(وصايا علي بن الحسين (ع

* بحار الانوار ج75 ص128 عن تحف العقول : من كلامه ع في الزاهدين أن علامة الزاهدين في الدنيا الراغبين في الآخرة تركهم كل خليط و خليل و رفضهم كل صاحب لا يريد ما يريدون ألا و إن العامل لثواب الآخرة هو الزاهد في عاجل زهرة الدنيا الآخذ للموت أهبته الحاث على العمل قبل فناء الأجل و نزول ما لا بد من لقائه و تقديم الحذر قبل الحين فإن الله عز و جل يقول حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ فلينزلن أحدكم اليوم نفسه في هذه الدنيا كمنزلة المكرور إلى الدنيا النادم على ما فرط فيها من العمل الصالح ليوم فاقته و اعلموا عباد الله أنه من خاف البيات تجافى عن الوساد و امتنع من الرقاد و أمسك عن بعض الطعام و الشراب من خوف سلطان أهل الدنيا فكيف ويحك يا ابن آدم من خوف بيات سلطان رب العزة و أخذه الأليم و بياته لأهل المعاصي و الذنوب مع طوارق المنايا بالليل و النهار فذلك البيات الذي ليس منه منجى و لا دونه ملتجا و لا منه مهرب فخافوا الله أيها المؤمنون من البيات خوف أهل التقوى فإن الله يقول ذلِكَ لِمَنْ خافَ مَقامِي وَ خافَ وَعِيدِ فاحذروا زهرة الحياة الدنيا و غرورها و شرورها و تذكروا ضرر عاقبة الميل إليها فإن زينتها فتنة و حبها خطيئة و اعلم ويحك يا ابن آدم إن قسوة البطنة و فترة الميلة و سكر الشبع و غرة الملك مما يثبط و يبطئ عن العمل و ينسي الذكر و يلهي عن اقتراب الأجل حتى كأن المبتلى بحب الدنيا به خبل من سكر الشراب و أن العاقل عن الله الخائف منه العامل له ليمزن نفسه و يعودها الجوع حتى ما تشتاق إلى الشبع و كذلك تضمر الخيل لسبق الرهان  فاتقوا الله عباد الله تقوى مؤمل ثوابه و خاف عقابه فقد لله أنتم أعذر و أنذر و شوق و خوف فلا أنتم إلى ما شوقكم إليه من كريم ثوابه تشتاقون فتعملون و لا أنتم مما خوفكم به من شديد عقابه و أليم عذابه ترهبون فتنكلون و قد نبأكم الله في كتابه أنه فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَ إِنَّا لَهُ كاتِبُونَ ثم ضرب لكم الأمثال في كتابه و صرف الآيات لتحذروا عاجل زهرة الحياة الدنيا فقال إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَ اللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَ اسْمَعُوا وَ أَطِيعُوا فاتقوا الله و اتعظوا بمواعظ الله و ما أعلم إلا كثيرا منكم قد نهكته عواقب المعاصي فما حذرها و أضرت بدينه فما مقتها أ ما تسمعون النداء من الله بعيبها و تصغيرها حيث قال اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَ تَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَ تَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَ مَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَ رِضْوانٌ وَ مَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَ جَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ و قال يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ لْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَ اتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ فاتقوا الله عباد الله و تفكروا و اعملوا لما خلقتم له فإن الله لم يخلقكم عبثا و لم يترككم سدى قد عرفكم نفسه و بعث إليكم رسوله و أنزل عليكم كتابه فيه حلاله و حرامه و حججه و أمثاله فاتقوا الله فقد احتج عليكم ربكم فقال أَ لَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَ لِساناً وَ شَفَتَيْنِ وَ هَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ فهذه حجة عليكم فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ فإنه لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و لا تكلان إلا عليه و صلى الله على محمد نبيه و آله

 

* بحارالأنوار ج : 75 ص : 131 عن تحف العقول : كفانا الله و إياك من الفتن و رحمك من النار فقد أصبحت بحال ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك فقد أثقلتك نعم الله بما أصح من بدنك و أطال من عمرك و قامت عليك حجج الله بما حملك من كتابه و فقهك فيه من دينه و عرفك من سنة نبيه محمد ص فرض لك في كل نعمة أنعم بما عليك و في كل حجة احتج بها عليك الفرض فما قضى إلا ابتلى شكرك في ذلك و أبدى فيه فضله عليك فقال لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ فانظر أي رجل تكون غدا إذا وقفت بين يدي الله فسألك عن نعمه عليك كيف رعيتها و عن حججه عليك كيف قضيتها و لا تحسبن الله قابلا منك بالتعذير و لا راضيا منك بالتقصير هيهات هيهات ليس كذلك أخذ على العلماء في كتابه إذ قال لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ و اعلم أن أدنى ما كتمت و أخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم و سهلت له طريق الغي بدنوك منه حين دنوت و إجابتك له حين دعيت فما أخوفني أن تكون تبوء بإثمك غدا مع الخونة و أن تسأل عما أخذت بإعانتك على ظلم الظلمة أنك أخذت ما ليس لك ممن أعطاك و دنوت ممن لم يرد على أحد حقا و لم ترد باطلا حين أدناك و أحببت من حاد الله أ و ليس بدعائه إياك حين دعاك جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم و جسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم و سلما إلى ضلالتهم داعيا إلى غيهم سالكا سبيلهم يدخلون بك الشك على العلماء و يقتادون بك قلوب الجهال إليهم فلم يبلغ أخص وزرائهم و لا أقوى أعوانهم إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم و اختلاف الخاصة و العامة إليهم فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك و ما أيسر ما عمروا لك فكيف ما خربوا عليك فانظر لنفسك فإنه لا ينظر لها غيرك و حاسبها حساب رجل مسئول و انظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا و كبيرا فما أخوفني أن تكون كما قال الله في كتابه فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَ يَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا إنك لست في دار مقام أنت في دار قد آذنت برحيل فما بقاء المرء بعد قرنائه طوبى لمن كان في الدنيا على وجل يا بؤس لمن يموت و تبقى ذنوبه من بعده احذر فقد نبئت و بادر فقد أجلت إنك تعامل من لا يجهل و إن الذي يحفظ عليك لا يغفل تجهز فقد دنا منك سفر بعيد و داو ذنبك فقد دخله سقم شديد و لا تحسب أني أردت توبيخك و تعنيفك و تعييرك لكني أردت أن ينعش الله ما قد فات من رأيك و يرد إليك ما عزب من دينك و ذكرت قول الله تعالى في كتابه وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ   أغفلت ذكر من مضى من أسنانك و أقرانك و بقيت بعدهم كقرن أعضب انظر هل ابتلوا بمثل ما ابتليت أم هل وقعوا في مثل ما وقعت فيه أم هل تراهم

