سورة المعارج

{سأل سائل بعذاب واقع (1) للكافرين ليس له دافع (2) من الله ذي المعارج (3) تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة (4)}

 

عن أبي الحسن × في قوله: {سأل سائل بعذاب واقع‏} قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر وما يلهمون فيها، فقال النبي |: سألت عن عذاب واقع, ثم كفر بأن ذلك لا يكون، فإذا وقع ف{ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏ قال: {تعرج الملائكة والروح‏} في صبح ليلة القدر إليه من عند النبي | والوصي. [1]

 

عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله | يوم غدير خم قال: فعلا عليها فحمد الله تعالى وأثنى عليه, ثم أخذ بعضد أمير المؤمنين علي‏ بن أبي طالب × فشالها ورفعها, ثم قال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله, دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله, ونشهد أنك رسول الله فصدقنا, وأمرتنا بالصلاة فصلينا, وبالصيام فصمنا, وبالجهاد فجاهدنا, وبالزكاة فأدينا, قال‏: ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رءوس الأشهاد؟ فقلت: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه, فهذا عن الله أم عنك؟ قال |: هذا عن الله لا عني, قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني, وأعاد ثالثا, فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول‏ {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏ واقع قال: فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته, وأنزل الله في عقب ذلك‏ {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}. [2]

 

عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعا: سمعنا ابن عباس قال: كنت مع رسول الله | إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد, أمرتنا بالصلاة والزكاة, أفمنك كان‏ هذا أم من ربك يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي, وأداء الرسالة مني حتى أقول ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي, قال: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب زعمت أنه منك كهارون من موسى, وشيعته على نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة, حتى يأتي الكوثر فيشرب ويسقي صح هذه الأمة, ويكون زمرة في عرصة القيامة, أبهذا الحب سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟ قال |: بلى سبق من السماء, ثم كان مني, لقد خلقنا الله نورا تحت العرش, فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنك ساحر كذاب يا محمد, ألستما من ولد آدم, قال: بلى, ولكن خلقنا الله‏ نورا تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة, فلما أن خلق الله آدم ألقى النور في صلب آدم فأقبل ينتقل ذلك النور من صلب إلى صلب, حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب وأبي طالب ‘, فخلقنا ربي من ذلك النور, لكن لا نبي بعدي, قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم إن كان محمد صادقا في مقالته فارم عمرا وأصحابه بشواظ من نار, قال: فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء, فأنزل الله هذه الآية {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏ فالسائل عمرو وأصحابه. [3]

 

عن حسين بن محمد قال: سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل‏ {سأل سائل}‏ فيمن نزلت؟ فقال: يا ابن أخي, لقد سألتني عن شي‏ء ما سألني عنه أحد قبلك, لقد سألت جعفر بن محمد × عن مثل الذي قلت, فقال: أخبرني أبي, عن جدي, عن أبيه, عن ابن عباس قال: لما كان يوم غدير خم قام رسول الله | خطيبا, فأوجز في خطبته, ثم دعا علي بن أبي طالب ×, فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتى رئي بياض إبطيه, وقال للناس: ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: ففشت هذه في الناس, فبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري, فرحل راحلته, ثم استوى عليها, ورسول الله | إذ ذاك بالأبطح, فأناخ ناقته ثم عقلها, ثم أتى النبي | فسلم, ثم قال: يا عبد الله, إنك دعوتنا إلى أن نقول: لا إله‏ إلا الله ففعلنا, ثم دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا, وفي القلب ما فيه, ثم قلت لنا صلوا فصلينا, ثم قلت لنا صوموا فصمنا, ثم قلت لنا حجوا فحججنا, ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, فهذا عنك أم عن الله؟ فقال له: بل عن الله, فقالها ثلاثا, فنهض وإنه لمغضب وإنه ليقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا {فأمطر علينا حجارة من السماء} تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا, وإن كان ما يقول محمد كذبا فأنزل به نقمتك, ثم أثار ناقته واستوى عليها, فرماه الله بحجر على رأسه فسقط ميتا, فأنزل الله تبارك وتعالى‏ {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏. [4]

 

عن سعد بن أبي وقاص قال: صلى بنا النبي | صلاة الفجر يوم الجمعة ثم أقبل علينا بوجهه الكريم الحسن وأثنى على الله تبارك وتعالى فقال: أخرج يوم القيامة وعلي بن أبي طالب × أمامي وبيده لواء الحمد, وهو يومئذ من شقتين: شقة من السندس, وشقة من الإستبرق, فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن كلاب بن ربيعة فقال: قد أرسلوني إليك لأسألك, فقال: قل يا أخا البادية, قال: ما تقول في علي بن أبي طالب؟ فقد كثر الاختلاف فيه, فتبسم رسول الله | ضاحكا فقال: يا أعرابي, ولم كثر الاختلاف فيه؟ علي × مني كرأسي من بدني وزري من قميصي, فوثب الأعرابي مغضبا ثم قال: يا محمد, إني أشد من علي بطشا, فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟ فقال النبي |: مهلا يا أعرابي, فقد أعطي علي × يوم القيامة خصالا شتى: حسن يوسف, وزهد يحيى, وصبر أيوب, وطول آدم, وقوة جبرئيل (عليهم السلام), وبيده لواء الحمد, وكل الخلائق تحت اللواء, يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان, وهم الذين لا يتبددون في قبورهم, فوثب الأعرابي مغضبا وقال: اللهم إن يكن ما قال محمد فيه حقا فأنزل علي حجرا, فأنزل الله فيه: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏. [5]

 

عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}. فقال جعفر بن محمد ‘: لحجة البالغة التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم قال جعفر بن محمد ‘: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} ثم أنشأ جعفر بن محمد ‘ محدثا، - وذكر حديثا طويلا - وقال ‘ فيه: أقبل النضر بن الحارث فسلم، فرد عليه النبي |، فقال: يا رسول الله، إذا كنت سيد ولد آدم وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذا جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمك العباس جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وبنو شيبة لهم السدانة، فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟ فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول كان لنا ما لك، وعلينا ما عليك. فأطرق رسول الله طويلا، ثم رفع رأسه، ثم قال: ما أنا والله فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم، فما ذنبي؟ فولى النضر بن الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فأنزل الله عليه مقالة النضر بن الحارث، وهو يقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏ ونزلت هذه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}‏ إلى قوله تعالى: {وهم يستغفرون}‏. فبعث رسول الله | إلى النضر بن الحارث الفهري، وتلا عليه الآية، فقال: يا رسول الله، إني قد أسررت ذلك جميعه، أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولأهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا، أما أنا فأسألك أن تأذن لي فأخرج من المدينة، فإني لا أطيق المقام. فوعظه النبي | فقال: إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الأمر والخلق، مواهبه وعظيمة، وإحسانه واسع. فأبي النضر بن الحارث وسأله الإذن، فأذن له رسول الله |. فأقبل إلى بيته، وشد على راحلته راكبا متعصبا، وهو يقول: اللهم، إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فلما مر بظهر المدينة، وإذا بطير في مخلبه حجر فجدله، فأرسله إليه، فوقع على هامته، ثم دخل في دماغه، وخرت في بطنه حتى خرجت من دبره، ووقعت على ظهر راحلته وخرت حتى خرجت من بطنها فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين}‏ بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد {ليس له دافع من الله ذي المعارج} فبعث رسول الله | عند ذلك إلى المنافقين الذين اجتمعوا ليلا مع النضر بن الحارث، فتلا عليهم الآية، وقال: اخرجوا إلى صاحبكم الفهري، حتى تنظروا إليه، فلما رأوه انتحبوا وبكوا، وقالوا: من أبغض عليا وأظهر بغضه قتله بسيفه، ومن خرج من المدينة بغضا لعلي أنزل الله ما ترى. [6]

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن أبيه ‘ إنه قال في قول الله عز وجل: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج} قال: نزلت والله بمكة للكافرين بولاية علي ×. [7]

 

