 866, غاية المرام ج 3 ص 301, بحار الأنوار ج 35 ص 346, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 384

[153] المسترشد ص 354

[154] شواهد التنزيل ج 2 ص 420

[155] شواهد التنزيل ج 2 ص 421

[156] مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 253, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 383, شواهد التنزيل ج 2 ص 252 نحوه

[157] الإحتجاج ج 2 ص 36, بحا الأنوار ج 45 ص 159

[158] الأمالي للطوسي ص 550, إرشاد القلوب ج 2 ص 261, حلية الأبرار ج 2 ص 330, بحار الأنوار ج 31 ص 379, شرح الأخبار ج 2 ص 193 نحوه

[159] الإحتجاج ج 1 ص 140, غاية المرام ج 2 ص 132, بحار الأنوار ج 31 ص 336, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 474

[160] تفسير القمي ج 1 ص 127, البرهان ج 1 ص 711, بحار الأنوار ج 6 ص 214, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 409, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 282

[161] الكافي ج 8 ص 156, الوافي ج 5 ص 804, تفسير الصافي ج 1 ص 399, البرهان ج 1 ص 712, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 409, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 282

[162] اليقين ص 257, بحار الانوار ج 41 ص 234, الدر المنثور ص 300

[163] الأمالي للمفيد ص 152, بجار الأنوار ج 76 ص 16

[164] الفقيه ج 4 ص 411, الوافي ج 24 ص 270, البرهان ج 2 ص 90, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 462, بحار الأنوار ج 65 ص 140, تأويل الآيات ص 147

[165] كتاب سليم بن قيس ص 609, البرهان ج 3 ص 41, بحار الأنوار ج 28 ص 16

[166] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 609, بحار الأنوار ج 28 ص 16

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية