سورة الأعلى

{سبح اسم ربك الأعلى} (1)

 

عن الأصبغ أنه سأل أمير المؤمنين × عن قول الله عز وجل: {سبح اسم ربك الأعلى}، فقال: مكتوب على قائمة العرش قبل أن يخلق الله السماوات والأرضين بألفي عام: لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا | عبده ورسوله, فاشهدوا بهما, وأن عليا × وصي محمد |. [1]

 

{سيذكر من يخشى} (10)

 

عن أبي جعفر × إنه قال: في قول الله عز وجل: {سيذكر من يخشى} قال: لا يقول بولايتنا إلا من يخشى الله تعالى. [2]

 

{وذكر اسم ربه فصلى} (15)

 

عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان قال: دخلت على أبي الحسن الرضا × فقال لي ما معنى قوله {وذكر اسم ربه فصلى} قلت: كلما ذكر اسم ربه قام فصلى, فقال: لي لقد كلف الله عز وجل هذا شططا؟ فقلت: جعلت فداك, فكيف هو؟ فقال ×: كلما ذكر اسم ربه صلى على محمد وآله. [3]

 

{بل تؤثرون الحياة الدنيا (16) والآخرة خير وأبقى (17) إن هذا لفي الصحف الأولى (18) صحف إبراهيم وموسى (19)}

 

عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله × قوله جل وعز {بل تؤثرون الحياة الدنيا} قال: ولايتهم, {والآخرة خير وأبقى} قال: ولاية أمير المؤمنين × {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}. [4]

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: قال: لما قدم علي × الكوفة صلى بهم أربعين صباحا, فقرأ بهم‏ {سبح اسم ربك الأعلى}‏ فقال المنافقون: والله ما يحسن أن يقرأ ابن أبي طالب القرآن, ولو أحسن أن يقرأ لقرأ بنا غير هذه السورة, قال: فبلغه ذلك فقال ×: ويلهم, إني لأعرف ناسخه ومنسوخه, ومحكمه ومتشابهه, وفصله من وصله, وحروفه من معانيه, والله ما حرف نزل على محمد | إلا وأنا أعرف فيمن أنزل, وفي أي يوم نزل, وفي أي موضع نزل, ويلهم أما يقرءون‏ {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}, والله عندي‏ ورثتها من رسول الله |,[5]  وورثها رسول الله | من إبراهيم‏ وموسى ‘, ويلهم والله إني أنا الذي أنزل الله في‏ {وتعيها أذن واعية} فإنا كنا عند رسول الله | فخبرنا بالوحي فأعيه ويفوتهم, فإذا خرجنا قالوا {ما ذا قال آنفا}. [6]

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×, قال: قال لي: يا أبا محمد, إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا |, قال: وقد أعطى محمدا | جميع ما أعطى الأنبياء, وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل {صحف إبراهيم وموسى‏} قلت: جعلت فداك, هي الألواح؟ قال: نعم. [7]

 

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ×: يا أبا محمد, عندنا الصحف التي قال الله {صحف إبراهيم وموسى} قلت: الصحف هي الألواح؟ قال: نعم. [8]

 

عن أبي خالد القماط, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول: لنا ولادة من رسول الله | طهر, وعندنا {صحف إبراهيم وموسى} ورثناها من رسول الله |. [9]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن رسول الله | أفيضت إليه {صحف إبراهيم وموسى} فائتمن عليها رسول الله | عليا ×, وائتمن عليها الحسن ×, وائتمن عليها الحسين ×, حتى انتهيت إلينا. [10]

 

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله × عندنا {الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} فقال له ضريس: أليست هي الألواح؟ قال: نعم. [11]

 

عن علي الصائغ قال: لقي أبا عبد الله × محمد بن عبد الله بن الحسن, فدعاه محمد إلى منزله فأبى أن يذهب معه, وأرسل معه إسماعيل وأومأ إليه أن كف ووضع يده على فيه وأمره بالكف, فلما انتهى إلى منزله أعاد إليه الرسول سأله إتيانه, فأبى أبو عبد الله × وأتى الرسول محمدا فأخبره بامتناعه, فضحك محمد ثم قال: ما منعه من إتياني إلا أنه ينظر في الصحف, قال: فرجع إسماعيل فحكى لأبي عبد الله × الكلام, فأرسل أبو عبد الله × رسولا من قبله إليه وقال له: إن إسماعيل أخبرني بما كان منك وقد صدقت, إني أنظر في {الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى‏} فاسأل نفسك وأباك, هل ذلك عندكما, قال: فلما أن بلغه الرسول سكت فلم يجب بشي‏ء, فأخبر الرسول أبا عبد الله × بسكوته, فقال أبو عبد الله × إذا أصاب وجه الجواب قل الكلام. [12]

 

عن أبي خالد القماط, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول ×: عندنا {صحف إبراهيم وموسى} وورثناها من رسول الله |. [13]

 

عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله ×: عندكم التوراة والإنجيل والزبور وما في {الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى}؟ قال ×: نعم, قلت: إن هذا لهو العلم الأكبر, قال: يا حمران, لو لم يكن غير ما كان ولكن ما يحدث الله بالليل والنهار علمه عندنا أعظم. [14]

 

عن يونس بن يعقوب، قال: كان عند أبي عبد الله × جماعة من أصحابه، منهم حمران بن أعين ومحمد بن النعمان وهشام بن سالم والطيار، وجماعة فيهم هشام بن الحكم وهو شاب، فقال أبو عبد ×: يا هشام، ألاتخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد؟ وكيف سألته؟ فقال هشام: يا ابن رسول الله، إني أجلك وأستحييك، ولايعمل لساني بين يديك، فقال أبو عبد الله ×: إذا أمرتكم بشي‏ء، فافعلوا. قال هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد وجلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك علي، فخرجت إليه ودخلت البصرة يوم الجمعة، فأتيت مسجد البصرة، فإذا أنا بحلقة كبيرة فيها عمرو بن عبيد، وعليه شملة سوداء متزرا بها من صوف، وشملة مرتديا بها والناس يسألونه، فاستفرجت الناس، فأفرجوا لي ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي. ثم قلت: أيها العالم، إني رجل غريب تأذن لي في مسألة؟ فقال لي: نعم، فقلت له: ألك عين؟ فقال: يا بني، أي شي‏ء هذا من السؤال؟ وشي‏ء تراه كيف تسأل عنه؟ فقلت: هكذا مسألتي، فقال: يا بني، سل وإن كانت مسألتك حمقاء، قلت: أجبني فيها، قال لي: سل. قلت: ألك عين؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أرى بها الألوان والأشخاص. قلت: فلك أنف؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أشم به الرائحة. قلت: ألك فم؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أذوق به الطعم. قلت: فلك أذن؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع بها؟ قال: أسمع بها الصوت. قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كل ما ورد على هذه الجوارح والحواس. قلت: أوليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟ فقال: لا. قلت: وكيف ذلك وهي صحيحة سليمة؟ قال: يا بني، إن الجوارح إذا شكت في شي‏ء شمته أو رأته أو ذاقته أو سمعته، ردته إلى القلب فتستيقن اليقين، وتبطل الشك. قال هشام: فقلت له: فإنما أقام الله القلب لشك الجوارح؟ قال: نعم. قلت: لابد من القلب، وإلا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم. فقلت له: يا أبا مروان، فالله تبارك وتعالى لم يترك جوارحك حتى جعل‏ لها إماما يصحح لها الصحيح، وتتيقن به ما شكت فيه، ويترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم وشكهم واختلافهم، لايقيم لهم إماما يردون إليه شكهم وحيرتهم، ويقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك وشكك؟ قال: فسكت، ولم يقل لي شيئا، ثم التفت إلي، فقال لي: أنت هشام بن الحكم؟ فقلت: لا، قال: أمن جلسائه؟ قلت: لا، قال: فمن أين أنت؟ قال: قلت: من أهل الكوفة، قال: فأنت إذا هو، ثم ضمني إليه، وأقعدني في مجلسه، وزال عن مجلسه، وما نطق حتى قمت. قال: فضحك أبو عبد الله × وقال: يا هشام، من علمك هذا؟ قلت: شي‏ء أخذته منك وألفته، فقال: هذا والله مكتوب في {صحف إبراهيم وموسى}. [15]

 

 


[1] تفسير القمي ج 2 ص 417, البرهان ج 5 ص 637, اللوامع النورانية ص 829, بحار الأنوار ج 16 ص 365, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 555, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 233

[2] شرح الأخبار ج 1 ص 237

[3] الكافي ج 2 ص 494, الوافي ج 9 ص 1519, تفسير الصافي ج 5 ص 318, وسائل الشيعة ج 7 ص 201, هداية الأمة ج 3 ص 141, البرهان ج 5 ص 637, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 555, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 236

[4] الكافي ج 1 ص 418, تأويل الآيات ص 760, الوافي ج 3 ص 921, إثباتا الهداة ج 3 ص 7, البرهان ج 5 ص 638, بحار الأنوار ج 23 ص 374, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 556, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 239, الصراط المستقيم ج 1 ص 289 بإختصار

[5] إلى هنا في تفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[6] بصائر الدرجات ص 135, تفسير العياشي ج 1 ص 14, البرهان ج 1 ص 35, غاية المرام ج 4 ص 90, بحار الأنوار ج 40 ص 137, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 560, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 242

[7] الكافي ج 1 ص 225, بصائر الدرجات ص 136, الوافي ج 3 ص 555, تفسير الصافي ج 5 ص 319, بحار الأنوار ج 13 ص 225, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 557, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 239, فصص الأنبياء عليهم السلام للجزائري ص 273 بإختصار

[8] بصائر الدرجات ص 137, بحار الأنوار ج 26 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 241. نحوه: تأويل الآيات ص 760, البرهان ج 5 ص 638

[9] بصائر الدرجات ص 137, بحار الأنوار ج 26 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 241

[10] بصائر الدرجات ص 137, بحار الأنوار ج 26 ص 185, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 241. نحوه: الغيبة للنعماني ص 325, إثبات الهداة ج 4 ص 229, خاتمة المستدرك ج 9 ص 227

[11] بصائر الدرجات ص 137, بحار الأنوار ج 26 ص 186, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 241

[12] بصائر الدرجات ص 138, بحار الأنوار ج 26 ص 186

[13] بصائر الدرجات ص 138, بحار الأنوار ج 17 ص 137, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 560, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 242

[14] بصائر الدرجات ص 140, بحار الأنوار ج 26 ص 20

[15] الكافي ج 1 ص 169, رجال الكشي ص 271, الأمالي للصدوق ص 589, كمال الدين ج 1 ص 207, علل الشرائع ج 1 ص 193, الإحتجاج ج 2 ص 367, الوافي ج 2 ص 22, بحار الأنوار ج 23 ص 6, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 70, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 243