عن حماد، عن أبي عبد الله × قال: ما يقول الناس في هذه الآية {ويوم نحشر من كل أمة فوجا}؟ قلت: يقولون: إنها في القيامة، قال: ليس كما يقولون، إن ذلك في الرجعة، أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجا ويدع الباقين، إنما آية القيامة قوله تعالى {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}.[1]
عن أبي محمد يعني أبا بصير قال: قال لي أبو جعفر ×: ينكر أهل العراق الرجعة؟ قلت: نعم، قال ×: أما يقرؤون القرآن {ويوم نحشر من كل أمة فوجا} الآية. [2]
عن أبي بصير, عن أحدهما ‘ في قول الله: {ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا} فقال: في الرجعة. [3]
عن المفضل, عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {ويوم نحشر من كل أمة فوجا} قال: ليس أحد من المؤمنين قتل إلا ويرجع حتى يموت، ولا يرجع إلا من محض الإيمان محضا، ومحض الكفر محضا. [4]
عن الفضل أبي العباس, عن أبي عبد الله × أنه قال: {فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها} قال: في الرجعة {ولا يخاف عقباها} قال: لا يخاف من مثلها إذا رجع. [5]
عن حماد, عن أبي عبد الله × قال: ما يقول الناس في هذه الآية: {ويوم نحشر من كل أمة فوجاً}؟ قلت: يقولون إنها في القيامة, قال ×: ليس كما يقولون, إن ذلك في الرجعة, أيحشر الله في القيامة من كل أمة فوجاً ويدع الباقين! إنما آية القيامة قوله: {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً}.[6]
وقوله {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} عن أبي عبد الله ×: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب ومحضوا الكفر محضا لا يرجعون في الرجعة, وأما في القيامة فيرجعون, أما غيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الإيمان محضا أو محضوا الكفر محضا يرجعون. [7]
عن أمير المؤمنين × في قوله سبحانه {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} قال: في الرجعة فأما في القيامة فهم يرجعون.[8]
عن أبي عبد الله × في حديث طويل: يا مفضل, فمن أين قلت برجعتنا ومقصرة شيعتنا؟ تقول معنى الرجعة: أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي ×, ويحهم متى سلبنا الملك حتى يرد علينا, قال المفضل: لا والله, وما سلبتموه ولا تسلبونه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة, قال الصادق ×: يا مفضل, لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا, أما سمعوا قوله عز وجل: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون} والله يا مفضل, إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا, وإن فرعون وهامان: تيم وعدي. [9]
عن الأصبغ بن نباتة: أن عبد الله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين ×، فقال: يا أمير المؤمنين إن أبا المعتمر تكلم آنفا بكلام لا يحتمله قلبي، فقال: وما ذاك؟ قال: يزعم أنك حدثته أنك سمعت رسول الله | يقول: إنا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنا من أبيه, فقال: أمير المؤمنين ×: فهذا الذي كبر عليك؟ قال: نعم، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال: نعم، ويلك يا بن الكوا، أفقه عني أخبرك عن ذلك، إن عزيرا خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة، فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه أماته مائة عام ثم بعثه، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة، ورد الله عزيرا في السن الذي كان به. فقال: أسألك، فقال له أمير المؤمنين ×: سل عما بدا لك، فقال: نعم، إن أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت، فقال أمير المؤمنين ×: نعم تكلم بما سمعت ولا تزد في الكلام, فما قلت لهم؟ قال: قلت: لا أؤمن بشئ مما قلتم، فقال له أمير المؤمنين ×: ويلك إن الله عز وجل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم، ثم ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك. قال: فكبر على ابن الكوا ولم يهتد له، فقال له أمير المؤمنين ×: ويلك، تعلم أن الله عز وجل قال في كتابه {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أن ربي قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له، وصدقوا به، لكان خيرا لهم ولكنهم قالوا لموسى × {لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة} قال الله عز وجل {فأخذتكم الصاعقة} يعني الموت {وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون}. أفترى يا ابن الكوا أن هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا؟ فقال ابن الكوا: وما ذاك ثم أماتهم مكانهم، فقال له أمير المؤمنين ×: ويلك أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى} فهذا بعد الموت إذ بعثهم. وأيضا مثلهم يا ابن الكوا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عز وجل {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم}. وقوله أيضا في عزير حيث أخبر الله عز وجل فقال {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله} وأخذه بذلك الذنب مائة عام، ثم بعثه ورده إلى الدنيا {فقال كم لبثت فقال لبثت يوما أو بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام} فلا تشكن يا ابن الكوا في قدرة الله عز وجل. [10]
عن أمير المؤمنين × قال: وأما الرد على من أنكر الرجعة فقول الله عز وجل {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} أي إلى الدنيا فأما معنى حشر الآخرة فقوله عز وجل {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا}, وقوله سبحانه {وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون} في الرجعة, فأما في القيامة فهم يرجعون, ومثل قوله تعالى {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} وهذا لا يكون إلا في الرجعة, ومثله ما خاطب الله به الأئمة ووعدهم من النصر والانتقام من أعدائهم فقال سبحانه {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات} إلى قوله {لا يشركون بي شيئا} وهذا إنما يكون إذا رجعوا إلى الدنيا. [11]
عن الإمام الصادق × في قوله تعالى {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين} قال: ذلك في الرجعة. [12]
عن محمد بن سلام، عن أبي جعفر × في قوله تعالى {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل} قال: هو خاص لأقوام في الرجعة بعد الموت، ويجري في القيامة، {فبعدا للقوم الظالمين}.[13]
روى الصفواني في كتابه بإسناده قال: سئل الرضا × عن تفسير {أمتنا اثنتين} الآية, قال: والله ما هذه الآية إلا في الكرة. [14]
عن جميل، عن أبي عبد الله × في قوله {يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج} قال: هي الرجعة.[15]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال ×: وما سمعوا قول الله تعالى {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون}, قال المفضل: يا مولاي, ما العذاب الأدنى وما العذاب الأكبر؟ قال ×: العذاب الأدنى عذاب الرجعة, والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي يبدل فيه {الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار}.[16]
عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} قال: ما يقول الناس فيها؟ قال: يقولون: نزلت في الكفار, قال: إن الكفار كانوا لا يحلفون بالله, وإنما نزلت في قوم من أمة محمد |, قيل لهم ترجعون بعد الموت قبل القيامة فحلفوا إنهم لا يرجعون, فرد الله عليهم فقال {ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين} يعني في الرجعة يردهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين فيهم.[17]
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قوله تبارك وتعالى {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا ولكن أكثر الناس لا يعلمون} قال: فقال لي: يا أبا بصير, ما تقول في هذه الآية؟ قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله | أن الله لا يبعث الموتى, قال: فقال: تبا لمن قال هذا, سلهم: هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزى؟ قال: قلت: جعلت فداك, فأوجدنيه, قال: فقال لي: يا أبا بصير, لو قد قام قائمنا # بعث الله إليه قوما من شيعتنا قباع سيوفهم على عواتقهم, فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا فيقولون: بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم, وهم مع القائم #, فيبلغ ذلك قوما من عدونا فيقولون: يا معشر الشيعة, ما أكذبكم, هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب, لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلى يوم القيامة. قال: فحكى الله قولهم فقال: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت}. [18]
عن أبي المقدام, عن أبي جعفر × في قول الله: {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} يكون أن لا يبقى أحد إلا أقر بمحمد |.[19]
قال في خبر آخر عنه × قال: ليظهره الله في الرجعة. [20]
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر × قال: وقوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال: يظهره الله عز وجل في الرجعة. [21]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن الرجعة ظهور صاحب الزمان #: ثم يظهره الله كما وعد به جده رسول الله | في قول الله عز وجل {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالى {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}؟ قال ×: هو قوله عز وجل: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} فو الله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الآراء والاختلاف ويكون الدين كله لله كما قال الله تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} - وساق الحديث وهو طويل - قال المفضل: يا مولاي قوله: {ليظهره على الدين كله} ما كان رسول الله | ظهر على الدين كله؟ قال: يا مفضل لو كان رسول الله | ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية, ولا نصرانية, ولا يهودية, ولا صابئية, ولا رقة, ولا خلاف, ولا شك, ولا شرك، ولا عبدة أصنام، ولا أوثان، ولا اللات والعزى، ولا عبدة الشمس ولا القمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة، وإنما قوله: {ليظهره على الدين كله} في هذا اليوم وهذا المهدي # وهذه الرجعة. [22]
عن أبي الجارود زياد بن المنذر, عمن سمع عليا × يقول: العجب كل العجب بين جمادى ورجب, فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين, ما هذا العجب الذي لا تزال تتعجب منه؟ فقال: ثكلتك أمك, وأي عجب أعجب من أموات يضربون كل عدو لله ولرسوله ولأهل بيته, وذلك تأويل هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تتولوا قوما غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور} فإذا اشتد القتل قلتم: مات أو هلك أو أي واد سلك, وذلك تأويل هذه الآية {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}.[23]
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن الرجعة: فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله، قد انطلقوا بسكك الكوفة، قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة، وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا} أي يعبدونني آمنين، لا يخافون أحدا في عبادتي، ليس عندهم تقية. [24]
عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي, عن صاحب الزمان # في حديث طويل عن الظهور: يأذن لولي الله، فأخرج بين الصفا والمروة في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا سواء، فأجيء إلى الكوفة وأهدم مسجدها وأبنيه على بنائه الأول، وأهدم ما حوله من بناء الجبابرة، وأحج بالناس حجة الإسلام، وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة، وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي، ويا أرض خذي! فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان. قلت: يا سيدي، ما يكون بعد ذلك. قال: الكرة الكرة، الرجعة الرجعة، ثم تلا هذه الآية: {ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا}.[25]
عن أبي جعفر ×, عن الإمام الحسين × في حديث طويل عن الرجعة: ولتنزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى إن الشجرة لتقصف بما يريد الله فيها من الثمر, وليؤكلن ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء, وذلك قول الله تعالى {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا},[26] ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض وما كان فيها, حتى إن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون. [27]
عن سيرين قال: كنت عند أبي عبد الله × إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت} قال: يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشور، فقال: كذبوا والله إنما ذلك إذا قام القائم # وكر معه المكرون, فقال أهل خلافكم: قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم، يقولون رجع فلان وفلان وفلان, لا والله لا يبعث الله من يموت, ألا ترى أنهم قالوا: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم} كانت المشركون أشد تعظيما باللات والعزى من أن يقسموا بغيرها, فقال الله: {بلى وعدا عليه حقا} {ليبين لهم الذي يختلفون فيه, وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون}. [28]
عن محمد بن عبد الله بن الحسين قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله × فجرى بينهما حديث، فقال أبي لأبي عبد الله ×: ما تقول في الكرة؟ قال: أقول فيها ما قال الله عز وجل وذلك أن تفسيرها صار إلى رسول الله | قبل أن يأتي هذا الحرف بخمسة وعشرين ليلة، قول الله عز وجل {تلك إذا كرة خاسرة} إذا رجعوا إلى الدنيا ولم يقضوا ذحولهم. فقال له أبي: يقول الله عز وجل {فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة} أي شيء أراد بهذا؟ فقال: إذا انتقم منهم وماتت الأبدان، بقيت الأرواح ساهرة لا تنام ولا تموت. [29]
عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وقوله في قصة عيسى: {أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم} هذا يا مفضل ما أقمنا به الشاهد من كتاب الله لشيعتنا مما يعرفونه في الكتاب ولا يجهلونه, ولئلا يقولوا ألا إن الله لا يحيي الموتى في الدنيا ويردهم إلينا, ولزمهم الحجة من الله إذا أعطى أنبياءه ورسله الصالحين من عباده, فنحن بفضله علينا أولى, فأعطانا ما أعطوا ويزاد عليه, وما سمعوا ويحهم قول الله تعالى: {فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا} قال المفضل: يا مولاي, فما تأويل: {فإذا جاء وعد أولاهما} قال: والله الرجعة الأولى ويوم القيامة العظمى. يا مفضل, وما سمعوا قوله تعالى: {ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} الآية والله يا مفضل إن تأويل هذه الآية فينا: {إن فرعون وهامان وجنودهما} هم أبو بكر وعمر وشيعتهم. [30]
عن أبي عبد الله ×: في قول الله عز وجل: {يوم هم على النار يفتنون} قال: يكسرون في الكرة كما يكسر الذهب, حتى يرجع كل شيء إلى شبهه, يعني: إلى حقيقته. [31]
عن أبي جعفر ×: في قوله تعالى: {أموات غير أحياء} يعني كفارا غير مؤمنين, وأما قوله: {وما يشعرون أيان يبعثون} فإنه يعني: أنهم لا يؤمنون وأنهم يشركون {إلهكم إله واحد}, فإنه كما قال الله وأما قوله: {فالذين لا يؤمنون} فإنه يعني: لا يؤمنون بالرجعة أنها حق. [32]
عن أبي جعفر × في قوله {فالذين لا يؤمنون بالآخرة} قال ×: يعني أنهم لا يؤمنون بالرجعة أنها حق.[33]
في حديث طويل بين السيد الحميري وأبي جعفر المنصور, فقال السيد: أما قوله بأني أقول بالرجعة فإن قولي في ذلك على ما قال الله تعالى {ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون} وقد قال في موضع آخر {وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا} فعلمت أن هاهنا حشرين: أحدهما عام والآخر خاص, وقال سبحانه {ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل} وقال الله تعالى {فأماته الله مائة عام ثم بعثه} وقال الله تعالى {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم} فهذا كتاب الله عز وجل, وقد قال رسول الله |: يحشر المتكبرون في صور الذر يوم القيامة, وقال|: لم يجر في بني إسرائيل شيء إلا ويكون في أمتي مثله حتى المسخ والخسف والقذف, وقال حذيفة: والله ما أبعد أن يمسخ الله كثيرا من هذه الأمة قردة وخنازير, فالرجعة التي نذهب إليها هي ما نطق به القرآن وجاءت به السنة. [34]
عن الأصبغ بن نباتة: أن عبد الله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين سلام الله عليه, فقال: يا أمير المؤمنين, إن أبا المعتمر تكلم آنفا بكلام لا يحتمله قلبي, فقال: وما ذاك؟ قال: يزعم أنك حدثته أنك سمعت رسول الله | يقول: إنا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنا من أبيه, فقال أمير المؤمنين ×: فهذا الذي كبر عليك؟ قال: نعم, فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه؟ فقال: نعم, ويلك يا ابن الكواء, افقه عني أخبرك عن ذلك, أن عزيرا خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة, فلما ابتلاه الله عز وجل بذنبه, أماته مائة عام, ثم بعثه فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة, فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة, ورد الله عزيرا إلى الذي كان به, فقال: ما تزيد؟ فقال له أمير المؤمنين ×: سل عما بدا لك, قال: نعم, إن أناسا من أصحابك يزعمون أنهم يردون بعد الموت, فقال أمير المؤمنين ×: نعم, تكلم بما سمعت, ولا تزد في الكلام, فما قلت لهم؟ قال: قلت لا أؤمن بشيء مما قلتم, فقال له أمير المؤمنين ×: ويلك, إن الله عز وجل ابتلى قوما بما كان من ذنوبهم, فأماتهم قبل آجالهم التي سميت لهم, ثم ردهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم, ثم أماتهم بعد ذلك, قال: فكبر على ابن الكواء, ولم يهتد له, فقال له أمير المؤمنين ×: ويلك, تعلم أن الله عز وجل قال في كتابه: {واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا} فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملإ من بني إسرائيل, إن ربي قد كلمني فلو أنهم سلموا ذلك له وصدقوا به لكان خيرا لهم, ولكنهم قالوا لموسى ×: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة, قال الله عز وجل: {فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون} أترى يا ابن الكواء إن هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا؟ فقال ابن الكواء: وما ذاك ثم أماتهم فكأنهم, فقال له أمير المؤمنين ×: لا ويلك, أو ليس قد أخبر الله في كتابه حيث يقول: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى} فهذا بعد الموت, إذ بعثهم وأيضا مثلهم, يا ابن الكواء, الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عز وجل: {ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم}, وقوله أيضا في عزير حيث أخبر الله عز وجل فقال: {أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله} وأخذه بذلك الذنب مائة عام ثم بعثه ورده إلى الدنيا, فقال {كم لبثت} فقال {لبثت يوما أو بعض يوم} قال {بل لبثت مائة عام} فلا تشكن يا ابن الكواء في قدرة الله عز وجل. [35]
[1] تفسير القمي ج 1 ص 24, مختصر البصائر ص 150, الإيقاظ من الهجعة ص 246, البرهان ج 1 ص 90, بحار الأنوار ج 53 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 100, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 595
[2] مختصر البصائر ص 110, الإيقاظ من الهجعة ص 278, البرهان ج 4 ص 231, بحار الأنوار ج 53 ص 40
[3] مختصر البصائر ص 96, تفسير العياشي ج 2 ص 306, الإيقاظ من الهجعة ص 97, البرهان ج 3 ص 559, بحار الأنوار ج 53 ص 67
[4] تفسير القمي ج 2 ص 131, مختصر البصائر ص 109, تأويل الآيات ص 403, نوادر الاخبار ص 282, الوافي ج 2 ص 462, تفسير الصافي ج 4 ص 76, الإيقاظ من الهجعة ص 258, البرهان ج 4 ص 228, مدينة المعاجز ج 3 ص 92, بحار الأنوار ج 53 ص 40, رياض الأبرار ج 3 ص 244, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 100, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 595
[5] تأويل الآيات ص 776, البرهان ج 5 ص 672, بحار الأنوار ج 24 ص 72
[6] تفسير القمي ج 1 ص 24, مختصر البصائر ص 150, البرهان ج 1 ص 90, بحار الأنوار ج 53 ص 60
[7] تفسير القمي ج 1 ص 24. نحوه: مختصر البصائر ص 150, الإيقاظ من الهجعة ص 247, البرهان ج 1 ص 91, بحار الأنوار ج 53 ص 61
[8] بحار الأنوار ج 53 ص 118
[9] الهداية الكبرى ص 419، الإيقاظ من الهجعة ص 288, حلية الأبرار ج 5 ص 399, بحار الأنوار ج 53 ص 16، رياض الأبرار ج 3 ص 232
[10] مختصر البصائر ص 118, بحار الأنوار ج 53 ص 72
[11] بحار الأنوار ج 53 ص 118
[12] تفسير القمي ج 2 ص 256, مختصر البصائر ص 157, نوادر الأخبار ص 282, تفسير الصافي ج 4 ص 336, البرهان ج 4 ص 749, بحار الانوار ج 53 ص 56, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 513, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 365
[13] مختصر البصائر ص 462, الإيقاظ من الهجعة ص 298, البرهان ج 4 ص 749, بحار الأنوار ج 53 ص 116
[14] بحار الأنوار ج 53 ص 144
[15] تفسير القمي ج 2 ص 327, مختصر البصائر ص 92, نوادر الأخبار ص 160, تفسير الصافي ج 5 ص 65, الإيقاظ من الهجعة ص 259, البرهان ج 5 ص 152, بحار الأنوار ج 53 ص 65, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 119, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 400
[16] الهداية الكبرى ص 418, حلية الأبرار ج 5 ص 397, بحار الأنوار ج 53 ص 24
[17] تفسير القمي ج 1 ص 385, الإيقاظ في الهجعة ص 253, البرهان ج 3 ص 420, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 209
[18] الكافي ج 8 ص 50, تفسير العياشي ج 2 ص 259, سعد السعود ص 116, تأويل الآيات ص 258, الوافي ج 3 ص 930, تفسير الصافي ج 3 ص 135, الإيقاظ من الهجعة ص 247, البرهان ج 3 ص 420, بحار الأنوار ج 53 ص 92, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 54, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 208
[19] الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[20] تفسير العياشي ج 2 ص 87, البرهان ج 2 ص 770, بحار الأنوار ج 52 ص 346, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 212, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 446
[21] مختصر البصائر ص 88, الإيقاظ من الهجعة ص 358, البرهان ج 1 ص 721, بحار الأنوار ج 53 ص 64
[22] حلية الأبرار ج 5 ص 373. نحوه: مختصر البصائر ص 435, بحار الأنوار ج 53 ص 4, الهداية الكبرى ص 393, رياض الأبرار ج 3 ص 213
[23] تأويل الآيات ص 659, البرهان ج 5 ص 360, بحار الأنوار ج 53 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 217. نحوه: مختصر البصائر ص 468, نوادر الأخبار ص 283
[24] مختصر البصائر ص 132, نوادر الأخبار ص 288, البرهان ج 4 ص 95, غاية المرام ج 4 ص 124, بحار الأنوار ج 53 ص 47, رياض الأبرار ج 3 ص 248, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 149
[25] دلائل الإمامة ص 542, مختصر البصائر ص 429, البرهان ج 3 ص 505, مدينة المعاجز ج 8 ص 118, بحار الأنوار ج 53 ص 104, الإيقاظ من الهجعة ص 286 بعضه
[26] الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق
[27] الخرائج ج 2 ص 849, مختصر البصائر ص 140, نوادر الأخبار ص 287, الإيقاظ من الهجعة ص 353, بحار الأنوار ج 45 ص 81, رياض الأبرار ج 3 ص 254, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 52, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 141
[28] تفسير العياشي ج 2 ص 259, تفسير الصافي ج 3 ص 136, الإيقاظ من الهجعة ص 293, البرهان ج 3 ص 421, بحار الأنوار ج 53 ص 71, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 53, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 208
[29] مختصر البصائر ص 118, الإيقاظ من الهجعة ص 279, البرهان ج 5 ص 576, بحار الأنوار ج 53 ص 44
[30] الهداية الكبرى ص 420
[31] مختصر البصائر ص 117, نوادر الأخبار ص 285, الإيقاظ من الهجعة 291, البرهان ج 5 ص 159, بحار الأنوار ج 53 ص 44, رياض الأبرار ج 3 ص 247
[32] تفسير العياشي ج 2 ص 256, بحار الأنوار ج 36 ص 103, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 195
[33] تفسير القمي ج 1 ص 383, تفسير العياشي ج 2 ص 257, الإيقاظ من الهجعة ص 298, البرهان ج 3 ص 411, بحار الأنوار ج 31 ص 607, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 47, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 195
[34] الفصول المختارة ص 94, الإيقاظ من الهجعة ص 47, بحار الأنوار ج 10 ص 233
[35] مختصر البصائر ص 102, بحار الأنوار ج 53 ص 72