عن جميل, عن أبي عبد الله ×, قال: قلت: قول الله تبارك وتعالى {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} قال: ذلك والله في الرجعة، أما علمت أن أنبياء كثيرة لم ينصروا في الدنيا, وقتلوا والأئمة بعدهم قتلوا ولم ينصروا, ذلك في الرجعة. [1]
عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وتلي هذه الآية {وإذ اخذ الله ميثاق النبيين} الآية, قال: ليؤمنن برسول الله | ولينصرن عليا أمير المؤمنين ×, قلت: ولينصرن أمير المؤمنين ×, قال: نعم والله من لدن آدم × فهلم جرا, فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ×. [2]
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر الباقر × قال: قال أمير المؤمنين × : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا | وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء، حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} يعني لتؤمنن بمحمد | ولتنصرن وصيه، وسينصرونه جميعا. وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد | بالنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمدا وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي من الميثاق والعهد، والنصرة لمحمد | ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني، [3] ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد | كل نبي مرسل، يضربون بين يدي بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا. [4]
عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ×: أول من سبق من الرسل إلى بلى محمد |, وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل × لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد فقد وطئت موطئا لم يطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل, ولو لا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من الله عز وجل كما قال الله {قاب قوسين أو أدنى} أي بل أدنى, [5] فلما خرج الأمر من الله وقع إلى أوليائه،.فقال الصادق ×: كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية, ولرسوله بالنبوة, ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة، فقال {ألست بربكم} ومحمد نبيكم, وعلي إمامكم, والأئمة الهادون أئمتكم, ف{قالوا بلى شهدنا} فقال الله تعالى {أن تقولوا يوم القيامة} أي لئلا تقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا غافلين}. فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء له بالربوبية وهو قوله {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} - فذكر جملة الأنبياء ثم أبرز أفضلهم بالأسامي – فقال: ومنك يا محمد، فقدم رسول الله | لأنه أفضلهم, ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم، فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء ورسول الله | أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله | على الأنبياء: بالإيمان به, وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين × فقال {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم} يعني رسول الله | {لتؤمنن به ولتنصرنه} يعني أمير المؤمنين ×, وأخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة. [6]
عن أبي عبد الله ×: ويقبل الحسين × في اصحابه الذين قتلو معه، ومعه سبعون نبيا كما بعثو مع موسى بن عمران ×، فيدفع اليه القائم × الخاتم، فيكون الحسين × هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته. [7]
عن بريد بن معاوية العجلي قال: قلت لأبي عبد الله ×: يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول {واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا} أكان إسماعيل بن إبراهيم ×؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم, فقال ×: إن إسماعيل مات قبل إبراهيم, وإن إبراهيم كان حجة لله كلها قائما صاحب شريعة, فإلى من أرسل إسماعيل إذن؟ فقلت: جعلت فداك فمن كان؟ قال ×: ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي ×, بعثه الله إلى قومه فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه, فغضب الله له عليهم فوجه إليه أسطاطائيل ملك العذاب فقال له: يا إسماعيل أنا أسطاطائيل ملك العذاب وجهني إليك رب العزة لأعذب قومك بأنواع العذاب إن شئت, فقال له إسماعيل ×: لا حاجة لي في ذلك, فأوحى الله إليه: فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال: يا رب إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية, وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي × من بعد نبيها, وإنك وعدت الحسين × أن تكره إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به, فحاجتي إليك يا رب أن تكرني إلى الدنيا حتى أنتقم ممن فعل ذلك بي كما تكر الحسين ×, فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك, فهو يكر مع الحسين ×. [8]
[1] تفسير القمي ج 2 ص 258, مختصر البصائر ص 157, نوادر الأخبار ص 281, تفسير الصافي ج 4 ص 345, الإيقاظ من الهجعة ص 344, البرهان ج 4 ص 764, اللوامع النورانية ص 585, بحار الأنوار ج 11 ص 27, قصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 4, تفسير ور الثقلين ج 4 ص 526, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 397
[2] مختصر البصائر ص 112, مدينة المعاجز ج 3 ص 100, البرهان ج 1 ص 646, بحار الأنوار ج 53 ص 41, تفسير العياشي ج 1 ص 181, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 358, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 141
[3] الى هنا في مدينة المعاجز ج 3 ص 105, تأويل الآيات ص 121
[4] مختصر البصائر ص 130, بحار الأنوار ج 53 ص 46, تفسير الصافي ج 1 ص 351, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 142
[5] الى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق وتفسير الصافي
[6] تفسير القمي ج 1 ص 246, مختصر البصائر ص 410, البرهان ج 2 ص 608, مدينة المعاجز ج 1 ص 58, بحار الأنوار ج 5 ص 236, محتصر بصائر الدرجات ص 167, غاية المرام ج 1 ص 93, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 94, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 94, تفسير الصافي ج 5 ص 86
[7] مختصر البصائر ص 165, منتخب الأنوار ص 201, نوادر الأخبار ص 286, الوافي ج 2 ص 267, بحار الأنوار ج 53 ص 103, رياض الأبرار ج 3 ص 261
[8] كامل الزيارات ص 65, رياض الأبرار ج 3 ص 262, مختصر البصائر ص 430, البرهان ج 3 ص 720, بحار الأنوار ج 13 ص 390, القصص للجزائري ص 316, العوالم ج 17 ص 109