صلاة الإستخارة

عن عمرو بن حريث قال: قال أبو عبد الله ×:‏ صل ركعتين واستخر الله, فو الله ما استخار الله مسلم إلا خار له البتة.[1]

 

عن أبي جعفر × قال: كان علي بن الحسين × إذا هم بأمر حج, أو عمرة, أو بيع, أو شراء, أو عتق, تطهر ثم صلى ركعتي الاستخارة, فقرأ فيهما بسورة الحشر وبسورة الرحمن, ثم يقرأ المعوذتين و{قل هو الله أحد} إذا فرغ وهو جالس في دبر الركعتين, ثم يقول: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا خَيْراً لِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَعَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَيَسِّرْهُ لِي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وَأَجْمَلِهَا, اللَّهُمَّ وَإِنْ كَانَ كَذَا وكَذَا شَرّاً لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي وعَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ, فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ واصْرِفْهُ عَنِّي, رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ واعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدِي, وإِنْ كَرِهْتُ ذَلِكَ أَوْ أَبَتْهُ نَفْسِي.[2]

 

عن مرازم قال: قال لي أبو عبد الله ×:‏ إذا أراد أحدكم شيئا فليصل ركعتين, ثم ليحمد الله وليثن عليه, وليصل على محمد وأهل بيته, ويقول: اللهم إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني ودنياي فيسره لي واقدره, وإن كان غير ذلك فاصرفه عني, فسألته: أي شي‏ء أقرأ فيهما؟ فقال ×: اقرأ فيهما ما شئت, وإن شئت قرأت فيهما: {قل هو الله أحد} و{قل يا أيها الكافرون}‏.[3]

 

عن أبي عبد الله × قال: قلت له: ربما أردت الأمر يفرق مني فريقان, أحدهما يأمرني والآخر ينهاني, قال: فقال ×: إذا كنت كذلك, فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ومرة, ثم انظر أحزم الأمرين لك, فافعله فإن الخيرة فيه إن شاء الله, ولتكن استخارتك في عافية, فإنه ربما خير للرجل في قطع يده وموت ولده وذهاب ماله. [4]

 

عن أبي عبد الله × قال: كان أبي إذا أراد الاستخارة في الأمر توضأ وصلى ركعتين, وإن كانت الخادمة لتكلمه فيقول: سبحان الله, ولا يتكلم حتى يفرغ‏.[5]

 

عن جابر عن الإمام الباقر ×‏ أنه قال: كان علي بن الحسين زين العابدين × إذا هم بحج, أو عمرة, أو بيع, أو شراء, أو عتق, أو غير ذلك, تطهر ثم صلى ركعتين للاستخارة, يقرأ فيهما بعد الفاتحة سورة الحشر والرحمن, ثم يقرأ بعدها المعوذتين و{قل هو الله أحد} يفعل هذا في كل ركعة, فإذا فرغ منها قال بعد التسليم وهو جالس: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَذَا وكَذَا خَيْراً لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وعَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ فَيَسِّرْهُ لِي عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ وأَكْمَلِهَا, اللَّهُمَّ وإِنْ كَانَ شَرّاً لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وعَاجِلِ أَمْرِي وآجِلِهِ فَاصْرِفْهُ عَنِّي, رَبِّ اعْزِمْ لِي عَلَى رُشْدِي وإِنْ كَرِهَتْهُ نَفْسِي‏. [6]

 

عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله | يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: إذا هم أحدكم بأمر, فليركع ركعتين من غير الفريضة, ثم ليقل: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وَ{أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}, اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ وتُسَمِّيهِ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ومَعَاشِي وعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاقْدِرْهُ لِي ويَسِّرْهُ وبَارِكْ لِي فِيهِ, وإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي ومَعَاشِي وعَاقِبَةِ أَمْرِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عَنْهُ, واقْدِرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ مَا كَانَ ثُمَّ رَضِّنِي بِهِ.[7]

 

كان أمير المؤمنين × يصلي ركعتين, ويقول في دبرهما: أستخير الله مائة مرة, ثم يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ هَمَمْتُ بِأَمْرٍ قَدْ عَلِمْتَهُ, فَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي فَيَسِّرْهُ لِي, وإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ شَرٌّ لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي كَرِهَتْ نَفْسِي ذَلِكَ أَمْ أَحَبَّتْ, فَإِنَّكَ تَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وَ{أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب‏}," ثم يعزم. [8]

 

روي‏: أن رجلا جاء إلى أبي عبد الله × فقال له: جعلت فداك, إني ربما ركبت الحاجة فأندم, فقال × له: أين أنت عن الاستخارة؟ فقال الرجل: جعلت فداك, فكيف الاستخارة؟ فقال ×: إذا صليت صلاة الفجر, فقل بعد أن ترفع يديك حذاء وجهك: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ, فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ, وخِرْ لِي فِي جَمِيعِ مَا عَزَمْتُ بِهِ مِنْ أُمُورِي خِيَارَ بَرَكَةٍ وعَافِيَة," ثم يسجد سجدة يقول فيها مائة مرة: "أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ أَسْتَقْدِرُ اللَّهَ فِي عَافِيَةٍ بِقُدْرَتِه,"‏ ثم ائت حاجتك فإنها خير لك على كل حال ولا تتهم ربك فيما تتصرف فيه. [9]

 

عن أبي عبد الله ×‏ في الأمر يطلبه الطالب من ربه قال: يتصدق في يومه على ستين مسكينا, على كل مسكين صاع بصاع النبي |, فإذا كان الليل فليغتسل في ثلث الليل الباقي, ويلبس أدنى ما يلبس من يعول من الثياب, إلا أن عليه في تلك الثياب إزارا, ثم يصلي ركعتين فإذا وضع جبهته في الركعة الأخيرة للسجود, هلل الله وعظمه ومجده, وذكر ذنوبه فأقر بما يعرف منها ويسمي, ثم يرفع رأسه فإذا وضع رأسه في السجدة الثانية, استخار الله مائة مرة يقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُك‏", ثم يدعو الله عز وجل بما يشاء ويسأله إياه, وكلما سجد فليفض بركبتيه إلى الأرض, يرفع الإزار حتى يكشفهما, ويجعل الإزار من خلفه بين أليتيه‏ وباطن ساقيه. [10]

 

