{هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} (2)
عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي الرضا × وقلت له: يا ابن رسول الله, لم سمي النبي الأمي؟ قال: ما يقول الناس؟ قال: قلت له: جعلت فداك, يزعمون إنما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب, فقال: كذبوا, عليهم لعنة الله, أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم كتابه: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله | يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو بثلاثة وسبعين لسانا - وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى, وذلك قول الله تعالى في كتابه {لتنذر أم القرى ومن حولها}. [1]
عن علي بن أسباط أو غيره قال: قلت لأبي جعفر ×: إن الناس يزعمون أن رسول الله | لم يكن يكتب ولا يقرأ, فقال: كذبوا لعنهم الله, أنى ذلك وقد قال الله {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}, فيكون أن يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب, قال: قلت: فلم سمي النبي أميا؟ قال: نسب إلى مكة, وذلك قول الله عز وجل {لتنذر أم القرى ومن حولها} فأم القرى مكة فقيل أمي لذلك. [2]
عن سليم بن قيس, عن علي × قال: نحن الذين بعث الله فينا رسولا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة. [3]
عن أبي عبد الله × في قوله {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} قال: كانوا يكتبون, ولكن لم يكن معهم كتاب من عند الله ولا بعث إليهم رسولا, فنسبهم الله إلى الأميين. [4]
عن ابن عباس في قوله تعالى {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} الآية, قال: الكتاب القرآن, والحكمة ولاية علي بن أبي طالب ×. [5]
بمصادر العامة
عن ابن عباس في قوله تعالى: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم} ... {يعلمهم الكتاب والحكمة} الآية، قال: الكتاب القرآن، والحكمة ولاية علي بن أبي طالب ×. [6]
{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} (4)
عن أبي عبد الله × قال: إن من الملائكة الذين في سماء الدنيا ليطلعون على الواحد والاثنين والثلاثة وهم يذكرون فضل آل محمد |, فيقولون: أما ترون هؤلاء في قلتهم وكثرة عدوهم يصفون فضل آل محمد |, فتقول الطائفة الأخرى من الملائكة: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. [7]
عن الإمام الرضا × في حديث طويل في فضل الإمام, قال ×: رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم, والقرآن يناديهم {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون} وقال عز وجل {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} الآية, وقال {ما لكم كيف تحكمون أم لكم كتاب فيه تدرسون إن لكم فيه لما تخيرون أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون سلهم أيهم بذلك زعيم أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين} وقال عز وجل {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}, أم {طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون}, أم {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}, أم {قالوا سمعنا وعصينا}, بل هو {فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم} – إلى أن قال - فهو معصوم مؤيد, موفق مسدد, قد أمن من الخطايا والزلل والعثار, يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده, وشاهده على خلقه, و{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. [8]
{يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون (9) فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون (10) وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين (11)}
عن أبي جعفر × في حديث طويل: قال عز وجل {يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة} من يومكم هذا الذي جمعكم فيه, والصلاة أمير المؤمنين ×, يعني بالصلاة الولاية وهي الولاية الكبرى, ففي ذلك اليوم أتت الرسل والأنبياء والملائكة وكل شيء خلق الله والثقلان الجن والإنس والسماوات والأرضون والمؤمنون بالتلبية لله عز وجل, فامضوا إلى ذكر الله وذكر الله أمير المؤمنين × {وذروا البيع} يعني الأول {ذلكم} يعني بيعة أمير المؤمنين × وولايته {خير لكم} من بيعة الأول وولايته {إن كنتم تعلمون فإذا قضيت الصلاة} يعني بيعة أمير المؤمنين × {فانتشروا في الأرض} يعني بالأرض الأوصياء أمر الله بطاعتهم وولايتهم كما أمر بطاعة الرسول وطاعة أمير المؤمنين ×, كنى الله في ذلك عن أسمائهم فسماهم بالأرض...{إذا رأوا} الشكاك والجاحدون {تجارة} يعني الأول {أو لهوا} يعني الثاني...{قل} يا محمد {ما عند الله} من ولاية علي والأوصياء (عليهم السلام) {خير من اللهو ومن التجارة} يعني بيعة الأول والثاني. [9]
قال سعيد بن جبير: ما خلق الله عز وجل رجلا بعد النبي | أفضل من علي بن أبي طالب ×, قول الله عز وجل {فاسعوا إلى ذكر الله} قال: إلى ولاية علي بن أبي طالب ×. [10]
عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} قال: انفضوا عنه إلا علي بن أبي طالب ×, فأنزل الله عز وجل {قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين}. [11]
عن جابر بن عبد الله قال: ورد المدينة عير فيها تجارة من الشام, فضرب أهل المدينة بالدفوف وفرحوا وضجوا ودخلت والنبي | على المنبر يخطب يوم الجمعة, فخرج الناس من المسجد وتركوا رسول الله | قائما, ولم يبق معه في المسجد إلا اثنا عشر رجلا, علي بن أبي طالب × منهم. [12]
قال ابن عباس في قوله تعالى {وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما} إن دحية الكلبي جاء يوم الجمعة من الشام بالمسيرة, فنزل عند أحجار الزيت ثم ضرب بالطبول ليؤذن الناس بقدومه, فانفض الناس إليه إلا علي والحسن والحسين وفاطمة (عليهم السلام), وسلمان وأبو ذر والمقداد... وتركوا النبي | قائما يخطب على المنبر, فقال النبي |: لقد نظر الله يوم الجمعة إلى مسجدي, فلو لا الفئة الذين جلسوا في مسجدي لانضرمت المدينة على أهلها نارا وحصبوا بالحجارة كقوم لوط, ونزل فيهم {رجال لا تلهيهم تجارة} الآية. [13]
[1] بصائر الدرجات ص 225, معاني الأخبار ص 53, علل الشرائع ج 1 ص 124, الإختصاص ص 263, تفسير الصافي ج 5 ص 172, الفصول المهمة ج 1 ص 412, البرهان ج 5 ص 373, بحار الأنوار ج 16 ص 132, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 322, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 245
[2] بصائر الدرجات ص 226, علل الشرائع ج 1 ص 125, البرهان ج 5 ص 374, بحار الأنوار ج 16 ص 133, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 322, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 245
[3] تأويل الآيات ص 667, كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 945, البرهان ج 5 ص 375, اللوامع النورانية ص 741, بحار الأنوار ج 24 ص 330, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 246
[4] تفسير القمي ج 2 ص 366, تفسير الصافي ج 5 ص 172, البرهان ج 5 ص 375, بحار الأنوار ج 9 ص 243, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 322, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 244
[5] تفسير فرات ص 483, بحار الأنوار ج 36 ص 144
[6] شواهد التنزيل ج 2 ص 340
[7] الكافي ج 8 ص 334, تأويل الآيات ص 667, البرهان ج 5 ص 376, اللوامع النورانية ص 742, غاية المرام ج 5 ص 149, الوافي ج 5 ص 650, وسائل الشيعة ج 16 ص 346, بحار الأنوار ج 71 ص 260, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 324, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 247
[8] الكافي ج 1 ص 201, الغيبة للنعماني ص 221, الأمالي للصدوق ص 678, عيون أخبار الرضا × ج 1 ص 220, كمال الدين ج 2 ص 679, معاني الأخبار ص 99, الإحتجاج ج 2 ص 435, الوافي ج 3 ص 483, البرهان ج 4 ص 284, بحار الأنوار ج 25 ص 125
[9] الإختصاص ص 129, البرهان ج 5 ص 380, اللوامعا لنورانية ص 743, غاية المرام ج 4 ص 242, بحار الأنوار ج 24 ص 400
[10] تفسير فرات ص 483, بحار الأنوار ج 36 ص 144
[11] تأويل الآيات ص 668, البرهان ج 5 ص 380, غاية المرام ج 4 ص 243, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 258
[12] تأويل الآيات ص 668, البرهان ج 5 ص 380, غاية المرام ج 4 ص 242, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 258
[13] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 146, البرهان ج 4 ص 77, غاية المرام ج 3 ص 265, بحار الأنوار ج 86 ص 195, مستدرك الوسائل ج 6 ص 25