شمائله و أوصافه الشريفة

يروي الشيخ الجليل علي بن عيسى الاربلي (رحمه الله) في كشف الغمة ان الامام الحسن صلوات الله عليه كان أبيض مشرباً بالحمرة ، أدعج العينين، سهل الخدين ، دقيق المسربة كث اللحية ذا وفرة ، كأن عنقه ابريق فضة ، عظيم الكراديس ، بعيد ما بين المنكبين ، ربعة ليس بالطويل و لا القصير ن مليحاً من أح-سن الناس وجهاً ، وكان يخضب بالسواد ، و كان جعد الشعر ، حسن البدن .

و يروي عن أمير المؤمنين أنه قال : كان الحسن بن علي أشبه برسول الله صلوات الله عليه و آله ما بين الصدر الى الرأس و الحسين أشبه فيما كان  أسفل ذلك .

  * الشيخ الصدوق في اماليه، حدثنا علي بن أحمد ره قال حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي قال حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر قال قال الصادق ع حدثني أبي عن أبيه ع أن الحسن بن علي بن أبي طالب ع كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم و كان إذا حج حج ماشيا و ربما مشى حافيا و كان إذا ذكر الموت بكى و إذا ذكر القبر بكى و إذا ذكر البعث و النشور بكى و إذا ذكر الممر على الصراط بكى و إذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها و كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز و جل و كان إذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم و يسأل الله الجنة و يعوذ به من النار[1] و كان ع لا يقرأ من كتاب الله عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلا قال لبيك اللهم لبيك و لم ير في شي‏ء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه و كان أصدق الناس لهجة و أفصحهم منطقا و لقد قيل لمعاوية ذات يوم لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب ع فصعد المنبر فخطب ليبين للناس نقصه فدعاه فقال له اصعد المنبر و تكلم بكلمات تعظنا بها فقام ع فصعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب و ابن سيدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله أنا ابن خير خلق الله أنا ابن رسول الله أنا ابن صاحب الفضائل أنا ابن صاحب المعجزات و الدلائل أنا ابن أمير المؤمنين أنا المدفوع عن حقي أنا و أخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة أنا ابن الركن و المقام أنا ابن مكة و منى أنا ابن المشعر و العرفات فقال له معاوية يا أبا محمد خذ في نعت الرطب و دع هذا فقال ع الريح تنفخه و الحرور ينضجه و البرد يطيبه ثم عاد ع في كلامه فقال أنا إمام خلق الله و ابن محمد رسول الله فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس فقال يا أبا محمد انزل فقد كفى ما جرى فنزل .[2]


[1] الى هنا ذكر الرواية عدة الداعي ص151.

[2] امالي الصدوق ص178، عنه البحار ج43 ص321، فلاح السائل ص268 باختصار.