سورة الصف

{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} (4)

 

عن أبي الحسن الرضا, عن أبائه عليهم السلام, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة يوم الغدير: واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} أتدرون ما سبيل الله؟ ومن سبيله؟ ومن صراط الله؟ ومن‏ طريقه؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوي به إلى النار, وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه |, أنا قسيم الجنة والنار, وأنا حجة الله على الفجار, ونور الأنوار, فانتبهوا عن رقدة الغفلة وبادروا بالعمل قبل حلول الأجل‏.[1]

 

عن أبي جعفر × قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×، وحمزة، وعبيدة بن الحارث، وسهل بن حنيف، والحارث بن الصمة، وأبي دجانة الأنصاري، والمقداد بن الأسود الكندي. [2]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‏} قال: نزلت في علي ×, وحمزة, وعبيدة بن الحارث, وسهل بن حنيف, والحارث بن الصمة, وأبي دجانة. [3]

 

عن ابن عباس في قوله عز وجل {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص} قال: قلت له: من هؤلاء؟ قال: علي بن أبي طالب ×, وحمزة أسد الله وأسد رسوله, وعبيدة بن الحارث, والمقداد بن الأسود. [4]

 

عن ابن عباس قال: كان علي × إذا صف إلى القتال كأنه {بنيان مرصوص} يتبع ما قال الله فيه, فمدحه الله وما قتل المشركين كقتله أحد. [5]

 

قال ابن عباس: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} قال كان علي × يخشى الله ويراقبه, ويعمل بفرائضه, ويجاهد في سبيله, وكان إذا صف في القتال كأنه {بنيان مرصوص} يقول الله: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‏} يتبع في جميع أمره مرضاة الله ورسوله |, وما قتل المشركين قبله أحد. [6]

 

بمصادر العامة

 

عن ابن عباس: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‏}: نزلت في علي ×, وحمزة, وعبيدة, وسهل بن حنيف, والحارث بن الصمة, وأبى دجانة. [7]

 

عن الضحاك, عن ابن عباس في قوله تعالى: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‏} أنه قيل له: من هؤلاء؟ قال: حمزة أسد الله وأسد رسوله، وعلي بن أبي طالب ×, وعبيدة بن الحارث, والمقداد بن الأسود. [8]

 

{إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص‏}, عن ابن عباس قال: كان علي × إذا صف في القتال كأنه {بنيان مرصوص‏} فأنزل الله تعالى هذه الآية. [9]

 

{وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني‏ إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي‏ من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين} (6)

 

عن أبي جعفر × قال: قوله تعالى {يجدونه‏} يعني اليهود والنصارى {مكتوبا} يعني صفة محمد |‏ {عندهم}‏ يعني {في‏ التوراة والإنجيل‏ يأمرهم‏ بالمعروف‏ وينهاهم‏ عن‏ المنكر}, وهو قول الله عز وجل يخبر عن عيسى × {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}. [10]

 

عن الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن رسول الله | في حديث طويل: أول ما في التوراة مكتوب محمد رسول الله, وهي بالعبرانية: طاب, ثم تلا رسول الله | هذه الآية {يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل‏} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}, وفي السطر الثاني اسم وصيي علي بن أبي طالب ×, والثالث والرابع سبطي الحسن والحسين ‘, وفي الخامس أمهما فاطمة سيدة نساء العالمين ÷, وفي التوراة اسم وصيي: إليا, واسم سبطي: شبر وشبير, وهما نورا فاطمة ÷, قال اليهودي: صدقت يا محمد. [11]

 

عن جابر الأنصاري, عن رسول الله | في حديث طويل: وأعطيت ما أعطوا وزادني ربي من فضله ما لم يعطه لأحد من خلقه غيري, فمن ذلك أنه أخذ لي الميثاق على سائر النبيين ولم يأخذ ميثاقي لأحد, ومن ذلك ما نبأ نبيا ولا أرسل رسولا إلا أمره بالإقرار بي وأن يبشر أمته بمبعثي ورسالتي, والشاهد لي بهذا قوله جل ذكره في التوراة لموسى ×: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون‏} ولا يعلمون نبيا ولا رسولا غيري, وفي الإنجيل قوله عز اسمه الذي حكاه فيما أنزله علي من خطابه لأخي عيسى بن مريم × {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} ويعلم أنه ما يرسل رسولا اسمه أحمد غيري‏. [12]

 

عن الكلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: قال × لي: كم لمحمد | اسم في القرآن؟ قال: قلت: اسمان أو ثلاث, فقال ×: يا كلبي, له عشرة أسماء, {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} و{لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} و{طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} و{يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} و{ن والقلم وما يسطرون} و{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} و{يا أيها المزمل} و{يا أيها المدثر} و{قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر اسم من أسماء محمد | ونحن أهل الذكر,[13] فاسأل يا كلبي عما بدا لك, قال: فأنسيت والله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه. [14]

 

عن أبي جعفر × قال: إن لرسول الله | عشرة أسماء, خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن, فأما التي في القرآن: ف{محمد} و{أحمد} و{عبد الله} و{يس} و{ن} [15] وأما التي ليست في القرآن: فالفاتح, والخاتم, والكافي, والمقفى, والحاشر. [16]

 

{يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون (8) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون (9)}

 

عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن ×, قال: سألته عن قول الله تبارك وتعالى {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين × بأفواههم, قلت: قوله تعالى {والله متم نوره} قال: يقول: والله متم الإمامة, والإمامة هي النور, وذلك قوله عز وجل {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} قال: النور هو الإمام. [17]

 

عن أبي الحسن الماضي ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم}‏ قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين × بأفواههم, قلت‏ {والله متم نوره}‏ قال: والله متم الإمامة لقوله عز وجل الذين‏ {فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا} فالنور هو الإمام, قلت:[18] {هو الذي أرسل رسوله‏ بالهدى‏ ودين الحق‏} قال: هو الذي أمر رسوله | بالولاية لوصيه, والولاية هي دين الحق, قلت‏ {ليظهره على الدين كله}‏, قال: يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم #, قال: يقول الله‏ {والله متم نوره}‏ ولاية القائم‏ # {ولو كره الكافرون}‏ بولاية علي‏ ×. [19]

 

عن مصدق بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لن تخلو الأرض من حجة عالم يحيي فيها ما يميتون من الحق, ثم تلا هذه الآية {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}. [20]

 

عن أبي جعفر × أنه قال: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره} والله لو تركتم هذا الأمر ما تركه الله. [21]

 

عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل في كتابه {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} فقال: والله ما نزل تأويلها بعد, قلت: جعلت فداك, ومتى ينزل تأويلها؟ قال: حين يقوم القائم # إن شاء الله, فإذا خرج القائم # لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه, حتى لو أن كافرا أو مشركا في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن في بطني كافر, أو مشرك, فاقتله, قال: فيجيئه فيقتله. [22]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {هو الذي أرسل رسوله بالهدى و دين الحق ليظهره على الدين كله و لو كره المشركون‏} قال: إذا خرج القائم #. [23]

 

عن عباية بن ربعي أنه سمع أمير المؤمنين × يقول: {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} أظهر ذلك بعد؟ كلا والذي نفسي بيده, حتى لا يبقى قرية إلا ونودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله بكرة وعشيا. [24]

 

عن عبد الله بن العباس‏, عن رسول الله | في حديث طويل في فضل الأئمة عليهم السلام, قال |: يا ابن عباس, من أتى يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة. يا ابن عباس, من أنكرهم أو رد واحدا منهم فكأنما قد أنكرني وردني, ومن أنكرني وردني فكأنما أنكر الله ورده. يا ابن عباس, سوف يأخذ الناس يمينا وشمالا, فإذا كان كذلك فاتبع عليا × وحزبه, فإنه مع الحق والحق معه ولا يفترقان حتى يردا علي الحوض. يا ابن عباس, ولايتهم ولايتي وولايتي ولاية الله, وحربهم حربي وحربي حرب الله, وسلمهم‏ سلمي وسلمي سلم الله. ثم قال |: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم} {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}. [25]

 

عن رسول الله | في حديث طويل في فضل أمير المؤمنين ×: وهو كلمة الله التقوى, وعروة الله الوثقى, أتريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم {والله متم نوره‏} {ولو كره المشركون} [26] ويريد أعداء الله أن يطفئوا نور أخي {ويأبى الله إلا أن يتم نوره}‏. [27]

 

من كلام أمير المؤمنين × وقد بلغه عن معاوية وأهل الشام ما يؤذيه من الكلام فقال: الحمد لله قديما وحديثا, ما عاداني الفاسقون فعاداهم الله, ألم تعجبوا إن هذا لهو الخطب الجليل, إن فساقا غير مرضيين, وعن الإسلام وأهله منحرفين, خدعوا بعض هذه الأمة, وأشربوا قلوبهم حب الفتنة, واستمالوا أهواءهم بالإفك والبهتان, قد نصبوا لنا الحرب, وهبوا في إطفاء نور الله {والله متم نوره ولو كره الكافرون}, اللهم فإن ردوا الحق فاقصص جذمتهم, وشتت كلمتهم, وأبسلهم بخطاياهم, فإنه لا يذل من واليت, ولا يعز من عاديت. [28]

 

عن سيد الشهداء × في حديث طويل قبل موت معاوية بسنة, قال ×: أسألكم بحق الله عليكم, وحق رسول الله |, وحق قرابتي من نبيكم, لما سترتم مقامي هذا, ووصفتم مقالتي, ودعوتم أجمعين في أنصاركم من قبائلكم من أمنتم من الناس ووثقتم به, فادعوهم إلى ما تعلمون من حقنا, فإني أتخوف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب {والله متم نوره ولو كره الكافرون}. [29]

 

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل أن السيدة الزهراء ÷ قالت عندما هجم القوم على دارها: ويحك يا عمر! ما هذه الجرأة على الله ورسوله؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ {والله متم نوره‏}. [30]

 

عن زرارة بن أعين في حديث طويل في جنازة إسماعيل بن الإمام الصادق ×, عن أبي عبد الله ×, ثم حمل إلى قبره, فلما وضع في لحده قال ×: يا مفضل, اكشف عن وجهه, وقال للجماعة: أحي هو أم ميت؟ قلنا له: ميت, فقال: اللهم اشهد واشهدوا, فإنه سيرتاب المبطلون, {يريدون} إطفاء {نور الله بأفواههم}, ثم أومأ إلى موسى × {والله متم نوره‏} {ولو كره المشركون}. [31]

 

عن هرثمة بن أعين قال: دخلت على سيدي ومولاي يعني الرضا × في دار المأمون, وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا × قد توفي ولم يصح هذا القول, فدخلت أريد الإذن عليه, قال: وكان في بعض ثقات خدم المأمون غلام يقال له: صبيح الديلمي, وكان يتوالى سيدي حق ولايته, وإذا صبيح قد خرج, فلما رآني قال لي: يا هرثمة, ألست تعلم أني ثقة المأمون على سره وعلانيته؟ قلت: بلى, قال: اعلم يا هرثمة أن المأمون دعاني وثلاثين غلاما من ثقاته على سره وعلانيته في الثلث الأول من الليل فدخلت عليه وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع, وبين يديه سيوف مسلولة مشحوذة مسمومة, فدعا بنا غلاما غلاما وأخذ علينا العهد والميثاق بلسانه, وليس بحضرتنا أحد من خلق الله غيرنا, فقال لنا: هذا العهد لازم لكم, أنكم تفعلون ما آمركم به ولا تخالفوا فيه شيئا, قال: فحلفنا له, فقال: يأخذ كل‏ واحد منكم سيفا بيده وامضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا في حجرته, فإن وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فلا تكلموه وضعوا أسيافكم عليه واخلطوا لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه, ثم اقلبوا عليه بساطه وامسحوا أسيافكم به وصيروا إلي, وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه عشر بدر دراهم, وعشر ضياع منتخبة, والحظوظ عندي ما حييت وبقيت, قال: فأخذنا الأسياف بأيدينا ودخلنا عليه في حجرته, فوجدناه × مضطجعا يقلب طرف يديه ويكلم بكلام لا نعرفه, قال: فبادر الغلمان إليه بالسيوف ووضعت سيفي, وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم مصيرنا إليه, فليس على بدنه ما لا تعمل فيه السيوف, فطووا على بساطه وخرجوا حتى دخلوا على المأمون, فقال: ما صنعتم؟ قالوا: فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين, قال: لا تعيدوا شيئا مما كان, فلما كان عند تبلج الفجر خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس محلل الأزرار وأظهر وفاته وقعد للتعزية, ثم قام حافيا حاسرا فمشى لينظر إليه وأنا بين يديه, فلما دخل عليه حجرته سمع همهمته فأرعد, ثم قال: من عنده؟ قلت: لا علم لنا يا أمير المؤمنين, فقال: أسرعوا وانظروا, قال صبيح: فأسرعنا إلى البيت فإذا سيدي × جالس في محرابه يصلي ويسبح, فقلت: يا أمير المؤمنين, هو ذا نرى شخصا في محرابه يصلي ويسبح, فانتفض‏ المأمون وارتعد ثم قال: غدرتموني لعنكم الله, ثم التفت إلي من بين الجماعة فقال لي: يا صبيح, أنت تعرفه, فانظر من المصلي عنده, قال صبيح: فدخلت وتولى المأمون راجعا, ثم صرت إليه عند عتبة الباب قال × لي: يا صبيح, قلت: لبيك يا مولاي, وقد سقطت لوجهي, فقال: قم يرحمك الله‏ {يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم‏} {والله متم نوره ولو كره الكافرون}‏, قال: فرجعت إلى المأمون فوجدت وجهه كقطع‏ الليل المظلم, فقال لي: يا صبيح, ما وراءك؟ فقلت له: يا أمير المؤمنين, هو والله جالس في حجرته وقد ناداني وقال لي كيت وكيت, قال: فشد أزراره وأمر برد أثوابه, وقال: قولوا إنه كان غشي عليه وإنه قد أفاق.