عن رومي بن حماد المخارقي‏ قال: قلت لسفيان بن عيينة: أخبرني عن‏ {سأل سائل‏} فيمن أنزلت؟ قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني‏ عنها أحد قبلك، سألت عنها جعفر بن محمد الصادق ‘ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد من قبلك, حدثني أبي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: لما حج النبي | حجة الوداع، فنزل بغدير خم، ونادى في الناس فاجتمعوا فقال: يا أيها الناس ألم أبلغكم الرسالة؟ قالوا: اللهم بلى. قال: أفلم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم بلى. قال: فأخذ بضبع علي × فرفعه حتى رؤي بياض إبطيهما، ثم‏ قال: أيها الناس, من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه. قال: فشاع ذلك الخبر فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأقبل يسير على ناقة له حتى نزل بالأبطح، فأناخ راحلته وشد عقالها، ثم أتى النبي | وهو في ملإ من أصحابه، فقال: يا رسول الله, والله الذي لا إله إلا هو، إنك أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نشهد أنك رسوله‏ فشهدنا، ثم أمرتنا أن نصلي خمسا فصلينا، ثم أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فصمنا، ثم أمرتنا أن نزكي فزكينا، ثم أمرتنا أن نحج فحججنا، ثم لم ترض حتى نصبت ابن عمك علينا, فقلت من كنت مولاه فهذا علي مولاه. هذا عنك أو عن الله تعالى؟ قال النبي |: لا، بل عن الله. قال: فقام الحارث بن النعمان مغضبا وهو يقول: اللهم إن كان ما قال محمد حقا فأنزل بي‏ نقمة عاجلة. قال: ثم أتى الأبطح فحل عقال ناقته واستوى عليها فلما توسط الأبطح رماه الله بحجر، فوقع وسط دماغه وخرج من دبره، فخر ميتا فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع‏}. [8]

 

عن جعفر بن محمد الصادق, عن ابيه ‘ قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وطار ذلك في البلاد، ثم قام على رسول الله | النعمان بن الحرث الفهري على قعود له، وقال: يا محمد، امرتنا عن الله عز وجل، ان نشهد ان لا إله الا الله وانك محمد رسول الله، فقبلنا ذلك منك، وامرتنا بالصلاة الخمس‏ فقبلناها منك‏، وامرتنا بالزكاة فقبلناها منك، وامرتنا بالحج فقبلناه منك، وامرتنا بالجهاد فقبلناه منك، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه، هذا شي‏ء منك او من الله عز وجل؟ فقال |: بل بامر الله تعالى، ثم قال للنعمان: والله الذي لا إله الا هو ان هذا هو من عند الله عز وجل اسمه؛ فولى النعمان بن الحرث يريد راحلته وهو يقول: {اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب‏ أليم}، فما وصل إليها حتى امطره الله تعالى بحجر على رأسه فقتله، فانزل الله تعالى {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين} الآية. [9]

 

عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنا الذي نزل على أعدائي {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع‏} بمعنى من أنكر ولايتي, وهو النعمان بن الحارث اليهودي لعنه الله تعالى‏. [10]

 

{سأل سائل بعذاب واقع} سئل أبو جعفر × عن معنى هذا، فقال: نار تخرج من المغرب وملك يسوقها من خلفها حتى تأتي دار بني سعد بن همام عند مسجدهم, فلا تدع دارا لبني أمية إلا أحرقتها وأهلها, ولا تدع دارا فيها وتر لآل محمد | إلا أحرقتها، وذلك المهدي #. [11]

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × في قوله تعالى {سأل سائل بعذاب واقع‏} قال: تأويلها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية, يعني نارا, حتى ينتهي إلى الكناسة, كناسة بني أسد, حتى تمر بثقيف لا تدع وترا لآل محمد | إلا أحرقته, وذلك قبل خروج القائم #. [12]

 

عن أبي عبد الله × أنه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله مقداره في القرآن فقال: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}: هي كرة رسول الله |، يكون ملكه في كرته خمسين ألف سنة، ويملك أمير المؤمنين × في كرته أربعا وأربعين ألف‏ سنة. [13]

 

بمصادر العامة

 

سئل سفيان بن عيينة عن قول الله سبحانه: {سأل سائل} فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدثني أبي, عن جعفر بن محمد, عن آبائه، فقال: لما كان رسول الله | بغدير خم، نادى بالناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي × فقال: {من كنت مولاه فعلي مولاه}. فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان القهري فأتى رسول الله | على ناقة له حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها، ثم أتى النبي | وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال: والذي لا إله إلا هو هذا من الله, فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله حقا {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع}. [14]

 

عن سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد, عن أبيه‏, عن علي‏ عليهم السلام قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه, طار ذلك في البلاد، فقدم على رسول الله | النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزكاة والصوم فقبلناها منك، ثم لم ترض حتى‏ نصبت هذا الغلام فقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه، فهذا شي‏ء منك أو أمر من عند الله؟ قال: أمر من عند الله, قال: الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله, قال: الله الذي لا إله إلا هو إن هذا من الله, قال: فولى النعمان وهو يقول: {اللهم‏ إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏. فرماه الله بحجر على رأسه فقتله فأنزل الله تعالى‏ {سأل سائل}‏.[15]

 

عن حذيفة بن اليمان قال: لما قال: رسول الله | لعلي ×: من كنت مولاه فهذا مولاه، قام النعمان بن المنذر الفهري فقال: هذا شي‏ء قلته من عندك أو شي‏ء أمرك به ربك؟ قال: لا بل أمرني به ربي, فقال: اللهم أنزل علينا حجارة من السماء, فما بلغ رحله حتى جاءه حجر فأدماه فخر ميتا, فأنزل الله تعالى {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع}. [16]

 

عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله | بعضد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم, ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، فقام إليه أعرابي فقال: دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فصدقناك, وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا، وبالزكاة فأدينا فلم تقنعك إلا أن تفعل هذا, فهذا عن الله أم عنك؟ قال: عن الله لا عني, قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال: نعم, ثلاثا فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك}‏ الآية، فما استتم الكلمات حتى نزلت نار من السماء فأحرقته, وأنزل الله في عقب ذلك‏ {سأل سائل}‏ إلى قوله {دافع}‏. [17]

 

{إنهم يرونه بعيدا (6) ونراه قريبا (7)}

 

عن جعفر بن محمد الصادق × في دعاء المعروف بدعاء العهد: اللهم وسر نبيك محمدا | الطاهرين برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم استكانتنا من بعده. اللهم اكشف هذه الغمة عن الأمة بحضوره، وعجل اللهم لنا ظهوره، {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}، برحمتك يا أرحم الراحمين.[18]

 

{إن الإنسان خلق هلوعا (19) إذا مسه الشر جزوعا (20) وإذا مسه الخير منوعا (21) إلا المصلين (22) الذين هم على صلاتهم دائمون (23}

 

عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري، عن أبيه ‘، في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: ...قال الله جل وعز: {إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إلا المصلين} فاستثنى الله تعالى نبيه المصطفى وأنت يا سيد الأوصياء من جميع الخلق... [19]

 

عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الماضي × في قوله عز وجل‏ {إلا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون}‏ قال: أولئك والله أصحاب الخمسين من شيعتنا, قال: قلت‏: {والذين هم على صلواتهم يحافظون‏} قال: أولئك أصحاب الخمس صلوات من شيعتنا, قال: قلت:‏ {وأصحاب اليمين}‏, قال: هم والله من شيعتنا. [20]

 

{والذين في أموالهم حق معلوم (24) للسائل والمحروم (25)}

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر, عن أبيه ‘ أن رجلا سأل أباه محمد بن علي × عن قول الله عز وجل {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} فقال له أبي ×: احفظ يا هذا وانظر كيف تروي عني, أن السائل والمحروم شأنهما عظيم, أما السائل فهو رسول الله | في مسألة الله لهم‏ حقه, والمحروم هو من حرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذريته الأئمة (عليهم السلام), هل سمعت وفهمت؟ ليس هو كما تقول الناس. [21]

 

{والذين يصدقون بيوم الدين‏} (26)

 

عن أبي جعفر × في قوله تعالى {والذين يصدقون بيوم الدين‏} قال: بخروج القائم #. [22]

 

{فلا أقسم برب المشارق والمغارب إنا لقادرون} (40)

 

عن أبي عبد الله × في قوله عز وجل {فلا أقسم برب المشارق والمغارب‏} قال: المشارق: الأنبياء, والمغارب الأوصياء (عليهم السلام). [23]

 

{خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} (44)

 

عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون} قال: يعني يوم خروج القائم #. [24]

 

 


[1] تفسير القمي ج 2 ص 385, البرهان ج 5 ص 482, بحار الأنوار ج 94 ص 13, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 413, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 430

[2] تفسير فرات ص 503, بحار الأنوار ج 37 ص 173

[3] تفسير فرات ص 504, بحار الأنوار ج 37 ص 174

[4] تأويل الآيات ص 697. نحوه: تفسير فرات ص 505, بحار الأنوار ج 37 ص 176

[5] تفسير فرات ص 506, بحار الأنوار ج 39 ص 216

[6] البرهان ج 2 ص 681, مدينة المعاجز ج 2 ص 273 جميعا عن الكشكول للحلي

[7] شرح الأخبار ج 1 ص 241

[8] الأربعون حديثا للرازي ص 82

[9] مدينة المعاجز ج 1 ص 407, عيون المعجزات ص 19

[10] الفضائل لابن شاذان ص 84, حلية الأبرار ج 2 ص 124

[11] تفسير القمي ج 2 ص 385, تفسير الصافي ج 5 ص 224, إثبات الهداة ج 5 ص 178, البرهان ج 5 ص 482, بحار الأنوار ج 52 ص 188, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 412, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 430

[12] الغيبة للنعماني ص 272, بحار الأنوار ج 52 ص 243

[13] سرور أهل الإيمان ص 80, منتخب الأنوار المضيئة ص 202, الإيقاظ من الهجعة ص 368, البرهان ج 5 ص 487, بحار الأنوار ج 53 ص 104, رياض الأبرار ج 3 ص 261

[14] تفسير الثعلبي ج 10 ص 35, نظم درر السمطين ص 93, مناقب علي بن أبي طالب × لابن مردوية ص 247, ينابيع المودة ج 2 ص 369, الفصول المهمة ج 1 ص 242, معارج الوصول ص 38, فيض القدير ج 6 ص 282 بإختصار, نهج الإيمان ص 120 بإختصار. نحوه: شواهد التنزيل ج 2 ص 381, فرائد السمطين ج 1 ص 82

[15] شواهد التنزيل ج 2 ص 381

[16] شواهد التنزيل ج 2 ص 384

[17] شواهد التنزيل ج 2 ص 385

[18] المزار الكبير ص 665, مصباح المتهجد ج 1 ص 161, مصباح الزائر ص 456, مهج الدعوات ص 66, البلد الأمين ص 83, المصباح للكفعمي ص 552, الإيقاظ من الهجعة ص 312, بحار الأنوار ج 53 ص 96, زاد المعاد ص 303

[19] المزار الكبير ص 278, المزار للشهيد الأول ص 84, بحار الأنوار ج 97 ص 366, زاد المعاد ص 474

[20] تأويل الآيات ص 699, البرهان ج 5 ص 488, بحار الأنوار ج 27 ص 139

[21] تأويل الآيات ص 699, البرهان ج 5 ص 491, اللوامع النورانية ص 775, بحار الأنوار ج 24 ص 279, مستدرك الوسائل ج 7 ص 304

[22] الكافي ج 8 ص 287, الوافي ج 26 ص 440, تفسير الصافي ج 5 ص 227, إثبات الهداة ج 5 ص 64, البرهان ج 5 ص 491, بحار الأنوار ج 51 ص 62, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 419, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 44

[23] تأويل الآيات ص 700, البرهان ج 5 ص 493, اللوامع النورانية ص 776, بحار الأنوار ج 24 ص 77, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 446

[24] تأويل الآيات ص 700, البرهان ج 5 ص 493, بحار الأنوار ج 53 ص 120, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 447