باب 18- ذم إنكار الحق و الإعراض عنه و الطعن على أهله

الآيات البقرة ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ الأنعام فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآياتِ اللَّهِ وَ صَدَفَ عَنْها سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آياتِنا سُوءَ الْعَذابِ بِما كانُوا يَصْدِفُونَ يونس فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ الرعد وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَ لا واقٍ الكهف وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْها طه وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى قالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً قالَ كَذلِكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَها وَ كَذلِكَ الْيَوْمَ تُنْسى النمل حَتَّى إِذا جاؤُ قالَ أَ كَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَ لَمْ تُحِيطُوا بِها عِلْماً العنكبوت وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ التنزيل وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ الزمر فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَ لَيْسَ فِي جَهَنَّمَ  مَثْوىً لِلْكافِرِينَ وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ الجاثية وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يَسْمَعُ آياتِ اللَّهِ تُتْلى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْها فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ وَ إِذا عَلِمَ مِنْ آياتِنا شَيْئاً اتَّخَذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ الأحقاف وَ الَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ

 1-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن البرقي عن محمد بن علي الكوفي عن علي بن النعمان عن عبد الله بن طلحة عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر و لا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان قلت جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر قال ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق و الإيمان الإقرار بالحق

 2-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن الوليد عن الصفار عن ابن هاشم عن ابن مرار عن يونس عن الخزاز عن محمد بن مسلم عن أحدهما يعني أبا جعفر و أبا عبد الله ع قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر قال قلت إنا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب فقال إنما ذاك فيما بينه و بين الله عز و جل

 بيان أي التكبر على الله بعدم قبول الحق و الإعجاب فيما بينه و بين الله بأن يعظم عنده عمله و يمن على الله به

 3-  مع، ]معاني الأخبار[ ابن المتوكل عن السعدآبادي عن البرقي عن ابن فضال عن ابن مسكان عن ابن فرقد عمن سمع أبا عبد الله ع يقول لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر و لا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان قال فاسترجعت فقال ما لك تسترجع فقلت لما أسمع منك فقال ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود

   -4  مع، ]معاني الأخبار[ بهذا الإسناد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أيوب بن حر عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع قال الكبر أن يغمص الناس و يسفه الحق

 5-  مع، ]معاني الأخبار[ أبي عن سعد عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف عن عبد الأعلى قال قال أبو عبد الله ع قال رسول الله ص إن أعظم الكبر غمص الخلق و سفه الحق قلت و ما غمص الخلق و سفه الحق قال يجهل الحق و يطعن على أهله و من فعل ذلك فقد نازع الله عز و جل في ردائه

 6-  مع، ]معاني الأخبار[ ماجيلويه عن عمه عن محمد الكوفي عن ابن بقاح عن ابن عميرة عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله ع قال من دخل مكة مبرأ من الكبر غفر ذنبه قلت و ما الكبر قال غمص الخلق و سفه الحق قلت و كيف ذاك قال يجهل الحق و يطعن على أهله

 أقول قال الصدوق رحمة الله عليه بعد هذا الخبر في كتاب الخليل بن أحمد يقال فلان غمص الناس و غمص النعمة إذا تهاون بها و بحقوقهم و يقال إنه لمغموص عليه في دينه أي مطعون عليه و قد غمص النعمة و العافية إذا لم يشكرها قال أبو عبيدة في قوله ع سفه الحق هو أن يرى الحق سفها و جهلا و قال الله تبارك و تعالى وَ مَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْراهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ و قال بعض المفسرين إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ يقول سفهها و أما قوله غمص الناس فإنه الاحتقار لهم و الإزراء بهم و ما أشبه ذلك قال و فيه لغة أخرى غير هذا الحديث و غمص بالصاد غير معجمة و هو بمعنى غمط و الغمص في العين و القطعة منه غمصة و الغميصاء كوكب و المغمص في المعاء غلظة و تقطيع و وجع. بيان قال الجزري فيه إنما البغي من سفه الحق أي من جهله و قيل جهل نفسه و لم يفكر فيها و في الكلام محذوف تقديره إنما البغي فعل من سفه الحق و السفه في الأصل الخفة و الطيش و سفه فلان رأيه إذا كان مضطربا لا استقامة له و السفيه الجاهل و رواه الزمخشري من سفه الحق على أنه اسم مضاف إلى الحق قال و فيها وجهان أحدهما أن يكون على حذف الجار و إيصال الفعل كأن الأصل سفه على الحق و الثاني أن يضمن معنى فعل متعد كجهل و المعنى الاستخفاف بالحق و أن لا يراه  على ما هو عليه من الرجحان و الرزانة و قال في غمص بالغين المعجمة و الصاد المهملة فيه إنما ذلك من سفه الحق و غمص الناس أي احتقرهم و لم يرهم شيئا تقول منه غمص الناس يغمصهم غمصا و قال فيه الكبر أن تسفه الحق و تغمط الناس الغمط الاستهانة و الاستحقار و هو مثل الغمص يقال غمط يغمط و غمط يغمط و أما قول الصدوق و الغمص في العين أي يطلق الغمص على وسخ أبيض تجتمع في مؤق العين و يقال للجاري منه غمص و لليابس رمص و أما قوله و المغمص ففيما عندنا من النسخ بالميمين و لم يرد بهذا المعنى و إنما يطلق على هذا الداء المغص بالميم الواحدة و بناؤه مخالف لبناء هذه الكلمة فإن في إحداهما الفاء ميم و الغين غين و في الأخرى الفاء غين و العين ميم

 7-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال أمير المؤمنين ع من أبدى صفحته للحق هلك

 بيان أي صار معارضا للحق أو تجرد لنصره الحق في مقابلة كل أحد و يؤيده أن في رواية أخرى هلك عند جهله الناس

 8-  نهج، ]نهج البلاغة[ قال ع من صارع الحق صرعه

 9-  منية المريد، قال النبي ص لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر فقال بعض أصحابنا هلكنا يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون نعله حسنا و ثوبه حسنا فقال النبي ص ليس هذا الكبر إنما الكبر بطر الحق و غمص الناس

 بيان قال في النهاية بطر الحق أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده و عبادته باطلا و قيل هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقا و قيل هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله