ولادته  و استشهاده
 
 

- الكافي : ولد أبو عبد الله   سنة ثلاث وثمانين ، ومضى  في شوال من سنة ثمان وأربعين ومائة ، وله خمس وستون سنة ، ودفن بالبقيع ، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد ، وأمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .

 

2 - وقال الشهيد في الدروس : ولد   بالمدينة يوم الاثنين ، سابع عشر شهر ربيع الأول ، سنة ثلاث وثمانين ، وقبض بها في شوال ، وقيل في منتصف رجب يوم الاثنين سنة ثمان وأربعين ومائة ، عن خمس وستين سنة ، أمه أم فروة ابنة القاسم بن محمد ، وقال الجعفي : اسمها فاطمة ، وكنيتها أم فروة .

 

3 - وقال في الفصول المهمة : ولد في [ سنة ] ثمانين من الهجرة ، وقيل سنة ثلاث وثمانين والأول أصح ، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة وله من العمر ثمان وستون سنة ، ويقال إنه مات بالسم في أيام المنصور.

وفى تاريخ الغفاري : أنه ولد في السابع عشر من ربيع الأول .

 

4 - مصباح الكفعمي : ولد   بالمدينة يوم الاثنين سابع عشر شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثمانين ، وكانت ولادته في زمن عبد الملك بن مروان ، وتوفي   يوم الاثنين في النصف من رجب سنة ثمان وأربعين ومائة ، مسموما في عنب .

 

5 - ثواب الأعمال : ماجيلويه ، عن عمه ، عن الكوفي ، عن ابن فضال ، عن الميثمي عن أبي بصير قال : دخلت على أم حميدة أعزيها بأبي عبد الله   فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت : يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله  عند الموت لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال : أجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة ، قالت : فلم نترك أحدا إلا جمعناه قالت : فنظر إليهم ثم قال : إن شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة .

 

روي أن المنصور لما أراد قتل أبي عبد الله عليه السلام استدعى قوماً من الأعاجم يقال لهم البعرعر لا يفهمون ولا يعقلون, فخلع عليهم الديباج المثقل, والوشي المنسوخ, وحملت إليهم الأموال, ثم استدعاهم وكانوا مائة رجل, وقال للترجمان: قل لهم: إن لي عدوا يدخل علي الليلة فاقتلوه إذا دخل, فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره, فاستدعى جعفراً عليه السلام وأمره أن يدخل وحده, ثم قال للترجمان: قل لهم هذا عدوي فقطعوه, فلما دخل الإمام تعاووا عوي الكلاب! ورموا أسلحتهم, وكتفوا أيديهم إلى ظهورهم, وخروا له سجداً, ومرغوا وجوههم على التراب! فلما رأى المنصور ذاك خاف!! وقال: ما جاء بك؟ قال: أنت, وما جئتك إلا مغتسلاً محنطاً, فقال المنصور: معاذ الله أن يكون ما تزعم, ارجع راشداً, فخرج جعفر عليه السلام والقوم على وجوههم سجداً, فقال للترجمان: قل لهم: لم لا قتلتم عدو الملك؟ فقالوا: نقتل ولينا الذي يلقانا كل يوم, ويدبر أمرنا كما يدبر الرجل أمر ولده ولا نعرف ولياًسواه, فخاف المنصور من قولهم فسرحهم تحت الليل, ثم قتله بعد ذلك بالسم.[1]


قال السيد أبو القاسم علي بن طاووس : إن من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب والنطفة الماء المهين إلى المعاندة لرب العالمين في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمد ( صلوات الله عليه ) بعد تكرار الآيات الباهرات ، حتى يكرر إحضاره للقتل سبع دفعات بلغ إليه حب الدنيا حتى عميت لأجله القلوب والعيون ( أفرأيت أن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون ) . تارة يأمر رزام بن مسلم مولى أبي خالد أن يقتل الإمام ( عليه السلام ) وهو في الحيرة ، وتارة يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) . قال قيس بن ربيع : حدثني أبي الربيع قال : دعاني المنصور يوماً قال : أما ترى الذي يبلغني عن هذا الحسيني ؟ قلت : ومن هو يا سيدي ؟ قال جعفر بن محمد : والله لأستأصلن شأفته ، ثم دعا بقائد من قواده فقال : انطلق إلى المدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمد وخذ رأسه ورأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك  . وتارة يأمر بإحراق بيته  ، ولم يقنع بهذه الأفعال الشنيعة من التعذيب والتشريد حتى شرك في دمه وقتله مسموماً بالعنب . فدُسَّ إلى الإمام الصادق ( عليه السلام ) السمُّ في زمن الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور الدوانيقي (لعنه الله)، فاستشهد ( عليه السلام ) مسموماً في الخامس والعشرين من شوال 148 هـ ، 
----------------------

البحار ج47 ص180