أحاديث أهل البيت عليهم السلام في علة فرض الله الصيام
1) عن مولانا الحسن بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما قال : جاء نفر من اليهود الى رسول الله صلى الله عليه وآله ، فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله ان قال له : لأي شيء فرض الله عزوجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما ، وفرض على الأمم أكثر من ذلك ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : ان آدم عليه السلام لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ، ففرض الله على ذريته الجوع والعطش، والذي يأكلونه بالليل تفضل من الله عزوجل عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على أمتي ، ثم تلا هذه الآية ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ) . قال اليهودي : صدقت يا محمد، فما جزاء من صامها ؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا اوجب الله عزوجل له سبع خصال : أولها : يذوب الحرام في جسده ، والثانية : لا يبعد من رحمة الله تعالى ، والثالثة : يكون قد كفر خطيئة ابيه آدم ، والرابعة : يهون الله عزوجل عليه سكرات الموت ، والخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة ، والسادسة : يعطيه الله عزوجل براءة من النار ، والسابعة : يطعمه الله من طيبات الجنة ، قالت اليهود: صدقت يا محمد.[1]

هشام بن الحكم انه سئل أبا عبد الله الصادق عليه السلام عن علة الصيام فقال: انما فرض الله الصيام ليستوي به الغني والفقير ، وذلك ان الغني لم يكن ليجد مس الجوع فيرحم الفقير، لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه ، فأراد الله عزوجل ان يسوي بين خلقه ، وان يذيق الغني مس الجوع والألم ، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع.[2]

عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا ع فِيمَا كَتَبَ إِلَيْهِ مِنْ جَوَابِ مَسَائِلِهِ عِلَّةُ الصَّوْمِ لِعِرْفَانِ مَسِّ الْجُوعِ والْعَطَشِ لِيَكُونَ الْعَبْدُ ذَلِيلًا مُسْتَكِيناً مَأْجُوراً مُحْتَسِباً صَابِراً ويَكُونَ ذَلِكَ دَلِيلًا لَهُ عَلَى شَدَائِدِ الْآخِرَةِ مَعَ مَا فِيهِ مِنَ الِانْكِسَارِ لَهُ عَنِ الشَّهَوَاتِ وَاعِظاً لَهُ فِي الْعَاجِلِ دَلِيلًا عَلَى الْآجِلِ لِيَعْلَمَ شِدَّةَ مَبْلَغِ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْفَقْرِ والْمَسْكَنَةِ فِي الدُّنْيَا والْآخِرَةِ [3]

-------------------------
[1]إقبال الأعمال ج 1 ص 30, الفقيه 2 : 74 ، الخصال 2 : 530 [2] و [3]إقبال الأعمال ج 1 ص 30، الفقيه 2 : 73 ، علل الشرايع 2 : 378 ، فضائل الأشهر الثلاثة : 102 ، عنهم الوسائل 10 : 7/ بحار الأنوار ج6 ص96/ ج93 ص370، عيون الأخبار ج2 ص90