عن علي بن أسباط قال: دخلت على الرضا × وقلت: قد أردت مصرا فأركب بحرا أو برا؟... فقال ×: لا, عليك أن تأتي مسجد رسول الله |, وتصلي ركعتين, وتستخير الله مائة مرة ومرة, فإذا عزمت على شي‏ء وركبت البر, فإذا استويت على راحلتك فقل: {سُبْحانَ}‏ اللَّهِ {الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وإِنَّا إِلى‏ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُون‏}.[11]

 

عن أبي عبد الله × قال: ما استخار الله عز وجل عبد في أمر قط مائة مرة, يقف عند رأس الحسين ×, فيحمد الله ويهلله ويسبحه ويمجده ويثني عليه بما هو أهله, إلا رماه الله تبارك وتعالى بخير الأمرين. [12]

 

عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر ×: إذا أردت الأمر وأردت أن أستخير ربي, كيف أقول؟ قال ×: إذا أردت ذلك فصم الثلاثاء والأربعاء والخميس, ثم صل يوم الجمعة في مكان نظيف فتشهد ثم قل: وأنت تنظر إلى السماء: ِ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ عَالِمُ الْغَيْبِ والشَّهَادَةِ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ, أَنْتَ عَالِمُ الْغَيْبِ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْراً لِي فِيمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فَيَسِّرْهُ لِي وبَارِكْ فِيهِ وافْتَحْ لِي بِهِ, وإِنْ كَانَ ذَلِكَ شَرّاً لِي فِيمَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي بِمَا تَعْلَمُ فَإِنَّكَ تَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وتَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَقْضِي ولَا أَقْضِي, وَ{أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوب‏}," يقولها مائة مرة. [13]

 

عن الصادق ×: تقوله بعد فراغك من صلاة الاستخارة تقول: اللَّهُمَّ إِنَّكَ خَلَقْتَ أَقْوَاماً يَلْجَئُونَ إِلَى مَطَالِعِ النُّجُومِ لِأَوْقَاتِ حَرَكَاتِهِمْ وسُكُونِهِمْ وتَصَرُّفِهِمْ وعَقْدِهِمْ وحَلِّهِمْ, وخَلَقْتَنِي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ اللَّجَإِ إِلَيْهَا, ومِنْ طَلَبِ الِاخْتِيَارَاتِ بِهَا وأَيْقَنُ أَنَّكَ لَمْ تُطْلِعْ أَحَداً عَلَى غَيْبِكَ فِي مَوَاقِعِهَا, ولَمْ تُسَهِّلْ لَهُ السَّبِيلَ إِلَى تَحْصِيلِ أَفَاعِيلِهَا, وأَنَّكَ قَادِرٌ عَلَى نَقْلِهَا فِي مَدَارَاتِهَا فِي مَسِيرِهَا عَنِ السُّعُودِ الْعَامَّةِ والْخَاصَّةِ إِلَى النُّحُوسِ ومِنَ النُّحُوسِ الشَّامِلَةِ والْمُفْرَدَةِ إِلَى السُّعُودِ, لِأَنَّكَ تَمْحُو مَا تَشَاءُ وتُثْبِتُ وعِنْدَكَ أُمُّ الْكِتَابِ, ولِأَنَّهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ وصَنْعَةٌ مِنْ صَنْعَتِكَ, ومَا أَسْعَدْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى مَخْلُوقٍ مِثْلِهِ, واسْتَمَدَّ الِاخْتِيَارَ لِنَفْسِهِ, وهُمْ أُولَئِكَ ولَا أَشْقَيْتَ مَنِ اعْتَمَدَ عَلَى الْخَالِقِ الَّذِي أَنْتَ هُوَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ, وأَسْأَلُكَ بِمَا تَمْلِكُهُ وتَقْدِرُ عَلَيْهِ وأَنْتَ بِهِ مَلِيٌّ وعَنْهُ غَنِيٌّ, وإِلَيْهِ غَيْرُ مُحْتَاجٍ وبِهِ غَيْرُ مُكْتَرِثٍ مِنَ الْخِيَرَةِ الْجَامِعَةِ لِلسَّلَامَةِ والْعَافِيَةِ, والْغَنِيمَةِ لِعَبْدِكَ مِنْ حَدَثِ الدُّنْيَا الَّتِي إِلَيْكَ فِيهَا ضَرُورَتُهُ لِمَعَاشِهِ, ومِنْ خَيْرَاتِ الْآخِرَةِ الَّتِي عَلَيْكَ فِيهَا مُعَوَّلُهُ, وأَنَا هُوَ عَبْدُكَ اللَّهُمَّ فَتَوَلَّ يَا مَوْلَايَ اخْتِيَارَ خَيْرِ الْأَوْقَاتِ لِحَرَكَتِي وسُكُونِي, ونَقْضِي وإِبْرَامِي وسَيْرِي وحُلُولِي وعَقْدِي, وحَلِّي واشْدُدْ بِتَوْفِيقِكَ عَزْمِي وسَدِّدْ فِيهِ رَأْيِي واقْذِفْهُ فِي فُؤَادِي, حَتَّى لَا يَتَأَخَّرَ ولَا يَتَقَدَّمَ وَقْتُهُ عَنِّي, وأَبْرِمْ مِنْ قُدْرَتِكَ كُلَّ نَحْسٍ يَعْرِضُ بِحَاجِزٍ حَتْمٍ مِنْ قَضَائِكَ, يَحُولُ بَيْنِي وبَيْنَهُ ويُبَاعِدُهُ مِنِّي ويُبَاعِدُنِي مِنْهُ فِي دِينِي ونَفْسِي ومَالِي ووُلْدِي وإِخْوَانِي, وأَعِذْنِي مِنَ‏ الْأَوْلَادِ والْأَمْوَالِ والْبَهَائِمِ والْأَعْرَاضِ, ومَا أَحْضُرُهُ ومَا أَغِيبُ عَنْهُ ومَا أَسْتَصْحِبُهُ ومَا أُخَلِّفُهُ وحَصِّنِّي مِنْ كُلِّ ذَلِكَ بِعِيَاذِكَ مِنَ الْآفَاتِ والْعَاهَاتِ والْبَلِيَّاتِ, ومِنَ التَّغْيِيرِ والتَّبْدِيلِ والنَّقِمَاتِ والْمَثُلَاتِ, ومِنْ كَلِمَتِكَ الْحَالِقَةِ ومِنْ جَمِيعِ الْمَخُوفَاتِ, ومِنْ سُوءِ الْقَضَاءِ ومِنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ, ومِنْ شَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ ومِنَ الْخَطَإِ والزَّلَلِ فِي قَوْلِي وفِعْلِي, ومَلِّكْنِي الصَّوَابَ فِيهِمَا بِلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ, بِلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ حِرْزِي وعَسْكَرِي, بِلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ سُلْطَانِي ومَقْدُرَتِي, بِلَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ عِزِّي ومَنَعَتِي, اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَالِمُ بِجَوَائِلِ فِكْرِي وحَوَابِسِ صَدْرِي ومَا يَتَرَجَّحُ فِي الْإِقْدَامِ عَلَيْهِ والْإِحْجَامِ عَنْهُ مَكْنُونُ ضَمِيرِي وسِرِّي, وأَنَا فِيهِ بَيْنَ حَالَيْنِ خَيْرٍ أَرْجُوهُ, وشَرٍّ أَتَّقِيهِ, وسَهْوٍ يُحِيطُ بِي, ودِينٍ أَحُوطُهُ, فَإِنْ أَصَابَتْنِي الْخِيَرَةُ الَّتِي أَنْتَ خَالِقُهَا لِتَهَبَهَا لِي لَا حَاجَةَ بِكَ إِلَيْهَا, بَلْ بِجُودٍ مِنْكَ عَلَيَّ بِهَا غَنِمْتُ وسَلِمْتُ, وإِنْ أَخْطَأْتَنِي خَسِرْتُ وعَطِبْتُ, اللَّهُمَّ فَأَرْشِدْنِي مِنْهُ إِلَى مَرْضَاتِكَ وطَاعَتِكَ, وأَسْعِدْنِي فِيهِ بِتَوْفِيقِكَ وعِصْمَتِكَ, واقْضِ بِالْخَيْرِ والْعَافِيَةِ والسَّلَامَةِ التَّامَّةِ الشَّامِلَةِ الدَّائِمَةِ لِي فِيهِ حَتْمُ أَقْضِيَتِكَ, ونَافِذُ عَزْمِكَ ومَشِيئَتِكَ, وإِنَّنِي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنَ الْعِلْمِ بِالْأَوْفَقِ مِنْ مَبَادِيهِ وعَوَاقِبِهِ, ومَفَاتِحِهِ وخَوَاتِمِهِ, ومَسَالِمِهِ ومَعَاطِبِهِ ومِنَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ, وأُقِرُّ أَنَّهُ لَا عَالِمٌ ولَا قَادِرٌ عَلَى سَدَادِهِ سِوَاكَ, فَأَنَا أَسْتَهْدِيكَ وأَسْتَفْتِيكَ وأَسْتَقْضِيكَ وأَسْتَكْفِيكَ, وأَدْعُوكَ وأَرْجُوكَ ومَا تَاهَ مَنِ اسْتَهْدَاكَ, ولَا ضَلَّ مَنِ اسْتَفْتَاكَ, ولَا دُهِيَ مَنِ اسْتَكْفَاكَ, ولَا حَالَ مَنْ دَعَاكَ ولَا أُخْفِقَ مَنْ رَجَاكَ, فَكُنْ لِي عِنْدَ أَحْسَنِ ظُنُونِي وآمَالِي فِيكَ, يَا ذَا الْجَلَالِ والْإِكْرَامِ {إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ} اسْتَنْهَضْتُ لِمُهِمِّي هَذَا ولِكُلِّ مُهِمٍّ أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم}, وتقرأ وتقول: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ولَا الضَّالِّينَ} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ والنَّاسِ} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ومِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ومِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ ومِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ} {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ ولَمْ يُولَدْ ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد} وتقرأ سورة: {تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْك‏}‏ إلى آخرها, ثم قل‏ ×: {وإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً وجَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وفِي آذانِهِمْ وَقْراً وإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى‏ أَدْبارِهِمْ نُفُوراً} {أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ} {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى‏ عِلْمٍ وخَتَمَ عَلى‏ سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلى‏ بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ} {ومَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها ونَسِيَ ما قَدَّمَتْ يَداهُ إِنَّا جَعَلْنا عَلى‏ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وفِي آذانِهِمْ وَقْراً وإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدى‏ فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً} {الَّذِينَ قالَ لَهُمُ‏ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وقالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ ونِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ واتَّبَعُوا رِضْوانَ اللَّهِ واللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} {فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لا تَخافُ دَرَكاً ولا تَخْشى‏} {لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وأَرى‏} واسْتَنْهَضْتُ لِمُهِمِّي هَذَا ولِكُلِّ مُهِمٍّ أَسْمَاءَ اللَّهِ الْعِظَامَ وكَلِمَاتِهِ التَّوَامَّ, وفَوَاتِحَ سُوَرِ الْقُرْآنِ وخَوَاتِيمَهَا ومُحْكَمَاتِهَا وقَوَارِعَهَا, وكُلَّ عُوْذَةٍ تَعَوَّذَ بِهَا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ, {حم} شَاهَتِ الْوُجُوهُ وُجُوهُ أَعْدَائِي {فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ}, وحَسْبِيَ اللَّهُ ثِقَةً وعُدَّةً {ونِعْمَ الْوَكِيلُ}, {والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ} وصَلَوَاتُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّاهِرِين‏‏. [14]

 

السيد ابن طاووس في فتح الأبواب نقلا عن الشيخ المفيد: للاستخارة صلاة موظفة مسنونة وهي: ركعتان يقرأ الإنسان في إحداهما فاتحة الكتاب وسورة معها, ويقرأ في الثانية الفاتحة وسورة معها, ويقنت في الثانية قبل الركوع, فإذا تشهد وسلم, حمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد, وقال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وقُدْرَتِكَ, وأَسْتَخِيرُكَ بِعِزَّتِكَ, وأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ و{أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}, اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي عَرَضَ لِي خَيْراً فِي دِينِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي, فَيَسِّرْهُ لِي وبَارِكْ لِي فِيهِ وأَعِنِّي عَلَيْهِ, وإِنْ كَانَ شَرّاً لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي واقْضِ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ورَضِّنِي بِهِ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ولَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْت‏,"[15] وإن شاء قال: "اللَّهُمَّ خِرْ لِي فِي مَا عَرَضَ لِي مِنْ أَمْرِ كَذَا وكَذَا, واقْضِ لِي بِالْخِيَرَةِ فِيمَا وَفَّقْتَنِي لَهُ مِنْهُ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ."[16]

 

عن الصدوق عن والده فيما كتب في رسالته إلى ولده قال: إذا أردت أمرا, فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ومرة, فما عزم لك فافعل, وقل في دعائك: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ, لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ, رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ, وَخِرْ لِي فِي كَذَا وَكَذَا لِلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ. [17]

 

عن أبي عبد الله × قال: إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع, فاكتب في ثلاث منها: {بسم الله الرحمن الرحيم} خيرة من‏ الله‏ العزيز الحكيم, لفلان بن فلانة افعله, وفي ثلاث منها: {بسم الله الرحمن الرحيم} خيرة من‏ الله‏ العزيز الحكيم, لفلان بن فلانة لا تفعل, ثم ضعها تحت مصلاك, ثم صل ركعتين, فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرة: "أَسْتَخِيرُ اللَّهَ بِرَحْمَتِهِ خِيَرَةً فِي عَافِيَة," ثم استو جالسا وقل: "اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَة," ثم اضرب بيدك إلى الرقاع فشوشها, وأخرج واحدة, فإن خرج ثلاث متواليات افعل فافعل الأمر الذي تريده, وإن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله, وإن خرجت واحدة افعل والأخرى لا تفعل, فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرها فاعمل به, ودع السادسة لا تحتاج إليها.[18]

 

عن أبي عبد الله الصادق × قال: إذا أردت أمرا فخذ ست رقاع, فاكتب في ثلاث منها: {بسم الله الرحمن الرحيم}‏ خيرة من الله العزيز الحكيم‏, ويروى العلي الكريم لفلان بن فلان افعل كذا إن شاء الله, واذكر اسمك وما تريد فعله, وفي ثلاث منهن:‏ {بسم الله الرحمن الرحيم}‏ خيرة من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان لا تفعل كذا إن شاء الله, وتصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة خمسين مرة: {قل هو الله أحد} وثلاث مرات‏ {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وتدع الرقاع تحت سجادتك, وتقول: بقدرتك تعلم ولا أعلم, وتقدر ولا أقدر, وأنت علام الغيوب, اللهم بك فلا شي‏ء أعلم منك, صل على آدم صفوتك, ومحمد خيرتك وأهل بيته الطاهرين, ومن بينهم من نبي, وصديق, وشهيد, وعبد صالح, وولي مخلص, وملائكتك أجمعين, إن كان ما عزمت عليه من الدخول في سفري إلى بلد كذا وكذا خيرة لي في البدو, والعاقبة, ورزق تيسر لي منه فسهله ولا تعسره, وخر لي فيه وإن كان غيره فاصرفه عني, وبدلني منه بما هو خير منه, برحمتك يا أرحم الراحمين, ثم تقول سبعين مرة: خيرة من الله العلي الكريم, فإذا فرغت من ذلك عفرت خدك ودعوت الله وسألته ما تريد. [19]

 

عنهم ×‏ أنه قال لبعض أصحابه وقد سأله عن الأمر يمضي فيه ولا يجد أحدا يشاوره فكيف يصنع؟ قال ×: شاور ربك, قال: فقال له: كيف؟ قال × له: انو الحاجة في نفسك, ثم اكتب رقعتين في واحدة لا وفي واحدة نعم, واجعلهما في بندقتين من طين, ثم صل ركعتين واجعلهما تحت ذيلك, وقل: يا الله, إني أشاورك في أمري هذا, وأنت خير مستشار ومشير, فأشر علي بما فيه صلاح وحسن عاقبة, ثم أدخل يدك, فإن كان فيها نعم فافعل, وإن كان فيها لا لا تفعل, هكذا شاور ربك. [20]

 

عن المفضل بن عمر قال: بينما نحن عند أبي عبد الله × إذ تذاكرنا أم الكتاب, فقال رجل من القوم: جعلني الله فداك, إنا ربما هممنا بالحاجة فنتناول المصحف, فنتفكر في الحاجة التي نريدها, ثم نفتح في أول الوقت فنستدل بذلك على حاجتنا, فقال أبو عبد الله ×: وتحسنون والله ما تحسنون, قلت: جعلت فداك, وكيف نصنع؟ قال ×: إذا كان لأحدكم حاجة وهم بها, فليصل صلاة جعفر وليدع بدعائها, فإذا فرغ من ذلك فليأخذ المصحف ثم ينو فرج آل محمد بدءا وعودا, ثم يقول: "اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ فِي قَضَائِكَ وقَدَرِكَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنْ وَلِيِّكَ وحُجَّتِكَ فِي خَلْقِكَ فِي عَامِنَا هَذَا أَوْ فِي شَهْرِنَا هَذَا فَأَخْرِجْ لَنَا آيَةً مِنْ كِتَابِكَ نَسْتَدِلُّ بِهَا عَلَى ذَلِك‏", ثم يعد سبع ورقات, ويعد عشرة أسطر من خلف الورقة السابعة, وينظر ما يأتيه في الأحد عشر من السطور, فإنه يبين لك حاجتك ثم تعيد الفعل ثانية لنفسك. [21]

 

الاستخارة المصرية عن مولانا الحجة صاحب الزمان ×: يكتب في رقعتين خيرة من الله ورسوله لفلان بن فلانة, ويكتب في إحداهما افعل, وفي الأخرى لا تفعل, ويترك في بندقتين من طين, ويرمي في قدح فيه ماء, ثم يتطهر ويصلي ركعتين ويدعو عقيبهما: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ خِيَارَ مَنْ فَوَّضَ إِلَيْكَ أَمْرَهُ وأَسْلَمَ إِلَيْكَ نَفْسَهُ وتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فِي أَمْرِهِ واسْتَسْلَمَ بِكَ فِيمَا نَزَلَ بِهِ مِنْ أَمْرِهِ اللَّهُمَّ خِرْ لِي ولَا تَخِرْ عَلَيَّ وأَعِنِّي ولَا تُعِنْ عَلَيَّ ومَكِّنِّي ولَا تُمَكِّنْ مِنِّي واهْدِنِي لِلْخَيْرِ ولَا تُضِلَّنِي وأَرْضِنِي بِقَضَائِكَ وبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ إِنَّكَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ وتُعْطِي مَا تُرِيدُ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتِ الْخِيَرَةُ لِي فِي أَمْرِي هَذَا وهُوَ كَذَا وكَذَا فَمَكِّنِّي مِنْهُ وأَقْدِرْنِي عَلَيْهِ وأْمُرْنِي بِفِعْلِهِ وأَوْضِحْ لِي طَرِيقَ الْهِدَايَةِ إِلَيْهِ وإِنْ كَانَ اللَّهُمَّ غَيْرَ ذَلِكَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي إِلَى الَّذِي هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين‏," ثم تسجد سجدة وتقول فيها: "أَسْتَخِيرُ اللَّهَ خِيَرَةً فِي عَافِيَة," مائة مرة, ثم‏ ترفع رأسك وتتوقع البنادق, فإذا خرجت الرقعة من الماء فاعمل بمقتضاها إن شاء الله تعالى.[22]

 

عن اليسع القمي‏ قال:‏ قلت لأبي عبد الله ×: أريد الشي‏ء فأستخير الله تعالى فيه فلا يوفق الرأي أفعله أو أدعه, فقال ×: انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان إذا قام إلى الصلاة, فأي شي‏ء يقع في قلبك فخذ به وافتح المصحف, فانظر إلى أول ما ترى فيه فخذ به, إن شاء الله تعالى. [23]

 

عن عبد الرحمن بن سيابة قال: خرجت سنة إلى مكة, ومتاعي بز قد كسد علي, قال: فأشار علي أصحابنا أن أبعثه إلى مصر ولا أرده إلى الكوفة أو إلى اليمن, فاختلف علي آراؤهم, فدخلت على العبد الصالح بعد النفر بيوم ونحن بمكة, فأخبرته بما أشار به أصحابنا وقلت له: جعلت فداك, فما ترى حتى أنتهي إلى ما تأمرني؟ فقال × لي: ساهم بين مصر واليمن, ثم فوض في ذلك أمرك إلى الله, فأي بلد خرج سهمها عن الأسهم فابعث متاعك إليها, قلت: جعلت فداك, كيف أساهم؟ قال ×: اكتب في رقعة {بسم الله الرحمن الرحيم‏} اللهم أنت الله لا إله إلا أنت {عالم الغيب والشهادة} أنت العالم وأنا المتعلم, فانظر لي في أي الأمرين خير لي حتى أتوكل عليك فيه وأعمل به, ثم اكتب مصرا إن شاء الله, ثم اكتب رقعة أخرى مثل ما في الرقعة الأولى شيئا شيئا, ثم اكتب اليمن إن شاء الله, ثم اكتب رقعة أخرى مثل ما في الرقعتين شيئا شيئا, ثم اكتب بحبس المتاع ولا يبعث إلى بلد منهما, ثم اجمع الرقاع وادفعهن إلى بعض أصحابك فليسترها عنك, ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع, فأيها وقعت في يدك فتوكل على الله واعمل بها بما فيها إن شاء الله. [24]

 

عن أحمد بن محمد بن يحيى قال: أراد بعض أوليائنا الخروج للتجارة, فقال: لا أخرج حتى آتي جعفر بن محمد ×, فأسلم عليه فأستشيره في أمري هذا وأسأله الدعاء لي, قال: فأتاه فقال: يا ابن رسول الله, إني عزمت على الخروج للتجارة, وإني آليت على نفسي أن لا أخرج حتى ألقاك وأستشيرك وأسألك الدعاء لي, قال: فدعا له, وقال ×: عليك بصدق اللسان في حديثك, ولا تكتم عيبا يكون في تجارتك, ولا تغبن المسترسل, فإن غبنه ربا, ولا ترض للناس إلا ما ترضاه لنفسك, وأعط الحق وخذه ولا تخف ولا تحزن, فإن التاجر الصدوق مع السفرة الكرام البررة يوم القيامة, واجتنب الحلف, فإن اليمين الفاجر تورث صاحبها النار, والتاجر فاجر إلا من أعطى الحق وأخذه, وإذا عزمت على السفر أو حاجة مهمة فأكثر الدعاء والاستخارة, فإن أبي حدثني عن أبيه عن جده أن رسول الله | كان يعلم أصحابه الاستخارة كما يعلمهم السورة من القرآن, وإنا لنعمل ذلك متى هممنا بأمر, ونتخذ رقاعا للاستخارة, فما خرج لنا عملنا عليه أحببنا ذلك أم كرهنا, فقال الرجل: يا مولاي, فعلمني كيف أعمل, فقال ×: إذا أردت ذلك, فأسبغ الوضوء وصل ركعتين, تقرأ في كل ركعة الحمد و{قل هو الله أحد} مائة مرة, فإذا سلمت فارفع يديك بالدعاء وقل في دعائك:

يَا كَاشِفَ الْكَرْبِ ومُفَرِّجَ الْهَمِّ ومُذْهِبَ الْغَمِّ ومُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا يَا مَنْ يَفْزَعُ الْخَلْقُ إِلَيْهِ فِي حَوَائِجِهِمْ ومُهِمَّاتِهِمْ وأُمُورِهِمْ ويَتَوَكَّلُونَ عَلَيْهِ أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وضَمِنْتَ الْإِجَابَةَ اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وابْدَأْ بِهِمْ فِي كُلِّ أَمْرِي وافْرِجْ هَمِّي ونَفِّسْ كَرْبِي وأَذْهِبْ غَمِّي واكْشِفْ لِي عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي قَدِ الْتَبَسَ عَلَيَّ وخِرْ لِي فِي جَمِيعِ أُمُورِي خِيَرَةً فِي عَافِيَةٍ فَإِنِّي أَسْتَخِيرُكَ اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وأَلْجَأُ إِلَيْكَ فِي كُلِّ أُمُورِي وأَبْرَأُ مِنَ الْحَوْلِ والْقُوَّةِ إِلَّا بِكَ وأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ وأَنْتَ حَسْبِي ونِعْمَ الْوَكِيلُ اللَّهُمَّ فَافْتَحْ لِي أَبْوَابَ رِزْقِكَ وسَهِّلْهَا لِي ويَسِّرْ لِي جَمِيعَ أُمُورِي فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ‏ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ وتُسَمِّي مَا عَزَمْتَ عَلَيْهِ وأَرَدْتَهُ هُوَ خَيْرٌ لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ ومَعَاشِي ومَعَادِي وعَاقِبَةِ أُمُورِي فَقَدِّرْهُ لِي وعَجِّلْهُ عَلَيَّ وسَهِّلْهُ ويَسِّرْهُ وبَارِكْ لِي فِيهِ وإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ نَافِعٍ لِي فِي الْعَاجِلِ والْآجِلِ بَلْ هُوَ شَرٌّ عَلَيَّ فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عَنْهُ كَيْفَ شِئْتَ وأَنَّى شِئْتَ وقَدِّرْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وأَيْنَ كَانَ ورَضِّنِي يَا رَبِّ بِقَضَائِكَ وبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ولَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ ثُمَّ أَكْثِرِ الصَّلَاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ صَلَوَاتُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ويَكُونُ مَعَكَ ثَلَاثُ رِقَاعٍ قَدِ اتَّخَذْتَهَا فِي قَدْرٍ وَاحِدٍ وهَيْئَةٍ وَاحِدَةٍ واكْتُبْ فِي رُقْعَتَيْنِ مِنْهَا- اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ والْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ والشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وتَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَقْضِي ولَا أَقْضِي وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وأَخْرِجْ لِي أَحَبَّ السَّهْمَيْنِ إِلَيْكَ وخَيْرَهُمَا لِي فِي دِينِي ودُنْيَايَ وعَاقِبَةِ أَمْرِي- إِنَّكَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ وهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ وتَكْتُبُ فِي ظَهْرِ إِحْدَى الرُّقْعَتَيْنِ افْعَلْ وعَلَى ظَهْرِ الْأُخْرَى لَا تَفْعَلْ وتَكْتُبُ عَلَى الرُّقْعَةِ الثَّالِثَةِ لَا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ وتَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وهُوَ حَسْبِي ونِعْمَ الْوَكِيلُ تَوَكَّلْتُ فِي جَمِيعِ أُمُورِي عَلَى اللَّهِ الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ واعْتَصَمْتُ بِذِي الْعِزَّةِ والْجَبَرُوتِ وتَحَصَّنْتُ بِذِي الْحَوْلِ والطَّوْلِ والْمَلَكُوتِ وسَلامٌ عَلَى‏ الْمُرْسَلِينَ والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ الطَّاهِرِينَ ثُمَّ تَتْرُكُ ظَهْرَ هَذِهِ الرُّقْعَةِ أَبْيَضَ ولَا تَكْتُبُ عَلَيْهِ شَيْئاً ثُمَّ تَطْوِي الثَّلَاثَ رِقَاعٍ طَيّاً شَدِيداً عَلَى صُورَةٍ وَاحِدَةٍ وتَجْعَلُ فِي ثَلَاثِ بَنَادِقِ شَمْعٍ أَوْ طِينٍ عَلَى هَيْئَةٍ وَاحِدَةٍ ووَزْنٍ وَاحِدٍ وادْفَعْهَا إِلَى مَنْ تَثِقُ بِهِ وتَأْمُرُهُ أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ ويُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ويَطْرَحَهَا إِلَى كُمِّهِ ويُدْخِلَ يَدَهُ الْيُمْنَى فَيُجِيلَهَا فِي كُمِّهِ ويَأْخُذَ مِنْهَا وَاحِدَةً مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَيْ‏ءٍ مِنَ الْبَنَادِقِ ولَا يَتَعَمَّدَ وَاحِدَةً بِعَيْنِهَا ولَكِنْ أَيُّ وَاحِدَةٍ وَقَعَتْ عَلَيْهَا يَدُهُ مِنَ الثَّلَاثِ أَخْرَجَهَا فَإِذَا أَخْرَجَهَا أَخَذْتَهَا مِنْهُ وأَنْتَ تَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ وتَسْأَلُهُ الْخِيَرَةَ فِيمَا خَرَجَ لَكَ ثُمَّ فُضَّهَا واقْرَأْهَا واعْمَلْ بِمَا يَخْرُجُ عَلَى ظَهْرِهَا وإِنْ لَمْ يَحْضُرْكَ مَنْ تَثِقُ بِهِ طَرَحْتَهَا أَنْتَ إِلَى كُمِّكَ وأَجَلْتَهَا بِيَدِكَ وفَعَلْتَ كَمَا وَصَفْتُ لَكَ فَإِنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا افْعَلْ فَافْعَلْ وامْضِ لِمَا أَرَدْتَ فَإِنَّهُ يَكُونُ لَكَ فِيهِ إِذَا فَعَلْتَهُ الْخِيَرَةُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وإِنْ كَانَ عَلَى ظَهْرِهَا لَا تَفْعَلْ فَإِيَّاكَ أَنْ تَفْعَلَهُ أَوْ تُخَالِفَ فَإِنَّكَ إِنْ خَالَفْتَ لَقِيتَ عَنَتاً وإِنْ تَمَّ لَمْ يَكُنْ لَكَ فِيهِ الْخِيَرَةُ وإِنْ خَرَجَتِ الرُّقْعَةُ الَّتِي لَمْ تَكْتُبْ عَلَى ظَهْرِهَا شَيْئاً فَتَوَقَّفْ إِلَى أَنْ تَحْضُرَ صَلَاةٌ مَفْرُوضَةٌ ثُمَّ قُمْ فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ كَمَا وَصَفْتُ لَكَ ثُمَّ صَلِّ الصَّلَاةَ الْمَفْرُوضَةَ أَوْ صَلِّهِمَا بَعْدَ الْفَرْضِ مَا لَمْ تَكُنِ الْفَجْرَ أَوِ الْعَصْرَ فَأَمَّا الْفَجْرُ فَعَلَيْكَ بَعْدَهَا بِالدُّعَاءِ إِلَى أَنْ تَنْبَسِطَ الشَّمْسُ ثُمَّ صَلِّهِمَا وأَمَّا الْعَصْرُ فَصَلِّهِمَا قَبْلَهَا ثُمَّ ادْعُ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ بِالْخِيَرَةِ كَمَا ذَكَرْتُ لَكَ وأَعِدِ الرِّقَاعَ واعْمَلْ بِحَسَبِ مَا يَخْرُجُ لَكَ وكُلَّمَا خَرَجَتِ الرُّقْعَةُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا شَيْ‏ءٌ مَكْتُوبٌ عَلَى ظَهْرِهَا فَتَوَقَّفْ إِلَى صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ كَمَا أَمَرْتُكَ إِلَى أَنْ يَخْرُجَ لَكَ مَا تَعْمَلُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. [25]

 

تكتب في رقعتين في كل واحدة: {بسم الله الرحمن الرحيم}‏ خيرة من الله العزيز الحكيم لعبده فلان بن فلان وتذكر حاجتك, وتقول في آخرها: أفعل يا مولاي, وفي الأخرى: أتوقف يا مولاي, واجعل كل واحدة من الرقاع في بندقة من طين, وتقرأ عليها الحمد سبع مرات, و{قل أعوذ برب الفلق}‏ سبع مرات, وسورة الضحى سبع مرات, وتطرح البندقتين في إناء فيه ماء بين يديك, فأيهما انبعث [انبثقت‏] قبل الأخرى فخذها, واعمل بها إن شاء الله تعالى. [26]

 

عن الكراجكي رحمه الله قال: وقد جاءت رواية أن تجعل رقاع الاستخارة اثنتين, في إحداهما افعل, وفي الأخرى لا تفعل, وتسترهما عن عينك وتصلي صلواتك, وتسأل الله الخيرة في أمرك, ثم تأخذ منهما واحدة فتعمل بما فيها. [27]

 

عن علي بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن الرضا ×: جعلت فداك, ما ترى آخذ برا أو بحرا, فإن طريقنا مخوف شديد الخطر؟ فقال ×: اخرج برا ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله | وتصلي ركعتين في غير وقت فريضة, ثم لتستخير الله مائة مرة ومرة, ثم تنظر فإن عزم الله لك على البحر فقل الذي قال الله عز وجل:‏ {وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} فإن اضطرب بك البحر فاتك على جانبك الأيمن, وقل: بسم الله اسكن بسكينة الله, وقر بوقار الله, واهدأ بإذن الله, ولا حول ولا قوة إلا بالله, قلنا: أصلحك الله, ما السكينة؟ قال ×: ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان, ورائحة طيبة, وهي التي نزلت على إبراهيم فأقبلت تدور حول أركان البيت وهو يضع الأساطين, قيل له: هي من التي قال الله عز وجل: {فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون} قال ×: تلك السكينة في التابوت, وكانت فيه طشت تغسل فيها قلوب الأنبياء, وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء, ثم أقبل علينا فقال: ما تابوتكم؟ قلنا: السلاح, قال: صدقتم, هو تابوتكم وإن خرجت برا فقل: الذي قال الله عز وجل:‏ {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} فإنه ليس من عبد يقولها عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة فيصيبه شي‏ء بإذن الله, ثم قال ×: فإذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله, فإن الملائكة تضرب وجوه الشياطين ويقولون: قد سمى الله وآمن بالله وتوكل على الله, وقال لا حول ولا قوة إلا بالله. [28]

 

عن ابن فضال قال: سأل الحسن بن الجهم أبا الحسن × لابن أسباط فقال: ما ترى له وابن أسباط حاضر ونحن جميعا يركب البر أو البحر إلى مصر؟ فأخبره بخير طريق البر, فقال: البر, وائت المسجد في غير وقت صلاة الفريضة, فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة, ثم انظر أي شي‏ء يقع في قلبك فاعمل به, وقال له الحسن البر أحب إلي له قال ×: وإلي. [29]

 

عن محمد بن سهل بن اليسع قال: كنت مجاورا بمكة فصرت إلى المدينة, فدخلت على أبي جعفر ×, فأردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها, فلم يقض لي أن أسأله حتى ودعته وأردت الخروج, فقلت: أكتب إليه وأسأله, قال: فكتبت الكتاب وصرت إلى مسجد الرسول |, على أن أصلي ركعتين وأستخير الله مائة مرة, فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثته, وإلا خرقته, قال: فوقع في قلبي أن لا أبعث فيه, فخرقت الكتاب وخرجت من المدينة, فبينا أنا كذلك إذ رأيت رسولا معه ثياب في منديل يتخلل القطرات, ويسأل عن محمد بن سهل القمي, حتى انتهى إلي وقال: مولاك بعث إليك بهذا, وإذا ملاءتان قال أحمد بن محمد بن عيسى: فقضى أني غسلته حين مات وكفنته فيهما. [30]

 

صلاة الاستخارة: ركعتان يصليهما من أراد صلاتهما كما يصلي غيرهما من النوافل, فإذا فرغ من القراءة في الركعة الثانية قنت قبل الركوع, ثم يركع, ويقول في سجوده: "أَسْتَخِيرُ اللَّه,‏" مائة مرة, فإذا أكمل المائة قال: "لا َ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ, لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ, رَبِّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وخِرْ لِي فِي كَذَا وكَذَا," ويذكر حاجته التي قصد هذه الصلاة لأجلها. [31]

 

السيد ابن طاووس في فتح الأبواب نقلا عن الشيخ الطوسي: إذا أراد أمرا من الأمور لدينه أو دنياه يستحب له أن يصلي ركعتين, يقرأ فيهما ما شاء, ويقنت في الثانية, فإذا سلم دعا بما أراد ويسجد ويستخير الله في سجوده مائة مرة, ويقول: "أَسْتَخِيرُ اللَّهَ فِي جَمِيعِ أُمُورِي," ثم يمضي في حاجته. [32]

 

فصل في الاستخارات وقد ورد في العمل بها وجوه مختلفة من أحسنها أن تغتسل, ثم تصلي ركعتين تقرأ فيهما ما أحببت, فإذا فرغت منهما قلت: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وأَسْتَخِيرُكَ بِعِزَّتِكَ وأَسْتَخِيرُكَ بِقُدْرَتِكَ وأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أَقْدِرُ وتَعْلَمُ ولَا أَعْلَمُ وأَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ إِنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِي أُرِيدُهُ خَيْراً فِي دِينِي ودُنْيَايَ وآخِرَتِي وخَيْراً لِي فِيمَا يَنْبَغِي فِيهِ خَيْرٌ وأَنْتَ أَعْلَمُ بِعَوَاقِبِهِ مِنِّي فَيَسِّرْهُ لِي وبَارِكْ لِي فِيهِ وأَعِنِّي عَلَيْهِ وإِنْ كَانَ شَرّاً لِي فَاصْرِفْهُ عَنِّي وقَيِّضْ لِيَ الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ وأَرْضِنِي بِهِ حَتَّى لَا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ ولَا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ. [33]

 

 



[1] الكافي ج 3 ص 470, التهذيب ج 3 ص 179, مصباح المتهجد ج 2 ص 533, مكارم الأخلاق ص 324, فتح الأبواب ص 164, الوافي ج 9 ص 1409, وسائل الشيعة ج 8 ص 63, هداية الأمة ج 3 ص 304, بحار الأنوار ج 88 ص 266

[2] الكافي ج 3 ص 470, فتح الأبواب ص 173, الوافي ج 9 ص 1410, وسائل الشيعة ج 8 ص 63, هداية الأمة ج 3 ص 305, حلية الأبرار ج 4 ص 343

[3] الكافي ج 3 ص 472, الفقيه ج 1 ص 562, التهذيب ج 3 ص 180, مصباح المجتهد ج 2 ص 534, مكارم الأخلاق ص 321, الوافي ج 9 ص 1411, وسائل الشيعة ج 8 ص 65, بحار الأنوار ج 88 ص 283

[4] الكافي ج 3 ص 472, التهذيب ج 3 ص 181, المحاسن ج 2 ص 599, مصباح المجتهد ج 2 ص 534, مكارم الأخلاق ص 322, فتح الأبواب ص 232, البلد الأمين ص 159, المصباح المجتهد ص 390, الوافي ج 9 ص 1412, وسائل الشيعة ج 8 ص 65, بحار الأنوار ج 88 ص 276

[5] المحاسن ج 2 ص 599, وسائل الشيعة ج 8 ص 66, بحار الأنوار ج 88 ص 262

[6] فتح الأبواب ص 174, بحار الأنوار ج 88 ص 266

[7] مكارم الأخلاق ص 323, فتح الأبواب ص 152, بحار الأنوار ج 88 ص 227, مستدرك الوسائل ج 6 ص 236

[8] مكارم الأخلاق ص 320, بحار الأنوار ج 88 ص 258, مستدرك الوسائل ج 6 ص 236

[9] مكارم الأخلاق ص 320, بحار الأنوار ج 88 ص 258

[10] الكافي ج 3 ص 478, التهذيب ج 3 ص 314, فتح الأبواب ص 237, الوافي ج 9 ص 1423, وسائل الشيعة ج 8 ص 67, بحار الأنوار ج 88 ص 258

[11] تفسير القمي ج 2 ص 282, البرهان ج 4 ص 849, بحار الأنوار ج 88 ص 259, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 495, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 42, مستدرك الوسائل ج 6 ص 246

[12] قرب الإسناد ص 59, بحار الأنوار ج 88 ص 260

[13] فتح الأبواب ص 236, بحار الأنوار ج 88 ص 278

[14] فتح الأبواب ص 198, بحار الأنوار ج 88 ص 270, مستدرك الوسائل ج 6 ص 239

[15] إلى هنا في المصباح للكفعمي

[16] فتح الأبواب ص 176, المصباح للكفعمي 392, بحار الأنوار ج 88 ص 229, مستدرك الوسائل ج 6 ص 246

[17] الفقيه ج 1 ص 563, المقنع للصدوق ص 151, فتح الأبواب ص 231, الوافي ج 9 ص 1416, بحار الأنوار ج 88 ص 276

[18] الكافي ج 3 ص 470, التهذيب ج 3 ص 181, مصباح المجتهد ج 2 ص 534, مكارم الأخلاق ص 322, فتح الأبواب ص 184, البلد الأمين ص 159, المصباح للكفعمي ص 390, الوافي ج 9 ص 1410, وسائل الشيعة ج 8 ص 68, هداية الأمة ج 3 ص 305, بحار الأنوار ج 88 ص 230

[19] فتح الأبواب ص 189, بحار الأنوار ج 88 ص 231, مستدرك الوسائل ج 6 ص 248

[20] الكافي ج 3 ص473, التهذيب ج 3 ص 182, مصباح المجتهد ج 2 ص 535, مكارم الأخلاق ص 323, فتح الأبواب ص 227, الوافي ج 9 ص 1412, وسائل الشيعة ج 8 ص 69, هداية الأمة ج 3 ص 306, بحار الأنوار ج 88 ص 237

[21] بحار الأنوار ج 88 ص 245, مستدرك الوسائل ج 4 ص 302

[22] فتح الأبواب ص 265, بحار الأنوار ج 88 ص 239

[23] التهذيب ج 3 ص 310, مكارم الأخلاق ص 324, الوافي ج 9 ص 1416, وسائل الشيعة ج 8 ص 78, هداية الأمة ج 3 ص 307, بحار الأنوار ج 88 ص 243

[24] مكارم الأخلاق ص 255, بحار الأنوار ج 88 ص 226, مستدرك الوسائل ج 6 ص 266

[25] فتح الأبواب ص 160, بحار الأنوار ج 88 ص 235, مستدرك الوسائل ج 6 ص 250

[26] فتح الأبواب ص 263, بحار الأنوار ج 88 ص 238, مستدرك الوسائل ج 6 ص 249

[27] فتح الأبواب ص 228, بحار الأنوار ج 88 ص 240, مستدرك الوسائل ج 6 ص 250

[28] الكافي ج 3 ص 471, قرب الإسناد ص 372, الوافي ج 9 ص 1413, البرهان ج 4 ص 850, بحار الأنوار ج 73 ص 243

[29] الكافي ج 3 ص 471, التهذيب ج 3 ص 180, مصباح المجتهد ج 2 ص 533, مكارم الأخلاق ص 321, الوافي ج 9 ص 1413, وسائل الشيعة ج 8 ص 64, بحار الأنوار ج 88 ص 280

[30] فتح الأبواب ص 243, مدينة المعاجز ج 7 ص 379, بحار الأنوار ج 88 ص 279

[31] بحار الأنوار ج 88 ص 283, مستدرك الوسائل ج 6 ص 235

[32] فتح الأبواب ص 241, بحار الأنوار ج 88 ص 279

[33] بحار الأنوار ج 88 ص 284, مستدرك الوسائل ج 6 ص 248

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية