عن الإمام العسكري × لشيعته: أوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم, والاجتهاد لله وصدق الحديث وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر, وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد |, صلوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم, فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي, فيسرني ذلك, اتقوا الله وكونوا زينا ولا تكونوا شينا, جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح, فإنه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك, لنا حق في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدعيه أحد غيرنا إلا كذاب, أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبي | فإن الصلاة على رسول الله عشر حسنات, احفظوا ما وصيتكم به وأستودعكم الله وأقرأ عليكم السلام. [1]
كتاب الإمام العسكري × الى الشيخ علي أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للموحدين، والنار للملحدين، ولا عدوان إلا على الظالمين، ولا إله إلا الله أحسن الخالقين، والصلاة على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
أما بعد: أوصيك يا شيخي ومعتمدي وفقيهي أبا الحسن علي بن الحسين ابن بابويه القمي وفقك الله لمرضاته، وجعل من ولدك أولادا صالحين برحمته بتقوى الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فإنه لا تقبل الصلاة من مانعي الزكاة، وأوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ، وصلة الرحم، ومواساة الإخوان، والسعي في حوائجهم في العسر واليسر، والحلم عند الجهل، والتفقه في الدين، والتثبت في الأمور، والتعهد للقرآن، وحسن الخلق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله عز وجل: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} واجتناب الفواحش كلها.
وعليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل فإن النبي | أوصى عليا × فقال: "يا علي عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل، عليك بصلاة الليل."
ومن استخف بصلاة الليل فليس منا، فاعمل بوصيتي، وأمر جميع شيعتي بما أمرتك به حتى يعملوا عليه، وعليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي | قال: "أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج."
ولا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي | حيث قال: "إنه يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا."
فاصبر يا شيخي ومعتمدي أبا الحسن وأمر جميع شيعتي بالصبر، ف{إن الأرض لله يورثها من يشاء والعاقبة للمتقين}. والسلام عليك، وعلى جميع شيعتنا، ورحمة الله وبركاته، وحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. [2]
عن العسكري ×: ادفع المسألة ما وجدت التحمل يمكنك، فإن لكل يوم خبرا جديدا، والإلحاح في المطالب يسلب البهاء إلا أن يفتح لك باب تحسن والحظوظ مراتب، فلا تعجل على ثمرة لم تدرك، فإنها تنال في أوانها والمدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في أمورك، ولا تعجل حوائجك في أول وقتك فيضيق قلبك ويغشاك القنوط. واعلم أن للحياء مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو ضعف، وللجود مقدارا، فإن زاد على ذلك فهو سرف, وللحزم مقدارا فإن زاد على ذلك فهو جبن, وللاقتصاد مقدارا فإن زاد عليه فهو بخل، وللشجاعة مقدارا فإن زاد عليها فهو التهور. [3]
كتاب الإمام العسكري × إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري: سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه. فهمت كتابك، يرحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق على أوليائنا، ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتد بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم. فأتم الله عليك يا إسحاق، وعلى من كان مثلك ممن قد رحمه الله، وبصره بصيرتك، نعمته، وقدر تمام نعمته دخول الجنة.
وليس من نعمة، وإن جل أمرها، وعظم خطرها، إلا والحمد لله، تقدست أسماؤه، عليها مؤد شكرها. وأنا أقول: الحمد لله أفضل ما حمده حامد، إلى أبد الأبد، بما منّ الله عليك من رحمته، ونجاك من الهلكة، وسهّل سبيلك على العقبة. وايم الله، إنها لعقبة كئود، شديد أمرها، صعب مسلكها، عظيم بلاؤها، قديم في الزبر الأولى ذكرها.
ولقد كانت منكم في أيام الماضي × إلى أن مضى لسبيله، وفي أيامي هذه أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي، ولا مسددي التوفيق. فاعلم يقينًا يا إسحاق، أنه من خرج من هذه الدنيا أعمى {فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلًا}.
يا إسحاق، ليس تعمى الأبصار، {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}. وذلك قول الله في محكم كتابه، حكاية عن الظالم إذ يقول: {رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا. قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تُنسى}. وأي آية أعظم من حجة الله على خلقه، وأمينه في بلاده، وشهيده على عباده، من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين، وآبائه الآخرين الوصيين، عليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته؟
فأين يُتاه بكم؟ وأين تذهبون؟ كالأنعام على وجوهكم عن الحق تصدفون، وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون. أو تكونون ممن يؤمن ببعض الكتاب، ويكفر ببعض؟ {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} ومن غيركم {إلا خزي في الحياة الدنيا}، وطول عذاب في الآخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم.
إن الله بمنّه ورحمته، لما فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم، بل رحمة منه، لا إله إلا هو، عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، لتسابقوا إلى رحمة الله، ولتتفاضل منازلكم في جنته.
ففرض عليكم الحج، والعمرة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والولاية، وجعل لكم بابًا تستفتحون به أبواب الفرائض، ومفتاحًا إلى سبيله. لولا محمد | والأوصياء من ولده، لكنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضًا من الفرائض. وهل تدخل مدينة لا من بابها؟
فلما منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم، قال الله في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}. ففرض عليكم لأوليائه حقوقًا، أمركم بأدائها، ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم، وأموالكم، ومآكلكم، ومشاربكم. قال الله: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى}.
واعلموا أن {من بخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء}، لا إله إلا هو. ولقد طالت المخاطبة، فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم، لما رأيتم لي خطًا، ولا سمعتم مني حرفًا، من بعد مضي الماضي ×، وأنتم في غفلة، مما إليه معادكم.
ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة، وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري، والله المستعان على كل حال. وإياكم أن تفرطوا في جنب الله، فتكونوا من الخاسرين. فبعدًا وسحقًا لمن رغب عن طاعة الله، ولم يقبل مواعظ أوليائه.
فقد أمركم الله بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر. رحم الله ضعفكم، وغفلتكم، وصبركم على أمركم. فما أغرّ الإنسان بربه الكريم، ولو فهمت الصمّ الصلاب بعض ما هو في هذا الكتاب، لتصدّعت قلقًا وخوفًا من خشية الله، ورجوعًا إلى طاعة الله.
اعملوا ما شئتم، {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ثم تُردّون إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئكم بما كنتم تعملون}. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين.[4]
رسالة الإمام العسكري × الى عبد الله بن حمدويه البيهقي, إلى أن قال: فاتقوا الله عباد الله ولا تلجوا في الضلالة من بعد المعرفة, واعلموا أن الحجة قد لزمت أعناقكم واقبلوا نعمته عليكم تدم لكم بذلك سعادة الدارين عن الله عز وجل إن شاء الله. [5]
* كتابه × لإسحاق بن إسماعيل رضي الله عنه
كتاب الإمام العسكري × إلى إسحاق بن إسماعيل النيسابوري:
سترنا الله وإياك بستره، وتولاك في جميع أمورك بصنعه. فهمت كتابك، يرحمك الله، ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت، نرقّ على أوليائنا، ونسرّ بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم، ونعتدّ بكل نعمة ينعمها الله تبارك وتعالى عليهم.
فأتمّ الله عليك، يا إسحاق، وعلى من كان مثلك، ممن قد رحمه الله، وبصّره بصيرتك نعمته، وقدّر تمام نعمته دخول الجنة. وليس من نعمة، وإن جلّ أمرها، وعظم خطرها، إلا والحمد لله، تقدّست أسماؤه عليها، مؤدّ شكرها.
وأنا أقول: الحمد لله، أفضل ما حمده حامده إلى أبد الأبد، بما منّ الله عليك من رحمته، ونجّاك من الهلكة، وسهّل سبيلك على العقبة. وايم الله، إنها لعقبة كؤود، شديد أمرها، صعب مسلكها، عظيم بلاؤها، قديم في الزبر الأولى ذكرها.
ولقد كانت منكم في أيام الماضي ×، إلى أن مضى لسبيله، وفي أيامي هذه، أمور كنتم فيها عندي غير محمودي الرأي، ولا مسدّدي التوفيق. فاعلم يقينًا، يا إسحاق، أنه من خرج من هذه الدنيا أعمى {فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا}.
يا إسحاق، ليس تعمى الأبصار، {ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}، وذلك قول الله في محكم كتابه، حكاية عن الظالم إذ يقول: {ربّ لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرًا، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تُنسى}.
وأيّ آية أعظم من حجة الله على خلقه، وأمينه في بلاده، وشهيده على عباده، من بعد من سلف من آبائه الأولين النبيين، وآبائه الآخرين الوصيين، عليهم أجمعين السلام ورحمة الله وبركاته.
فأين يُتاه بكم؟ وأين تذهبون؟ كالأنعام على وجوهكم، عن الحق تصدفون، وبالباطل تؤمنون، وبنعمة الله تكفرون. أو تكونون ممن يؤمن ببعض الكتاب، ويكفر ببعض؟ {فما جزاء من يفعل ذلك منكم} ومن غيركم {إلا خزي في الحياة الدنيا}، وطول عذاب في الآخرة الباقية، وذلك والله الخزي العظيم.
إن الله بمنّه ورحمته، لما فرض عليكم الفرائض، لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليكم، بل رحمة منه، لا إله إلا هو، عليكم، ليميز الخبيث من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحص ما في قلوبكم، لتسابقوا إلى رحمة الله، ولتتفاضل منازلكم في جنته.
ففرض عليكم الحج والعمرة، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والولاية، وجعل لكم بابًا تستفتحون به أبواب الفرائض، ومفتاحًا إلى سبيله. لولا محمد |، والأوصياء من ولده، لكنتم حيارى كالبهائم، لا تعرفون فرضًا من الفرائض. وهل تدخل مدينة لا من بابها؟
فلما منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم، قال الله في كتابه: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا}. ففرض عليكم لأوليائه حقوقًا، أمركم بأدائها، ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم، من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم.
قال الله: {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودّة في القربى}. واعلموا أن {من بخل فإنما يبخل عن نفسه، والله الغني وأنتم الفقراء}، لا إله إلا هو.
ولقد طالت المخاطبة فيما هو لكم وعليكم، ولولا ما يحب الله من تمام النعمة من الله عليكم، لما رأيتم لي خطًا، ولا سمعتم مني حرفًا، من بعد مضي الماضي ×، وأنتم في غفلة مما إليه معادكم، ومن بعد إقامتي لكم إبراهيم بن عبدة، وكتابي الذي حمله إليكم محمد بن موسى النيسابوري.[6]
والله المستعان على كل حال، وإياكم أن تفرّطوا في جنب الله، فتكونوا من الخاسرين. فبعدًا وسحقًا، لمن رغب عن طاعة الله، ولم يقبل مواعظ أوليائه، فقد أمركم الله بطاعته، وطاعة رسوله، وطاعة أولي الأمر.
رحم الله ضعفكم، وغفلتكم، وصبركم على أمركم، فما أغرّ الإنسان بربه الكريم! ولو فهمت الصمّ الصلاب بعض ما هو في هذا الكتاب، لتصدّعت قلقًا، وخوفًا من خشية الله، ورجوعًا إلى طاعة الله.
اعملوا ما شئتم، {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون، ثم تُردّون إلى عالم الغيب والشهادة، فينبئكم بما كنتم تعملون}.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله أجمعين. [7]
* وصاياه بصاحب الزمان ‘
عن ضوء بن علي العجلي، عن رجل من أهل فارس سماه قال: أتيت سامراء ولزمت باب أبي محمد × فدعاني فدخلت عليه وسلمت فقال: ما الذي أقدمك؟ قلت: رغبة في خدمتك، قال: فقال لي: الزم الباب، قال: فكنت في الدار مع الخدم ثم صرت أشتري لهم الحوائج من السوق وكنت أدخل عليهم من غير إذن إذا كان في الدار رجال.
قال: فدخلت يوما عليه وهو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت فناداني: مكانك لا تبرح، فلم أجسر أن أدخل ولا أخرج، فخرجت علي جارية ومعها شيء مغطى، ثم ناداني: أدخل، فدخلت ونادى الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشف عن بطنه فإذا شعر من لبته الى سرته أخضر ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم، ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتى مضى أبو محمد ×. [8]
عن محمد بن عثمان العمري قال: سمعت أبي يقول: سئل أبو محمد الحسن بن علي وأنا عنده عن الخبر الذي روي عن آبائه: أن الأرض لا تخلو من حجة الله على خلقه إلى يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية. فقال ×: إن هذا حق كما أن النهار حق.
فقيل له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والحجة بعدك؟ فقال: ابني م ح م د وهو الإمام والحجة بعدي، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية، أما إن له غيبة يحار فيها الجاهلون، ويهلك فيها المبطلون، ويكذب فيها الوقاتون، ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة. [9]
عن يعقوب بن منقوش قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي × وهو جالس على دكان في الدار عن يمينه بيت، وعليه ستر مسبل، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته، فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أو ثمان أو نحو ذلك واضح الجبين، أبيض الوجه، دري المقلتين، شثن الكفين، معطوف الركبتين في خده الأيمن خال وفي رأسه ذؤابة فجلس على فخذ أبي محمد ×. ثم قال لي: هذا هو صاحبكم ثم وثب فقال له: يا بني ادخل الى الوقت المعلوم فدخل البيت وأنا انظر إليه، ثم قال: يا يعقوب انظر من في البيت؟ فدخلت فما رأيت أحدا. [10]
عن أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد × ولد فسماه محمدا ×, فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم, وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار, فإذا امتلأت الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا. [11]
عن علان الرازي قال: أخبرني بعض أصحابنا أنه لما حملت جارية أبي محمد × قال: ستحملين ذكرا واسمه محمد وهو القائم من بعدي. [12]
عن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري قالوا: عرض علينا أبو محمد الحسن بن علي ابنه × ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي أطيعوه ولا تتفرقوا من بعدي فتهلكوا في أديانكم أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. قالوا: فخرجنا من عنده فما مضت إلا أيام قلائل حتى مضى أبو محمد ×. [13]
عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي × وأنا أريد أن أسأله عن الخلف من بعده, فقال لي مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق إن الله تبارك وتعالى لم يخل الارض منذ خلق آدم × ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه, به يدفع البلاء عن أهل الارض, وبه ينزل الغيث, وبه يخرج بركات الارض.
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض × مسرعاً فدخل البيت, ثم خرج وعلى عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين, فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا, إنه سمي رسول الله | وكنيه, الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً.
يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل الخضر ×, ومثله مثل ذي القرنين, والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبته الله عز وجل على القول بإمامته وفقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام × بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه, والمنتقم من أعدائه, فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق، فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسروراً فرحاً, فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت به عليّ فما السُّنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد, قلت: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟!
قال: إي وربي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به ولا يبقى إلا من أخذ الله عز وجل عهده لولايتنا, وكتب في قلبه الايمان وأيده بروح منه. يا أحمد بن إسحاق: هذا أمر من أمر الله, وسر من سر الله, وغيب من غيب الله, فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن معنا غداً في عليين. [14]
عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي × يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني ألا إن المقر بالائمة بعد رسول الله | والمنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم انكر نبوة محمد |، لأن طاعة آخرنا كطاعة أولنا، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلا من عصمه الله. [15]
عن الحسن بن ظريف أنه قال: اختلج في صدري مسألتان, وأردت الكتاب بهما إلى أبي محمد ×, فكتبت أسأله عن القائم × بم يقضي وأين مجلسه؟ وأردت أن أسأله عن رقية الحمى الربع, فأغفلت ذكر الحمى فجاء الجواب: سألت عن القائم × إذا قام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود ×, ولا يسأل البينة, وكنت أردت أن تسأل عن الحمى الربع فأنسيت, فاكتب ورقة وعلقها على المحموم: {يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم} فكتبت وعلقت على المحموم فبرأ.[16]
عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي: أنه خرج من أبي محمد × توقيع: زعموا أنهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل, وقد كذب الله عز وجل قولهم والحمد لله. [17]
عن أحمد بن إسحاق بن سعد قال: سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري × يقول: الحمدلله الذي لم يخرجني من الدنيا حتى أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله | خلقا وخلقا، يحفظه الله تبارك وتعالى في غيبته، ثم يظهره فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما. [18]
عن الإمام الحسن بن علي العسكري × يقول: إن ابني هو القائم من بعدي, وهو الذي يجري فيه سنن الأنبياء (عليهم السلام) بالتعمير والغيبة حتى تقسو القلوب لطول الأمد, فلا يثبت على القول به إلا من كتب الله عز وجل في قلبه الإيمان, وأيده {بروح منه}. [19]
[1] تحف العقول ص 487, بحار الأنوار ج 75 ص 372
[2] خاتمة المستدرك ج 3 ص 276 عن مجالس المؤمنين وأيضا في الدرة الباهرة
[3] نزهة الناظر ص 143, عدة الداعي ص 136, أعلام الدين ص 313, بحار الأنوار ج 75 ص 378
[4] تحف العقول ص 484, بحار الأنوار ج 75 ص 374, رجل الكشي ص 575 نحوه
[5] رجال الكشي ص 541, بحار الأنوار ج 25 ص 163
[6] إبراهيم بن عبدة ومحمد بن موسى النيسابوري كانا من أصحاب الهادي والعسكري عليهما السلام
[7] تحف العقول ص 484, بحار الأنوار ج 75 ص 374, رجل الكشي ص 575 نحوه
[8] الكافي ج 1 ص 329, كمال الدين ج 2 ص 435, تقريب المعارف ص 427, الغيبة للطوسي ص 233, الخرائج ج 2 ص 957, الوافي ج 2 ص 392, حلية الأبرار ج 5 ص 197, مدينة المعاجز ج 8 ص 70, بهجة النظر ص 138, بحار الأنوار ج 52 ص 26
[9] كفاية الأثر ص 296, كمال الدين ج 2 ص 409, إعلام الورى ص 442, كشف الغمة ج 2 ص 528, الوافي ج 2 ص 396, إثبات الهداة ج 5 ص 98, حلية الأبرار ج 5 ص 201, بهجة النظر ص 141, بحار الأنوار ج 51 ص 160
[10] كمال الدين ج 2 ص 407, إعلام الورى ص 440, نوادر الأخبار ص 221, الوافي ج 2 ص 395, إثبات الهداة ج 5 ص 96, حلية الأبرار ج 5 ص 199, مدينة المعاجز ج 7 ص 607, بهجة النظر ص 139, بحار الأنوار ج 52 ص 25
[11] كمال الدين ج2 ص431, بحار الانوار ج51 ص5, إثبات الهداة ج 5 ص 100
[12] كمال الدين ج2 ص408, بحار الأنوار ج51 ص2, كفاية الأثر ص293, وسائل الشيعة ج 16 ص 243, إثبات الهداة ج 5 ص 97, حلية الأبرار ج 5 ص 199, بهجة النظر ص 140, رياض الأبرار ج 3 ص 12
[13] كمال الدين ج 2 ص 435, إعلام الورى ص 442, منخب الأنوار ص 64, الوافي ج 2 ص 394, إثبات الهداة ج 5 ص 101, حلية الأبرار ج 5 ص 197, مدينة المعاجز ج 7 ص 610, بهجة النظر ص 139, بحار الأنوار ج 52 ص 26
[14] كمال الدين ص384، بحار الأنوار ج52 ص23، إعلام الورى ج2 ص248، منتخب الأنوار المضيئة ص260، مدينة المعاجز ج7 ص606، ينابيع المعاجز ص174، كشف الغمة ج3 ص333، الأنوار البهية ص355، تفسير نور الثقلين ج2 ص392, الوافي ج 2 ص 395, بهجة النظر ص 142حلية الأبرار ج 5 ص 202
[15] كفاية الأثر ص 295, كمال الدين ج 2 ص 409, إعلام الورى ص 442, كشف الغمة ج 2 ص 527, الصراط المستقيم ج 2 ص 232, حلية الأبرار ج 5 ص 201, بهجة النظر ص 141, بحار الأنوار ج 51 ص 160, العوالم ص 297
[16] الإرشاد ج 2 ص 331, إعلام الورى ص 376, الدعوات للراوندي ص 209, كشف الغمة ج 2 ص 413, بحار الأنوار ج 50 ص 264
[17] كفاية الأثر ص 293, كمال الدين ج 2 ص 407, الصراط المستقيم ج 2 ص 232, إثبات الهداة ج 5 ص 97, حلية الأبرار ج 6 ص 199, بهجة الناظر ص 140, بحار الأنوار ج 51 ص 160
[18] كفاية الأثر ص 294, كمال الدين ج 2 ص 408, الصراط المستقيم ج 2 ص 231, إثبات الهداة ج 5 ص 97, بحار الأنوار ج 51 ص 161
[19] كمال الدين ج 2 ص 524, الخرائج ج 2 ص 964, الصراط المستقيم ج 2 ص 238, نوادر الأخبار ص 226, إثبات الهداة ج 5 ص 105, بهجة النظر ص 151, بحار الأنوار ج 51 ص 224, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 271, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 152