- {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد} فصلت: 53
- {وفي الأرض آيات للموقنين (20) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (21)} الذاريات: 20 – 21
عن هشام بن سالم قال: حضرت محمد بن النعمان الأحول, فقام إليه رجل فقال له: بم عرفت ربك؟ قال: بتوفيقه وإرشاده وتعريفه وهدايته, قال: فخرجت من عنده فلقيت هشام بن الحكم فقلت له: ما أقول لمن يسألني فيقول لي: بم عرفت ربك؟ فقال: إن سأل سائل فقال: بم عرفت ربك؟ قلت: عرفت الله جل جلاله بنفسي, لأنها أقرب الأشياء إلي, وذلك أني أجدها أبعاضا مجتمعة وأجزاء مؤتلفة, ظاهرة التركيب متبينة الصنعة, مبنية على ضروب من التخطيط والتصوير, زائدة من بعد نقصان, وناقصة من بعد زيادة, قد أنشئ لها حواس مختلفة, وجوارح متباينة من بصر وسمع وشام وذائق ولامس, مجبولة على الضعف والنقص والمهانة, لا تدرك واحدة منها مدرك صاحبتها ولا تقوى على ذلك, عاجزة عند اجتلاب المنافع إليها, ودفع المضار عنها, واستحال في العقول وجود تأليف لا مؤلف له, وثبات صورة لا مصور لها, فعلمت أن لها خالقا خلقها, ومصورا صورها, مخالفا لها على جميع جهاتها, قال الله عز وجل: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.
--------------
التوحيد ص 289, بحار الأنوار ج 3 ص 49
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي عبد الله (ع) في حديث طويل: والعجب من مخلوق, يزعم أن الله يخفى على عباده وهو يرى أثر الصنع في نفسه, بتركيب يبهر عقله وتأليف يبطل حجته.
--------------
بحار الأنوار ج 3 ص 152
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: من عرف نفسه, فقد عرف ربه.
------
غرر الحكم ص 588, عن رسول الله (ص): متشابه القرآن ج 1 ص 44, عوالي اللئالي ج 4 ص 102, بحار الأنوار ج 2 ص 32, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 118
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: عرفت الله سبحانه بفسخ العزائم, وحل العقود, ونقض الهمم.
------
نهج البلاغة ص 511, بحار الأنوار ج 5 ص 197, روضة الواعظين ج 1 ص 30 بعضه, نحوه: عيون الحكم ص 339, تصنيف غرر الحكم ص 81
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر, عن أبيه, عن جده (ع) أنه قال: إن رجلا قام إلى أمير المؤمنين (ع), فقال: يا أمير المؤمنين, بماذا عرفت ربك؟ قال (ع): بفسخ العزم ونقض الهم, لما هممت فحيل بيني وبين همي, وعزمت فخالف القضاء عزمي, علمت أن المدبر غيري.
-------------
التوحيد ص 288, الخصال ج 1 ص 33, أعلام الدين ص 66, الوافي ج 1 ص 340, تفسير الصافي ج 5 ص 70, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 124, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 416
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية
عن أحمد بن محسن الميثمي، قال: كنت عند أبي منصور المتطبب، فقال: أخبرني رجل من أصحابي، قال: كنت أنا وابن أبي العوجاء وعبد الله بن المقفع في المسجد الحرام، فقال ابن المقفع: ترون هذا الخلق؟- وأومأ بيده إلى موضع الطواف- ما منهم أحد أوجب له اسم الإنسانية إلا ذلك الشيخ الجالس- يعني أبا عبد الله جعفر بن محمد (ع)- فأما الباقون، فرعاع وبهائم. فقال له ابن أبي العوجاء: وكيف أوجبت هذا الاسم لهذا الشيخ دون هؤلاء؟ قال: لأني رأيت عنده ما لم أره عندهم، فقال له ابن أبي العوجاء: لابد من اختبار ما قلت فيه منه، قال : فقال له ابن المقفع: لاتفعل؛ فإني أخاف أن يفسد عليك ما في يدك، فقال: ليس ذا رأيك، ولكن تخاف أن يضعف رأيك عندي في إحلالك إياه المحل الذي وصفت، فقال ابن المقفع: أما إذا توهمت علي هذا، فقم إليه، وتحفظ ما استطعت من الزلل، ولا تثني عنانك إلى استرسال ؛ فيسلمك إلى عقال، وسمه ما لك أو عليك. قال: فقام ابن أبي العوجاء، وبقيت أنا وابن المقفع جالسين، فلما رجع إلينا ابن أبي العوجاء، قال: ويلك يا ابن المقفع، ما هذا ببشر، وإن كان في الدنيا روحاني يتجسد إذا شاء ظاهرا، ويتروح إذا شاء باطنا، فهو هذا، فقال له: وكيف ذلك؟ قال: جلست إليه، فلما لم يبق عنده غيري، ابتدأني، فقال: إن يكن الأمر على ما يقول هؤلاء- وهو على ما يقولون، يعني أهل الطواف- فقد سلموا وعطبتم، وإن يكن الأمر على ما تقولون - وليس كما تقولون- فقد استويتم، وهم، فقلت له: يرحمك الله، وأي شيء نقول؟ وأي شيء يقولون؟ ما قولي وقولهم إلا واحدا، فقال: و كيف يكون قولك وقولهم واحدا وهم يقولون: إن لهم معادا وثوابا وعقابا، ويدينون بأن في السماء إلها، وأنها عمران، وأنتم تزعمون أن السماء خراب ليس فيها أحد؟!. قال: فاغتنمتها منه، فقلت له: ما منعه- إن كان الأمر كما يقولون- أن يظهر لخلقه، ويدعوهم إلى عبادته حتى لا يختلف منهم اثنان؟ ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم الرسل؟ ولو باشرهم بنفسه، كان أقرب إلى الإيمان به. فقال لي: ويلك، وكيف احتجب عنك من أراك قدرته في نفسك؟! نشوءك ولم تكن، وكبرك بعد صغرك، وقوتك بعد ضعفك، وضعفك بعد قوتك، وسقمك بعد صحتك، وصحتك بعد سقمك، ورضاك بعد غضبك، وغضبك بعد رضاك، وحزنك بعد فرحك، وفرحك بعد حزنك، وحبك بعد بغضك، وبغضك بعد حبك، وعزمك بعد أناتك، وأناتك بعد عزمك، وشهوتك بعد كراهتك، وكراهتك بعد شهوتك، ورغبتك بعد رهبتك، ورهبتك بعد رغبتك، ورجاءك بعد يأسك، ويأسك بعد رجائك، وخاطرك بما لم يكن في وهمك، وعزوب ما أنت معتقده عن ذهنك. وما زال يعدد علي قدرته- التي هي في نفسي، التي لاأدفعها- حتى ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه.
--------------
الكافي ج 1 ص 74, التوحيد ص 125, الوافي ج 1 ص 314, بحار الأنوار ج 3 ص 42
تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية