وصايا الإمام محمد الباقر عليه السلام

عن حمران بن أعين قال: دخلت على أبي جعفر × فقلت له: أوصني, فقال: أوصيك بتقوى الله, وإياك والمزاح فإنه يذهب هيبة الرجل وماء وجهه, وعليك بالدعاء لإخوانك بظهر الغيب فإنه يهيل الرزق, يقولها ثلاثا. [1]

 

عن خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر × أودعه فقال: يا خيثمة أبلغ من ترى من موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يعود غنيهم على فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقيا بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا. [2] يا خيثمة أبلغ موالينا، أنا لا نغني عنهم من الله شيئا إلابعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلابالورع، وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره. [3]

 

عن خيثمة الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر × فقال لي: يا خيثمة أبلغ موالينا منا السلام, وأعلمهم أنهم لن ينالوا ما عند الله إلا بالعمل, ولن ينالوا ولايتنا إلا بالورع. يا خيثمة, ليس ينتفع من ليس معه ولايتنا ولا معرفتنا أهل البيت, والله إن الدابة لتخرج فتكلم الناس مؤمن وكافر وإنها تخرج من بيت الله الحرام فليس يمر بها أحد من الخلق إلا قال مؤمن أو كافر, وإنما كفروا بولايتنا لا يوقنون.

يا خيثمة, كانوا بآياتنا لا يقرون. يا خيثمة, الله الإيمان وهو قوله {المؤمن المهيمن} ونحن أهله وفينا مسكنه يعني الإيمان, ومنا يشعب ومنا عرف الإيمان, ونحن الإسلام ومنا عرف شرائع الإسلام وبنا تشعب. يا خيثمة, من عرف الإيمان واتصل به لم ينجسه الذنوب, كما أن المصباح يضي‏ء وينفذ النور وليس ينقص من ضوئه شي‏ء كذلك من عرفنا وأقر بولايتنا غفر الله له ذنوبه. [4]

 

عن أبي الجارود, عن أبي جعفر ×, قال: قلت له ×: أوصني, فقال: أوصيك بتقوى الله, وأن تلزم بيتك, وتقعد في دهماء[5] هؤلاء الناس, وإياك والخوارج منا فإنهم ليسوا على شي‏ء ولا إلى شي‏ء, واعلم أن لبني أمية ملكا لا يستطيع الناس أن تردعه,[6] وأن لأهل الحق دولة إذا جاءت ولاها الله لمن يشاء منا أهل البيت, فمن أدركها منكم كان عندنا في السنام الأعلى وإن قبضه الله قبل ذلك خار له, واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم المنية والبلية, حتى تقوم عصابة شهدوا بدرا مع رسول الله | لا يوارى قتيلهم ويرفع صريعهم  ولا يداوى جريحهم, قلت: من هم؟ قال: الملائكة.[7]

 

عن أبي النعمان العجلي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي ×: يا أبا النعمان, لا تحققن علينا كذبا فتسلب الحنيفية.

يا أبا النعمان, لا تستأكل بنا الناس فلا يزيدك الله بذلك‏ إلا فقرا.

يا أبا النعمان, لا ترأس فتكون ذنبا.

يا أبا النعمان, إنك موقوف ومسئول لا محالة فإن صدقت صدقناك وإن كذبت كذبناك.[8]

يا أبا النعمان, لا يغرك الناس عن نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم, ولا تقطعن نهارك بكذا وكذا, فإن معك من يحفظ عليك وأحسن فلم أر شيئا أسرع دركا ولا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم. [9]

 

عن أبي جعفر محمد بن علي × أنه أوصى بعض شيعته فقال: يا معشر شيعتنا، اسمعوا وافهموا وصايانا وعهدنا إلى أوليائنا، اصدقوا في قولكم وبروا في أيمانكم لأوليائكم وأعدائكم، وتواسوا بأموالكم، وتحابوا بقلوبكم، وتصدقوا على فقرائكم، واجتمعوا على أمركم، ولا تدخلوا غشا ولا خيانة على أحد، ولا تشكوا بعد اليقين ولا ترجعوا بعد الإقدام جبنا، ولا يول أحد منكم أهل مودته قفاه، ولا تكونن شهوتكم في مودة غيركم، ولا مودتكم فيما سواكم، ولا عملكم لغير ربكم، ولا إيمانكم وقصدكم لغير نبيكم.

