* الإمامة من الله تعالى
* نصب الإمام من الله تعالى
عن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر × قول الله {ليس لك من الأمر شيء} قال: وليس حيث ذهبت ولكني أخبرك ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه × ان يظهر ولاية على فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله | وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد، ومناقبه التي لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي | في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك صدره فأخبر الله انه ليس له من هذا الأمر شيء إنما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا × وصيه وولى الامر بعده، فهذا عنى الله. [1]
عن جابر قال: قلت لأبي جعفر × قوله لنبيه {ليس لك من الأمر شيء} فسره لي، قال: فقال أبو جعفر ×: لشئ قاله الله ولشئ أراده الله يا جابر، ان رسول الله | كان حريصا على أن يكون علي × من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله | قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله × {ليس لك من الأمر شيء} يا محمد الأمر في علي أو وفى غيره، ألم اتل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك {آلم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} إلى قوله {فليعلمن} قال: فوض رسول الله | الامر إليه. [2]
عن جابر بن يزيد قال: تلوت على أبي جعفر × هذه الآية من قوله الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء} قال: إن رسول الله | حرص أن يكون علي × ولي الأمر من بعده وذلك الذي عنى الله {ليس لك من الأمر شيء}, وكيف لا يكون له من الأمر شيء وقد فوض إليه فقال: ما أحل النبي | فهو حلال, وما حرم النبي | فهو حرام. [3]
عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر × قال: قلت له: فسر لي قوله عز وجل لنبيه |: {ليس لك من الأمر شيء} فقال: إن رسول الله | كان حريصا على أن يكون علي بن أبي طالب × من بعده على الناس، وكان عند الله خلاف ذلك، فقال: وعنى بذلك قوله عز وجل {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} قال: فرضي رسول الله | بأمر الله عز وجل. [4]
عن أبي عبد الله عبد الرحمن، عن أبي عبد الله ×، قال: إن الله جل اسمه أنزل من السماء إلى كل إمام عهده وما يعمل به، وعليه خاتم فيفضه ويعمل بما فيه. وإن في هذا يا معشر الشيعة لبلاغا لقوم عابدين، وبيانا للمؤمنين، ومن أراد الله تعالى به الخير جعله من المصدقين المسلمين للأئمة الهادين بما منحهم الله من كرامته، وخصهم به من خيرته، وحباهم به من خلافته على جميع بريته دون غيرهم من خلقه، إذ جعل طاعتهم طاعته بقوله عز وجل: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، وقوله: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}، فندب الرسول | الخلق إلى الأئمة من ذريته الذين أمرهم الله تعالى بطاعتهم، ودلهم عليهم، وأرشدهم إليهم، بقوله |: إني مخلف فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، حبل ممدود بينكم وبين الله، ما إن تمسكتم به لن تضلوا. [5]
قال أمير المؤمنين ×: إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن. وهذا القرآن إنما هو خط مستور بين الدفتين لا ينطق بلسان، ولا بد له من ترجمان. وإنما ينطق عنه الرجال. ولما دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالى. وقد قال الله سبحانه {فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول}. فرده إلى الله أن نحكم بكتابه، ورده إلى الرسول أن نأخذ بسنته، فإذا حكم بالصدق في كتاب الله فنحن أحق الناس به، وإن حكم بسنة رسول الله | فنحن أولاهم به. [6]
عن الشعبي قال: سئل الحسن بن علي × عن هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أخاصة هي أم عامة؟ قال: نزلت في قوم خاصة فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد: {اتقوا الله ما استطعتم} فقيل: يا بن رسول الله فيمن نزلت هذه الآية؟ فنكت الأرض ساعة ثم رفع بصره ثم نكس رأسه ثم رفع فقال: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}. [7]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي. فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}. فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي. فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: إليه وإلى ذريته ×. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله. فقال النبي |: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون. فقال النبي |: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون. قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين × الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي | بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ×. [8]
عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة معروفة بخطبة الوسيلة: جعلني زلفة للمؤمنين, وحياض موت على الجبارين, وسيفه على المجرمين, وشد بي أزر رسوله, وأكرمني بنصره, وشرفني بعلمه, وحباني بأحكامه, [9] واختصني بوصيته, واصطفاني بخلافته في أمته, فقال | وقد حشده المهاجرون والأنصار, وانغصت بهم المحافل: أيها الناس إن عليا مني كهارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فعقل المؤمنون عن الله نطق الرسول إذ عرفوني أني لست بأخيه لأبيه وأمه كما كان هارون أخا موسى ‘ لأبيه وأمه, ولا كنت نبيا فاقتضى نبوة, ولكن كان ذلك منه استخلافا لي كما استخلف موسى هارون ‘ حيث يقول {اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين}. [10]
عن أبي جعفر الثاني × في قوله: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} قال: إن رسول الله | عقد عليهم لعلي × في الخلافة في عشرة مواطن, ثم أنزل الله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ×. [11]
عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي | في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين, فسلم على النبي | ورحب به, ثم التفت إلي فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته, أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له رسول الله | بلى, ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله عز وجل, قال في كتابه {إني جاعل في الأرض خليفة} والخليفة المجعول فيها آدم ×, وقال {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} فهو الثاني, وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون ‘ {اخلفني في قومي وأصلح} فهو هارون إذا استخلفه موسى × في قومه فهو الثالث, وقال عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله, وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عني, وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ, أولا تدري من هو؟ قلت لا, قال: ذاك أخوك الخضر × فاعلم. [12]
عن علي بن أسباط قال: رأيت أبا جعفر × وقد خرج علي فاخذت النظر إليه وجعلت أنظر إلى رأسه ورجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فبينا أنا كذلك حتى قعد فقال: يا علي إن الله إحتج في الإمامة بمثل ما إحتج به في النبوة، فقال: {وآتيناه الحكم صبيا} {ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة} فقد يجوز أن يؤتى الحكمة صبيا، ويجوز أن يعطاها وهو إبن أربعين سنة. [13]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي. فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}. فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي. فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: إليه وإلى ذريته ×. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله. فقال النبي |: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون. فقال النبي |: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون. قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين × الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي | بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ×. [14]
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس, القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده, وعرفتكم أنه مني وأنا ومنه, حيث يقول الله في كتابه {جعلها كلمة باقية في عقبه} وقلت: ولن تضلوا ما تمسكتم. [15]
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي ×, قال قلت: قوله {إنه لقول رسول كريم}, قال ×: يعني جبرئيل عن الله في ولاية علي ×, قال: قلت: {وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون} قال: قالوا: إن محمدا كذاب على ربه وما أمره الله بهذا في علي, فأنزل الله بذلك قرآنا فقال: إن ولاية علي × {تنزيل من رب العالمين ولو تقول علينا} محمد {بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين} ثم عطف القول فقال: إن ولاية علي × {لتذكرة للمتقين} للعالمين {وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} وإن عليا × {لحسرة على الكافرين} وإن ولايته {لحق اليقين فسبح} يا محمد {باسم ربك العظيم} يقول: اشكر ربك العظيم الذي أعطاك هذا الفضل.[16]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ في قول الله عز ذكره {فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا} الذين أقروا بولايتنا فأولئك تحروا رشدا {وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه} قتل الحسين × {ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا} وأن الأئمة من أهل بيت محمد | فلا تتخذوا من غيرهم إماما {وأنه لما قام عبد الله يدعوه} يعني محمدا | يدعوهم إلى ولاية علي × كادت قريش {كادوا يكونون عليه لبدا} أي يتعاون عليه {قل إنما أدعوا ربي} أي أمر ربي {ولا أشرك به أحدا قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا} أي إن أراد الله أن يضلكم عن ولايته ضرا ولا رشدا {قل إني لن يجيرني من الله أحد} إن كتمت ما أمرت به {ولن أجد من دونه ملتحدا} يعني ولا {إلا بلاغا من الله} أبلغكم ما أمرني الله به من ولاية علي بن أبي طالب × {ومن يعص الله ورسوله} في ولاية علي بن أبي طالب × ولايته {فإن له نار جهنم خالدين فيها أبدا} قال النبي |: يا علي, أنت قسيم النار, تقول: هذا لي وهذا لك, قالوا: فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار؟ فأنزل الله تعالى {حتى إذا رأوا ما يوعدون} يعني الموت والقيامة {فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا} قالوا: فمتى يكون هذا؟ قال الله لمحمد |: {قل إن أدري أقريب ما توعدون أم يجعل له ربي أمدا} قال أجلا {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول} قال يعني علي المرتضى × من رسول الله | وهو منه, قال الله: {فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا} قال: في قلبه العلم ومن خلفه الرصد يعلمه علمه, ويزقه العلم زقا, ويعلمه الله إلهاما, قال: فالإلهام من الله والرصد التعليم من النبي |, بلغ الله أن قد بلغ رسالات ربي {وأحاط} علي بما لدى الرسول من العلم {وأحصى كل شيء عددا} ما كان وما يكون منذ خلق الله آدم × إلى أن تقوم الساعة من فتنة أو زلزلة أو خسف أو قذف أو أمة هلكت فيما مضى أو تهلك فيما بقي, فكم من إمام جائر أو عادل أو من يموت موتا, أو يقتل قتلا, وكم من إمام مخذول لا يضره خذلان من خذله, وكم من إمام منصور لا ينفعه نصرة من نصره. [17]
عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في قوله {ذي قوة عند ذي العرش مكين} قال: يعني جبرئيل ×, قلت: قوله: {مطاع ثم أمين}, قال: يعني رسول الله |, هو المطاع عند ربه الأمين يوم القيامة, قلت: قوله: {وما صاحبكم بمجنون}, قال: يعني النبي |, ما هو بمجنون في نصبه أمير المؤمنين × علما للناس, قلت: قوله {وما هو على الغيب بضنين}, قال: ما هو تبارك وتعالى على نبيه | بغيبه بضنين عليه, قلت: قوله {وما هو بقول شيطان رجيم}, قال: يعني الكهنة الذين كانوا في قريش, فنسب كلامهم إلى كلام الشياطين الذين كانوا معهم يتكلمون على ألسنتهم, فقال: {وما هو بقول شيطان رجيم} مثل أولئك, قلت: قوله {فأين تذهبون إن هو إلا ذكر للعالمين}, قال: أين تذهبون في علي ×, يعني ولايته, أين تفرون منها {إن هو إلا ذكر للعالمين} لمن أخذ الله ميثاقه على ولايته, قلت: قوله {لمن شاء منكم أن يستقيم} قال: في طاعة علي والأئمة (عليهم السلام) من بعده, قلت قوله: {وما تشاؤن إلا أن يشاء الله رب العالمين} قال: لأن المشية إليه تبارك وتعالى لا إلى الناس. [18]
* لا يمكن للناس أن تختار الإمام
عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي قال في حديث طويل مع القائم #: قلت: فأخبرني يا مولاي، عن العلة التي تمنع القوم من اختيار إمام لأنفسهم. قال: مصلح، أو مفسد؟ قلت: مصلح. قال: هل يجوز أن تقع خيرتهم على الفساد بعد أن لا يعلم أحد ما يخطر ببال غيره من صلاح أو فساد؟ قلت: بلى. قال: فهي العلة أوردها لك ببرهان ينقاد له عقلك, أخبرني عن الرسل الذين اصطفاهم الله، وأنزل عليهم علمه، وأيدهم بالوحي والعصمة، إذ هم أعلام الأمم، وأهدى إلى الاختيار منهم، مثل موسى وعيسى ‘، هل يجوز مع وفور عقلهما، وكمال علمهما، إذا هما بالاختيار أن تقع خيرتهما على المنافق، وهما يظنان أنه مؤمن؟ قلت: لا. قال ×: فهذا موسى كليم الله، مع وفور عقله، وكمال علمه، اختار من أعيان قومه ووجوه عسكره لميقات ربه سبعين رجلا، ممن لم يشك في إيمانهم وإخلاصهم، فوقعت خيرته على المنافقين، قال الله {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} وقوله {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة}. فلما وجدنا اختيار من قد اصطفاه الله لنبوته واقعا على الأفسد دون الأصلح وهو يظن أنه الأصلح دون الأفسد، علمنا أن لا اختيار إلا لمن يعلم ما تخفي الصدور، وتكن الضمائر، وتنصرف عليه السرائر، وأن لا خطر لاختيار المهاجرين والأنصار بعد وقوع خيرة الأنبياء على ذوي الفساد، لما أرادوا أهل الصلاح. [19]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: وقال في الذين استولوا على تراث رسول الله | بغير حق من بعد وفاته {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون} فلو جاز للأمة الايتمام بمن لا يعلم أو بمن يجهل لم يقل إبراهيم × لأبيه {لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا} فالناس أتباع من اتبعوه من أئمة الحق وأئمة الباطل. [20]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: وأما قوله {ويتلوه شاهد منه} فذلك حجة الله أقامها على خلقه وعرفهم أنه لا يستحق مجلس النبي إلا من يقوم مقامه, ولا يتلوه إلا من يكون في الطهارة مثله, لئلا يتسع لمن ماسه حس الكفر في وقت من الأوقات انتحال الاستحقاق بمقام رسول الله |, وليضيق العذر على من يعينه على إثمه وظلمه, إذ كان الله قد حظر على من ماسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لإبراهيم × {لا ينال عهدي الظالمين} أي المشركين, لأنه سمى الشرك ظلما بقوله {إن الشرك لظلم عظيم} فلما علم إبراهيم × أن عهد الله تبارك وتعالى اسمه بالإمامة لا ينال عبدة الأصنام قال: واجنبني وبني أن نعبد الأصنام. [21]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ولن يؤمن بالله إلا من آمن برسوله وحججه في أرضه, قال الله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وما كان الله عز وجل ليجعل لجوارح الإنسان إماما في جسده ينفي عنها الشكوك ويثبت لها اليقين وهو القلب ويهمل ذلك في الحجج, وهو قوله تعالى {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} وقال {لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} وقال تعالى {أن تقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير} وقال سبحانه {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا} الآية, ثم فرض على الأمة طاعة ولاة أمره القوام بدينه كما فرض عليهم طاعة رسول الله | فقال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}. [22]
عن أنس, قال النبي | إن الله خلق آدم × من طين كيف يشاء, ثم قال: {ويختار} إن الله تعالى اختارني وأهل بيتي عن جميع الخلق فانتجبنا, فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب × الوصي, ثم قال {ما كان لهم الخيرة} يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني أختار من أشاء, فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه, ثم قال {سبحان الله} يعني تنزيها لله عما يشركون به كفار مكة, ثم قال {وربك} يا محمد {يعلم ما تكن صدورهم} من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك, {وما يعلنون بألسنتهم} من الحب لك ولأهل بيتك. [23]
عن أنس, قال النبي | إن الله خلق آدم × من طين كيف يشاء, ثم قال: {ويختار} إن الله تعالى اختارني وأهل بيتي عن جميع الخلق فانتجبنا, فجعلني الرسول وجعل علي بن أبي طالب × الوصي, ثم قال {ما كان لهم الخيرة} يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ولكني أختار من أشاء, فأنا وأهل بيتي صفوة الله وخيرته من خلقه, ثم قال {سبحان الله} يعني تنزيها لله عما يشركون به كفار مكة, ثم قال {وربك} يا محمد {يعلم ما تكن صدورهم} من بغض المنافقين لك ولأهل بيتك, {وما يعلنون بألسنتهم} من الحب لك ولأهل بيتك. [24]
عن الإمام الرضا × في حديث طويل في فضل الإمام, قال ×: رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم, والقرآن يناديهم {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون} وقال عز وجل {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} الآية, وقال {ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} وقال عز وجل {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}, أم {طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون}, أم {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}, أم {قالوا سمعنا وعصينا}, بل هو {فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} – إلى أن قال - فهو معصوم مؤيد, موفق مسدد, قد أمن من الخطايا والزلل والعثار, يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده, وشاهده على خلقه, و{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. [25]
* لا تكون في ظالم
عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله |: أنا دعوة أبي إبراهيم. فقلنا: يا رسول الله، وكيف صرت دعوة أبيك إبراهيم؟ قال: أوحى الله إلى إبراهيم {أني جاعلك للناس إماما}, فاستخف إبراهيم الفرح، فقال: يا رب، {ومن ذريتي} أئمة مثلي؟ فأوحى الله إليه: أن يا إبراهيم، إني لا أعطيك عهدا لا أفي لك به. قال: يا رب، ما العهد الذي لا تفي لي به؟ قال: لا أعطيك لظالم من ذريتك. قال: يا رب، ومن الظالم من ولدي الذي لا ينال عهدك؟ قال: من سجد لصنم من دوني لا أجعله إماما أبدا، ولا يصح أن يكون إماما. قال إبراهيم: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام رب إنهن أضللن كثيرا من الناس}. قال النبي |: فانتهت الدعوة إلي وإلى أخي علي × لم يسجد أحد منا لصنم قط، فاتخذني الله نبيا، وعليا × وصيا. [26]
عن عبد الحميد بن نصر قال: قال أبو عبد الله ×: ينكرون الامام المفترض الطاعة ويجحدون به والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من مفترض الطاعة, وقد كان إبراهيم دهرا ينزل عليه الامر من الله وما كان مفترض الطاعة حتى بدا لله ان يكرمه ويعظمه فقال: {إني جاعلك للناس إماما} فعرف إبراهيم ما فيها من الفضل قال: ومن ذريتي؟ فقال: {لا ينال عهدي الظالمين} قال أبو عبد الله ×: أي إنما هي في ذريتك لا يكون في غيرهم. [27]
عن هشام بن الحكم, عن أبي عبد الله × في قول الله {إني جاعلك للناس إماما} قال: فقال: لو علم الله أن اسما أفضل منه لسمانا به. [28]
* آتاهم الله تعالى الإمامة
[29]
من رسالة أمير المؤمنين × لمعاوية: ولعمري يا معاوية لو ترحمت عليك وعلى طلحة والزبير كان ترحمي عليكم واستغفاري لكم لعنة عليكم وعذابا, وما أنت وطلحة والزبير بأعظم جرما ولا أصغر ذنبا ولا أهون بدعة وضلالة من الذين أسسا لك ولصاحبك الذي تطلب بدمه ووطئا لكما ظلمنا أهل البيت وحملاكم على رقابنا, قال الله تبارك وتعالى: {ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا أم لهم نصيب من الملك فإذا لا يؤتون الناس نقيرا أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} فنحن الناس ونحن المحسودون قال الله عز وجل: {لقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} فالملك العظيم أن جعل منهم أئمة من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله والكتاب والحكمة والنبوة فلم يقرون بذلك في آل إبراهيم × وينكرونه في آل محمد |. يا معاوية فإن تكفر بها أنت وصاحبك ومن قبلك من طغام أهل الشام واليمن والاعراب أعراب ربيعة ومضر جفاة الأمة, فقد وكل الله بها قوما ليسوا بها بكافرين. [30]
عن بريد العجلي, عن أبي جعفر × في قول الله تبارك وتعالى: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} قال: جعل منهم الرسل والأنبياء والأئمة, فكيف يقرون في آل إبراهيم × وينكرونه في آل محمد |؟! قال: قلت: {وآتيناهم ملكا عظيما}؟ قال: الملك العظيم أن جعل فيهم أئمة، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله، فهو الملك العظيم. [31]
من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: وأما الذي أنكرت من نسبي من إبراهيم وإسماعيل ‘ وقرابتي من محمد | وفضلي وحقي وملكي وإمامتي فإنك لم تزل منكرا لذلك لم يؤمن به قلبك ألا وإنا أهل البيت كذلك لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن. والذي أنكرت من قول الله عز وجل: {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما} فأنكرت أن تكون فينا فقد قال الله: {النبي أول بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} ونحن أولى به. [32]
* الله تعالى يأمر الإمام أن يوصي للإمام اللاحق
في رواية ابن أبي يعفور, عن أبي عبد الله × قال {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} قال: أمر الله الإمام أن يدفع ما عنده إلى الإمام الذي بعده، وأمر الله الأئمة أن تحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يطيعوهم. [33]
عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر × {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} فيمن نزلت؟ قلت: يقولون في الناس, قال: أفكل الناس يحكم بين الناس؟ أعقل فينا نزلت. [34]
عن معلى بن خنيس, عن الصادق × قال: قلت له: قول الله عز وجل {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} قال: على الامام أن يدفع ما عنده إلى الامام الذي بعده، وأمرت الأئمة أن يحكموا بالعدل، وأمر الناس أن يتبعوهم. [35]
عن محمد الحلبي, عن أبي عبد الله × قال: الامام يعرف بثلاث خصال: إنه أولى الناس بالذي قبله, وعنده سلاح رسول الله |، وعنده الوصية، وهو الذي قال الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} وقال: السلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور الملك حيث دار السلاح، كما كان يدور حيث دار التابوت. [36]
* الإمامة في صلب الإمام الحسين ×
عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر ×: إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام, فغضب أبو جعفر × ثم قال: أفلا قلت له؟ قال: قلت: لا والله ما دريت ما أقول, قال: أفلا قلت له: إن رسول الله | أوصى إلى علي والحسن والحسين, فلما مضى علي × أوصى إلى الحسن والحسين ‘, ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك, ولم يكن ليفعل ذلك, وأوصى الحسن إلى الحسين ‘, ولو ذهب يزويها عنه لقال: أنا وصي مثلك من رسول الله | ومن أبي, ولم يكن ليفعل ذلك, قال الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض} هي فينا وفي أبنائنا. [37]
عن أبي عبد الله ×, قال: قلت له: أخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين, كيف ذلك؟ وما الحجة فيه؟ قال: لما حضر الحسين × ما حضره من أمر الله, لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصي بها فيهم، يقول الله: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالإمامة, وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها، فصارت الإمامة إلى الحسين، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة. [38]
عن عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله ×: ما عنى الله عز وجل بقوله {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال: نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة, فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين |, ثم الحسن ثم الحسين ‘, ثم وقع تأويل هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} وكان علي بن الحسين × إماما, ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء, فطاعتهم طاعة الله, ومعصيتهم معصية الله عز وجل. [39]
عن عبد العلي بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الله عز وجل خص عليا × بوصية رسول الله | وما يصيبه له, فأقر الحسن والحسين ‘ له بذلك, ثم وصيته للحسن, وتسليم الحسين للحسن ‘ ذلك, حتى أفضى الأمر إلى الحسين ×, لا ينازعه فيه أحد, له من السابقة مثل ما له, واستحقها علي بن الحسين × لقول الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. [40]
عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} [41] وفينا نزلت هذه الآية {وجعلها كلمة باقية في عقبه} والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب × إلى يوم القيامة. [42]
عن أبي عبد الله × قال: لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ‘ أبدا, إنما جرت من علي بن الحسين × كما قال الله تبارك وتعالى {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. [43]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فكان علي والحسن والحسين وفاطمة, فأدخلهم رسول الله | تحت الكساء في بيت أم سلمة, ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي, فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير, ولكن هؤلاء أهلي وثقلي, فلما قبض رسول الله | كان علي × أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله | وإقامته للناس وأخذه بيده, فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين ‘: إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك, فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك, وبلغ فينا رسول الله | كما بلغ فيك, وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك, فلما مضى علي [44] كان الحسن ‘ أولى بها لكبره, فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك, والله عز وجل يقول {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين ×: أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك, وبلغ في رسول الله | كما بلغ فيك وفي أبيك, وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك, فلما صارت إلى الحسين × لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه, ولم يكونا ليفعلا, ثم صارت حين أفضت إلى الحسين × فجرى تأويل هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ‘, ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ×, وقال: الرجس هو الشك, والله لا نشك في ربنا أبدا. [45]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فيمن نزلت؟ فقال ×: نزلت في الإمرة, إن هذه الآية جرت في ولد الحسين × من بعده,[46] فنحن أولى بالأمر وبرسول الله | من المؤمنين والمهاجرين والأنصار, قلت: فولد جعفر لهم فيها نصيب؟ قال: لا, قلت: فلولد العباس فيها نصيب؟ فقال: لا, فعددت عليه بطون بني عبد المطلب كل ذلك يقول: لا, قال: ونسيت ولد الحسن ×, فدخلت بعد ذلك عليه فقلت له: هل لولد الحسن × فيها نصيب؟ فقال: لا والله يا عبد الرحيم, ما لمحمدي فيها نصيب غيرنا. [47]
عن عبد العلي بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الله عز وجل خص عليا × بوصية رسول الله | وما يصيبه له, فأقر الحسن والحسين ‘ له بذلك, ثم وصيته للحسن × وتسليم الحسين للحسن ذلك, حتى أفضى الأمر إلى الحسين × لا ينازعه فيه أحد له من السابقة مثل ما له, واستحقها علي بن الحسين × لقول الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب, وأعقاب الأعقاب. [48]
عن أبي عبد الله × قال: لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ‘ أبدا, إنها جرت من علي بن الحسين × كما قال عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب, وأعقاب الأعقاب. [49]
[50]
عن أبي هريرة قال: سألت رسول الله | عن قوله عز وجل {وجعلها كلمة باقية في عقبه} قال: جعل الإمامة في عقب الحسين × يخرج من صلبه تسعة من الأئمة, ومنهم مهدي هذه الأمة, [51] ثم قال |: لو أن رجلا صفن بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لأهل بيتي دخل النار. [52]
[53]
[54]
عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب × أنه قال: فينا نزلت هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}, [55] وفينا نزلت هذه الآية {وجعلها كلمة باقية في عقبه} والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب × إلى يوم القيامة. [56]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {وجعلها كلمة باقية في عقبه} إنها في الحسين ×, تنتقل من ولد إلى ولد لا ترجع إلى أخ ولا عم. [57]
[58]
[59]
[60]
عن الفضيل بن الزبير قال: سمعت زيد بن علي × يقول: المنتظر من ولد الحسين بن علي (عليهم السلام) في ذرية الحسين وفي عقب الحسين ×, وهو المظلوم الذي قال الله تعالى {ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه} قال: وليه رجل من ذريته من عقبه ثم قرأ {وجعلها كلمة باقية في عقبه} {سلطانا فلا يسرف في القتل} قال: سلطانه حجته على جميع من خلق الله تعالى, حتى يكون له الحجة على الناس ولا يكون لأحد عليه حجة. [61]
عن جابر بن عبد الله قال: أتبع جل ذكره مدح الحسين بن علي × بذم عبد الرحمن بن أبي بكر. قال جابر بن يزيد، فذكرت هذا الحديث لأبي جعفر ×, فقال أبو جعفر ×: يا جابر، والله لو سبقت الدعوة من الحسين ×: وأصلح لي ذريتي، كانوا ذريته كلهم أئمة طاهرين ولكن سبقت الدعوة: {وأصلح لي في ذريتي}، فمنهم الأئمة (عليهم السلام) واحدا فواحدا، ثبت الله بهم حجته. [62]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا} فكان إبراهيم × وحده أمة, ثم رفده بعد كبره بإسماعيل وإسحاق, وجعل {في ذريتهما النبوة والكتاب}, وكذلك رسول الله | كان وحده أمة, ثم رفده بعلي وفاطمة ‘, وكثره بالحسن والحسين ‘ كما كثر إبراهيم بإسماعيل وإسحاق, وجعل الإمامة التي هي خلف النبوة في ذريته من ولد الحسين بن علي × كما جعل النبوة في ذرية إسحاق, ثم ختمها بذرية إسماعيل وكذلك كانت الإمامة في الحسن بن علي × لسبقه قال الله عز وجل في ذلك {والسابقون السابقون أولئك المقربون}, فكان الحسن أسبق من الحسين ‘, ثم نقل الله عز وجل الإمامة إلى ولد الحسين × كما نقل النبوة من ولد إسحاق إلى ولد إسماعيل ‘ – إلى أن قال × - فلما قبض الله نبيه | كان علي بن أبي طالب×ص أولى الناس بالإمامة بعد رسول الله | لقول الله عز وجل {والسابقون السابقون أولئك المقربون}, ولقول رسول الله | في الحسن والحسين ‘: هما سيدا شباب أهل الجنة, وأبوهما خير منهما, ولقوله |: الحسن والحسين ‘: إماما حق, قاما أو قعدا, وأبوهما خير منهما, فكان علي × أولى بالإمامة من الحسن والحسين ‘ لأنه السابق, فلما قبض كان الحسن × أولى بالإمامة من الحسين × بحجة السبق, وذلك قوله {والسابقون السابقون}, فكان الحسن أسبق من الحسين ‘ وأولى بالإمامة, فلما حضرت الحسن × الوفاة لم يجز أن يجعلها في ولده, وأخوه نظيره في التطهير وله بذلك وبالسبق فضيلة على ولد الحسن, فصارت إليه, فلما حضرت الحسين × الوفاة لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه دون ولده, لقول الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}, فكان ولده أقرب إليه رحما من ولد أخيه, وكانوا أولى بها, فأخرجت هذه الآية ولد الحسن وحكمت لولد الحسين ‘, فهي فيهم جارية إلى يوم القيامة {والحمد لله رب العالمين}. [63]
* الأرض لا تخلو من إمام
عن الحسن × قال: خطب رسول الله | يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر الناس, كأني أدعى فأجيب, وإني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله, وعترتي أهل بيتي, ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا, فتعلموا منهم ولا تعلموهم, فإنهم أعلم منكم, لا يخلو الأرض منهم, ولو خلت إذا لساخت بأهلها. ثم قال ×: اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع, وأنك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع, أو خائف مغمور, لكيلا تبطل حجتك ولا تضل أولياؤك بعد إذ هديتهم, أولئك الأقلون عددا, الأعظمون قدرا عند الله, فلما نزل عن منبره قلت: يا رسول الله, أما أنت الحجة على الخلق كلهم؟ قال: يا حسن, إن الله يقول: {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} فأنا المنذر, وعلي الهادي. [64]
عن زيد بن علي × في حديث طويل: إلا أنا أهل البيت ليس يخلو أن يكون فينا مأمور على الكتاب والسنة, لأن الله تعالى قال: {وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون} فإذا ضل الناس لم يكن الهادي إلا منا, علمنا علما جهله من هو دوننا ما نعناه في علمنا, ولم يضرنا ما فارقنا فيه غيرنا مما لم يبلغه علمنا. [65]
عن مصدق بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لن تخلو الأرض من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق, ثم تلا هذه الآية {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}. [66]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × أنه قال: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره} والله لو تركتم هذا الأمر ما تركه الله. [67]
عن هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي ومولاي يعني الرضا × في دار المأمون, وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا × قد توفي ولم يصح هذا القول, فدخلت أريد الإذن عليه, قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمي, وكان يتوالى سيدي حق ولايته, وإذا صبيح قد خرج, فلما رآني قال لي: يا هرثمة, ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته؟ قلت: بلى, قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل فدخلت عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع, وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة, فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه, وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا, فقال لنا: هذا العهد لازم لكم, أنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا فيه شيئا, قال: فحلفنا له, فقال: يأخذ كل واحد منكم سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا في حجرته, فإن وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه, ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به وصيروا إلي, وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم, وعشر ضياع منتخبة, والحظوظ عندي ما حييت وبقيت, قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته, فوجدناه × مضطجعا يقلب طرف يديه ويكلم بكلام لا نعرفه, قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي, وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه, فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف, فطووا على بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون, فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين, قال: لا تعيدوا شيئا مما كان, فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار وأظهر وفاته وقعد للتعزية, ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه, فلما دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد, ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين, فقال: أسرعوا وانظروا, قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيدي × جالس في محرابه يصلي ويسبح, فقلت: يا أمير المؤمنين, هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلي ويسبح, فانتفض المأمون وارتعد ثم قال: غدرتموني لعنكم الله, ثم التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: يا صبيح, أنت تعرفه, فانظر من المصلي عنده, قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا, ثم صرت إليه عند عتبة الباب قال × لي: يا صبيح, قلت: لبيك يا مولاي, وقد سقطت لوجهي, فقال: قم يرحمك الله {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم} {والله متم نوره ولو كره الكافرون}, قال: فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع الليل المظلم, فقال لي: يا صبيح, ما وراءك؟ فقلت له: يا أمير المؤمنين, هو والله جالس في حجرته وقد ناداني وقال لي كيت وكيت, قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه, وقال: قولوا إنه كان غشي عليه وإنه قد أفاق, قال هرثمة: فأكثرت لله عز وجل شكرا وحمدا, ثم دخلت على سيدي الرضا × فلما رآني قال: يا هرثمة, لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا وولايتنا, فقلت: نعم يا سيدي, ثم قال ×: يا هرثمة, والله لا يضرنا كيدهم شيئا {حتى يبلغ الكتاب أجله}. [68]
* الأئمة عليهم السلام خلفاء الله تعالى في الأرض
عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول ×: ألا تدلني إلى من آخذ عنه ديني؟ فقال: هذا ابني علي ×, إن أبي اخذ بيدي فأدخلني إلى قبر سول الله | فقال: يا بني, إن الله عز وجل قال: {إني جاعل في الأرض خليفة} وإن الله عز وجل إذا قال قولا وفى به. [69]
عن صالح بن ميثم، عن أبيه قال: بينما أنا في السوق إذ أتاني الأصبغ بن نباتة فقال لي: ويحك يا ميثم لقد سمعت من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × حديثا صعبا شديدا فاما يكون كذلك؟ قلت: وما هو؟ قال: سمعته × يقول: ان حديثنا أهل البيت صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان. فقمت من فورتي، فأتيت عليا × فقلت: يا أمير المؤمنين حديث أخبرني به الأصبغ بن نباتة عنك فقد ضقت به ذرعا، قال: وما هو؟ فأخبرته، قال: فتبسم ثم قال: اجلس يا ميثم أو كل علم يحتمله عامل، ان الله تعالى قال للملائكة: {اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون} فهل رأيت الملائكة احتملوا العلم؟ قال: قلت: هذه والله أعظم من ذلك، قال: والأخرى: ان موسى × أنزل الله عز وجل عليه التوراة فظن أن لا أحد أعلم منه، فأخبره الله عز وجل ان في خلقي من هو أعلم منك وذاك إذ خاف على نبيه العجب، قال فدعا ربه ان يرشده إلى العالم، قال: فجمع الله بينه وبين الخضر فخرق السفينة فلم يحتمل ذاك موسى، وقتل الغلام فلم يحتمله وأقام الجدار فلم يحتمله، وأما المؤمنون فان نبينا | أخذ يوم غدير خم بيدي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، فهل رأيت احتملوا ذلك إلا من عصمه الله منهم، فابشروا ثم أبشروا فان الله تعالى قد خصكم بما لم يخص به الملائكة والنبيين والمرسلين فيما احتملتم من أمر رسول الله | وعلمه. [70]
* التسليم على أمير المؤمنين × بإمرة المؤمنين
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي × بإمرة المؤمنين وقولوا {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} الآية, معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب × عند الله عز وجل, وقد أنزلها في القرآن, أكثر من أن أحصيها في مقام واحد, فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. [71]
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي × بإمرة المؤمنين وقولوا {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله} الآية, معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب × عند الله عز وجل, وقد أنزلها في القرآن, أكثر من أن أحصيها في مقام واحد, فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. [72]
عن زيد بن الجهم الهلالي, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول: لما نزلت ولاية علي بن أبي طالب × وكان من قول رسول الله | سلموا على علي × بإمرة المؤمنين, فكان مما أكد الله عليهما في ذلك اليوم, يا زيد, قول رسول الله | لهما: قوما فسلما عليه بإمرة المؤمنين, فقالا: أمن الله أو من رسوله, يا رسول الله؟ فقال لهما رسول الله |: من الله ومن رسوله, فأنزل الله عز وجل {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون}[73] يعني به قول رسول الله | لهما, وقولهما: أمن الله أو من رسوله؟ - إلى أن قال - {إنما يبلوكم الله به} يعني بعلي × {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون. ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن} يوم القيامة {عما كنتم تعملون ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} يعني بعد مقالة رسول الله | في علي × {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني به عليا × {ولكم عذاب عظيم}. [74]
في قوله: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} فإنه حدثني أبي رفعه قال: قال أبو عبد الله × لما نزلت الولاية وكان من قول رسول الله | بغدير خم, سلموا على علي × بإمرة المؤمنين, فقالوا: أمن الله ورسوله؟ فقال | لهم: نعم حقا من الله ورسوله، فقال: إنه أمير المؤمنين, وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, يقعده الله يوم القيامة على الصراط, فيدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه النار, وأنزل الله عز وجل {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها}. [75]
عن زيد بن الجهم, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته وهو يقول: لما سلموا على علي × بإمرة المؤمنين, قال رسول الله | لأبي بكر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين, فقال: من الله ومن رسوله يا رسول الله؟ قال: نعم من الله ومن رسوله, ثم قال لعمر: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين, قال: من الله ومن رسوله؟ قال: نعم من الله ومن رسوله, ثم قال: يا مقداد, قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين, فلم يقل شيئا ثم قام فسلم, ثم قال: قم يا سلمان فسلم على علي بإمرة المؤمنين, فقام فسلم, ثم قال: قم يا أبا ذر فسلم على علي بإمرة المؤمنين, فقام ولم يقل شيئا, ثم قام فسلم, ثم قال: قم يا حذيفة, فقام ولم يقل شيئا وسلم, ثم قال: قم يا ابن مسعود, فقام فسلم ثم قال: قم يا عمار, فقام عمار وسلم, ثم قال: قم يا بريدة الأسلمي, فقام فسلم, حتى إذا خرج الرجلان وهما يقولان: لا نسلم له ما قال أبدا, فأنزل الله عز وجل {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون}. [76]
عن زيد بن الجهم الهلالي, عن أبي عبد الله ×, قال: لما نزلت ولاية علي بن أبي طالب × وكان من قول رسول الله | سلموا على علي × بإمرة المؤمنين, فكان مما أكد الله عليهما في ذلك اليوم, يا زيد, قول رسول الله | لهما: قوما فسلما عليه بإمرة المؤمنين, فقالا: أمن الله أو من رسوله, يا رسول الله؟ فقال لهما رسول الله |: من الله ومن رسوله, فأنزل الله عز وجل {ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون}[77] يعني به قول رسول الله | لهما, وقولهما: أمن الله أو من رسوله؟ - إلى أن قال - {إنما يبلوكم الله به} يعني بعلي × {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن} يوم القيامة {عما كنتم تعملون ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} يعني بعد مقالة رسول الله | في علي × {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني به عليا × {ولكم عذاب عظيم}. [78]
عن زيد بن الجهم, عن أبي عبد الله × في حديث عن بيعة الغدير, قال: {إنما يبلوكم الله به} يعني عليا × {وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدي من يشاء ولتسئلن عما كنتم تعملون ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها} بعد ما سلمتم على علي × بإمرة المؤمنين {وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله} يعني عليا {ولكم عذاب عظيم}. ثم قال لي: لما أخذ رسول الله | بيد علي × فأظهر ولايته, قالا جميعا: والله من تلقاء الله ولا هذا إلا شيء أراد أن يشرف به ابن عمه, فأنزل الله عليه {ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين فما منكم من أحد عنه حاجزين وإنه لتذكرة للمتقين وإنا لنعلم أن منكم مكذبين} يعني فلانا وفلانا {وإنه لحسرة على الكافرين} يعني عليا × {وإنه لحق اليقين} يعني عليا {فسبح باسم ربك العظيم}. [79]
عن الصادق × {وأوفوا بعهد الله} إلى أربع آيات نزلت في ولاية علي × وما كان من قوله | سلموا على علي × بإمرة المؤمنين. [80]
* علة عدم التصريح بالإمامة
قال أمير المؤمنين × في حديث طويل: إن الله علم من نبينا | ومن الحجج في الأرض الصبر على ما لم يطق من تقدمهم من الأنبياء الصبر على مثله, فبعثه الله بالتعريض لا بالتصريح, وأثبت حجة الله تعريضا لا تصريحا بقوله في وصيه: من كنت مولاه فهذا مولاه, وهو مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وليس من خليقة النبي ولا من النبوة أن يقول قولا لا معنى له, فلزم الأمة أن تعلم أنه لما كانت النبوة والأخوة موجودتين في خلقة هارون ومعدومتين فيمن جعله النبي | بمنزلته أنه قد استخلفه على أمته كما استخلف موسى هارون ‘ حيث قال له {اخلفني في قومي} ولو قال لهم: لا تقلدوا الإمامة إلا فلانا بعينه وإلا نزل بكم العذاب, لأتاهم العذاب وزال باب الإنظار والإمهال. [81]
* الغدير
* اكمال الدين واتمام النعمة بولاية أمير المؤمنين ×
عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتى قبض الله رسوله |. [82]
عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لما نزل رسول الله | عرفات يوم الجمعة, أتاه جبرئيل × فقال له: يا محمد إن الله يقرئك السلام, ويقول لك قل لأمتك {اليوم أكملت لكم دينكم} بولاية علي بن أبي طالب × {وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة, ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها. [83]
عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن زرارة, والفضيل بن يسار, وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية قالوا جميعا: قال أبو جعفر ×: وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرائض, فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال أبو جعفر ×: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرايض. [84]
عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا في أيام علي بن موسى الرضا ‘ بمرو, فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا, فإذا رأى الناس أمر الإمامة وذكروا كثره اختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي ومولاي الرضا × فأعلمته ما خاض الناس فيه, فتبسم × ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم, ان الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه | حتى أكمل له الدين, وانزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ, بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه كملا, فقال عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} وانزل في حجه الوداع وفي آخر عمره | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وأمر الإمامة في تمام الدين, ولم يمض | حتى بين لامته معالم دينهم, وأوضح لهم سبيلهم, وتركهم على قصد الحق, وأقام لهم عليا × علما واماما, وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه, فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله عز وجل, ومن رد كتاب الله فهو كافر, هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟ [85]
عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر × يقول: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة - وعد الفرائد الى ان قال - ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه. [86]
عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله | لما أسري به إلى السماء، انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل: {خلق الظلمات والنور}، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال: له جبرئيل ×: يا محمد، اعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه، فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر. فعبر رسول الله |، حتى انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمد. فقال له: يا جبرئيل، ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم رسول الله | ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته, انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك. فهبط رسول الله |، فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك}، فاحتمل رسول الله | ذلك حتى كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، فقال رسول الله |: تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عز وجل، فإن يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة. قال: وسلم جبرئيل على علي × بإمرة المؤمنين، فقال علي ×: يا رسول الله، أسمع الكلام ولا أحس الرؤية. فقال: يا علي، هذا جبرئيل، أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني. ثم أمر رسول الله | رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول الله | بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمد، أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا × وزيرك. ثم أخذ | بيدي علي بن أبي طالب ×، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. [87] فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيع: نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية. فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}، فكرر رسول الله | ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم، بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب ×. وصلى الله على محمد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل. [88]
عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله | دعا الناس إلى علي × بغدير خم، وأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك، فقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا عليا × وأخذ بضبعيه ورفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فقال رسول الله |: الله أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي × من بعدي, ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن، فقال |: قل على بركة الله، فقام حسان، فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة رسول الله |:
يناديهم يوم الغدير نبيهم ... بخم فأكرم بالرسول مناديا
يقول: فمن مولاكم ووليكم ... فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا ... ولا تجدن منا لك الدهر عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني ... رضيتك من بعدي إماما وهاديا. [89]
عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} فقال جعفر بن محمد ×: الحجة البالغة: التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم تلا جعفر بن محمد ×: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. ثم أنشأ جعفر بن محمد × محدثا يقول: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله, فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل × بقول الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فبعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل الله لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم الإسلام دينا، فاسمعوا له وأطيعوا له تفوزوا. واعلموا أن مثل علي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف عنه هلك وغوى. فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه. [90]
عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انصرف رسول الله | من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها: ضوجا، فنزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما نزلت عصمته من الناس، نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه وقال |: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجوا بأجمعهم، وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب ×، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على امة محمد |، ثم أنزل الله تعالى على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال أبو جعفر ×: فقبلوا من رسول الله | كل ما أمرهم الله من الفرائض في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وصدقوه على ذلك. قال ابن إسحاق: قلت لأبي جعفر ×: متى كان ذلك؟ قال: لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشر، عند منصرفه من حجة الوداع، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي | مائة يوم، وكان سمع رسول الله | بغدير خم اثنا عشر رجلا. [91]
قال أبو عبد الله جعفر الصادق ×: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه | بكراع الغميم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} - فذكر قيام رسول الله | بالولاية بغدير خم - قال: ونزل جبرئيل × بقول الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} بعلي أمير المؤمنين ×, في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم, وأتم عليكم نعمته, ورضي لكم الإسلام دينا, فاسمعوا له وأطيعوا تفوزوا وتغنموا. [92]
عن جعفر × {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: بعلي بن أبي طالب ×. [93]
عن جعفر, عن أبيه ‘ في قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة دون الناس. [94]
عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر × يقول: حين أنزل الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: فكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ×. [95]
في حديث المفاخرة بين الإمام الحسين × وأمير المؤمنين ×, قال أمير المؤمنين ×: انا نعمة الله تعالى التي أنعم الله بها على خلقه. انا الذي قال الله تبارك وتعالى في، وفى حقي: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فمن أجنى كان مسلما مؤمنا كامل الدين. [96]
عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية, ثم لم ينزل بعدها فريضة, ثم نزل {اليوم أكملت لكم دينكم} بكراع الغميم, فأقامها رسول الله | بالجحفة, فلم ينزل بعدها فريضة. [97]
عن الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله ‘:أنه إنما أنزل بعد أن نصب النبي | عليا × للأنام، يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى، ثم لم ينزل بعدها فريضة. [98]
عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال: حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله ×.
قال المجاشعي: وحدثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام.
وقالا جميعا عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ×، قال: سمعت رسول الله | يقول: بني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين, قيل له: أما الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟ قال: الصلاة والزكاة، فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى، والصيام، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، وختم ذلك بالولاية، فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. [99]
عن أبي جعفر × قال: بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية, ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير. [100]
عن أبي عبد الله × قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله | عليا × للناس علما، وانزل فيه ما انزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤمنين، قال: قلت: وأي يوم هو في السنة؟ قال: فقال لي: إن الأيام تتقدم وتتأخر، وربما كان يوم السبت والأحد والاثنين إلى آخر أيام السبعة، قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له، وسرور لما من الله به عليكم من ولايتنا، وإني أحب لكم أن تصوموه. [101]
* بمصادر العامة
عن أبي سعيد الخدري: ان النبي | يوم دعا الناس إلى غدير خم، امر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس، ثم دعا الناس إلى علي × فأخذ بضبعه فرفعها حتى نظر الناس إلى بياض إبطه، ثم لم يتفرقا حتى نزلت {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فقال رسول الله |: الله أكبر على اكمال الدين، واتمام النعمة، ورضى الرب برسالاتي، والولاية لعلي، ثم قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول الله ان أقول أبياتا، قال: قل ببركة الله تعالى، فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش، اسمعوا شهادة رسول الله | ثم قال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم . بخم وأسمع بالرسول مناديا
بأني مولاكم نعم ونبيكم . فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا ... ولا تجدن في الخلق للأمر عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني ... رضيتك من بعدي إماما وهاديا. [102]
عن أبي سعيد الخدري قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم فنادى له بالولاية, هبط جبرئيل × عليه بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم}. [103]
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم, لما أخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له عمر بن الخطاب بخ بخ لك يا ابن أبي طالب. [104]
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي | بيد علي × فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن, وأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم}. [105]
عن أبي هريرة، قال: لما كان يوم غدير خم, وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة, قال النبي |: من كن مولاه فعلي مولاه، فأنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم}. [106]
عن ابن عباس قال: بينما نحن مع رسول الله | في الطواف إذ قال: أفيكم علي بن أبي طالب ×؟ قلنا: نعم يا رسول الله, فقربه النبي | فضرب على منكبه وقال: طوباك يا علي، أنزلت علي في وقتي هذا آية, ذكري وإياك فيها سواء {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قال: {أكملت لكم دينكم} بالنبي {وأتممت عليكم نعمتي} بعلي × {ورضيت لكم الإسلام دينا} بالعرب. عن ابن عباس قال: بينما النبي | بمكة أيام الموسم إذ التفت إلى علي × فقال: هنيئا لك يا أبا الحسن, إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية. [107]
عن عبد الله بن عباس, عن النبي | وساق حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك. قال ابن عباس: فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى من ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} فاحتمل رسول الله | حتى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم إن رسول الله | أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله | والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما, ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم, فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وأنزل الله {اليوم أكملت لكم دينكم}. [108]
عن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله | في سفر، فنزلنا بغدير خم ونودي فينا الصلاة الجامعة، وكسح لرسول الله | تحت شجرتين، وصلى الظهر، وأخذ بيد علي × فقال: ألستم تعلمون أني {أولى بالمؤمنين من أنفهسم}؟ قالوا: بلى. قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. وقال فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. [109]
قال زيد بن أرقم نزلنا مع رسول الله | بواد يقال له وادي خم، فأمر بالصلاة فصلانها. قال: فخطبنا وظلل لرسول الله | بثوب على شجرة من الشمس، فقال: أو لستم تعلمون، أو لستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [110]
عن أبي الطفيل قال: جمع الناس علي × في الرحبة ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله | يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس فشهدوا حين أخذه بيده فقال: أيها الناس أتعلمون أني {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [111]
عن أصبغ بن نباتة في حديث أنه قال لأبي هريرة: يا صاحب رسول الله انى أحلفك بالله الذي لا إله إلا هو، عالم الغيب والشهادة، وبحق حبيبه المصطفى | ألا أخبرتني أشهدت غدير خم؟ قال: بلى شهدته، قلت: فما سمعته يقول في علي ×؟ قال: سمعته يقول: من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، وأخذل من خذله. [112]
عن أبي سعيد الخدري، أنها نزلت على رسول الله | يوم غدير خم, حين قال لعلي ×: من كنت مولاه، فعلي مولاه. [113]
* بلغ ما أنزل إليك
عن الفضيل بن يسار, عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} قال: هي الولاية. [114]
عن أبي جعفر محمد بن علي ×, في حديث طويل بين رسول الله | وأمير المؤمنين ×, قال رسول الله |: ولقد أنزل الله فيك {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} يعني من ولايتك يا علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فلو لم أبلغ ما أمرت به لحبط عملي. [115]
عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية في علي ×: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. [116]
عن سهل بن القاسم النوشجاني قال: قال رجل للرضا ×: يا ابن رسول الله إنه يروى عن عروة بن الزبير أنه قال: توفي رسول الله | وهو في تقية, فقال: أما بعد قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فإنه أزال كل تقية بضمان الله عز وجل, وبين أمر الله تعالى, ولكن قريشا فعلت ما اشتهت بعده, وأما قبل نزول هذه الآية فلعله. [117]
عن رسول الله |: ليلة أسري بي إلى السماء السابعة سمعت نداء من تحت العرش أن عليا × آية الهدى, ووصي حبيبي فبلغ, فلما نزلت من السماء نسيت ذلك, فأنزل الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} الآية. [118]
عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله × إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر يجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تبارك وتعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقوله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ومن ذلك قول رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه. [119]
عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود, جميعا عن أبي جعفر × قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي × وأنزل عليه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} وفرض ولاية أولي الأمر, فلم يدروا ما هي, فأمر الله محمدا | أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج, فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله | وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه, فضاق صدره وراجع ربه عز وجل, فأوحى الله عز وجل إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فصدع بأمر الله تعالى ذكره, فقام بولاية علي × يوم غدير خم, فنادى الصلاة جامعة, وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. [120]
عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون، فنزل جبرئيل × فقال: يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم، ثم نزلت الزكاة فقال: يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم، ثم نزل الصوم فكان رسول الله | إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل × فقال: أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم. ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه. [121]
عن عبد الحميد بن أبي الديلم, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما رجع رسول الله | من حجة الوداع نزل عليه جبرئيل × فقال {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فنادى الناس فاجتمعوا, وأمر بسمرات فقم شوكهن, ثم قال |: يا أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: الله ورسوله, فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, ثلاث مرات, فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم, وقالوا: ما أنزل الله جل ذكره هذا على محمد | قط, وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه. [122]
عن عبد الله بن عباس في حديث طويل عن المعراج: فتقدم رسول الله | ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من اسمي, فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتكته, انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك, وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا, وأنك رسولي وأن عليا وزيرك. فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء كراهية أن يتهموه, لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى لذلك ستة أيام, فأنزل الله تبارك وتعالى {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} فاحتمل رسول الله | ذلك حتى كان يوم الثامن, فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقال رسول الله |: تهديد بعد وعيد, لأمضين أمر الله عز وجل, فأن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة, قال: وسلم جبرئيل على علي × بإمرة المؤمنين, فقال علي ×: يا رسول الله أسمع الكلام ولا أحس الرؤية, فقال: يا علي هذا جبرئيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني. [123]
عن محمد بن الفيض بن المختار, عن أبيه, عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام في حديث طويل أن رسول الله | قال لأمير المؤمنين ×: ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما أفترضه من حقي, وإن حقك لمفروض على من آمن, ولولاك لم يعرف حزب الله, وبك يعرف عدو الله, ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشيء, ولقد أنزل الله عز وجل إلي {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} يعني في ولايتك يا علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي, ومن لقي الله عز وجل بغير ولايتك {فقد حبط عمله} وعد ينجز لي, وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى, وإن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك. [124]
عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. [125]
عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × قال: لما خرج رسول الله | إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل × في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} فقال له رسول الله |: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل × إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله | نازلا بغدير، فقال له: يا محمد {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل × ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله | بموضع يقال له غدير خم وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما سمع رسول الله | هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا × وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله ثم قال: قم يا علي، فقام علي × فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين × وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل × بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}. [126]
عن الشعبي, عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته {وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون}. [127]
عن أبي صالح, عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله تعالى نبيه محمدا | أن ينصب عليا × علما للناس ليخبرهم بولايته، فتخوف رسول الله | أن يقولوا: حامى ابن عمه, وأن تطغوا في ذلك عليه, فأوحى الله إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام رسول الله | بولايته يوم غدير خم. [128]
عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: لما نزل جبرئيل × على رسول الله | في حجة الوداع بإعلان أمر علي بن أبي طالب × {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية، قال: فمكث النبي | ثلاثا حتى أتى الجحفة, فلم يأخذ بيده فرقا من الناس، فلما نزل الجحفة يوم الغدير في مكان يقال له: "مهيعة" فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فقال النبي |: من أولى بكم من أنفسكم؟ قال: فجهروا فقالوا: الله ورسوله، ثم قال لهم الثانية، فقالوا: الله ورسوله، ثم قال لهم الثالثة، فقالوا: الله ورسوله، فأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي. [129]
عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله × ابتداء منه: العجب يا با حفص لما لقي علي بن أبي طالب ×، أنه كان له عشرة ألف شاهد لم يقدر على أخذ حقه، والرجل يأخذ حقه بشاهدين، إن رسول الله | خرج من المدينة حاجا ومعه خمسة آلاف، ورجع من مكة وقد شيعه خمسة آلاف من أهل مكة، فلما انتهى إلى الجحفة نزل جبرئيل بولاية علي ×، وقد كانت نزلت ولايته بمنى وامتنع رسول الله | من القيام بها لمكان الناس، فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} مما كرهت بمنى, فأمر رسول الله | فقمت السمرات فقال رجل من الناس: أما والله ليأتينكم بداهية، فقلت لعمر: من الرجل؟ فقال الحبشي. [130]
عن زياد بن المنذر أبي الجارود صاحب الدمدمة الجارودية قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي × بالأبطح وهو يحدث الناس، فقام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى، كان يروي عن الحسن البصري، فقال: يا ابن رسول الله جعلت فداك إن الحسن البصري يحدثنا حديثا, يزعم أن هذه الآية نزلت في رجل ولا يخبرنا من الرجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} تفسيرها: أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس, فقال أبو جعفر ×: ما له لأقضي الله دينه يعني صلاته، أما أن لو شاء أن يخبر به أخبر به, أن جبرئيل × هبط على رسول الله | فقال له: إن ربك تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم، فدله على الصلاة واحتج بها عليه, فدل رسول الله | أمته عليها واحتج بها عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من زكاتهم, على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم، فدله على الزكاة واحتج بها عليه, فدل رسول الله | أمته على الزكاة واحتج بها عليهم، ثم أتاه جبرئيل × فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من صيامهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم، شهر رمضان بين شعبان وشوال، يؤتى فيه كذا ويجتنب فيه كذا, فدله على الصيام واحتج به عليه, فدل رسول الله | أمته على الصيام واحتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك في حجهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، فدله على الحج واحتج بها عليه, فدل عليه رسول الله | أمته على الحج واحتج به عليهم، ثم أتاه فقال: إن الله تبارك وتعالى يأمرك أن تدل أمتك من وليهم على مثل ما دللتهم عليه في صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم، قال: فقال رسول الله |: رب أمتي حديثو عهد بجاهلية فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} تفسيرها: أتخشى الناس فالله يعصمك من الناس، فقام رسول الله | فأخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه, وانصر من نصره، واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه. [131]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × قال: لما أنزل الله على نبيه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} قال: فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: يا أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمر, ثم دعاه الله فأجابه وأوشك أن أدعى فأجيب، وأنا مسئول وأنتم مسئولون, فما أنتم قائلون قالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل ما جزى المرسلين، فقال: اللهم اشهد, ثم قال: يا معشر المسلمين ليبلغ الشاهد الغائب, أوصي من آمن بي وصدقني بولاية علي × ألا إن ولاية علي × ولايتي, وولايتي ولاية ربي, ولا يدري عهدا عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه, ثم قال: هل سمعتم, ثلاث مرات يقولها فقال قائل: قد سمعنا يا رسول الله. [132]
عن جابر بن أرقم قال: بينا نحن في مجلس لنا وأخو زيد بن أرقم يحدثنا إذ أقبل رجل على فرسه عليه هيئة السفر فسلم علينا ثم وقف، فقال: أفيكم زيد بن أرقم؟ فقال زيد: أنا زيد بن أرقم فما تريد؟ فقال الرجل: أتدري من أين جئت؟ قال: لا، قال: من فسطاط مصر لأسألك عن حديث بلغني عنك تذكره عن رسول الله |, فقال له زيد: وما هو؟ قال: حديث غدير خم في ولاية علي بن أبي طالب ×، فقال: يا ابن أخ إن قبل غدير خم ما أحدثك به أن جبرئيل الروح الأمين × نزل على رسول الله | بولاية علي بن أبي طالب ×, فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم, فلم ندر ما نقول له، وبكى |, فقال له جبرئيل ×: ما لك يا محمد؟ أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش, إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادي وأهبط إلي جنودا من السماء فنصروني, فكيف يقروا لي لعلي × من بعدي. فانصرف عنه جبرئيل × ثم نزل عليه: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك} فلما نزلنا الجحفة راجعين وضربنا أخبيتنا نزل جبرئيل × بهذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت}. [133]
عن زيد بن أرقم قال: لما نزلت هذه الآية في ولاية علي بن أبي طالب × {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: فأخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × في يوم غدير خم, ثم رفعها وقال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. [134]
عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا مع أبي جعفر × فرأيت ابنا لعبد الله بن سلام جالسا في ناحية, فقلت لأبي جعفر ×: زعموا أن أبا هذا الذي عنده علم الكتاب, قال: لا ذلك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ×, قال: أوحى إلى رسول الله | قل للناس: من كنت مولاه فعلي مولاه, فما بلغ بذلك وخاف الناس, فأوحى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فأخذ بيد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [135]
عن أبي جعفر × في قوله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, فخرج رسول الله | حين أتته عزمة من الله في يوم شديد الحر, فنودي في الناس فاجتمعوا, وأمر بشجرات فقم ما تحتهن من الشوك, ثم قال: يا أيها الناس من واليكم وأولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله, فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, ثلاث مرات. [136]
عن ابن عباس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} نزلت في علي ×, أمر رسول الله | أن يبلغ فيه, فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [137]
عن نوف البكالي, عن علي بن أبي طالب × في حديث طويل: فلما أوحى الله إلى نبيه | أن ارفع ضبع ابن عمك قال: يا جبرئيل أخاف من تشتت قلوب القوم, فأوحى الله تعالى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} قال: فأمر النبي | بلالا أن ينادي بالصلاة جامعة, فاجتمع المهاجرون والأنصار, فصعد المنبر فحمد الله تعالى وأثنى عليه, ثم قال: يا معشر قريش لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر العرب لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم قال: يا معشر الموالي لكم اليوم الشرف صفوا صفوفكم, ثم دعا بدواة قرطاس فأمر فكتب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله محمد رسول الله, قال: شهدتم؟ قالوا: نعم, قال: أفتعلمون أن الله مولاكم؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فقبض على ضبع علي بن أبي طالب × فرفعه للناس حتى تبين بياض إبطيه, ثم قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, ثم قال: اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فيه كلام, فأنزل الله تعالى {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} فأوحى إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. [138]
عن حذيفة بن اليمان قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله | وقد نزل بنا غدير خم وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار, فقام رسول الله | على قدميه فقال: أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقلت لصاحبي جبرئيل ×: يا خليلي إن قريشا قالوا لي كذا وكذا, فأتى الخبر من ربي فقال {والله يعصمك من الناس} ثم نادى علي بن أبي طالب × فأقامه عن يمينه, ثم قال: أيها الناس ألستم تعلمون أني أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى, قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, فقال رجل من عرض المسجد: يا رسول الله ما تأويل هذا؟ قال: من كنت نبيه فهذا علي أميره, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فقال حذيفة: فو الله لقد رأيت معاوية حتى قام يتمطى وخرج مغضبا واضعا يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة, ثم قام يمشي متمطيا وهو يقول: لا نصدق محمدا في مقالته, ولا نقر لعلي × بولايته, فأنزل الله تعالى على أثر كلامه {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى ثم ذهب إلى أهله يتمطى أولى لك فأولى ثم أولى لك فأولى} فهم به رسول الله | أن يرده فيقتله, فقال جبرئيل × {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فسكت النبي | عنه. [139]
عن ابن عباس قال: أمر الله تعالى نبيه | بإظهار ولاية علي ×، فقال: يا رب الناس حديث عهد بالجاهلية ومتى أفعل, قال الناس: فعل بابن عمه كذا وكذا، فلما قضى حجه، رجع حتى إذا كان بغدير خم، أنزل الله جل وعز: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمعوا، فخرج رسول الله |، ومعه علي ×، فقال: يا أيها الناس، ألستم تزعمون أني مولى كل مؤمن ومؤمنة؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه، وأبغض من أبغضه، وأحب من أحبه. قال ابن عباس: فوجبت والله بيعته في أعناق الناس وأتم خطبته. [140]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: ثم افترض الله عز وجل الولاية، فقال: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون». فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، فجاءه جبرائيل ×، فقال: يا محمد، علم الناس من ولايتهم كما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل أمتى حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. [141]
عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين: إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية علي ×, فخاف رسول الله | إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسدا له لما علمه في صدور كثير منهم له، فلما حج حجة الوداع وخطب بالناس بعرفة، وقد اجتمعوا من كل افق لشهود الحج معه، علمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم وقال في خطبته: أني خشيت ألا أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا, وقد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتى, فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، حبل ممدود من السماء إليكم، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وأجمل | ذكر الولاية في أهل بيته إذ علم أن ليس فيهم أحد ينازع فيها عليا ×, وأن الناس إن سلموها لهم سلمو بما هم لعلي ×، واتقى عليه وعليهم أن يقيمه هو بنفسه، فلما قضى حجه، وانصرف وصار الى غدير خم، أنزل الله عز وجل عليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام بولاية علي × ونص عليه كما أمر الله تعالى فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. [142]
عن الصادق × في حديث طويل: ولما قضى رسول الله | نسكه, وقفل إلى المدينة, وانتهى إلى الموضع المعروف: "بغدير خم" وليس بموضع للنزول لعدم الماء والمرعى, فنزل عليه جبرئيل × وأمره أن يقيم عليا × وينصبه إماما للناس, فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية, فنزل عليه: أنها عزيمة لا رخصة فيها, ونزلت الآية {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنزل رسول الله | بالمكان الذي ذكرنا ونزل المسلمون حوله. إلى أن قال: ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى, فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي علي × فرفعهما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, إلى أن قال: ثم أمر عليا × أن يجلس في خيمة له, ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين, ففعل الناس ذلك فنزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي}. [143]
عن حذيفة بن اليمان في حديث طويل: في اليوم الثالث أتاه جبرائيل × بآخر سورة الحجر فقال: اقرأ {فو ربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين} قال: ورحل رسول الله | وأغدق السير مسرعا على دخول المدينة لينصب عليا × علما للناس, فلما كانت الليلة الرابعة هبط جبرائيل × في آخر الليل فقرأ عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} وهم الذين هموا برسول الله |, فقال: أما تراني يا جبرائيل أغدق السير مجدا فيه لأدخل المدينة فأعرض ولاية علي × على الشاهد والغائب؟ فقال له: جبرائيل ×: الله يأمرك أن تفرض ولايته غدا إذا نزلت منزلك, فقال رسول الله |: نعم يا جبرائيل, غدا أفعل ذلك إن شاء الله, وأمر رسول الله | بالرحيل من وقته وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم, وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه, ودعا عليا × ورفع رسول الله | يد علي × اليسرى بيده اليمنى ورفع صوته بالولاء لعلي × على الناس أجمعين, وفرض طاعته عليهم وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده, وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل. [144]
عن الحسن بن إسماعيل الأفطس, عن أبي موسى المشرقاني قال: كنت عنده وحضره قوم من الكوفيين فسألوه عن قول الله عز وجل {لئن أشركت ليحبطن عملك} فقال: ليس حيث يذهبون, إن الله عز وجل حيث أوحى إلى نبيه | أن يقيم عليا × للناس علما, اندس إليه معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته الأول والثاني حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك, فلما أنزل الله عز وجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} شكا رسول الله | إلى جبرئيل × فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني فأنزل الله عز وجل {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}. [145]
عن المفضل بن عمر الجعفي، عن الإمام جعفر بن محمد الصادق × في حديث طويل: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله- فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. [146]
عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انصرف رسول الله | من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها: ضوجا، فنزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما نزلت عصمته من الناس، نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه وقال |: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجوا بأجمعهم، وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب ×، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على امة محمد |، ثم أنزل الله تعالى على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال أبو جعفر ×: فقبلوا من رسول الله | كل ما أمرهم الله من الفرائض في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وصدقوه على ذلك. قال ابن إسحاق: قلت لأبي جعفر ×: متى كان ذلك؟ قال: لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشر، عند منصرفه من حجة الوداع، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي | مائة يوم، وكان سمع رسول الله | بغدير خم اثنا عشر رجلا. [147]
عن ابن امرأة زيد بن أرقم وعن زيد بن أرقم: لما أقبل رسول الله | من حجة الوداع جاء حتى نزل بغدير خم بالجحفة بين مكة والمدينة, ثم أمر بالدوحات بضم ما تحتهن من شوك, ثم نودي بالصلاة جامعة, فخرجنا إلى رسول الله | في يوم شديد الحر, وإن منا يضع رداءه تحت قدميه من شدة الحر والرمضاء, ومنا من يضعه فوق رأسه, فصلى بنا | ثم التفت إلينا فقال: - الى ان قال - لأنه الله الذي لا يؤمن مكره, ولا يخاف جوره, أقر له على نفسي بالعبودية, وأشهد له بالربوبية, وأؤدي أن لا إله إلا هو, لأنه قد أعلمني أني إذا لم أبلغ ما أنزل إلي لما بلغت رسالته, وقد ضمن لي العصمة وهو الله الكافي الكريم, أوحى إلي بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} إلى آخر الآية. معاشر الناس وما قصرت فيما بلغت ولا قعدت عن تبليغ ما أنزله وأنا أبين لكم سبب هذه الآية, إن جبرئيل × هبط إلي مرارا ثلاثا فأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي, الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, ووليكم بعد الله ورسوله, نزل بذلك آية هي {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله تعالى في كل حال. فسألت جبرئيل × أن يستعفي لي السلام من تبليغي ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين ولأعذال الظالمين وأدغال الآثمين وحيلة المستشرين, الذين وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم} ويحسبونه {هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي مرة بعد أخرى, حتى سموني أذنا وزعموا أني هو لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وهواه وقبوله مني, حتى أنزل الله تعالى في ذلك لا إله إلا هو {الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم} إلى آخر الآية, ولو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لأسمينهم, وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت, وأن أدل عليهم لدللت, ولكني والله بسترهم قد تكرمت, وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل إلي {بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, واعلموا معاشر الناس ذلك وافهموه, واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما, فرض طاعته على المهاجرين والأنصار, وعلى التابعين بإحسان, وعلى البادي والحاضر, وعلى العجمي والعربي, وعلى الحر والمملوك, والصغير والكبير, وعلى الأبيض والأسود, وعلى كل موجود ماض حكمه, وجاز قوله, ونافذ أمره, ملعون من خالفه, ومرحوم من صدقه, قد غفر الله لمن سمع وأطاع له. [148]
عن القاسم الشيباني قال: سمعت عبد الله بن العباس يقول: لما أمر الله نبيه | بأن يقوم بغدير خم فيقول في علي × ما قال, قال: أي رب إن قريشا حديثو عهد بالجاهلية ومتى أفعل هذا يقولوا فعل بابن عمه كذا كذا, فلما قضى حجه رجع إليه جبرائيل × فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} فقام رسول الله | وأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [149]
عن زياد بن المنذر, عن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: قوله عز وجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل} الآية, وذلك أن الله تبارك وتعالى لما أنزل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} في ولاية علي بن أبي طالب ×, أمر رسول الله | أن يقوم فينادي بذلك في ولاية علي بن أبي طالب ×, وكان الناس فيهم بعد ما فيهم, فضاق برسول الله | بذلك ذرعا, واشتد عليه أن يقوم بذلك كراهية فساد قلوبهم, فأنزل الله جل جلاله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك} فلما نزلت هذه الآية قام رسول الله | وذلك بغدير خم, فقال: يا أيها الناس إن الله أمرني بالوصف, فقالوا: سمعنا وأطعنا, فقال: اللهم اشهد, ثم قال: إن الأمة لا تحل شيئا ولا تحرم شيئا, ألا كل مسكر حرام ألا ما أسكر كثيره فقليله وكثيره حرام, أسمعتم؟ قالوا: سمعنا وأطعنا, قال: أيها الناس من أولى الناس بكم؟ قالوا: الله ورسوله, قال: يا علي قم, فقام علي × فقال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, أسمعتم ؟ قالوا: سمعنا وأطعنا, قال |: فليبلغ الشاهد الغائب. [150]
عن أبي عبد الله جعفر الصادق ×: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه | بكراع الغميم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فذكر قيام رسول الله | بالولاية بغدير خم قال: ونزل جبرئيل × بقول الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} بعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم, وأتم عليكم نعمته, ورضي لكم الإسلام دينا, فاسمعوا له وأطيعوا, تفوزوا وتغنموا. [151]
عن أبي جعفر أحمد بن المعافى قال: حدثني علي بن موسى الرضا, عن أبيه, عن جده جعفر عليهم السلام قال: يوم غدير خم يوم شريف عظيم, أخذ الله الميثاق لأمير المؤمنين ×, أمر محمدا | أن ينصبه للناس علما, وشرح الحال وقال ما هذا لفظه: ثم هبط جبرئيل × فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تعلم أمتك ولاية من فرضت طاعته, ومن يقوم بأمرهم من بعدك, وأكد ذلك في كتابه فقال {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال: أي رب ومن ولي أمرهم بعدي؟ فقال: من هو لم يشرك بي طرفة عين, ولم يعبد وثنا, ولا أقسم بزلم, علي بن أبي طالب أمير المؤمنين × وإمامهم وسيد المسلمين, وقائد الغر المحجلين, فهو الكلمة التي ألزمتها المتقين, والباب الذي أوتى منه, من أطاعه أطاعني, ومن عصاه عصاني, فقال رسول الله | أي رب إني أخاف قريشا والناس على نفسي وعلي ×, فأنزل الله تبارك وتعالى وعيدا وتهديدا {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك. في علي وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ثم ذكر صورة ما جرى بغدير خم من ولاية علي ×. [152]
عن ابن سنان, عن أبي عبد الله × قال: لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين × للناس في قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بغدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, فجاءت الأبالسة إلى إبليس الأكبر وحثوا التراب على رءوسهم, فقال لهم إبليس: ما لكم؟ فقالوا: إن هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة، فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني، فأنزل الله على رسوله {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه} الآية. [153]
عن زيد الشحام قال: دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر × وسأله عن قوله عز وجل {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} قال: لما أمر الله نبيه | أن ينصب أمير المؤمنين × للناس وهو قوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} أخذ رسول الله | بيد علي × بغدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, حثت الأبالسة التراب على رءوسها, فقال لهم إبليس الأكبر لعنه الله: ما لكم؟ قالوا: قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها شيء إلى يوم القيامة, فقال لهم إبليس: كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة, ولن يخلفوني فيها, فأنزل الله سبحانه هذه الآية {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين} يعني شيعة أمير المؤمنين ×. [154]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أولم يأمر الله عز وجل نبيه | بتبليغ ما عهده إليه في وصيه وإظهار إمامته وولايته بقوله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فبلغ رسول الله | ما قد سمع, وعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا | إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته, وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك, وهو قوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أ فإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فكيف يتم هذا وقد نصب لأمته علما وأقام لهم إماما؟ فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإن أمته ينقضون عهده, ويغدرون بوصيه من بعده, ويظلمون أهل بيته, ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم, وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم, واستكبارهم وعزهم فأنزل الله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. [155]
عن محمد بن كعب القرظي قال: كان النبي | يتحارسه أصحابه, فأنزل الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} قال: فترك الحرس حين أخبره الله تعالى أنه يعصمه من الناس لقوله {والله يعصمك من الناس}. [156]
من زيارة أمير المؤمنين ×: أخبرني بهذه الزيارة الشريف الأجل العالم أبو جعفر محمد المعروف بابن الحمد النحوي، رفع الحديث عن الفقيه العسكري × في شهور سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وأخبرني الفقيه الأجل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الفقيه العماد محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده، عن محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي القاسم جعفر بن قولويه، عن محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي القاسم بن روح وعثمان بن سعيد العمري، عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘: ثم أمره بإظهار ما أولاك لأمته، إعلاء لشأنك، وإعلانا لبرهانك، ودحضا للأباطيل، وقطعا للمعاذير، فلما أشفق من فتنة الفاسقين، واتقى فيك المنافقين، أوحى الله رب العالمين: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}» فوضع على نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع، ونادى فأبلغ، ثم سألهم أجمع، فقال: هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال: اللهم اشهد. [157]
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد : ...وإن رسول الله | لما انصرف من حجة الوداع وصار بغدير خم, أمر الله عز وجل جبرئيل × أن يهبط على النبي | وقت قيام الظهر من ذلك اليوم, وأمره أن يقوم بولاية أمير المؤمنين ×, وأن ينصبه علما للناس بعده, وأن يستخلفه في أمته, فهبط إليه وقال له: حبيبي محمد إن السلام يقرئك السلام ويقول لك: قم في هذا اليوم بولاية علي × ليكون علما لأمتك بعدك يرجعون إليه ويكون لهم كأنت, فقال النبي |: حبيبي جبرئيل إني أخاف تغير أصحابي لما قد وتروه وأن يبدوا ما يضمرون فيه, فعرج وما لبث أن هبط بأمر الله فقال له {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام رسول الله | ذعرا مرعوبا خائفا من شدة الرمضاء, وقدماه تشويان, وأمر بأن ينظف الموضع ويقم ما تحت الدوح من الشوك وغيره ففعل ذلك, ثم نادى بالصلاة جامعة, فاجتمع المسلمون وفيمن اجتمع أبو بكر وعمر وعثمان وسائر المهاجرين والأنصار, ثم قام خطيبا وذكر بعده الولاية فألزمها للناس جميعا, فأعلمهم أمر الله بذلك, فقال قوم ما قالوا, وتناجوا بما أسروا... [158]
* بمصادر العامة
عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله | في حجته التي حج, فنزلنا بغدير خم, فنودي فينا الصلاة جامعة, وكسح لرسول الله | بين شجرتين, فصلى بنا الظهر, وأخذ بيد علي × وقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. [159]
عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية {يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك} على رسول الله | يوم غدير خم في علي بن أبي طالب ×. [160]
عن زيد بن أرقم, عن رسول الله | في حديث طويل: لا إله إلا هو، وقد أعلمني أني إذا لم أبلغ ما أنزل إلي من ربي فما بلغت رسالته، وقد تضمن لي العصمة، وهو الله الكافي الكريم، أوحى إلي: بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} إلى آخر الآية. معاشر الناس وما قصرت فيما بلغت، ولا قعدت عن تبليغ ما نزله، وأنا أبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرئيل هبط علي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم من بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله بذلك آية هي {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي ابن أبي طالب × الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، يريد الله تعالى في كل حال, فسألت جبرئيل × أن يستعفي لي السلام من تبليغ ذلك إليك, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين، ولإعدال الآيمين وإدغال الآثمين، وحيلة المستسرين الذي وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم {قولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}، وكثرة أذاهم لي مرة بعد مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني هو لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وقبوله مني، حتى أنزل الله في ذلك لا إله إلا هو {الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم} إلى آخر الآية. ولو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لأسميتهم، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله بسرهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضي الله إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية. فاعلموا معاشر الناس ذلك وافهموه. واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما، فرض طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر، وعلى العجمي والعربي، وعلى الحر والمملوك والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد ماض حكمه وجائز قوله ونافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، قد غفر الله لمن سمع وأطاع له. [161]
قال جعفر بن محمد ×: معناه بلغ ما أنزل إليك من ربك في فضل علي بن أبي طالب ×, فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [162]
عن أبي هريرة, عن النبي | قال: لما أسري بي إلى السماء سمعت نداء من تحت العرش أن عليا راية × الهدى وحبيب من يؤمن بي بلغ يا محمد، قال: فلما نزل النبي | أسر ذلك، فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي بن أبي طالب × {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. [163]
عن عبد الله بن أبي أوفى قال: سمعت رسول الله | يقول يوم غدير خم وتلا هذه الآية: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} ثم رفع يديه حتى يرى بياض إبطيه ثم قال: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. ثم قال: اللهم اشهد. [164]
عن ابن عباس في قوله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية، قال: نزلت في علي ×، أمر رسول الله | أن يبلغ فيه، فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [165]
عن زياد بن المنذر أنه قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي × وهو يحدث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له: عثمان الأعشى كان يروي عن الحسن البصري فقال له: يا ابن رسول الله جعلني الله فداك, إن الحسن يخبرنا أن هذه الآية نزلت بسبب رجل, ولا يخبرنا من الرجل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنه يخاف، إن جبرئيل × هبط على النبي | فقال له: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صلاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على زكاتهم. فدلهم عليها، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على صيامهم. فدلهم، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على حجهم ففعل، ثم هبط فقال: إن الله يأمرك أن تدل أمتك على وليهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجهم ليلزمهم الحجة في جميع ذلك. فقال رسول الله |: يا رب إن قومي قريبو عهد بالجاهلية وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلا وقد وتره وليهم وإني أخاف, فأنزل الله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} يريد فما بلغتها تامة {والله يعصمك من الناس} فلما ضمن الله له بالعصمة وخوفه, أخذ بيد علي بن أبي طالب × ثم قال: يا أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه. قال زياد: فقال عثمان: ما انصرفت إلى بلدي بشيء أحب إلي من هذا الحديث. [166]
عن ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: أمر الله محمدا | أن ينصب عليا × للناس ليخبرهم بولايته, فتخوف رسول الله | أن يقولوا حابى ابن عمه, وأن يطعنوا في ذلك عليه, فأوحى الله إليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية، فقام رسول الله | بولايته يوم غدير خم. [167]
عن عبد الله بن عباس, عن النبي | وساق حديث المعراج إلى أن قال: وإني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وإنك رسول الله وإن عليا وزيرك. قال ابن عباس: فهبط رسول الله | فكره أن يحدث الناس بشيء منها, إذ كانوا حديثي عهد بالجاهلية, حتى مضى من ذلك ستة أيام، فأنزل الله تعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك} فاحتمل رسول الله | حتى كان يوم الثامن عشر، أنزل الله عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم إن رسول الله | أمر بلالا حتى يؤذن في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا خرج إلى غدير خم، فخرج رسول الله | والناس من الغد، فقال: يا أيها الناس إن الله أرسلني إليكم برسالة, وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني, حتى عاتبني ربي فيها بوعيد أنزله علي بعد وعيد، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب × فرفعها حتى رأى الناس بياض إبطيهما ثم قال: أيها الناس الله مولاي وأنا مولاكم, فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. وأنزل الله: {اليوم أكملت لكم دينكم}. [168]
عن حذيفة بن اليمان قال: كنت والله جالسا بين يدي رسول الله | وقد نزل بنا غدير خم، وقد غص المجلس بالمهاجرين والأنصار، فقام رسول الله | على قدميه فقال: يا أيها الناس إن الله أمرني بأمر فقال: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ثم نادى علي بن أبي طالب × فأقامه عن يمينه ثم قال: يا أيها الناس ألم تعلموا أني أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: اللهم بلى. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله. فقال حذيفة: فو الله لقد رأيت معاوية قام وتمطى وخرج مغضبا واضع يمينه على عبد الله بن قيس الأشعري ويساره على المغيرة بن شعبة, ثم قام يمشي متمطيا وهو يقول: لا نصدق محمدا على مقالته ولا نقر لعلي بولايته، فأنزل الله تعالى: {فلا صدق ولا صلى ولكن كذب وتولى، ثم ذهب إلى أهله يتمطى} فهم به رسول الله | أن يرده فيقتله فقال: له جبرئيل ×: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فسكت عنه. [169]
عن أبي حمزة قال: {يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك} نزلت في شأن الولاية. [170]
عن زيد بن علي ×، قال: لما جاء جبرئيل × بأمر الولاية، ضاق النبي | بذلك ذرعا، وقال: قومي حديثوا عهد بجاهلية، فنزلت. [171]
عن ابن عباس، قال: لما أمر الله رسوله | أن يقوم بعلي × فيقول له ما قال، فقال: يا رب إن قومي حديثوا عهد بجاهلية، ثم مضى بحجه، فلما أقبل راجعا نزل بغدير خم أنزل الله عليه: {يا أيها الرسول بلغ مآ أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فأخذ بعضد علي ×، ثم خرج إلى الناس، فقال: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وأعن من أعانه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأحب من أحبه, وابغض من أبغضه، قال ابن عباس: فوجبت والله في رقاب القوم. [172]
* النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم
عن زيد بن أرقم قال: خرجنا مع رسول الله | في حجة الوداع، فلما انصرفنا وصرنا الى غدير خم، نزل, وذلك في يوم ما أتى علينا يوم أشد حرا منه, فأمر بدوح، فجمع، فقمم له ما تحته من الشوك واستظل به، ونادى في الناس الصلاة جامعة, فاجتمعوا إليه أجمع ما كانوا، لأنه قل من بقى من المسلمين لم يخرج معه في تلك الحجة، فلما اجتمعوا قام فيهم خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس, إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا عاش نصف ما عاش النبي الذي كان قبله، وإني أوشك أن ادعى، فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي. ثم أخذ بيد علي × فأقامه ورفع يده بيده حتى رؤي بياض إبطيهما, وقال |: من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم, قال: ألست أولى بذلك لقول الله عز وجل: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه! هل سمعتم وأطعتم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد. [173]
عن أنس بن مالك يقول: سمعت رسول الله | يقول يوم غدير خم وهو آخذ بيد علي ×: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى, قال: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. [174]
عن أنس بن مالك، أنه سمع رسول الله | يقول يوم غدير خم: أنا {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}، وأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [175]
عن سهم بن الحصين الأسدي، قال: قدمت إلى مكة أنا وعبد الله بن علقمة، وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي × دهرا, قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا قال: نعم، فأتيناه, فقال: هل سمعت لعلي × منقبة؟ قال: نعم, إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين وقريشا، إن رسول الله | قام يوم غدير خم، فأبلغ ثم قال: يا أيها الناس، ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قالوا: بلى, قالها ثلاث مرات، ثم قال: ادن يا علي، فرفع رسول الله | يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثلاث مرات, قال: فقال عبد الله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله |؟ قال أبو سعيد: نعم، وأشار إلى أذنيه وصدره، قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. قال عبد الله بن شريك: فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال: إني أتوب إلى الله وأستغفره من سب علي بن أبي طالب ×، ثلاث مرات. [176]
عن أبي إسحاق، عن عمرو ذي مر، وسعيد بن وهب، وعن زيد بن نفيع، قالوا: سمعنا عليا × يقول في الرحبة: أنشد الله من سمع النبي | يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام، فقام ثلاثة عشر، فشهدوا أن رسول الله | قال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث: يا أبا بكر، أي أشياخ هم. [177]
عن البراء قال: لما أقبلنا مع رسول الله | في حجة الوداع كنا بغدير خم, فنادى الصلاة جامعة, وكسح تحت شجرتين, فأخذ بيد علي × فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسهما؟ قالوا: بلى, قال: هذا مولى من أنا مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: فلقيه عمر فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب, أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. [178]
عبد الله بن عباس قال: لما خرج النبي | في حجة الوداع فنزل جحفة أتاه جبرئيل × فأمره أن يقوم بعلي ×, قال: ألستم تزعمون أني {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه, وانصر من نصره, وأعن من أعانه. قال ابن عباس: وجبت كذا والله في أعناق الناس. [179]
عن حذيفة في حديث طويل: أمر رسول الله | بالرحيل من وقته, وسار الناس معه حتى نزل بغدير خم, وصلى بالناس وأمرهم أن يجتمعوا إليه, ودعا عليا × ورفع رسول الله | يد علي × اليسرى بيده اليمنى, ورفع صوته بالولاء لعلي × على الناس أجمعين, وفرض طاعته عليهم وأمرهم أن لا يختلفوا عليه بعده, وخبرهم أن ذلك عن الله عز وجل, وقال لهم: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. [180]
عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...أشهد أنك أخو الرسول ووصيه، ووارث علمه، وأمينه على شرعه، وخليفته في أمته، وأول من آمن بالله، وصدق بما أنزل على نبيه، وأشهد أنه قد بلغ عن الله ما أنزله فيك، وصدع بأمره، وأوجب على أمته فرض ولايتك، وعقد عليهم البيعة لك، وجعلك {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} كما جعله الله كذلك ... ثم أمره | بإظهار ما أولاك لأمته، إعلاء لشأنك، وإعلانا لبرهانك، ودحضا للأباطيل، وقطعا للمعاذير، فلما أشفق من فتنة الفاسقين، واتقى فيك المنافقين، أوحى الله رب العالمين: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فوضع على نفسه أوزار المسير، ونهض في رمضاء الهجير، فخطب فأسمع، ونادى فأبلغ، ثم سألهم أجمع، فقال: هل بلغت؟ فقالوا: اللهم بلى، فقال: اللهم اشهد، ثم قال ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ فقالوا: بلى، فأخذ بيدك، وقال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فما آمن بما أنزل الله فيك على نبيه إلا قليل، ولا زاد أكثرهم إلا تخسيرا... [181]
عن رسول الله | في حديث طويل: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ فقلنا: بلى يا رسول الله, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه - وضرب بيديه على منكب علي × - اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. أيها الناس, أنا {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ليس لهم معي أمر, وعلي × من بعدي {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ليس لهم معه أمر, ثم ابني الحسن × من بعد أبيه {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ليس لهم معه, أمر ثم ابني الحسين × من بعد أخيه {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} ليس لهم معه أمر. [182]
* بمصادر العامة
عن ابن عباس في قوله تعالى {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتب الله من المؤمنين والمهجرين} قال: ذلك علي ×, لأنه كان مؤمنا مهاجرا ذا رحم. [183]
عن بريدة قال: قال رسول الله |: يا بريدة, ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قلت: بلى، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، هو وليكم من بعدي, يا بريدة. [184]
عن بريدة قال: مررت مع علي × إلى اليمن فرأيت منه جفوة, فلما قدمت على النبي | ذكرت عليا × فتنقصته, فجعل وجه رسول الله | يتغير, فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قلت: بلى يا رسول الله, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [185]
عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله | في حجته التي حج, فنزلنا بغدير خم, فنودي فينا الصلاة جامعة, وكسح لرسول الله | بين شجرتين, فصلى بنا الظهر, وأخذ بيد علي × وقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} قالوا: بلى يا رسول الله, قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا ابن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. [186]
عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة خلت من ذي الحجة، كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي | بيد علي بن أبي طالب × فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا علي بن أبي طالب, أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فأنزل الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم}. [187]
عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله | في حجته التي حج, فنزل في بعض الطريق, فأمر الصلاة جامعة, فأخذ بيد علي ×، فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا : بلى, قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى, قال: فهذا ولى من أنا مولاه, اللهم وال من والاه, اللهم عاد من عاداه. [188]
عن عطية العوفي قال: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك بحديث في شأن علي × يوم غدير خم, فأنا أحب أن أسمعه منك, فقال: إنكم معشر أهل العراق فيكم ما فيكم, فقلت له: ليس عليك مني بأس, قال: نعم, كنا بالجحفة فخرج رسول الله | إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي × فقال أيها الناس, ألستم تعلمون أني {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه. [189]
عن أبي الطفيل قال: جمع الناس علي × في الرحبة ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله | يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام، فقام ثلاثون من الناس فشهدوا حين أخذه بيده فقال: أيها الناس أتعلمون أني {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. [190]
قال رياح بن الحرث: كنت في الرحبة مع أمير المؤمنين × إذ أقبل ركب يسيرون حتى أناخوا بالرحبة، ثم أقبلوا يمشون حتى أتوا عليا × فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته، قال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين، قال: فنظرت إليه وهو يضحك ويقول: من أين وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله | يوم غدير خم وهو آخذ بعضدك يقول: أيها الناس ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قلنا: بلى يا رسول الله، فقال: إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وعلي مولى من كنت مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، فقال: أنتم تقولون ذلك؟ قالوا: نعم، قال: وتشهدون عليه؟ قالوا: نعم، قال: صدقتم، فانطلق القوم وتبعتهم، فقلت لرجل منهم: من أنتم يا عبد الله؟ قالوا: نحن رهط من الأنصار، وهذا أبو أيوب صاحب رسول الله | فأخذت بيده، فسلمت عليه وصافحته. [191]
عن عمرو ذي مر وسعيد بن وهب وعن زيد بن يثيع قالوا: سمعنا عليا × يقول في الرحبة: أنشد الله من سمع النبي | يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام, فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله | قال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى يا رسول الله, فأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وأحب من أحب, وأبغض من أبغضه, وانصر من نصره, واخذل من خذله.[192]
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت عليا × في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله | يقول في يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه, لما قام فشهد, قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل, فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله | يقول يوم غدير خم: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وأزواجي أمهاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [193]
عن ميمون أبي عبد الله قال: كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل من أقصى الفسطاط فسأله عن ذا, فقال: إن رسول الله | قال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى, قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [194]
عن سهم بن حصين الأسدي: قدمت مكة أنا وعبد الله بن علقمة, قال ابن شريك: وكان ابن علقمة سبابا لعلي ×, فقلت: هل لك في هذا؟ - يعني أبا سعيد الخدري - فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: نعم، فإذا حدثتك فسل المهاجرين والأنصار وقريشا, قام النبي | يوم غدير خم فابلغ فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ أدن يا علي! فدنا فرفع يده ورفع النبي | يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه, فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، سمعته أذناي، قال ابن شريك: فقدم عبد الله بن علقمة وسهم, فلما صلينا الفجر قام ابن علقمة قال: أتوب إلى الله من سب علي ×. [195]
عن علي × قال: قال رسول الله |: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: نعم, قال: فمن كنت وليه فهذا وليه. [196]
عن زيد بن أرقم قال: خطبنا رسول الله | يوم الغدير فقال: ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ قالوا: بلى, فأخذ بيد علي × فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [197]
عن ابن أبي وقاص في حديث طويل في عدة مناقب الإمام علي ×, قال والرابعة يوم غدير خم: قام رسول الله | فأبلغ ثم قال: يا أيها الناس, ألست {أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ ثلاث مرات, قالوا: بلى, قال: ادن يا علي, فرفع يده ورفع رسول الله | يده, حتى نظرت إلى بياض إبطيه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه حتى, قالها ثلاث مرات. [198]
عن سهم بن حصين الأسدي قال: قدمت مكة أنا وعبد الله بن علقمة, وبها أبو سعيد الخدري, فقلت لعبد الله: هل لك في هذا الرجل تعهد به عهدا؟ قال عبد الله بن شريك: وكان ابن علقمة سبابا عليا × دهرا, قال: فأتينا أبا سعيد فقلت له: قال: شهدت لعلي × منقبة؟ قال: نعم, فإذا أنا حدثتك عنها فسل عنها المهاجرين والأنصار وقريشا, أن رسول الله | قام بغدير خم فقال: أيها الناس {ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم}؟ حتى قالها ثلاث مرات, قالوا: بلى, قال: ادنه يا علي, فدنا, فرفع رسول الله | يديه ورفع علي × يده حتى نظرت إلى بياض إباطهما, ثم قال |: من كنت مولاه فعلي مولاه, قالها ثلاث مرات. [199]
* بعض الآيات في غدير خم
عن جابر بن أرقم, عن أخيه زيد بن أرقم قال: إن جبرئيل الروح الأمين نزل على رسول الله | بولاية علي بن أبي طالب × عشية عرفة, فضاق بذلك رسول الله | مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق, فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك, يقوم به في الموسم, فلم ندر ما نقول له, وبكى |، فقال له جبرئيل ×: ما لك يا محمد؟ أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل، ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة, حتى أمرني بجهادهم, وأهبط إلي جنودا من السماء فنصروني, فكيف يقرون لعلي × من بعدي، فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك}. [200]
* بمصادر العامة
عن أخيه زيد بن أرقم قال: إن جبرئيل × الروح الأمين نزل على رسول الله | بولاية علي بن أبي طالب × عشية عرفة, فضاق بذلك رسول الله | مخافة تكذيب أهل الإفك والنفاق, فدعا قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم, فلم ندر ما نقول له، فبكى النبي | فقال له جبرئيل ×: يا محمد, أجزعت من أمر الله؟ فقال: كلا يا جبرئيل, ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش إذ لم يقروا لي بالرسالة, حتى أمرني بجهادهم وأهبط إلي جنودا من السماء فنصروني, فكيف يقرون لعلي من بعدي؟ فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك}. [201]
* احتجاج رسول الله | المفصل يوم غدير خم
عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ أنه قال: حج رسول الله | من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرائيل × فقال له: يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك: فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فإني لم أخل أرضي من حجة، ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع. فنادى منادي رسول الله | في الناس ألا إن رسول الله | يريد الحج، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم، ويوقفكم من ذلك على ما أوقفكم عليه من غيره، فخرج | وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله | من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري، وكذلك أخذ رسول الله | البيعة لعلي × بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل × عن الله تعالى فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه محيص، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب × فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ×، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كمال توحيدي وديني وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي، ف{اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} بوليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده، حجتي البالغة على خلقي، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك ببيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه، فإني قابضك إلي ومستقدمك علي. فخشي رسول الله | قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي × من البغضاء وسأل جبرائيل × أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة، فأتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرائيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي × فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ×، وأخبره أن الله عز وجل قد عصمه من الناس: فأمر رسول الله | عندما جائته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات فأمر رسول الله | أن يقم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله | فوق تلك الأحجار فقال: الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال، بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل شئ، والقدرة على كل شئ، لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه. وأشهد بأنه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها فكانت وبرأها فباتت، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور. وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته، مالك الأملاك، ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، إله واحد ورب ماجد، يشاء فيمضي ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي ويميت فيحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويؤتي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار. مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين، ومولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره، أقر له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته. لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي الكريم فأوحى لي بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله، وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن} على الذين يعزمون أنه أذن {خير لكم} الآية. ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي ثم تلا |: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فاعلموا معاشر الناس: أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى العجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد، ماض حكمه، جايز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، من صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له. معاشر الناس: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم، ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلى يوم تلقون الله عز وجل ورسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه. معاشر الناس: ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام مبين، وما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين. معاشر الناس: لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، والذي فدى رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد مع رسول الله من الرجال غيره. معاشر الناس: فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس: إنه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس: بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي فقد شك في الكل منه، والشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس: حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي، ولا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الأبدين ودهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس: فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأثنى، بنا أنزل الله الرزق وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا ولم يوافقه، ألا إن جبرائيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون. معاشر الناس: إنه جنب الله تعالى في كتابه: {يا حسرتي على ما فطرت في جنب الله}. معاشر الناس: تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده ومعضده - وشائل بعضده - ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي. معاشر الناس: إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، فكل واحد ينبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه. ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، وكان منذ أول ما صعد رسول الله | شال عليا × حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله | ثم قال: معاشر الناس: هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول: ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنت أنزلت علي في كتابك أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك، ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك أني قد بلغت. معاشر الناس: إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. معاشر الناس: هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي، والله عز وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضا إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد الله بالجنة في {هل أتى على الإنسان} إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره. معاشر الناس: هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي. معاشر الناس: ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي. معاشر الناس: إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم عباد الله, ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى به إلا مؤمن تقي، ولا يؤمن به إلا مخلص، في علي والله نزلت سورة العصر {بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر} إلى آخرها. معاشر الناس: قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. معاشر الناس: {آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها}. معاشر الناس: النور من الله عز وجل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس: أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس: لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس: سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس: إن الله وأنا بريئان منهم. معاشر الناس: إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب الصحيفة, فلينظر أحدكم في صحيفته، قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس: إني أدعها أمانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا ولم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. معاشر الناس: إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس: إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى وهذا علي إمامكم ووليكم، وهو مواعيد الله والله يصدق وعده. معاشر الناس: قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين. معاشر الناس: إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون} ألا إن أعداء علي أهل الشقاق العادون، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عز وجل: {يدخلون الجنة بغير حساب} ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. معاشر الناس: شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه. معاشر الناس: ألا وإني منذر وعلي هاد. معاشر الناس: إني نبي وعلي وصيي، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي × ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه المدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا أنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته. معاشر الناس: قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، ألا وإن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. معاشر الناس: فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا. معاشر الناس: ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استونف عمله. معاشر الناس: الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة {والله لا يضيع أجر المحسنين}. معاشر الناس: حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تتفرقوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع. معاشر الناس: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلفه الله مني ومنه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيها وأعرفها فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس: كل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه، ألا وإني أجدد القول، ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، إن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر بمعروف ولا نهي منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس: القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنهم مني ومنه حيث يقول الله عز وجل: {وجعلها كلمة باقية في عقبه} وقلت: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما. معاشر الناس: التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شئ عظيم} اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس: إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيا ونموت ونبعث، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين، الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم وأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله، فقولوا: أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافحة أيدينا - من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه - لا نبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده، والله أكبر من كل شهيد. معاشر الناس: ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس {فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ومن بايع فإنما يبايع الله {يد الله فوق أيديهم}. معاشر الناس: فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم من وفى {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: قولوا الذي قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}. معاشر الناس: إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. معاشر الناس: من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس: السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس: قولوا ما يرضي الله عنكم من القول، {فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا} اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. فناداه القوم: سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا وتداكوا على رسول الله | وعلى علي × وصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق رسول الله | الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم، إلى أن صليت العشاء والعتمة في وقت واحد، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله | يقول، كلما بايع قوم: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها. [202]
عن علقمة ابن محمد الحضرمي، وكان أوائلهم قريبا من الجحفة، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي ×، وأخبره أن الله عز وجل قد عصمه من الناس: فأمر رسول الله | عندما جائته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرائيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات فأمر رسول الله | أن يقم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، فقام رسول الله | فوق تلك الأحجار فقال: الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال، بارئ المسموكات وداحي المدحوات وجبار السماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من برأه، متطول على من أدناه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه, كريم حليم ذو أناة, قد وسع كل شئ رحمته، ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل شئ، والقدرة على كل شئ، لا مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم قائم بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه. وأشهد بأنه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير، ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها فكانت وبرأها فباتت، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة، العدل الذي لا يجور، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور. وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته، وخضع كل شئ لهيبته، مالك الأملاك، ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر، كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد، ومهلك كل شيطان مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، إله واحد ورب ماجد، يشاء فيمضي ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي ويميت فيحيي، ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويؤتي، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار. مستجيب الدعاء، ومجزل العطاء محصي الأنفاس ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه إلحاح الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين، ومولى العالمين، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء، وأؤمن به وبملائكته وكتبه ورسله، أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره، أقر له على نفسي بالعبودية، وأشهد له بالربوبية، وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته. لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي الكريم فأوحى لي: بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزله، وأنا مبين لكم سبب هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم: {يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم} وكثرة أذاهم لي غير مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن} على الذين يعزمون أنه أذن {خير لكم} الآية. ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي ثم تلا |: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. فاعلموا معاشر الناس: أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى العجمي والعربي، والحر والمملوك، والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد، ماض حكمه، جايز قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه، من صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له. معاشر الناس: إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم، ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر الله ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلى يوم تلقون الله عز وجل ورسوله، لا حلال إلا ما أحله الله، ولا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني الحلال والحرام، وأنا أفضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه. معاشر الناس: ما من علم إلا وقد أحصاه الله في، وكل علم علمت فقد أحصيته في إمام مبين، وما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين. معاشر الناس: لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه، ولا تستنكفوا من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به، ويزهق الباطل وينهى عنه، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، والذي فدى رسول الله بنفسه، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد مع رسول الله من الرجال غيره. معاشر الناس: فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله. معاشر الناس: إنه إمام من الله، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. أيها الناس: بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الأنبياء والمرسلين، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في قولي فقد شك في الكل منه، والشاك في ذلك فله النار. معاشر الناس: حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي، ولا إله إلا هو، له الحمد مني أبد الأبدين ودهر الداهرين على كل حال. معاشر الناس: فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأثنى، بنا أنزل الله الرزق وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا ولم يوافقه، ألا إن جبرائيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول: من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون. معاشر الناس: إنه جنب الله تعالى في كتابه: {يا حسرتي على ما فطرت في جنب الله}. معاشر الناس: تدبروا القرآن وافهموا آياته، وانظروا محكماته، ولا تتبعوا متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده ومعضده - وشائل بعضده - ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي. معاشر الناس: إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل الأكبر، فكل واحد ينبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه. ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت، ألا وقد أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره. ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، وكان منذ أول ما صعد رسول الله | شال عليا × حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله | ثم قال: معاشر الناس: هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه، والعامل بما يرضاه، والمحارب لأعدائه، والموالي على طاعته، والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول: ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنت أنزلت علي في كتابك أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك، ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك أني قد بلغت. معاشر الناس: إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون. معاشر الناس: هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي، والله عز وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضا إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد الله بالجنة في {هل أتى على الإنسان} إلا له، ولا أنزلها في سواه، ولا مدح بها غيره. معاشر الناس: هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي الهادي المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي. معاشر الناس: ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي. معاشر الناس: إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل، فكيف بكم وأنتم أنتم عباد الله, ما يبغض عليا إلا شقي ولا يتولى به إلا مؤمن تقي، ولا يؤمن به إلا مخلص، في علي والله نزلت سورة العصر {بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الإنسان لفي خسر} إلى آخرها. معاشر الناس: قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلا البلاغ المبين. معاشر الناس: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}. معاشر الناس: {آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها}. معاشر الناس: النور من الله عز وجل في، ثم مسلوك في علي ثم في النسل منه إلى القائم المهدي × الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس: أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين، ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر، ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس: لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد. معاشر الناس: سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون. معاشر الناس: إن الله وأنا بريئان منهم. معاشر الناس: إنهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ألا إنهم أصحاب الصحيفة, فلينظر أحدكم في صحيفته، قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة. معاشر الناس: إني أدعها أمانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا ولم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا واغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران. معاشر الناس: إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب. معاشر الناس: إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى وهذا علي إمامكم ووليكم، وهو مواعيد الله والله يصدق وعده. معاشر الناس: قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين. معاشر الناس: إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله. معاشر الناس: أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين} إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون: {ألا إن حزب الله هم الغالبون} ألا إن أعداء علي أهل الشقاق العادون، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز وجل: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عز وجل: {يدخلون الجنة بغير حساب} ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت أختها، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: {كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير} ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر كبير. معاشر الناس: شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من مدحه الله وأحبه. معاشر الناس: ألا وإني منذر وعلي هاد. معاشر الناس: إني نبي وعلي وصيي، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي × ألا إنه الظاهر على الدين، ألا إنه المنتقم من الظالمين، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك، ألا إنه المدرك بكل ثأر لأولياء الله عز وجل، ألا إنه الناصر لدين الله، ألا إنه الغراف من بحر عميق، ألا إنه يسم كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله، ألا إنه خيرة الله ومختاره، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه، ألا إنه الرشيد السديد، ألا إنه المفوض إليه، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه، ألا أنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه، ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته. معاشر الناس: قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي، ألا وإن عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به، ثم مصافقته بعدي، ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل: {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}. معاشر الناس: فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا. معاشر الناس: ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله. معاشر الناس: الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة {والله لا يضيع أجر المحسنين}. معاشر الناس: حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تتفرقوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع. معاشر الناس: أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلفه الله مني ومنه، يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيها وأعرفها فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق. معاشر الناس: كل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فإني لم أرجع عن ذلك ولم أبدل، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه، ألا وإني أجدد القول، ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، إن رأس الأمر بالمعروف أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر بمعروف ولا نهي منكر إلا مع إمام معصوم. معاشر الناس: القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنهم مني ومنه حيث يقول الله عز وجل: {وجعلها كلمة باقية في عقبه} وقلت: لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما. معاشر الناس: التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شئ عظيم} اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب. معاشر الناس: إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي بإمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيا ونموت ونبعث، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين، الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي عز وجل، فقد أديت ذلك إليكم وأنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله، فقولوا: أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافحة أيدينا - من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه - لا نبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا، وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده، والله أكبر من كل شهيد. معاشر الناس: ما تقولون؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس {فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها} ومن بايع فإنما يبايع الله {يد الله فوق أيديهم}. معاشر الناس: فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة باقية، يهلك الله من غدر، ويرحم من وفى {ومن نكث فإنما ينكث على نفسه} الآية. معاشر الناس: قولوا الذي قلت لكم، وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا: {سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير} وقولوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله}. معاشر الناس: إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه. معاشر الناس: من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما. معاشر الناس: السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة المؤمنين، أولئك الفائزون في جنات النعيم. معاشر الناس: قولوا ما يرضي الله عنكم من القول، {فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا} اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين. فناداه القوم: سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا وتداكوا على رسول الله | وعلى علي × وصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق رسول الله | الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم، إلى أن صليت العشاء والعتمة في وقت واحد، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله | يقول، كلما بايع قوم: الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين، وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها. [203]
وروي عن الصادق × إنه لما فرغ رسول الله | من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال: بالله ما رأينا كاليوم قط وما أشد ما يؤكد لابن عمه وإنه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله، ويل طويل لمن حل عقده. قال: فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم التفت إلى النبي | وقال: أما سمعت ما قال هذا الرجل كذا وكذا؟ فقال رسول الله |: يا عمر أتدري من ذاك الرجل؟ قال: لا، قال: ذلك الروح الأمين جبرائيل فإياك أن تحله، فإنك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء. [204]
* الله تعالى عين الإمام بدليل آية الولاية
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: فأنشدكم أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وحيث نزلت{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وحيث نزلت {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} قال الناس: يا رسول الله خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم؟ فأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم, فنصبني للناس بغدير خم. [205]
عن عبد الله بن عباس في حديث طويل عن موت رسول الله |: فقال رسول الله | لعلي ×: يا أخي، أقعدني، فأقعده علي × وأسنده إلى نحره، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا بني عبد المطلب، اتقوا الله واعبدوه، {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} ولا تختلفوا. إن الإسلام بني على خمسة: على الولاية والصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج. فأما الولاية فلله ولرسوله وللمؤمنين الذين {يؤتون الزكاة وهم راكعون}، {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [206]
عن ابن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله ×: أعرض عليك ديني الذي أدين الله به، قال: هاته، قلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا | رسول الله، وأقر بما جاء به من عند الله، قال: ثم وصفت له الأئمة حتى انتهيت إلى أبي جعفر ×، قلت: وأقر بك ما أقول فيهم، فقال: أنهاك أن تذهب باسمي في الناس، قال أبان: قال ابن أبي يعفور: قلت له مع الكلام الأول: وأزعم أنهم الذين قال الله في القرآن {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} فقال أبو عبد الله ×: والآية الأخرى فاقرأ قال: قلت له: جعلت فداك أي آية؟ قال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: فقال: رحمك الله، قال: قلت: تقول رحمك الله على هذا الأمر؟ قال: فقال: رحمك الله على هذا الأمر. [207]
عن المفضل بن صالح, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ‘ قال: إنه لما نزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} شق ذلك على النبي | وخشي أن يكذبه قريش، فأنزل الله {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية, فقام بذلك يوم غدير خم. [208]
عن أبي جميلة, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ‘ قال: إن رسول الله | قال: إن الله أوحى إلي أن أحب أربعة: عليا × وأبا ذر وسلمان والمقداد، فقلت: ألا فما كان من كثرة الناس, أما كان أحد يعرف هذا الأمر؟ فقال: بلى ثلاثة، قلت: هذه الآيات التي أنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} وقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} أما كان أحد يسأل فيم نزلت؟ فقال: من ثم أتاهم لم يكونوا يسألون. [209]
عن المفضل, عن أبي جعفر × في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: هم الأئمة عليهم السلام. [210]
عن زرارة، عن أبي جعفر × قال: سألته عن قول الله عز وجل: {وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} قال: إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم ولكنه خلطنا بنفسه، فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، حيث يقول: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} يعني الأئمة منا. [211]
عن الحسين بن أبي العلاء قال: ذكرت لأبي عبد الله × قولنا في الأوصياء أن طاعتهم مفترضة قال: فقال: نعم، هم الذين قال الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وهم الذين قال الله عز وجل: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}. [212]
عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود, جميعا عن أبي جعفر × قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية علي × وأنزل عليه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة} وفرض ولاية أولي الأمر, فلم يدروا ما هي, فأمر الله محمدا | أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج, فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله | وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه, فضاق صدره وراجع ربه عز وجل, فأوحى الله عز وجل إليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فصدع بأمر الله تعالى ذكره, فقام بولاية علي × يوم غدير خم, فنادى الصلاة جامعة, وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب. [213]
عن أحمد بن عيسى قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده عليهم السلام في قوله عز وجل{يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} قال: لما نزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} اجتمع نفر من أصحاب رسول الله | في مسجد المدينة, فقال بعضهم لبعض: ما تقولون في هذه الآية؟ فقال بعضهم: إن كفرنا بهذه الآية نكفر بسائرها, وإن آمنا فإن هذا ذل حين يسلط علينا ابن أبي طالب, فقالوا: قد علمنا أن محمدا | صادق فيما يقول ولكنا نتولاه ولا نطيع عليا × فيما أمرنا, قال فنزلت هذه الآية {يعرفون نعمت الله ثم ينكرونها} يعرفون يعني ولاية علي بن أبي طالب × {وأكثرهم الكافرون} بالولاية. [214]
عن عبد الله بن عطاء قال: كنت جالسا عند أبي جعفر × في مسجد الرسول, وعبد الله بن سلام جالس في صحن المسجد, قال: قلت: جعلت فداك هذا الذي عنده علم الكتاب؟ قال: لا ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب × نزل فيه{ إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية ونزل فيه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} إلى آخر الآية, فأخذ رسول الله | بيد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. [215]
عن محمد بن مسلم قال: كنا عند أبي جعفر × جلوسا صفين وهو على السرير, وقد در علينا بالحديث, وفينا من السرور وقرة العين ما شاء الله فكأنا في الجنة, فبينا نحن كذلك إذا بالآذن فقال: سلام الجعفي بالباب, فقال أبو جعفر ×: ائذن له, فدخلنا غم وهم ومشقة كراهية أن يكف عنا ما كنا فيه, فدخل وسلم عليه فرد أبو جعفر × ثم قال: سلام يا ابن رسول الله, حدثني عنك خيثمة عن قول الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب × قال صدق خيثمة. [216]
عن أبي عبد الله × {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} نزلت في علي بن أبي طالب ×. [217]
عن ابن عباس في قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة. [218]
عن الريان بن الصلت عن الإمام الرضا × في حديث طويل: فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم (ذي القربى), وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى، كما أجراهم في الغنيمة، فبدأ بنفسه جل جلاله، ثم برسوله، ثم بهم، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله. وكذلك في الطاعة، قال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، فبدأ بنفسه، ثم برسوله، ثم بأهل بيته. وكذلك آية الولاية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ، فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت. [219]
عن أبي جعفر ×، ءإنه سئل عن قول الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فقال: إيانا عنى بالذين آمنوا هاهنا، وعلي × أولنا وأفضلنا. [220]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: ثم افترض الله عز وجل الولاية، فقال: «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون». فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، فجاءه جبرائيل ×، فقال: يا محمد، علم الناس من ولايتهم كما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل أمتى حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}. [221]
عن تميم بن بهلول قال: حدثني عبد الله بن أبي الهذيل، وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامة من تجب له الإمامة؟ فقال: إن الدليل على ذلك والحجة على المؤمنين والقائم بأمور المسلمين والناطق بالقرآن والعالم بالأحكام أخو نبي الله وخليفته على أمته ووصيه عليهم ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ‘، المفروض الطاعة بقول الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} الموصوف بقوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} المدعو إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خم. [222]
عن محمد الحلبي قال: قال لي أبو عبد الله × إنه من عرف دينه من كتاب الله عز وجل زالت الجبال قبل أن يزول, ومن دخل في أمر يجهل خرج منه بجهل, قلت: وما هو في كتاب الله؟ قال: قول الله عز وجل {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله عز وجل {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقوله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وقوله تبارك وتعالى{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله جل جلاله {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما} وقوله عز وجل{ يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} ومن ذلك قول رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, وأحب من أحبه, وأبغض من أبغضه. [223]
عن سلمان في حديث طويل في وصف أمير المؤمنين ×: هذا الذي قال الله تعالى فيه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [224]
عن سليم بن قيس قال: سأل رجل علي بن أبي طالب × فقال وأنا أسمع: أخبرني بأفضل منقبة لك, قال: ما أنزل الله في كتابه, قال: وما أنزل الله فيك؟ قال: {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} أنا الشاهد من رسول الله | وقوله {ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} إياي عنى ب{من عنده علم الكتاب} فلم يدع شيئا أنزله الله فيه إلا ذكره- مثل قوله {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وقوله {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وغير ذلك. [225]
عن حذيفة في حديث طويل: الحمد لله الذي أحيا الحق وأمات الباطل وجاء بالعدل ودحض الجور وركبت الظالمين, أيها الناس {إنما وليكم الله ورسوله} وأمير المؤمنين حقا حقا, وخير من نعلمه بعد نبينا رسول الله | وأولى الناس بالناس, وأحقهم بالأمر. [226]
عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن الحجج: وجعل ولايتهم ولايته, وحزبهم حزبه فقال: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وقال {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} واعلموا رحمكم الله إنما هلكت هذه الأمة وارتدت على أعقابها بعد نبيها | بركوبها طريق من خلا من الأمم الماضية والقرون السالفة, الذين آثروا عبادة الأوثان على طاعة أولياء الله عز وجل, وتقديمهم من يجهل على من يعلم. [227]
عن أبي جعفر الباقر ×, عن رسول الله | في حديث أنه قال يوم الغدير: إن جبرئيل × هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأحمر وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي الذي محله مني محل هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وليكم بعد الله ورسوله, وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي بن أبي طالب × الذي أقام الصلاة, وآتى الزكاة وهو راكع, يريد الله عز وجل في كل حال. [228]
عن الإمام العسكري ×: قال علي بن الحسين ‘ في حديث طويل وفيه عن إسلام عبد الله بن سلام: ثم إن عبد الله حسن إسلامه ولحقه القصد الشديد من جيرانه من اليهود، وكان رسول الله | في حمارة القيظ في مسجده يوما إذ دخل عليه عبد الله بن سلام. وقد كان بلال أذن للصلاة والناس بين قائم وقاعد وراكع وساجد، فنظر رسول الله | إلى وجه عبد الله فرآه متغيرا، وإلى عينيه دامعتين، فقال: ما لك يا عبد الله. فقال يا رسول الله قصدتني اليهود، وأساءت جواري وكل ماعون لي استعاروه مني كسروه وأتلفوه، وما استعرت منهم منعونيه، ثم زاد أمرهم بعد هذا، فقد اجتمعوا وتواطئوا وتحالفوا على أن لا يجالسني أحد منهم، ولا يبايعني ولا يشاورني ولا يكلمني ولا يخالطني، وقد تقدموا بذلك إلى من في منزلي، فليس يكلمني أهلي وكل جيراننا يهود، وقد استوحشت منهم، فليس لي من أنس بهم، والمسافة ما بيننا وبين مسجدك هذا ومنزلك بعيدة، فليس يمكنني في كل وقت يلحقني ضيق صدر منهم أن أقصد مسجدك أو منزلك. فلما سمع ذلك رسول الله | غشيه ما كان يغشاه عند نزول الوحي عليه من تعظيم أمر الله تعالى، ثم سري عنه وقد أنزل عليه: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. قال: يا عبد الله بن سلام {إنما وليكم الله} ناصركم الله على اليهود القاصدين بالسوء لك {ورسوله} إنما وليك وناصرك {والذين آمنوا الذين} صفتهم أنهم {يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} أي وهم في ركوعهم. ثم قال: يا عبد الله بن سلام {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا} من يتولاهم، ووالى أولياءهم، وعادى أعداءهم، ولجأ عند المهمات إلى الله ثم إليهم {فإن حزب الله} جنده {هم الغالبون} لليهود وسائر الكافرين، أي فلا يهمنك يا ابن سلام، فإن الله تعالى هو ناصرك وهؤلاء أنصارك، وهو كافيك شرور أعدائك وذائد عنك مكايدهم. فقال رسول الله |: يا عبد الله بن سلام أبشر، فقد جعل الله لك أولياء خيرا منهم: {الله، ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، وهم راكعون} فقال عبد الله بن سلام: يا رسول الله, من هؤلاء الذين آمنوا؟ فنظر رسول الله | إلى سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئا الآن؟ قال: نعم ذلك المصلي، أشار إلي بإصبعه أن خذ الخاتم. فأخذته فنظرت إليه وإلى الخاتم، فإذا هو خاتم علي بن أبي طالب ×. فقال رسول الله |: الله أكبر، هذا وليكم بعدي, وأولى الناس بالناس بعدي, علي بن أبي طالب ×. [229]
عن أحمد بن عيسى, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: إنما يعني أولى بكم, أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم {الله ورسوله والذين آمنوا} يعني عليا × وأولاده الأئمة إلى يوم القيامة, ثم وصفهم الله عز وجل فقال {الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وكان أمير المؤمنين × في صلاة الظهر, وقد صلى ركعتين وهو راكع, وعليه حلة قيمتها ألف دينار, وكان النبي | كساه إياها, وكان النجاشي أهداها له, فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم, تصدق على مسكين, فطرح الحلة إليه, وأومأ بيده إليه أن احملها, فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية, وصير نعمة أولاده بنعمته, فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه الصفة مثله, فيتصدقون وهم راكعون, والسائل الذي سأل أمير المؤمنين × من الملائكة, والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة. [230]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × قال: بينما رسول الله | جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبد الله بن سلام، إذ نزلت عليه هذه الآية, فخرج رسول الله | إلى المسجد فاستقبله سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، ذاك المصلي, فجاء رسول الله | فإذا هو علي أمير المؤمنين ×. [231]
عن أبي جعفر × أن رسول الله | كان يصلي ذات يوم في مسجد فمر به مسكين, فقال له رسول الله |: هل تصدق عليك بشيء؟ قال: نعم, مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه, وأشار بيده فإذا هو علي بن أبي طالب ×, فنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فقال رسول الله |: هو وليكم من بعدي. [232]
عن ابن عباس قال: لما نزلت {إنما وليكم الله ورسوله} إلى آخر الآية, جاء النبي | إلى المسجد فإذا سائل فدعاه قال: من أعطاك من هذا المسجد؟ قال: ما أعطاني إلا هذا الراكع والساجد, يعني عليا × فقال النبي |: الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي, قال: وكان في خاتم علي × الذي أعطاه السائل: سبحان من فخري بأني له عبد. [233]
عن علي × قال: نزلت هذه الآية على نبي الله | وهو في بيته {إنما وليكم الله ورسوله} إلى قوله {وهم راكعون} فخرج رسول الله | فدخل المسجد, ثم نادى سائل فسأل فقال له: أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا, إلا ذاك الراكع, أعطاني خاتمه, يعني عليا ×. [234]
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × أنه كان يقول: من أحب الله أحب النبي, ومن أحب النبي أحبنا, ومن أحبنا أحب شيعتنا, فإن النبي | ونحن وشيعتنا من طينة واحدة, ونحن في الجنة لا نبغض من يحبنا, ولا نحب من أبغضنا, اقرءوا إن شئتم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية, قال الحارث: صدق والله, ما نزلت إلا فيه. [235]
عن ابن عامر، في قول الله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: اجتاز عبد الله بن سلام ورهط معه برسول الله |، فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا نجد متحدثا دون المسجد، إن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة والبغضاء وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا. فبينا هم يشكون إلى النبي | إذ نزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فلما قرأها عليهم قالوا: قد رضينا بما رضي الله ورسوله، ورضينا بالله ورسوله وبالمؤمنين. وأذن بلال العصر، وخرج النبي | فدخل والناس يصلون ما بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأله، فقال النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال: نعم, قال: ما ذا؟ قال: خاتم فضة, قال: من أعطاك؟ قال: ذاك الرجل القائم, قال النبي |: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع، فنظرنا فإذا هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×. [236]
عن أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: أقبل سائل فسأل رسول الله | فقال: هل سألت أحدا من أصحابي؟ قال: لا, قال: فأت المسجد فاسألهم ثم عد إلي فأخبرني, فأتى المسجد فلم يعطه أحد شيئا, قال: فمر بعلي × وهو راكع, فناوله يده فأخذ خاتمه, ثم رجع إلى رسول الله | فأخبره, فقال: هل تعرف هذا الرجل؟ قال: لا, فأرسل معه فإذا هو علي بن أبي طالب ×, قال: ونزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا}. [237]
عن عمار بن ياسر قال: وقف لعلي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه بذلك، فنزل على النبي | هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا- الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} إلى آخر الآية, فقرأها رسول الله | علينا، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [238]
عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × قال: بينا رسول الله | جالس في بيته وعنده نفر من اليهود, أو قال: خمسة من اليهود، فيهم عبد الله بن سلام، فنزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فتركهم رسول الله | في منزله وخرج إلى المسجد، فإذا بسائل قال له رسول الله |: أصدق عليك أحد بشيء؟ قال: نعم هو ذاك المصلي فإذا هو علي ×. [239]
عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله | وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، ثم قال: الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته، وهنيئا لعلي × بتفضيل الله إيا. ثم التفت فرآني إلى جانبه، فقال: ما أضجعك هاهنا يا أبا رافع؟ فأخبرته خبر الحية، فقال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها. ثم أخذ رسول الله | بيدي فقال: يا أبا رافع كيف أنت وقوم يقاتلون عليا وهو على الحق وهم على الباطل، يكون حقا في الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شيء فقلت: ادع لي إن أدركتهم أن يعينني الله ويقويني على قتالهم. فقال: اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس فقال: أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع أميني على نفسي. [240]
عن علي × أنه تصدق بخاتمه وهو راكع، فنزلت فيه هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [241]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية قال: إن رهطا من اليهود أسلموا منهم عبد الله بن سلام وأسد وثعلبة وابن يامين وابن صوريا فأتوا النبي | فقالوا: يا نبي الله إن موسى × أوصى إلى يوشع بن نون, فمن وصيك يا رسول الله, ومن ولينا بعدك ؟ فنزلت هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم قال رسول الله |: قوموا, فقاموا فأتوا المسجد, فإذا سائل خارج فقال: يا سائل أما أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم هذا الخاتم, قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي, قال: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعا, فكبر النبي | وكبر أهل المسجد, فقال النبي |: علي بن أبي طالب وليكم بعدي, قالوا: رضينا بالله ربا, وبالإسلام دينا, وبمحمد نبيا, وبعلي بن أبي طالب وليا, فأنزل الله عز وجل {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}.[242] فروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: والله لقد تصدقت بأربعين خاتما وأنا راكع لينزل في ما نزل في علي بن أبي طالب × فما نزل. [243]
عن مكحول, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في حديث طويل يعدد فيه مناقبه: وأما الخامسة والستون: فإني كنت أصلي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي, فأنزل الله تبارك وتعالى في {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [244]
عن ابن عباس، قال: كنا جلوسا مع النبي | إذ هبط عليه الأمين جبرئيل × ومعه جام من البلور الأحمر مملوءة مسكا وعنبرا، وكان إلى جنب رسول الله | علي بن أبي طالب × وولداه الحسن والحسين ‘، فقال له: السلام عليك، الله يقرأ عليك السلام، ويحييك بهذه التحية، ويأمرك أن تحيي بها عليا وولديه. قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله | هلل ثلاثا، وكبر ثلاثا، ثم قالت بلسان ذرب طلق: بسم الله الرحمن الرحيم {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}، فاشتمها النبي | وحيا بها عليا ×، فلما صارت في كف علي × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، فاشتمها علي × وحيا بها الحسن ×، فلما صارت في كف الحسن × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {عم يتساءلون عن النبإ العظيم الذي هم فيه مختلفون}، فاشتمها الحسن × وحيا بها الحسين ×، فلما صارت في كف الحسين × قالت: بسم الله الرحمن الرحيم {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور}، ثم ردت إلى النبي | فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم {الله نور السماوات والأرض}. قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء صعدت، أم في الأرض توارت بقدرة الله عز وجل. [245]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا جلوسا عند رسول الله | إذ ورد علينا أعرابي أشعث الحال عليه أثواب رثة والفقر بين عينيه, فلما دخل وسلم قال شعرا:
أتيتك والعذراء تبكي برنة ... وقد ذهلت أم الصبي عن الطفل
و أخت وبنتان وأم كبيرة ... وقد كدت من فقري أخالط في عقلي
و ما المنتهى إلا إليك مفرنا ... وأين مفر الخلق إلا إلى الرسل
قال: فلما سمع النبي | ذلك بكى بكاء شديدا, ثم قال لأصحابه: معاشر المسلمين إن الله تعالى سبق إليكم جزاء, والجزاء من الله غرف في الجنة تضاهي غرف إبراهيم الخليل ×, فمن كان منكم يواسي هذا الفقير؟ فقال: فلم يجبه أحد, وكان في ناحية المسجد علي بن أبي طالب × يصلي ركعات التطوع كانت له دائما, فأومأ إلى الأعرابي بيده فدنا منه فرفع إليه الخاتم من يده وهو في صلاته, فأخذه الأعرابي وانصرف وهو يقول بعد الصلاة على الرسول:
لى خمسة ترتجى بحبهم ال ... دنيا ويرجى منهم الدين
يأمن بين الأنام تابعهم ... لانهم في الورى ميامين
أنت مولى يرتجى به من ... الله في الدنيا إقامة الدين
خمسة في الأنام كلهم ... وأنتم في الورى ميامين
ثم إن النبي | أتاه جبرئيل × ونادى: السلام عليك يا رسول الله, ربك يقرئك السلام ويقول لك اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} فعند ذلك قام النبي | قائما على قدميه وقال: معاشر المسلمين أيكم اليوم عمل خيرا حتى جعله الله ولي كل من آمن؟ قالوا: يا رسول الله ما فينا من عمل خيرا سوى ابن عمك علي بن أبي طالب ×, فإنه تصدق على الأعرابي بخاتمه وهو يصلي, قال النبي | وجبت الغرف لابن عمي علي بن أبي طالب ×, فقرأ عليهم الآية قال: فتصدق الناس في ذلك اليوم على ذلك الأعرابي فولى وهو يقول:
أنا مولى لخمسة ... أنزلت فيهم السور
أهل طه وهل أتى ... فاقرءوا يعرف الخبر
و الطواسين بعدها ... والحواميم والزمر
أنا مولى لهؤلاء ... وعدو لمن كفر [246]
من رسالة الإمام الهادي × في الرد على أهل الجبر والتفويض وإثبات العدل والمنزلة بين المنزلتين: فأول خبر يعرف تحقيقه من الكتاب وتصديقه والتماس شهادته عليه خبر ورد عن رسول الله |, ووجد بموافقة الكتاب وتصديقه بحيث لا تخالفه أقاويلهم حيث قال: إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي, لن تضلوا ما تمسكتم بهما, وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فلما وجدنا شواهد هذا الحديث في كتاب الله نصا مثل قوله جل وعز {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون} وروت العامة في ذلك أخبارا لأمير المؤمنين × أنه تصدق بخاتمه وهو راكع, فشكر الله ذلك له وأنزل الآية فيه, فوجدنا رسول الله | قد أتى بقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه, وبقوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, ووجدناه يقول: علي يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم من بعدي. [247]
عن سعد بن ظريف، عن أبي جعفر × إنه قال: بينا علي × يصلي إذ مر به سائل، فرمى إليه بخاتمه وهو راكع، فلما فرغ من صلاته أتى رسول الله | فقال له: يا علي، ما صنعت في صلاتك؟ فأخبره. فقال: إن الله تعالى أنزل فيك آيتين وتلا عليه قوله: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الى قوله: {هم الغالبون}. [248]
عن أبي الجارود, عن أبي جعفر محمد بن علي × في حديث طويل: فجمع رسول الله | الناس، فقال: أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض عليكم الجهاد في سبيله بأموالكم وأنفسكم. وبين لهم حدوده، وأوضح لهم شروطه. ثم أنزل الله عز وجل الولاية، فقال: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. فقال المسلمون: هذا لنا، بعضنا أولياء بعض. فجاء جبرائيل ×، فقال: يا محمد علم الناس عن ولايتهم ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم وجهادهم. فقال رسول الله |: يا جبرائيل، إن امتي حديثة عهد بجاهلية، وأخاف عليهم أن يرتدوا، فأنزل الله عز وجل: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، فلم يجد رسول الله | بدا من أن خرج الى الناس، فقال: أيها الناس إن الله عز وجل بعثني برسالته، فضقت بها ذرعا، وخفت أن الناس يكذبوني، فتواعدني إن لم ابلغها ليعذبني. ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ×، ثم قال: أيها الناس ألستم تعلمون أن الله مولاي وأني مولى المؤمنين ووليهم، وأني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار. قال أبو جعفر ×: فوجبت ولاية علي × على كل مسلم. [249]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: فقال المنافقون: هل بقي لربك علينا بعد الذي فرضه شيء آخر يفترضه؟ فتذكره لتسكن أنفسنا, إلى أنه لم يبق غيره, فأنزل الله في ذلك {قل إنما أعظكم بواحدة} يعني الولاية وأنزل {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وليس بين الأمة خلاف أنه لم يؤت الزكاة يومئذ أحد وهو راكع غير رجل. [250]
عن حذيفة بن اليمان في حديث طويل: وقد كان النبي | بعث عليا × إلى اليمن فوافى مكة ونحن مع الرسول |, ثم توجه علي × يوما نحو الكعبة يصلي, فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه, فأنزل الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فكبر رسول الله | وقرأه علينا ثم قال: قوموا نطلب هذه الصفة التي وصف الله بها, فلما دخل رسول الله | المسجد استقبله سائل فقال: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا المصلي, تصدق علي بهذه الحلقة وهو راكع, فكبر رسول الله | ومضى نحو علي × فقال: يا علي ما أحدثت اليوم من خير؟ فأخبره بما كان منه إلى السائل فكبر ثالثة, فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض وقالوا: إن أفئدتنا لا تقوى على ذلك أبدا مع الطاعة له, فنسأل رسول الله | أن يبدله لنا, فأتوا رسول الله | فأخبروه بذلك, فأنزل الله تعالى قرآنا وهو {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي} الآية. [251]
عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث طويل أن علي بن أبي طالب × تصدق بخاتمه وهو راكع فنزلت فيه هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [252]
عن عباية بن ربعي، قال: بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم، يقول: قال رسول الله |، إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله |، إلا قال الرجل قال رسول الله ×، فقال ابن عباس: سألتك بالله، من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه، وقال: يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا جندب بن جنادة البدري، أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله | بهاتين وإلا فصمتا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، أما إني صليت مع رسول الله | يوما من الأيام صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد، فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله، فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي × راكعا، فأومأ بخنصره اليمنى إليه، وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين رسول الله | فلما فرغ النبي | من صلاته، رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن أخي موسى، سألك فقال: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري} فأنزلت عليه قرآنا ناطقا {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما} اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيرا من أهلي، عليا × أشدد به ظهري. قال أبو ذر: فوالله ما استتم رسول الله | الكلمة، حتى نزل عليه جبرائيل × من عند الله، فقال: يا محمد إقرأ, قال: وما أقرأ؟ قال: إقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية. [253]
عن إلى أبي ذر, عن أمير المؤمنين × في حديث الشورة أنه قال: فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} غيري قالوا: لا. [254]
عن أبي محمد الحسن العسكري, عن أبيه ‘ في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ولقد أنزل الله تعالى فيك من قبل وهم كارهون: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [255]
* بمصادر العامة
عن ابن عباس في قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×. [256]
عن ابن طاوس, عن أبيه قال: كنت جالسا مع ابن عباس إذ دخل عليه رجل فقال: أخبرني عن هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} فقال ابن عباس: أنزلت في علي بن أبي طالب ×. [257]
عن محمد بن الحسن, عن أبيه, عن جده, عن علي × في قوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: الذين آمنوا علي بن أبي طالب ×. [258]
علي بن عابس قال: دخلت أنا وأبو مريم على عبد الله بن عطاء, قال أبو مريم: حدث علينا بالحديث الذي حدثتني عن أبي جعفر × قال: كنت عند أبي جعفر × جالسا إذ مر عليه ابن عبد الله بن سلام, قلت: جعلني الله فداك هذا ابن الذي عنده علم من الكتاب, قال: لا, ولكنه صاحبكم علي بن أبي طالب ×, الذي نزلت فيه آيات من كتاب الله عز وجل {ومن عنده علم الكتاب} {أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه} {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية. [259]
عن عبابه الربعي قال: بينما عبد الله بن عباس جالسا على شفير زمزم يقول: قال رسول الله | وهو يحدث الناس, إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فوقف فجعل ابن عباس لا يقول قال: رسول الله | إلا قال الرجل: قال رسول الله |، فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه فقال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري, سمعت رسول الله | بهاتين وإلا صمتا, ورأيته بهاتين وإلا فعميتا, وهو يقول عن علي: انه قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره ومخذول من خذله. أما إني وصليت مع رسول الله | يوما من الأيام صلاة الظهر, فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله محمد | ولم يعطني أحد شيئا. وكان علي في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها خاتم, فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره، وذلك بعين من النبي | وهو في المسجد، فرفع رسول الله | رأسه إلى السماء وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: {رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى واجعل لى وزيرا من أهلى هرون أخى اشدد بهى أزرى وأشركه فى أمرى} فأنزلت عليه قرآنا ناطقا: {سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطنا فلا يصلون إليكما}. اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم ف{اشرح لي صدري ويسر لي أمري} {واجعل لي وزيرا من أهلي} عليا × اشدد به ظهري. قال أبو ذر فوالله ما استتم رسول الله | الكلام حتى هبط عليه جبرئيل × من عند الله عز وجل وقا: يا محمد هنيئا لك ما وهب الله لك في أخيك، قال: وما ذاك يا جبرئيل؟ قال: أمر الله أمتك بموالاته إلى يوم القيامة، وأنزل قرآنا عليك, اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون}. [260]
عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه ممن قد آمنوا بالنبي | فقالوا: يا رسول الله، إن منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا قد آمنا بالله ورسوله وصدقناه، رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يؤاكلونا، ولا يناكحونا، ولا يكلمونا، وقد شق ذلك علينا, فقال لهم النبي |: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} ثم إن النبي | خرج إلى المسجد، والناس بين قائم وراكع، وبصر بسائل، فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم، خاتما, فقال له النبي |: من أعطاكه؟ قال: ذلك القائم, وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب ×، فقال النبي |: على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع, فكبر النبي | ثم قرأ {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [261]
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله} يعني ناصركم الله {ورسوله} يعني محمدا | ثم قال: {والذين آمنوا} فخص من بين المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال: {الذين يقيمون الصلاة} يعني يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها وخشوعها في مواقيتها, {يؤتون الزكاة وهم راكعون} وذلك أن رسول الله | صلى يوما بأصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه, فلم يبق في المسجد غير علي × قائما يصلي بين الظهر والعصر إذ دخل المسجد فقير من فقراء المسلمين, فلم ير في المسجد أحدا خلا عليا × فأقبل نحوه فقال: يا ولي الله بالذي يصلى له أن تتصدق علي بما أمكنك. وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه, فمد يده فوضعها على ظهره وأشار إلى السائل بنزعه، فنزعه ودعا له، ومضى وهبط جبرئيل × فقال النبي | لعلي ×: لقد باهى الله بك ملائكته اليوم، اقرأ {إنما وليكم الله ورسوله}. [262]
عن ابن عباس، قال: كان علي بن أبي طالب × قائما يصلي, فمر سائل وهو راكع، فأعطاه خاتمه, فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [263]
عن أنس قال: خرج النبي | إلى صلاة الظهر, فإذا هو بعلي × يركع ويسجد، وإذا بسائل يسأل فأوجع قلب علي × كلام السائل, فأومأ بيده اليمنى إلى خلف ظهره فدنا السائل منه فسل خاتمه عن إصبعه, فأنزل الله فيه آية من القرآن, وانصرف علي × إلى المنزل, فبعث النبي | إليه فأحضره فقال: أي شيء عملت يومك هذا بينك وبين الله تعالى؟ فأخبره فقال له: هنيئا لك يا أبا الحسن, قد أنزل الله فيك آية من القرآن: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [264]
عن أنس أن سائلا أتى المسجد وهو يقول: من يقرض الوفي الملي؟ وعلي × راكع يقول بيده خلفه للسائل أي اخلع الخاتم من يدي. فقال رسول الله |: يا عمر وجبت. قال: بأبي وأمي يا رسول الله ما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده حتى خلعه من كل ذنب ومن كل خطيئة قال: بأبي وأمي يا رسول الله هذا لهذا؟ قال: هذا لمن فعل هذا من أمتي. [265]
عن محمد بن الحنفية أن سائلا سأل في مسجد رسول الله | فلم يعطه غير علي × أحد شيئا، فخرج رسول الله | وقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا رجل مررت به وهو راكع, فناولني خاتمه. فقال النبي |: وتعرفه؟ قال: لا, فنزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} فكان علي بن أبي طالب ×. [266]
عن محمد بن الحنفية قال: جاء سائل فلم يعطه أحد، فمر بعلي × وهو راكع في الصلاة فناوله خاتمه فأنزل الله: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [267]
عن عطاء بن السائب في قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية قال: نزلت في علي ×, مر به سائل وهو راكع فناوله خاتمه. [268]
عن ابن جريج قال: لما نزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية، خرج النبي | إلى المسجد فإذا سائل يسأل في المسجد, فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا وهو راكع؟ قال: نعم رجل لا أدري من هو. قال: ما ذا أعطاك؟ قال: هذا الخاتم. فإذا الرجل علي بن أبي طالب ×، والخاتم خاتمه عرفه النبي |. [269]
عن عمار بن ياسر: وقف لعلي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في صلاة التطوع, فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه ذلك, فنزل على النبي | هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} إلى آخر الآية, قال رسول الله |: من كنت مولاه فإن عليا مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [270]
عن جابر قال: جاء عبد الله بن سلام وأناس معه يشكون إلى رسول الله | مجانبة الناس إياهم منذ أسلموا, فقال النبي |: ابتغوا إلي سائلا. فدخلنا المسجد فوجدنا فيه مسكينا, فأتينا به النبي | فسأله: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم, مررت برجل يصلي فأعطاني خاتمه, قال: اذهب فأرهم إياه, قال جابر: فانطلقنا وعلي × قائم يصلي قال: هو هذا, فرجعنا وقد نزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [271]
عن علي × قال: نزلت هذه الآية على رسول الله | في بيته: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. فخرج رسول الله | ودخل المسجد, وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم, فإذا سائل فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا ذاك الراكع, لعلي × أعطاني خاتمه. [272]
عن ابن عباس قال: خرج رسول الله | إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدخل رسول الله |، فقال: أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: من؟ قال: ذلك الرجل القائم. قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: وهو راكع، قال: وذلك علي بن أبي طالب ×، قال: فكبر رسول الله | عند ذلك وهو يقول: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [273]
عن المقداد بن الأسود الكندي قال: كنا جلوسا بين يدي رسول الله | إذ جاء أعرابي بدوي متنكب على قوسه. وساق الحديث بطوله حتى قال: وعلي بن أبي طالب × قائم يصلي في وسط المسجد ركعات بين الظهر والعصر, فناوله خاتمه, فقال النبي |: بخ بخ بخ وجبت الغرفات. فأنشأ الأعرابي يقول:
يا ولي المؤمنين كلهم ... وسيد الأوصياء من آدم
قد فزت بالنفل يا أبا حسن ... إذ جادت الكف منك بالخاتم
فالجود فرع وأنت مغرسه ... وأنتم سادة لذا العالم
فعندها هبط جبرئيل × بالآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين} الآية. [274]
عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية قال: إن رهطا من مسلمي أهل الكتاب منهم عبد الله بن سلام وأسد وأسيد وثعلبة، لما أمرهم الله أن يقطعوا مودة اليهود والنصارى ففعلوا قالت قريظة والنضير: فما بالنا نود أهل دين محمد | وقد تبرءوا منا ومن ديننا ومودتنا, فو الله الذي يحلف به لا يكلم رجل منا رجلا منهم دخل في دين محمد |. فأقبل عبد الله بن سلام وأصحابه فشكوا ذلك إلى رسول الله | وقالوا: قد شق علينا ولا نستطيع أن نجالس أصحابك لبعد المنازل. فبينما هم يشكون إلى رسول الله | أمرهم إذ نزل: {إنما وليكم الله ورسوله} وأقرأها رسول الله | إياهم فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين. قال: وأذن بلال للصلاة فخرج رسول الله | والناس في المسجد يصلون من بين قائم في الصلاة وراكع وساجد، فإذا هو بمسكين يطوف ويسأل فدعاه رسول الله | فقال: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: ما ذا؟ قال: خاتم فضة. قال: من أعطاكه؟ قال: ذاك القائم. فنظر رسول الله | فإذا هو علي بن أبي طالب ×، قال: على أي حال أعطاكه؟ قال: أعطانيه وهو راكع, فقال رسول الله |: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [275]
عن ابن عباس، أن عبد الله بن سلام ونفرا ممن آمن معه أقبلوا إلى رسول الله | وقالوا: إن منازلنا بعيدة، لا نجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة، وقد أقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا، فشق ذلك علينا. فبيناهم يشكون إلى رسول الله | وكان علي × قد تصدق بخاتمه في الصلاة نزلت: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون} ولما رأوه قد أعطى الخاتم كبروا، وقال النبي: {ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [276]
عن ابن عباس قال: وقف على علي بن أبي طالب × سائل وهو راكع في تطوع فنزع خاتمه، فأعطاه السائل، فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [277]
عن عبد الله بن محمد بن الحنفية قال: كان علي × يصلي إذ جاء سائل فسأله فقال بإصبعه فمدها فأعطى السائل خاتما، فجاء السائل إلى النبي | فقال له النبي |: هل أعطاك أحد شيئا؟ فنزلت فيه: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية. [278]
عن ابن سلام قال: أتيت رسول الله | فقلت: إن قومنا حادونا لما صدقنا الله ورسوله وأقسموا أن لا يكلمونا, فأنزل الله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} الآية, ثم أذن بلال لصلاة الظهر, فقام الناس يصلون, فمن بين ساجد وراكع إذا سائل يسأل فأعطاه علي × خاتمه وهو راكع, فأخبر السائل رسول الله | فقرأ علينا رسول الله | {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون}. [279]
قال السدي وعتبة بن أبي حكيم وغالب بن عبد الله: إنما عني بقوله تعالى {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} علي بن أبي طالب × لأنه مر به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه. [280]
عن ابن عباس قال: مر سائل بالنبي | وفي يده خاتم, فقال: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع, وكان علي × يصلي, فقال النبي |: الحمد لله الذي جعلها في وفي أهل بيتي{إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} الآية, وكان على خاتمه الذي تصدق به: سبحان من فخري بأني له عبد. [281]
عن ابن عباس قال: كان علي × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه, فقال رسول الله |: من أعطاك هذا؟ فقال: أعطاني هذا الراكع, فأنزل الله هذه الآية {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا} إلى آخر الآية. [282]
عن ابن عباس أنه قال: كان علي بن أبي طالب × راكعا فجاءه مسكين فأعطاه خاتمه، فقال له رسول الله |: من أعطاك هذا الخاتم؟ فقال له: أعطاني هذا الراكع. فانزلت هذه الآية: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} في علي بن أبي طالب ×. [283]
عن عبد الله بن سلام، أنه قال لما نزلت هذه الآية: يا رسول الله, رأيت عليا × تصدق بخاتمه وهو راكع، فنحن نتولاه. [284]
عن ابن عباس قال: تصدق علي × بخاتمه وهو راكع, فقال النبي | للسائل: من أعطاك هذا الخاتم؟ قال: ذاك الراكع فأنزل الله فيه {إنما وليكم الله ورسوله}. [285]
عن سلمة بن كهيل قال: تصدق علي × بخاتمه وهو راكع, فنزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}. [286]
عن أبي رافع، قال: دخلت على رسول الله | وهو نائم يوحى إليه، فإذا حية في جانب البيت، فكرهت أن أثب عليها فأوقظ النبي |, وخفت أن يكون يوحى إليه، فاضطجعت بين الحية وبين النبي | لئن كان منها سوء كان في دونه، فمكثت ساعة، فاستيقظ النبي | وهو يقول: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون} الحمد لله الذي أتم لعلي نعمه، وهنيئا لعلي بفضل الله إياه. [287]
عن عمار بن ياسر قال: وقف لعلي × سائل وهو راكع في صلاة تطوع, فنزع خاتمه فأعطاه السائل, فأتى رسول الله | فأعلمه ذلك, فنزلت على النبي | هذه الآية, فقرأها على أصحابه ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه. [288]
عن ابن عباس قال: {ومن يتول الله} يعني يحب الله {ورسوله} يعني محمدا | {والذين آمنوا} يعني ويحب علي بن أبي طالب × {فإن حزب الله هم الغالبون} يعني شيعة الله, وشيعة محمد |, وشيعة علي × هم الغالبون, يعني العالون على جميع العباد, الظاهرون على المخالفين لهم, قال ابن عباس: فبدأ الله في هذه الآية بنفسه, ثم ثنى بمحمد |، ثم ثلث بعلي ×. ثم قال: فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله |: رحم الله عليا, اللهم أدر الحق معه حيث دار. [289]
عن زيد بن أرقم, عن رسول الله | في حديث طويل: لا إله إلا هو، وقد أعلمني أني إذا لم أبلغ ما أنزل إلي من ربي فما بلغت رسالته، وقد تضمن لي العصمة، وهو الله الكافي الكريم، أوحى إلي: بسم الله الرحمن الرحيم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} إلى آخر الآية. معاشر الناس وما قصرت فيما بلغت، ولا قعدت عن تبليغ ما نزله، وأنا أبين لكم سبب نزول هذه الآية: إن جبرئيل هبط علي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام رب السلام أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب × أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وهو وليكم من بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله بذلك آية هي {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وعلي ابن أبي طالب × الذي أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع، يريد الله تعالى في كل حال, فسألت جبرئيل × أن يستعفي لي السلام من تبليغ ذلك إليك, أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين، ولإعدال الآيمين وإدغال الآثمين، وحيلة المستسرين الذي وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم {قولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم}، وكثرة أذاهم لي مرة بعد مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني هو لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه وقبوله مني، حتى أنزل الله في ذلك لا إله إلا هو {الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم} إلى آخر الآية. ولو شئت أن أسمي القائلين بأسمائهم لأسميتهم، وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت، وأن أدل عليهم لدللت، ولكني والله بسرهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضي الله إلا أن أبلغ ما أنزل الله إلي {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} الآية. فاعلموا معاشر الناس ذلك وافهموه. واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما، فرض طاعته على المهاجرين والأنصار، وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر، وعلى العجمي والعربي، وعلى الحر والمملوك والصغير والكبير، وعلى الأبيض والأسود، وعلى كل موحد ماض حكمه وجائز قوله ونافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من صدقه، قد غفر الله لمن سمع وأطاع له. [290]
قال أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: أنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي منكم} وحيث نزلت {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} وحيث نزلت {ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة} وأمر الله عز وجل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم, وأن يفسر له من الولاية كما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وحجهم, فنصبني للناس بغدير خم. [291]
* بدليل حادثة سورة براءة
عن أبي الصباح الكناني, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلما نزلت الآيات من أول براءة دفعها رسول الله | إلى أبي بكر وأمره أن يخرج إلى مكة ويقرأها على الناس بمنى يوم النحر، فلما خرج أبو بكر نزل جبرئيل على رسول الله | فقال: يا محمد لا يؤدي عنك إلا رجل منك، فبعث رسول الله | أمير المؤمنين × في طلبه فلحقه بالروحاء فأخذ منه الآيات, فرجع أبو بكر إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله, أأنزل الله في شيئا؟ قال: لا, إن الله أمرني أن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني. [292]
عن الإمام علي بن الحسين ×: ثم بعث رسول الله | بعشر آيات من سورة براءة مع أبي بكر بن أبي قحافة، وفيها ذكر نبذ العهود إلى الكافرين، وتحريم قرب مكة على المشركين. فأمر أبا بكر بن أبي قحافة على الحج، ليحج بمن ضمه الموسم ويقرأ عليهم الآيات، فلما صدر عنه أبو بكر جاءه المطوق بالنور جبرئيل × فقال: يا محمد إن العلي الأعلى يقرأ عليك السلام ويقول: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، فابعث عليا × ليتناول الآيات، فيكون هو الذي ينبذ العهود ويقرأ الآيات. يا محمد ما أمرك ربك بدفعها إلى علي × ونزعها من أبي بكر سهوا ولا شكا ولا استدراكا على نفسه غلطا, ولكن أراد أن يبين لضعفاء المسلمين أن المقام الذي يقومه أخوك علي × لن يقومه غيره سواك يا محمد, وإن جلت في عيون هؤلاء الضعفاء من أمتك مرتبته وشرفت عندهم منزلته. فلما انتزع علي × الآيات من يده، لقي أبو بكر بعد ذلك رسول الله | فقال: بأبي أنت] وأمي يا رسول الله, أنت أمرت عليا أن أخذ هذه الآيات من يدي؟ فقال رسول الله |: لا، ولكن العلي العظيم أمرني أن لا ينوب عني إلا من هو مني. [293]
عن أبي رافع قال: لما بعث رسول الله | ببراءة مع أبي بكر أنزل الله عليه: تترك من ناجيته غير مرة وتبعث من لم أناجه؟ فأرسل رسول الله | فأخذ براءة منه ودفعها إلى علي ×, فقال له علي ×: أوصني يا رسول الله, فقال له: إن الله يوصيك ويناجيك, قال: فناجاه يوم براءة قبل صلاة الأولى إلى صلاة العصر. [294]
من إحتجاج أمير المؤمنين ‘ مع الزنديق: عمد النبي | إلى سورة براءة فدفعها إلى من علم أن الأمة تؤثره على وصيه, وأمره بقراءتها على أهل مكة, فلما ولى من بين يديه أتبعه بوصيه وأمره بارتجاعها منه والنفوذ إلى مكة ليقرأها على أهلها, وقال: إن الله جل جلاله أوحى إلي أن لا يؤدي عني إلا رجل مني, دلالة منه على خيانة من علم أن الأمة اختارته على وصيه. [295]
عن حريز, عن أبي عبد الله × قال: إن رسول الله | بعث أبا بكر مع براءة إلى الموسم ليقرأها على الناس، فنزل جبرئيل × فقال: لا يبلغ عنك إلا علي، فدعا رسول الله | عليا فأمره أن يركب ناقة العضباء, وأمره أن يلحق أبا بكر فيأخذ منه براءة ويقرأه على الناس بمكة، فقال أبو بكر: أسخطه؟ فقال: لا, إلا أنه أنزل عليه لا يبلغ إلا رجل منك.
في خبر محمد بن مسلم فقال – أبو بكر الى أمير المؤمنين ‘: يا علي هل نزل في شيء منذ فارقت رسول الله؟ قال: لا, ولكن أبى الله أن يبلغ عن محمد إلا رجل منه. [296]
عن جميع بن عمير قال: صليت في المسجد الجامع فرأيت ابن عمر جالسا فجلست إليه, فقلت: حدثني عن علي ×, فقال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة, فلما أتى ذا الحليفة أتبعه عليا × فأخذها منه, قال أبو بكر: يا علي, ما لي؟ أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن رسول الله | قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي, قال: فرجع إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي. قال كثير: قلت لجميع: أتشهد على ابن عمر بهذا؟ قال: نعم, ثلاثا. [297]
عن ابن عباس أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة, ثم أتبعه عليا × فأخذها منه, فقال أبو بكر: يا رسول الله, خيف في شيء؟ قال: لا, إلا أنه لا يؤدي عني إلا أنا أو علي. [298]
عن الحارث بن مالك قال: خرجت إلى مكة فلقيت سعد بن مالك فقلت له: هل سمعت لعلي × منقبة؟ قال: قد شهدت له أربعة, لأن تكون لي إحداهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح, إحداها أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش, فسار بها يوما وليلة, ثم قال لعلي ×: اتبع أبا بكر, فبلغها, ورد أبا بكر, فقال: يا رسول الله, أنزل في شيء؟ قال: لا, إلا أنه لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني. [299]
عن أنس بن مالك: أن النبي | بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر, فبعث عليا × وقال: لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي. [300]
عن سعد بن أبي وقاص في حديث طويل: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين, فلما سار ليلة أو بعض ليلة بعث بعلي بن أبي طالب × نحوه فقال: اقبض براءة منه واردده إلي, فمضى إليه أمير المؤمنين × فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله |, فلما مثل بين يديه بكى وقال: يا رسول الله أحدث في شيء؟ أم نزل في قرآن؟ فقال رسول الله | لم ينزل فيك قرآن ولكن جبرئيل × جاءني عن الله عز وجل فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, وعلي مني وأنا من علي, ولا يؤدي عني إلا علي. [301]
قال سليم بن قيس: لقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت له: إني سمعت عليا × يقول: سمعت رسول الله | يقول: اتقوا فتنة الأحبش، اتقوا فتنة سعد، فإنه يدعو إلى خذلان الحق وأهله, فقال سعد: اللهم إني أعوذ بك أن أبغض عليا، أو يبغضني]، أو أقاتل عليا، أو يقاتلني، أو أعادي عليا، أو يعاديني. إن عليا كانت له خصال، لم يكن لأحد من الناس مثلها. إنه صاحب براءة حين قال رسول الله |: لا يبلغ عني إلا رجل مني. [302]
عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر, عن أمير المؤمنين ‘ في حديث اليهودي السائل عن خصال الأوصياء, قال ×: وأما السابعة يا أخا اليهود, فإن رسول الله | لما توجه لفتح مكة أحب أن يعذر إليهم ويدعوهم إلى الله عز وجل آخرا كما دعاهم أولا, فكتب إليهم كتابا يحذرهم فيه وينذرهم عذاب الله, ويعدهم الصفح ويمنيهم مغفرة ربهم, ونسخ لهم في آخره سورة براءة ليقرأها عليهم, ثم عرض على جميع أصحابه المضي به فكلهم يرى التثاقل فيه, فلما رأى ذلك ندب منهم رجلا فوجهه به, فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فأنبأني رسول الله | بذلك ووجهني بكتابه ورسالته إلى أهل مكة, فأتيت مكة, وأهلها من قد عرفتم ليس منهم أحد إلا ولو قدر أن يضع على كل جبل مني إربا لفعل, ولو أن يبذل في ذلك نفسه وأهله وولده وماله, فبلغتهم رسالة النبي | وقرأت عليهم كتابه, فكلهم يلقاني بالتهدد والوعيد ويبدي لي البغضاء ويظهر الشحناء من رجالهم ونسائهم, فكان مني في ذلك ما قد رأيتم, ثم التفت إلى أصحابه فقال: أليس كذلك؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين. [303]
عن عيسى بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله جعفر الصادق ×: أن رسول الله | بعث أبا بكر ببراءة, فسار حتى بلغ الجحفة, فبعث رسول الله | أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في طلبه, فأدركه, فقال أبو بكر لعلي ×: أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن لا يؤديه إلا نبيه أو رجل منه, وأخذ علي × الصحيفة وأتى الموسم, وكان يطوف على الناس ومعه السيف ويقول {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} فلا يطوف بالبيت عريان بعد عامه هذا ولا مشرك, فمن فعل فإن معاتبتنا إياه بالسيف. قال: وكان يبعثه إلى الأصنام فيكسرها ويقول: لا يؤدي عني إلا أنا وأنت. فقال له يوم لحقه علي × بالخندق في غزوة تبوك, فقال له رسول الله |: يا علي, أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى, إلا أنه لا نبي بعدي, وأنت خليفتي في أهلي, وأنه لا يصلح لها إلا أنا وأنت. [304]
عن ابن عباس في حديث طويل: فبعث النبي | أبا بكر إلى الموسم, وبعث معه بهؤلاء الآيات من براءة, وأمره أن يقرأها على الناس يوم الحج الأكبر, وأمره أن يرفع الحمس من قريش وكنانة وخزاعة إلى عرفات, فسار أبو بكر حتى نزل بذي الحليفة, فنزل جبرئيل × على النبي | فقال: إن الله يقول إنه لن يؤدي عني غيرك أو رجل منك يعني علي بن أبي طالب ×, فبعث النبي عليا في أثر أبي بكر ليدفع إليه هؤلاء الآيات من براءة, وأمره أن ينادي بهن يوم الحج الأكبر وهو يوم النحر, وأن يبرئ ذمة الله ورسوله من كل أهل عهد, وحمله على ناقته العضباء, فسار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × على ناقة رسول الله | فأدركه بذي الحليفة, فلما رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ فقال علي ×: بعثني النبي | لتدفع إلي براءة, قال: فدفعها إليه وانصرف أبو بكر إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله, ما لي نزعت مني براءة؟ أنزل في شيء؟ فقال النبي |: إن جبرئيل نزل علي فأخبرني أن الله يأمرني أنه لن يؤدي عني غيري أو رجل مني, فأنا وعلي من شجرة واحدة والناس من شجر شتى. [305]
عن يحيى بن عبد الله بن الحسين، عن جعفر بن محمد × قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة، قال: فجاء جبرئيل × فقال: يا محمد, إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو من هو منك, قال: فبعث رسول الله | عليا × إلى أبي بكر، وأمره أن يدفع إليه براءة قال: فلحقه علي ×, وكان معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى ابي حذيفة، قالوا له: لا تدفعها إليه، فأبى أبو بكر فدفعها إليه. [306]
عن حسين بن زيد قال: حدثني جعفر بن محمد, عن أبيه ‘ قال: لما سرح رسول الله | أبا بكر بأول سورة براءة إلى أهل مكة, أتاه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يأمرك أن لا تبعث هذا وأن تبعث علي بن أبي طالب, وأنه لا يؤديها عنك غيره, فأمر النبي | علي بن أبي طالب × فلحقه وأخذ منه, وقال: ارجع إلى النبي, فقال أبو بكر: هل حدث في شيء؟ فقال علي ×: سيخبرك رسول الله, فرجع أبو بكر إلى النبي | فقال: يا رسول الله, ما كنت ترى أني مؤد عنك هذه الرسالة؟ فقال له النبي |: أبى الله أن يؤديها إلا علي بن أبي طالب. [307]
عن عمر بن أبان قال: لما ظهر أمير المؤمنين × على أهل البصرة جاءه رجال منهم, فقالوا: يا أمير المؤمنين ما السبب الذي دعا عائشة بالمظاهرة عليك حتى بلغت من خلافك وشقاقك ما بلغت, وهي امرأة من النساء لم يكتب عليها القتال, ولا فرض عليها الجهاد, ولا أرخص لها في الخروج من بيتها, ولا , وليست ممن تولته في شيء على حال؟ فقال ×: سأذكر لكم أشياء مما حقدتها علي, ليس لي في واحد منها ذنب إليها, ولكنها تجرمت بها علي - الى أن قال – خامسها: وبعث رسول الله | أباها بسورة براءة, وأمره أن ينبذ العهد للمشركين, وينادي فيهم, فمضى حتى انحرف, فأوحى الله تعالى إلى نبيه | أن يرده ويأخذ الآيات فيسلمها إلي, فسلمها إلي فصرف أباها بإذن الله عز وجل, وكان فيما أوحى إليه الله: أن لا يؤدي عنك إلا رجل منك, وكنت من رسول الله | وكان مني, فاضطغن لذلك علي أيضا, واتبعته ابنته عائشة في رأيه. [308]
عن ابن عباس قال: إني لأماشي عمر بن الخطاب في سكة من سكك المدينة, إذ قال لي: يا ابن عباس, ما أظن صاحبك [309] إلا مظلوما؟ قلت في نفسي: والله لا يسبقني بها, فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد ظلامته, فانتزع يده من يدي ومضى وهو يهمهم ساعة, ثم وقف فلحقته, فقال: يا ابن عباس, ما أظنهم منعهم منه إلا استصغروه, فقلت في نفسي: هذه والله شر من الأولى, فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من صاحبك, قال: فأعرض عني. [310]
عن جعفر بن محمد × أن عليا × سئل, فقيل له: ما أفضل مناقبك يا أمير المؤمنين؟ فقال ×: أفضل مناقبي ما ليس لي فيه صنع, وذكر مناقب كثيرة قال فيها: وإن الله لما أنزل على رسوله براءة, بعث بها أبا بكر إلى أهل مكة, فلما خرج وفصل, نزل جبريل × فقال: يا محمد, لا يبلغ عنك إلا علي, فدعاني رسول الله | وأمرني أن أركب ناقته العضباء, وأن ألحق أبا بكر فأخذها منه, فلحقته فقال: ما لي أسخطة من الله ورسوله؟ قلت: لا, إلا أنه نزل عليه أن لا يؤدي عنه إلا رجل منه, قال أبو عبد الله جعفر بن محمد ×: فأخذها منه ومضى حتى وصل إلى مكة. [311]
عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طول في فضائله على قوم في المسجد, قال: أفتقرون أن رسول الله | بعثني بسورة براءة, ورد غيري بعد أن كان بعثه بوحي من الله وقال: إن العلي الأعلى يقول: إنه لا يبلغ عنك إلا رجل منك, قالوا: اللهم نعم, – الى أن قال - فأيهما أحق بمجلس رسول الله | وبمكانه, وقد سمعتم رسول الله | حين بعثني ببراءة فقال: إنه لا يصلح أن يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني, فأنشدكم الله, أسمعتم ذلك من رسول الله |؟ قالوا: اللهم نعم, نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله | حين بعثك ببراءة, قال: فلم يصلح لصاحبكم أن يبلغ عنه صحيفة قدر أربع أصابع, ولم يصلح أن يكون المبلغ لها غيري, فأيهما أحق بمجلسه ومكانه الذي سماه خاصة أنه من رسول الله | أو من خص به من بين هذه الأمة, أنه ليس من رسول الله |. [312]
عن أبي سعيد الوراق, عن أبيه, عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن أمير المؤمنين عليهم السلام في إحتجاج طويل في فضائله مع أبو بكر, قال: فأنشدك بالله أنا الأذان لأهل الموسم ولجميع الأمة بسورة براءة أم أنت؟ قال: بل أنت.[313]
عن عامر بن واثلة, عن أمير المؤمنين × في إحتجاجه يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عز وجل رسوله أن يبعث ببراءة, فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل × فقال: يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فبعثني رسول الله | فأخذتها من أبي بكر, فمضيت بها وأديتها عن رسول الله, وأثبت الله على لسان رسوله أني منه غيري؟ قالوا: اللهم لا. [314]
عن مكحول, عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في حديث طويل يعدد فيها مناقبه: وأما الخمسون: فإن رسول الله | بعث ببراءة مع أبي بكر, فلما مضى أتى جبرئيل × فقال: يا محمد, لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك, فوجهني على ناقته العضباء, فلحقته بذي الحليفة, فأخذتها منه, فخصني الله عز وجل بذلك.[315]
عن عمرو بن ميمون الأودي، أنه ذكر عنده علي بن أبي طالب × فقال: إن قوما ينالون منه، {أولئك هم وقود النار}، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد | منهم: حذيفة بن اليمان, وكعب بن عجرة, يقول كل رجل منهم: لقد أعطي علي ؛ ما لم يعطه بشر – وساق الحديث - وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرئيل × على رسول الله | وقد سار أبو بكر بالسورة، فقال له: يا محمد، إنه لا يبلغها إلا أنت أو علي، إنه منك وأنت منه، وكان رسول الله | منه في حياته وبعد وفاته. [316]
عن عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين, عن الإمام الحسن عليهم السلام في خطبة طويل: وقد قال له رسول الله | حين أمره أن يسير إلى مكة والموسم ببراءة: سر بها يا علي، فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أنا أو رجل مني، وأنت هو يا علي. فعلي من رسول الله، ورسول الله منه. [317]
عن النسابة بن صوفي أن النبي | قال في خبر طويل: إن أخي موسى ناجى ربه على جبل طور سيناء فقال في آخر الكلام: امض إلى فرعون وقومه القبط, وأنا معك لا تخف, فكان جوابه ما ذكره الله تعالى {إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون} وهذا علي × قد أنفذته ليسترجع براءة ويقرأها على أهل مكة, وقد قتل منهم خلقا عظيما, فما خاف ولا توقف ولا تأخذه في الله لومة لائم.
وفي رواية: فكان أهل الموسم يتلهفون عليه, وما فيهم إلا من قتل أباه أو أخاه أو حميمه, فصدهم الله عنه وعاد إلى المدينة وحده سالما, وكان أنفذه أول يوم من ذي الحجة سنة تسع من الهجرة, وأداها إلى الناس يوم عرفة ويوم النحر. [318]
من زيارة أمير المؤمنين × رواها محمد بن مسلم الثقفي: السلام عليك يا من نزلت في فضله سورة براءة والعاديات. [319]
عن الحارث بن المغيرة بن النصري, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فقال: اسم نحله الله عز وجل عليا × من السماء, لأنه هو الذي أدى عن رسول الله | براءة, وقد كان بعث بها مع أبي بكر أولا, فنزل عليه جبرئيل × فقال: يا محمد, إن الله يقول لك: إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك, فبعث رسول الله | عند ذلك عليا ×, فلحق أبا بكر وأخذ الصحيفة من يده, ومضى بها إلى مكة, فسماه الله تعالى أذانا من الله, إنه اسم نحله الله من السماء لعلي ×. [320]
عن ابن عباس قال: إن النبي | بعث أبا بكر، وأمره أن ينادي بهذه الكلمات، قال: ثم أتبعه عليا × فبينا أبو بكر نازل في بعض الطريق، إذ سمع رغاء ناقة رسول الله | الغضباء، فخرج فزعا، وظن أنه رسول الله | فإذا علي ×, فدفع إليه كتاب رسول الله |. [321]
عن حفص بن غياث النخعي القاضي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله تعالى {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فقال: قال أمير المؤمنين ×: كنت أنا الأذان في الناس. [322]
عن أبي في حديث طويل أن رسول الله | قال لأمير المؤمنين ×: أنت الذي أنزل الله فيه: {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}. [323]
عن جابر الجعفي, عن أبي جعفر محمد بن علي ‘, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة أنه قال: أنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله عز وجل {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} أنا ذلك المؤذن, وقال {وأذان من الله ورسوله} فأنا ذلك الأذان. [324]
عن خال يحيى بن سعيد البلخي, عن علي بن موسى الرضا, عن أبيه, موسى بن جعفر, عن أبيه جعفر بن محمد, عن أبيه محمد بن علي, عن أبيه علي بن الحسين, عن أبيه الحسين بن علي, عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: بينما أنا أمشي مع النبي | في بعض طرقات المدينة إذ لقينا شيخ طويل كث اللحية بعيد ما بين المنكبين, فسلم على النبي | ورحب به, ثم التفت إلي فقال: السلام عليك يا رابع الخلفاء ورحمة الله وبركاته, أليس كذلك هو يا رسول الله؟ فقال له رسول الله | بلى, ثم مضى فقلت: يا رسول الله ما هذا الذي قال لي هذا الشيخ وتصديقك له؟ قال: أنت كذلك والحمد لله إن الله عز وجل, قال في كتابه {إني جاعل في الأرض خليفة} والخليفة المجعول فيها آدم ×, وقال {يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق} فهو الثاني, وقال عز وجل حكاية عن موسى حين قال لهارون ‘ {اخلفني في قومي وأصلح} فهو هارون إذا استخلفه موسى × في قومه فهو الثالث, وقال عز وجل {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} فكنت أنت المبلغ عن الله وعن رسوله, وأنت وصيي ووزيري وقاضي ديني والمؤدي عني, وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي, فأنت رابع الخلفاء كما سلم عليك الشيخ, أولا تدري من هو؟ قلت لا, قال: ذاك أخوك الخضر × فاعلم. [325]
* بمصادر العامة
عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين ×، أن لعلي × في كتاب الله اسما ولكن لا تعرفونه قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر}؟ هو والله الأذان. [326]
حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان, قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله | عليا × فأمره ان يؤذن ببراءة, قال أبو هريرة: فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام
مشرك, ولا يطوف بالبيت عريان. [327]
عن ابن عباس قال: بعث النبي | أبا بكر وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا ×, فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله | القصوى فخرج أبو بكر فزعا، فظن أنه رسول الله |، فإذا علي ×، فدفع إليه كتاب رسول الله | وأمر عليا × أن ينادى بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا، فقام علي × أيام التشريق فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك، فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن. [328]
عن حنش, عن علي × قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي |, دعا النبي | أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة, ثم دعاني النبي | فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم, فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه, ورجع أبو بكر إلى النبي | فقال: يا رسول الله نزل في شئ؟ قال: لا, ولكن جبريل × جاءني فقال: لن يؤدى عنك الا أنت أو رجل منك. [329]
عن زيد بن يثيع, عن أبي بكر ان النبي | بعثه ببراءة لأهل مكة, لا يحج بعد العام مشرك: ولا يطوف بالبيت عريان, ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة, من كان بينه وبين رسول الله | مدة فاجله إلى مدته, والله برئ من
المشركين ورسوله, قال: فسار بها ثلاثا, ثم قال لعلي ×: الحقه, فرد علي أبا بكر وبلغها أنت, قال: ففعل, قال: فلما قدم على النبي | أبو بكر قال: يا رسول الله حدث في شئ؟ قال: ما حدث فيك الأخير, ولكن أمرت ان لا يبلغه الا أنا أو رجل مني. [330]
عن أبي سعيد الخدري قال: بعث رسول الله | أبا بكر على الموسم وبعث معه بسورة براءة وأربع كلمات إلى الناس, فلحقه علي بن أبي طالب × في الطريق فأخذ علي السورة والكلمات, فكان يبلغ وأبو بكر على الموسم, فإذا قرأ السورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة, ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا, ولا يطوفن بالبيت عريان, ومن كان بينه وبين رسول الله | عهد فأجله إلى مدته, حتى قال رجل: لولا أن نقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف, فقال علي ×: لولا أن رسول الله | أمرني أن لا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك. [331]
عن حنش, عن علي × ان النبي | حين بعثه ببراءة فقال: يا نبي الله انى لست باللسن ولا بالخطب, قال: ما بد أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت, قال: فإن كان ولابد فسأذهب أنا, قال: فانطلق فان الله يثبت لسانك ويهدى قلبك, قال: ثم وضع يده على فمه. [332]
عن أنس أن النبي | بعث ببراءة مع أبي بكر, فلما بلغ ذا الحليفة قال: لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي, فبعث بها مع علي ×. [333]
عن ابن عباس في حديث طويل: بعث أبا بكر بسورة التوبة, وبعث عليا × على أثره, فقال أبو بكر: يا علي لعل الله ونبيه سخطا علي, فقال علي ×: لا ولكن نبي الله | قال: لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه. [334]
قوله تعالى: { براءة من الله ورسوله} قال محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما: نزلت في أهل مكة، وذلك أن رسول الله | عاهد قريشا عام الحديبية على أن يضعوا الحرب عشر سنين، يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض، فدخلت خزاعة في عهد محمد | ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وكان مع ذا عهود من رسول الله | ومن قبائل من العرب خصائص، فعدت بنو بكر على خزاعة فقتلوا رجلا منها ورفدتهم قريش بالسلاح, فلما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا عهودهم خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى وقف على رسول الله | فقال :
يا رب إني ناشد محمدا ... حلف أبينا وأبيه إلا تلدا
كنت لنا أبا وكنا ولدا ... ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا
فانصر هداك الله نصرا ... وادع عباد الله يأتوا مددا
فيهم رسول الله قد تجردا ... أبيض مثل الشمس ينمو صعدا
إن سيم خسفا وجهه تربدا ... في فيلق في البحر تجري مزبدا
إن قريشا لموافوك الموعدا ... ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو إحدا ... وهم أذل وأقل عددا
هم وجدونا بالحطيم هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا
فقال رسول الله |: أنصرف إن لم أنصركم, فخرج وتجهز إلى مكة، وفتح الله مكة وهي سنة ثمان من الهجرة، ثم لما خرج إلى غزوة تبوك وتخلف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف جعل المشركون ينقضون عهودهم، وأمره الله بإلقاء عهودهم إليهم ليأذنوا بالحرب، وذلك قوله تعالى: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} الآية. فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله | الحج فقال: إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة (ولا أحب) [335] أن حج حتى لا يكون ذلك، فبعث رسول الله | أبا بكر ح تلك السنة أميرا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه أربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم، فلما سار دعا | عليا × فقال: اخرج بهذه القصة من صدر براءة فأذن بذلك في الناس إذا اجتمعوا. فخرج علي × على ناقة رسول الله | الجدعاء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فأخذها منه فرجع أبا بكر ح إلى النبي | فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل بشأني شيء؟ قال: لا, ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني. [336]
عن زيد بن يثيع، عن علي × قال: بعثني النبي | حين أنزلت براءة بأربع: أن لا يطف بالبيت عريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله | عهد فهو إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. [337]
عن أنس قال: بعث النبي | ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال: لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل مني من أهلي, فدعا عليا × فأعطاه إياها. [338]
عن مصعب بن سعد, عن سعد قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة، فلما انتهى إلى ضجنان تبعه علي ×، فلما سمع أبو بكر وقع ناقة رسول الله | ظن أنه رسول الله فخرج فإذا هو بعلي ×، فدفع إليه براءة فكان هو الذي ينادي بها. [339]
عن سعد قال: بعث رسول الله | أبا بكر ببراءة, حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا × فأخذها منه ثم
سار بها, فوجد أبو بكر في نفسه, فقال: قال رسول الله |: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني.[340]
عن ابن عباس قال: وجه رسول الله | بالآيات من أول سورة براءة مع أبي بكر، وأمره أن يقرأها على الناس، فنزل عليه جبرئيل × فقال: إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو علي فبعث عليا في أثره، فسمع أبو بكر رغاء الناقة فقال: ما وراؤك يا علي؟ أنزل في شيء؟ قال: لا, ولكن رسول الله | قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي, فدفع أبو بكر إليه الآيات، وقرأها علي على الناس. [341]
عن جميع بن عمير الليثي قال: اتيت عبد الله بن عمر فسألته عن علي × فانتهرني ثم قال: الا أحدثك عن علي ×؟ هذا بيت رسول الله | في المسجد وهذا بيت علي ×, ان رسول الله | بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة, فانطلقا فإذا هما براكب فقالا: من هذا؟ قال: انا علي, يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك, قال: ومالي؟ قال: والله ما علمت الا خيرا, فاخذ علي × الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا: مالنا يا رسول الله؟ قال: مالكما الأخير, ولكن قيل لي: انه لا يبلغ عنك الا أنت أو رجل منك. [342]
ابن عباس: إنه لما نزل {براءة من الله ورسوله} إلى تسع آيات، أنفذ النبي | أبا بكر إلى مكة لأدائها، فنزل جبريل × وقال: إنه لا يؤديها إلا أنت أو رجل منك, فقال النبي | لأمير المؤمنين علي ×: إركب ناقتي العضباء والحق أبا بكر وخذ براءة من يده, قال: ولما رجع أبو بكر إلى النبي جزع وقال: يا رسول الله إنك أهلتني لأمر طالت إليه الأعناق، فلما توجهت إليه رديتني عنه, فقال النبي |: الأمين هبط إلي عن الله تعالى: أنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، وعلي × مني، ولا يؤدي عني إلا علي ×. [343]
عن نبيط بن شريط قال: خرجت مع علي بن أبي طالب × ومعنا عبد الله بن عباس، فلما صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر بن الخطاب جالسا وحده ينكت الأرض، فقال له علي بن أبي طالب ×: ما أجلسك يا أمير المؤمنين وحدك؟ قال: لأمر همني, فقال له علي ×: افتريد أحدنا؟ فقال عمر: إن كان فعبد الله, فتخلى معه عبد الله ومضيت مع علي × وابطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا، فقال له علي ×: ما وراءك؟ فقال: يا أبا الحسن, أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين, أخبرك بها وأكتم علي, قال: فهلم, قال: لما ان وليت رأيت عمر ينظر إليك والى اثرك ويقول: آه آه, فقلت: مم تأوه يا أمير المؤمنين؟ قال: من اجل صاحبك يا ابن عباس, وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل الرسول | ولولا ثالث هن فيه ما كان لهذا الأمر - يعني الخلافة - أحد سواه, قلت: يا أمير المؤمنين وما هن؟ قال : كثرة دعابته، وبغض قريش له، وصغر سنه, فقال له علي ×: فما رددت عليه؟ قال: داخلني ما يداخل ابن العم لأبن عمه, فقلت له: يا أمير المؤمنين, أما كثرة دعابته فقد كان رسول الله | يداعب ولا يقول الا حقا, ويقول للصبي ما يعلم أنه يستميل به قلبه أو يسهل على قلبه، واما بغض قريش له فوالله ما يبالي ببغضهم بعد أن جاهدهم في الله حتى أظهر الله دينه فقصم اقرانها وكسر آلهتها واثكل نسائها في الله لامه, وأما صغر سنه فلقد علمت أن الله تعالى حيث انزل على رسوله |: {براءة من الله ورسوله} وجه بها صاحبه ليبلغ عنه فأمره الله تعالى ان لا يبلغ عنه الا رجل من آله, فوجهه في أثره وأمره ان يؤذن ببراءة, فهل أستصغر الله تعالى سنه؟ فقال عمر: أمسك علي واكتم واكتم فان سمعتها من غيرك لم أنم بين لابتيها. [344]
ابن عباس قال: إني لأماشي عمر في سكة من سكك المدينة يده في يدي, فقال: يا ابن عباس ما أظن صاحبك[345] إلا مظلوما؟ فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها, فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته, فانتزع يده من يدي ثم مر يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته فقال لي: يا ابن عباس, ما أظن القوم منعهم من صاحبك إلا أنهم استصغروه, فقلت في نفسي هذه: شر من الأولى, فقلت: والله ما استصغره الله حين أمره أن يأخذ سورة براءة من أبي بكر. [346]
عن الإمام علي × في إحتجاج طويل: أفيكم من اؤتمن على سورة براءة وقال له رسول الله |: إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني غيري؟ قالوا: لا. [347]
عن زيد بن يثيع, عن علي × أن رسول الله | بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم اتبعه بعلي × فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة, قال: فلحقته فأخذت الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال: يا رسول الله أنزل في شئ؟ قال: لا, إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي. [348]
عن جابر: أن النبي | حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله | الجدعاء، لقد بدأ الرسول | في الحج، فلعله أن يكون رسول الله | فنصلي معه, فإذا علي × عليها فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ قال: لا، بل رسول أرسلني رسول الله | ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر، فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها, ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها, فلما كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم, فلما فرغ قام علي × فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. [349]
ابن الصوفي: إن النبي | قال في خبر طويل: إن أخي موسى × ناجى ربه على جبل طور سيناء، فقال في آخر الكلام: إمض إلى فرعون وقومه القبط وأنا معك لا تخف، فكان جوابه ما ذكره الله {إني قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون} وهذا علي × قد أنفذته ليسترجع براءة ويقرأها على أهل مكة وقد قتل منهم خلقا عظيما فما خاف ولا توقف، فلم تأخذه في الله لومة لائم.
قال: وفي رواية: فكان أهل الموسم يتلهفون عليه، وما فيهم إلا من قتل أخاه أو أباه أو عمه، فصدهم الله عنه وعاد إلى المدينة وحده سالما. [350]
عن حكيم بن حميد قال: قال لي علي بن الحسين ×: ان لعلي × في كتاب الله أسماء ولكن لا يعرفونه, قلت: ما هو؟ قال: ألم تسمع قول الله {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} هو والله الاذان. [351]
* بدليل قصة طالوت ×
روي أن أمير المؤمنين × لما عزم على المسير الى الشام لقتال معاوية, قال في حديث طويل: اسمعوا ما أتلو عليكم من كتاب الله المنزل على نبيه المرسل لتتعظوا, فإنه والله عظة لكم فانتفعوا بمواعظ الله وانزجروا عن معاصي الله، فقد وعظكم بغيركم، فقال لنبيه |: {ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم أن كتب عليكم القتال أن لا تقاتلوا قالوا وما لنا لا نقاتل في سبيل الله وقد أخرجنا من ديارنا وأبنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم والله عليم بالظالمين وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال قال إن الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} أيها الناس إن لكم في هذه الآيات عبرة، لتعلموا أن الله جعل الخلافة والأمرة من بعد الأنبياء في أعقابهم، وأنه فضل طالوت وقدمه على الجماعة باصطفائه إياه، وزيادة بسطه في العلم والجسم، فهل تجدون أن الله اصطفى بني أمية على بني هاشم، وزاد معاوية علي بسطة في العلم والجسم... [352]
عن عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا × قال في حديث طويل: قوله في طالوت: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} وقال لنبيه |: {أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما} وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته ×: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا} وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحير فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. [353]
* بدليل سورة القدر
عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي جعفر × قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة {إنا أنزلناه} تفلحوا، فوالله إنها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله | وإنها لسيدة دينكم، وإنها لغاية علمنا, يا معشر الشيعة خاصموا ب{حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين} فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول الله |، يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى: {وإن من امة إلا خلا فيها نذير} قيل: يا أبا جعفر, نذيرها محمد |؟ قال: صدقت، فهل كان نذير وهو حي من البعثة في أقطار الارض، فقال السائل: لا، قال أبو جعفر ×: أرأيت بعيثه أليس نذيره، كما أن رسول الله | في بعثته من الله عز وجل نذير، فقال: بلى، قال: فكذلك لم يمت محمد | إلا وله بعيث نذير, قال: فإن قلت: لا, فقد ضيع رسول الله | من في أصلاب الرجال من امته، قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلي إن وجدوا فله مفسرا قال: وما فسره رسول الله |؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد، وفسر للامة شأن ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب ×.[354] قال السائل: يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص لا يحتمله العامة؟ قال: أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي إبان أجله الذي يظهر فيه دينه، كما أنه كان رسول الله | مع خديجة مستترا حتى امر بالاعلان، قال السائل: ينبغي لصاحب هذا الدين أن يكتم؟ قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب × يوم أسلم مع رسول الله | حتى ظهر أمره؟ قال: بلى، قال: فكذلك أمرنا {حتى يبلغ الكتاب أجله}. [355]
عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي جعفر × قال: لقد خلق الله جل ذكره ليلة القدر أول ما خلق الدنيا, ولقد خلق فيها أول نبي يكون، وأول وصي يكون، ولقد قضى أن يكون في كل سنة ليلة يهبط فيها بتفسير الامور إلى مثلها من السنة المقبلة، من جحد ذلك فقد رد على الله عز وجل علمه، لانه لا يقوم الانبياء والرسل والمحدثون إلا أن تكون عليهم حجة بما يأتيهم في تلك الليلة، مع الحجة التي يأتيهم بها جبرئيل ×، قلت: والمحدثون أيضا يأتيهم جبرئيل أو غيره من الملائكة ×؟ قال: أما الانبياء والرسل صلى الله عليهم فلا شك، ولا بد لمن سواهم من أول يوم خلقت فيه الارض إلى آخر فناء الدنيا أن تكون على أهل الارض حجة ينزل ذلك في تلك الليلة إلى من أحب من عباده. وأيم الله لقد نزل الروح والملائكة بالامر في ليلة القدر على آدم، وأيم الله ما مات آدم إلا وله وصي، وكل من بعد آدم من الانبياء قد أتاه الامر فيها، ووضع لوصيه من بعده، وأيم الله إن كان النبي ليؤمر فيما يأتيه، من الامر في تلك الليلة من آدم إلى محمد | أن أوصى إلى فلان، ولقد قال الله عز وجل في كتابه لولاة الامر من بعد محمد | خاصة: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم} إلى قوله {فاولئك هم الفاسقون} يقول: أستخلفكم لعلمي وديني وعبادتي بعد نبيكم كما استخلف وصاة آدم من بعده حتى يبعث النبي الذي يليه {يعبدونني لا يشركون بي شيئا} يقول: يعبدونني بإيمان لا نبي بعد محمد | فمن قال غير ذلك {فاولئك هم الفاسقون} فقد مكن ولاة الامر بعد محمد | بالعلم ونحن هم، فاسألونا فإن صدقناكم فأقروا وما أنتم بفاعلين أما علمنا فظاهر، وأما إبان أجلنا الذي يظهر فيه الدين منا حتى لا يكون بين الناس اختلاف، فإن له أجلا من ممر الليالي والايام، إذا أتى ظهر، وكان الامر واحدا. وأيم الله لقد قضي الامر أن لا يكون بين المؤمنين اختلاف، ولذلك جعلهم شهداء على الناس ليشهد محمد | علينا، ولنشهد على شيعتنا، ولتشهد شيعتنا على الناس، أبى الله عز وجل أن يكون في حكمه اختلاف، أو بين أهل علمه تناقض. ثم قال أبو جعفر × فضل إيمان المؤمن بحمله {إنا أنزلنا} وبتفسيرها على من ليس مثله في الايمان بها، كفضل الانسان على البهائم، وإن الله عز وجل ليدفع بالمؤمنين بها عن الجاحدين لها في الدنيا, لكمال عذاب الآخرة لمن علم أنه لا يتوب منهم, ما يدفع بالمجاهدين عن القاعدين ولا أعلم أن في هذا الزمان جهادا إلا الحج والعمرة والجوار. [356]
عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي عبد الله ×، قال: كان علي بن الحسين × يقول: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} صدق الله عز وجل، أنزل الله القرآن في ليلة القدر {وما أدراك ما ليلة القدر} قال رسول الله |: لا أدري, قال الله عز وجل: {ليلة القدر خير من ألف شهر} ليس فيها ليلة القدر، قال لرسول الله |: وهل تدري لم هي خير من ألف شهر؟ قال: لا، قال: لأنها {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} وإذا أذن الله بشيء، فقد رضيه, {سلام هي حتى مطلع الفجر} يقول: تسلم عليك يا محمد، ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر, ثم قال في بعض كتابه: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} في {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقال في بعض كتابه: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}, يقول في الآية الأولى: إن محمدا | حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله |؛ فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم؛ لأنهم إن قالوا: لم تذهب، فلا بد أن يكون لله فيها أمر، وإذا أقروا بالأمر، لم يكن له من صاحب بد. [357]
عن هشام قال: قلت لأبي عبد الله ×: قول الله تعالى في كتابه {فيها يفرق كل أمر حكيم}, قال ×: تلك ليلة القدر, يكتب فيها وفد الحاج وما يكون فيها من طاعة أو معصية أو موت أو حياة, ويحدث الله في الليل والنهار ما يشاء, ثم يلقيه إلى صاحب الأرض. قال الحرث بن المغيرة البصري: قلت: ومن صاحب الأرض: قال: صاحبكم. [358]
* حديث الإمام الرضا × ان الناس لا يمكنهم ان يختاروا الإمام, وهو من الله تعالى
عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا × بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة أختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي × فأعلمته خوض الناس فيه, فتبسم × ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم, إن الله عز وجل لم يقبض نبيه | حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء, بين فيه الحلال والحرام, والحدود والاحكام, وجميع ما يحتاج إليه الناس كاملاً, فقال عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره |: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وأمر الامامة من تمام الدين, ولم يمض | حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق, وأقام لهم علياً × علماً وإمام وما ترك لهم شيئاً تحتاج إليه الأمة إلا بيَّنه, فمن زعم أن الله عز وجل لم يُكمل دينه فقد رد كتاب الله, ومن رد كتاب الله فهو كافر به. هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم! إن الامامة أجلُّ قدراً وأعظم شأناً وأعلا مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم, أو ينالوها بآرائهم, أو يقيموا إماماً باختيارهم, إن الامامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل × بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة, وفضيلة شرَّفه بها وأشاد بها ذكره, فقال: {إني جاعلك للناس إماماً} فقال الخليل × سروراً بها: {ومن ذريتي} قال الله تبارك وتعالى: {لا ينال عهدي الظالمين} فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورَّثها الله تعالى النبي |, فقال جل وتعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} فكانت له خاصة فقلدها | علياً × بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله, فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان, بقوله تعالى: {قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث} فهي في ولد علي × خاصة إلى يوم القيامة, إذ لا نبي بعد محمد | فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟! إن الامامة هي منزلة الانبياء, وإرث الاوصياء, إن الامامة خلافة الله وخلافة الرسول | ومقام أمير المؤمنين × وميراث الحسن والحسين × إن الامامة زمام الدين, ونظام المسلمين, وصلاح الدنيا وعز المؤمنين, إن الامامة أسُّ الاسلام النامي, وفرعه السامي, بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد, وتوفير الفيء والصدقات, وإمضاء الحدود والاحكام, ومنع الثغور والاطراف. الامام يحل حلال الله, ويحرم حرام الله, ويقيم حدود الله, ويذب عن دين الله, ويدعو إلى سبيل ربه {بالحكمة والموعظة الحسنة} والحجة البالغة, الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار. الامام البدر المنير, والسراج الزاهر, والنور الساطع, والنجم الهادي في غياهب الدجى وأجواز البلدان والقفار, ولجج البحار, الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى, والمنجي من الردى, الامام النار على اليفاع, الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك, من فارقه فهالك, الامام السحاب الماطر, والغيث الهاطل ووالشمس المضيئة, والسماء الظليلة, والارض البسيطة, والعين الغزيرة, والغدير والروضة, الامام الانيس الرفيق, والوالد الشفيق, والاخ الشقيق, والام البرة بالولد الصغير, ومفزع العباد في الداهية النآد الامام أمين الله في خلقه, وحجته على عباده، وخليفته في بلاده, والداعي إلى الله, والذاب عن حرم الله, الامام المطهر من الذنوب والمبرأ عن العيوب, المخصوص بالعلم, المرسوم بالحلم, نظام الدين, وعز المسلمين وغيظ المنافقين, وبوار الكافرين. الامام واحد دهره, لا يدانيه أحد, ولا يعادله عالم, ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير, مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب, بل اختصاص من المفضل الوهاب. فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام, أو يمكنه اختياره, هيهات هيهات, ضلت العقول, وتاهت الحلوم, وحارت الالباب, وخسئت العيون وتصاغرت العظماء, وتحيرت الحكماء, وتقاصرت الحلماء, وحصرت الخطباء, وجهلت الالباء, وكلت الشعراء, وعجزت الادباء, وعييت البلغاء, عن وصف شأن من شأنه, أو فضيلة من فضائله, وأقرت بالعجز والتقصير, وكيف يُوصف بكله, أو يُنعت بكنهه, أو يُفهم شيء من أمره, أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه, لا كيف وأنى؟! وهو بحيث النجم من يد المتناولين, ووصف الواصفين, فأين الاختيار من هذا؟! وأين العقول عن هذا؟! وأين يوجد مثل هذا؟! أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد | كذَّبتهم والله أنفسهم, ومنَّتهم الاباطيل فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً, تزلُّ عنه إلى الحضيض أقدامهم, راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة, وآراء مضلة, فلم يزدادوا منه إلا بعداً, {قاتلهم الله أنى يؤفكون} ولقد راموا صعباً, وقالوا إفكاً, وضلوا ضلالاً بعيداً, ووقعوا في الحيرة, إذ تركوا الامام عن بصيرة, وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين, رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون} وقال عز وجل: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} الآية وقال: {ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} وقال عز وجل: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون أم {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون} أم {قالوا سمعنا وعصينا} بل هو {فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}, فكيف لهم باختيار الامام؟ والامام عالم لا يَجهل, وراع لا ينكل, معدن القدس والطهارة, والنسك والزهادة, والعلم والعبادة, مخصوص بدعوة الرسول | ونسل المطهرة البتول, لا مغمز فيه في نسب, ولا يدانيه ذو حسب, في البيت من قريش والذروة من هاشم, والعترة من الرسول | والرضا من الله عز وجل, شرف الاشراف, والفرع من عبد مناف, نامي العلم, كامل الحلم, مضطلع بالامامة, عالم بالسياسة, مفروض الطاعة, قائم بأمر الله عز وجل, ناصح لعباد الله, حافظ لدين الله. إن الانبياء والائمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم, فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون} وقوله تبارك وتعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً} وقوله في طالوت: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم} وقال لنبيه |: {أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً} وقال في الائمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً}. وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده, شرح صدره لذلك, وأودع قلبه ينابيع الحكمة, وألهمه العلم إلهاماً, فلم يعي بعده بجواب, ولا يحير فيه عن الصواب, فهو معصوم مؤيد, موفق مسدد, قد أمن من الخطايا والزلل والعثار, يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده, وشاهده على خلقه, و{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}, فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه! أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه! تعدوا وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون, وفي كتاب الله الهدى والشفاء, فنبذوه واتبعوا أهواءهم, فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين} وقال: {فتعساً لهم وأضل أعمالهم} وقال: {كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار} وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.[359]
[1] تفسير العياشي ج 1 ص 197, تفسير الصافي ج 1 ص 379, البرهان ج 1 ص 686, بحار الأنوار ج 17 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 221
[2] تفسير العياشي ج 1 ص 198, تفسير الصافي ج 1 ص 379, البرهان ج 1 ص 687, بحار الأنوار ج 17 ص 12, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 388, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 217
[3] الأختصاص ص 332, بحار الأنوار ج 25 ص 339
[4] تأويل الآيات ص 420, بحار الأنوار ج 28 ص 81, غاية المرام ج 4 ص 212
[5] الغيبة للنعماني ص 62, بحار الأنوار ج 36 ص 210
[6] نهج اليلاغة ج 2 ص 5, الإحتجاج ج 1 ص 275, بحار الانوار ج 33 ص 370, تفسير الصافي ج 1 ص 465, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 504, إعلام الدين ص 103
[7] بشارة المصطفى | ص 197
[8] الغيبة للنعماني ص 46, غاية المرام ج 2 ص 172, بحار الأنوار ج 36 ص 112
[9] من هنا في تفسي نور الثقلين
[10] الكافي ج 8 ص 26, الوافي ج 26 ص 25, إثبات الهداة ج 3 ص 20, البرهان ج 4 ص 128, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 62, غاية المرام ج 3 ص 116
[11] تفسير القمي ج 1 ص 160, بحار الأنوار ج 36 ص 92, تفسير الصافي ج 2 ص 5, إثبات الهداة ج 3 ص 146, البرهان ج 2 ص 216, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 583, تأويل الآيات ج 1 ص 144, سعد السعود ص 121 نحوه
[12] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 9, إثبات الهداة ج 3 ص 30, البرهان ج 2 ص 735, مدينة المعاجز ج 2 ص 419, بحار الأنوار ج 36 ص 417, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 399, غاية المرام ج 2 ص 78
[13] الكافي ج 1 ص 384, بصائر الدرجات ج 1 ص 238, الوافي ج 2 ص 378, إثبات الهادة ج 4 ص 390, حلية الأبرار ج 4 ص 543, مدينة المعاجز ج 7 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 325, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 201, الثاقب في المناقب ص 513, البرهان ج 3 ص 705. نحوه: الإرشاد ج 2 ص 292, تفسير مجمع البيان ج 6 ص 408, تأويل الآيات ص 296, إعلام الورى ص 349, الخرائج ج 1 ص 384, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 389, كشف الغمة ج 2 ص 360
[14] الغيبة للنعماني ص 46, البرهان ج 1 ص 669, اللوامع النورانية ص 141, غاية المرام ج 2 ص 172, بحار الأنوار ج 36 ص 112
[15] الإحتجاج ج 1 ص 65, روضة الواعظين ج 1 ص 98, الوافي ج 2 ص 272, تفسير الصافي ج 4 ص 388, إثبات الهداة ج 2 ص 186, البرهان ج 2 ص 237, غاية المرام ج 1 ص 337, بحار الأنوار ج 37 ص 215, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 597, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 49
[16] الكافي ج 1 ص 433, تأويل الآيات ص 694, الوافي ج 3 ص 916, البرهان ج 5 ص 480, اللوامع النورانية ص 773, بحار الأنوار ج 24 ص 337, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 410, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 423, تفسير الصافي ج 5 ص 223 بإختصار
[17] تفسير فرات ص 511
[18] تفسير القمي ج 2 ص 408, البرهان ج 5 ص 596, اللوامع النورانية ص 813, بحار الأنوار ج 9 ص 248
[19] دلائل الإمامة ص 514, كمال الدين ج 2 ص 461, الإحتجاج ج 2 ص 464, منخب الأنوار ص 153, نوادر الأخبار ص 116, إثبات الهداة ج 1 ص 143, البرهان ج 2 ص 591, حلية الأبرار ج 5 ص 220, بحار الأنوار ج 23 ص 68, رياض الابرار ج 3 ص 112, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 76, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 194, تفسير الصافي ج 4 ص 100
[20] بحار الأنوار ج 66 ص 80
[21] الإحتجاج ج 1 ص 251, تفسير الصافي ج 2 ص 438, البرهان ج 5 ص 835, بحار الأنوار ج 90 ص 116, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 346, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 141
[22] بحار الأنوار ج 66 ص 79, إثبات الهداة ج 1 ص 159
[23] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 256, نوادر الأخبار ص 117, البرهان ج 4 ص 286, غاية المرام ج 3 ص 312, بحار الأنوار ج 23 ص 74. نحوه الطرائف ج 1 ص 97, إثبات الهداة ج 3 ص 357
[24] مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 256, نوادر الأخبار ص 117, البرهان ج 4 ص 286, غاية المرام ج 3 ص 312, بحار الأنوار ج 23 ص 74. نحوه الطرائف ج 1 ص 97, إثبات الهداة ج 3 ص 357
[25] الكافي ج 1 ص 201, الغيبة للنعماني ص 221, الأمالي للصدوق ص 678, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 220, كمال الدين ج 2 ص 679, معاني الأخبار ص 99, الإحتجاج ج 2 ص 435, الوافي ج 3 ص 483, البرهان ج 4 ص 284, بحار الأنوار ج 25 ص 125
[26] الأمالي للطوسي ص 378, الجواهر السنية ص 260, بحار الأنوار ج 25 ص 200, كشق اليقين ص 412, غاية المرام ج 3 ص 124, تأويل الآيات ص 83
[27] بصائر الدرجات ص 509, بحار الأنوار ج 25 ص 142
[28] تفسير العياشي ج 1 ص 58, البرهان ج 1 ص 324, غاية المرام ج 3 ص 128, بحار الأنوار ج 25 ص 104, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 139
[29] الكافي ج 1 ص 205, تفسير العياشي ج 1 ص 246, تأويل الآيات ص 136, غاية المرام ج 3 ص 117, الوافي ج 3 ص 518, بشارة المصطفى | ص 193, دعائم الإسلام ج 1 ص 20, شرح الأخبار ج 1 ص 247, البرهان ج 2 ص 92, بحار الأنوار ج 23 ص 289, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 490
[30] بحار الأنوار ج 33 ص 154, كتاب سليم ين قيس ص 305, غاية المرام ج 3 ص 122
[31] الكافي ج 1 ص 206, بصائر الدرجات ص 36, الوافي ج 3 ص 520, تفسير الصافي ج 1 ص 460, البرهان ج 2 ص 93, غاية المرام ج 3 ص 118, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 491, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 482, بحار الأنوار ج 23 ص 287
[32] الغارات ج 1 ص 203, بحار الأنوار ج 23 ص 140, تفسير العياشي ج 1 ص 168, غاية المرام ج 3 ص 273
[33] تفسير العياشي ج 1 ص 249, بحار الأنوار ج 23 ص 278
[34] بحار الأنوار ج 23 ص 277, بصائر الدرجات ص 476 وفيه :أعقل فمن نزلت"
[35] التهذيب ج 6 ص 223, الفقيه ج 3 ص 3, وسائل الشيعة ج 27 ص 14
[36] بصائر الدرجات ص 180, بحار الأنوار ج 23 ص 277, تفسير العياشي ج 1 ص 249
[37] الكافي ج 1 ص 291, الوافي ج 2 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 171, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 379, إثبات الهداة ج 2 ص 14 بأختاصر
[38] تفسير العياشي ج 2 ص 72, إثبات الهداة ج 2 ص 210, البرهان ج 2 ص 722, بحار الأنوار ج 25 ص 252, دعائم اللإسلام ج 1 ص 37 نحوه ظمن حديث طويل
[39] علل الشرائع ج 1 ص 205, الإمامة والتبصرة ص 47, إثبات الهداة ج 2 ص 116, تفسير الصافي ج 4 ص 189, بحار الأنوار ج 25 ص 255, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 172, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 379, غاية المرام ج 3 ص 195, البرهان ج 4 ص 445
[40] علل الشرائع ج 1 ص 207, الإمامة والتبصرة ص 48, إثبات الهداة ج 2 ص 117, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 172, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 380
[41] الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير الصافي وتفسير كنز الدقائق وتفسير الأصفى
[42] كمال الدين ص 323, إثبات الهداة ج 2 ص 89, بحار الأنوار ج 51 ص 134, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 171, تفسير الصافي ج 4 ص 387, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 379, تفسير الأصفى ج 2 ص 1139
[43] الكافي ج 1 ص 285, كمال الدين ج 2 ص 414, الوافي ج 2 ص 135, تفسير الصافي ج 2 ص 317, البرهان ج 4 ص 412, إثات الهداة ج 1 ص 111, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 170, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 378
[44] من هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[45] الكافي ج 1 ص 287, تفسير العياشي ج 1 ص 250, البرهان ج 2 ص 106, بحار الأنوار ج 35 ص 210, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 171, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 378, غاية المرام ج 2 ص 352
[46] إلى هنا في وسائل الشيعة
[47] الكافي ج 1 ص 288, الإمامة والتبصرة ص 48, علل الشرائع ج 1 ص 206, تأويل الآيات ص 441, الوافي ج 2 ص 279, البرهان ج 4 ص 412, بحار الأنوار ج 25 ص 256, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 239, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 323, وسائل الشيعة ج 2 ص 12
[48] علل الشرائع ج 1 ص 206, إثبات الهداة ج 2 ص 117, البرهان ج 4 ص 415, بحار الأنوار ج 25 ص 257, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 172, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 380
[49] الغيبة للطوسي ص 226, الكافي ج 1 ص 285, علل الشرائع ج 1 ص 207, الوافي ج 2 ص 135, إثبات الهداة ج 1 ص 111, البرهان ج 4 ص 412, بحار الأنوار ج 25 ص 252, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 170, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 378
[50] الإمامة والتبصرة ص 49, علل الشرائع ج 1 ص 207, تأويل الآيات ص 540, البرهان ج 4 ص 853, بحار الأنوار ج 24 ص 179, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 596, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 49
[51] إلى هنا في مناقب آل أبي طالب والصراط المستقيم وتفسير الصافي وإثبات الهداة وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[52] كفاية الأثر ص 86, البرهان ج 4 ص 856, الإنصاف في النص ص 160, بحار الأنوار ج 36 ص 315, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 46, الصراط المستقيم ج 2 ص 114, تفسير الصافي ج 4 ص 388, إثبات الهداة ج 2 ص 160, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 597, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 49
[53] كفاية الأثر ص 137, إثبات الهداة ج 2 ص 167, حلية الأبرار ج 3 ص 82, مدينة المعاجز ج 2 ص 382, الإنثاف في النص ص 151, بهجة النظر ص 37, بحار الأنوار ج 36 ص 332
[54] كفاية الأثر ص 246, البرهان ج 4 ص 855, الإنصاف في النص ص 179, بحار الأنوار ج 36 ص 57
[55] من هنا في الإمامة والتبصرة وتفسير الصافي ورياض الأبرار وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[56] كمال الدين ج 1 ص 323, إثبات الهداة ج 2 ص 89, البرهان ج 4 ص 856, اللوامع النورانية ص 515, بحار الأنوار ج 51 ص 134, الإمامة والتبصرة ص 2, تفسير الصافي ج 4 ص 387, رياض الأبرار ج 3 ص 45, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 596, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 48
[57] كمال الدين ج 2 ص 415, إثبات الهداة ج 2 ص 94, بحار الأنوار ج 25 ص 253
[58] كمال الدين ج 2 ص 416, إثبات الهداة ج 2 ص 95, البرهان ج 4 ص 853, بحار الأنوار ج 25 ص 249
[59] معاني الأخبار ص 131, إثبات الهداة ج 2 ص 65, البرهان ج 4 ص 852, بحار الأنوار ج 25 ص 260, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 597, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 49. نحوه بإختصار: مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 248, الدر النظيم ص 275
[60] الخصال ج 1 ص 305, كمال الدين ج 2 ص 359, معاني الأخبار ص 126, تأويل الآيات ص 541, البرهان ج 4 ص 853, غاية المرام ج 1 ص 263, الإنصاف في النص ص 426, بحار الأنوار ج 12 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 135
[61] الغيبة للطوسي ص 188, إثبات الهداة ج 5 ص 123, بحار الأنوار ج 51 ص 35
[62] تفسير القمي ج 2 ص 297, البرهان ج 5 ص 43, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 14, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 186
[63] دعائم الإسلام ج 1 ص 37
[64] كفاية الأثر ص 162, البرهان ج 3 ص 227, الإنصاف في النص ص 190, غاية المرام ج 3 ص 9, بحار الأنوار ج 36 ص 338
[65] تفسير فرات ص 402
[66] بصائر الدرجات ص 487, كمال الدين ج 1 ص 221, نوادر الأخبار ص 115, إثبات الهداة ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 23 ص 52, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231
[67] تأويل الآيات ص 661, البرهان ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 23 ص 320, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231
[68] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 214, دلائل الإمامة ص 360, إثبات الهداة ج 4 ص 330, حلية الأبرار ج 4 ص 446, بحار الأنوار ج 49 ص 186, الهداية الكبرى ص 280 نحوه, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 349 بإختصار, الصراط المستقيم ج 2 ص 195 بإختصار شديد
[69] الكافي ج 1 ص 312, الإرشاد ج 2 ص 248, الغيبة للطوسي ص 34, بحار الأنوار ج 49 ص 24, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 49, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 323, إعلام الورى ج 2 ص 44, كشف الغمة ج 3 ص 63, الوافي ج 2 ص 360, إثبات الهداة ج 4 ص 291, حلية الأبرار ج 4 ص 490
[70] بشارة المصطفى | ص 148, بحار الأنوار ج 2 ص 210, تفسير فرات ص 54, نوادر الأخبار ص 53, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 326
[71] الإحتجاج ج 1 ص 66, بحار الأنوار ج 37 ص 217, روضة الواعظين ج 1 ص 99, اليقين ص 360, العدد القوية ص 182, الصرط المستقيم ج 1 ص 303, تفسير الصافي ج 2 ص 66, البرهان ج 2 ص 238, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 185, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 207
[72] الإحتجاج ج 1 ص 66, بحار الأنوار ج 37 ص 217, روضة الواعظين ج 1 ص 99, اليقين ص 360, العدد القوية ص 182, الصرط المستقيم ج 1 ص 303, تفسير الصافي ج 2 ص 66, البرهان ج 2 ص 238, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 185, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 207
[73] إلى هنا في إثبات الهداة
[74] الكافي ج 1 ص 292, تأويل الآيات ص 265, الوافي ج 2 ص 280, تفسير الصافي ج 3 ص 152, البرهان ج 3 ص 450, اللوامع النورانية ص 347, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 81, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 266, إثبات الهداة ج 3 ص 4
[75] تفسير القمي ج 1 ص 389, البرهان ج 3 ص 450, اللوامع النورانية ص 348, بحار الأنوار ج 36 ص 169, تفسير نور الثقلين ج3 ص 82, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 263, إثبات الهداة ج 3 ص 147 بعضه
[76] اليقين ص 285, بحار الأنوار ج 37 ص 311
[77] إلى هنا في إثبات الهداة
[78] الكافي ج 1 ص 292, تأويل الآيات ص 265, الوافي ج 2 ص 280, تفسير الصافي ج 3 ص 152, البرهان ج 3 ص 450, اللوامع النورانية ص 347, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 81, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 266, إثبات الهداة ج 3 ص 4
[79] تفسير العياشي ج 2 ص 268, البرهان ج 3 ص 451, اللوامع النورانية ص 350, بحار الأنوار ج 36 ص 148, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 81
[80] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 53, بحار الأنوار ج 37 ص 333
[81] الإحتجاج ج 1 ص 255, البرهان ج 5 ص 840, بحار الأنوار ج 90 ص 123, تفسير كنز الدقائق ج 8 ص 484, تفسير الصافي ج 3 ص 358, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 465
[82] تفسير العياشي ج 1 ص 292, بحار الأنوار ج 37 ص 138, غاية المرام ج 3 ص 335
[83] تفسير العياشي ج 1 ص 293, بحار الأنوار ج 37 ص 138, غاية المرام ج 3 ص 335
[84] الكافي ج 1 ص 289, تفسير العياشي ج 1 ص 293, بحار الأنوار ج 37 ص 138, غاية المرام ج 3 ص 335, دعائم الإسلام ج 1 ص 15, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 587, غاية المرام ج 2 ص 17
[85] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 195, الكافي ج 1 ص 198, الأمالي للصدوق ص 773, كمال الدين ص 675, معاني الأخبار ص 96, الغيبة للنعماني ص 225, الإحتجاج ج 2 ص 226, بحار الأنوار ج 25 ص 120, غاية المرام ج 3 ص 127
[86] الكافي ج 1 ص 290, الوافي ج 2 ص 272, البرهان ج 2 ص 334, غاية المرام ج 3 ص 323
[87] الى هنا في إثبات الهداة
[88] الأمالي للصدوق ص 354, تأويل الآيات ص 162, البرهان ج 2 ص 397, بحار الأنوار ج 37 ص 110, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 193, إثبات الهداة ج 3 ص 65
[89] المسنرشد ص 468, غاية المرام ج 1 ص 295, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 122, بشارة المصطفى | ص 211 درن الشعر
[90] البرهان ج 2 ص 492, مدينة المعاجز ج 2 ص 267
[91] البرهان ج 2 ص 226, غاية المرام ج 3 ص 321
[92] اليقين ص 212, بحار الأنوار ج 37 ص 137
[93] تفسير فرات ص 117, بحار الأنوار ج 37 ص 171, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 36
[94] تفسير فرات ص 119, بحار الأنوار ج 36 ص 129
[95] تفسير فرات ص 119, بحار الأنوار ج 36 ص 131
[96] الفضائل لابن شاذان ص 84, حلية الأبرار ج 2 ص 124
[97] تفسير القمي ج 1 ص 162, البرهان ج 2 ص 223, بحار الأنوار ج 37 ص 112, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 588, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 34, مجمع البحرين ج 5 ص 466, غاية المرام ج 3 ص 332
[98] تفسير مجمع البيان ج 3 ص 274, التبيان ج 3 ص 435, تفسير جوامع الجامع ج 1 ص 474, تفسير الصافي ج 2 ص 10, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 589, تأويل الآيات ج 1 ص 145, غاية المرام ج 3 ص 333
[99] الأمالي للطوسي ص 518, بحار الأنوار ج 65 ص 379, غاية المرام ج 1 ص 320, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 180, وسائل الشيعة ج 1 ص 27 بعضه
[100] الكافي ج 2 ص 21, الوافي ج 4 ص 88, إثبات الهداة ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 65 ص 332, غاية المرام ج 6 ص 185
[101] تفسير فرات ص 117, بحار الأنوار ج 37 ص 169
[102] مناقب الخوارزمي ص 135. نحوه: النور المشتعل ص 56, شواهد التنزيل ج 1 ص 202, نهج الإيمان ص 115, فرائد السمطيتن ج 1 ص 73
[103] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 236, الدر المنثور ج 2 ص 259, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 231
[104] شواهد التنزيل ج 1 ص 200, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 233
[105] شواهد التنزيل ج 1 ص 203, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 234
[106] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 231
[107] شواهد التنزيل ج 1 ص 207
[108] شواهد التنزيل ج 1 ص 257
[109] تفسير الثلعبكري ج 4 ص 92, مسند أحمد ج 4 ص 281, نهج الإيمان ص 113, ينابيع المودة ج 1 ص 97, نظم درر السمطين ص 109, تفسير الآلوسي ج 6 ص 194, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 220, تاريخ الإسلام ج 3 ص 632, البداية والنهاية ج 5 ص 229, معارج الوصول ص 42, السيرة النبوية ج 4 ص 417, الفصول المهمة ج 1 ص 239
[110] نهج الإيمان ص 114, المعجم الكبير ج 5 ص 202, مسند أحمد ج 4 ص 372, تاريخ مدية دمشق ج 42 ص 218, البداية والنهاية ج 5 ص 231, السيرة النبوية ج 4 ص 422, ينابيع المودة ج 1 ص 98
[111] نهج الإيمان ص 114, مسند أحمد ج 4 ص 370, مجمع الزوائد ج 9 ص 104, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 100, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 205, البداية والنهاية ج 7 ص 383, ينابيع المودة ج 1 ص 106
[112] مناقب الخوارزمي ص 205
[113] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 231, تفسير ابن كثير ج 2 ص 15
[114] بصائر الدرجات ص 1 ص 516, مختصر البصائر ص 202, البرهان ج 2 ص 336, بحار الأنوار ج 24 ص 386
[115] تفسير فرات ص 181
[116] المسترشد ص 605
[117] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 130, الفصول المهمة في أصول الأئمة ج 1 ص 664, بحار الأنوار ج 16 ص 221, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 653, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 192
[118] مئة منقبة ص 90
[119] بشارة المصطفى | ص 129, إثباة الهداة ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 23 ص 102
[120] الكافي ج 1 ص 289, الوافي ج 2 ص 276, تفسير الصافي ج 2 ص 52, إثباة الهداة ج 3 ص 4, البرهان ج 2 ص 317, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 646, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 146غاية المرام ج 2 ص 16
[121] الكافي ج 1 ص 290, الوافي ج 2 ص 272, البرهان ج 2 ص 334, غاية المرام ج 3 ص 323
[122] الكافي ج 1 ص 295, الوافي ج 2 ص 317, إثباة الهداة ج 3 ص 5, البرهان ج 5 ص 302, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 653, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 169
[123] الأمالي للصدوق ص 354, تأويل الآيات ص 162, بحار الأنوار ج 37 ص 109, البرهان ج 2 ص 397, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 193, غاية المرام ج 1 ص 314, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 36
[124] الأمالي للصدوق ص 495, بشارة المصطفى | ص 179, البرهان ج 2 ص 336, حلية الأبرار ج 1 ص 191, بحار الأنوار ج 38 ص 106, غاية المرام ج 2 ص 298, تفسير فرات ص 181 نحوه
[125] الإحتجاج ج 1 ص 55, غاية المرام ج 1 ص 326, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 190, تفسير الصافي ج 2 ص 53, بحار الأنوار ج 37 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 169. نحوه: روضة الواعظين ج 1 ص 89, اليقين ص 343
[126] الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[127] بشارة المصطفى | ص 303
[128] تفسير العياشي ج 1 ص 331, البرهان ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 37 ص 139, غاية المرام ج 3 ص 235
[129] تفسير العياشي ج 1 ص 332, البرهان ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 37 ص 139, غاية المرام ج 3 ص 235
[130] تفسير العياشي ج 1 ص 332, البرهان ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 37 ص 140, غاية المرام ج 3 ص 236
[131] تفسير العياشي ج 1 ص 333, البرهان ج 2 ص 338, بحار الأنوار ج 37 ص 140, غاية المرام ج 3 ص 236
[132] تفسير العياشي ج 1 ص 334, البرهان ج 2 ص 338, بحار الأنوار ج 37 ص 141, غاية المرام ج 3 ص 237
[133] تفسير العياشي ج 2 ص 97, البرهان ج 2 ص 818, بحار الأنوار ج 37 ص 151, غاية المرام ج 4 ص 345
[134] تفسير فرات ص 130, إثباة الهداة ج 3 ص 172, بحار الأنوار ج 37 ص 170
[135] تفسير فرات ص 130, بحار الأنوار ج 35 ص 391
[136] تفسير فرات ص 130, بحار الأنوار ج 37 ص 171
[137] تفسير فرات ص 131
[138] تفسير فرات ص 450, بحار الأنوار ج 35 ص 281
[139] تفسير فرات ص 516, بحار الأنوار ج 37 ص 193
[140] المسترشد ص 469
[141] شرح الأخبار ج 1 ص 104
[142] شرح الأخبار ج 1 ص 104
[143] إعلام الدين ص 132, إثباة الهداة ج 3 ص 127
[144] إرشاد القلوب ج 2 ص 330, طرف من الأنباء ص 321 بعضه
[145] تأويل الآيات ص 510, البرهان ج 4 ص 725, بحار الأنوار ج 23 ص 362, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 329
[146] البرهان ج 2 ص 492, مدينة المعاجز ج 2 ص 267
[147] البرهان ج 2 ص 226, غاية المرام ج 3 ص 321
[148] التحصين ص 578, العدد القوية ص 169
[149] سعد السعود ص 70
[150] سعد السعود ص 70
[151] اليقين ص 212, بحار الأنوار ج 37 ص 137
[152] اليقين ص 372, بحار الأنوار ج 37 ص 324
[153] تفسير القمي ج 2 ص 201, تفسير الصافي ج 4 ص 218, البرهان ج 4 ص 519, بحار الأنوار ج 37 ص 119, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 658, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 191, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 165
[154] تأويل الآيات ص 463, البرهان ج 4 ص 519, بحار الأنوار ج 31 ص 650, غاية المرام ج 1 ص 310, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 166
[155] بحار الأنوار ج 66 ص 83
[156] تفسير فرات ص 131, بحار الأنوار ج 16 ص 257
[157] المزار للمشهدي ص 271, المزار للشهيد الأول ص 75, بحار الأنوار ج 97 ص 363, زاد المعاد ص 470
[158] إقبل الأعمال ج 1 ص 474, بحار الأنوار ج 95 ص 300
[159] مسند أحمد ج 4 ص 281, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 220, ينابيع المودة ج 2 ص 249, المصنف ج 7 ص 503, كنز العمال ج 13 ص 133, الفصول المهمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 239, جواهر المطالب ج 1 ص 84, دختئر العقبى ص 67
[160] أسباب نزول الآيات ص 135, الدر المنثور ج 2 ص 298, فتح القدير ج 2 ص 60, تفسير الآلوسي ج 6 ص 193, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 237, الفصول المهمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 245, مناقب علي بن أي طالب × لابن مردويه ص 239, ينابيع المودة ج 1 ص 359, شواهد التنزيل ج 1 ص 250
[161] نهج الإيمان ص 95
[162] تفسير الثعلبي ج 4 ص 92, عمدة القاري ج 18 ص 206, نهج الإيمان ص 119
[163] شواهد التنزيل ج 1 ص 249
[164] شواهد التنزيل ج 1 ص 252
[165] شواهد التنزيل ج 1 ص 239
[166] شواهد التنزيل ج 1 ص 253
[167] شواهد التنزيل ج 1 ص 255
[168] شواهد التنزيل ج 1 ص 256
[169] شواهد التنزيل ج 2 ص 391
[170] مناقب علي بن أي طالب × لابن مردويه ص 240
[171] مناقب علي بن أي طالب × لابن مردويه ص 240
[172] مناقب علي بن أي طالب × لابن مردويه ص 240
[173] شرح الأخبار ج 1 ص 99
[174] معاني الأخبار ص 67, إثبات الهداة ج 3 ص 38, بحار الأنوار ج 37 ص 123
[175] الأمالي للطوسي ص 332, إثبات الهداة ج 3 ص 107, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 39, غاية المرام 1 ص 319, بحار الأنوار ج 37 ص 125
[176] الأمالي للطوسي ص 247, بحار الأنوار ج 37 ص 123
[177] الأمالي للطوسي ص 255, بشارة المصطفى | ص 124, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 93, غاية المرام ج 1 ص 318, بحار الأنوار ج 37 ص 124
[178] بشارة المصطفى | ص 184, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 35, بحار الأنوار ج 37 ص 198
[179] إقبال الأعمال ج 1 ص 455, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 54, بحار الأنوار ج 37 ص 130, المسترشد ص 47 نحوه
[180] إرشاد القلوب ج 2 ص 331, طرف من الأنباء ص 322, بحار الأنوار ج 28 ص 98
[181] المزار الكبير ص 265, المزار للشهيد الأول ص 67, بحار الأنوار ج 97 ص 360, زاد المعاد ص 467
[182] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 836, بحار الأنوار ج 33 ص 266
[183] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 299
[184] مسند أحمد ج 5 ص 347, فضائل الصحابة للنسائي ص 14, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 95, السنن الكبرى للنسائي ج 5 ص 45, المستدرك ج 3 ص 110, معرفة الصحابة للأصبهاني ج 1 ص 374, المناقب للخوارزمي ص 134, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 187, الرياض النضرة ص 128, السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 416, البداية والنهاية ج 5 ص 228, الدر المنثور ج 5 ص 185, سبل الهدى والرشاد ج 11 ص 295, كنز العمال ج 11 ص 609, فتح القدير ج 4 ص 263, تفسير الآلوسي ج 6 ص 193, يتابيع المودة ج 1 ص 106
[185] الآحاد والمثاني للضحاك ج 4 ص 325
[186] مسند أحمد ج 4 ص 281, تفسير الثعلبي ج 4 ص 88, المناقب للخوارزمي ص 155, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 220, ينابيع المودة ج 2 ص 249, المصنف ج 7 ص 503, كنز العمال ج 13 ص 133, الرياض النضرة ج 3 ص 126, نهج الإيمان ص 113, فرائد المسطين ج 1 ص 64, البداية والنهاية ج 7 ص 386, الفصول المهمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 239, جواهر المطالب ج 1 ص 84, دخائر العقبى ص 67, جواهر المطالب ج 1 ص 84, البداية والنهاية ج 7 ص 386, فرائد السمطين ص 65, نظم درر السمطين 109
[187] مناقب علي بن أبي طالب × لابن المغازلي ص 41, مناقب أهل البيت عليهم السلام لابن المغازلي ص 72
[188] سنن ابن ماجة ج 1 ص 43, السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 416, ينابيع المودة ج 1 ص 102
[189] مسند أحمد ج 4 ص 368, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 217, كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب × ص 58, نهج الإيمان ص 117
[190] نهج الإيمان ص 114, مسند أحمد ج 4 ص 370, مجمع الزوائد ج 9 ص 104, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 100, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 207, البداية والنهاية ج 7 ص 383, ينابيع المودة ج 1 ص 106
[191] مناقب علي بن أبي طالب لابن مردويه ص 122
[192] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 209. نحزه: مجمع الزوائد ج 9 ص 107, كفاية الطالب ص 63
[193] مسند أبي يعلي ج 1 ص 460, أسد الغابة ج 4 ص 28, البداية والنهاية ج 5 ص 230, السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 419, مجمع الزوائد ج 9 ص 105
[194] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 218, مسند أحمد ج 4 ص 373 نحوه
[195] التاريخ الكبير للبخاري ج 4 ص 194, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 228 نحوه
[196] السنة لابن أبي عاصم ص 592
[197] المعجم الكبير ج 5 ص 194
[198] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 117, كفاية الطالب ص 286
[199] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 229
[200] تفسير العياشي ج 2 ص 141, تفسير الصافي ج 2 ص 435, البرهان ج 3 ص 87, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 135
[201] شواهد التنزيل ج 1 ص 356
[202] الاحتجاج ج 1 ص 55, غاية المرام ج 1 ص 326, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 190, تفسير الصافي ج 2 ص 53, بحار الأنوار ج 37 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 169, البرهان ج 2 ص 227. نحوه: روضة الواعظين ج 1 ص 89, اليقين ص 343
[203] الإحتجاج ج 1 ص 55, غاية المرام ج 1 ص 326, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 190, تفسير الصافي ج 2 ص 53, بحار الأنوار ج 37 ص 201, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 169, البرهان ج 2 ص 227. نحوه: روضة الواعظين ج 1 ص 89, اليقين ص 343
[204] الإحتجاج ج 1 ص 84, غاية المرام ج 1 ص 339, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 208, بحار الأنوار ج 37 ص 219, البرهان ج 2 ص 240
[205] كتاب سليم بن قيس ص 198, كمال الدين ج 1 ص 276, الإحتجاج ج 1 ص 147, إثباة الهداة ج 2 ص 82, البرهان ج 2 ص 241, بحار الأنوار ج 31 ص 410, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 504, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 445
[206] كتاب سليم بن قيس ص 425
[207] تفسير العياشي ج 1 ص 327, البرهان ج 2 ص 321, بحار الأنوار ج 35 ص 187, غاية المرام ج 2 ص 19
[208] تفسير العياشي ج 1 ص 328, بحار الأنوار ج 35 ص 188, البرهان ج 2 ص 322, كتاب الولاية للكوفي ص 253
[209] تفسير العياشي ج 1 ص 328, بحار الأنوار ج 35 ص 189, البرهان ج 2 ص 322, غاية المرام ج 2 ص 20, نفس الرحمن في فضائل سلمان ص 175
[210] تفسير العياشي ج 1 ص 328, إثباة الهداة ج 2 ص 209, بحار الأنوار ج 35 ص 188
[211] الكافي ج 1 ص 146, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 404 عن أبي الحسن الماضي ×, تفسير الصافي ج 1 ص 135, تفسير نور القلين ج 1 ص 646, غاية المرام ج 2 ص 16, بحار الأنوار ج 24 ص 222 عن أبي الحسن الماضي ×
[212] الكافي ج 1 ص 187, الإختصاص ص 277, الفصول المهمة في أصو الأئمة ج 1 ص 382, بحار الأنوار ج 23 ص 300, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 502, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 495, غياة المرام ج 2 ص 16
[213] الكافي ج 1 ص 289, الوافي ج 2 ص 276, تفسير الصافي ج 2 ص 52, إثباة الهداة ج 3 ص 4, البرهان ج 2 ص 317, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 646, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 146, غاية المرام ج 2 ص 16
[214] الكافي ج 1 ص 427, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 4, الوافي ج 3 ص 927, تفسير الصافي ج 2 ص 44, البرهان ج 2 ص 316, بحار الأنوار ج 24 ص 63, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 644, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 145, غاية المرام ج 2 ص 150
[215] تفسير فرات ص 124, بحار الأنوار ج 37 ص 171
[216] تفسير فرات ص 124, بحار الأنوار ج 35 ص 197
[217] تفسير فرات ص 125, بحار الأنوار ج 35 ص 198
[218] تفسير فرات ص 126, بحار الأنوار ج 35 ص 198
[219] الأمالي للصدوق ص 623, بحار الأنوار ج 93 ص 197, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 158, بشارة المصطفى | ص 357, غاية المرام ج 2 ص 331
[220] شرح الأخبار ج 1 ص 21
[221] شرح الأخبار ج 1 ص 104
[222] الخصال ص 478, عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 57, بحار الأنوار ج 36 ص 396, كمال الدين ص 336, غاية المرام ج 1 ص 114
[223] بشارة المصطفى | ص 129, إثباة الهداة ج 3 ص 133, بحار الأنوار ج 23 ص 102
[224] الثاقب في المناقب ص 131, مدينة المعاجز ج 1 ص 530
[225] الإحتجاج ج 1 ص 159, بحار الأنوار ج 40 ص 1
[226] إرشاد القلوب ج 2 ص 322, الدرجات الرفيعة ص 290
[227] بحار الأنوار ج 66 ص 80
[228] روضة الواعظين ج 1 ص 92, الإحتجاج ج 1 ص 59, النحصين ص 580, العدد القوية ص 171, إثباة الهداة ج 3 ص 162, البرهان ج 2 ص 230, بحار الأنوار ج 37 ص 206, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 173, غاية المرام ج 1 ص 330
[229] تفسير الإمام العسكري × ص 462, بحار الأنوار ج ج 9 ص 327
[230] الكافي ج 1 ص 288, الوافي ج 2 ص 277, وسائل الشيعة ج 9 ص 477, إثباة الهداة ج 2 ص 13, البرهان ج 2 ص 316, حلية الأبرار ج 2 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 643, تأويل الآيات ص 158, غاية المرام ج 2 ص 15
[231] تفسير القمي ج 1 ص 170, تفسير الصافي ج 2 ص 45, وسائل الشيعة ج 9 ص 478, إثبات الهداة ج 3 ص 146, البرهان ج 2 ص 318, بحار الأنوار ج 35 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 645, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 143
[232] تفسير فرات ص 125, بحار الأنوار ج 35 ص 198, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 149, مستدرك الوسائل ج 7 ص 258
[233] تفسير فرات ص 128, بحار الأنوار ج 35 ص 197
[234] تفسير فرات ص 128
[235] تفسير فرات ص 128, بحار الأنوار ج 35 ص 198, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 149
[236] دلائل الإمامة ص 54, اليقين ص 223, بحار الأنوار ج 35 ص 186, مستدرك الوائل ج 7 ص 256. نحوه: تفسير فرات ص 127, شرح الأخبار ج 1 ص 225
[237] تفسير فرات ص 125
[238] تفسير العياشي ج 1 ص 327, وسائل الشيعة ج 9 ص 479, إثباة الهداة ج 3 ص 141, البرهان ج 2 ص 321, بحار الأنوار ج 35 ص 187
[239] تفسير العياشي ج 1 ص 328, البرهان ج 2 ص 322, بحار الأنوار ج 35 ص 188, غاية المرام ج 2 ص 19
[240] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 187, الأمالي للطوسي ص 59, سعد السعود ص 96, البرهان ج 2 ص 318, بحار الأنوار ج 22 ص 103, خاتمة المستدرك ج 3 ص 165, بجال النجاشي ص 5, الدرجات الرفيعة ص 373, غاية لمرام ج 2 ص 18
[241] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 189
[242] الى هنا في روضة الواعظين وتفسير الأصفى
[243] الأمالي للصدوق ص 123, تأويل الآيات ج 1 ص 152, الوافي ج 2 ص 278, تفسير الصافي ج 2 ص 46, إثباة الهداة ج 3 ص 58, البرهان ج 2 ص 317, بحار الأنوار ج 35 ص 183, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 647, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 155, غاية المرام ج 3 ص 170, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 3, روضة الواعظين ج 1 ص 101, تفسير الأصفى ج 1 ص 282
[244] الخصال ج 2 ص 580, تفسير الصافي ج 2 ص 45, إثباة الهداة ج 3 ص 80, بحار الأنوار ج 31 ص 445, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 645, مستدرك الوسائل ج 7 ص 256
[245] الأمالي للطوسي ص 356, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 392, إثباة الهداة ج 1 ص 327, البرهان ج 3 ص 749, مدينة المعاجز ج 1 ص 152, بحار الأنوار ج 37 ص 100, رياض الأبرار ج 1 ص 87
[246] بحار الأنوار ج 35 ص 192, الروضة في فضائل أمير المؤمنين × ص 160
[247] تحف العقول ص 458, بحار الأنوار ج 5 ص 68
[248] شرح الأخبار ج 1 ص 228
[249] شرح الأخبار ج 2 ص 275
[250] الإحتجاج ج 1 ص 255, البرهان ج 2 ص 324, بحار الأنوار ج 90 ص 122
[251] إقبال الأعمال ج 1 ص 454, بحار الأنوار ج 37 ص 128, كشف المهم في طريق خبر غدير خم ص 51
[252] إثبات الهداة ج 3 ص 50
[253] مجمع البيان ج 3 ص 361, تأويل الآيات ج 1 ص 151, البرهان ج 2 ص 319, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 150, تسلية المجالس ج 1 ص 343
[254] الأمالي للطوسي ص 549. نحوه: المسترشد ص 353, شرح الأخبار ج 2 ص 193
[255] بحار الأنوار ج 97 ص 363, المزار للشهيد الأول ص 76, المزار الكبير للمشهدي ص 272, زاد المعاد ص 471
[256] شواهد التنزيل ج 1 ص 209, مناقب ابن المغازلي ص 246, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 233
[257] شواهد التنزيل ج 1 ص 210
[258] مناقب ابن المغازلي ص 246
[259] مناقب ابن المغازلي ص 248
[260] الفصول المهمة في معرفة الأئمة ج 1 ص 579, نظم درر السمطين ص 87, شواهد التنزيل ج 1 ص 229, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 293, نهج الإيمان ص 136, تخريح الأحاديث ج 1 ص 410, تفسير الثعلبي ج 4 ص 80, مناقب آل الرسول للشافعي ص 170
[261] نظم درر السمطين ص 87, أبب نزول الآيات ص 133, شواهد التنزيل ج 1 ص 234, تفسير الآلوسي ج 6 ص 167, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 237, مناقب الخوارزمي ص 264
[262] شواهد التنزيل ج 1 ص 212
[263] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 234, تفسير ابن كثير ج 2 ص 74, تخريج الأحاديث والاثار ج 1 ص 409
[264] شواهد التنزيل ج 1 ص 215
[265] شواهد التنزيل ج 1 ص 213
[266] شواهد التنزيل ج 1 ص 216
[267] شواهد التنزيل ج 1 ص 217
[268] شواهد التنزيل ج 1 ص 218
[269] شواهد التنزيل ج 1 ص 219
[270] شواهد التنزيل ج 1 ص 223
[271] شواهد التنزيل ج 1 ص 224
[272] شواهد التنزيل ج 1 ص 226, كمز العمال ج 13 ص 165, الدر المنثور ج 2 ص 293, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 224
[273] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 235, تفسير ابن كثير ج 2 ص 74
[274] شواهد التنزيل ج 1 ص 228
[275] شواهد التنزيل ج 1 ص 232
[276] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 237
[277] مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 235
[278] شواهد التنزيل ج 1 ص 238
[279] نهج الإيمان ص 138 عن صحيح النسائي, الرياض النضرة ج 3 ص 208, ينابيع المودة ج 2 ص 192, دخائر العقبى ص 102
[280] تفسير الثعلبي ج 4 ص 80, نهج الإيمان ص 136
[281] مناقب ابن المغازلي ص 247, كنز العمال ج 13 ص 108
[282] الدر المنثور ج 2 ص 293, فتح القدير ج 2 ص 53, نهج الإيمان ص 139
[283] مناقب ابن المغازلي ص 247, الدر المنثور ص 314, نهج الإيمان ص 139
[284] تفسير الرازي ج 12 ص 26
[285] تخريج الأحاديث ج 1 ص 409
[286] تخريج الأحاديث ج 1 ص 409, تفسير أبي حاتم ج 4 ص 1162, تفسير ابن كثير ج 2 ص 74, الدر المنثور ج 2 ص 293, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 357, توضيح المشتية ج 2 ص 448, البداية والنهاية ج 7 ص 395
[287] الدر المنثور ج 2 ص 294, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 236
[288] الدر المنثور ج 2 ص 293, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردويه ص 235
[289] شواهد التنزيل ج 1 ص 246
[290] نهج الإيمان ص 95
[291] ينابيع المودة ج 1 ص 346 عن فرائد السمطين
[292] تفسير القمي ج 1 ص 282, تفسير الصافي ج 2 ص 319, البرهان ج 2 ص 729, بحار الأنوار ج 35 ص 292, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 181, تفسير كنز الدقئاق ج 5 ص 390
[293] تفسير الإمام العسكري × ص 558, البرهان ج 1 ص 311, بحار الأنوار ج 35 ص 297
[294] بصائر الدرجات ص 411, الإختصاص ص 200, بحار الأنوار ج 35 ص 294, مدينة المعاجز ج 1 ص 76, غاية المرام ج 5 ص 249
[295] الإحتجاج ج 1 ص 255, البرهان ج 5 ص 841, بحار الأنوار ج 90 ص 124
[296] تفسير العياشي ج 2 ص 73, البرهان ج 2 ص 730, بحار الأنوار ج 35 ص 295, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 179, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 391, غاية المرام ج 5 ص 48, تفسير الصافي ج 2 ص 320
[297] علل الشرائع ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 35 ص 284, تفسير نرو الثقلين ج 2 ص 178, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 394
[298] علل الشرائع ج 1 ص 190, بحار الأنوار ج 35 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 179, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 394
[299] علل الشرائع ج 1 ص 190, الخصال ج 1 ص 311, بحار الأنوار ج 35 ص 285, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 179, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 195, شرح الأخبار ج 2 ص 210 بإختصار
[300] علل الشرائع ج 1 ص 190, بحار الأنوار ج 35 ص 286, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 179, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 395
[301] الأمالي للمفيد ص 56, بحار الأنوار ج 40 ص 39, غاية المرام ج 2 ص 79
[302] كتاب سليم بن قيس ص 887, الروضة في الفضائل ص 138, بحار الأنوار ج 42 ص 155
[303] الخصال ج 2 ص 369, إرشاد القلوب ج 2 ص 347, حلية الأبرار ج 2 ص 364, بحار الأنوار ج 35 ص 286, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 178, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 396
[304] تفسير فرات ص 158, بحار الأنوار ج 35 ص 299
[305] تفسير فرات ص 161, بحار الأنوار ج 35 ص 300
[306] الأصول الستة عشر ص 143
[307] الإقبال ج 2 ص 38, بحار الأنوار ج 35 ص 287
[308] الجمل والنصرة للمفيد ص 409
[309] يعني أمير المؤمنين ‘
[310] كشف الغمة ج 1 ص 419, السقيفة وفدك ص 70, اليقين للحلي ص 470, بحار الأنوار ج 40 ص 125, مناقب أهل البيت للشيرواني ص 450
[311] دعائم الإسلام ج 1 ص 340, بحار الأنوار ج 95 ص 190
[312] كتاب سليم بن قيس ص 641. نحوه: الإحتجاج ج 1 ص 152, بحار الأنوار ج 31 ص 421
[313] الخصال ج 2 ص 548, الإحتجاج ج 1 ص 116, البرهان ج 5 ص 321, بحار الأنوار ج 29 ص 6, حلية الأبرار ج 2 ص 307, مدينة المعاجز ج 3 ص 25, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 184, غاية المرام ج 6 ص 12
[314] الخصال ج 2 ص 558, إثبات الهداة ج 3 ص 79, بحار الأنوار ج 31 ص 321. نحوه: الأمالي للطوسي ص 548, الإحتجاج ج 1 ص 144, اليقين للحلي ص 425, نهج الحق ص 393, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 177, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 395, غاية المرام ج 3 ص 192
[315] الخصال ج 2 ص 578, بحار الأنوار ج 31 ص 443, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 177, المناقب للعلوي ص 160, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 396
[316] الأمالي للطوسي ص 558, البرهان ج 4 ص 453, بحار الأنوار ج 40 ص 69, غاية المرام ج 2 ص 227
[317] الأمالي للطوسي ص 562, البرهان ج 4 ص 454, بحار الأنوار ج 10 ص 140, غاية المرام ج 2 ص 90
[318] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 127, بحار الأنوار ج 35 ص 304
[319] الإقبال ج 3 ص 132, زاد المعاد ص 478
[320] معاني الأخبار ص 298, بحار الأنوار ج 35 ص 292, البرهان ج 2 ص 733, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 184, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 398, تأويل الآيات ص 203, غاية المرام ج 4 ص 80
[321] المسترشد ص 319
[322] علل الشرائع ج 2 ص 442, معاني الأخبار ص 296, البرهان ج 2 ص 734, بحار الأنوار ج 35 ص 293, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 184, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 399, غاية المرام ج 4 ص 81
[323] الأمالي للطوسي ص 351, اليقين للحلي ص 466, كشف الغمة ج 1 ص 398, الصراط المستقيم ج 2 ص 87, بحار الأنوار ج 28 ص 45, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 183, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 398, غاية المرام ج 3 ص 201
[324] معاني الأخبار ص 59, بشارة المصطفى | ص 13, البرهان ج 2 ص 734, بحار الأنوار ج 33 ص 284, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 184, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 398, المحتضر ص 85, غاية المرام ج 4 ص 43
[325] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 9, إثبات الهداة ج 3 ص 30, البرهان ج 2 ص 735, مدينة المعاجز ج 2 ص 419, بحار الأنوار ج 36 ص 417, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 399, غاية المرام ج 2 ص 78
[326] تفسير ابن أبي حاتم ج 6 ص 1747
[327] صحيح البخاري ج 1 ص 97, عمدة القاري ج 4 ص 77, تفسير ابن كثير ج 2 ص 345, الدر المنثور ج 3 ص 210, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردوية 254, تاريخ الإسلام ج 2 ص 665, البداية والنهاية ج 5 ص 45, نهج الإيمان ص 248, السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 70
[328] سنن الترمذي ج 4 ص 339, المستدرك ج 3 ص 51, السنن الكبرى ج 9 ص 224, المعجم الأوسط ج 1 ص 284, المعجم الكبير ج 11 ص 316, تفسير أبي حاتم الرازي ج 6 ص 1745, شواهد التنزيل ج 1 ص 313, الدر المنثور ج 3 ص 210, تفسير الآلوسي ج 10 ص 45, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردوية ص 253, إمتاع الأسماع ج 14 ص 318, مناقب الخوارزمي ص 164, مطالب السؤال ص 105, ينابيع المودة ج 1 ص 262
[329] مسند أحمد ج 1 ص 151, مجمع الزوائد ج 7 ص 29, فتح الباري ج 8 ص 241, عمدة القاري ج 18 ص 260, تحفة الأخوذي ج 8 ص 386, الرياض النضرة ج 3 ص 133, كنز العمال ج 2 ص 422, تفسير ابن كثير ج 2 ص 346, الدر المنثور ج 3 ص 209, فتح التقدير ج 2 ص 334, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 348, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردوية ص 252, البداية والنهاية ج 7 ص 394, نهج الإيمان ص 247, جواهر المطالب ج 1 ص 97
[330] مسند أحمد ج 1 ص 3, مجمع الزوائد ج 3 ص 238, مسند أبي يعلي ج 1 ص 100, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 347, البداية والنهاية ج 7 ص 394, كنز العمال ج 2 ص 417, شواهد التنزيل ج 1 ص 318
[331] تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 347, نهج الإيمان ص 248
[332] مسند أحمد ج 1 ص 150, الرياض النضرة ج 3 ص 133, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 390, نهج الإيمان ص 248
[333] فتح الباري ج 8 ص 241, مسند أحمد ج 3 ص 212, عمدة القاري ج 18 ص 260, المصنغ ج 7 ص 506, كنز العمال ج 2 ص 431, شواهد التنزيل ج 1 ص 305, تريخ مدينة دمشق ج 42 ص 344, نهج الإيمان ص 248, السيرة النبوية ج 4 ص 71
[334] خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 63, المعجم الأوسط ج 3 ص 165, المعجب الكبير ج 12 ص 77. نحوه بإختصار: مسند أحمد ج 1 ص 331, مجمع الزوائد ج 9 ص 119, الرياض النضرة ج 3 ص 174, تاريخ مدينة دمشق ج 42 ص 101, الإصابة ج 4 ص 467, البداية والنهاية ج 7 ص 374, نهج الإيمان ص 236, جواهر المطالب ج 1 ص 211, ينابيع المودة ج 1 ص 111
[335] ما بين القوسين اثبتناه من كتاب خصائص الوحي المبين لابن بطريق ص 162 وهو نقل للحديث عن تفسير الثعلبي
[336] تفسير الثعلبي ج 5 ص 7. نحوه بإختصار: تفسير البغوي ج 2 ص 267, تفسير الآلوسي ج 10 ص 44
[337] تفسير جوامع البيان ج 10 ص 83, المصنف ج 4 ص 420, تفسير الثعلبي ج 2 ص 346, أضواء البيان ج 2 ص 114
[338] السنن الكبرى ج 5 ص 128, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 91, شواهد التنزيل ج 1 ص 306, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردوية ص 251
[339] شواهد التنزيل ج 1 ص 314
[340] السنن الكبرى ج 5 ص 129, خصائص أمير المؤمنين × ص 91
[341] شواهد التنزيل ج 1 ص 317
[342] المستدرك ج 3 ص 51, شواهد التنزيل ج 1 ص 318
[343] نهج الإيمان 251
[344] نظم درر السمطين ص 132
[345] يعني أمير المؤمنين علي ‘
[346] شرح نهج البلاغة ج 6 ص 45, السقيفة وفدك ص 72
[347] شرح نهج البلاغة ج 6 ص 168
[348] السنن الكبرى ج 5 ص 128, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 91
[349] السنن الكبرى ج 5 ص 129, خصائص أمير المؤمنين × للنسائي ص 92, سنن الترمذي ج 2 ص 66, سنن النسائي ج 5 ص 247, السنن الكبرى للبيهقي ج 5 ص 111, صحيح ابن حبان ج 15 ص 19, الرياض النضرة ج 3 ص 132, شواهد التنزيل ج 1 ص 316 بإختصار
[350] نهج الإيمان 252
[351] الدر المنثور ج 3 ص 211
[352] الإحتجاج ج 1 ص 253, الإرشاد ج 1 ص 262, بحار الأنوار ج 32 ص 388, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 244, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 585
[353] معاني الأخبار ص 100, الكافي ج 1 ص 202, ينابيع المعاجز ص 189, غاية المرام ج 3 ص 316, الأمالي للصدوق ص 778, عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 199, كمال الدين ص 680, الغيبة للنعماني ص 230, الإحتجاج ج 2 ص 20
[354] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[355] الكافي ج 1 ص 249, تأويل الآيات ص 796, الوافي ج 2 ص 50, البرهان ج 5 ص 706, بحار الأنوار ج 25 ص 71, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 622, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 116
[356] الكافي ج 1 ص 250, تأويل الآيات ص 797, الوافي ج 2 ص 52, البرهان ج 5 ص 707, بحار الأنوار ج 25 ص 73
[357] الكافي ج 1 ص 248, تأويل الآيات ص 794, الوافي ج 2 ص 47, البرهان ج 5 ص 705, بحار الأنوار ج 25 ص 80, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 635, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 365
[358] بصائر الدرجات ص 221, ينابيع المعاجز ص 159, بحار الأنوار ج 94 ص 22, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 625, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 120
[359] الكافي ج 1 ص 198، تحف العقول ص 436, غيبة النعماني ص 216، عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 216، كمال الدين ج 2 ص 675، معاني الأخبار ص 96, الوافي ج 3 ص 480, البرهان ج 1 ص 322, بحار الأنوار ج 25 ص 120
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية