سورة الجاثية

{قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون (14) من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى‏ ربكم ترجعون (15) ولقد آتينا بني‏ إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين (16) وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي‏ بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (17) ثم جعلناك على‏ شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون (18) إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين (19) هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون (20) أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون (21)}

 

عن أبي عبد الله × قال: إن عليا × قد طلع ذات يوم وعلى عنقه حطب, فقام إليه رسول الله | فعانقه حتى رئي بياض ما تحت أيديهما, ثم قال: يا علي, إني سألت الله أن يجعلك معي في الجنة ففعل, وسألته أن يزيدني فزادني ذريتك, وسألته أن يزيدني فزادني زوجتك, وسألته أن يزيدني فزادني محبيك, فزادني من غير أن أستزيده محبي محبيك, ففرح بذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × ثم قال: بأبي أنت وأمي, محب محبي؟ قال: نعم يا علي, إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر من ياقوتة حمراء مكلل بزبرجدة خضراء, له سبعون ألف مرقاة, بين المرقاة إلى المرقاة حضر الفرس القارح ثلاثة أيام, فاصعد عليه, ثم يدعى بك فيتطاول إليك الخلائق, فيقولون: ما يعرف في النبيين, فينادي مناد: هذا سيد الوصيين, ثم تصعد فنعانق عليه, ثم تأخذ بحجزتي, وآخذ بحجزة الله وهي الحق, وتأخذ ذريتك بحجزتك, ويأخذ شيعتك بحجزة ذريتك, فأين يذهب بالحق إلى الجنة, قال: إذا دخلتم الجنة فتبوأتم مع أزواجكم ونزلتم منازلكم, أوحى الله إلى مالك أن افتح باب جهنم لينظر أوليائي إلى ما فضلتهم على عدوهم, فيفتح أبواب جهنم ويظلون عليهم, فإذا وجدوا روح رائحة الجنة قالوا: يا مالك, أنطمع الله لنا في تخفيف العذاب عنا؟ إنا لنجد روحا, فيقول لهم مالك: إن الله أوحى إلي أن أفتح أبواب جهنم لينظر أولياؤه إليكم, فيرفعون رءوسهم فيقول هذا: يا فلان, ألم تك تجوع فأشبعك؟ ويقول هذا: يا فلان, ألم تك تعرى فأكسوك, ويقول هذا: يا فلان, ألم تك تخاف فأوويك؟ ويقول هذا: يا فلان, ألم تك تحدث فأكتم عليك؟ فيقولون: بلى, فيقولون: استوهبونا من ربكم, فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنة, فيكونون فيها بلا مأوى, ويسمون الجهنميين, فيقولون: سألتم ربكم فأنقذنا من عذابه, فادعوه يذهب عنا بهذا الاسم ويجعل لنا في الجنة مأوى, فيدعون, فيوحي الله إلى ريح فتهب على أفواه أهل الجنة فينسيهم ذلك الاسم, ويجعل لنا في الجنة مأوى, ونزلت هذه الآيات {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون} إلى قوله {ساء ما يحكمون}. [1]

 

عن أبي عبد الله الصادق × في قول الله عز وجل {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله} قال: قل للذين مننا عليهم بمعرفتنا أن يعرفوا الذين لا يعلمون, فإذا عرفوهم فقد غفروا لهم. [2]

 

عن ابن عباس في قوله عز وجل {أم حسب الذين اجترحوا السيئات‏} الآية قال: الذين آمنوا وعملوا الصالحات بنو هاشم وبنو عبد المطلب, والذين اجترحوا السيئات بنو عبد شمس. [3]

 

عن ابن عباس في قوله عز وجل {أم حسب الذين اجترحوا السيئات}‏ الآية قال: إن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب × وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث هم الذين آمنوا, وفي ثلاثة من المشركين: عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة, وهم {الذين اجترحوا السيئات}. [4]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات} عنى بني المطلب. [5]

 

عن معاوية أنه قال لعمار بن ياسر: يا عمار، اعلم أن بالشام مائة ألف سيف لا يعرفون عمارا وسابقته، فإياك يا أبا اليقظان أن تنجلي الغبرة ويقال قتل عمار, فقال له: أبالموت تخوفني؟ فو الله ما شهدت موطنا مع رسول الله | إلا لحب الشهادة، ولا تراني إلا في موطن يسوأنك، والله يا بني أمية لتسيئون ويقول الناس: أحسنتم، ولتجورون ويقول الناس: قد عدلتم {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}.[6]

