- {أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون (35) أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون (36) أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون (37)} الطور: 35 – 37
في حديث أن ابن أبي العوجاء قال للإمام الصادق (ع): أقلب السؤال؟ فقال له أبو عبد الله (ع): سل عما شئت، فقال: ما الدليل على حدوث الأجسام؟ فقال: إني ما وجدت شيئا- صغيرا ولا كبيرا- إلا وإذا ضم إليه مثله، صار أكبر، وفي ذلك زوال وانتقال من الحالة الأولى، ولو كان قديما، ما زال ولا حال؛ لأن الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث، وفي كونه في الأزل دخوله في القدم، ولن تجتمع صفة الأزل والعدم، والحدوث والقدم في شيء واحد. فقال عبد الكريم: هبك علمت في جري الحالتين والزمانين على ما ذكرت, فاستدللت بذلك على حدوثها، فلو بقيت الأشياء على صغرها، من أين كان لك أن تستدل على حدوثها؟ فقال العالم (ع): إنما نتكلم على هذا العالم الموضوع، فلو رفعناه ووضعنا عالما آخر، كان لا شيء أدل على الحدث من رفعنا إياه ووضعنا غيره، ولكن أجيبك من حيث قدرت أن تلزمنا ونقول: إن الأشياء لو دامت على صغرها، لكان في الوهم أنه متى ضم شيء إلى مثله، كان أكبر، وفي جواز التغير عليه خروجه من القدم، كما أن في تغيره دخوله في الحدث، ليس لك وراءه شيء يا عبد الكريم. فانقطع وخزي. فلما كان من العام القابل، التقى معه في الحرم، فقال له بعض شيعته: إن ابن أبي العوجاء قد أسلم، فقال العالم (ع): هو أعمى من ذلك، لا يسلم فلما بصر بالعالم (ع)، قال: سيدي ومولاي، فقال له العالم (ع): ما جاء بك إلى هذا الموضع؟ فقال: عادة الجسد وسنة البلد، ولننظر ما الناس فيه من الجنون، والحلق، ورمي الحجارة، فقال له العالم (ع): أنت بعد على عتوك وضلالك يا عبد الكريم. فذهب يتكلم، فقال له (ع): لا جدال في الحج ونفض رداءه من يده، وقال: إن يكن الأمر كما تقول- وليس كما تقول- نجونا ونجوت، وإن يكن الأمر كما نقول- وهو كما نقول - نجونا وهلكت. فأقبل عبد الكريم على من معه، فقال: وجدت في قلبي حزازة فردوني، فردوه، فمات لا رحمه الله.
الكافي ج 1 ص 74, الوافي ج 1 ص 314
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن هشام بن الحكم قال: قال لي أبو شاكر الديصاني: إن لي مسألة تستأذن لي على صاحبك, فإني قد سألت عنها جماعة من العلماء فما أجابوني بجواب مشبع, فقلت: هل لك أن تخبرني بها, فلعل عندي جوابا ترتضيه, فقال: إني أحب أن ألقى بها أبا عبد الله (ع), فاستأذنت له فدخل فقال له: أتأذن لي في السؤال؟ فقال (ع) له: سل عما بدا لك, فقال له: ما الدليل على أن لك صانعا؟ فقال (ع): وجدت نفسي لا تخلو من إحدى جهتين: إما أن أكون صنعتها أنا, أو صنعها غيري, فإن كنت صنعتها أنا فلا أخلو من أحد معنيين: إما أن أكون صنعتها وكانت موجودة, أو صنعتها وكانت معدومة, فإن كنت صنعتها وكانت موجودة فقد استغنت بوجودها عن صنعتها, وإن كانت معدومة فإنك تعلم أن المعدوم لا يحدث شيئا, فقد ثبت المعنى الثالث, أن لي صانعا, وهو الله رب العالمين, فقام وما أحار جوابا.
-------------
التوحيد ص 290, بحار الأنوار ج 3 ص 50, نوادر الأخبار ص 66 باختصار
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في احتجاج طويل: إن الأشياء تدل على حدوثها من دوران الفلك بما فيه... وتحرك الأرض ومن عليها, وانقلاب الأزمنة, واختلاف الوقت, والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان, وموت وبلى, واضطرار النفس إلى الإقرار, بأن لها صانعا ومدبرا, اما ترى الحلو يصير حامضا, والعذب مرا, والجديد باليا؟ وكل إلى تغير وفناء.
--------------
الاحتجاج ج 2 ص 338, الفصول المهمة ج 1 ص 153, بحار الأنوار ج 10 ص 166
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن هشام بن الحكم قال: دخل أبو شاكر الديصاني على أبي عبد الله الصادق (ع) فقال له: إنك أحد النجوم الزواهر, وكان آباؤك بدورا بواهر, وأمهاتك عقيلات عباهر, وعنصرك من أكرم العناصر, وإذا ذكر العلماء فبك تثني الخناصر, فخبرني أيها البحر الخضم الزاخر, ما الدليل على حدث العالم؟ فقال الصادق (ع): يستدل عليه بأقرب الأشياء, قال: وما هو؟ فدعا الصادق (ع) ببيضة فوضعها على راحته, ثم قال: هذا حصن ملموم داخله غرقئ رقيق تطيف به فضة سائلة وذهبة مائعة, ثم تنفلق عن مثل الطاوس أدخلها شيء؟ قال: لا, قال (ع): فهذا الدليل على حدث العالم, قال: أخبرت فأوجزت, وقلت فأحسنت, وقد علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا, أو سمعناه بآذاننا, أو لمسناه بأكفنا, أو شممناه بمناخرنا, أو ذقناه بأفواهنا, أو تصور في القلوب بيانا واستنبطته الروايات إيقانا, فقال الصادق (ع): ذكرت الحواس الخمس وهي لا تنفع شيئا بغير دليل, كما لا نقطع الظلمة بغير مصباح.
------------
الأمالي للصدوق ص 351, التوحيد ص 292, الإرشاد ج 2 ص 201, روضة الواعظين ج 1 ص 22, إعلام الورى ص 290, كشف الغمة ج 2 ص 177, أعلام الدين ص 36, بحار الأنوار ج 3 ص 39
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
في حديث طويل: عاد ابن أبي العوجاء في اليوم الثاني إلى مجلس أبي عبد الله (ع)، فجلس وهو ساكت لا ينطق، فقال له أبو عبد الله (ع): كأنك جئت تعيد بعض ما كنا فيه. فقال: أردت ذلك يا ابن رسول الله، فقال له أبو عبد الله (ع): ما أعجب هذا! تنكر الله وتشهد أني ابن رسول الله! فقال: العادة تحملني على ذلك، فقال له العالم (ع): فما يمنعك من الكلام؟ قال: إجلالا لك ومهابة ما ينطلق لساني بين يديك؛ فإني شاهدت العلماء، وناظرت المتكلمين، فما تداخلني هيبة قط مثل ما تداخلني من هيبتك، قال: يكون ذلك، ولكن أفتح عليك بسؤال وأقبل عليه، فقال له: أمصنوع أنت، أو غير مصنوع؟ فقال عبد الكريم بن أبي العوجاء: بل أنا غير مصنوع، فقال له العالم (ع): فصف لي: لو كنت مصنوعا، كيف كنت تكون؟ فبقي عبد الكريم مليا لا يحير جوابا، وولع بخشبة كانت بين يديه وهو يقول: طويل عريض، عميق قصير، متحرك ساكن، كل ذلك صفة خلقه، فقال له العالم (ع): فإن كنت لم تعلم صفة الصنعة غيرها، فاجعل نفسك مصنوعا؛ لما تجد في نفسك مما يحدث من هذه الأمور. فقال له عبد الكريم: سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، ولا يسألني أحد بعدك عن مثلها، فقال له أبو عبد الله (ع): هبك علمت أنك لم تسأل فيما مضى، فما علمك أنك لا تسأل فيما بعد؟ على أنك يا عبد الكريم، نقضت قولك؛ لأنك تزعم أن الأشياء من الأول سواء، فكيف قدمت وأخرت؟!. ثم قال: يا عبد الكريم، أزيدك وضوحا، أرأيت، لو كان معك كيس فيه جواهر، فقال لك قائل: هل في الكيس دينار؟ فنفيت كون الدينار في الكيس، فقال لك قائل: صف لي الدينار، وكنت غير عالم بصفته، هل كان لك أن تنفي كون الدينار في الكيس وأنت لا تعلم؟ قال: لا، فقال أبو عبد الله (ع): فالعالم أكبر وأطول وأعرض من الكيس، فلعل في العالم صنعة؛ من حيث لا تعلم صفة الصنعة من غير الصنعة. فانقطع عبد الكريم.