واستعينوا بالله واصبروا، إن الأرض لله، يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين، وإن الأرض لله يورثها عباده الصالحين.

ثم قال: إن أولياء الله وأولياء رسوله من شيعتنا، من إذا قال صدق، وإذا وعد وفى، وإذا ائتمن أدى، وإذا حمل في الحق احتمل، وإذا سئل الواجب أعطى، وإذا أمر بالحق فعل. شيعتنا من لا يعدو علمه سمعه. شيعتنا من لا يمدح لنا معيبا، ولا يواصل لنا مبغضا، ولا يجالس لنا قاليا، إن لقي مؤمنا أكرمه، وإن لقي جاهلا هجره.

شيعتنا من لا يهر هرير الكلب، ولا يطمع طمع الغراب، ولا يسأل أحدا إلامن إخوانه وإن مات جوعا.

شيعتنا من قال بقولنا، وفارق أحبته فينا، وأدنى البعداء في حبنا، وأبعد القرباء في بغضنا.

فقال له رجل ممن شهد: جعلت فداك، أين يوجد مثل هؤلاء؟ فقال: في أطراف الأرضين، أولئك الخفيض عيشهم، القريرة أعينهم، إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، وإن خطبوا لم يزوجوا، وإن وردوا طريقا تنكبوا، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، ويبيتون لربهم سجدا وقياما.

قال: يا ابن رسول الله، فكيف بالمتشيعين بألسنتهم وقلوبهم على خلاف ذلك؟ فقال: التمحيص يأتي عليهم بسنين تفنيهم، وضغائن تبيدهم، واختلاف يقتلهم، أما والذي نصرنا بأيدي ملائكته، لا يقتلهم الله إلابأيديهم، فعليكم بالإقرار إذا حدثتم، وبالتصديق إذا رأيتم، وترك الخصومة فإنها تقصيكم، وإياكم أن يبعثكم قبل وقت الأجل فتطل دماؤكم، وتذهب أنفسكم، ويذمكم من يأتي بعدكم، وتصيروا عبرة للناظرين.

وإن أحسن الناس فعلا من فارق أهل الدنيا من والد وولد، ووالى ووازر وناصح وكافا إخوانه في الله وإن كان حبشيا أو زنجيا، وإن كان لا يبعث من المؤمنين أسود، بل يرجعون كأنهم البرد قد غسلوا بماء الجنان، وأصابوا النعيم المقيم، وجالسوا الملائكة المقربين، ورافقوا الأنبياء المرسلين. وليس من عبد أكرم على الله من عبد شرد وطرد في الله حتى يلقى الله على ذلك.

شيعتنا المنذرون في الأرض، سرج وعلامات ونور لمن طلب ما طلبوا، وقادة لأهل طاعة الله، شهداء على من خالفهم ممن ادعى دعواهم، سكن لمن أتاهم، لطفاء بمن والاهم، سمحاء، أعفاء، رحماء، فذلك صفتهم في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم. إن الرجل العالم من شيعتنا إذا حفظ لسانه وطاب نفسا بطاعة أوليائه، وأضمر المكايدة لعدوه بقلبه، ويغدو حين يغدو وهو عارف بعيوبهم، ولا يبدي ما في نفسه لهم، ينظر بعينه إلى أعمالهم الردية، ويسمع بأذنه مساويهم، ويدعو بلسانه عليهم، مبغضوهم أولياؤه ومحبوهم أعداؤه. فقال له رجل: بأبي أنت وأمي، فما ثواب من وصفت إذا كان يصبح آمنا ويمسي آمنا ويبيت محفوظا، فما منزلته وثوابه؟ فقال: تؤمر السماء بإظلاله والأرض بإكرامه والنور ببرهانه. قال: فما صفته في دنياه؟ قال: إن سأل أعطي، وإن دعا أجيب، وإن طلب أدرك، وإن نصر مظلوما عز. [10]

 

عن محمد بن مسلم قال: دخل رجل من أهل الجبل على أبي جعفر × فقال له عند الوداع: أوصني, فقال ×: عليك بتقوى الله, وبر أخاك المؤمن, وأحب له كما تحب لنفسك, واكره له ما تكره لنفسك, وإن سألك فأعطه, وإن كف عنك فاعرض عليه, ولا تمله خيرا وإنه لا يمل لك, كن له عضدا وإنه لك عضد, وإن وجد عليك فلا تفارقه حتى تسل‏ سخيمته, وإن غاب فاحفظه في غيبته, وإن شهد فاكفه واعضده وآزره وأكرمه والطفه فإنه منك وأنت منه. [11]

 

عن عمرو بن خالد, عن أبي جعفر × قال: يا معشر الشيعة, شيعة آل محمد, كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي, فقال له رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا, فليس أولئك منا ولسنا منهم, قال: فما التالي, قال: المرتاد, يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه, ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة, ولا بيننا وبين الله قرابة, ولا لنا على الله حجة, ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة, فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه‏ ولايتنا, ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا, ويحكم لا تغتروا, ويحكم لا تغتروا. [12]

 

عن الإمام الباقر × أنه قال لبعض شيعته وقد أراد سفرا, فقال له: أوصني, فقال ×: لا تسيرن سيرا وأنت حاف‏, ولا تنزلن عن دابتك ليلا إلا ورجلاك في خف, ولا تبولن في نفق, ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي, ولا تشرب من سقاء حتى تعرف ما فيه, ولا تسيرن إلا مع من تعرف واحذر من لا تعرف. [13]

 

عن محمد قال: سمعت أبا جعفر × يقول: اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله, فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو عليه لو قد صار في حد الآخرة وانقطعت الدنيا عنه, فإذا كان في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة, وأمن ممن كان يخاف, وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق وأن من خالف دينه على باطل هالك. [14]

 

عن هشام بن معاذ قال: كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة, فأمر مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب, فأتى محمد بن علي يعني الباقر × فدخل إليه مولاه مزاحم, فقال: إن محمد بن علي × بالباب, فقال له: أدخله يا مزاحم, قال: فدخل وعمر يمسح عينيه من الدموع, فقال له محمد بن علي ×: ما أبكاك يا عمر؟

فقال هشام: أبكاه كذا وكذا يا ابن رسول الله, فقال محمد بن علي ×: يا عمر, إنما الدنيا سوق من الأسواق, منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم, وكم من قوم قد غرتهم بمثل الذي أصبحنا فيه, حتى أتاهم الموت فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة, ولا مما كرهوا جنة, قسم ما جمعوا من لا يحمدهم وصاروا إلى من لا يعذرهم, فنحن والله محقوقون أن ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نغبطهم بها فنوافقهم فيها, وننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف عنها, فاتق الله واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على ربك فقدمه بين يديك, وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به البدل, ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك, ترجو أن تجوز عنك, واتق الله يا عمر وافتح الأبواب, وسهل الحجاب, وانصر المظلوم, ورد المظالم.

ثم قال ×: ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله, فجثا عمر على ركبتيه وقال: إيه يا أهل بيت النبوة؟ فقال ×: نعم يا عمر, من إذا رضي لم يدخله رضاه‏ في الباطل, وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق, ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له, فدعا عمر بدواة وقرطاس وكتب: {بسم الله الرحمن الرحيم} هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن علي × فدك.[15]

 

 

* إلى جابر بن يزيد الجعفي رضي الله عنه

روي عن أبي جعفر × أنه قال لجابر بن يزيد الجعفي: يا جابر اغتنم من أهل زمانك خمسا: إن حضرت لم تعرف, وإن غبت لم تفتقد, وإن شهدت لم تشاور, وإن قلت لم يقبل قولك, وإن خطبت لم تزوج.

وأوصيك بخمس: إن ظلمت فلا تظلم, وإن خانوك فلا تخن, وإن كذبت فلا تغضب, وإن مدحت فلا تفرح, وإن ذممت فلا تجزع. وفكر فيما قيل فيك, فإن عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله جل وعز عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس, وإن كنت على خلاف ما قيل فيك فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك.

واعلم بأنك لا تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك, ولو قالوا إنك رجل صالح لم يسرك ذلك, ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فإن كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت وأبشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك, وإن كنت مباينا للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسك, إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله, ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله‏ فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف, وذلك بأن الله يقول {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون‏}.

يا جابر, استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر, واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس (عابها وعاتبها) وتعرضا للعفو, وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم, واستعمل حاضر العلم بخالص العمل, وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ, واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف, واحذر خفي التزين بحاضر الحياة, وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل, وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم, واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء, وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص, وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة, واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل, واقطع أسباب الطمع ببرد اليأس, وسد سبيل العجب بمعرفة النفس, وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض, واطلب راحة البدن بإجمام القلب, وتخلص إلى إجمام القلب بقلة الخطإ, وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات, واستجلب نور القلب بدوام الحزن, وتحرز من إبليس بالخوف الصادق, وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق, وتزين لله عز وجل بالصدق في الأعمال, وتحبب إليه بتعجيل الانتقال, وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى.

وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب, وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجأ النادمون, واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار, وتعرض‏ للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة, واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم, وتخلص إلى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق واستقلال كثير الطاعة, واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر, والتوسل إلى عظيم الشكر بخوف زوال النعم, واطلب بقاء العز بإماتة الطمع, وادفع ذل الطمع بعز اليأس, واستجلب عز اليأس ببعد الهمة, وتزود من الدنيا بقصر الأمل, وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة, ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحة الأبدان, وإياك والثقة بغير المأمون فإن للشر ضراوة كضراوة الغذاء.

واعلم أنه لا علم كطلب السلامة, ولا سلامة كسلامة القلب, ولا عقل كمخالفة الهوى, ولا خوف كخوف حاجز, ولا رجاء كرجاء معين, ولا فقر كفقر القلب, ولا غنى كغنى النفس, ولا قوة كغلبة الهوى, ولا نور كنور اليقين, ولا يقين كاستصغارك الدنيا, ولا معرفة كمعرفتك بنفسك, ولا نعمة كالعافية, ولا عافية كمساعدة التوفيق, ولا شرف كبعد الهمة, ولا زهد كقصر الأمل, ولا حرص كالمنافسة في الدرجات‏, ولا عدل كالإنصاف, ولا تعدي كالجور, ولا جور كموافقة الهوى, ولا طاعة كأداء الفرائض, ولا خوف كالحزن, ولا مصيبة كعدم العقل, ولا عدم عقل كقلة اليقين, ولا قلة يقين كفقد الخوف, ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف, ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها, ولا فضيلة كالجهاد, ولا جهاد كمجاهدة الهوى, ولا قوة كرد الغضب, ولا معصية كحب البقاء, ولا ذل كذل الطمع, وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران. [16]

 

خرج الإمام الباقر × يوما وهو يقول: أصبحت والله يا جابر محزونا مشغول القلب, فقلت:‏ جعلت فداك ما حزنك وشغل قلبك, كل هذا على الدنيا؟ فقال ×: لا يا جابر, ولكن حزن هم الآخرة.

يا جابر, من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عما في الدنيا من زينتها, إن زينة زهرة الدنيا إنما هو لعب ولهو {وإن الدار الآخرة لهي الحيوان}.‏

يا جابر, إن المؤمن لا ينبغي له أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا, واعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور وجهالة, وأن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل فكرة واعتبار واختبار لا يملون من ذكر الله.

واعلم يا جابر أن أهل التقوى هم الأغنياء أغناهم القليل من الدنيا فمئونتهم يسيرة, إن نسيت الخير ذكروك وإن عملت به أعانوك, أخروا شهواتهم ولذاتهم خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم, ونظروا إلى سبيل الخير وإلى ولاية أحباء الله فأحبوهم وتولوهم واتبعوهم, فأنزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم ارتحلت عنه, أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثم انتبهت من رقدتك وليس في يدك شي‏ء, وإني إنما ضربت لك مثلا لتعقل وتعمل به إن وفقك الله له فاحفظ يا جابر ما أستودعك‏ من دين الله وحكمته, وانصح لنفسك وانظر ما الله عندك في حياتك فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك, وانظر فإن تكن الدنيا عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها إلى دار المستعتب اليوم‏, فلرب حريص على أمر من أمور الدنيا قد ناله فلما ناله كان عليه وبالا وشقي به, ولرب كاره لأمر من أمور الآخرة قد ناله فسعد به. [17]

 

عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر × فقال: يا جابر والله إني لمحزون‏ وإني‏ لمشغول‏ القلب, قلت: جعلت فداك وما شغلك وما حزن قلبك؟ فقال: يا جابر, إنه من دخل قلبه صافي‏ خالص دين الله شغل قلبه عما سواه.

يا جابر, ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا؟ هل هي إلا طعام أكلته, أو ثوب لبسته ,أو امرأة أصبتها؟

يا جابر, إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة.

يا جابر,, الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال, ولكن أهل الدنيا أهل غفلة, وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم, ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم, ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم.

واعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مئونة وأكثرهم لك معونة, تذكر فيعينونك وإن نسيت ذكروك, قوالون بأمر الله, قوامون على أمر الله, قطعوا محبتهم بمحبة ربهم, ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم, ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه, فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه, أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شي‏ء, إني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفي‏ء الظلال.

يا جابر, فاحفظ ما استرعاك الله‏ جل وعز من دينه وحكمته, ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك, فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب‏, فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به حين أتاه ولرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه, وذلك قول الله عز وجل‏ {وليمحص الله‏ الذين آمنوا ويمحق‏ الكافرين}. [18]

 

عن جابر، قال: دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي × ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا، فودعناه وقلنا له: أوصنا يا ابن‏ رسول‏ الله‏, فقال: ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، ولينصح الرجل أخاه كنصيحته لنفسه، واكتموا أسرارنا ولا تحملوا الناس على أعناقنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فيه فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا،[19] وإذا كنتم كما أوصيناكم، لم تعدوا إلى غيره، فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيدا، ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدوا لنا كان له أجر عشرين شهيدا. [20]

 

عن جابر بن يزيد الجعفي قال: خدمت سيدنا الإمام أبا جعفر محمد بن علي × ثماني عشرة سنة، فلما أردت الخروج ودعته، وقلت: أفدني, فقال: بعد ثماني عشرة سنة، يا جابر؟ قلت: نعم, إنكم بحر لا ينزف ولا يبلغ قعره, فقال: يا جابر، بلغ شيعتي عني السلام، وأعلمهم أنه لا قرابة بيننا وبين الله عز وجل، ولا يتقرب إليه إلا بالطاعة له.

يا جابر,، من أطاع الله وأحبنا فهو ولينا، ومن عصى الله لم ينفعه حبنا.

يا جابر,، من هذا الذي يسأل الله فلم يعطه، أو توكل عليه فلم يكفه، أو وثق به فلم ينجه.

يا جابر,، أنزل الدنيا منك كمنزل نزلته تريد التحويل عنه، وهل الدنيا إلا دابة ركبتها في منامك فاستيقظت وأنت على فراشك غير راكب ولا آخذ بعنانها، أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها.

يا جابر,، الدنيا عند ذوي الألباب كفي‏ء الظلال، لا إله إلا الله إعزاز لأهل دعوته، الصلاة تثبيت للإخلاص وتنزيه عن الكبر، والزكاة تزيد في الرزق، والصيام والحج تسكين القلوب، القصاص والحدود حقن الدماء، وحبنا أهل البيت نظام الدين، وجعلنا الله وإياكم من {الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون}. [21]

 

 

* عند شهادته ×

عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله × قال: لما حضرت أبي × الوفاة قال: يا جعفر، أوصيك بأصحابي خيرا, قلت: جعلت فداك، والله لأدعنهم، والرجل منهم يكون في المصر فلا يسأل أحدا.[22]

 

عن أبي خيثمة، عن‏أبي عبد الله × قال: إن أبي أمرني أن أغسله إذا توفي، وقال لي: اكتب يا بني، ثم قال: إنهم يأمرونك بخلاف ما تصنع، فقل لهم: هذا كتاب أبي ولست أعدو قوله، ثم قال: تبدأ فتغسل يديه، ثم توضيه وضوء الصلاة، ثم تأخذ ماء وسدرا. [23]

 

عن الحلبي، عن أبي عبد الله × قال: كتب أبي في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب: أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة، وثوب آخر، وقميص.[24] فقلت لأبي: لم تكتب هذا؟ فقال: أخاف أن يغلبك الناس، وإن قالوا: كفنه في أربعة أو خمسة فلا تفعل، وعممني بعمامة، وليس تعد العمامة من الكفن، إنما يعد ما يلف به الجسد.

 

عن الحلبي، قال: قال أبو عبد الله ×: إن أبي كتب في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب؛ أحدها رداء له حبرة، وثوب آخر، وقميص. قلت: ولم كتب هذا؟ قال: مخافة قول الناس، وعصبناه بعد ذلك بعمامة، وشققنا له الأرض من أجل أنه كان بادنا، وأمرني أن أرفع القبر من الأرض أربع أصابع مفرجات، وذكر أن رش القبر بالماء حسن. [25]

 

عن زرارة أو غيره قال: أوصى أبو جعفر × بثمانمائة درهم لمأتمه, وكان يرى ذلك من السنة لأن رسول الله | قال: اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا.[26]

 

عن أبي عبد الله × قال: قال لي أبي يا جعفر ×: أوقف لي من مالي كذا وكذا, لنوادب تندبني عشر سنين بمنى أيام منى. [27]

 

عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء قال: إن أبا جعفر × انقلع ضرس من أضراسه فوضعه في كفه, ثم قال: الحمد لله, ثم قال ×: يا جعفر, إذا أنت دفنتني فادفنه معي,[28] ثم مكث بعد حين ثم انقلع أيضا آخر فوضعه على كفه, ثم قال: الحمد لله, يا جعفر إذا مت فادفنه معي.[29]


 

* وصاياه بالإمام الصادق ‘

[30]

 

عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله × قال: إن أبي × قال لي ذات يوم في مرضه: يا بني أدخل اناسا من قريش من أهل المدينة حتى اشهدهم. قال: فأدخلت عليه اناسا منهم، فقال: يا جعفر إذا أنا مت فغسلني وكفني وإرفع قبري أربع أصابع ورشه بالماء، فلما خرجوا قلت: يا أبة لو أمرتني بهذا لصنعته، ولم ترد أن ادخل عليك قوما تشهدهم. فقال: يا بني أردت أن لا تنازع‏. [31]

 

عن الحلبي, عن أبي عبد الله × قال: كتب أبي × في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة كان يصلي فيه الجمعة، وثوب آخر، وقميص، فقلت لأبي: لم تكتب هذا؟ قال: أخاف أن يغلبك الناس. [32]

 

عن محمد بن مسلم قال: كنت عند أبي جعفر محمد بن علي الباقر × إذ دخل جعفر × ابنه، إلى أن قال: ثم قال لي: يا محمد هذا إمامك بعدي فاقتد به واقتبس من علمه، والله إنه هو الصادق الذي وصفه لنا رسول الله |. إن شيعته منصورون في الدنيا والآخرة, وأعداءه ملعونون في الدنيا والآخرة على لسان كل نبي, فضحك جعفر × واحمر وجهه‏. [33]

 

عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي جعفر × قال: سئل عن القائم, فضرب بيده على أبي عبد الله × فقال: والله هذا قائم آل محمد |.

قال عنبسة: فلما قبض أبو جعفر × دخلت على أبي عبد الله × فأخبرته بذلك فقال: صدق جابر، ثم قال: لعلكم ترون أن ليس كل أمام هو القائم بعد الامام الذي كان قبله. [34]

 

عن أبي همام بن نافع قال: قال أبو جعفر الباقر × لأصحابه يوما: إذا افتقدتموني فاقتدوا بهذا فإنه الإمام بعدي, - وأشار إلى‏ ابنه‏ جعفر ×. [35]

 

عن أبي مريم عبد الغفار بن القاسم‏, عن الإمام الباقر × في حديث، قال: قلت: إن كان من هذا كائن يا ابن رسول الله فإلى من بعدك؟ قال: إلى جعفر هذا سيد أولادي وأبو الأئمة صادق في قوله وفعله‏.[36]

 

عن طاهر قال: كنت عند أبي جعفر × فأقبل جعفر × فقال أبو جعفر ×: هذا خير البرية. [37]

 

عن أبي الصباح قال: نظر أبو جعفر إلى أبي عبد الله × يمشي فقال: ترى هذا؟ هذا من الذين قال الله عز وجل‏ {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين‏}.[38]

 

عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: من سعادة الرجل أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خلقه وخلقه وشمائله، وإني لأعرف من ابني هذا شبه خلقي وخلقي وشمائلي، يعني أبا عبد الله ×. [39]

 



[1] السرائر ج 3 ص 637, بحار الأنوار ج 73 ص 60

[2] الى هنا في دعوات الراوندي

[3] الكافي ج 3 ص 175, كشف الربية ص 96, الوافي ج 5 ص 549, بحار الأنوار ج 71 ص 343, مستدرك الوسائل ج 8 ص 309, دعوات الراوندي ص 225 نحوه

[4] تفسير فرات ص 170, بحار الأنوار ج 65 ص 58

[5] الدهماء: جماعة الناس، والعدد الكثير

[6]  تردعه: أي رده عنهم

[7] الغيبة للنعماني ص 194, بحار الأنوار ج 52 ص 136

[8] الى هنا في وسائل الشيعة وخاتمة المستدرك

[9] الأمالي للمفيد ص 179, بحار الأنوار ج 75 ص 184, وسائل الشيعة ج 12 ص 247, خاتمة المستدرك ج 7 ص 234, الكافي قطعة منه في ج 2 ص 338 وقطعة في ج 2 ص 454, الوافي قطعه منه في ج 4 ص 313 وقطعه في ج 5 ص 929

[10] دعائم الإسلام ج 1 ص 64

[11] منية المريد 190. نحوه عن أبي عبد الله ×: الأمالي للطوسي ص 97, وسائل الشيعة ج 12 ص 211, بحار الأنوار ج 71 ص 225, العوالم ج 20 ص 670

[12] الكافي ج 2 ص 75, كشف الغمة ج 2 ص 148, أعلام الدين ص 301, الوافي ج 4 ص 302, بحار الأنوار ج 67 ص 101 مشكاة الأنوار ص 66, نزهة الناظر ص 102 نحوه

[13] بحار الأنوار ج 75 ص 189, العوالم ج 19 ص 211, مستدرك الوسائل ج 1 ص 286, أعلام الدين ص 302, نزهة الناظر ص 103

[14] المحاسن ج 1 ص 177, الغيبة للنعماني ص 300, نوادر الأخبار ص 317, بحار الأنوار ج 6 ص 187

[15] المسترشد للطبري 503, الخصال ج 1 ص 104, مناقب آل أبي طالب × ج 4 ص 207, بحار الأنوار    ج 46 ص 326

[16] تحف العقول ص 284, الوافي ج 26 ص 260, بحار الأنوار ج 75 ص 162

[17] تحف العقول ص 286, بحار الأنوار ج 75 ص 165

[18] الكافي ج 2 ص 132, مجموعة ورام ج 2 ص 193, الوافي ج 4 ص 395, بحار الأنوار ج 70 ص 36

[19] الى هنا في نزهة الناظر وأعلام الدين والعوالم

[20] الأمالي للطوسي ص 231, بشارة المصطفى ص 113, بحار الأنوار ج 2 ص 235. ونحوه: نزهة الناظر ص 102, أعلام الدين ص 314, العوالم ج 19 ص 203

[21] الأمالي للطوسي ص 296, بشارة المصطفى ص 188, بحار الأنوار ج 75 ص 182

[22] الكافي ج 1 ص 306, الإرشاد ج 2 ص 180, إعلام الورى ص 273, الخرائج ج 2 ص 893, كشف الغمة ج 2 ص 166, الوافي ج 2 ص 347, إثبات الهداة ج 4 ص 128, حلية الأبرار ج 4 ص 179, بهجة النظر ص 75, بحار الأنوار ج 47 ص 12, رياض الأبرار ج 2 ص 129, العوالم ج 20 ص 57

[23] التهذيب ج 1 ص 303, الإستبصار ج 1 ص 207, الوافي ج 24 ص 326, وسائل الشيعة ج 2 ص 492

[24] الى هنا في الفقيه

[25] الكافي ج 3 ص 140, التهذيب ج 1 ص 300, الوافي ج 24 ص 318

[26] الكافي ج 3 ص 217, الوافي ج 25 ص 542, وسائل الشيعة ج 3 ص 238, هداية الأمة ج 1 ص 324, بحار الأنوار ج 46 ص 215, رياض الأبرار ج 2 ص 80

[27] الكافي ج 5 ص 117, التهذيب ج 6 ص 358, مساكن الفؤاد ص 113, الوافي ج 17 ص 197, وسائل الشيعة ج 17 ص 125, هداية الأمة ج 6 ص 72, بحار الأنوار ج 46 ص 220, رياض الأبرار ج 2 ص 81

[28] إلى هنا في إثبات الهداة

[29] الكافي ج 3 ص 262, الوافي ج 25 ص 590, وسائل الشيعة ج 2 ص 128, حلية الأبرار ج 4 ص 182, بحار الأنوار ج 46 ص 215, إثبات الهداة ج 4 ص 130

[30] الكافي ج 1 ص 307, الإرشاد ج 2 ص 181, روضة الواعظين ج 1 ص 207, إعلام الورى ص 274, الوافي ج 2 ص 349, إثبات الهداة ج 4 ص 129, حلية الأبرار ج 4 ص 181, بهجة النظر ص 76, بحار الأنوار ج 47 ص 13, العوالم ج 20 ص 57

[31] الكافي ج 3 ص 200, التهذيب ج 1 ص 320, الوافي ج 25 ص 528, إثبات الهداة ج 4 ص 129, حلية الأبرار ج 4 ص 182, بحار الأنوار ج 46 ص 214, رياض الأبرار ج 2 ص 80, العوالم ج 19 ص 451

[32] إثبات الهداة ج 4 ص 129, الكافي ج 3 ص 144, التهذيب ج 1 ص 293, وسائل الشيعة ج 3 ص 9, بهجة النظر ص 77, بحار الأنوار ج 46 ص 22, العوالم ج 19 ص 451

[33] كفاية الأثر ص 253, بهجة النظر ص 80, بحار الأنوار ج 47 ص 15, رياض الأبرار ج 2 ص 130, العوالم ج 20 ص 54, إثبات الهداة ج 4 ص 131 بعضه

[34] الكافي ج 1 ص 307, إعلام الورى ص 273, الوافي ج 2 ص 348, إثبات الهداة ج 4 ص 128, حلية الأبرار ج 4 ص 180, بهجة النظر ص 76, بحار الأنوار ج 47 ص 14, العوالم ج 20 ص 56, خاتمة المستدرك ج 4 ص 200

[35] كفاية الأثر ص 253, بهجة النظر ص 80, إثبات الهداة ج 4 ص 131

[36] كفاية الأثر ص 252, إثبات الهداة ج 4 ص 131, الإنصاف في النص على الأئمة × ص 130, بهجة النظر ص 80, بحار الأنوار ج 36 ص 259

[37] الكافي ج 1 ص 306, الإمامة والتبصرة ص 65, الإرشاد ج 2 ص 181, إعلام الورى ص 274, كشف الغمة ج 2 ص 167, الصارط المستقيم ج 2 ص 69, الوافي ج 2 ص 348, إثبات الهداة ج 4 ص 129, حلية الأبرار ج 4 ص 180, بهجة النظر ص 76, بحار الأنوار ج 47 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 645, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 379, العوالم ج 20 ص 55

[38] الكافي ج 1 ص 306, إعلام الورى ص 273, الوافي ج 2 ص 347, إثبات الهداة ج 4 ص 128, الإيقاظ من الهجعة ص 319, حلية الأبرار ج 4 ص 179, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 110, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 32

[39] الكافي ج 1 ص 306, الوافي ج 2 ص 347, إثبات الهداة ج 4 ص 128, حلية الأبرار ج 4 ص 180, بهجة النظر ص 75