معجزاته

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة,حدثنا عبد الله بن منير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاعدي وأبو محمد ثابت بن ثابت, قالا: حدثنا جمهور بن حكيم, قال: رأيت علي بن الحسين × وقد نبت له أجنحة وريش فطار ثم نزل! فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين، فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟! فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه! نحن حملة العرش, ونحن على العرش, والعرش والكرسي لنا، ثم أعطاني طلعاً في غير أوانه.[1]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, في حديث أبي حمزة الثمالي: انه دخل عبد الله بن عمر على زين العابدين وقال: يا ابن الحسين أنت الذي تقول أن يونس بن متى إنما لقى من الحوت ما لقى لأنه عُرضت عليه ولاية جدي فتوقف عندها؟ قال: بلى ثكلتك أمك! قال: فأرني آية ذلك إن كنت من الصادقين, فأمر بشد عينيه بعصابة وعيني بعصابة ثم أمر بعد ساعة بفتح أعيننا فإذا نحن على شاطئ البحر تضرب أمواجه, فقال ابن عمر: يا سيدي دمي في رقبتك الله الله في نفسي!! فقال: هيه وأريه إن كنت من الصادقين, ثم قال: يا أيتها الحوت قال: فأطلع الحوت رأسه من البحر مثل الجبل العظيم وهو يقول: لبيك لبيك يا ولي الله, فقال: من أنت؟

قال: أنا حوت يونس يا سيدي, قال: أنبئنا بالخبر, قال: يا سيدي إن الله تعالى لم يبعث نبياً من آدم إلى ان صار جدك محمد إلا وقد عُرض عليه ولايتكم أهل البيت فمن قبلها من الأنبياء سَلِمَ وتَخَلَّص ومن توقف عنها وتَتَعّتَعَ[2] في حملها لقى ما لقى آدم من المعصية, وما لقى نوح من الغرق, وما لقى ابراهيم من النار, وما لقى يوسف من الجب, وما لقى أيوب من البلاء, وما لقى داود من الخطيئة, إلى إن بعث الله يونس فأوحى الله إليه أن يا يونس تولَّ أمير المؤمنين علياً والأئمة الراشدين من صلبه, في كلام له قال: فكيف أتولى من لم أره ولم أعرفه, وذهب مغتاظاً, فأوحى الله تعالى إليَّ أن التقمي يونس ولا توهني له عظماً, فمكث في بطني أربعين صباحاً يطوف مع البحار في ظلمات مئات ينادي انه {لا إله إلا انت سبحانك اني كنت من الظالمين}[3] قد قبلت ولاية علي بن أبي طالب والأئمة الراشدين من ولده فلما آمن بولايتكم أمرني ربي فقذفته على ساحل البحر, فقال زين العابدين: ارجع أيها الحوت إلى وكرك, واستوى الماء.[4]

 

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن الباقر × أنه قال: كان عبد الملك بن مروان يطوف بالبيت، وعلي بن الحسين × يطوف بين يديه, لا يلتفت إليه، ولم يكن عبد الملك يعرفه بوجهه فقال: من هذا الذي يطوف بين أيدينا ولا يلتفت إلينا؟! فقيل: هذا علي بن الحسين! فجلس مكانه وقال: ردوه إلي, فردوه, فقال له: يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك، فما يمنعك من المصير إلي! فقال علي بن الحسين ×: إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه، وأفسد أبي عليه بذلك آخرته، فإن أحببت أن تكون كهو فكن, فقال: كلا، ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا, فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال: اللهم أره حرمة أوليائك عندك! فإذا رداءه مملوء درراً يكاد شعاعها يخطف الابصار! فقال له: من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلى دنياك؟! ثم قال: اللهم خذها، فلا حاجة لي فيها.[5]

 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن ثابت البناني قال: كنت حاجاً وجماعة عباد البصرة مثل: أيوب السجستاني, وصالح المروي, وعتبة الغلام, وحبيب الفارسي, ومالك بن دينار فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقاً, وقد اشتد بالناس العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألوننا ان نستسقي لهم, فأتينا الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها فمُنعنا الاجابة، فبينما نحن كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل وقد أكربته أحزانه, وأقلقته أشجانه, فطاف بالكعبة أشواطاً ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار! ويا ثابت البناني! ويا ايوب السجستاني! ويا صالح المروي! ويا عتبة الغلام! ويا حبيب الفارسي! ويا سعد! ويا عمر! ويا صالح الاعمى! ويا رابعة! ويا سعدانة! ويا جعفر بن سليمان! فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى!! فقال: أما فيكم أحد يحبه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الاجابة، فقال: ابعدوا عن الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه, ثم أتى الكعبة فخر ساجداً فسمعته يقول في سجوده: سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث، قال: فما استتم الكلام حتى أتاهم الغيث كأفواه القرب.

فقلت: يا فتى من اين علمت أنه يحبك؟ قال: لو لم يحبني لم يستزرني, فلما استزارني علمت انه يحبني, فسألته بحبه لي فأجباني, ثم ولّى عنا وأنشأ يقول:

من عرف الرب فلم تغنه * معرفة الرب فذاك الشقي

ما ضر في الطاعة ما ناله * في طاعة الله وماذا لقي

ما يصنع العبد بغير التقى * والعز كل العز للمتقي.

فقلت يا أهل مكة من هذا الفتى؟! قالوا: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ×.[6]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, كتاب الإرشاد, الزهري: قال سعيد بن المسيب: كان الناس لا يخرجون من مكة حتى يخرج علي بن الحسين ×, فخرج وخرجت معه فنزل في بعض المنازل فصلى ركعتين سبح في سجوده فلم يبق شجر ولا مدر إلا سبحوا معه, ففزعت منه فرفع رأسه فقال: يا سعيد أفزعت؟ قلت: نعم يا ابن رسول الله, قال: هذا التسبيح الاعظم.[7]

* محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات, حدثنا عبد الله بن محمد، عن عبارة بن زيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لقيت علي بن الحسين × وهو خارج إلى ينبع, فقلت: يا بن رسول الله لو ركبت لكان أيسر, فقال: ها هنا ما هو أيسر فانظر, فحَمَلته الريح وحفت به الطير من كل جانب فما رأيت مرفوعاً أحسن منه! يرفد إلى الطير لتناغيه والريح تكلمه.[8]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن الزبير القرشي قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا العباس بن عامر قال: حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني عن يحيى بن العلاء قال: سمعت أبا جعفر × يقول: خرج علي بن الحسين ‘ إلى مكة حاجاً حتى انتهى إلى واد بين مكة والمدينة، فإذا هو برجل يقطع الطريق, قال: فقال لعلي ×: انزل، قال: تريد ماذا؟ قال: أريد أن أقتلك، وآخذ ما معك, قال: فأنا أقاسمك ما معي وأحللك, قال: فقال اللص: لا، فقال: دع معي ما أتبلغ به، فأبى عليه, قال: فأين ربك؟ قال: نائم! قال: فإذا أسدان مقبلان بين يديه، فأخذ هذا برأسه، وهذا برجليه، قال: فقال: زعمت أن ربك عنك نائم![9]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن حسن بن شمون قال: حدثني علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن × قال: ذكرت الصوت عنده فقال إن علي بن الحسين × كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته وإن الامام لو أظهر من ذلك شيئاً لما احتمله الناس من حسنه، قلت: ولم يكن رسول الله | يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله | كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون.[10]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي أن الحجاج بن يوسف لما خرّب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله ابن الزبير, ثم عمروها, فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود, فكلما نصبه عالم من علمائهم, أو قاض من قضاتهم, أو زاهد من زهادهم يتزلزل, ويقع ويضطرب, ولا يستقر الحجر في مكانه, فجاءه علي بن الحسين ‘ وأخذه من أيديهم, وسمى الله, ثم نصبه, فاستقر في مكانه, وكبر الناس, ولقد ألهم الفرزدق في قوله: يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم.[11]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن ابن فضال, عن ابن بكير, عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر × يقول: كان لعلي بن الحسين × ناقة, حج عليها اثنتين وعشرين حجة, ما قرعها قرعة قط, قال: فجاءت بعد موته وما شعرنا بها إلا وقد جاءني بعض خدمنا أو بعض الموالي, فقال: إن الناقة قد خرجت فأتت قبر علي بن الحسين فانبركت عليه, فدلكت[12]بجرانها[13] القبر وهي ترغو, فقلت: أدركوها أدركوها وجيئوني بها قبل أن يعلموا بها أو يروها, قال: وما كانت رأت القبر قط.[14]


[1] دلائل الإمامة ص201، مدينة المعاجز ج4 ص260، نوادر المعجزات ص116. 

[2] تعتع: تردد.

[3] سورة الأنبياء, الآية 87.

[4] مناقب آشوب ج3 ص281، عنه البحار ج14 ص401/ ج46 ص39/ ج61 ص52، مدينة المعاجز ج2 ص28، الصراط المستقيم ج2 ص133، قصص الأنبياء للجزائري ص493، نوادر المعجزات ص117, اللمعة البيضاء ص217، تفسير نور الثقلين ج3 ص435/ ج4 ص432. 

[5] الخرائج والجرائح ج1 ص255, عنه البحار ج46 ص120, الثاقب في المناقب ص365, مدينة المعاجز ج4 ص384, الصراط المستقيم ج2 ص180 مختصراً.

[6] الإحتجاج ج2 ص47، عنه البحار ج46 ص50، مدينة المعاجز ج4 ص316، مستدرك الوسائل ج6 ص208، مناقب آشوب ج3 ص282.

[7] مناقب آشوب ج3 ص279، عنه البحار ج46 ص37، روضة الواعظين ص290، مستدرك الوسائل ج5 ص147 مع زيادة يسيرة، الثاقب في المناقب ص165، الصراط المستقيم ج3 ص246، إختيار معرفة الرجال للطوسي ج1 ص333, مدينة المعاجز ج4 ص376، تفسير نور الثقلين ج3 ص445.

[8] نوادر المعجزات ص117, دلائل الإمامة ص201, مدينة المعاجز ج4 ص260.

[9] الأمالي للطوسي ص673, عنه البحار ج46 ص41, مناقب آشوب ج3 ص282, مدينة المعاجز ج4 ص340.

[10] الكافي ج2 ص614, عنه البحار ج16 ص187/ ج25 ص164, الإحتجاج ج2 ص170, عنه البحار ج46 ص69/ ج76 ص254, مدينة المعاجز ج4 ص440, التفسير الصافي ج1 ص71, مستدرك الوسائل ج4 ص274, الحدائق الناضرة ج18 ص109, وسائل الشيعة ج4 ص859 بعضه.

[11] الخرائج والجرائح ج1 ص268، عنه بحار الأنوار ج46 ص32/ ج96 ص62، مستدرك الوسائل ج9 ص327، مدينة المعاجز ج4 ص414، الصراط المستقيم ج2 ص181 باختصار.

[12] دلك الشيء: مَرَسه وعَركه.

[13] الجران: مقدم العنق من مذبح البعير أي منحره.

[14] الكافي ج1 ص467، مدينة المعاجز ج4 ص274، بصائر الدرجات ص373، عنه البحار ج27 ص268، الإختصاص ص300، عنه البحار ج27 ص270، وسائل الشيعة ج8 ص89.