 ذكرت خيرا علموه و علمت شيئا جهلوه بل حظيت بما حل من حالك في صدور العامة و كلفهم بك إذ صاروا يقتدون برأيك و يعملون بأمرك إن أحللت أحلوا و إن حرمت حرموا و ليس ذلك عندك و لكن أظهرهم عليك رغبتهم فيما لديك ذهاب علمائهم و غلبة الجهل عليك و عليهم و حب الرئاسة و طلب الدنيا منك و منهم أ ما ترى ما أنت فيه من الجهل و الغرة و ما الناس فيه من البلاء و الفتنة قد ابتليتهم و فتنتهم بالشغل عن مكاسبهم مما رأوا فتاقت نفوسهم إلى أن يبلغوا من العلم ما بلغت أو يدركوا به مثل الذي أدركت فوقعوا منك في بحر لا يدرك عمقه و في بلاء لا يقدر قدره فالله لنا و لك و هو المستعان أما بعد فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم لاصقة بطونهم بظهورهم ليس بينهم و بين الله حجاب و لا تفتنهم الدنيا و لا يفتنون بها رغبوا فطلبوا فما لبثوا أن لحقوا فإذا كانت الدنيا تبلغ من مثلك هذا المبلغ مع كبر سنك و رسوخ علمك و حضور أجلك فكيف يسلم الحدث في سنه الجاهل في علمه المأفون في رأيه المدخول في عقله إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ على من المعول و عند من المستعتب نشكو إلى الله بثنا و ما نرى فيك و نحتسب عند الله مصيبتنا بك فانظر كيف شكرك لمن غذاك بنعمه صغيرا و كبيرا و كيف إعظامك لمن جعلك بدينه في الناس جميلا و كيف صيانتك لكسوة من جعلك بكسوته في الناس ستيرا و كيف قربك أو بعدك ممن أمرك أن تكون منه قريبا ذليلا ما لك لا تنتبه من نعستك و تستقيل من عثرتك فتقول و الله ما قمت لله واحدا أحييت به له دينا أو أمت له فيه باطلا فهذا شكرك من استحملك ما أخوفني أن تكون كمن قال الله تعالى في كتابه أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا استحملك كتابه و استودعك علمه فأضعتها فنحمد الله الذي عافانا مما ابتلاك به و السلام

 

 * في تحف العقول : روى عنه "ع" الرضى بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين

 و قال "ع" من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا و قيل له من أعظم الناس خطرا فقال ع من لم ير الدنيا خطرا لنفسه و قال بحضرته رجل اللهم أغنني عن خلقك فقال ع ليس هكذا إنما الناس بالناس و لكن قل اللهم أغنني عن شرار خلقك

 و قال ع من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس

 و قال ع لا يقل عمل مع تقوى و كيف يقل ما يتقبل

 و قال ع اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير

 و قال ع كفى بنصر الله لك أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك

 و قال ع الخير كله صيانة الإنسان نفسه

 و قال ع لبعض بنيه يا بني إن الله رضيني لك و لم يرضك لي فأوصاك بي و لم يوصني بك عليك بالبر تحفة يسيرة و قال له رجل ما الزهد فقال ع الزهد عشرة أجزاء فأعلى درجات الزهد أدنى درجات الورع و أعلى درجات الورع أدنى درجات اليقين و أعلى درجات اليقين أدنى درجات الرضى و إن الزهد في آية من كتاب الله لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ

 و قال ع طلب الحوائج إلى الناس مذلة للحياة و مذهبة للحياء و استخفاف بالوقار و هو الفقر الحاضر و قلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر

 و قال ع إن أحبكم إلى الله أحسنكم عملا و إن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة و إن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله و إن أقربكم من الله أوسعكم خلقا و إن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله و إن أكرمكم على الله أتقاكم لله

 

 * و في بحارالأنوار ج : 75 ص 137 و قال ع لبعض بنيه يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق فقال يا أبة من هم قال ع إياك و مصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد و يبعد لك القريب و إياك و مصاحبة الفاسق فإنه بايعك بأكلة أو أقل من ذلك و إياك و مصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه و إياك و مصاحبة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك و إياك و مصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله

 و قال ع إن المعرفة و كمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه

 و قال ع ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحذر لك دثارا ابن آدم إنك ميت و مبعوث و موقوف بين يدي الله جل و عز فأعد له جوابا

 * بحارالأنوار ج 75 ص138  

قال ع لا حسب لقرشي و لا لعربي إلا بتواضع و لا كرم إلا بتقوى و لا عمل إلا بنية و لا عبادة إلا بالتفقه ألا و إن أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام و لا يقتدي بأعماله

 و قال ع المؤمن من دعائه على ثلاث إما أن يدخر له و إما أن يعجل له و إما أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه

 و قال ع إن المنافق ينهى و لا ينتهي و يأمر و لا يأتي إذا قام إلى الصلاة اعترض و إذا ركع ربض و إذا سجد نقر يمسي و همه العشاء و لم يصم و يصبح و همه النوم و لم يسهر و المؤمن خلط عمله بحلمه يجلس ليعلم و ينصت ليسلم لا يحدث بالأمانة الأصدقاء و لا يكتم الشهادة للبعداء و لا يعمل شيئا من الحق رئاء و لا يتركه حياء إن زكي خاف مما يقولون و يستغفر الله لما لا يعلمون و لا يضره جهل من جهله و رأى ع عليلا قد بري‏ء فقال ع له يهنؤك الطهور من الذنوب إن الله قد ذكرك فاذكره و أقالك فاشكره

 

*  بحارالأنوار ج75 ص139 و قال ع خمس لو رحلتم فيهن لأنضيتموهن و ما قدرتم على مثلهن لا يخاف عبد إلا ذنبه و لا يرجو إلا ربه و لا يستحي الجاهل إذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم و الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد و لا إيمان لمن لا صبر له

 و قال ع يقول الله يا ابن آدم ارض بما آتيتك تكن من أزهد الناس ابن آدم اعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس ابن آدم اجتنب مما حرمت عليك تكن من أورع الناس

 و قال ع كم من مفتون بحسن القول فيه و كم من مغرور بحسن الستر عليه و كم من مستدرج بالإحسان إليه

 و قال ع يا سوأتاه لمن غلبت إحداته عشراته يريد أن السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة

 و قال ع إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة و إن الآخرة قد ترحلت مقبلة و لكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة و لا تكونوا من أبناء الدنيا فكونوا من الزاهدين في الدنيا و الراغبين في الآخرة لأن الزاهدين اتخذوا أرض الله بساطا و التراب فراشا و المدر وسادا و الماء طيبا و قرضوا المعاش من الدنيا تقريضا اعلموا أنه من اشتاق إلى الجنة سارع إلى الحسنات و سلا عن الشهوات و من أشفق من النار بادر بالتوبة إلى الله من ذنوبه و راجع عن المحارم و من زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها و لم يكرهها و إن لله عز و جل لعبادا قلوبهم معلقة بالآخرة و ثوابها و هم كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين منعمين و كمن رأى أهل النار في النار معذبين فأولئك شرورهم و بوائقهم عن الناس مأمونة و ذلك أن قلوبهم عن الناس مشغولة بخوف الله فطرفهم عن الحرام مغضوض و حوائجهم إلى الناس خفيفة قبلوا اليسير من الله في المعاش و هو القوت فصبروا أياما قصارى لطول الحسرة يوم القيامة و قال له رجل إني لأحبك في الله حبا شديدا فنكس ع رأسه ثم قال اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك و أنت لي مبغض ثم قال له أحبك للذي تحبني فيه

 

 *  بحار الانوار ج75 ص140

   قال ع إن الله ليبغض البخيل السائل الملحف

 و قال ع رب مغرور مفتون يصبح لاهيا ضاحكا يأكل و يشرب و هو لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى بها نار جهنم

 و قال ع إن من أخلاق المؤمن الإنفاق على قدر الإقتار و التوسع على قدر التوسع و إنصاف الناس من نفسه و ابتداؤه إياهم بالسلام

 و قال ع ثلاث منجيات للمؤمن كف لسانه عن الناس و اغتيابهم و إشغاله نفسه بما ينفعه لآخرته و دنياه و طول البكاء على خطيئته

 و قال ع نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة و المحبة له عبادة

 و قال ع ثلاث من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله و أظله الله يوم القيامة في ظل عرشه و آمنه من فزع اليوم الأكبر من أعطى من نفسه ما هو سائلهم لنفسه و رجل لم يقدم يدا و لا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة الله قدمها أو في معصيته و رجل لم يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه و كفى بالمرء شغلا بعيبه لنفسه عن عيوب الناس

 و قال ع ما من شي‏ء أحب إلى الله بعد معرفته من عفة بطن و فرج و ما من شي‏ء أحب إلى الله من أن يسأل

 و قال لابنه محمد ع افعل الخير إلى كل من طلبه منك فإن كان أهله فقد أصبت موضعه و إن لم يكن بأهل كنت أنت أهله و إن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك و اعتذر إليك فاقبل عذره

 و قال ع مجالس الصالحين داعية إلى الصلاح و آداب العلماء زيادة في العقل و طاعة ولاة الأمر تمام العز و استنماء المال تمام المروة و إرشاد المستشير قضاء لحق النعمة و كف الأذى من كمال العقل و فيه راحة للبدن عاجلا و آجلا و كان علي بن الحسين ع إذ قرأ هذه الآية وَ إِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لا تُحْصُوها يقول ع سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم بأنه لا يدركه فشكر عز و جل معرفة العارفين بالتقصير عن معرفته و جعل معرفتهم بالتقصير شكرا كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه إيمانا علما منه أنه قدر وسع العباد فلا يجاوزون ذلك

 و قال ع سبحان من جعل الاعتراف بالنعمة له حمدا سبحان من جعل الاعتراف بالعجز عن الشكر شكرا

 

* الأمالي للشيخ الطوسي عن الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن أحمد بن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني عن البرقي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع و هو يقول عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة و هو غدا جيفة و العجب كل العجب لمن شك في الله و هو يرى الخلق و العجب كل العجب لمن أنكر الموت و هو يموت في كل يوم و ليلة و العجب كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى و هو يرى النشأة الأولى و العجب كل العجب لمن عمل لدار الفناء و ترك دار البقاء

 

* الدرة الباهرة، قال علي بن الحسين ع خف الله تعالى لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك و لا تعادين أحدا و إن ظننت أنه لا يضرك و لا تزهدن صداقة أحد و إن ظننت أنه لا ينفعك فإنك لا تدري متى ترجو صديقك و لا تدري متى تخاف عدوك و لا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره و إن علمت أنه كاذب و ليقل عيب الناس على لسانك

 و قال ع من عتب على الزمان طالت معتبته

 و قال ع ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه و من اتكل على حسن اختيار الله عز و جل له لم يتمن أنه في غير الحال التي اختارها الله تعالى له

