سورة المطففين

{ويل للمطففين (1) الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون (2) وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون (3)}

 

عن أبي عبد الله ×‏ في قوله عز وجل‏ {ويل للمطففين}‏ يعني المنافقين لخمسك يا محمد |, {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون}‏ أي إذا صاروا إلى حقوقهم من الغنائم يستوفون‏ {وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}‏ أي إذا سألوهم خمس آل محمد | نقصوهم. [1]

 

{كلا إن كتاب الفجار لفي سجين (7) وما أدراك ما سجين (8) كتاب مرقوم (9) ويل يومئذ للمكذبين (10) الذين يكذبون بيوم الدين (11) وما يكذب به إلا كل معتد أثيم (12) إذا تتلى‏ عليه آياتنا قال أساطير الأولين (13) كلا بل ران على‏ قلوبهم ما كانوا يكسبون (14) كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون (15) ثم إنهم لصالوا الجحيم (16) ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون (17) كلا إن كتاب الأبرار لفي‏ عليين (18) وما أدراك ما عليون (19) كتاب مرقوم (20) يشهده المقربون (21) إن الأبرار لفي‏ نعيم (22) على الأرائك ينظرون (23) تعرف في‏ وجوههم نضرة النعيم (24) يسقون من رحيق مختوم (25) ختامه مسك وفي‏ ذلك فليتنافس المتنافسون (26) ومزاجه من تسنيم (27) عينا يشرب بها المقربون (28) إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون (29) وإذا مروا بهم يتغامزون (30) وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين (31) وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون (32) وما أرسلوا عليهم حافظين (33) فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون (34) على الأرائك ينظرون (35) هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون (36)}

 

عن الكلبي, عن جعفر بن محمد × في قوله‏ {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين‏} قال: هو فلان وفلان,‏ {وما أدراك ما سجين} إلى قوله‏ {الذين يكذبون بيوم الدين}‏ زريق وحبتر {وما يكذب به إلا كل معتد أثيم إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين}‏ وهما زريق وحبتر, كانا يكذبان رسول الله | إلى قوله‏ {إنهم لصالوا الجحيم‏} هما {ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون}‏ يعني هما ومن تبعهما {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون‏} إلى قوله‏ {عينا يشرب بها المقربون‏} وهم رسول الله |, وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام),‏ {إن الذين أجرموا} زريق وحبتر ومن تبعهما {كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون}‏ برسول الله | إلى آخر السورة فيهما. [2]

 

عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي × في قوله تعالى: {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين} قال: هم الذين فجروا في حق الأئمة (عليهم السلام) واعتدوا عليهم, [3] قلت: ثم يقال: {هذا الذي كنتم به تكذبون} قال ×: يعني أمير المؤمنين‏ ×. [4]

 

عن أبي عبد الله × قال في قول الله تعالى {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم} بالشر ببغض محمد وآل محمد | {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم} بحب محمد وآل محمد |. [5]

 

عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن الله خلقنا من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا, وخلق أبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون}[6]  وخلق عدونا من سجين, وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين. كتاب مرقوم}. [7]

 

عن أبي عبد الله × قال: إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور مبتدع من نور, رسخ ذلك النور في طينة من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلق منه أبداننا, وخلق أبدانهم من طينة دون ذلك, فقلوبهم تهوى إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه, ثم قرأ {كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} وإن الله تبارك وتعالى خلق قلوب أعدائنا من طينة من سجين, وخلق أبدانهم من طينة من دون ذلك, وخلق قلوب شيعتهم مما خلق منه أبدانهم, فقلوبهم تهوى إليهم, ثم قرأ {إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم ويل يومئذ للمكذبين‏}. [8]

 

عن الباقر × في قوله {كلا إن كتاب الأبرار} إلى قوله {المقربون} وهو رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام). [9]

 

عن ابن عباس في قوله تعالى {إن الأبرار لفي نعيم على الأرائك ينظرون‏} إلى قوله {المقربون} نزل في علي وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفر (عليهم السلام) وفضلهم فيها باهر. [10]

 

عن جعفر بن محمد, عن أبيه, عن جده, عن علي بن أبي طالب عليهم السلام, عن النبي | في حديث طويل: يا علي, إن الله تبارك وتعالى أعطاني فيك سبع خصال: أنت أول من ينشق‏ عنه القبر معي, وأنت أول من يقف على الصراط معي, وأنت أول من يكسى إذا كسيت ويحيا إذا حييت, وأنت أول من يسكن معي في عليين, وأنت أول من يشرب معي من الرحيق المختوم الذي {ختامه مسك}‏. [11]

 

عن رسول الله | في حديث طويل: يا فاطمة, إن الله أعطاني في علي × سبع خصال: هو أول من ينشق عنه القبر معي، وأول من يقف معي على الصراط فيقول للنار خذي ذا وذري ذا، وأول من يكسى إذا كسيت، وأول من يقف معي على يمين العرش وأول من يقرع معي باب الجنة، وأول من يسكن معي عليين، وأول من يشرب معي من الرحيق المختوم {ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون‏}. [12]

 

عن فاطمة بنت الحسين ‘, عن أبيها ×, عن رسول الله | في حديث طويل: ابتدأني ربي‏ في علي بن أبي طالب × بسبع خصال‏: أما أولاهن فإنه أول‏ من ينشق عنه الأرض معي ولا فخر, وأما الثانية: فإنه يذود عن حوضي كما يذود الرعاة غريبة الإبل, وأما الثالثة: فإن من فقراء شيعة علي × ليشفع في مثل ربيعة ومضر, وأما الرابعة: فإنه أول من يقرع باب الجنة معي ولا فخر, وأما الخامسة: فإنه أول‏ من‏ يزوج من الحور العين ولا فخر, وأما السادسة: فإنه أول من يسكن معي في عليين ولا فخر, وأما السابعة: فإنه‏ فإنه أول من يسقى {من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. [13]

 

عن جابر بن عبد الله قال: قام فينا رسول الله | فأخذ بضبعي علي بن أبي طالب × حتى رئي بياض‏ إبطيه وقال له: إن الله ابتدأني فيك بسبع خصال, قال جابر: فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, وما السبع التي ابتدأك الله بهن؟ قال: أنا أول من يخرج من قبره وعلي معي, وأنا أول من يجوز على الصراط وعلي معي, وأنا أول من يقرع باب الجنة وعلي معي, وأنا أول من يسكن عليين وعلي معي, وأنا أول من يزوج من الحور العين وعلي معي, وأنا أول من يسقى من الرحيق المختوم الذي {ختامه مسك} وعلي معي. [14]

 

عن كعب الحبر في حديث طويل: فكل عين منها تسيل إلى أسفل الجنان إلا التسنيم فإنها تسيل إلى عليين فيشرب منها خاصة أهل الجنة وهم شيعة علي × وأحباؤه, ذلك قول الله عز وجل في كتابه {يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون} فهنيئا لهم. [15]

 

عن أبي أيوب الأنصاري قال: نزل النبي | داري فنزل, عليه جبرئيل × من السماء بجام من فضة, فيه سلسلة من ذهب, فيه ماء من الرحيق المختوم, فناول النبي | فشرب, ثم ناول عليا × فشرب, ثم ناول فاطمة ÷ فشربت, ثم ناول الحسن × فشرب, ثم ناول الحسين × فشرب, ثم ناول الأول فانضم الكأس, فأنزل الله تعالى {لا يمسه إلا المطهرون} {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. [16]

 

عن محمد بن سنان, عن الرضا × قال: هبط على الحسين × ملك وقد شكا إليه أصحابه العطش؛ فقال: إن الله تعالى يقرئك السلام ويقول: هل لك من حاجة؟ فقال الحسين ×: هو السلام ومن ربي السلام, وقال: قد شكا إلي أصحابي ما هو أعلم به مني من العطش, فأوحى الله تعالى إلى‏ الملك: قل للحسين: خط لهم بإصبعك خلف ظهرك يرووا, فخط الحسين × بإصبعه السبابة فجرى نهر أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، فشرب منه هو وأصحابه، فقال الملك: يا ابن رسول الله، تأذن لي أن أشرب منه، فإنه لكم خاصة، وهو الرحيق المختوم الذي {ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}, فقال الحسين ×: إن كنت تحب أن تشرب منه فدونك. [17]

 

عن أبي جعفر، عن أبيه علي بن الحسين‏ عليهم السلام, عن جابر بن عبد الله، عن النبي |في قوله تعالى: {ومزاجه من تسنيم} قال: هو أشرف شراب الجنة يشربه آل محمد |، وهم المقربون السابقون: رسول الله |, وعلي بن أبي طالب ×, وخديجة, وذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان. [18]

 

عن علي × أنه كان يمر بالنفر من قريش فيقولون: انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من بين أهله, ويتغامزون, فنزلت هذه الآيات {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون وإذا مروا بهم يتغامزون} إلى آخر السورة. [19]

 

عن علي بن الحسين × قال: إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان من الجنة فبسطتا على شفير جهنم, ثم يجي‏ء علي × حتى يقعد عليهما, فإذا قعد ضحك وإذا ضحك انقلبت جهنم, فصار عاليها سافلها, ثم يخرجان‏ فيوقفان بين يديه, فيقولان: يا أمير المؤمنين, يا وصي رسول الله, ألا ترحمنا؟ ألا تشفع لنا عند ربك؟ قال: فيضحك × منهما, ثم يقوم فيدخل الأريكتان ويعادان إلى موضعهما, فذلك قوله عز وجل‏ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون‏}. [20]

 

عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {إن الذين أجرموا كانوا من الذين‏ آمنوا يضحكون} إلى آخر السورة, نزلت في علي × وفي الذين استهزءوا به من بني أمية, وذلك أن عليا × مر على قوم من بني أمية والمنافقين فسخروا منه. [21]

 

قال الإمام العسكري ×: قال الامام العالم × في قوله تعالى {الله يستهزئ بهم}: فأما استهزاء الله تعالى بهم في الدنيا فهو أنه - مع أجرائه إياهم على ظاهر أحكام المسلمين لاظهارهم ما يظهرونه من السمع والطاعة، والموافقة - يأمر رسول الله| بالتعريض لهم حتى لا يخفى على المخلصين من المراد بذلك التعريض، ويأمره بلعنهم. وأما استهزاؤه بهم في الآخرة فهو أن الله عز وجل إذا أقرهم في دار اللعنة والهوان وعذبهم بتلك الألوان العجيبة من العذاب، وأقر هؤلاء المؤمنين في الجنان بحضرة محمد| صفي الملك الديان، أطلعهم على هؤلاء المستهزئين الذين كانوا يستهزؤن بهم في الدنيا حتى يروا ما هم فيه من عجائب اللعائن وبدائع النقمات، فتكون لذتهم وسرورهم بشماتتهم بهم، كما كان لذتهم وسرورهم بنعيمهم في جنان ربهم. فالمؤمنون يعرفون أولئك الكافرين والمنافقين بأسمائهم وصفاتهم، وهم على أصناف: منهم من هو بين أنياب أفاعيها تمضغه. ومنهم من هو بين مخالب سباعها تعبث به وتفترسه. ومنهم من هو تحت سياط زبانيتها وأعمدتها ومرزباتها تقع من أيديها عليه ما تشدد في عذابه، وتعظم خزيه ونكاله. ومنهم من هو في بحار حميمها يغرق، ويسحب فيها. ومنهم من هو في غسلينها وغساقها يزجره فيها زبانيتها. ومنهم من هو في سائر أصناف عذابها. والكافرون والمنافقون ينظرون، فيرون هؤلاء المؤمنين الذين كانوا بهم في الدنيا يسخرون لما كانوا من موالاة محمد وعلي وآلهما صلوات الله عليهم يعتقدون ويرون: منهم من هو على فرشها يتقلب. ومنهم من هو في فواكهها يرتع. ومنهم من هو في غرفها أو في بساتينها أ ومنتزهاتها يتبحبح، والحور العين والوصفاء والولدان والجواري والغلمان قائمون بحضرتهم، وطائفون بالخدمة حواليهم، وملائكة الله عز وجل يأتونهم من عند ربهم بالحباء والكرامات وعجائب التحف والهدايا والمبرات، يقولون لهم: {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} فيقول هؤلاء المؤمنون المشرفون على هؤلاء الكافرين المنافقين: يا فلان! ويا فلان! ويا فلان! - حتى ينادونهم بأسمائهم - ما بالكم في مواقف خزيكم ماكثون؟ هلموا إلينا نفتح لكم أبواب الجنان لتخلصوا من عذابكم، وتلحقوا بنا في نعيمها. فيقولون: يا ويلنا أنى لنا هذا؟ ف‍ يقول المؤمنون: انظروا إلى هذه الأبواب. فينظرون إلى أبواب من الجنان مفتحة يخيل إليهم أنها إلى جهنم التي فيها يعذبون، ويقدرون أنهم يتمكنون أن يتخلصوا إليها، فيأخذون بالسباحة في بحار حميمها، وعدوا بين أيدي زبانيتها وهم يلحقونهم ويضربونهم بأعمدتهم ومرزباتهم وسياطهم، فلا يزالون هكذا يسيرون هناك وهذه الأصناف من العذاب تمسهم، حتى إذا قدروا أن قد بلغوا تلك الأبواب وجدوها مردومة عنهم وتدهدههم الزبانية بأعمدتها فتنكسهم {إلى سواء الجحيم} ويستلقي أولئك المؤمنون على فرشهم في مجالسهم يضحكون منهم مستهزئين بهم فذلك قول الله تعالى {الله يستهزئ بهم} وقوله عز وجل {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون}. [22]

 

عن ابن عباس‏ في قوله تعالى‏ {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ قال: ذاك هو الحارث بن قيس وأناس معه كانوا إذا مر بهم علي × قالوا: انظروا إلى هذا الذي اصطفاه محمد واختاره من بين أهل بيته, فكانوا يسخرون ويضحكون, فإذا كان يوم القيامة فتح بين الجنة والنار باب, فعلي × يومئذ على الأرائك متكئ ويقول لهم: هلم لكم, فإذا جاءوا سد بينهم الباب, فهو كذلك يسخر منهم ويضحك, وهو قوله تعالى‏ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون‏}. [23]

 

عن مجاهد في قوله تعالى‏ {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ قال: إن نفرا من قريش كانوا يقعدون بفناء الكعبة فيتغامزون بأصحاب رسول الله | ويسخرون منهم, فمر بهم يوما علي × في نفر من أصحاب رسول الله | فضحكوا منهم وتغامزوا عليهم, وقالوا: هذا أخو محمد, فأنزل الله عز وجل‏ {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ فإذا كان يوم القيامة أدخل علي × من كان معه الجنة فأشرفوا على هؤلاء الكفار ونظروا إليهم فسخروا منهم وضحكوا وذلك قوله تعالى‏ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون‏}. [24]

 

بمصادر العامة

 

عن جابر أن النبي | في غزوة الطائف دعا عليا × فانتجاه, ثم قال: أيها الناس: إنكم تقولون: إني انتجيت عليا, ما أنا انتجيته, إن الله انتجاه, {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}. [25]

 

عن جابر بن عبد الله، عن النبي | في قوله تعالى: {ومزاجه من تسنيم‏} قال: هو أشرف شراب الجنة يشربه آل محمد |، وهم المقربون السابقون: رسول الله |, وعلي بن أبي طالب ×, وخديجة, وذريتهم الذين اتبعوهم بإيمان. [26]

 

عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {إن الذين أجرموا} إلى آخر السورة، قال: نزلت في علي ×، والذين استهزءوا به من بني أمية، أن عليا × مر على نفر من بني أمية وغيرهم من المنافقين، فسخروا منه، ولم يكونوا يصنعون شيئا إلا نزل به كتاب، فلما رأوا ذلك مطوا بحواجبهم فأنزل الله تعالى: {وإذا مروا بهم يتغامزون}. [27]

 

عن ابن عباس في قوله: {إن الذين أجرموا} إلى آخر السورة, قال: ف{الذين آمنوا} علي بن أبي طالب × وأصحابه، و{الذين أجرموا} منافقو قريش. [28]

 

عن ابن عباس‏ في قوله تعالى: {إن الذين أجرموا} قال: هم بنو عبد شمس، مر بهم علي بن أبي طالب × ومعه نفر فتغامزوا به وقالوا: هؤلاء هم‏ الضلال. فأخبر الله تعالى ما للفريقين عنده جميعا يوم القيامة وقال: {فاليوم الذين آمنوا} وهم‏ علي × وأصحابه‏ {من الكفار يضحكون على الأرائك ينظرون هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون}‏ بتغامزهم وضحكهم وتضليلهم عليا × وأصحابه, فبشر النبي | عليا × وأصحابه الذين كانوا معه أنكم ستنظرون إليهم وهم يعذبون في النار. [29]

 

عن مقاتل في قوله تعالى‏: {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون}‏ قال: وذلك أن علي بن أبي طالب × انطلق في نفر إلى النبي | فسخر منهم المنافقون وضحكوا وقالوا: {إن هؤلاء لضالون‏} يعني يأتون محمدا يرون أنهم على شي‏ء, فنزلت هذه الآية قبل أن يصل علي × ومن معه إلى النبي | فقال: {إن الذين أجرموا} يعني المنافقين‏ {كانوا من الذين آمنوا} يعني عليا × وأصحابه‏ {يضحكون}‏ إلى آخرها. [30]

 

قال مقاتل والكلبي: نزلت في علي بن أبي طالب × وذلك أنه جاء في نفر من المسلمين إلى النبي | فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا, ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم الأصلع فضحكنا منه, فأنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات قبل أن يصل علي × وأصحابه إلى رسول الله |. [31]

 

 


[1] تأويل الآيات ص 747, البرهان ج 5 ص 604, بحار الأنوار ج 24 ص 280, تفسير كنز الدقاق ج 14 ص 176

[2] تفسير القمي ج 2 ص 410, البرهان ج 5 ص 605, بحار الأنوار ج 24 ص 5

[3] إلى هنا في مناقب آل أبي طالب وتفسير الصافي وإثبات الهداة وتفسير نور الثقلين وتفسير كنز الدقائق

[4] الكافي ج 1 ص 435, تأويل الآيات ص 748, الوافي ج 3 ص 919, البرهان ج 5 ص 606, بحار الأنوار ج 24 ص 340, مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 284, تفسير الصافي ج 5 ص 299, إثبات الهداة ج 2 ص 22, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 530, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 180

[5] تفسير فرات ص 543. نحوه: تأويل الآيات ص 750, البرهان ج 5 ص 607

[6] إلى هنا في تفسير القمي والمحاسن وعلل الشرائع

[7] الكافي ج 1 ص 390, بصائر الدرجات ص 15, تأويل الآيات ص 748, الوافي ج 4 ص 29, البرهان ج 5 ص 606, بحار الأنوار ج 58 ص 43, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 529, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 184, تفسير القمي ج 2 ص 411, المحاسن ج 1 ص 132, علل الشرائع ج 1 ص 116

[8] علل الشرائع ج 1 ص 117, بحار الأنوار ج 5 ص 243, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 529

[9] منافب آل أبي طالب ج 4 ص 3, تفسير فرات ص 543, بحار الأنوار ج 24 ص 3, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 535, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 191

[10] مناقب آل أبي طالب ج 3 ص 233, بحار الأنوار ج 39 ص 224

[11] الفقيه ج 4 ص 374, الخصال ج 2 ص 342, الأمالي للطوسي ص 643, مكارم الأخلاق ص 445, الوافي ج 26 ص 182, البرهان ج 3 ص 499

[12] تفسير القمي ج 2 ص 337, البرهان ج 5 ص 193, بحار الأنوار ج 43 ص 100

[13] تفسير فرات ص 545, بحار الأنوار ج 40 ص 59

[14] تأويل الآيات ص 752, تفسير فرات ص 546, البرهان ج 5 ص 609, بحار الأنوار ج 39 ص 230

[15] بشارة المصطفى | ص 51, بحار الأنوار ج 65 ص 128

[16] مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 230, بحار الأنوار ج 39 ص 127

[17] الثاقب في المناقب ص 327, مدينة المعاجز ج 3 ص 495

[18] فضائل أمير المؤمنين × لابن عقدة ص 218, تأويل الآيات ص 753, البرهان ج 5 ص 609, بحار الأنوار ج 8 ص 150, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 191

[19] تأويل الآيات ص 754, البرهان ج 5 ص 610, اللوامع النورانية ص 821, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 36 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 193

[20] تأويل الآبات ص 756, البرهان ج 5 ص 611, اللوامع النورانية ص 823, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 30 ص 277, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 194

[21] تأويل الآيات ص 755, البرهان ج 5 ص 611, اللوامع النورانية ص 822, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 35 ص 339, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 194

[22] تفسير الإمام العسكري × ص 123, البرهان ج 1 ص 144, غاية المرام ج 4 ص 287, بحار الأنوار ج 30 ص 226

[23] تأويل الآيان ص 755, تفسير فرات ص 546, البرهان ج 5 ص 610, اللوامع النورانية ص 821, بحار الأنوار ج 35 ص 339, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 193

[24] تأويل الآيات ص 755, البرهان ج 5 ص 611, اللوامع النورانية ص 822, غاية المرام ج 4 ص 282, بحار الأنوار ج 36 ص 66, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 194

[25] شواهد التنزيل ج 2 ص 424

[26] شواهد التنزيل ج 2 ص 425

[27] شواهد التنزيل ج 2 ص 427

[28] شواهد التنزيل ج 2 ص 427, ما نزل من القرآن في علي × للمرزباني ص 50, تفسير الحبري ص 327

[29] شواهد التنزيل ج 2 ص 428

[30] شواهد التنزيل ج 2 ص 428

[31] تفسير الثعلبي ج 10 ص 158, مناقب الخوارزمي ص 275, مدارك التنزيل وحقائق التأويل ج 4 ص 323 نحوه