 

بمصادر العامة

 

عن ابن عباس: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم‏} ف{سواء} هاشم وبنو عبد المطلب، وأما {الذين اجترحوا السيئات‏} فبنوا عبد شمس. [7]

 

عن ابن عباس‏ في قول الله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات}‏ الآية قال: نزلت في علي × وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، وهم الذين‏ آمنوا وعملوا الصالحات‏، وفي ثلاثة رهط من المشركين: عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة، وهم‏ {الذين اجترحوا السيئات}‏ يعني اكتسبوا الشرك بالله، كانوا جميعا بمكة فتجادلوا وتنازعوا فيما بينهم, فقال الثلاثة {الذين اجترحوا السيئات}‏ للثلاثة من المؤمنين: والله ما أنتم على شي‏ء، وإن كان ما تقولون في الآخرة حقا لنفضلن عليكم فيها, فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية. [8]

 

عن ابن عباس‏ في قوله: {أم حسب‏} قال: وذلك أن عتبة وشيبة ابني ربيعة، والوليد بن عتبة قالوا لعلي × وحمزة وعبيدة: إن كان ما يقول محمد | في الآخرة من الثواب والجنة والنعيم حقا لنعطين فيها أفضل مما تعطون، ولنفضلن عليكم كما فضلنا في الدنيا، فأنزل الله‏ {أم حسب الذين يعملون السيئات}‏ أظن شيبة وعتبة والوليد {أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات‏} علي × وحمزة وعبيدة {سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}‏ لأنفسهم‏. [9]

 

عن ابن عباس قال: أما {الذين اجترحوا السيئات}‏ بنو عبد شمس وأما {كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}‏ بنو هاشم وبنو عبد المطلب‏. [10]

 

عن ابن عباس‏ في قوله تعالى: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات‏} يعني بني أمية {أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات}‏ النبي وعلي وحمزة وجعفر والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام). [11]

 

عن ابن عباس في قوله عز وجل: {أم حسب الذين اجترحوا السيئات ان نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون}. قيل: نزلت في قصة بدر في حمزة وعلي × وعبيدة بن الحرث, لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد. [12]

 

{وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون} (28)

 

عن الباقر × في قوله {وترى كل أمة جاثية} الآية قال: ذلك النبي وعلي ‘, يقوم على كوم قد علا الخلائق فيشفع, ثم يقول: يا علي اشفع, فيشفع الرجل في القبيلة, ويشفع الرجل لأهل البيت, ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله, فذلك المقام المحمود. [13]

 

{هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون} (29)

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله × قوله تعالى {هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق} قال: إن الكتاب لا ينطق ولكن محمد وأهل بيته (عليهم السلام) هم الناطقون بالكتاب. [14]

 

 


[1] تفسير فرات ص 411, بحار الأنوار ج 7 ص 333

[2] تفسير القمي ج 2 ص 294, تفسير الصافي ج 5 ص 5, البرهان ج 5 ص 27, بحار الأنوار ج 2 ص 15, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 3, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 152, مستدرك الوسائل ج 12 ص 40

[3] تأويل الآيات ص 559, البرهان ج 5 ص 29, اللوامع النورانية ص 636, غاية المرام ج 4 ص 128, بحار الأنوار ج 23 ص 384, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 155

[4] تأويل الآيات ص 559, البرهان ج 5 ص 29, اللوامع النورانية ص 636, غاية المرام ج 4 ص 128, بحار الأنوار ج 23 ص 384, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 155

[5] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 330, بحار الأنوار ج 23 ص 358

[6] غرر الأخبار ص 271

[7] ما نزل من القرآن علي × للمرزباني ص 48, تفسير الحبري ص 318

[8] شواهد التنزيل ج 2 ص 237

[9] شواهد التنزيل ج 2 ص 238

[10] شواهد التنزيل ج 2 ص 238

[11] شواهد التنزيل ج 2 ص 239

[12] كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب × ص 247

[13] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 165, بحار الأنوار ج 8 ص 43

[14] تأويل الآيات ص 559, البرهان ج 5 ص 31, اللوامع النورانية ص 637, بحار الأنوار ج 23 ص 197, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 161