 و قال ع الكريم يبتهج بفضله و اللئيم يفتخر بملكه

 

* الأمالي للصدوق عن أبيه عن الحميري عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال كان علي بن الحسين ع يعظ الناس يزهدهم في الدنيا و يرغبهم في أعمال الآخرة بهذا الكلام في كل جمعة في مسجد الرسول ص و حفظ عنه و كتب و كان يقول أيها الناس اتقوا الله و اعلموا أنكم إليه ترجعون ف تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ في هذه الدنيا مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَ ما عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَها وَ بَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَ يُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ويحك ابن آدم الغافل و ليس بمغفول عنه ابن آدم إن أجلك أسرع شي‏ء إليك قد أقبل نحوك حثيثا يطلبك و يوشك أن يدركك و كان قد أوفيت أجلك و قبض الملك روحك و صرت إلى منزل وحيدا فرد إليك فيه روحك و اقتحم عليك فيه ملكاك منكر و نكير لمساءلتك و شديد امتحانك ألا و إن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت تعبده و عن نبيك الذي أرسل إليك و عن دينك الذي كنت تدين به و عن كتابك الذي كنت تتلوه و عن إمامك الذي كنت تتولاه ثم عن عمرك فيما أفنيته و مالك من أين اكتسبته و فيما أتلفته فخذ حذرك و انظر لنفسك و أعد للجواب قبل الامتحان و المساءلة و الاختبار فإن تك مؤمنا تقيا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا لأولياء الله لقاك الله حجتك و أنطق لسانك بالصواب فأحسنت الجواب فبشرت بالجنة و الرضوان من الله و الخيرات الحسان و استقبلتك الملائكة بالروح و الريحان و إن لم تكن كذلك تلجلج لسانك و دحضت حجتك و عييت عن الجواب و بشرت بالنار و استقبلتك ملائكة العذاب بنزل من حميم و تصلية جحيم فاعلم ابن آدم أن من وراء هذا ما هو أعظم و أفظع و أوجع للقلوب يوم القيامة ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَ ذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ و يجمع الله فيه الأولين و الآخرين ذلك يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ و تبعثر فيه القبور ذلك يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ ذلك يوم لا تقال فيه عثرة و لا تؤخذ من أحد فيه فدية و لا تقبل من أحد فيه معذرة و لا لأحد فيه مستقبل توبة ليس إلا الجزاء بالحسنات و الجزاء بالسيئات فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده و من كان عمل من المؤمنين في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده فاحذروا أيها الناس من المعاصي و الذنوب فقد نهاكم الله عنها و حذركموها في الكتاب الصادق و البيان الناطق و لا تأمنوا مكر الله و شدة أخذه عند ما يدعوكم إليه الشيطان اللعين من عاجل الشهوات و اللذات في هذه الدنيا فإن الله يقول إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ فاشعروا قلوبكم لله أنتم خوف الله و تذكروا ما قد وعدكم الله في مرجعكم إليه من حسن ثوابه كما قد خوفكم من شديد العقاب فإنه من خاف شيئا حذره و من حذر شيئا نكله فلا تكونوا من الغافلين المائلين إلى زهرة الحياة الدنيا فتكونوا من الذين مكروا السيئات و قد قال الله تعالى أَ فَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَما هُمْ بِمُعْجِزِينَ أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلى تَخَوُّفٍ فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ فاحذروا ما قد حذركم الله و اتعظوا بما فعل بالظلمة في كتابه و لا تأمنوا أن ينزل بكم بعض ما تواعد به القوم الظالمين في الكتاب تالله لقد وعظتم بغيركم و إن السعيد من وعظ بغيره و لقد أسمعكم الله في الكتاب ما فعل بالقوم الظالمين من أهل القرى قبلكم حيث قال وَ كَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ كانَتْ ظالِمَةً وَ أَنْشَأْنا بَعْدَها قَوْماً آخَرِينَ فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنا إِذا هُمْ مِنْها يَرْكُضُونَ يعني يهربون لا تَرْكُضُوا وَ ارْجِعُوا إِلى ما أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَ مَساكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْئَلُونَ فلما آتاهم العذاب قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فَما زاَلَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ و ايم الله إن هذه لعظة لكم و تخويف إن اتعظتم و خفتم ثم رجع إلى القول من الله في الكتاب على أهل المعاصي و الذنوب فقال وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ فإن قلتم أيها الناس إن الله إنما عنى بهذا أهل الشرك فكيف ذاك و هو يقول وَ نَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَ إِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَ كَفى بِنا حاسِبِينَ اعلموا عباد الله أن أهل الشرك لا تنصب لهم الموازين و لا تنشر لهم الدواوين و إنما تنشر الدواوين لأهل الإسلام فاتقوا الله عباد الله و اعلموا أن الله لم يختر هذه الدنيا و عاجلها لأحد من أوليائه و لم يرغبهم فيها و في عاجل زهرتها و ظاهر بهجتها و إنما خلق الدنيا و خلق أهلها ليبلوهم أيهم أحسن عملا لآخرته و ايم الله لقد ضرب لكم فيها الأمثال و صرف الآيات لقوم يعقلون فكونوا أيها المؤمنون من القوم الذين يعقلون و لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه من عاجل الحياة الدنيا فإن الله يقول و قوله الحق إِنَّما مَثَلُ الْحَياةِ الدُّنْيا كَماءٍ أَنْزَلْناهُ مِنَ السَّماءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَباتُ الْأَرْضِ الآية فكونوا عباد الله من القوم الذين يتفكرون و لا تركنوا إلى الدنيا فإن الله قد قال لمحمد نبيه ص و لأصحابه وَ لا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ و لا تركنوا إلى زهرة الحياة الدنيا و ما فيها ركون من اتخذها دار قرار و منزل استيطان فإنها دار قلعة و بلغة و دار عمل فتزودوا الأعمال الصالحة منها قبل أن تخرجوا منها و قبل الإذن من الله في خرابها فكان قد أخربها الذي عمرها أول مرة و ابتدأها و هو ولي ميراثها و أسأل الله لنا و لكم العون على تزود التقوى و الزهد فيها جعلنا الله و إياكم من الزاهدين في عاجل زهرة الحياة الدنيا و الراغبين العاملين لأجل ثواب الآخرة فإنما نحن به و له

 

* الأمالي للصدوق عن عبد الله بن النصر التيمي عن جعفر بن محمد المالكي عن عبد الله بن محمد بن عمرو الأطروش عن صالح بن زياد عن عبد الله بن ميمون السكري عن عبد الله بن معز الأودي عن عمران بن سليم عن سويد بن غفلة عن طاوس اليماني قال مررت بالحجر فإذا أنا بشخص راكع و ساجد فتأملته فإذا هو علي بن الحسين ع فقلت يا نفس رجل صالح من أهل بيت النبوة و الله لأغتنمن دعاءه فجعلت أرقبه حتى فرغ من صلاته و رفع باطن كفيه إلى السماء و جعل يقول سيدي سيدي هذه يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملوءة و عيناي بالرجاء ممدودة و حق لمن دعاك بالندم تذللا أن تجيبه بالكرم تفضلا سيدي أ من أهل الشقاء فأطيل بكائي أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي سيدي أ لضرب المقامع خلقت أعضائي أم لشرب الحميم خلقت أمعائي سيدي لو أن عبدا استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين منك لكني أعلم أني لا أفوتك سيدي لو أن عذابي مما يزيد في ملكك لسألتك الصبر عليه غير أني أعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين و لا ينقص منه معصية العاصين سيدي ما أنا و ما خطري هب لي بفضلك و جللني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك إلهي و سيدي ارحمني مصروعا على الفراش تقلبني أيدي أحبتي و ارحمني مطروحا على المغتسل يغسلني صالح جيرتي و ارحمني محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي و ارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي و غربتي و وحدتي قال طاوس فبكيت حتى علا نحيبي فالتفت إلي فقال ما يبكيك يا يماني أ و ليس هذا مقام المذنبين فقلت حبيبي حقيق على الله أن لا يردك و جدك محمد ص قال فبينا نحن كذلك إذ أقبل نفر من أصحابه فالتفت إليهم فقال معاشر أصحابي أوصيكم بالآخرة و لست أوصيكم بالدنيا فإنكم بها مستوصون و عليها حريصون و بها مستمسكون معاشر أصحابي إن الدنيا دار ممر و الآخرة دار مقر فخذوا من ممركم لمقركم و لا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم و أخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن تخرج منها أبدانكم أ ما رأيتم و سمعتم ما استدرج به من كان قبلكم من الأمم السالفة و القرون الماضية لم تروا كيف فضح مستورهم و أمطر مواطر الهوان عليهم بتبديل سرورهم بعد خفض عيشهم و لين رفاهيتهم صاروا حصائد النقم و مدارج المثلاث أقول قولي هذا و أستغفر الله لي و لكم

 

* الأمالي للشيخ الطوسي عن المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن الثمالي قال كان علي بن الحسين ع يقول ابن آدم لا يزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحزن لك دثارا ابن آدم إنك ميت و مبعوث و موقوف بين يدي الله عز و جل و مسئول فأعد جوابا

 

* الخصال عن ابن المتوكل عن الحميري عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن ابن عطية عن الثمالي عن علي بن الحسين ع قال لا حسب لقرشي و لا لعربي إلا بتواضع و لا كرم إلا بتقوى و لا عمل إلا بنية و لا عبادة إلا بتفقه ألا و إن أبغض الناس إلى الله عز و جل من يقتدي بسنة إمام و لا يقتدي بأعماله

 

* الخصال عن أبيه عن سعد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قال علي بن الحسين ع أشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات الساعة التي يعاين فيها ملك الموت و الساعة التي يقوم فيها من قبره و الساعة التي يقف فيها بين يدي الله تبارك و تعالى فإما إلى الجنة و إما إلى النار ثم قال إن نجوت يا ابن آدم عند الموت فأنت أنت و إلا هلكت و إن نجوت يا ابن آدم حين توضع في قبرك فأنت أنت و إلا هلكت و إن نجوت يا ابن آدم في مقام القيامة فأنت أنت و إلا هلكت و إن نجوت يا آدم حين يحمل الناس على الصراط فأنت أنت و إلا هلكت و إن نجوت يا ابن آدم حين يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ فأنت أنت و إلا هلكت ثم تلا وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قال هو القبر و إن لهم فيه لمعيشة ضنكا و الله إن القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ثم أقبل على رجل من جلسائه فقال له قد علم ساكن السماء ساكن الجنة من ساكن النار فأي الرجلين أنت و أي الدارين دارك

 

* تحف العقول موعظة و زهد و حكمة كفانا الله و إياكم كيد الظالمين و بغي الحاسدين و بطش الجبارين أيها المؤمنون لا يفتننكم الطواغيت و أتباعهم من أهل الرغبة في الدنيا المائلون إليها المفتونون بها المقبلون عليها و على حطامها الهامد و هشيمها البائد غدا و احذروا ما حذركم الله منها و ازهدوا فيما زهدكم الله فيه منها و لا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من أعدها دارا و قرارا بالله إن لكم مما فيهما عليها دليلا من زينتها و تصريف أيامها و تغيير انقلابها و مثلاتها و تلاعبها بأهلها إنها لترفع الخميل و تضع الشريف و تورد النار أقواما غدا ففي هذا معتبر و مختبر و زاجر لمنتبه و إن الأمور الواردة عليكم في كل يوم و ليلة من مظلمات الفتن و حوادث البدع و سنن الجور و بوائق الزمان و هيبة السلطان و وسوسة الشيطان لتدبير القلوب عن نيتها و تذهلها عن موجود الهدى و معرفة أهل الحق إلا قليلا ممن عصم الله جل و عز فليس يعرف تصرف أيامها و تقلب حالاتها و عاقبة ضرر فتنتها إلا من عصمه الله و نهج سبيل الرشد و سلك طريق القصد ثم استعان على ذلك بالزهد فكرر الفكر و اتعظ بالعبر و ازدجر فزهد في عاجل بهجة الدنيا و تجافى عن لذاتها و رغب في دائم نعيم الآخرة وَ سَعى لَها سَعْيَها و راقب الموت و شنأ الحياة مع القوم الظالمين فعند ذلك نظر إلى ما في الدنيا بعين نيرة حديدة النظر و أبصر حوادث الفتن و ضلال البدع و جود الملوك الظلمة فقد لعمري استدبرتم من الأمور الماضية في الأيام الخالية من الفتن المتراكمة و الانهماك فيها ما تستدلون به على تجنب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحق فاستعينوا بالله و ارجعوا إلى طاعته و طاعة من هو أولى بالطاعة من طاعة من اتبع و أطيع فالحذر الحذر من قبل الندامة و الحسرة و القدوم على الله و الوقوف بين يديه و تالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه و ما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم و ساء مصيرهم و ما العلم بالله و العمل بطاعته إلا إلفان مؤتلفان فمن عرف الله خافه فحثه الخوف على العمل بطاعة الله و إن أرباب العلم و أتباعهم الذين عرفوا الله فعملوا له و رغبوا إليه و قد قال الله إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فلا تلتمسوا شيئا مما في هذه الدنيا بمعصية الله و اشتغلوا في هذه الدنيا بطاعة الله و اغتنموا أيامها و اسعوا لما فيه نجاتكم غدا من عذاب الله فإن ذلك أقل للتبعة و أدنى من العذر و أرجا للنجاة فقدموا أمر الله و طاعته و طاعة من أوجب الله طاعته بين يدي الأمور كلها و لا تقدموا الأمور الواردة عليكم من طاعة الطواغيت و فتنة زهرة الدنيا بين يدي أمر الله و طاعته و طاعة أولي الأمر منكم و اعلموا أنكم عبيد الله و نحن معكم يحكم علينا و عليكم سيد حاكم غدا و هو موقفكم و مسائلكم فأعدوا الجواب قبل الوقوف و المساءلة و العرض على رب العالمين يومئذ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ و اعلموا أن الله لا يصدق كاذبا و لا يكذب صادقا و لا يرد عذر مستحق و لا يعذر غير معذور بل لله الحجة على خلقه بالرسل و الأوصياء بعد الرسل فاتقوا الله و استقبلوا من إصلاح أنفسكم و طاعة الله و طاعة من تولونه فيها لعل نادما قد ندم على ما قد فرط بالأمس في جنب الله و ضيع من حق الله و استغفروا الله و توبوا إليه فإنه يَقْبَلُ التَّوْبَةَ... وَ يَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَ يَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ و إياكم و صحبة العاصين و معونة الظالمين و مجاورة الفاسقين احذروا فتنتهم و تباعدوا من ساحتهم و اعلموا أنه من خالف أولياء الله و دان بغير دين الله و استبد بأمره دون أمر ولي الله في نار تلتهب تأكل أبدانا قد غابت عنها أرواحها غلبت عليها شقوتها فهم موتى لا يجدون حر النار فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ و احمدوا الله على ما هداكم و اعلموا أنكم لا تخرجون من قدرة الله إلى غير قدرته وَ سَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ ثم إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ فانتفعوا بالعظة و تأدبوا بآداب الصالحين

 

* المجالس للمفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن محبوب عن ابن عطية عن الثمالي قال ما سمعت بأحد من الناس كان أزهد من علي بن الحسين ع إلا ما بلغني عن علي بن أبي طالب ع ثم قال أبو حمزة كان علي بن الحسين ع إذا تكلم في الزهد و وعظ أبكى من بحضرته قال أبو حمزة فقرأت صحيفة فيها كلام زهد من كلام علي بن الحسين ع و كتبتها فيها و أتيته به فعرضته عليه فعرفته و صححه و كان فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كفانا الله و إياكم كيد الظالمين إلى آخر الخبر

 

 * المجالس للمفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن عيسى عن صفوان عن ابن حازم عن علي بن الحسين ع قال قال رسول الله ص ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين خطوة يسد بها صفا في سبيل الله تعالى و خطوة إلى ذي رحم قاطع يصلها و ما من جرعة أحب إلى الله من جرعتين جرعة غيظ يردها مؤمن بحلم و جرعة جزع يردها مؤمن بصبر و ما من قطرة أحب إلى الله من قطرتين قطرة دم في سبيل الله و قطرة دمع في سواد الليل من خشية الله

 

* المجالس للمفيد عن أحمد الوليد عن أبيه عن الصفار عن ابن معروف عن ابن مهزيار عن ابن حديد عن علي بن النعمان رفعه قال كان علي بن الحسين ع يقول ويح من غلبت واحدته عشرته و كان أبو عبد الله ع يقول المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة و كان علي بن الحسين ع يقول أظهر اليأس من الناس فإن ذلك من الغنى و أقل طلب الحوائج إليهم فإن ذلك فقر حاضر و إياك و ما يعتذر منه و صل صلاة مودع و إن استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس و غدا خيرا منك اليوم فافعل

 

* المجالس للمفيد بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن علي بن النعمان عن ابن مسكان عن ابن فرقد عن الزهري عن أحدهما ع أنه قال ويل لقوم لا يدينون الله بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و قال من قال لا إله إلا الله فلن يلج ملكوت السماء حتى يتم قوله بعمل صالح و لا دين لمن دان الله بطاعة الظالم ثم قال و كل القوم ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر

 

* المجالس للمفيد  بهذا الإسناد عن ابن مهزيار عن ابن محبوب عن الثمالي قال سمعت علي بن الحسين ع يقول من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس و من اجتنب ما حرم الله عليه فهو من أعبد الناس و من أورع الناس و من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس

 

* إعلام الورى  روي أن علي بن الحسين ع رأى يوما الحسن البصري و هو يقص عند الحجر الأسود فقال له ع أ ترضى يا حسن نفسك للموت قال لا قال فعملك للحساب قال لا قال فثم دار للعمل غير هذه الدار قال لا قال فلله في أرضه معاذ غير هذا البيت قال لا قال فلم تشغل الناس عن الطواف و قيل له يوما إن الحسن البصري قال ليس العجب ممن هلك كيف هلك و إنما العجب ممن نجا كيف نجا فقال ع أنا أقول ليس العجب ممن نجا كيف نجا و أما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله

 

* كشف الغمة عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال كان علي بن الحسين ع إذا تلا هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ يقول اللهم ارفعني في أعلى درجات هذه الندبة و أعني بعزم الإرادة و هبني حسن المستعقب من نفسي و خذني منها حتى تتجرد خواطر الدنيا عن قلبي من برد خشيتي منك و ارزقني قلبا و لسانا يتجاريان في ذم الدنيا و حسن التجافي منها حتى لا أقول إلا صدقا و أرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك حتى أكون في كل حال حيث أردت فقد قرعت بي باب فضلك فاقة بحد سنان نال قلبي فتوقها و حتى متى أصف محن الدنيا و مقام الصديقين و أنتحل عزما من إرادة مقيم بمدرجة الخطايا اشتكى ذل ملكة الدنيا و سوء أحكامها علي و قد رأيت و سمعت لو كنت أسمع في أداة فهم أو أنظر بنور يقظة  و كلا ألاقي نكبة و فجيعة و كأس مرارات ذعافا أذوقها و حتى متى أتعلل بالأماني و أسكن إلى الغرور و أعبد نفسي للدنيا على غضاضة سوء الاعتداد من ملكاتها و أنا أعرض لنكبات الدهر على أتربص اشتمال البقاء و قوارع الموت تختلف حكمي في نفسي و يعتدل حكم الدنيا و هن المنايا أي واد سلكته عليها طريقي أو على طريقها و حتى متى تعدني الدنيا فتخلف و ائتمنها فتخون لا تحدث جده إلا بخلوق جده و لا تجمع شملا إلا بتفريق شمل حتى كأنها غيري محجبة ضنا تغار على الألفة و تحسد أهل النعم فقد آذنتني بانقطاع و فرقة و أومض لي من كل أفق بروقها و من أقطع عذرا من مغذ سيرا يسكن إلى معرس غفلة بأدواء نبوة الدنيا و مرارة العيش و طيب نسيم الغرور و قد أمرت تلك الحلاوة على القرون الخالية و حال ذلك النسيم هبوات و حسرات و كانت حركات فسكنت و ذهب كل عالم بما فيه فما عيشه إلا تزيد مرارة و لا ضيقة إلا و يزداد ضيقها فكيف يرقأ دمع لبيب أو يهدأ طرف متوسم على سوء أحكام الدنيا و ما تفجأ به أهلها من تصرف الحالات و سكون الحركات و كيف يسكن إليها من يعرفها و هي تفجع الآباء بالأبناء و تلهي الأبناء عن الآباء تعدمهم أشجان قلوبهم و تسلبهم قرة عيونهم و ترمي قساوات القلوب بأسهم و جمر فراق لا يبوخ حريقها و ما عسيت أن أصف عن محن الدنيا و أبلغ من كشف الغطاء عما وكل به دور الفلك من علوم الغيوب و لست أذكر منها إلا قتيلا أفنته أو مغيب ضريح تجافت عنه فاعتبر أيها السامع بهلكات الأمم و زوال النقم و فظاعة ما تسمع و ترى من سوء آثارها في الديار الخالية و الرسوم الفانية و الربوع الصموت و كم عاقل أفنت فلم تبك شجوه و لا بد أن تفنى سريعا لحوقها فانظر بعين قلبك إلى مصارع أهل البذخ و تأمل معاقل الملوك و مصانع الجبارين و كيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء و جاهرتهم بالمنكرات و سحبت عليهم أذيال البوار و طحنتهم طحن الرحى للحب و استودعتهم هوج الرياح تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات الأرض فتلك مغانيهم و هذي قبورهم توارثها أعصارها و قبورها أيها المجتهد في آثار من مضى من قبلك من أمم السالفة توقف و تفهم و انظر أي عز ملك أو نعيم أنس أو بشاشة ألف إلا نغصت أهله قرة أعينهم و فرقتهم أيدي المنون فألحقتهم بتجافيف التراب فاضحوا في فجوات قبورهم يتقلبون و في بطون الهلكات عظاما و رفاتا و صلصالا في الأرض هامدون و آليت لا تبقى الليالي بشاشة و لا جده إلا سريعا خلوقها و في مطالع أهل البرزخ و خمود تلك الرقدة و طول تلك الإقامة طفيت مصابيح النظر و اضمحلت غوامض الفكر و ذم الغفول أهل العقول و كم بقيت متلذذا في طوامس هوامد تلك الغرفات فنوهت بأسماء الملوك و هتفت بالجبارين و دعوت الأطباء و الحكماء و ناديت معادن الرسالة و الأنبياء أتململ تململ السليم و أبكي بكاء الحزين أنادي وَ لاتَ حِينَ مَناصٍ

سوى أنهم كانوا فبانوا و أنني على جدد قصد سريعا لحوقها و تذكرت مراتب الفهم و غضاضة فطن العقول بتذكر قلب جريح فصدعت الدنيا عما التذ بنواظر فكرها من سوء الغفلة و من عجب كيف يسكن إليها من يعرفها و قد استذهلت عقله بسكونها و تزين المعاذير و خسأت أبصارهم عن عيب التدبير و كلما تراءت الآيات و نشرها من طي الدهر عن القرون الخالية الماضية و حالهم و مالهم و كيف كانوا و ما الدنيا و غرور الأيام و هل هي إلا لوعة من ورائها جوى قاتل أو حتف نفس يسوقها و قد أغرق في ذم الدنيا الأدلاء على طرق النجاة من كل عالم فبكت العيون شجن القلوب فيها دما ثم درست تلك المعالم فتنكرت الآثار و جعلت في برهة من محن الدنيا و تفرقت ورثة الحكمة و بقيت فردا كقرن الأعضب وحيدا أقول فلا أجد سميعا و أتوجع فلا أجد مشتكى و إن أبكهم أجرض و كيف تجلدي و في القلب مني لوعة لا أطيقها و حتى متى أتذكر حلاوة مذاق الدنيا و عذوبة مشارب أيامها و أقتفي آثار المريدين و أتنسم أرواح الماضين مع سبقهم إلى الغل و الفساد و تخلفي عنهم في فضالة طرق الدنيا منقطعا من الأخلاء فزادني جليل الخطب لفقدهم جوى و خانني الصبر حتى كأنني أول ممتحن أتذكر معارف الدنيا و فراق الأحبة  فلو رجعت تلك الليالي كعهدها رأت أهلها في صورة لا تروقها فمن أخص بمعاتبتي و من أرشد بندبتي و من أبكى و من أدع أشجو بهلكة الأموات أم بسوء خلف الأحياء و كل يبعث حزني و يستأثر بعبراتي و من يسعدني فأبكي و قد سلبت القلوب لبها و رق الدمع و حق للداء أن يذوب على طول مجانبة الأطباء و كيف بهم و قد خالفوا الأمرين و سبقهم زمان الهادين و وكلوا إلى أنفسهم يتنسكون في الضلالات في دياجير الظلمات حيارى و ليل القوم داج نجومه طوامس لا تجري بطي‏ء خفوقها

 

*  كتاب نثر الدرر، لمنصور بن الحسن الآبي نظر علي بن الحسين ع إلى سائل يبكي فقال لو أن الدنيا كانت في كف هذا ثم سقطت منه ما كان ينبغي له أن يبكي عليها و سئل ع لم أوتم النبي ص من أبويه فقال لئلا يوجب عليه حق المخلوق و قال لابنه يا بني إياك و معاداة الرجال فإنه لن يعدمك مكر حليم أو مفاجاة لئيم و بلغه ع قول نافع بن جبير في معاوية حيث قال كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال كذب بل كان يسكته الحصر و ينطقه البطر و قيل له من أعظم الناس خطرا قال من لم ير للدنيا خطرا لنفسه

 

 

 *  كتاب التذكرة ل محمد بن الحسن بن حمدون  من كلامه ع قال لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و شفاعة رسول الله ص و سعة رحمة الله عز و جل خف الله عز و جل لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك إذا صليت صل صلاة مودع و إياك و ما يعتذر منه و خف الله خوفا ليس بالتعذير

 و قال ع إياك و الابتهاج بالذنب فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه

 و قال ع هلك من ليس له حكيم يرشده و ذل من ليس له سفيه يعضده

 

 

* الإختصاص قال جاء رجل إلى علي بن الحسين ع يشكو إليه حاله فقال مسكين ابن آدم له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة منهن و لو اعتبر لهانت عليه المصائب و أمر الدنيا فأما المصيبة الأولى فاليوم الذي ينقص من عمره قال و إن ناله نقصان في ماله اغتم به و الدرهم يخلف عنه و العمر لا يرده شي‏ء و الثانية أنه يستوفي رزقه فإن كان حلالا حوسب عليه و إن كان حراما عوقب عليه قال و الثالثة أعظم من ذلك قيل و ما هي قال ما من يوم يمسي إلا و قد دنا من الآخرة مرحلة لا يدري على الجنة أم على النار

 

 

* أعلام الدين، قال علي بن الحسين ع لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و شفاعة رسول الله ص و سعة رحمة الله

 و قال ع خف الله تعالى لقدرته عليك و استحي منه لقربه منك

 و قال ع لا تعادين أحدا و إن ظننت أنه لا يضرك و لا تزهدن في صداقة أحد و إن ظننت أنه لا ينفعك فإنه لا تدري متى تخاف عدوك و متى ترجو صديقك و إذا صليت فصل صلاة مودع و قال ع في جواب من قال إن معاوية يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال بل كان يسكته الحصر و ينطقه البطر

 و قال ع لكل شي‏ء فاكهة و فاكهة السمع الكلام الحسن

 و قال ع من رمى الناس بما فيهم رموه بما ليس فيه و من لم يعرف داءه بحارالأنوار ج : 75 ص : 161أفسده دواؤه

 و قال ع لولده محمد الباقر ع كف الأذى رفض البذاء و استعن على الكلام بالسكوت فإن للقول حالات تضر فاحذر الأحمق

 و قال ع لا تمتنع من ترك القبيح و إن كنت قد عرفت به و لا تزهد في مراجعة الجهل و إن كنت قد شهرت بخلافه و إياك و الرضا بالذنب فإنه أعظم من ركوبه و الشرف في التواضع و الغنى في القناعة

 و قال ع ما استغنى أحد بالله إلا افتقر الناس إليه

 و قال ع خير مفاتيح الأمور الصدق و خير خواتيمها الوفاء

 و قال ع كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون عين سهرت في سبيل الله و عين غضت عن محارم الله و عين فاضت من خشية الله

 و قال ع الكريم يبتهج بفضله و اللئيم يفتخر بملكه

 و قال ع إياك و الغيبة فإنها إدام كلاب النار

 و قال ع من اتكل على حسن اختيار الله عز و جل لم يتمن أنه في حال غير حال التي اختارها الله له

 قيل تشاجر هو ع و بعض الناس في مسائل من الفقه فقال ع يا هذا إنك لو صرت إلى منازلنا لأريناك آثار جبرئيل في رحالنا أ فيكون أحد أعلم بالسنة منا