قال هرثمة: فأكثرت لله عز وجل شكرا وحمدا, ثم دخلت على سيدي الرضا × فلما رآني قال: يا هرثمة, لا تحدث أحدا بما حدثك به صبيح إلا من امتحن الله قلبه للإيمان بمحبتنا وولايتنا, فقلت: نعم يا سيدي, ثم قال ×: يا هرثمة, والله لا يضرنا كيدهم شيئا {حتى يبلغ الكتاب أجله‏}. [32]

 

عن المحمودي قال: رأيت خط أبي محمد × لما خرج من حبس المعتمد {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}. [33]

 

من رسالة صاحب الزمان # للشيخ المفيد: إنا غير مهملين لمراعاتكم, ولا ناسين لذكركم, ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء, واصطلمكم الأعداء, فاتقوا الله جل جلاله وظاهرونا على انتياشكم‏ من فتنة قد أنافت عليكم,‏  يهلك فيها من‏ حم أجله‏, ويحمى عنها من أدرك أمله, وهي أمارة لأزوف حركتنا, ومباثتكم بأمرنا ونهينا, {والله متم نوره}‏ {ولو كره المشركون‏}. [34]

 

عن ابن عباس‏ في قوله عز وجل‏ {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}‏ قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقى يهودي ولا نصراني ولا صاحب ملة إلا الإسلام, حتى تأمن الشاة والذئب والبقرة والأسد والإنسان والحية, وحتى لا تقرض فأرة جرابا, وحتى توضع الجزية, ويكسر الصليب‏, ويقتل الخنزير, وهو قوله تعالى‏ {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون‏} وذلك يكون عند قيام القائم #. [35]

 

عن ابن عباس أنه قال لعائشة حين هجمت على نعش الإمام الحسن ×: يا حميراء, ليس يومنا منك بواحد, يوم على الجمل ويوم على البغلة, أما كفاك أن يقال: يوم الجمل, حتى يقال: يوم البغل, يوم على هذا ويوم على هذا, بارزة عن حجاب رسول الله |, تريدين إطفاء نور الله {والله‏ متم‏ نوره}‏ {ولو كره المشركون‏}. [36]

 

روى جماعة من الثقات أنه لما أمر المتوكل بحرث قبر الحسين × وأن يجرى الماء عليه من العلقمي, أتى زيد المجنون وبهلول المجنون إلى كربلاء, فنظرا إلى القبر وإذا هو معلق بالقدرة في الهواء فقال زيد: {يريدون‏ ليطفؤا نور الله‏ بأفواههم}‏ {ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}‏, وذلك أن الحراث حرث سبع عشرة مرة والقبر يرجع على حاله, فلما نظر الحراث إلى ذلك آمن بالله وحل القبر, فأخبر المتوكل فأمر بقتله. [37]

 

بمصادر العامة

 

عن الإمام علي × في حديث طويل لما شتمه بعض المنافقين, قال ×: فالحمد لله ولا إله إلا الله, لقديما ما عاداني الفاسقون, إن هذا لهو الخطب الجلل, إن فساقا كانوا عندنا غير مرضيين وعلى الإسلام‏ وأهله متخوفين, أصبحوا وقد خدعوا شطر هذه الأمة, وأشربوا في قلوبهم حب الفتنة, واستمالوا أهواءهم بالإفك والبهتان, ونصبوا لنا الحرب, وجدوا في إطفاء نور الله‏ {والله متم نوره ولو كره الكافرون}‏. [38]

 

من رسالة الإمام علي × لمعاوية: أما بعد, فطالما دعوت أنت وأولياؤك أولياء الشيطان الرجيم الحق‏ أساطير الأولين, ونبذتموه وراء ظهوركم, وجهدتم بإطفاء نور الله بأيديكم وأفواهكم‏ {والله متم نوره ولو كره الكافرون}‏. [39]

 

عن المحمودي قال: رأيت خط أبي محمد × لما اخرج من حبس المعتمد: {يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون}. [40]

 

{يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} (10)

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم}، قال: قال أمير المؤمنين ×: أنا التجارة العظمى المربحة المنجية من عذاب الله الأليم التي دل الله تعالى عليها في كتابه. [41]

 

{يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني‏ إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على‏ عدوهم فأصبحوا ظاهرين} (14)

 

عن أبي عبد الله × قال: إن حواري عيسى × كانوا شيعته, وإن شيعتنا حواريونا, وما كان حواري عيسى × بأطوع له من حوارينا لنا, وإنما قال عيسى × للحواريين: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله}, فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه, وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله | ينصرونا ويقاتلون دوننا, ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان, جزاهم الله عنا خيرا. وقد قال أمير المؤمنين ×: والله لو ضربت خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا, ووالله لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من المال ما أحبونا. [42]

 

عن ابن أبي يعفور قال: دخلت على أبي عبد الله × وعنده نفر من أصحابه, فقال لي: يا ابن أبي يعفور, هل قرأت القرآن؟ قال: قلت: نعم, هذه القراءة, قال: عنها سألتك, ليس عن غيرها, قال: فقلت: نعم جعلت فداك, ولم؟ قال ×: لأن موسى × حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بمصر, فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم, ولأن عيسى × حدث قومه بحديث فلم يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريت, فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم, وهو قول الله عز وجل‏ {فآمنت‏ طائفة من‏ بني‏ إسرائيل‏ وكفرت‏ طائفة فأيدنا الذين‏ آمنوا على‏ عدوهم‏ فأصبحوا ظاهرين},‏ وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه برميلة الدسكرة, فتقاتلونه فيقاتلكم فيقتلكم, وهي آخر خارجة يكون‏. [43]

 

عن معمر قال: تلا قتادة {يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله‏} قال: قد كان محمد | بحمد الله قد جاءه حواريون فبايعوه ونصروه حتى أظهر الله دينه, والحواريون كلهم من قريش, فذكر عليا ×, وحمزة, وجعفر, وعثمان بن مظعون, وآخرين. [44]

 

 


[1] مصباح المتهجد ج 2 ص 756, مصباح الزائر ص 158, الإقبال ج 1 ص 463, تسلية المجالس ج 1 ص 225, بحار الأنوار ج 94 ص 117

[2] البرهان ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 738, غاية المرام ج 4 ص 245

[3] تأويل الآيات ص 660, تفسير فرات ص 481, البرهان ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 737, غاية المرام ج 4 ص 244, بحار الأنوار ج 36 ص 24, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 221

[4] تأويل الآيات ص 660, البرهان ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 738, غاية المرام ج 4 ص 244, بحار الأنوار ج 36 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 222

[5] تأويل الآيات ص 661, البرهان ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 738, غاية المرام ج 4 ص 244, بحار الأنوار ج 36 ص 25, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 222

[6] روضة الواعظين ج 1 ص 105, البرهان ج 4 ص 545, اللوامع النورانية ص 537

[7] ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني ص 49, تفسير الحبري ص 321, شواهد التنزيل ج 2 ص 339

[8] شواهد التنزيل ج 2 ص 337

[9] شواهد التنزيل ج 2 ص 339

[10] الكافي ج 8 ص 117, كمال الدين ج 1 ص 217, الوافي ج 2 ص 287, تفسير الصافي ج 2 ص 243, إثبات الهداة ج 1 ص 188, البرهان ج 5 ص 364, الإنصاف في النص ص 83, بحار الأنوار ج 11 ص 48, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 82, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 200

[11] الأمالي للصدوق ص 192. الإحنصاص ص 37

[12] الهداية الكبرى ص 380

[13] إلى هنا في إثبات الهداة

[14] بصائر الدرجات ص 512, مختصر البصائر ص 211, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 16 ص 101, إثبات الهداة ج 1 ص 213

[15] إلى هنا في تفسير الصافي والبرهان وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[16] الخصال ج 2 ص 427, بحار الأنوار ج 16 ص 96, تفسير الصافي ج 4 ص 244, البرهان ج 4 ص 564, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 374, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 52

[17] الكافي ج 1 ص 195, الوافي ج 3 ص 512, إثبات الهداة ج 2 ص 6, البرهان ج 5 ص 365, اللوامع النورانية ص 749, غاية المرام ج 4 ص 339, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231

[18] من هنا في مناقب آل أبي طالب والصراط المستقيم وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[19] الكافي ج 1 ص 432, تأويل الآيات ص 661, الوافي ج 3 ص 914, إثبات الهداة ج 3 ص 13, البرهان ج 5 ص 365, حلية الأبرار ج 5 ص 363, اللوامع النورانية ص 739, بحار الأنوار ج 23 ص 318, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 82, الصراط المستقيم ج 2 ص 74, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 233

[20] بصائر الدرجات ص 487, كمال الدين ج 1 ص 221, نوادر الأخبار ص 115, إثبات الهداة ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 23 ص 52, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 317, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231

[21] تأويل الآيات ص 661, البرهان ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 23 ص 320, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 231

[22] تأويل الآيات ص 663, البرهان ج 5 ص 316, حلية الأبرار ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 51 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 233

[23] تفسير فرات ص 481

[24] تأويل الآيات ص 663, البرهان ج 5 ص 366, حلية الأبرار ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 51 ص 60, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 234

[25] كفاية الأثر ص 18, الإنصاف في النص ص 300, بحار الأنوار ج 36 ص 286

[26] إلى هنا في تأويل الآيات والبرهان وبحار الأنوار وتفسير كنز الدقائق

[27] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 686, تأويل الآيات ص 662, البرهان ج 5 ص 365, بحار الأنوار ج 22 ص 149, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 232

[28] الإرشاد ج 1 ص 264, بحار الأنوار ج 32 ص 390. نحوه: كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 812, وقعة صفين ص 391

[29] كتاب سليم بن قيس ج 2 ص 789, بحار الأنوار ج 33 ص 182. نحوه: الإحتجاج ج 2 ص 296, نوادر الأخبار ص 189, مستدرك الوسائل ج 17 ص 291

[30] الهداية الكبرى ص 407, حلية الأبرار ج 5 ص 391,بحار الأنوار ج 53 ص 18, رياض الأبرار ج 3 ص 226

[31] الغيبة للنعماني ص 328, مناقب آل أبي طالب ج 1 ص 267, بحار الأنوار ج 48 ص 21

[32] عيون أخبار الرضا × ج 2 ص 214, دلائل الإمامة ص 360, إثبات الهداة ج 4 ص 330, حلية الأبرار ج 4 ص 446, بحار الأنوار ج 49 ص 186, الهداية الكبرى ص 280 نحوه, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 349 بإختصار, الصراط المستقيم ج 2 ص 195 بإختصار شديد

[33] مهج الدعوات ص 276, بحار الأنوار ج 50 ص 314

[34] الإحتجاج ج 2 ص 497, نوادر الأخبار ص 342, بحار الأنوار ج 53 ص 175, خاتمة المستدرك ج 3 ص 225

[35] تأويل الآيات ص 663, البرهان ج 5 ص 367, حاية الأبرار ج 5 ص 366, بحار الأنوار ج 51 ص 61, رياض الأبرار ج 3 ص 30, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 234

[36] عيون المعجزات ص 66, مدينة المعاجز ج 3 ص 374, بحار الأنوار ج 44 ص 141

[37] مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 64, بحار الأنوار ج 45 ص 401, رياض الأبرار ج 1 ص 307

[38] شرح نهج البلاغة ج 8 ص 55

[39] شرح نهج البلاغة ج 16 ص 135

[40] إثبات الوصية ص 255

[41] غرر الأخبار ص 158, تأويل الآيات ص 664, البرهان ج 5 ص 368, اللوامع النورانية ص 740, بحار الأنوار ج 24 ص 330, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 236

[42] الكافي ج 8 ص 268, تفسير فرات ص 482, الوافي ج 5 ص 819, البرهان ج 5 ص 369, بحار الأنوار ج 14 ص 274, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 319, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 238

[43] الزهد ص 104, بحار الأنوار ج 7 ص 284

[44] تأويل الآيات ص 665, البرهان ج 5 ص 369, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 240