-------------
الكافي ج 1 ص 74, الوافي ج 1 ص 314
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل: وأما الاحتجاج على من أنكر الحدوث مع ما تقدم فهو أنا, لما رأينا هذا العالم المتحرك متناهية أزمانه وأعيانه وحركاته وأكوانه, وجميع ما فيه, ووجدنا ما غاب عنا من ذلك يلحقه النهاية, ووجدنا العقل يتعلق بما لا نهاية, ولو لا ذلك لم يجد العقل دليلا يفرق ما بينهما, ولم يكن لنا بد من إثبات ما لا نهاية له, معلوما معقولا أبديا سرمديا, ليس بمعلوم أنه مقصور القوى, ولا مقدور ولا متجزئ ولا منقسم, فوجب عند ذلك أن يكون ما لا يتناهى مثل ما يتناهى, وإذ قد ثبت لنا ذلك فقد ثبت في عقولنا, أن ما لا يتناهى هو القديم الأزلي, وإذا ثبت شيء قديم وشيء محدث فقد استغنى القديم البارئ للأشياء عن المحدث, الذي أنشأه وبرأه وأحدثه, وصح عندنا بالحجة العقلية أنه المحدث للأشياء, وأنه لا خالق إلا هو, فتبارك الله المحدث لكل محدث, الصانع لكل مصنوع, المبتدع للأشياء من غير شيء, وإذا صح أني لا أقدر أن أحدث مثلي, استحال أن يحدثني مثلي, فتعالى المحدث للأشياء عما يقول الملحدون علوا كبيرا.
-------------
بحار الأنوار ج 90 ص 90
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (ع): أنه دخل عليه رجل فقال له: يا ابن رسول الله, ما الدليل على حدث العالم؟ قال (ع): أنت لم تكن ثم كنت, وقد علمت أنك لم تكون نفسك ولا كونك من هو مثلك.
-----------
الأمالي للصدوق ص 352, التوحيد ص 293, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 134, روضة الواعظين ج 1 ص 20, متشابه القرآن ج 1 ص 45, كشف الغمة ج 2 ص 286, نوادر الأخبار ص 67, الفصول المهمة ج 1 ص 140, هداية الأمة ج 1 ص 10, بحار الأنوار ج 3 ص 36
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن الإمام الرضا (ع) في حديث طويل: ...خلق السماوات والأرض في ستة أيام, وهو مستول على عرشه, وكان قادرا على أن يخلقها في طرفة عين ولكنه عز وجل خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شيء, فتستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى ذكره مرة بعد مرة...
-----------------
التوحيد ص 320, عيون اخبار الرضا (ع) ج 1 ص 134, الاحتجاج ج 2 ص 412, بحار الأنوار ج 10 ص 342, البرهان ج 3 ص 81, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 335
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) في وصف الله تعالى: الدال على قدمه بحدوث خلقه, وبحدوث خلقه على وجوده.
-------------
نهج البلاغة ص 269, الاحتجاج ج 1 ص 204, أعلام الدين ص 67, بحار الأنوار ج 54 ص 29
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية