{يا أيها المدثر (1) قم فأنذر (2) وربك فكبر (3)}
عن الكلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: قال × لي: كم لمحمد | اسم في القرآن؟ قال: قلت: اسمان أو ثلاث, فقال ×: يا كلبي, له عشرة أسماء, {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} و{لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} و{طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} و{يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} و{ن والقلم وما يسطرون} و{ما أنت بنعمة ربك بمجنون} و{يا أيها المزمل} و{يا أيها المدثر} و{قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر اسم من أسماء محمد | ونحن أهل الذكر,[1] فاسأل يا كلبي عما بدا لك, قال: فأنسيت والله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه. [2]
[3]
عن ابن عباس في قوله {يا أيها المدثر} يعني محمدا | يدثر بثيابه, {قم فأنذر} أي فصل وادع علي بن أبي طالب × إلى الصلاة معك {وربك فكبر} مما تقول عبدة الأوثان. [4]
{فإذا نقر في الناقور (8) فذلك يومئذ يوم عسير (9) على الكافرين غير يسير (10)}
عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {فإذا نقر في الناقور} قال: إن منا إماما مظفرا مستترا, فإذا أراد الله عز ذكره إظهار أمره نكت في قلبه نكتة فظهر, فقام بأمر الله تبارك وتعالى. [5]
عن أبي جعفر × قال: قوله عز وجل {فإذا نقر في الناقور} قال: الناقور هو النداء من السماء: ألا إن وليكم فلان بن فلان القائم بالحق, ينادي به جبرئيل × في ثلاث ساعات من ذلك اليوم, {فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير} يعني بالكافرين المرجئة الذين كفروا بنعمة الله وبولاية علي بن أبي طالب ×. [6]
{ذرني ومن خلقت وحيدا (11) وجعلت له مالا ممدودا (12) وبنين شهودا (13) ومهدت له تمهيدا (14) ثم يطمع أن أزيد (15) كلا إنه كان لآياتنا عنيدا (16) سأرهقه صعودا (17) إنه فكر وقدر (18) فقتل كيف قدر (19) ثم قتل كيف قدر (20) ثم نظر (21) ثم عبس وبسر (22) ثم أدبر واستكبر (23) فقال إن هذا إلا سحر يؤثر (24) إن هذا إلا قول البشر (25) سأصليه سقر (26) وما أدراك ما سقر (27)}
عن أبي عبد الله × في قوله {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال: الوحيد ولد الزنا وهو زفر {وجعلت له مالا ممدودا} قال: أجلا إلى مدة {وبنين شهودا} قال: أصحابه الذين شهدوا أن رسول الله | لا يورث {ومهدت له تمهيدا} ملكه الذي ملكه مهده له {ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا} قال: لولاية أمير المؤمنين × جاحدا عاندا لرسول الله | فيها {سأرهقه صعودا إنه فكر وقدر} فكر فيما أمر به من الولاية, وقدر إن مضى رسول الله | أن لا يسلم لأمير المؤمنين × البيعة التي بايعه على عهد رسول الله | {فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر} قال: عذاب بعد عذاب يعذبه القائم # {ثم نظر} إلى النبي | وأمير المؤمنين × ف{عبس وبسر} مما أمر به {ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر}، قال زفر: إن النبي | سحر الناس بعلي × {إن هذا إلا قول البشر} أي ليس هو وحيا من الله عز وجل {سأصليه سقر} إلى آخر الآية, فيه نزلت. [7]
عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {ذرني ومن خلقت وحيدا} قال: يعني بهذه الآية إبليس اللعين خلقه وحيدا من غير أب ولا أم وقوله {وجعلت له مالا ممدودا} يعني هذه الدولة إلى يوم الوقت المعلوم, يوم يقوم القائم # {وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان لآياتنا عنيدا} يقول معاندا للأئمة يدعو إلى غير سبيلها ويصد الناس عنها, وهي آيات الله. [8]
قال أبو عبد الله ×: {صعودا} جبل في النار من نحاس, يعمل عليه حبتر ليصعده كارها, فإذا ضرب بيديه على الجبل ذابتا حتى يلحق بالركبتين, فإذا رفعهما عادتا, فلا يزال هكذا ما شاء الله. [9]
{لا تبقي ولا تذر} (28)
عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي عبد الله × في الدعاء عقب زيارة الإمام الحسين ×: ...ولكنك ذو أناة وقد أمهلت الذين اجترءوا عليك وعلى رسولك وحبيبك, فأسكنتهم أرضك وغذوتهم بنعمتك إلى أجل هم بالغوه ووقت هم صائرون إليه, ليستكملوا العمل الذي قدرت والأجل الذي أجلت, لتخلدهم في محط ووثاق ونار جهنم, وحميم وغساق, والضريع والإحراق, والأغلال والأوثاق, وغسلين وزقوم وصديد مع طول المقام في أيام لظى, وفي سقر التي {لا تبقي ولا تذر}, وفي الحميم والجحيم. [10]
{وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين أوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ما ذا أراد الله بهذا مثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر (31) كلا والقمر (32) والليل إذ أدبر (33) والصبح إذا أسفر (34) إنها لإحدى الكبر (35) نذيرا للبشر (36) لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر (37) كل نفس بما كسبت رهينة (38) إلا أصحاب اليمين (39) في جنات يتساءلون (40) عن المجرمين (41) ما سلككم في سقر (42) قالوا لم نك من المصلين (43) ولم نك نطعم المسكين (44) وكنا نخوض مع الخائضين (45) وكنا نكذب بيوم الدين (46) حتى أتانا اليقين (47) فما تنفعهم شفاعة الشافعين (48) فما لهم عن التذكرة معرضين (49)}
عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي ×, قلت {ليستيقن الذين أوتوا الكتاب} قال: يستيقنون أن الله ورسوله ووصيه حق, قلت: {ويزداد الذين آمنوا إيمانا} قال: ويزدادون بولاية الوصي إيمانا, قلت: {ولا يرتاب الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون}, قال ×: بولاية علي ×, قلت: ما هذا الارتياب؟ قال: يعني بذلك أهل الكتاب والمؤمنين الذين ذكر الله, فقال: ولا يرتابون في الولاية, قلت: {وما هي إلا ذكرى للبشر}, قال: نعم ولاية علي ×, قلت: {إنها لإحدى الكبر} قال: الولاية, قلت: {لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر} قال: من تقدم إلى ولايتنا أخر عن سقر, ومن تأخر عنا تقدم إلى سقر {إلا أصحاب اليمين} قال: هم والله شيعتنا, قلت: {لم نك من المصلين}, قال: إنا لم نتول وصي محمد والأوصياء من بعده (عليهم السلام) ولا يصلون عليهم, قلت {فما لهم عن التذكرة معرضين} قال: عن الولاية معرضين. [11]
عن ابن عباس في قوله الله عز وجل: {ويزداد الذين آمنوا} إيمانهم لمحمد | و{إيمانا} بولاية علي ×. [12]
عن أبي جعفر × في قوله: {إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر} قال: يعني فاطمة ÷. [13]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {إنها لإحدى الكبر نذيرا للبشر} يعنى محمد | نذيرا للبشر في الرجعة. [14]
عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام قال: كنا جلوسا معه فتلا رجل هذه الآية {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} فقال رجل: ومن أصحاب اليمين؟ قال × شيعة علي بن أبي طالب ×. [15]
عن أبي جعفر × في قول الله تعالى {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} قال: نحن وشيعتنا. [16]
عن أبي جعفر × في قول الله عز وجل {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} قال: هم شيعتنا أهل البيت (عليهم السلام). [17]
عن أبي جعفر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام أن النبي | قال لعلي ×: يا علي, قوله عز وجل {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر} والمجرمون هم المنكرون لولايتك[18] {قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين} فيقول لهم أصحاب اليمين: ليس من هذا أوتيتم, فما الذي سلككم في سقر يا أشقياء؟ قالوا: {وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين} فقالوا لهم: هذا الذي سلككم في سقر يا أشقياء, ويوم الدين يوم الميثاق حيث جحدوا وكذبوا بولايتك وعتوا عليك واستكبروا. [19]
عن أبي عبد الله × في قوله تعالى {في جنات يتساءلون عن المجرمين. ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} يعني لم نك من شيعة علي بن أبي طالب × {ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين} فذاك يوم القائم # وهو يوم الدين {حتى أتانا اليقين} أيام القائم # {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} فما تنفعهم شفاعة لمخلوق, ولن يشفع فيهم رسول الله | يوم القيامة. [20]
عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن تفسير هذه الآية {ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين} قال: عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم {والسابقون السابقون أولئك المقربون}, أما ترى الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة مصلي فذلك الذي عنى حيث قال: {لم نك من المصلين} لم نك من أتباع السابقين. [21]
عن أبي عبد الله ×, عن رسول الله | في حديث طويل أن الله تعالى قال له في المعراج حاكيا عن القيامة: ثم يجثوا أمير المؤمنين × بين يدي الله للخصومة مع الرابع, فيدخل الثلاثة في جب فيطبق عليهم لا يراهم أحد ولا يرون أحدا, فيقول الذين كانوا في ولايتهم: {ربنا أرنا الذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين} قال الله عز وجل: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون} فعند ذلك ينادون بالويل والثبور, ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنين × ومعهم حفظة, فيقولان: اعف عنا واسقنا وخلصنا, فيقال لهم {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} بإمرة المؤمنين, ارجعوا ظماء مظمئين إلى النار, فما شرابكم إلا الحميم والغسلين وما تنفعكم {شفاعة الشافعين}. [22]
بمصادر العامة
عن أبي جعفر × في قوله: {كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين} قال: هم شيعتنا أهل البيت. [23]
عن أبي جعفر × في قول الله تعالى: {إلا أصحاب اليمين} قال: نحن وشيعتنا أصحاب اليمين. [24]
[1] إلى هنا في إثبات الهداة
[2] بصائر الدرجات ص 512, مختصر البصائر ص 211, البرهان ج 3 ص 563, بحار الأنوار ج 16 ص 101, إثبات الهداة ج 1 ص 213
[3] مختصر البصائر ص 113, الإبقاظ من الهجعة ص 357, البرهان ج 5 ص 522, بحار الأنوار ج 53 ص 42, رياض الأبرار ج 3 ص 245
[4] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 14, بحار الأنوار ج 38 ص 202
[5] الكافي ج 1 ص 343, رجال الكشي ص 192, الإمامة والتبصرة ص 123, الغيبة للنعماني ص 187, كمال الدين ج 2 ص 349, الغيبة للطوسي ص 164, تأويل الآيات ص 708, الوافي ج 2 ص 418, تفسير الصافي ج 5 ص 246, إثبات الهداة ج 5 ص 59, البرهان ج 5 ص 524, بحار الأنوار ج 51 ص 57, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 454, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 16, مستدرك الوسائل ج 12 ص 299
[6] تأويل الآيات ص 708, البرهان ج 5 ص 525, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 17
[7] تفسير القمي ج 2 ص 395, البرهان ج 5 ص 526, بحار الأنوار ج 30 ص 168, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 454, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 22
[8] تأويل الآيات ص 709, البرهان ج 5 ص 528, حلية الأبرار ج 5 ص 408, اللوامع النورانية ص 788, بحار الأنوار ج 24 ص 325, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 18
[9] تأويل الآيات ص 709, البرهان ج 5 ص 528, حلية الأبرار ج 5 ص 408, بحار الأنوار ج 24 ص 325, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 19
[10] كامل الزيارات ص 240, التهذيب ج 6 ص 64, المزار للمفيد ص 116, المزار الكبير ص 385, الوافي ج 14 ص 1508, بحار الأنوار ج 98 ص 187
[11] الكافي ج 1 ص 434, تأويل الآيات ص 714, الوافي ج 3 ص 917, البرهان ج 5 ص 527, اللوامع النورانية ص 786, بحار الأنوار ج 24 ص 338
[12] شرح الأخبار ج 2 ص 352
[13] تفسير القمي ج 2 ص 396, البرهان ج 5 ص 528, بحار الأنوار ج 24 ص 331, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 458, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 27
[14] مختصر البصائر ص 114, الإبقاظ من الهجعة ص 358, البرهان ج 5 ص 522, بحار الأنوار ج 53 ص 42
[15] بشارة المصطفى | ص 162, بحار الأنوار ج 65 ص 48, تفسير فرات ص 514 نحوه
[16] تفسير فرات ص 513, شرح الأخبار ج 3 ص 455, بحار الأنوار ج 51 ص 61
[17] المحاسن ج 1 ص 171, تفسير فرات ص 513, تأويل الآيات ص 714, البرهان ج 5 ص 530, بحار الأنوار ج 65 ص 29
[18] إلى هنا في شرح الأخبار ومناقب آل أبي طالب
[19] تأويل الآيات ص 714, البرهان ج 5 ص 530, بحار الأنوار ج 7 ص 193. نحوه: شرح الأخبار ج 1 ص 235, مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 214
[20] تفسير فرات ص 514, بحار الأنوار ج 51 ص 61
[21] الكافي ج 1 ص 419, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 330, الوافي ج 3 ص 923, إثبات الهداة ج 2 ص 20, البرهان ج 5 ص 531, اللوامع النورانية ص 787, بحار الأنوار ج 24 ص 7, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 458, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 28
[22] كامل الزيارات ص 334, تأويل الآيات ص 840, الجواهر السنية ص 568, البرهان ج 4 ص 862, بحار الأنوار ج 28 ص 64, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 535
[23] شواهد التنزيل ج 2 ص 389
[24] شواهد التنزيل ج 2 ص 388